قال البخاري : أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي (عليهما السلام) ، سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قاله محمد ، حدثنا سعيد بن عبدالملك بن واقد الحراني ، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف ، عن الأشعث بن سحيم عن أبيه عن أنس ، قال أبو عبد الله ـ أي البخاري ـ : وسعيد بن عبدالملك يتكلمون فيه (1) .
  الثاني عشر : ما روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري
  ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (2) ، أخبرني الأزهري ، أنبأنا المعافى بن زكريا ، أنبأنا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر ، أنبأنا علي بن مسلم الطوسي ، أنبأنا سعيد بن عامرة ، عن قاموس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر بن عبدالله ، قال : وحدثنا مرة أُخرى عن أبيه ، عن جابر قال : ... (*) ، ويقول : (( لعن الله قاتلك ، قال جابر : فقلت : يارسول الله ، ومن قاتله ؟ قال : رجل يبغض عترتي ، لا تناله شفاعتي ، كأني بنفسه بين أطباق النيران ، يرسب تارة ويطفو أُخرى ، وأن جوفه ليقول : غق غق )) (3) .
  الثالث عشر : ما روي عن سيد الشهداء
  الضحاك : حدثنا يعقوب ، حدثنا سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبدالله بن حنطب قال : لما أُحيط بالحسين بن علي (عليهما السلام) قال

---------------------------
(1) التاريخ الكبير 2/30 ، قلت : قد وثّق سعيداً هذا ابنُ حبان وذكره في ثقاته .
(2) رواه في تاريخه ( تاريخ بغداد ) 4/58 .
(*) ذكر المؤلف رواية رفعناها من المتن لأنها لا تتناسب مع مقام الرسول (ص) والإمام الحسين (ع) ، (موقع معهد الإمامين الحسنَين) .
(3) تاريخ دمشق 14/224 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 54 _

  : (( ما اسم الأرض ؟ قيل : كربلاء ، فقال : صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أرض كرب وبلاء )) (1) .
  ابن أبي جرادة : قال عبدالله بن محمد : وحدثني عمي قال : حدثني القاسم بن سلام قال : حدثني حجاج بن محمد ، عن أبي معشر ، عن بعض مشيخته ، قال : قال الحسين بن علي حين نزلوا كربلاء : (( ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلا ، قال : كرب وبلاء )) (2) .
  ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن الحسن بن دينار ، عن معاوية بن قرة ، قال : قال الحسين : (( والله ليعتدنَّ عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت )) (3) .
  ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبي قال : قال الحسين بن علي : (( والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ! فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من فرم (*) الأمة )) .
  قال : فقدم العراق فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستين (4) .
  الحميدي : حدثنا سفيان ، عن سالم ـ إن شاء الله ـ قال : قال عمر بن سعد للحسين : إن قوماً من السفهاء يزعمون أني أقتلك ، فقال حسين : (( ليسوا بسفهاء ، ولكنهم حلماء ، ثم قال : والله إنه ليقر بعيني أنك لا تأكل من بر العراق بعدي إلا قليلاً )) (5) ، والسند صحيح .

---------------------------
(1) الآحاد والمثاني 1/307 ، الرقم 424 ، وسنده حسن ، ومجمع الزوائد 9/192 قال : رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وهو ضعيف وقد وثق .
(2) بغية الطلب 6/2616 .
(3) رواه في الطبقات ـ القسم غير المطبوع ـ وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق 14/216 .
(4) رواه في الطبقات ـ القسم غير المطبوع ـ ، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق 14/216 .
(*) في ابن الأثير : الفرام : خرقة تجعلها المرأة في قبلها إذا حاضت ، (موقع معهد الإمامين الحسنَين) .
(5) تاريخ دمشق 45/47 بسند صحيح عن الحميدي ، وتهذيب الكمال 21/358 عن الحميدي .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 55 _

  عمر بن شبّة : حدثنا أبو أحمد ، حدثني عمي فضيل بن الزبير ، عن عبدالرحيم بن ميمون ، عن محمد بن عمرو قال : كنا مع الحسين بنهري كربلاء ، فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال : (( صدق الله ورسوله ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي )) ، وكان شمر ـ قبحه الله ـ أبرص ، وتقاسم الناس ما كان من أمواله وحواصله ، وما في خبائه حتى ما على النساء من الثياب الطاهرة (1) .

---------------------------
(1) البداية والنهاية 8/204 ، ولم يعلق على السند ، وورواه ابن عساكر بسند متصل إلى عمر بن شبة في تاريخ دمشق 23/190 ، و 55/16 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 56 _

روايات أُخر

  1 / ما روي عن كعب الأحبار : الطبراني : حدثنا علي بن عبدالعزيز ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عبدالجبار بن العباس ، عن عمار الدهني قال : مرّ علي (رضي الله عنه) على كعب ، فقال (*) : يُقتل من ولد هذا الرجل رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فمرّ حسن (رضي الله عنه) ، فقالوا : هذا ياأبا إسحاق ؟ قال : لا ، فمرّ الحسين ، فقالوا : هذا ؟ قال : نعم (1) .
  2 / محمد بن صالح : ابن عساكر : أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنبأنا محمد بن أحمد بن حسنون ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا يونس ، أنبأنا ابن وهب ، حدثني نافع بن يزيد ، عن محمد بن صالح : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أخبره جبرئيل أن أُمته ستقتل حسين بن علي ! فقال : (( يا جبريل أفلا أرجع فيه ؟ قال : لا ، لأنه أمر قد كتبه الله )) (2) .
  3 / سعيد بن جمهان : الذهبي : حماد بن زيد ، عن سعيد بن جمهان : أن رسول الله أتاه جبرئيل بتراب من تراب القرية التي يقتل فيها الحسين ، وقيل له : اسمها كربلا ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( كرب وبلاء )) (3) .
  ابن عساكر : أخبرنا أبو غالب وأبو عبدالله ابنا الحسن ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي إجازة ، قالا : وأخبرنا أبو تمام الواسطي إجازة ، أنبأنا أحمد

---------------------------
(*) أي : كعب ، (موقع معهد الإمامين الحسنَين) .
(1) المعجم الكبير 3/117 ، وتهذيب الكمال 6/410 ، وتاريخ دمشق 14/199 بسند متصل عن أبي القاسم البغوي حدثني عمي أنبأنا أبو نعيم ، ورواه عن الطبراني أيضا ، وبغية الطلب 2602 عن الطبراني بسنده ، وسير أعلام النبلاء 3/290 ، ومجمع الزوائد 9/193 ، قال : رجاله ثقات .
(2) تاريخ دمشق 14/197 .
(3) تاريخ الإسلام 3/11 ، وسير أعلام النبلاء 3/290 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 57 _

  بن عبيد قراءة ، أخبرنا محمد بن الحسين ، أخبرنا ابن أبي هيثمة خالد بن خراش ، أخبرنا حماد بن زيد ، عن سعيد جمهان ... (1) .
  4 / الهيثم البكاء : التميمي المغربي : حدثني يحيى بن محمد بن يحيى بن سلام ، حدثني أبي ، عن جدي قال : حدثني الهيثم البكاء قال : نزل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفاطمة في الحجرة ، أو قال : خرجت فاطمة إلى الحجرة ومعها الحسين يومئذ إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان يشق عليه بكاؤه ، فسرحته فحبا أو مشى ، حتى بلغ باب البيت فخشيت أن يدخل عليهما فاستدْنتْ فأخذتْه ، فسكت فرجعتْ به إلى مكانها ، فبكى فسرحته ، فسكت حتى بلغ الباب .... فدخل فأخذه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجعله في حجره فقال له جبرئيل : أتحب ابنك يامحمد ؟ قال : (( نعم ، قال : أما إن أُمتك ستقتله ، ثم مال بجناحه الى أرض كربلاء ، فقال : بأرضٍ هذه تربتها ، ثم صعد جبرئيل وخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من البيت وهو حامل حسيناً على عنقه وبيده القبضة وهو يبكي ، فقالت فاطمة : ما يبكيك يارسول الله ؟ قال : ابني تقتله أُمتي بأرضٍ هذه تربتها ، أخبرني به جبرئيل )) (2) .
  5 / رأس الجالوت : الطبراني : حدثنا محمد بن التمار البصري ، أنبأنا محمد بن كثير العبدي ، أنبأنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبدالرحمن ، عن العلاء بن أبي عائشة ، عن أبيه ، عن رأس الجالوت قال : كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي ، فكنت إذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها ، فلما قتل الحسين جعلت أسير بعد ذلك على هيئتي (3) .

---------------------------
(1) تاريخ دمشق 14/197 .
(2) المحن / 139 .
(3) المعجم الكبير 2/111 ، الحديث 2827 ، وتاريخ الطبري 4/296 ، وسير أعلام النبلاء 3/291 ، وتاريخ دمشق 14/200 ، وبغية الطلب 6/2602 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 58 _

  الطبري : حدثني العلاء بن أبي عائشة ، عن أبيه قال : حدثني رأس الجالوت : ما مررت بكربلاء إلا وأنا أركض دابتي حتى أخلف المكان ، قال : قلت : لِمَ ؟ قال : كنا نتحدث أن ولد نبي مقتول في ذلك المكان ، قال : وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلما قتل الحسين قلنا : هذا الذي كنا نتحدث ! قال : وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا أركض (1) .
  6 / شهيد من شهداء الطف : ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن عامر بن أبي محمد ، عن الهيثم بن موسى قال : قال العريان بن الهيثم : كان أبي يتبدى فينزل قريباً من الموضع الذي كان في معركة الحسين ، فكنا لا نبدو إلا وجدنا من بني أسد هناك ، فقال له أبي : أراك ملازماً هذا المكان ؟! قال : بلغني أن حسيناً يقتل ها هنا ، فأنا أخرج لعلي أُصادفه فأُقتل معه .
  فلما قتل الحسين ، قال أبي : انطلقوا ننظر هل الأسدي في مَن قُتل ؟ فأتينا المعركة فطوفنا ، فإذا الأسدي مقتول (2) .

---------------------------
(1) تاريخ الطبري / 493 .
(2) رواه في الطبقات ـ القسم غير المطبوع ـ وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق 14/216 ، وبغية الطلب 6/2619 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 59 _

ما رفع حجر يوم قتل الحسين إلا وتحته دم عبيط

  1 / يعقوب بن سفيان : ثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد بن زيد ، عن معمر قال : أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبدالملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي ؟ فقال الزهري : بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط (1) .
  2 / البيهقي : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبدالله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا سليمان بن حرب ... (2) .
  3 / ابن عساكر : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل ، أخبرنا أحمد بن الحسين ، وأخبرنا أبو محمد السلمي ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا محمد بن هبة الله ، قالوا : أخبرنا محمد بن الحسين ، أخبرنا عبدالله بن جعفر ، أخبرنا يعقوب بن سفيان ... (3) .
  مرتبة الرواية : سند صحيح ، رجاله ثقات أجلاء حفّاظ بالاتفاق .
  * يعقوب بن سفيان : هو الحافظ الفسوي ، قال الحافظ الذهبي : الإمام الحافظ ، الحجة الرحال ، محدث إقليم فارس ، أبو يوسف يعقوب بن سفيان ، من أهل مدينة فسا ، قال أبو زرعة : قدم علينا رجلان من نبلاء الرجال ، أحدهما وأجلهما يعقوب بن سفيان ، يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلاً (4) ، ولم ينفرد بالحديث .
  * سليمان بن حرب : ابن بجيل ، قال الحافظ الذهبي : الإمام الثقة الحافظ شيخ الإسلام ، أبو أيوب الواشحي ، الأزدي ، قاضي مكة ، قال أبو حاتم : سليمان بن

---------------------------
(1) تهذيب الكمال 6/434 ، وسير أعلام النبلاء 3/314 .
(2) دلائل النبوة 6/471 .
(3) تاريخ دمشق 14/229 .
(4) سير أعلام النبلاء 13/180 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 60 _

  حرب إمام من الأئمة ، كان لا يدلس ، ويتكلم في الرجال وفي الفقه ... ولقد حضرت مجلس سليمان ببغداد فحرزوا من حضر مجلسه أربعين ألف رجال ، كان قلّ من يرضى من المشايخ ، فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة ، روى له الستة وغيرهم (1) .
  * حماد بن زيد : ابن درهم ، قال الحافظ الذهبي : العلامة الحافظ الثبت محدث الوقت ، أبو إسماعيل ، قال أحمد بن حنبل : حماد بن زيد من أئمة المسلمين ، من أهل الدين ، وقال عبد الرحمن بن مهدي : لم أرَ أحداً قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السّنة من حماد بن زيد ، وقال : أئمة الناس في زمانهم أربعة : سفيان الثوري بالكوفة ، ومالك بالحجاز ، والأوزاعي بالشام ، وحماد بن زيد بالبصرة ، وقال ابن معين : ليس أحد أثبت من حماد ، وقال ابن خراش : لم يخطئ حماد بن زيد في حديث قط ... (2) .
  * معمر : هو ابن راشد ، قال الحافظ الذهبي : الإمام الحافظ ، شيخ الإسلام ، أبو عروة نزيل اليمن .
  قال أحمد : لست تضم معمراً إلى أحد إلا وجدته فوقه ... (3) .
  * الزهري : هو محمد بن مسلم ، قال الحافظ الذهبي : الإمام العلم ، حافظ زمانه أبو بكر القرشي المدني نزيل الشام ... (4) ، قلت : وهو من أشهر أئمة السّنة على الإطلاق ، وترجمته طويلة الذيل تفوق تراجم الصحابة .
  أسانيد أُخر : والحديث مستفيض عن الزهري رواه عنه كلٌّ من : ابن جريح ، وأبو بكر الهذلي ، ومحمد بن عبدالله بن سعيد بن العاص وغيرهم .
  4 / قال الطبراني : حدثنا علي بن عبدالعزيز ، أخبرنا إبراهيم بن عبدالله الهروي ، أخبرنا هشيم ، أخبرنا أبو معشر ، عن محمد بن عبدالله بن سعيد بن

---------------------------
(1) سير أعلام النبلاء 10/330 .
(2) سير أعلام النبلاء 7/456 .
(3) سير أعلام النبلاء 7/5 .
(4) سير أعلام النبلاء 5/326 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 61 _

  العاص ، عن الزهري ، قال : قال لي عبدالملك بن مروان : أي واحد أنت إن أخبرتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي ؟ قال : قلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط ، فقال لي عبدالملك : إني وإياك في هذا الحديث لقرينان (1) .
  5 / قال الطبراني : حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الضحاك بن مخلد ، عن ابن جريح ، عن ابن شهاب قال : ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم (2) .
  قال : حدثنا الحضرمي ، أخبرنا يزيد بن مهران أبو خالد ، أخبرنا أسباط بن محمد ، عن أبي بكر الهذلي عن الزهري قال : لما قتل الحسين بن علي (رضي الله عنه) لم يرفع حجر ببيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط (3) .
  6 / أبو العرب : حدثني بكر بن حماد ، حدثني إبراهيم بن سليمان الرملي ، حدثني سعيد بن كثير بن غفير ، عن يحيى بن وشاح ، عن السري بن يحيى ، عن الزهري قال : دخلت على عبدالملك وهو في القبة فقال لي : استدر من وراء السجف ، فاستدرت ، فقال : أتدري ما حدث في الأرض يوم قتل الحسين ؟ قلت : نعم ، قال : لم يقلب حجر ولم يكشف إناء ببيت المقدس إلا أصابوا تحته دماً عبيطاً ، فقال لي : إني وإياك غريبان في هذا الحديث ، فإياك أن أسمعه من أحد (4) .

---------------------------
(1) المعجم الكبير 3/119 ، ومجمع الزوائد 9/196 قال : ورجاله ثقات ، ورواه ابن أبي جرادة في بغية الطلب 6/2637 بسنده عن عيسى بن يونس عن أبي بكر الهذلي عن الزهري ، وعن حماد عن معمر عنه .
(2) المعجم الكبير 2/113 ، الحديث 2835 ، ومجمع الزوائد 9/196 قال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، ورواه ابوالعرب التميمي في المحن / 40 قال : حدثني عمر بن يوسف ، ثنا ابراهيم بن مرزوق ، حدثني أبو عاصم عن ابن جريح عن ابن شهاب : قال : لما قتل الحسين بن علي لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط .
(3) المعجم الكبير 2/113 ، الحديث 2834 .
(4) المحن / 40 ، وإتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى 1/216 قال : حكى السري بن يحيى عن ابن شهاب .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 62 _

  طريق آخر : 7 / محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، حدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال : أرسل عبدالملك إلى ابن رأس الجالوت فقال : هل كان في قتل الحسين (عليه السلام) علامة ؟ قال : ما كشف يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط (1) .
  8 / يعقوب بن سفيان : حدثني أيوب بن محمد الرقي ، حدثنا سلام بن سليمان الثقفي ، عن زيد بن عمرو الكندي قال : حدثتني أُم حبان قالت : يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثاً ولم يمس منا أحد من زعفرانهم شيئاً فجعله على وجهه إلا احترق ، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط (2) .

بكاء السماء وظهور الحمرة فيها حزناً على الحسين (عليه السلام)

  1 / أبو العرب التميمي المغربي : حدثني بكر بن حماد ، حدثني علي بن سليمان الهاشمي ـ قال أبو العرب وكان قدم المغرب وكان ثقة ـ عن حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس : إنما حدثت هذه الحمرة التي في السماء حين قتل الحسين (3) .
  مرتبة الرواية : سند صحيح ، رجاله ثقات .
  * أبو العرب : هو محمد بن أحمد بن تميم بن تمام المغربي الأفريقي ، قال الحافظ الذهبي : العلامة المفتي ذو الفنون ، سمع من خلق كثير وصنف التصانيف ، وكان فيما قال القاضي عياض : حافظاً للمذهب ، مفتياً ، غلب عليه علم الحديث

---------------------------
(1) تاريخ دمشق 14/230 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2/349 عن الواقدي عن عمر بن محمد ، ومحمد بن عمر هو ابن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) .
(2) الخصائص الكبري للبيهقي 2/126 ، وتهذيب الكمال 6/434 ، وتاريخ دمشق 14/229 بسند متصل إلى يعقوب بن سفيان ، وبغية الطلب 6/2637 .
(3) المحن / 40 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 63 _

  والرجال ، وصنف ( طبقات أهل إفريقية ) وكتاب ( المحن ) وكتاب ( التاريخ ) ، وقيل : إنه كتب بيده ثلاثة آلاف كتاب (1) .
  * بكر بن حماد : هو التاهرتي ، قال العجلي : كان من أئمة أصحاب الحديث (2) .
  * علي بن سليمان : ثقة كما قال أبو العرب .
  * حماد بن سلمة : ثقة ثبت بالاتفاق ، تقدم ذكره .
  * عمار بن أبي عمار : ثقة ، وقد تقدم ذكره .
  2 / ابن عساكر : أخبرنا أبو محمد عبدالكريم بن حمزة ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ، وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أخبرنا محمد بن هبة الله .
  قالا : أخبرنا محمد بن الحسين ، أخبرنا عبدالله ، أخبرنا يعقوب ، أخبرنا سليمان بن حرب ، أخبرنا حماد بن زيد ، عن هشام ، عن محمد قال : تعلم هذه الحمرة في الأُفق مِمَّ هو ؟! فقال : من يوم قتل الحسين بن علي (3) .
  مرتبة الرواية : سند صحيح ، رجاله ثقات أجلاء حفاظ .
  * عبد الكريم بن حمزة : هو ابن الخضر ، قال الحافظ الذهبي : الشيخ الثقة المسند أبو محمد السلمي ، قال الحافظ ابن عساكر : كان شيخاً ثقة مستوراً سهلاً ، قرأت عليه الكثير ، مات سنة ( 526 ) (4) .
  * أبو بكر أحمد بن علي : هو الحافظ المشهور صاحب كتاب ( تاريخ بغداد ) غني عن التعريف .
  * أبو القاسم السمرقندي : هو إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي ، الدمشقي المولد ، البغدادي الموطن ، قال الذهبي : الشيخ الإمام

---------------------------
(1) سير أعلام النبلاء 15/394 .
(2) معرفة الثقات / 254 .
(3) تاريخ دمشق 14/228 .
(4) سير أعلام النبلاء 19/600 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 64 _

  المحدث المفيد المسند أبو القاسم ، قال البسطامي : أبو القاسم إسناد خراسان والعراق ، وقال ابن عساكر : ثقة مكثراً ، صاحب أُصول ، دلالاً في الكتب ، وعاش إلى أن خلت بغداد ، وصار محدثها كثرة وإسناداً ، حتى صار يطلب على التسميع بعد حرصه على التحديث ، وقال السلفي : ثقة ، له أُنس بمعرفة الرجال ، يعرف الحديث ، وسمع الكتب ، مات سنة ( 536 ) (1) .
  * محمد بن هبة الله : هو ابن اللالكائي ، قال الحافظ الذهبي : الفقيه أبو بكر محمد بن الحافظ هبة الله بن الحسن بن منصور (2) .
  * محمد بن الحسين : هو ابن محمد بن الفضل القطان ، قال الحافظ الذهبي : الشيخ العالم الثقة أبو الحسين محمد بن الحسين الأزرق ، سمع وهو ابن خمس سنين ، له عن عبدالله بن جعفر بن درستويه الفارسي وعنده عنه تاريخ الفسوي ... وهو مجمع على ثقته ، مات سنة ( 415 ) (3) .
  * عبدالله : هو ابن جعفر بن درستويه الفارسي ، قال الحافظ الذهبي : الإمام العلامة شيخ النحو ، أبو محمد عبدالله بن جعفر ، سمع يعقوب الفسوي فأكثره ـ له عن تاريخه ومشيخته ـ ... قدم من مدينة فسا في صباه إلى بغداد واستوطنها ، وبرع في العربية ، وصنف التصانيف ، ورزق الإسناد العالي ، وكان ثقة ، وكان ناصراً لنحو البصريين ، وتخرج به أئمة ، وثقه ابن مندة وغيره ، وقال الأزهري : رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يعقوب بن سفيان ، ووجدت سماعه فيه صحيحاً (4) .
  * يعقوب : هو ابن سفيان الحافظ الفسوي ، وقد تقدم .
  * سليمان بن حرب : ثقة ثبت بالاتفاق ، وقد تقدم .
  * حماد بن زيد : ثقة ثبت بالاتفاق ، وقد تقدم .

---------------------------
(1) سير أعلام النبلاء 20/28 .
(2) سير أعلام النبلاء 18/447 .
(3) سير أعلام النبلاء 17/331 .
(4) سير أعلام النبلاء 15/531 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 65 _

  * هشام : هو ابن حسان أبو عبدالله البصري ، قال ابن سيرين : هشام منا أهل البيت ، وقال ابن أبي عروبة : ما رأيت أو ما كان أحد أحفظ عن محمد بن سيرين من هشام ، وثقه العجلي وابن سعد وابن معين ، وقال أبو حاتم : كان صدوقاً ، وقال الذهبي : ثقة إمام كبير الشأن ، وقال ابن حجر : ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين ، روى له الستة وغيرهم (1) .
  * محمد : هو ابن سيرين ، ثقة إمام ثبت بالاتفاق ، ولد لسنتين بقيتا من إمارة عثمان ، قال ابن حجر : ثقة ثبت عابد كبير القدر ، كان لا يرى الرواية بالمعنى .
  3 / ابن سعد : أخبرنا موسى بن إسماعيل حدثنا يوسف بن عبدة قال : سمعت محمد بن سيرين يقول : لم تكن هذه الحمرة في السماء عند طلوع الشمس وعند غروبها حتى قتل الحسين (عليه السلام) (2) .
  مرتبة الرواية : سند حسن بل صحيح ، رجاله ثقات .
  * موسى بن إسماعيل : هو المنقري أبو سلمة المصري ، قال ابن معين : ثقة مأمون ، وقال الطيالسي : ثقة صدوق ، وقال أبو حاتم : ثقة كان أيقظ من الحجاج الأنماطي ولا أعلم أحداً بالبصرة ممن أدركناه أحسن حديثاً من أبي سلمة ... روى له الستة (3) .
  * يوسف بن عبدة : هو البصري القصاب أبو عبدالله ، وثقه ابن معين ، وذكره ابن حبان في الثقات .
  وقال البزار مشهور لا بأس به ، روى له البخاري في الأدب والترمذي (4) ، وذكره ابن شاهين في ثقاته ، ونقل عن ابن معين وثاقته .

---------------------------
(1) تهذيب الكمال 30/181 ، الرقم 6572 .
(2) الطبقات الكبرى 8 ، الحديث 133 .
(3) تهذيب الكمال 29/21 ، الرقم 6325 .
(4) تهذيب الكمال 32/438 ، الرقم 7143 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 66_

  4 / الطبراني : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، حدثنا يحيى الحماني ، حدثنا حماد بن زيد ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين قال : لم يكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين (1) .
  5 / ابن عساكر : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وأبو إسحاق بن إبراهيم بن طاهر بن بركات قالا : أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الروزبهان ، أخبرنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس الستوري ، أخبرنا محمد بن مقبل ، أخبرنا يحيى بن السري ، أخبرنا روح بن عبادة ، عن ابن عون عن محمد بن سيرين ، قال : لم تكن ترى الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي (2) .
  6 / ابن عساكر : أخبرنا أبو عبدالله الخلال ، أنبأنا سعيد بن أحمد العيار ، انبأنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن محمد بن زكريا الشيباني ، أنبأنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني القاضي ، أنبأنا أحمد بن الحسن الخزاز ، أنبأنا أبي ، أنبأنا حصين بن مخارق ، عن داود بن أبي هند ، عن ابن سيرين قال : لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين بن علي (3) .
  7 / ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أخبرنا أحمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم .
  وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا أبي أبو طاهر ، قالا : أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن عبدالله الصرصري ، أخبرنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، أخبرنا الحسين بن شيب المؤدب أخبرنا خلف بن خليفة ، عن أبيه قال : لما قتل الحسين اسودّت السماء وظهرت الكواكب نهاراً ، حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر (4) .

---------------------------
(1) المعجم الكبير 3/114 ، وسنده حسن لمكان الحماني .
(2) تاريخ دمشق 14/228 .
(3) تاريخ دمشق 14/225 ، وتاريخ حلب 6/2634 ، وسير أعلام النبلاء للذهبي 3/312 .
(4) تاريخ دمشق 14/226 ، وتهذيب الكمال 6/432 عن المحاملي .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 67_

  مرتبة الحديث : حسن ، رجاله موثقون .
  * أبو القاسم السمرقندي ، ثقة حافظ بالاتفاق ، تقدم .
  * أحمد بن أبي عثمان : هو ابن الحسن بن محمد بن عمرو بن منتاب البصري الدقاق ، المقرئ .
  قال الذهبي : ابن منتاب ، الإمام الثقة ، مقرئ مجود مكثر ، ديّن مهيب ، لقن جماعة ختموا عليه .
  مات في ذي القعدة سنة ( 474 ) وشيّعه خلائق (1) .
  * أحمد بن محمد بن إبراهيم : هو ابن علي القصاري الخوارزمي ، أبو طاهر ، قال ابن ماكولا : سكن بغداد وبها مات ، وسمعنا منه مع جماعة ، ذكره لنا الحميدي ، وقال السمعاني : وكان رسولاً من حضرة الخلافة إلى غزنة ، ولم يكن يعرف شيئاً غير أنه كان فطناً كيساً ، هكذا ذكره لي عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ؛ سمع أبا القاسم إسماعيل الأحاديث المعروفة بـ (الصرصريات) ، روى لنا عنه ابنه ، وأبو القاسم السمرقندي وعبد الوهاب الحافظ ، ومفلح ، وعبد الخالق بن البدن ، كانت ولادته سنة ( 395 ) ، ومات في ذي الحجة سنة ( 474 ) (2) ، قلت : حديثه على أسوأ التقديرات بمرتبة الحسن ، قال الذهبي : والجمهور على أن كان من المشايخ روى عنه جماعة ، ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح (3) ، وأبو طاهر هذا روى عنه حفاظ زمانه ، كما لم ينفرد بالحديث .
  * ابنه : هو أبو عبدالله محمد بن أحمد بن إبراهيم القصاري ، من أهل بغداد ، شيخ كان يسكن باب المراتب ، أحضره والده مجلس الصريفيني الخطيب ، وسمع أجزاء منه ، وسمع أباه ، وغيرهما ، قرأت عليه شئياً يسيراً ، توفي سنة ( 534 ) فجأة (4) .

---------------------------
(1) سير أعلام النبلاء 18/559 .
(2) إكمال الكمال 7/48 ، والأنساب 4/509 .
(3) ميزان الاعتدال 3/426 .
(4) الأنساب 4/509 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 68 _

  * إسماعيل بن الحسن بن عبدالله الصرصري : ذكره السمعاني فقال : شيخ صدوق ثقة ، سمع المحاملي وغيره مات سنة ( 403 ) (1) .
  * المحاملي : هو الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ، قال الذهبي : القاضي الإمام العلامة المحدث الثقة ، مسند الوقت أبو عبدالله ، مولده في أول سنة خمس وثلاثين ومئتين ، قال أبو بكر الخطيب : كان فاضلا ديّناً ، شهد عند القضاة وله عشرون سنة ، وولي قضاء الكوفة ستين سنة ، وقال أبو بكر الداوودي : كان يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل ، قال ابن شاهين : حضر معنا ابن المظفر مجلس القاضي المحاملي ، فقال لي : يا أبا حفص ما عدمنا من ابن صاعد إلا عينيه ، يريد أن المحاملي نظير ابن ساعد في الثقة والعلو (2) .
  * الحسن بن شبيب المؤدب : بغدادي ويعرف بالمكتب أيضا ، ذكره ابن حبان في الثقات فقال : يروي عن شريك وخلف بن خليفة ، حدثنا عنه أبو يعلى ربما غرب (3) ، ذكره ابن عدي وقال : وأرى أحاديثه قلما يتابع عليه ، ذكره الخطيب وقال : الحسن بن شبيب بن راشد بن مطر أبو علي المؤدب حدث عن شريك وخلف ، وعنه السدوسي والسقطي والدوري وأبو يعلى وغيرهم ، قال ابن المقرئ : هكذا حدثنا هذا الشيخ ولم أكتبه إلا عنه وكتب عنه جماعة أصحابنا وكان يوثق ، وقال الدارقطني : إخباري يعتبر به وليس بالقوي يحدث عنه المحاملي (4) .
  * خلف بن خليفة : بن صاعد بن رام ، أبو أحمد الواسطي ، قال ابن معين : ليس به بأس صدوق .
  وقال النسائي وابن عمار : ليس به بأس ، وقال أبو حاتم : صدوق ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، ولا أُبرئه من أن يخطئ في بعض الأحايين في رواياته ، ووثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان ومسلمة وابن

---------------------------
(1) الأنساب 3/535 .
(2) سير أعلام النبلاء 15/258 ، الرقم 110 .
(3) الثقات 8/172 .
(4) تاريخ بغداد 7/338 ، الرقم 3843 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 67_

  شاهين ، وقال ابن أبي شيبة : صدوق ثقة ، لكنه خرف فاضطرب عليه حديثه ، روى له البخاري في الأدب والباقون (1) .
  * خليفة بن صاعد : ابن برام ، روى عن عبدالله بن الزبير ، وعبدالله بن عمر وأسماء بنت أبي بكر .
  ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الحافظ ابن حجر : صدوق من الثالثة ، ولم يقدح فيه أصلا (2) .
  8 / المدائني : عن علي بن مدرك ، عن جده الأسود بن قيس قال : احمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر تُرى كالدم (3) .
  9 / ابن سعد : أنبأنا علي بن محمد ـ المدائني ـ عن علي بن مدرك ، عن جده الأسود بن قيس قال : احمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يُرى ذلك في آفاق السماء كأنها الدم .
  قال : فحدثت بذلك شريكاً ، فقال لي : ما أنت من الأسود ؟ قلت : هو جدي أبو أُمي ، قال : أما والله إن كان لصدوق الحديث عظيم الأمانة مكرماً للضيف (4) .
  10 / الطبراني : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، حدثنا منجاب بن الحارث ، حدثنا علي بن مسهر ، حدثتني جدتي أُم حكيم قالت : قتل الحسين بن علي وأنا يومئذ جويرية ؛ فمكثت المساءُ أياماً مثل العقلة (5) .
  11 / يعقوب بن سفيان : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثتنا أُم شوقي العبدية ، حدثتني نضرة الأزدية قالت : لما قتل الحسين مطرت السماء دماً فأصبحنا وكل شيء ملآن دماً (6) .

---------------------------
(1) تهذيب الكمال 8/284 ، الرقم 1707 .
(2) تهذيب الكمال 8/320 ، الرقم 1720 .
(3) سير أعلام النبلاء 3/312 ، وتهذيب الكمال 6/432 .
(4) تاريخ دمشق 14/227 بسند متصل الى ابن سعد .
(5) المعجم الكبير 3/113 ، الحديث 2836 ، ومجمع الزوائد 9/196 قال : ورجاله إلى أُم حكيم رجال الصحيح ، ودلائل النبوة للبيهقي 6/472 بسند متصل الى إسماعيل بن الخليل حدثني علي بن مسهر ، وتاريخ دمشق بعدة أسانيد عن علي بن مسهر .
(6) دلائل النبوة 6/458 ، والثقات لابن حبان 5/487 ، وتهذيب الكمال 6/433 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 70 _

  12 / ابن أبي جرادة : بسند متصل إلى عمر بن سهل ، حدثنا محمد بن الصلت ، عن مسعدة ، عن جابر ، عن قرط بن عبدالله قال : مطرت ذات يوم بنصف النهار ، فأصابت ثوبي فإذا دم ، فذهبت بالإبل إلى الوادي ، فإذا دم ، فلم تشرب ، وإذ هو قتل الحسين (رحمه الله) (1) .
  13 / سليم القاص أبو إبراهيم : قال : مُطرنا يوم قتل الحسين دماً (2) .
  14 / المزي : قال أبو القاسم البغوي ، حدثنا قطن بن نسير أبو عباد ، حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثتني خالتي أُم سالم ... (3) .
  15 / ابن أبي جرادة : بسند عن عمر بن حبيب القاضي ، عن هلال بن ذكوان قال : لما قتل الحسين مُطرنا مطراً بقي أثره في ثيابنا مثل الدم (4) .
  16 / الطبراني : حدثنا الحضرمي ، أخبرنا عبدالله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد الكاهلي ، أخبرنا منصور بن أبي نويرة ، عن أبي بكر بن أبي عياش ، عن جميل بن زيد قال : لما قتل الحسين احمرّت السماء ، قلت : أي شيء يقول ؟ فقال : إن الكذاب منافق ، إن السماء احمرّت حين قتل (5) .
  17 / ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا عبدالسلام بن عاصم ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا المستورد بن سابق عن عبيد المكتب عن إبراهيم قال : ما بكت السماء منذ كانت الدنيا إلا على اثنين ، قلت لعبيد : أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن ؟ قال : ذاك مقامه حيث يصعد عمله ، قال : وتدري ما بكاء السماء ؟ قلت : لا ، قال : تحمرّ وتصير وردة كالدهان ، إن يحيى

---------------------------
(1) بغية الطلب 6/2630 .
(2) الثقات لابن حبان 4/329 قال : روى عنه حماد بن سلمة وابن علية .
(3) تهذيب الكمال 6/433 ، وبغية الطلب 6/2635 وفي ذيله : حتى كنا لا نشك أنه سينزل عذاب.
(4) بغية الطلب 6/2649 .
(5) المعجم الكبير 3/114 ، الحديث 2837 ، ومجمع الزوائد 9/197 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 71 _

  بن زكريا (عليه الصلاة والسلام) لما قتل احمرّت السماء وقطرت دماً ، وإن الحسين بن علي (رضي الله عنهما) لما قتل احمرّت السماء (1) .
  18 / ابن ابي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو زنيج ، حدثنا جرير ، عن يزيد بن أبي زياد قال : لما قتل الحسين بن علي (ع) أحمرّت آفاق السماء أربعة أشهر ، قال يزيد : واحمرارها بكاؤها ، وهكذا قال السدي الكبير ، وقال عطاء الخرساني : بكاؤها أن تحمرّ أطرافها (2) .
  19 / الطبراني : حدثنا قيس بن أبي قيس البخاري ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، أخبرنا ابن لهيعة ، عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي (ع) انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار ، حتى ظننا أنها هي (3) .
  20 / البيهقي : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأنا عبدالله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني أبو الأسود النضر بن عبدالجبار ، أنبأنا ابن لهيعة ، عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي (4) .
  مرتبة الحديث : حسن ، رجاله موثقون .
  قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني وإسناده حسن (5) .

---------------------------
(1) تفسير القران لابن كثير 4/154 ، وبغية الطلب 6/2639 بسنده عن إبراهيم النخعي ، قال : لما قتل الحسين احمرّت السماء من أقطارها ، ثم لم تزل حتى تقطرت فقطرت دماً .
(2) تفسير القرطبي 16/141 ، وتفسير ابن كثير 4/154 .
(3) المعجم الكبير 3/114 ، الحديث 2838 ، وتاريخ ابن عساكر 14/228 ، وتهذيب الكمال 6/433 .
(4) السنن الكبرى 3/337 ، وتاريخ دمشق بعدة أسانيد عن أبي الحسين بن الفضل القطان ، وتهذيب الكمال 6/433 .
(5) مجمع الزوائد 9/197 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 72 _

  21 / الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثني أبي ، عن جدي ، عن عيسى بن الحارث الكندي ، قال : لما قتل الحسين (عليه السلام) مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضاً (1) .
  22 / قال الذهبي : قرأت على أحمد بن إسحاق ، أخبركم الفتح ابن عبدالسلام ... أنبأنا عمر بن شبة ، أنبأنا عبيد بن جناد ، أخبرني عطاء بن مسلم قال : قال السدي : أتيت كربلاء أبيع البزّ بها ، فعمل لنا رجل من طي طعاماً فتعشينا عنده ، فذكرنا مقتل الحسين (عليه السلام) ، فقلنا : ما شرك في قتله إلا مات بأسوء ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق ! فأنا ممن شرك في ذلك ، فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد ، فنفِط ، فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه فأخذت النار فيها ، فذهب يطفئها بريقه ، فأخذت النار في لحيته ، فغدا فألقى نفسه في الماء ، فرأيته كأنه حُممة .
  قال الذهبي : قلت : السدي راوي هذه الكرامة هو السدي الكبير وهو ثقة بخلاف السدي الصغير فهو هالك ، والكرامات التي ظهرت عند مقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) فيمن قتله أو أعان عليه كثير يطول تتبعها (2) .
  قال الله تعالى إني قاتلٌ بالحسين سبعين ألفاً
  الحاكم : حدثنا أبو بكر بن عبدالله الشافعي من أصل كتابه ، ثنا محمد بن شداد المسمعي ، ثنا أبو نعيم .

---------------------------
(1) المعجم الكبير 3/114 ، وتاريخ دمشق 14/227 ، و تهذيب الكمال 6/432 ، وسير أعلام النبلاء 3/312 .
(2) تاريخ دمشق 14/233 بسند متصل إلى عمر بن شبة ، وتهذيب الكمال 6/436 ، وتذكرة الحفاظ 3/909 ، وسير أعلام النبلاء 4/313 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 73 _

  وحدثني أبو محمد الحسن بن محمد السبيعي الحافظ (1) ، ثنا عبدالله بن محمد بن ناجية (2) ، ثنا حميد بن الربيع (3) ، ثنا أبو نعيم .
  وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي (4) ، ثنا عبدالله بن إبراهيم البزار (5) ، ثنا كثير بن محمد أبو أنس الكوفي (6) ، ثنا أبو نعيم قال :

---------------------------
(1) هو الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي أبو محمد ، ذكره الذهبي في تذكر الحفاظ / 952 ، الرقم 898 ، وقال : وكان عسراً في الرواية زعر الأخلاق من أئمة هذا الشأن على تشيّع فيه ، وثقه ابو الفتح بن أبي الفوارس .
وقال ابن أُسامة : لو لم يكن للحلبيين من الفضل إلا الحسن لكفاهم ، كان وجيهاً عند الملك سيف الدولة ، وكان يزور السبيعي في داره ، وصنف له كتاب التبصرة في فضل العترة المطهرة ، قال الخطيب : كان أبو محمد السبعي ثقة حافظاً مكثراً عسراً في الرواية .
(2) ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 10/104 وقال : كان ثقة ثبتاً ، سمعت البرقاني يقول : عبدالله بن ناجية أجل شيخ لأبي القاسم ولأبي الحسين ابني مظفر ، وقال أبو بكر أبو محمد الشيخ الثبت الفاضل ، وقرئ على ابن المنادى فقال : كان أبو محمد محمد بن ناجية أحد الثقات المشهورين بالطلب والمكثرين في تصنيف المسند .
(3) اللخمي طعن فيه ابن معين وكان أحمد بن حنبل يحسن القول فيه ، قال أبو بكر البرقاني : كان الدارقطني يحسن القول فيه ، وقال ابن أبي حاتم : ما كان أحمد بن حنبل يقول في حميد إلا خيراً ، وكذلك أبو زرعة ، قال أبو بكر المروذي : سألت أحمد بن حنبل عن حميد فقلت له : إن يحيى يتكلم فيه ؟ قال : ما علمته إلا ثقة.
وعن المروذي قال : سألت أبا عبدالله عن حميد ، قال : كنا نزلنا عليه أنا وخلف أيام أبي أُسامة ، وكان أبو أُسامة يكرمه ، قلت : يكتب عنه ؟ قال : أرجو ، وأثنى عليه ، قلت : إني سألت يحيى عنه فحمل عليه حملاً شديداً وقال : رجل سرق كتاب يحيى بن آدم من عبيد بن يعيش ثم ادعاه ! قلت : يا أبا زكريا أنت سمعت عبيد بن يعيش يقول هذا ؟ قال : لا ، ولكن بعض أصحابنا أخبرني ، ولم يكن عنده حجة غير هذا ، فغضب أبو عبدالله وقال : سبحان الله ، يقبل مثل هذا عليه ، يسقط رجل مثل هذا ! قلت : يكتب عنه ؟ قال : أرجو ، وسئل الدارقطني عن حميد ، فقال : تكلم فيه يحيى وقد حمل الحديث عنه الأئمة ورووا عنه ، ومن تكلم فيه لم يتكلم فيه بحجة ، راجع تاريخ بغداد 8/162 ، قلت : فأقل الاحتمالات حديثه بمرتبة الحسن بذاته .
(4) ذكره الخطيب في تاريخه 4/357 قال : تقلّد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف ، وكان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر وأيام الناس وتواريخ أصحاب الحديث ، روى عنه الدارقطني والمرزباني وغيرهما من قدماء الشيوخ ، قال ابن رزقويه : لم تر عيناي مثله ، قال الدارقطني : كان متساهلاً وربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه ، وأهلكه العجب ، فإنه كان يختار ولا يضع لأحد من العلماء الأئمة أصلاً ، وقال الذهبي : لينه الدارقطني وقال : كان متساهلاً ، ومشاه غيره ، وكان من أوعية العلم ، وكان يعتمد على حفظه فيهم ، قلت : فحديثه على أقل التقادير حسن بذاته ، بل قوي قريب من الصحة .
(5) أبو محمد البزار ، ذكره الخطيب في تاريخه 9/406 ووثقه .
(6) ذكره الخطيب في تاريخه 12/484 قال : قدم بغداد وحدث ، روى عنه محمد بن مخلد وأبو القاسم المروزي وأبو العباس بن عقدة وغيرهم ، ولم يقدح فيه ، كما لم يذكر في كتب الضعفاء فحديثه في مرتبة الحسن .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 74 _

  وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدثني يوسف بن سهل التمار ، ثنا القاسم بن إسماعيل العزرمي ، ثنا أبو نعيم .
  وأخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيقي العلوي (1) في كتاب النسب ، ثنا جدي ، ثنا محمد ابن يزيد الآدمي ، ثنا أبو نعيم .
  وأخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي من كتاب التاريخ ، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع ، ثنا الحسين بن عمرو العنقزيى والقاسم بن دينار ، قالا : حدثنا أبو نعيم .
  حدثني عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) ، قال : أوحى الله إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً ، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً )) .
  هذا لفظ حديث الشافعي ، وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل : إني قتلت على دم يحيى بن زكريا ... إني قاتل على دم ابن ابنتك ... هذا حديث صحيح الإسناد (2) .

---------------------------
(1) ذكره الخطيب في تاريخه 7/421 ولم يقدح فيه أصلا وإنما روى عنه قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( علي خير البشر فمن أبى فقد كفر )) وقال : هذا حديث منكر لا أعلم رواه سوى هذا العلوي بهذا الإسناد . وظلمه الذهبي بذكره في الميزان .
(2) المستدرك على الصحيحين 3/178 ووافقه الذهبي على شرط مسلم ، ورواه ابن أبي جرادة في بغية الطلب 6/2644 بسنده عن أبي بكر الشافعي ، وتاريخ بغداد 1/152 ، وتهذيب الكمال 6/431 ، وسير أعلام النبلاء 4/342 عن أبي بكر الشافعي عن محمد بن شداد ... الحديث ، قال الذهبي : هذا حديث نظيف الإسناد ، منكر اللفظ ، وعبدالله وثقه ابن معين وخرج له مسلم ، ونقله ابن كثير عن المسمعي ، ثم قال : هذا حديث غريب جداً ، ولم يقدح في سنده .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 75 _

  فالحديث مستفيض عن أبي نعيم ، رواه عنه أكثر من سبعة : منهم : محمد ين يزيد الادمي (1) ، القاسم بن دينار (2) ، محمد بن شداد المسمعي ، حميد بن الربيع ، الحسين بن حميد بن الربيع ، القاسم بن اسماعيل العزرمي ، كثير بن محمد ابو أنس ، الحسين بن عمرو العنقري ، القاسم بن ابراهيم بن علي الهاشمي الكوفي .
  والحاكم النيسابوري يرويه عن خمسة من مشايخه (3) .

---------------------------
(1) قال ابن حجر في التقريب رقم 834 : ثقة عابد روى عنه النسائي .
(2) الظاهر انه بن زكريا بن دينار ، قال المزي وربما نسب الى جده ، وثقه النسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر : ثقة ، روى عنه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه .
(3) السند : أبو نعيم هو الفضل بن دكين الاحول ، قال ابن شيبة : أبو نعيم ثقة ثبت صدوق ، وقال أحمد : أثبت من وكيع ، الحجة الثبت ، صدوق ثقة موضع للحجة في الحديث ، وقال ابن معين : مارأيت اثبت من رجلين : أبي نعيم ، وعفان ، وقال أحمد بن صالح : ما رأيت محدثاً أصدق من أبي نعيم ، وقال ابن أبي شيبة : حدثنا الاسد ، فقيل له من هو ؟ فقال : الفضل بن دكين ، وقال العجلي : ثقة ثبت في الحديث ، وقال يعقوب بن سفيان : أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الاتقان ، ووثقه ابو حاتم وابن سعد ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان أتقن أهل زمانه ، قال النسائي : أبو نعيم ثقة مأمون ، وقال ابن حجر : ثقة ثبت وهو ، روى له الستة وغيرهم .
عبدالله بن حبيب ، أبو عبدالرحمن السلمي من أصحاب الصحاح الستة ، وثقه العجلي والنسائي وابن سعد وابن عبدالبر ، وقال ابن حجر : ثقة ثبت ، ولم يقدح فيه أصلا وإنما اختلف في انه سمع من بعض الصحابة أم لا .
حبيب بن ابي ثابت أبو يحيى ، من أصحاب الصحاح الستة ، المجمع على ثقته ، قال العجلي : تابعي ثقة وكان مفتي الكوفة قبل حماد ، ثبتاً في الحديث ، وقال القتات : قدمت الطائف مع حبيب وكأنما قدم عليهم نبي ، وقال ابن معين : ثقة حجة ثبت ، وقال أبو حاتم : صدوق ثقة ، راجع تهذيب الكمال : 23/197 ، 14/408 ، 5/358 على التوالي .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 76 _

فقه الروايات

  حاصل الروايات : والمُتحَصَّل من كل هذه الروايات : أن بكاءه (صلى الله عليه وآله وسلم) على سبطه الحسين (عليه السلام) ، ومجيء جبرئيل (عليه السلام) أو غيره من الملائكة بقبضة من تراب كربلاء ، لم يكن في زمان ومكان واحد ، وإنما كان ذلك في أزمنة مختلفة وأماكن متعددة وأُناس مختلفين .
  فالنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) أقام المأتم (1) ، وبكى على الحسين في يوم ولادته ، وعند حضانته ، وحينما أخذ يحبو ، وحينما كَبُرَ ، وفي يوم مقتله ، وتارة كان هذا البكاء في بيت أُم سلمة ، وأُخرى في بيت عائشة ، وثالثة في بيت زينب بنت جحش ، ومرة جبرائيل هو الذي يخبره بذلك ، وأُخرى ملك المطر ، وثالثة غيرهما من الملائكة المقربين .
  من كل ذلك يعلم مدى اهتمام السماء والنبي المصطفى بمقتل الحسين (عليه السلام) ، وأنّ له خصوصية زائدة على غيره من الشهداء والصحابة الأخيار ، إذ لا نجد في الروايات بكاءه المستمر والمتكرر والمتعدد على أحد من أصحابه كما هو الشأن في الحسين (عليه السلام) ، فلقد أُخبر عن مقتل عدة من أصحابه ولم يبك عليهم وقت الإخبار ، كما لم يتكرر إخباره بذلك ويتعدد .
  نعم أخبر(صلى الله عليه وآله وسلم) بمقتل وشهادة الامام علي(عليه السلام) بشكل متكرر وقال : أن قاتله أشقى الآخرين ، كما أن عاقر ناقة صالح (عليه السلام) كان أشقى الاولين (2) ، ودمعت عيناه لذلك .
  ونحن لو قمنا بمقارنة بمن بكى عليهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لرأينا أن بكاءه (صلى الله عليه وآله وسلم) على الحسين (عليه السلام) يفوق من حيث الكم والعدد ، فلقد بكى على عمّه حمزة (عليه

---------------------------
(1) المأتم هو المكان الذي يقع فيه البكاء وتذكر فيه المصيبة ، كما هو عند العرب ، فبيت أُم سلمة كان مأتماً للحسين (عليه السلام) ، وبيت عائشة كذلك .
(2) روي ذلك بأسانيد صحيحة عن عدة من الصحابة .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 77 _

  السلام) ، وبكى على ابن عمه جعفر (عليه السلام) ، وبكى على عمّه أبي طالب (عليه السلام) ، وبكى على زوجته خديجة (عليها السلام) وبكى على الصحابي الجليل عثمان بن مظعون ، وبكى على الصحابي العظيم سعد بن معاذ ، وعلى عدة ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
  وأكثر بكائه من حيث الكيف كان على عمّه حمزة (عليه السلام) ، فإنه كما عن مسعود (*) : ما رأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باكياً أشد من بكائه على حمزة ، وعن جابر : أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما رأى جبهة حمزة بكى ، ولما رأى ما مُثّل به شهق (1) ، وبكى على زوجته خديجة الكبرى (عليها السلام) وكان كثيراً ما يذكرها حتى غارت منها عائشة .
  ولكن لم يصل بكاؤه على المُنتجَبين من أهل بيته إلى مستوى البكاء والحزن على سبطه الإمام الحسين (عليه السلام) ، إذ عادة ما يكون البكاء والحزن عليهم من قِبَل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حين وفاتهم وشهادتهم ، وهذا بخلاف ما جرى مع الإمام الحسين (عليه السلام) فإن بكاء الرسول الإعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل استشهاده وبعده ، مما يجعل لشهادته (عليه السلام) خاصية تفوق غيره من الشهداء والصالحين ، ويكشف هذا الأمر أن قضية الحسين (عليه السلام) ومقتله على درجة من الأهمية في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .
  أضف إلى ذلك : أن ثمّة اهتمام من قبل الوحي بتذكير الرسول الإكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بمقتل الحسين ، ومن ثمّ بكاؤه (صلى الله عليه وآله وسلم) تعداداً ومراراً ، ولعلّ من غايات تعداد تذكير الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بمصيبة ولده الحسين والبكاء عليه مراراً حتى لا يتسنى

---------------------------
(*) كذا في أصل الكتاب ، والصحيح : ابن مسعود ، (موقع معهد الإمامين الحسنَين) .
(1) المستدرك على الصحيحين 2/130 ، 3/219 ، الاستيعاب 1/374 ، ومجمع الزوائد 6/118 ، وقال : رواه البزار ، وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث على ضعفه .
قلت : بل لا ضعف فيه ، قال الترمذي ويعقوب : صدوق ، وقال العجلي تابعي جائز الحديث ، وقال البخاري : كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه ، وهو مقارب الحديث ، وقال العقيلي : كان فاضلاً خيّراً موصوفاً بالعبادة ، وقال الساجي : كان من أهل الصدق ، وقال ابن عبدالبر : هو أوثق من كل من تكلم فيه ، وعن ابن بشر : خيّر فاضل عابد ، وقال أحمد شاكر في حاشيته على مسند الإمام أحمد ج 1 ، الرقم 6 : ثقة لا حجة لمن تكلم فيه ، راجع تهذيب التهذيب 6/3 ، تهذيب الكمال : 6/54 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 78 _

  لأحد من الأُمة أن ينفي خصوصية واستحباب البكاء والحزن على الحسين وإقامة المأتم عليه .
  فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أن أتعب نفسه الزكية ، وبيَّن سنته بقوله وفعله فيما يخص البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) والحزن عليه ، مع ذلك نجد العقائر والحناجر ترتفع بأن : لا خصوصية للبكاء على الحسين عن غيره من الصحابة ، وأن خروج الحسين (عليه السلام) استلزم منه الفساد الكبير والشر العظيم ! وأن الحسين (عليه السلام) خرج عن حده فقتل بسيف جده ! وأن لا نقبل جعل شهر محرم الحرام شهر أحزان ! وأن وأن وأن ... !! فتركوا سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وشنّوا الغارة على من التزم بها تحت شعار البدعة والغلو في الحسين وآل الحسين (عليهم السلام) (1) .
  كما ويستفاد أيضا من هذه الروايات المتواترة اهتمام بالغ من قبل السماء بتربة كربلاء ، ففي كل موقف يبكي فيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على الحسين يأتي جبرئيل أو غيره من الملائكة المقربين بقبضة من تراب كربلاء ، فيشمّها الرسول فتنبجس عيناه بالدموع ، وهذا كاشف عن مدى قدسية وشرافة هذه التربة التي ضمت جسد الحسين (عليه السلام) وأصحاب الحسين (عليهم السلام) .
  ومن دلالة هذه الروايات نستحصل ما يلي :
  1 / استحباب البكاء والحزن على الحسين (عليه السلام) ، اقتداءً بالنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومن يرغب عن سنّة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد سفّه الحق ، ومن سفّه الحق ، فقد تكبّر ( وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ) (2) .

---------------------------
(1) فقبل أن يتهموا الطرف الآخر المغالاة في الدين فلابدّ من أن يتهموا أنفسهم أولاً التقصير في فهم الدين ، كما نطقت به السنّة النبوية الشريفة .
(2) النساء : 172 ـ 173 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 79 _

  2 / تكرار البكاء على الحسين (عليه السلام) وإدامته ، ومواصلة الحزن عليه مدى الأيام والليالي والسنين ، اتباعاً للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، إذ لم نجد في الروايات والأحاديث الصحيحة من أدمن الرسول البكاء والحزن عليه وكرّره وكثَّره كما هو الشأن في الحسين (عليه السلام) .
  فهذا الاستمرار ـ الذي يراه المسلم ـ لدى المؤمنين في إقامة المآتم والبكاء على الحسين (عليه السلام) ، وهذا الحماس المتجدد كل عام ، والحزن العميق الذي لا نهاية له إلى الأبد ـ إن شاء الله ـ ما هو إلا مصداق من مصاديق الاقتداء والسير على خطى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) .
  فلقد بكى (صلى الله عليه وآله وسلم) على الحسين (عليه السلام) في موارد متعددة ، وأماكن مختلفة ، وأزمنة كثيرة ، كما انكسف باله وخارت نفسه ، وفاضت عيناه بالدموع على ما يحل بأهل بيته (عليهم السلام) في صحراء كربلاء .
  فمن كان يؤمن بالله ويرجو الثواب يوم المعاد فليبك على الحسين كما بكى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه مراراً ، وليحزن عليه كما حزن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه تكراراً ، وليتغيّر لونه كما تغيّر لون الرسول عليه كثيراً ، ولينكسف باله كما انكسف بال الرسول عليه تعداداً .
  وهذا هو مقتضى قوله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) (1) ، وقال تعالى : ( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (2) .
  ومتابعة لقول الحجة من آل محمد (صلى الله عليه وعليهم أجمعين) : (( فلأندبنّك صباحاً ومساءً ، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً )) ، ونحن نقول : أبا عبدالله ، إن لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك ، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ، لبيك أبا عبدالله .

---------------------------
(1) الأحزاب : 21 .
(2) آل عمران : 31 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 80 _

  فقول البعض : ( لا نقبل أن نجعل شهر محرم شهر أحزان ) قول يخالف فعل وقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبكاءه وحزنه على الحسين مراراً وتكراراً في موارد مختلفة وأزمنة متعددة ، منها يوم عاشوراء كما عن ابن عباس في الأثر الصحيح .
  فإذا كان عبدالله بن عمر بن الخطاب يقتدي به (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى في موضع قضاء الحاجة ، ويسعى في أن يقع خف بعيره في الموضع الذي وقع فيه خف بعير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فالاقتداء به في البكاء على الحسين (عليه السلام) والحزن عليه أولى وأهم وأصدق .
  فعن ابن سيرين قال : كنت مع ابن عمر بعرفات فلما كان حين راح رحت معه حتى أتى الإمام فصلى معه الأُولى والعصر ، ثم وقفت معه أنا وأصحاب لي ، حتى أفاض الإمام فأفضنا معه حتى انتهينا إلى المضيق دون المأزمين ، فأناخ وأنخنا ونحن نحسب أنه يريد أن يصلي فقال غلامه الذي يمسك راحلته : إنه ليس يريد الصلاة ، ولكنه ذكر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما انتهى إلى هذا المكان قضى حاجته فهو يحب أن يقضي حاجته (1) .
  وعن نافع قال : رأيت ابن عمر إذا ذهب إلى قبور الشهداء على ناقته ردها هكذا وهكذا ، فقيل له في ذلك ، فقال : إني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الطريق على ناقته فقلت : لعل خفّي يقع على خفّه (2) .
  قال الحجة العلامة الأميني (قدس سره) : رزية أبكت نبينا طيلة حياته ، وأبكت أُمهات المؤمنين والصحابة الأولين ، ونَغّصت عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فتراه (صلى الله عليه وآله وسلم) تارة يأخذ حسيناً ويضمّه إلى صدره ، ويخرجه إلى صحابته كاسف البال وينعاهم بقتله ، وأُخرى يأخذ تربته بيده ويشمها ويقلّبها ويقبّلها ويأتي بها إلى المسجد ـ مجتمع الصحابة ـ وعيناه تفيضان ، ويقيم مأتماً وراء مأتم في بيوت أُمهات المؤمنين ، وذلك قبل وقوع تلك الرزية الفادحة ، فكيف به (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك ؟!

---------------------------
(1) مسند أحمد 2/131 قال : حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا عبدالملك عن أنس بن سيرين ، ومجمع الزوائد 1/174 قال : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .
(2) السنن الكبرى ، للبيهقي 5/249 .