11 ـ مع أبي أحمد الخراساني
سأله أبو أحمد الخراساني : الكفر أقدم أم الشرك ؟
فقال (عليه السلام) ما لك ولهذا ، ما عهدي بك تكلّم الناس ؟
قال : أمرني هشام بن الحكم أن أسألك.
فقال (عليه السلام) : قل له الكفر أقدم ، أول من كفر إبليس ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) (1) ولا يخفى أن الكفر شيء واحد ، والشرك يثبت واحداً ويشرك معه غيره (2)
12 ـ مع عبد الغفار
جاءه رجل يقال له عبد الغفار فسأله عن قوله تعالى : ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) (3) .
قال أرى هنا خروجاً من حجب وتدلياً إلى الأرض ، وأرى محمداً رأى ربه بقلبه ونسب إلى بصره فكيف هذا ؟
فقال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) : دنا فتدلى فإنه لم يزل عن موضع ولم يتدلّ ببدن.
فقال عبد الغفار : أصفه بما وصف به نفسه حيث قال : دنا فتدلى ، فلما يتدلى عن مجلسه إلا وقد زال عنه ولولا ذلك لم يصف بذلك نفسه.
فقال الإمام (عليه السلام) : إن هذه لغة في قريش إذا أراد رجل منهم أن يقول قد سمعت ، يقول : قد تدليت وإنما التدلي هو الفهم.
ـ وسئل (عليه السلام) عن رجل قال :
والله لأتصدقن بمال كثير فما يتصدق ؟
فقال (عليه السلام) : إن كان الذي حلف من أرباب شياه ، فليتصدق بأربع وثمانين شاة ، وإن كان من أصحاب النعم ، فليتصدق بأربع وثمانين بعيراً ، وإن كان من أرباب الدراهم ، فليتصدق بأربع وثمانين درهماً والدليل عليه قوله تعالى : ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ) (4) .
فعدد مواطن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قبل نزول تلك الآية فكانت أربعة وثمانين موطناً (5)
ـ سئل (عليه السلام) عن رجل نبش قبر ميت ، وقطع رأس الميت ، وأخذ الكفن.
فقال (عليه السلام) : يقطع يد السارق لأخذ الكفن من وراء الحرز.
ويلزم مائة دينار لقطع رأس الميت ، لأنا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمه قبل أن ينفخ فيه الروح (6)
---------------------------
(1) سورة البقرة ، الآية 34.
(2) بحار الأنوار ، ج 11 ، ص 253.
(3) سورة النجم ، الآيتان 8 ـ 9.
(4) سورة التوبة ، الآية 25.
(5) بحار الأنوار ، ج 11 ، ص 353.
(6) بحار الأنوار ، ج 11 ، ص 253.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 143 _
13 ـ مع المهدي العباسي أيضاً
أمر المهدي بتوسعة المسجد الحرام مع الجامع النبوي ، فسأل فقهاء العصر عن جواز إجبارهم على ذلك ، فأشار عليه علي بن يقطين أن يرفع استفتاءً في المسألة إلى الإمام الكاظم (عليه السلام) فاستصوب رأيه فردّ الإمام على سؤاله وكتب له : بعد البسملة : إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس ، فالناس أولى ببنائها وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها.
ولما انتهى الجواب إلى المهدي أمر بهدم الدور وأضافها إلى ساحة المسجدين ففزع أصحابها إلى الإمام (عليه السلام) والتمسوا منه أن يكتب لهم رسالة إلى المهدي ليعوضهم عن ثمن دورهم ، فأجابهم وكتب إلى المهدي رسالة في ذلك فلما وصلت إليه أوصلهم وأرضاهم (1) .
ولم يكن ذلك من الاستملاك الذي يعبر عنه في الوقت الحاضر بالاستملاك للمصلحة العامة كما فهمه بعض المعاصرين بل إن هذا حكم شرعي يتبع أدلته الخاصة التي نصت على أن للجامع فناءً وإن من نزل به لا حرمة لما يقيمه فيه من بناء.
وعن داود بن قبيصة : قال : سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : سئل أبي (عليه السلام) : هل منع الله ما أمر به ، وهل نهى عما أراد ، وهل أعان على ما لم يرد ؟
فقال (عليه السلام) : أما ما سألت : هل منع الله عما أمر به ؟ فلا يجوز ذلك ، ولو جاز لكان قد منع إبليس عن السجود لآدم ، ولو منع إبليس لعذره ولم يلعنه.
وأما ما سألت هل نهى عما أراد ؟ فلا يجوز ذلك ، ولو جاز لكان حيث نهى آدم عن أكل الشجرة أراد منه أكلها ، ولو أراد منه أكلها لما نادى صبيان الكتاتيب : ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) (2) والله تعالى لا يجوز عليه أن يأمر بشيء ويريد غيره.
وأما ما سالت عنه من قولك : هل أعان على ما لم يرد ؟
ولا يجوز ذلك ، وجلّ الله تعالى عن أن يعين على قتل الأنبياء وتكذيبهم وقتل الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) والفضلاء من ولده ، وكيف يعين على ما لم يرد ؟ وقد أعد جهنم لمخالفيه ، ولعنهم على تكذيبهم لطاعته ، وارتكابهم لمخالفته ، ولو جاز أن يعين على ما لم يرد لكان أعان فرعون على كفره وادعائه أنه رب العالمين ، أفترى أراد الله من فرعون أن يدّعي الربوبية؟ يستتاب هذا القول فإن تاب من كذبه على الله وإلا ضربت عنقه (3) .
---------------------------
(1) البحار ، ج 4 ، ص 248.
(2) سورة طه ، الآية 121.
(3) الاحتجاج ، ج 2 ، ص 158.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 144 _
في سبيل درر من حكمه الخالدة
كان هدف أهل البيت من تعاليمهم النافعة ، وحكمهم العالية ، وأحاديثهم التوجيهية دعوة الأمة نحو الخير والصلاح ، معتمدين السبل القويمة لنشر الإسلام ، وإعلاء كلمة الله عزّ وجلّ ، ولم تقتصر تعاليمهم على إلقاء الخطب والوصايا ، بل كانوا يفيضون على من حولهم من توجيهاتهم القيمة جوامع الكلم ذات معان كبيرة في شتى نواحي الأخلاق والآداب والمواعظ الاجتماعية الثمينة ، ولو قمنا بعملية إحصاء لكل إمام منهم (عليه السلام) لحصلنا على كتاب ضخم ، وأثر نفيس في دنيا الأخلاق والمواعظ.
وقد فضلنا نموذجاً مختصراً عن بعض ما أثر عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) من الدرر الحكيمة الخالدة مدرجة حسب الأبجدية علّنا نفي بالهدف المطلوب.
(أ) قال (عليه السلام) عند قبر حضره : إن هذا شيئاً آخره لحقيق أن يزهد في أوله ، وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره.
ـ اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات : ساعة لمناجاة الله ، وساعة لأمر المعاش ، وساعة لمعاشرة الإخوان الثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن ، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم ، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات.
ـ إياك أن تمنع في طاعة الله ، فتنفق مثليه في معصية الله.
ـ اشتدت مؤونة الدنيا والدين ، فأما مؤونة الدنيا فإنّك لا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجراً قد سبقك إليه ، وأما مؤونة الآخرة فإنّك لا تجد أعواناً يعينوك عليه.
ـ أولى العلم بك ما لا يصلح لك العلم إلا به ، وأوجب العمل عليك ما أنت مسؤول عن العمل به ، وألزم العلم لك ما دلّك على صلاح قلبك ، وأظهر لك فساده ، وأحدّ العلم عاقبة ما زاد في علمك العاجل ، فلا تشغلن بعلم ما لا يضرك جهله ، ولا تغفلن عن
علم ما يزيد في جهلك تركه.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 145 _
ـ أداء الأمانة والصدق يجلبان الرزق ، والخيانة والكذب يجلبان الفقر والنفاق.
وسأله رجل يدعى عبيد الله بن إسحاق المدائني : إن الرجل يراني فيحلف بالله أنه يحبني ، أفأحلف بالله أنه لصادق ؟ فقال (عليه السلام) : امتحن قلبك فإن تحبه فاحلف وإلا فلا.
ـ أفضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج.
ـ إن صلاحكم من صلاح سلطانكم ، وإن السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم فأحبوا له ما تحبون لأنفسكم ، وأكرهوا له ما تكرهون لأنفسكم.
ـ إذا كان الجور أغلب من الحق لم يحل لأحد أن يظن بأحد خيراً حتى يعرف ذلك منه.
ـ أخذ أبي بيدي ، قال يا بني : إن أبي محمد بن علي أخذ بيدي ، وقال : إن أبي علي بن الحسين أخذ بيدي ، وقال : يا بني : افعل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن له بأهل كنت أهله ، وإن شتمك رجل عن يمينك
ثم تحوّل عن يسارك واعتذر إليك فاقبل منه.
ـ سأله رجل عن الجواد : فقال (عليه السلام) : إن لكلامك وجهين ، فإن كنت تسأل عن المخلوقين ، فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه ، والبخيل من بخل بما افترض الله عليه ، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى ، وهو الجواد إن منع
لأنه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك.
ـ إن قوماً يصحبون السلطان يتخذهم المؤمنون كهوفاً هم الآمنون يوم القيامة.
ـ إن أهل الأرض لمرحومون ما تحابوا ، وأدوا الأمانة ، وعملوا بالحق.
ـ إنّ الأنبياء وأولاد الأنبياء وأتباع الأنبياء خصّوا بثلاث خصال : السقم في الأبدان ، وخوف السلطان ، والفقر.
ـ إن الله عزّ وجلّ يقول : إني لم أغن الغني لكرامة له عليّ ، ولم أفقر الفقير لهوان به عليّ ، وهو ممّا ابتليت الأغنياء بالفقراء ، ولولا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنّة.
ـ إذا لم تستح فاعمل ما شئت.
ـ أحسن من الصدق قائله ، وخير من الخير فاعله.
ـ قال علي بن جعفر : سألت أخي موسى بن جعفر فقلت له : أصلحك الله ، أيكون المؤمن بخيلاً ؟
قال : نعم.
فقلت : أيكون خائناً ؟
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 146 _
قال : لا ولا يكون كاذباً ثم قال : إن أبي حدّثني عن آبائه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنه قال : كل خلة يطوي المؤمن عليها ليس الكذب والخيانة.
ـ قال (عليه السلام) : جاء رجل إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال له : يا رسول الله ما حق ابني علي ؟ فقال (صلّى الله عليه وآله) : أن تحسن اسمه وأدبه.
(ت) وقال (عليه السلام) : التحدث بنعم الله شكر ، وترك ذلك كفر ، فارتبطوا نعم ربكم بالشكر ، وحصّنوا أموالكم بالزكاة ، وادفعوا البلاء بالدعاء ، فإن الدعاء منجية ، ترد البلاء وقد أبرم إبراماً.
وقال (عليه السلام) : التودد إلى الناس نصف العقل.
وقال (عليه السلام) : تعجّب الجاهل من العاقل أكثر من تعجّب العاقل من الجاهل.
(ر) وقال (عليه السلام) : رأس السخاء أداء الأمانة.
(س) وقال (عليه السلام) : السخي الحسن الخلق في كنف الله ، لا يتخلى الله عنه حتى يدخل الجنة ، وما بعث الله نبياً إلا سخياً ، وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخلق حتى مضى.
(ص) وقال (عليه السلام) : الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي دين أو حسب ، والله ينزل المعونة على قدر المؤونة ، وينزل الصبر على قدر المصيبة.
(ض) قال علي بن سويد : سألت أبا الحسن موسى (عليه السلام) عن الضعفاء ـ أي ضعفاء العقيدة ـ فكتب (عليه السلام) لي : الضعيف من لم ترفع له حجّة ، ولم يعرف الاختلاف ، فإذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 147 _
(ع) وقال (عليه السلام) : العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعاً ، ومنها أن يؤمن العبد بربّه فيتمنّ على الله عزّ وجلّ ، ولله المنّة عليه فيه.
وقال (عليه السلام) : العجلة هي الخرق.
وقال (عليه السلام) : عونك للضعيف من أفضل الصدقة.
وقال (عليه السلام) : عليكم بالدعاء ، فإنّ الدعاء لله والطلب إلى الله يرد البلاء وقد قدر وقضى ولم يبق إلا إمضاؤه ، فإذا دعي الله عزّ وجلّ وسئل صرف البلاء.
(ف) وقال (عليه السلام) : فقيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا المنقطعين عن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه ، أشد على إبليس من ألف عابد ، لأن العابد همه ذات نفسه فقط ، وهذا همّه مع ذات نفسه ذوات عباد الله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته ، ولذلك هو أفضل عند الله من ألف عابد وألف عابد.
وقال (عليه السلام) : فضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب.
(ق) وقال (عليه السلام) : قلة الشكر تزهد في اصطناع المعروف.
وقال (عليه السلام) : قلة الوفاء عيب بالمروءة.
وقال (عليه السلام) : قلة العيال أحد اليسارين.
(ك) وقال (عليه السلام) لعلي بن يقطين : كفّارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان.
وقال (عليه السلام) : كثرة الهم تورث الهرم.
وقال (عليه السلام) : كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون ، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدّون.
وقال (عليه السلام) ردّاً على سؤال موسى بن بكر عن الكفر : (الكفر أقدم من الشرك وهو الجحود قال عزّ وجلّ : ( إِلاَ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) (1) .
---------------------------
(1) سورة البقرة ، الآية 34.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 148 _
(ل) قال (عليه السلام) : لا تكن إمعة فتقول : أنا مع الناس ، إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : إنما هما نجدان : نجد خير ونجد شر ، فلا يكن نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير.
وقال (عليه السلام) : لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك وابق منها ، فإن ذهابها ذهاب الحياء.
وقال (عليه السلام) : لو ظهرت الآجال ، افتضحت الآمال.
وقال (عليه السلام) : لا تصلح المسألة إلا في ثلاث : في دم منقطع ، أو غرم مثقل ، أو حاجة مدفعة.
وقال (عليه السلام) : لا خير في العيش إلا لمستمع واع ، أو عالم ناطق.
وقال (عليه السلام) : لا تبذل لإخوانك من نفسك ما ضرره عليك أعظم من منفعته لهم.
وقال (عليه السلام) : لا تضيع حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه ، فإنّه ليس بأخ من ضيعت حقه ، ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته.
وقال (عليه السلام) لبعض ولده : لا تخرجن نفسك من حدّ التقصير في عبادة الله وطاعته ، فإنّ الله عزّ وجلّ لا يعبد حق عبادته.
(م) وقال (عليه السلام) : المصيبة للصابر واحدة ، وللجازع اثنتان.
وقال (عليه السلام) : ما تسابّ اثنان إلا انحطّ الأعلى إلى مرتبة الأسفل.
وقال (عليه السلام) : ليس حسن الجوار كف الأذى ، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى.
وقال (عليه السلام) : المؤمن أعز من الجبل ، الجبل يستغل بالمعاول ، والمؤمن لا يستغل دينه بشيء.
وقال (عليه السلام) : المؤمن مثل كفتيّ الميزان ، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه.
وقال (عليه السلام) : ما أهانت الدنيا قوم قط إلا هنّأهم الله إياّها ، وبارك لهم فيها ، وما أعزّها قوم قطّ إلا بغّضهم الله إياها.
وقال (عليه السلام) : من أتى إلى أخيه مكروهاً فبنفسه بدأها.
وقال (عليه السلام) : من ولده الفقر أبطره الغنى.
وقال (عليه السلام) : المؤمن أخو المؤمن لأمه وأبيه وإن لم يلده أبوه ، ملعون من اتهم أخاه ، ملعون من لم ينصح لأخيه ، ملعون من استأسر لأخيه ، ملعون من احتجب عن أخيه ، ملعون من اغتاب أخاه.
وقال (عليه السلام) : المعروف تلو المعروف غلّ لا يفكه إلا مكافأة أو شكر.
وقال (عليه السلام) : من لم يكن له من نفسه واعظ تمكن منه عدوه ـ يعني الشيطان.
وقال (عليه السلام) : المغبون من غبن من عمره ساعة.
وقال (عليه السلام) : من ترك التماس المعالي لانقطاع رجائه فيها لم ينل جسيماً.
وقال (عليه السلام) : من تكلم في الله هلك ، ومن طلب الرياسة هلك ، ومن دخله العجب هلك.
وقال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : من أصبح وهو لا يهتم بظلم أحد غفر الله بما اجترم (1) .
وقال (عليه السلام) : من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض.
---------------------------
(1) اجترم : اكتسب.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 149 _
(ن) قال (عليه السلام) : نعم المال النخل الراسخات في الوحل ، المطعمات في المحل.
(و) وقال (عليه السلام) : وجدت علم الناس في أربع : أولها : أن تعرف ربك ، والثانية : أن تعرف ما صنع بك ، والثالثة أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك.
(ي) قال (عليه السلام) : يعرف شدة الجور من حكم به عليه.
وقال (عليه السلام) : ينادي مناد يوم القيامة ألا من كان له على الله أجر فليقم ، فلا يقوم إلا من عفا وأصلح فأجره على الله.
وقال (عليه السلام) : ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ، ولا يتهمه في قضائه.
كوكبة من رواته وأصحابه
قامت مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) بمجهود كبير وعظيم بمواصلة أعمالها من أجل تثقيف الجيل وتطوير المجتمع الإنساني وتقدم المسلمين في ميادين النهضة الفكرية والعلمية والحضارية ، وقد ربّت خلال فترة زمنية محدودة جيلاً صالحاً
أدى رسالته الإصلاحية الشاملة وقام بمساع جليلة إلى الأجيال الصاعدة ، وببركة هذه المدرسة ومجهود المسؤول عنها (عليه السلام) نضجت العقلية الإسلامية بواسطة معارف الإسلام وتعاليمه الخيّرة من المحيط النظري إلى التطبيق العملي في مشارق الأرض ومغاربها.
ولما فجع العالم الإسلامي برحيل العالم الكبير والإمام العظيم الصادق (عليه السلام) نهض الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) بعد أبيه يتسلم شؤون تلك المدرسة التي أغنت العالم الإسلامي ، وأعزت العلم ورفعت مناره ، واصبح بعد وفاة أبيه عميداً
للشيعة في كل أمورهم ، ومرشداً للنهضة الفكرية في عصره ، وقد أقبل عليه العلماء وطلاب العلم من كل حدب وصوب ينهلون من نمير علمه ، واحتفى به رجال الفكر لا يفترقون عنه ، حتى بلغ الأمر بهم من شدة احتفائهم به وتقديرهم له ، أنه إذا نطق بكلمة أو أفتى بموضوع بادروا إلى تدوين ذلك للحال 365 .
---------------------------
(1) الأنوار البهية ، ص 91.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 150 _
وقد روى عنه هؤلاء العلماء جميع أنواع المعارف على اختلافها وتباعد أطرافها ، من حكمة ، وتفسير للذكر الحكيم ، وفقه إسلامي بجميع أبوابه ، وتوضيح أمور عالقة ، وردود على أسئلة مختلفة من قريب أو بعيد ، كما رووا عنه في الآداب
الاجتماعية المواعظ والنصائح القيّمة ، وأيضا فقد حثهم على العلم المفيد لهم ولمجتمعهم.
تلك الكوكبة من العلماء والرواة التي يزيد عددها على أربعة آلاف لم يكن أفرادها على مستوى واحد من حيث الثقة والعدالة ، وهذا قد يحدث في كل عصر ، فكان بينهم عدد من المنافقين والمتكسبين باعوا ضمائرهم بثمن رخيص ، فلم يتحرجوا من الوضع والكذب في الحديث على لسان النبي (صلّى الله عليه وآله) وعترته الميامين ليأخذوا عوض ذلك بعض الدريهمات من السلطة الحاكمة التي أفسدت عقيدة المسلمين وخدّرت عقولهم ومزقتهم شيعاً وأحزاباً ( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (1) .
كما كان بينهم جمهرة أخرى من الضعفاء والمجهولين غير موثوق بهم تماماً.
ولا ريب أن الفئة الغالبة كانوا من العدول والثقات الذين عرفوا بالصدق والأمانة واليهم يرجع الفضل في ضبط الأحكام الإسلامية ونشر فقه أهل البيت (عليهم السلام) ، ونظراً لوجود هذه الطوائف المختلفة من رواة الأثر فقد انقسم الحديث إلى
أصناف فكان : الحديث الصحيح ، والحسن ، والموثق ، والضعيف ، (فبعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) نشأت الأحزاب والفرق التي اتخذت شكلاً دينياً كان له أبلغ الأثر في قيام المذاهب الدينية في الإسلام) (2) .
(وقد حاول كل حزب دعم ما يدعم بالقرآن والسنة ، ومن البديهي ألاّ يجد كل حزب ما يؤيد دعواه في نصوص القرآن الكريم ، فعمدوا إلى تحريف السنة الشريفة بالتحريف والزيادة ، حتى وضعوا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما لم يقل) (3) .
لكنهم فشلوا ولم يحققوا مبتغاهم : لأن للحديث النبوي ضوءاً كضوء النهار يعرف به (4) وللحديث المكذوب ظلمة كظلمة الليل تنكره العقول المستقيمة إن معرفة سيرة الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) وهديه فيما يأمر به وينهى عنه وفيما يحبه ويكرهه ، ثم التعرف على جميع أحواله فيما يجوز وفيما لا يجوز ، وكل ما نطق به من أقوال وقام به من أعمال ، كل هذا يمنحنا النور الكاشف لأنظارنا والاطمئنان المريح لأنفسنا.
---------------------------
(1) سورة المؤمنون ، الآية 53.
(2) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ، ص 89.
(3) نقد الحديث في علم الرواية وعلم الدراية للمؤلف ، ج 1 ، ص 397.
(4) المصدر نفسه عن قواعد التحديث ، ص 165.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 151 _
وعلى أي حال فإن الكثيرين من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) قد قاموا بدور مهم في التأليف والتصنيف ونشر الحضارة الإسلامية حتى ملأوا المكتبة العربية والإسلامية في عصرهم بنتاجهم القيّم ، الأمر الذي دلّ بحق على أن لهم اليد الطولى في رفع منار العلم ، وتهذيب الأفكار ، وتقويم الأخلاق.
أما عدد أصحابه فقد ذكر أحمد بن خالد البرقي أنهم كانوا مائة وستين شخصاً (1) وهو اشتباه ظاهر إن كان مراده الحصر ، ولعله أراد بهذا العدد الأعلام النابهين منهم دون أن يليهم في مراتب العلم والفقه والحديث ، والحقيقة أن أغلب المنتمين لمدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) قد بقوا بعد وفاته ينهلون من علم الإمام الكاظم (عليه السلام) ويتلقون العلوم والفقه منه ، وسوف نعرض طائفة من أصحابه ورواة حديثه مرتبته على حروف الهجاء :
(أ)
1 ـ إبراهيم بن أبي البلاد
هو يحيى بن سليم وكنى بأبي البلاد ، كان إبراهيم ثقة جليلاً رفيع المنزلة عظيم الشأن ، روى عن أبي عبد الله والكاظم والرضا ، وأرسل له الإمام الرضا (عليه السلام) رسالة أعرب فيها عن ثنائه وإكباره له (2)
2 ـ أحمد بن الحسن
هو ابن إسماعيل النمار ، مولى بني أسد ، كان من أصحاب الإمام الكاظم وروى عن الإمام الرضا (عليه السلام) وقال النجاشي : هو على كل حال ثقة صحيح الحديث معتمد عليه له كتاب نوادر (3)
3 ـ أحمد بن عمرو
هو ابن أبي شعبة الحلبي روى عن الإمام الكاظم والرضا وروى أبوه عن أبي عبد الله وهو من بيت عرف بالتقوى والصدق والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) (4) .
4 ـ إسماعيل بن عبد الخالق
مولى لبني أسد ، وجه من وجوه الشيعة ، وفقيه من فقهائها ، وقد عرف أهله بالعدالة والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن وله كتاب (5)
5 ـ إسحاق بن جرير
ثقة من أهل العلم روى عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) وله كتاب ، وعدّه الشيخ من أصحاب أبي الحسن موسى (6)
6 ـ أبو أيوب الحر
الملقب بالجعفي ثقة جليل روى عن أبي عبد الله ، وأبي الحسن روى عنه يحيى بن عمران الحلبي وأبو عبد الله البرقي وقال الشيخ أنه ثقة وله كتاب (7)
7 ـ إبراهيم بن محمد الأشعري
القمي ، روى عن الإمام الكاظم ، وأبي الحسن الرضا ، وثقه جماعة من الأعلام (8)
---------------------------
(1) رجال البرقي بخط الأستاذ الشيخ علي الخاقاني رحمه الله في مكتبته.
(2) جامع الرواة ، ج 1 ، ص 16 ، ولسان الميزان ، ج 1 ، ص 47.
(3) نفسه ، ج 1 ، ص 44 ، والنجاشي ، ص 55.
(4) تنقيح المقال وجامع الرواة.
(5) منهج المقال ، ص 57.
(6) تنقيح المقال ، ج 1 ، ص 112.
(7) الفهرست لابن النديم ولسان الميزان ، ج 1 ، ص 478.
(8) كشف المحجة ، والوجيزة.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 152 _
(ب)
8 ـ بكر بن الأشعث
هو أبو إسماعيل الكوفي ، روى عن الإمام ، ووثقه جماعة من الأعلام (1)
9 ـ بكر بن محمد
هو ابن نعيم الأزدي الغامدي ، ثقة جليل من بيت رفيع بالكوفة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم ، عمّر عمراً طويلاً ، وله كتاب ، وروى عنه عبد الله بن مسكان واحمد بن حنبل (2)
(ث)
10 ـ ثعلبة بن ميمون
الأسدي الكوفي ، قال النجاشي : كان وجهاً من أصحابنا قارئاً فقيهاً نحوياً لغوياً راوية ، وكان حسن العمل كثير العبادة والزهد روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن له كتاب تختلف الرواية عنه ، قد رواه جماعة من الناس (3) وحكي أنه لما حجّ هارون مرّ بالكوفة فلما صار إلى الموضع الذي يعرف بمسجد (سماك) كان ثعلبة ينزل في غرفة على الطريق فسمعه هارون يدعو بلسان فصيح فوقف يسمع دعاءه وأقبل على الفضل بن الربيع فقال له : تسمع ما أسمع ؟ فقال له : نعم ، فقال هارون : إن أخيارنا بالكوفة (4)
وكان يلقب بأبي إسحاق الفقيه ويعد في الطليعة من علماء هذه الطائفة بالإضافة إلى ورعه وتقواه ، وقد روى عنه محمد ابن عبد الله المزخزف وعلي بن اسباط والحسن بن علي الخزاز وطريف بن ناصح (5)
(ج)
11 ـ جعفر بن خلف
الكوفي عدّه الشيخ من أصحاب أبي الحسن موسى ، وقال إنه سمع الإمام يقول : سعد امرإ لم يمت حتى يرى منه خلفاً ، وقد أراني الله ابني هذا خلفاً ـ وأشار لولده الرضا (6)
---------------------------
(1) الوجيزة.
(2) لسان الميزان ، ج 2 ، ص 84 ، والتنقيح ، ج 1 ، ص 179.
(3) النجاشي.
(4) التعليقات ، ص 16.
(5) لسان الميزان ، ج 2 ، ص 83.
(6) تنقيح المقال ، ج 1 ، ص 215.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 153 _
12 ـ جميل بن دراج
ابن عبد الله النخعي الكوفي من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) والكاظم (عليه السلام) ، وكان ثقة جليلاً من كبار العلماء ، وهو أحد الستة الذين أجمعوا على تصحيح ما يصح عنهم ، وكان كثير الحديث ، روى عنه خلق كثير : كالحسن بن
محبوب ، وصالح بن عقبة ، وأبو مالك الحضرمي وغيرهم ، له مؤلفات منها كتاب اشترك في تأليفه هو ومرازم بن حكيم ، وله أصل انفرد بتأليفه ، وتوفي في أيام الرضا (1)
13 ـ جميل بن صالح
الأسدي الكوفي ، ثقة جليل من أصحاب الإمام الصادق ، والكاظم (عليه السلام) ، له أصل ، روى عنه جماعة منهم عمار بن موسى الساباطي وغيره (2)
14 ـ جهم بن أبي جهيم
ثقة جليل الشأن ، رفيع المنزلة ، روى عن الإمام الكاظم (عليه السلام) له أصل (3)
(ح)
15 ـ حبيب بن المعلل
الخثعمي المدايني ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن قال النجاشي : ثقة صحيح الحديث ، وقال الكشي مثل ذلك وأضاف أن له كتاباً (4)
16 ـ حذيفة بن منصور
الخزاعي ، قال النجاشي : إنه ثقة روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، وثقة الشيخ المفيد (5)
17 ـ الحسن بن الجهم
هو ابن بكير بن أعين أبو محمد الشيباني ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام موسى (عليه السلام) ووثقه ، وهو ثقة روى عن أبي الحسن وولده الرضا ، وله كتاب (6)
---------------------------
(1) الفهرست ، جامع الرواة ، منهج المقال.
(2) منهج المقال ، ص 92.
(3) النجاشي ـ الكشي.
(4) منهج المقال ، ص 92.
(5) التنقيح ، ج 1 ، ص 258.
(6) نفسه ، ج 1 ، ص 229.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 154 _
18 ـ الحسن بن علي
ابن فضال بن عمرو بن أنيس التيمي الكوفي ، روى عن الإمام موسى (عليه السلام) والإمام علي بن موسى (عليه السلام) وابراهيم بن محمد الأشعري ومحمد بن عبد الله بن زرارة وعلي بن عقبة وغيرهم ، وروى عنه الفضل بن شاذان ، وبالغ في الثناء عليه بالزهد والعبادة ، وكان من المؤلفين ، له كتاب : الزيارات ، وكتاب البشارات ، وكتاب النوادر ، وكتاب الرد على الغالية ، وكتاب الناسخ والمنسوخ ، وكتاب التفسير وكتاب الابتداء والمبتدأ ، توفي سنة 224 هـ (1)
19 ـ الحسن بن محبوب
السراد ، كوفي ثقة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام موسى ، روى عن الإمام الرضا (عليه السلام) وروي عن ستين رجلاً من أصحاب أبي عبد الله ، وكان جليل القدر يعد من أعلام عصره ، ألّف كتباً كثيرة منها : كتاب الحدود ، وكتاب الديّات ، وكتاب
الفرائض ، وكتاب النوادر ، يقع في ألف ورقة ، وكتاب التفسير (2)
20 ـ الحسين بن محمد
ابن الفضل الهاشمي ثقة جليل من شيوخ بني هاشم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ، وألّف كتاباً أسماه : (مجالس الرضا مع أهل الأديان) وقال الشيخ المفيد : كان الحسين بن محمد من خاصة الكاظم وثقاته ومن أهل الورع والعلم والفضل من شيعته (3)
21 ـ الحسين بن زيد
ابن علي بن الحسين ، يلقب بذي الدمعة ، كان الإمام الصادق قد ربّاه ، وزوجته بنت الأرقط ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن وقال رواة الأثر إنه نشأ في حجر الإمام الصادق منذ قتل أبوه ، وأخذ منه علماً كثيراً ، وكان لا يجالس أحداً ولا يدخل إليه إلا من يثق به ، وإنما لقّب بذي الدمعة لكثرة بكائه ، قالت له زوجته : ما أكثر بكاؤك ؟!
فأجاب : وهل ترك لي السهمان والنار سروراً يمنعني من البكاء ؟ توفي سنة 140 هـ وعمره ست وسبعون سنة (4)
---------------------------
(1) لسان الميزان ، ج 2 ، ص 225.
(2) الفهرست للشيخ الطوسي ، الفهرست لابن النديم ، وتنقيح المقال.
(3) الإرشاد.
(4) تنقيح المقال ، ج 1 ، ص 328 والسهمان اللذان قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى ، والنار هي التي أحرق بها أبوه زيد.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 155 _
(خ)
22 ـ خالد بن نجيح
كوفي ، يكنى أبا عبد الله ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن قال الكشي : كان خالد خادماً عند أبي الحسن موسى وهو الذي روى عنه في شأن ولده الرضا (عليه السلام) أنه قال فيه : (عهدي إلى ابني علي أكبر ولدي وخيرهم وأفضلهم) (1) .
23 ـ خالد بن سعيد
القمّاط ، عدّه الشيخ في رجاله في باب الكنى من أصحاب الإمام الكاظم ، ووثّقه النجاشي وقال : إنه روى عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) وله كتاب (2)
24 ـ خف بن حماد
الكوفي إمامي حسن الحال ، من أصحاب الإمام الكاظم وروى عنه (3)
(د)
25 ـ داود بن أبي يزيد
الكوفي العطار ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن وله كتاب (4)
26 ـ داود بن سليمان
عدّه الشيخ المفيد من خاصة أبي الحسن موسى (عليه السلام) وثقاته ومن أهل الورع والعلم والفقه ، وممن روى النص عن الإمام موسى على إمامة ولده الرضا ، فقد قال فيه : إني سألت أباك ـ من الذي يكون بعده ؟
فأخبرني أنك أنت ، فلما توفي أبو عبد الله ذهب الناس يميناً وشمالاً وقلت لك أنا وأصحابي ، فأخبرني من الذي يكون بعدك ؟
(عليه السلام) : ابني فلان ـ يعني الرضا ـ وترجمه الشيخ في الفهرست وقال إن له أصلاً (5)
27 ـ داود بن فرقد
الأسدي ، كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى وله وكتاب (6)
---------------------------
(1) التنقيح ، ج 1 ، ص 388.
(2) نفسه ، ج 1 ، ص 391.
(3) نفسه ، ج 1 ، ص 401.
(4) النجاشي ، ص 121.
(5) تنقيح المقال ، ج 1 ، ص 410 وجامع الرواة.
(6) منهج المقال ، ص 135.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 156 _
(ذ)
28 ـ ذريح بن محمد
ابن يزيد أبو الوليد المحاربي عربي من بني محارب من بني خصفة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ، ذكره ابن عقدة وابن نوح وله كتاب ، ووثّقه الشيخ والعلامة وغيرهما (1)
(ر)
29 ـ ربعي بن عبد الله
ابن الجارود بن أبي سبرة الهذلي ، أبو نعيم ، بصري ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) وصحب الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه وكان خصيصاً به وقال الشيخ : له أصل (2)
30 ـ رفاعة بن موسى
الأسدي النحاس ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) ، كان ثقة في حديثه ، مسكوناً في روايته ، لم يُعترض له بشيء من الغمز ، حسن الطّريقة ، له كتاب مبوب في الفرائض ، ذكره العلامة في القسم الأول من (الخلاصة) وورد توثيقه في
الوجيزة ، ومشتركات الكاظمي ، والحاوي وغيرها (3)
(ز)
31 ـ زكريا بن إدريس
القمي روى عن أبي عبد الله ، وأبي الحسن ، والرضا (عليهم السلام) وكان وجيهاً عند الإمام الرضا وله كتاب (4)
(س)
32 ـ سعد بن أبي خلف
كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ، له كتاب يرويه جماعة منهم : ابن أبي عمير (5) عدّه ابن داود في القسم الأول من رجاله ، وورد توثيقه في (الوجيزة) و (البلغة) و (الحاوي).
---------------------------
(1) النجاشي ، ص 124 ، والفهرست.
(2) الفهرست ، قال النجاشي له كتاب.
(3) تنقيح المقال ، ج 1 ، 433.
(4) جامع الرواة ، ج 1 ، ص 332.
(5) النجاشي ، ص 135.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 157 _
33 ـ سعيد بن جناح
كوفي الأصل نشأ في بغداد ومات فيها ، روى عن أبي الحسن والرضا ، له كتاب في (صفة الجنة والنار) وكتاب (قبض روح المؤمن والكافر) عدّه ابن داود في القسم الأول ، ووثقه في الوجيزة والبلغة (1) .
34 ـ سليم الفراء
كوفي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) ثقة له كتاب يرويه جماعة منهم محمد بن أبي عمير (2)
35 ـ سيف بن عميرة
النخعي عربي ثقة روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأبي الحسن (عليه السلام) له كتاب ترويه جماعات من أصحابنا ، وهو ثقة وعدّه ابن النديم من فقهاء الشيعة (3)
(ش)
36 ـ شعيب بن يعقوب
ابن أخت أبي بصير يحيى بن القاسم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ثقة ، له كتاب يرويه حماد بن عيسى وغيره ، وورد توثيقه في الوجيزة والبلغة والحاوي (4)
(ص)
37 ـ صالح بن خالد
المحاملي ، أبو شعيب الكناسي ، روى عن الإمام الكاظم (عليه السلام) ، له كتاب يرويه جماعة منهم عباس بن معروف ، وثّقه الشيخ في رجاله في باب الكنى كما ورد توثيقه في الوجيزة والبلغة (5)
38 ـ صباح بن موسى
الساباطي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليه السلام) (6)
---------------------------
(1) تنقيح المقال ، ج 2 ، ص 26 ، وجامع الرواة ، ج 1 ، ص 359.
(2) النجاشي ، ص 146.
(3) النجاشي ، ص 143 ، والفهرست.
(4) النجاشي ، ص 147 ، والكشي ص 277.
(5) النجاشي ، ص 151.
(6) تنقيح المقال ، ج 2 ، ص 92.
باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _ 158 _
39 ـ صفوان بن يحيى
أبو محمد البجلي ، كوفي ثقة ، قال الشيخ الطوسي : إنه أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وغيرهم ، وكان يصلي في كل يوم مائة وخمسين ركعة ، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ، ويخرج زكاة ماله في كل سنة ثلاثة مرات ، والسبب في ذلك أنه تعاقد هو وعبد الله بن جندب ولعي بن النعمان في بيت الله الحرام أنه إن مات واحد منهم أن يقوم من بقي منهم بالصلاة والزكاة والحج عنهم فمات صاحباه وبقي صفوان فوفى لهما بذلك ، فكان جميع ما يفعله من البر والخير يجعله ثلاثة أقسام ، قسم له وقسمان لصاحبيه ، وكان من الزهاد المتعبدين والمحتاطين ، فقد كلفه شخص وهو مسافر أن يجعل معه دينارين إلى أهله في الكوفة ، فقال له : إن جمالي مكرية فلابدّ أن أستأذن الأجراء.
ويكفي للتدليل على وثاقته أنه كانت له منزلة عند الإمام الرضا (عليه السلام) وكان وكيلاً له ، ألّف ثلاثين كتاباً منها : كتاب الصلاة ، وكتاب الصوم ، وكتاب الحج ، وكتاب الزكاة ، وكتاب الطلاق ، وكتاب الفرائض ، وكتاب الشراء والبيع ، وكتاب العتق والتدبير ، وكتاب البشارات ، وكتاب مسائل عن أبي الحسن موسى وغير ذلك.
توفي سنة 210 هـ بالمدينة ، وبعث إليه أبو جعفر بحنوطه وكفنه ، واقر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه (1)
(ض)
40 ـ الضحاك الحضرمي
أبو مالك ، كوفي عربي ، أدرك أبا عبد الله (عليه السلام) وقال قوم : إنه روى عنه وقال آخرون : إنه روى عنه وعن أبي الحسن موسى (عليه السلام) وكان متكلماً ثقة في الحديث ، له كتاب في الحديث رواه علي بن الحسن الطاطري (2)
(ع)
41 ـ عبد الحميد بن سعيد
عدة الشيخ من صحاب الإمام موسى (عليه السلام) وروى عنه صفوان بن يحيى (3) .
---------------------------
(1) النجاشي ، الكشي ، منهج المقال ، الفهرست.
(2) النجاشي ، ص 45 والخلاصة.
(3) تنقيح المقال ، ج 2 ، ص 136.