تأليف
الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم أبي عبد الله
العكبري ، البغدادي


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المحقق
  حول الكتاب : ذكر النجاشي (1) والشيخ الطوسي (2) ـ تلميذان الشيخ المفيد ـ أن له رحمه الله ثلاثة كتب حول حادثة الجمل .
  1 ـ كتاب حرب الجمل .
  2 ـ كتاب النصرة العترة في حرب البصرة
  3 ـ المسألة الكافية في إبطاله توبة الخاطية .
  وأدرج النجاشي (3) والشيخ الطوسي (4) هذا الكتاب باسم ( المسألة الكافية (5) في إبطال توبة الخاطية ) وذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء (6) وفي مثالب النواصب (7) باسم ( المسألة الكافية في تفسيق الفرقة الخاطية )

**************************************************************
(1) رجال النجاشي ص 399 و 402 .
(2) فهرست الشيخ ص 316 ـ 315 .
(3) رجال النجاشي ص 399 .
(4) فهرست الشيخ ص 316 .
(5) قد ضبط في بعض كتب الرجال والتراجم : ( المسألة الكافئة في إبطال توبة الخاطئة ) الكافئة بالهمزة والظاهر أن الكافية بالياء وإن كانت لفظة ( الخاطية ) يجوز قراءتها وضبطها بالهمزة وبالياء .
(6) معالم العلماء ص 113 .
(7) المثالب 3 ، الورقة 27 ( مخطوطة ) (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 4 ـ

  نسبة الكتاب : لاشك أن هذا الكتاب من مؤلفات الشيخ المفيد رحمه الله ، ولم يتردد أحد في صحة انتساب الكتاب للمؤلف ، لأجل إثبات ما ادعيناه نذكر ما يلي .
  1 ـ قد أشار المؤلف رحمه الله باسم هذا الكتاب في مطاوى بعض مؤلفاته ، منها :
  أ : الإفصاح : ( وقد استقصيت الكلام في هذا الباب في كتابي المعروف بالمسألة الكافية ، وفيما أثبته منه هاهنا كفاية إن شاء الله ) (1)
  ب : العيوان والمحاسن : ( وقد استقصيت القول في هذا الباب في كتابي المعروف بالمسألة الكافية ) (2) .
  ج : وقد لمح في كتاب الجمل بقوله : ( يؤكد ما ذكرت في هذا الباب وتشهد بصحة ما ذكرت فإني كنت قد جمعتها في موضع آخر من كتبي ... ) (3) .
  2 ـ ذكر أصحاب الرجال والتراجم من المتقدمين هذا الكتاب في عداد مؤلفات الشيخ المفيد ، منهم : النجاشي في رجاله ص 399 ، والشيخ الطوسي في الفهرست ص 316 ، وابن شهر آشوب في معالم العلماء ص 113 .
  3 ـ وذكره أصحاب التراجم والرجال من المتأخرين ، منهم : العلامة المجلسي في بحار الانوار 1 / 7 ، والخونساري في روضات الجنات 6 / 154 ، المحدث النوري في مستدرك الوسائل 3 / 779 ( الخائمة ) والسيد إعجاز حسين النسابوري الكنتوري في مرآة الكتب 4 / 36 ، والسيد الأمين في أعيان الشيعة 9 / 423 ، والشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة 17 / 248 و 20 / 391 ، وفقيد العلم السيد الخوئي في معجم رجال الحديث 1 / 365 .

**************************************************************
(1) الافصاح ص 129 .
(2) الفصول المختارة ص 105 .
(3) الجمل ص 115 (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 5 ـ

  نسخة الكتاب ، بالرغم من الفحص والتتبع الكثير لم أظفر على نسخة منه (1) وقد حاولت جهد الإمكان تحصيل الكتاب من بحار الانوار للعلامة المجلسي المتوفي 1110 ه‍ . ق ، حيث ينقل عنه كثيرا في المجلد الثامن من الطبعة الحجرية والعلوالم للمحدث البحراني ، حيث ينقل عنه تبعا لبحار الأنوار في المجلد الثالث عشر والرابع عشر ( مخطوطة ) ومثالب النواصب لابن شهر آشوب المتوفي 588 حيث ينقل عنه في الجزء الثالث ( مخطوطة ) ومستدرك الوسائل للمحدث النوري المتوفي 1320 ه‍ . ق ، حيث ينقل عنه في الجزاء الحادى عشر من الطبعة الجديدة وأيضا في خاتمة مستدرك الوسائل ، وأورد في خاتمة المسدرك (2) هكذا : ( قال الشيخ المفيد في كتاب الكافية في إبطال توبة الخاطية ، بعد ذكر حديث سنده هكذا : أبان بن عثمان عن الاجلح عن أبي صالح عن ابن عباس ـ إلى آخر ـ فهذا الحديث صحيح الإسناد واضح الطريق جليل الرواية ، انتهى ) .
  وهذا المطلب الذي نقله المحدث النوري عن الكتاب ليس موجودا في بحار الانوار ، وهذا يدل على أنه ينقل عن نفس الكتاب وأن الكتاب كان موجودا عنده ، أضف إلى ذلك أن المحدث النوري نفسه ذكر من الكتاب نسختين في عداد فهرست مكتبته (3) .
  وقال في الذريعة : 17 / 248 : ( الكافية ... كان في خزانة شيخنا النوري ) ، وأضاف في ذيله : بأنه موجود نسخة منه في مكتبة راجه فيض آباد ( بالهند )

**************************************************************
(1) أورد في مقدمة المحقق لكتاب ( تهذيب الأحكام ) المسألة الكافية ... وقد طبع ( وذكره أيضا في مقدمة المحقق لكتاب أمالي المفيد تبعا له ، والظاهر أن لفظه ) وقد طبع زيادة مطبعية حيث لم نعثر على نسخة مخطوطة له فضلا عن المطبوع ، والله العالم .
(2) مستدرك الوسائل 3 / 779 ( الخاتمة ) .
(3) راجع كتاب ( آشنايى باچند نسخه خطى ) دفتر أول ص 148 (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 6 ـ

عملنا في الكتاب :
  1 ـ استخرجنا اجميع الروايات التي نقلها العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن هذا الكتاب ورتبناها على أسلوب المولف في كتاب الجمل ، وما رواه العلامة لمجلسي تبلغ 62 رواية ورتبناها في ثلاثة فصول ، وفي الخاتمة ذكرنا ما وجدنا في مثالب النواصب لابن شهر آشوب ( مخطوطة ) وفي خاتمة مستدرك الوسائل للمحدث النوري وهي ثلاث روايات لم نجدها في البحار .
  2 ـ الروايات التي استخرجناها من البحار الحجري قابلناها مع الطبع الجديد وأكثرها موجودة في المجلد 32 ، ولكن مع الأسف فيه أغلاط فاحشة وقد أشرنا لبعضها في الهامش .
  3 ـ أشرنا إلى التصحيف والخطأ الموجودين في بحار الأنوار المطبع وأثبتنا في المتن ما هو الصحيح .
  4 ـ تخريج الرجال والرواة المذكور أسماء هم في المتن ، وذكر مصادر ترجمتهم في الهامش .
  5 ـ تخريج الآيات والأحاديث ، قم المشرفة 2 جمادي الآخرة 1413 ه‍ . ق ، 6 / 9 / 1371 ه‍ . ش .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 7 ـ

الفصل الاول : في موقف طلحة والزبير من عثمان وبيعتهما مع علي عليه السلام ونكثها
  1 ـ المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطية ، عن محمد بن إسحاق (1) عن أبي جعفر (2) عن أبيه عن عبد الله بن جعفر (3) قال : كنت مع عثمان (4) وهو محصور ، فلما عرفت أنه مقتول بعثني و عبد الرحمان بن أزهر ( الزهري ) (5) إلى أمير المؤمنين

**************************************************************
(1) هو محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار ، أبو بكر ، صاحب السيرة النبوية ، راجع ، الطبقات الكبرى 7 / 321 ، تاريخ بغداد 1 / 214 ، الجرح والتعديل 7 / 191 ، تذكرة الحفاظ 1 / 172 ، ميزان الاعتدال 3 / 468 ، تهذيب التهذيب 9 / 38 ، سير أعلام النبلاء 7 / 33 ، رجال الكشي ص 390 رجال الشيخ ص 281 ، جامع الرواة 2 / 67 معجم رجال الحديث 15 / 73 .
(2) وفي الجمل ( أبي جعفر الأسدي ) ولم نعثر على ترجمته ، والظاهر ان المراد به أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) لأن محمد بن اسحاق يروي عنه عليه السلام ـ كما في تذكرة الحفاظ 1 / 172 وسير اعلام البنلاء 7 / 34 : ( محمد به إسحاق حدث عن ... وأبي جعفر الباقر ) وأيضا فإن في رجال الشيخ ص 281 عد من أصحاب الباقر ـ عليه السلام .
(3) هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) راجع : الاستيعاب 2 / 275 ، الجرح والتعديل 5 / 21 ، أسد الغاية 3 / 133 العبر 1 / 67 ، الاصابة 2 / 289 ، تهذيب التهذيب 5 / 149 سير أعلام البنلاء 3 / 456 ، رجال الشيخ ص 23 و 46 و 49 ، جامع الرواية 1 / 478 ، معجم رجال الحديث 10 / 137 .
(4) سيأتي ترجمته .
(5) الزيادة من بعض نسخ المخطوطة ، وهو عبد الرحمان ، بن أزهر بن عوف ... بن زهره القرشي الزهري ، أبو جبير المدني ، قيل هو ابن عم عبد الرحمان بن عوف راجع الطبقات الكبرى 5 / 86 الاستيعاب 2 / 406 ، الإصابة 2 / 389 ، أسد الغابة 3 / 279 تهذيب التهذيب 6 / 123 (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 8 ـ

  ( عليه السلام ) وقد استولى طلحة بن عبيد الله (1) على الأمر ـ فقال : انطلقا فقولا له : أما إنك بالأمر من ابن الحضرمية ؟ فلا يغلبنك على أمة ابن عمك (2) .
  2 ـ عن إسماعيل بن أبي خالد (3) عن قيس بن أبي حازم (4) قال : قيل لطلحة : هذا عثمان قد منع الطعام و الشرب ، فقال : إما تعطيني بنوا أميه الحق من أنفسها وإلا فلا (5) .
  3 ـ عن (6)محمد بن فضيل بن عزوان عن يزيد بن أبي زياد (7) عند عبد

**************************************************************
(1) سيأتي ترجمة .
(2) الجمل ص 232 بحار الانوار 8 / 353 ط الحجري ، وفي نسخ الجمل : ( على أمر بن عمك ) بدل ( على أمه ابن عمك ) .
(3) هو إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي البجلي ، راجع الطبقات الكبرى 6 / 344 ، الجرح والتعديل 2 / 174 ، العبر 1 / 156 رجال صحيح مسلم 1 / 57 تهذيب التهذيب 1 / 254 ، وأيضا راجع : رجال النجاشي ص 25 فهرست الشيخ ص 55 ، جامع الرواة 1 / 91 ، معجم رجال الحديث 3 / 104 .
(4) هو قيس بن ابي حازم البجلي الاحمسي ، أبو عبد الله كوفي ، راجع التاريخ الكبير 7 / 145 ، الاستيعاب 3 / 247 ، رجال صحيح البخاري 2 / 613 ، الاصابة 3 / 244 ، ميزان الاعتدال 3 / 392 ، تهذيب التهذيب 8 / 346 .
(5) بحار الانوار 8 / 353 الحجري .
(6) هو محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير لاطبي ، أبو عبد الرحمان الكوفي راجع ، الطبقات الكبرى 6 / 389 ، الجرح والتعديل 8 / 57 فهرست ابن النديم ص 226 ، تذكرة الحفاظ 1 / 315 ميزان الاعتدال 4 / 9 تهذيب التهذيب 9 / 359 سير اعلام النبلاء 9 / 173 رجال الشيخ ص 279 رجال العلامة ص 138 رجال ابن داود ص 181 جامع الرواة 2 / 175 ، معجم رجال الحديث 17 / 148 .
(7) في البحار ( عن زيد بن ابي زياد ) وهو تصحيف ، وما اثبتناه هو الصحيح وهو يزيد بن ابي زياد القرشي الهاشمي ، راجع الطبقات الكبرى 6 / 340 ، الجرح والتعديل 9 / 265 ، ميزان الاعتدال 4 / 423 ، العبر 1 / 144 ، تهذيب التهذيب 11 / 178 سير أعلام البنلاء 6 / 129 وأيضا راجع رجال الكشي ص 100 ، جامع الرواة 2 / 341 معجم رجال الحديث 20 / 105 (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 9 ـ

  الرحمان بن أبي ليلى (1) قال : طلحة يرامي في اهل الدار ـ وهو في خرفة وعليه الدرع ـ وقد كثر عليها نقبا فهم يرامونه فيخرجونه من الدار ثم يخرج فيراميهم حتى دخل عليه من قبل دار ابن حزم فقتل (2)
  4 ـ عن موسى بن مطير (3) عن الاعمش (4) عن مسروق (5) قال دخلت المدينة فبدأنا بطلحة (6) فخرج مشتملا بقطيفة له حمراء ، فذكرنا له أمر عثمان فصيح (7) القوم فقال : قد كاد سفهاؤكم ان يغلبوا حلماء كم على المنطق ( ثم ) (8)

**************************************************************
(1) هو عبد الرحمان بن ليلى بن أوس ، أبو عيسى الانصاري الكوفى راجع الطبقات الكبرى 6 / 109 ، تاريخ بغداد 10 / 199 ، تذكرة الحفاظ 1 / 58 ، الاصابة 2 / 425 ، تهذيب التهذيب 6 / 234 ، سير أعلام النبلاء 4 / 262 ، رجال الكشي ص 51 1 ، رجال الشيخ ص 48 ، رجال العلامة ص 113 ( جامع الرواة 1 / 443 ، معجم رجال الحديث 9 / 298 .
(2) بحار الانوار 8 / 353 ط الحجري .
(3) في البحار ( موسى بن مصيطر ) وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبناناه كما في كما في كتب التراجم والجمل ، وهو موسى بن مطير بن أبي حالد ( راجع : الجرح والتعديل 8 / 162 ، تاريخ الاسلام ( خلفاء ) ص 646 ، ميزان الاعتدال 4 / 223 ، لسان الميزان 6 / 130 .
(4) هو سليمان بن مهران الكاهلي ، أبو محمد الاعمش الاسدي الكوفي ، راجع : الطبقات الكبرى 6 / 342 ، تاريخ بغداد 9 / 3 ، الجرح والتعديل 4 / 146 ، ميزان الاعتدال 2 / 224 ، رجال صحيح مسلم 1 / 264 ، تهذيب التهذيب 4 / 195 ، سير أعلام النبلاء 6 / 226 ، رجال الشيخ ص 206 ، رجال ابن داوود ص 106 ، المناقب 4 / 281 ، جامع الرواة 1 / 383 ، معجم رجال الحديث 8 / 280 .
(5) هو مسروق بن الاجدع بن مالك بن امية بن عبد الله اهمداني ثم الوادعي ، راجع : الطبقات الكبراى 6 / 76 ، تاريخ بغداد 13 / 232 ، أسد الغابة 4 / 354 ) الاصابة 3 / 492 ، تهذيب التهذيب 10 / 105 ، سير أعلام النبلاء 4 / 63 .
(6) هو طلحة بن عبيدالله بن عثمان بن كعب بن سعد القرشي التميمي المكي ويكنى أبا محمد ، راجع الطبقات الكبرى 3 / 214 ، المعارف ص 133 ، الجرح والتعديل 4 / 471 ، الاستيعاب 2 / 219 ، أسد الغابة 3 / 9 الاصابة 2 / 229 ، مختصر تاريخ دمشق 11 / 191 ( تهذيب التهذيب 5 / 20 ، سير أعلام النبلاء 1 / 23 .
(7) كذا في النسخة ) والظاهر ( وضج ) وفي بعض نسخ الجمل ( فأمر ) وفي بعضها ( وهم ) .
(8) الزيادة من الجمل (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 10 ـ

  قال : أجئتم معكم بحطب وإلا فخذوا هاتين الحزمتين فاذهبوا بهما إلى بابه ، فخرجنا من عنده وأتينا الزبير ، قال مثل قوله ، فخرجنا حتى أتينا عليا ـ عليه السلام ـ عند أحجار الزيت ، فذكرنا أمره ، فقال : استتيبوا الرجل ولا تعجلوا ، فإن رجع مما هو عليه وتاب ، وإلا فانظروا (1) .
  5 ـ عن إسحاق بن راشد (2) عن عبد الحميد بن عبد الرحمان ( القرشي ) (3) عن إبن ابزي (4) : أن طلحة بن عبيد الله استولى على أمر عثمان (5) ، وصارت المفاتيح بيده ، وأخذ لقاحا كانت لعثمان وأخذ ماكان في داره ، فمكث بذلك ثلاثة أيام (6) .

**************************************************************
(1) الجمل ص 232 ، بحار الانوار 8 / 353 ط الحجري ، في البحار ( فاقتلوا منه ) بدل ( وإلا فانظروا ) وما أثبتناه مطابق للجمل .
(2) هو إسحاق بن راشد الجزري ، راجع : التاريخ الكبير 1 / 386 ، ميزان الاعتدال 1 / 195 ، مختصر تاريخ دمشق 4 / 295 ، تهذيب التهذيب 1 / 201 ، وأيضا راجع : البداية والنهاية 4 / 304 ، و 6 / 193 ، وبغية الطلب في تاريخ حلب 3 / 1462 .
(3) الزيادة من بحار الانوار 32 / 32 ، وهو عبد الحميد بن عبدالرحان بن زيد بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي ، أبو عمر المدني راجع : التاريخ الكبير 6 / 45 ، الجرح والتعديل 6 / 15 ، مختصر تاريخ دمشق 14 / 171 ، رجال صحيح البخاري 2 / 482 ، تهذيب التهذيب 6 / 108 ، سير أعلام النبلاء 5 / 149 .
(4) في البحار ( ان أبي اروى ) ونحوه في جميع نسخ الجمل ، وهو تصحيف ، صوبته من الجمل المصحح ، وهو عبد الرحمان بن أبزى الخزاعي ، راجع : الطبقات الكبرى 5 / 462 ، التاريخ الكبير 5 / 245 ، والجرح والتعديل 5 / 209 ، الاستيعاب 2 / 417 ، أسد الغابة 3 / 278 ، الاصابة 2 / 388 ، تهذيب التهذيب 6 / 121 ، سير أعلام النبلاء 3 / 201 .
وقال النووي في شرح صحيح مسلم 4 / 62 : ( عبد الرحمان بن أبزى هر بفتح الهمزة وإسكان الباء الموحدة وبعدها زاي ثم ياء ، وعبد الرحمان صحابي ) .
(5) هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الاموي ، كنيته أبو عبد الله وأبو عمر ، راجع : الطبقات الكبرى 3 / 53 ، المعارف ص 110 ، الاصابة 2 / 62 4 ، الاستيعاب 3 / 69 ، رجال صحيح مسلم 2 / 43 ، مختصر تاريخ دمشق 16 / 109 ، أسد الغابة 3 / 376 ، تهذيب التهذيب 7 / 127 .
(6) بحار الانوار 8 / 353 ط الحجري (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 11 ـ

  6 ـ عن الفضل بن بهين (1) عن فظر أبن خليفة ( (2) عن عمران الخزاعي (3) عن ميسرة بن جرير (4) قال : كنت عند الزبير (5) عند أحجار الزيت وهو اخذ بيدي ، فأتاه رجل يشتد فقال : يا أبا عبد الله ! إن أهل الدار قد حيل بينهم وبين الماء ، فسمعته يقول : دبروا بها دبروا (6) ، وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل باشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب (7) (8) .

**************************************************************
(1) في البحار ( الفضيل بن وكين ) والصحيح ماله أبتناه كما في كتب التراجم ، وهو أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي الحافظ ، راجع : التاريخ الكبير 7 / 118 ، تاريخ بغداد 12 / 6 34 ، الجرح والتعديل 7 / 61 ، فهرست ابن النديم ص 283 ، تذكرة الحفاظ 1 / 372 ، ميزان الاعتدال 3 / 350 ، تهذيب التهذيب 43 / 28 ، سير أعلام النبلاء 10 / 142 .
(2) هو فطر بن خليفة القرشي المخزومي ، راجع : الطبقات الكبرى 6 / 364 ، الجرح والتعديل 7 / 90 ، ميزان الاعتدال 3 / 363 ، العبر 1 / 168 ، تهذيب التهذيب 8 / 270 ، سير أعلام النبلاء 7 / 30 ، رجال الشيخ ص 273 ، جامع الرواة 2 / 13 ، معجم رجال الحديث 13 / 342 .
(3) هو عمران بن حصين الخزاعي ، راجع : الجرح والتعديل 6 / 296 ، الاستيعاب 3 / 22 ، أسد الغابة 4 / 137 ، الاصابة 3 / 26 ، تهذيب التهذيب 8 / 111 ، سير أعلام النبلاء 2 / 508 ، رجال الكشي ص 38 ، رجال الشيخ ص 24 ، رجال العلامة ص 124 ، جامع الرواة 1 / 641 ، معجم رجال الحديث 13 / 139 .
(4) في البحار : ميسرة بن جدير وما أثبتنا ، من الجمل ص 232 .
(5) هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى الاسدي ، ويكف أبا عبد الله ، راجع الطبقات الكبرى 3 / 100 ، الجرح والتعديل 3 / 578 ، الاستيعاب 1 / 580 ، أسد الغابة 2 / 196 ، مختصر تاريخ دمشق 9 / 11 ، الاصابة 1 / 545 ، تهذيب التهذيب 3 / 274 سير أعلام النبلاء 1 / 41 .
(6) وفي الجمل : ( دبروا وادبروا ) .
(7) سبا ( 34 ) : 54 .
(8) الجمل ص 75 و 232 ، العقد الفريد 4 / 299 ، بحار الانوار 8 / 353 ط الحجري (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة   ـ 12 ـ

  7 ـ عن الحسين بن عيسى (1) عن زيد عن أبيه قال : حدثنا أبو ميمونة (2) عن أبي بشر (3) العائذي قال : كنت بالمدينة حين قتل عثمان ، فاجتمع المهاجرون فيهم طلحة والزبير فأتوا عليا ( عليه السلام ) فقالوا : يا أبا الحسن هلم نبايعك ، قال : لا حاجة لي في أمركم ، أنا بمن اخترتم راض ، قالوا : ما نختار غيرك ، واختلفوا إليه بعد قتل عثمان مرارا (4) .
  8 ـ عن إسحاق بن راشد عن عبد الحميد بن عبد الرحمان القرشي عن ابن أبزى (5) قال : لا احدثك إلا بما رأته عيناي وسمعته أذناي : لما برز الناس للبيعة عند بيت المال قال علي (6) ( عليه السلام ) لطلحة : ابسط يدك للبيعة ، فقال له طلحة : أنت أحق بذلك مني ، وقد استجمع لك الناس ولم يجتمعوا لي ، فقال علي ( عليه السلام ) لطلحة : والله ما أخشى غيرك ، فقال طلحة : لا تخفني فوالله لا تؤتى من قبلي أبدا ، فبايعه وبايع الناس (7) .

**************************************************************
(1) الظاهر هو الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي ، أبو عبد الرحمان الكوفي ، أخو سليم القاري ، راجع : ميزان الاعتدال 1 / 545 ، تهذيب التهذيب 2 / 313 .
(2) راجع : ميزان الاعتدال 4 / 579 ، تهذيب التهذيب 12 / 277 .
(3) هكذا في البحارط الحجري ، وفي البحارط الجديد : ( أبي بشير ) ولكن لم نعثر على ترجمة ( أبي بشر ( أو بشير ) العائذي ) في كتب التراجم ، وورد في الاصابة 4 / 21 : ( أبو البشير العادي ) .
(4) بحار الانوار 8 / 372 ط الحجري ؟ ج 32 / 31 ط الجديد .
(5) في البحار ط الحجري وط الجديد : ( عن أبي أروى ) ، وما أثبتناه من الجمل المصحح وكتب التراجم المتقدمة ، وهو عبد الرحمان بن أبزى ، وقد تقدمت ترجمته .
(6) هو أمير المؤمنين على بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي صلوات الله وسلامه عليه ، راجع : الطبقات الكبرى 3 / 19 ، حلية الاولياء 1 / 61 ، تاريخ بغداد 1 / 133 ، المعارف ص 177 ، أسد الغابة 4 / 16 ، الاصابة 2 / 507 ، مختصر تاريخ دمشق 17 / 297 .
(7) الجمل ص 6 ـ 63 ، تاريخ الطبري 4 / 434 ـ 432 ، الفتوح المجلد 1 / 432 ـ 431 ، القسم الثاني ص 66 ، الكامل 3 / 193 ، بحار الانوار 8 / 372 الحجري ، ج 32 / 32 ط الجديد (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 13 ـ

  9 ـ عن يحيى بن سلمة (1) عن أبيه (2) قال : قال ابن عباس : والذي لا إله إلا هو إن أول خلق الله عزوجل ضرب على يد علي بالبيعة طلحة بن عبيد الله (3) .
  10 ـ عن محمد بن عيسى النهدي (4) عن أبيه عن الصلت بن دينار (5) عن الحسن (6) قال : بايع طلحة والزبير عليا ( عليه السلام ) على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله طائعين غير مكرهين (7)
  11 ـ عن عبيد الله بن حكيم بن جبير عن أبيه (8) عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : إن طلحة والزبير بايعا عليا (9) .

**************************************************************
(1) هو يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي ، أبو جعفر الكوفى ، راجع : الطبقات الكبرى 6 / 380 ، الجرح والتعديل 9 / 154 ، ميزان الاعتدال 4 / 381 ، تهذيب التهذيب 11 / 196 ، أمالي المفيد ص 88 .
(2) هو سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي التنعي ، أبو يحيى الكوفي ، راجع : الطبقات الكبرى 6 / 316 ، الجرح والتعديل 4 / 170 ، تهذيب التهذيب 4 / 137 ، سير أعلام النبلاء 5 / 298 ، أمالى المفيد ص 88 ، رجال الشيخ ص 43 و 211 ، جامع الرواة 1 / 373 ، معجم رجال الحديث 8 / 208 .
(3) بحار الانوار 8 / 372 ط الحجرى ، ج 32 : 33 ط الجديد .
(4) لم نعثر على ترجمته .
(5) هو الصلت بن دينار الازدي الهنائي البصري ـ راجع : الطبقات الكبرى 7 / 279 ، التاريخ الكبير 4 / 304 ، الجرح والتعديل 4 / 437 ، ميزان الاعتدال 2 / 318 ، تهذيب التهذيب 4 / 381 .
(6) هو الحسن بن أبي الحسن يسار المشهور بالحسن البصري ، راجع : الطبقات الكبرى 7 ، 156 ، الجرح والتعديل 3 / 40 ، فهرست ابن النديم ص 202 ، تذكرة الحفاظ 1 : 71 ، تهذيب التهذيب 2 / 231 ، سير أعلام النبلاء 4 / 563 .
(7) بحار الانوار 8 / 372 ط الحجري ، ج 32 ، 32 ط الجديد ، وراجع أمالى المفيد ص 73 .
(8) هو حكيم بن جبير الاسدي الكوفي ، راجع : الطبقات الكبرى 6 / 326 ، الجرح والتعديل 3 / 201 ، ميزان الاعتدال 1 / 583 ، تهذيب التهذيب 2 / 383 ، ولم نعثر على ترجمة ابنه : عبيد الله بن حكيم بن جبير .
(9) بحار الانوار 8 / 372 ط الحجري ، ج 32 / 32 ط الجديد (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 14 ـ

  12 ـ عن الحسن بن مبارك (1) عن بكر بن عيسى (2) قال : أن طلحة والزبير أتيا عليا ( عليه السلام ) بعد ما بايعاه بأيام ، فقالا : يا أمير المؤمنين قد عرفت شدة مؤونة المدينة وكثرة عيالنا وتأن عطاءنا لا يسعنا ، قال فما تريدان نفعل ؟ قالا .
  تعطينا من هذا المال ما يسعنا ؟ فقال : اطلبا إلى الناس فإن اجتمعوا على أن يعطوكما شئيا من حقوقهم فعلت ، قالا : لم نكن لنطلب ذلك إلى الناس ، ولو يكونوا يفعلوا لو طلبنا إليهم ، قال : فأنا والله أحرى أن لا أفعل ، فانصرفا عنه (3) .
  13 ـ عن عمرو بن شمر (4) عن جابر (5) عن محمد بن علي (6) ( عليهما السلام ) إن طلحة والزبير أتيا عليا ( عليه السلام ) فاستأذنا في العمرة ، فقال

**************************************************************
(1) ورد اسمه في كتاب التراجم تارة بعنوان ( الحسين بن مبارك ) واخرى بعنوان ( الحسن بن مبارك ) ، راجع رجال النجاشي ص 56 ، فهرست الشيخ ص 108 ، جامع الرواة 1 / 220 ، و 252 ، معجم رجال الحديث 5 / 86 ، و 6 / 69 ، وأيضا راجع أمالي المفيد ص 154 ، وفي لسان الميزان 2 / 248 : ( الحسن بن المبارك الطبري ... ) .
(2) الظاهر أنه بكر بن عيسى ، أبو زيد البصري الاحول ، راجع : رجال الشيخ ص 157 ، جامع الرواة 1 / 128 ، معجم رجال الحديث 3 / 350 ، وأيضا راجع : التاريخ الكبير 2 / 92 ، الجرح ولا تعديل 2 / 391 ، تهذيب 1 / 426
(3) بحار الانوار 8 / 372 ط الحجري ، ج 32 / 32 ط الجديد ، الجمل ص 88 ، تذكرة الخواص / 59 .
(4) هو عمرو بن شمر ، أبو عبد الله الجعفي ، راجع : رجال النجاشي ص 287 ، فهرست الشيخ ص 244 ، رجال العلامة ص 241 ، جامع الرواة 1 / 623 ، معجم رجال الحديث 13 ، 106 .
(5) هو جابر بن يزيد الجعفي ، أبو عبد الله ، راجع : رجال النجاشي ص 1289 ، رجال الكشي ص 191 ، فهرست الشيخ ص 73 ، رجال العلامة ص 35 ، جامع الرواة 1 / 144 ، معجم رجال الحديث 4 / 17 ، التاريخ الكبير 2 210 ، الجرح والتعديل 2 / 497 ، ميزان الاعتدال / 379 ، تهذيب التهذيب 2 / 41 .
(6) أي الامام محمد الباقر ( عليه السلام ) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) راجع : الطبقات الكبرى 5 / 320 ، المعارف ص 125 ، العبر 1 / 109 ، تهذيب التهذيب 9 / 311 ، شذرات الذهب 1 / 149 ، سير أعلام النبلاء 4 / 401 (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 15 ـ

  لهما : لعلكما تيردان الشام أو البصرة ؟ فقالا : اللهم غفرا ما ننوى إلا العمرة (1) .
  14 ـ عن الحسن بن مبارك عن بكر بن عيسى : أن عليا ( عليه السلام ) أخذ عليهما عهد الله وميثاقه وأعظم (2) ما أخذ على أحد من خلقه أن لا يخالفا ولا ينكثا ولا يتوجها وجها غير العمرة حتى يرجعا إليها (3) ، فأعطيناه ذلك من أنفسهما ثم أذن لهما فخرجا (4) .
  15 ـ عن أم راشد (5) مولاة أم هانئ (6) : أن طلحة والزبير دخلا على علي ( عليه السلام ) فاستأذناه في العمرة فأذن لهما فلما وليا ونزلا من عنده سمعتهما يقولا : ( لا والله ما بايعناه بقلوبنا ، إنما بايعناه بأيدينا ) .
  فأخبرت عليا ( عليه السلام ) بمقالتهما ، فقال : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) (7) (8) .

**************************************************************
(1) الجمل ص 89 ، بحار الانوار 8 / 372 ط الحجري ، ج 32 / 32 ط الجديد ، وأيضا راجع : الارشاد ص 131 ، كشف اليقين ص 153 ، مصنف ابن أبي شيبة 15 / 262 ، الفتوح المجلد 1 / 452 ، أنساب الاشراف ص 222 .
(2) كذا في البحار ، والظاهر زيادة الواو ، ولم ترد في الجمل ، وفيه ( والميثاق ) بدل ( ميثاقه )
(3) كذا في البحار ، والظاهر ( إليه كما في الجمل ) .
(4) الجمل ص 233 ، بحار الانوار 8 / 372 ط الحجري ، ج 32 / 33 ـ 32 ط الجديد
(5) لم نعثر على ترجمتها وجاء اسمها في الجمل ص 88 ، شرح الاخبار 1 / 396 ، المطالب العالية 2 / 302 .
(6) هي أم هاني بنت أبي طالب الهاشمية ، اسمها فاختة أو هند ، راجع : الطبقات الكبري 8 / 47 ، الجرح والتعديل 9 / 467 ، الاستيعاب 4 / 503 ، أسد الغابة 5 / 624 ، الاصابة 4 / 503 ، تهذيب التهذيب 12 / 507 ، سير أعلام النبلاء 2 / 311 ، رجال الشيخ ص 33 ، جامع الرواة 2 / 456 ، معجم رجال الحديث 23 / 181 .
(7) الفتح ( 48 ) : 10
(8) الجمل ص 88 ، تذكرة الخواص 59 ، بحار الانوار 8 / 372 ط الحجري ، ج 32 / 33 ط الجديد (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 16 ـ

الفصل الثاني : في حرب الجمل (1)
  16 ـ ولما بلغ عائشة (2) نزول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر (3) : ( أما بعد ، فإنا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار ، والله دق عنقه كدق البيضة على الصفا ، إنه بذي قار بمنزلة الاشقر ، إن تقدم نحر وإن تأخر عقر ) ، فلما وصل الكتاب إلى حفصة استبشرت بذلك ودعت صبيان بني تيم وعدي وأعطت جوارهيا دفوفا وأمرتهن أن يضربن بالدوف ويقلن : ما الخبر ما الخبر ! علي كالاشقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر ، فبلغ أم سلمة (4) رضي الله عنها

**************************************************************
(1) أخذنا ( كتاب عائشة إلى حفصة ... ) من الجمل ص 150 ـ 149 ، ولم يروه العلامة المجلسي في البحار 8 / 385 ط الحجري ، ج 32 / 92 ط الجديد ، ولكنه قال بعد نقل قصة حفصة : ( وذكر المفيد قدس سره في ( المسألة ) الكافية قصة حفصة بسند ين آخرين نحوا مما مر ) وما مر في كلامه هو كتاب عائشة إلى حفصة كما روى في ( شرح نهج البلاغة 14 / 13 ) .
(2) هي عائشة إلى حفصة كما روي في ( شرح نهج البلاغة 14 / 13 ) ، هي عائشة بنت أبي بكر ، تكنى أم عبد الله ، زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) راجع : الطبقات الكبرى 8 / 58 ، الاستيعاب 4 / 356 ، أسد الغابة 5 / 501 ، الاصابة 4 / 359 ، تهذيب التهذيب 12 ، 461 ، سير أعلام النبلاء 2 / 135 .
(3) هي حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية، زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) راجع : الطبقات الكبرى 8 / 81 ، الاستيعاب 4 / 268 ، أسد الغابة 5 / 425 ، العبر 1 / 36 ، الاصابة 4 / 273 ، تهذيب التهذيب 12 / 439 ، سير أعلام النبلاء 2 / 227 .
(4) هي أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية حذيفة ، زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) راجع : الطبقات الكبرى 8 / 86 ، الجرح والتعديل 9 / 464 ، الاستيعاب 4 / 454 ، أسد الغابة 5 / 560 ، العبر 1 / 48 ، تهذيب التهذيب 12 / 483 ، الاصابة 4 / 458 ، سير أعلام النبلاء 2 / 201 (*) .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 17 ـ

  اجتماع النسوة عى ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) و المسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة فبكت وقالت : اعطوني ثيابي حتى أخرج إليهن وأقع بهن ، فقالت أم كلثوم (1) بنت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنا أنوب عنك فإنني أعرف منك فلبست ثيابها وتنكرت وتخفرت واستصحبت جواريها متخفرات ، وجاءت حتى دخلت عليهن كأنها من النظارة ، فلما رأت ما هن فيه من العبث والسفه كشفت نقابها وأبرزت لهن وجهها ، ثم قالت لحفصة : إن تظاهرت أنت واختك على أمير المؤمنين ( عيه السلام ) فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قبل ، فأنزل الله عزوجل فيكما ما أنزل ، والله من وراء حر بكما ، فانكسرت حفصة وأظهرت خجلا وقالت : إنهن فعلن هذا بجهل وفرقتهن في الحال ، فانصرفن من المكان (2) .
  17 ـ رووا أنه ( عليه السلام ) لما بلغه ( وهو بالربذة ) خبر طلحة والزبير وقتلهما حكيم بن جبلة (3) ورجالا من الشيعة وضربهما عثمان بن حنيف (4) وقتلهما السبابجة ، قام على الغرائر فقال : إنه أتاني خبر متفظع ونبأ جليل : أن طلحة والزبير وردا البصرة فوثبا على عاملي فضرباه ضربا مبرحا وترك لا يدرى أحي هو

**************************************************************
(1) هي أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) راجع : الطبقات الكبرى 8 / 463 ، الاستيعاب 4 / 490 ، أسد الغابة 5 / 614 ، الإصابة 4 / 492 ، سير أعلام النبلاء 3 / 500 .
(2) الفتوح المجلد 1 / 467 ، الجمل 150 ـ 149 ، شرح نهج البلاغة 14 / 13 ، بحار الأنوار 8 / 385 ط الحجري ، ج 32 / 92 ـ 90 ط الجديد .
(3) هو حكيم بن جبلة العبدي ، راجع الاستيعاب 1 / 324 ، أسد الغابة 2 / 39 ، الإصابة 1 / 379 ، سير أعلام النبلاء 3 / 531 ، رجال الشيخ ص 93 ، جامع الرواة 1 / 268 ، معجم رجال الحديث 6 / 481 .
(4) هو عثمان بن حنيف الأنصاري الأوسي ، أبو عمرو المدني ، راجع : التاريخ الكبير 1 / 209 ، الجرح والتعديل 6 / 146 ، الاستيعاب 3 / 89 ، أسد الغابة 3 / 371 ، الإصابة 2 / 459 ، سير أعلام النبلاء 2 / 320 ، تهذيب التهذيب 7 / 103 ، رجال الكشي ص 38 ، رجال الشيخ ص 47 ، جامع الرواة 1 / 532 ، معجم رجال الحديث 11 / 106 .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 18 ـ

  أم ميت ، وقتلا العبد الصالح حكيم بن جبلة في عدة من رجال المسلمين الصالحين لقوا الله موفون ببيتعتهم ماضين على حقهم ، وقتلا السبابجة خزان بيت المال الذي للمسلمين ، قتلوهم صبرا ، وقتلو عذرا ، فبكى الناس بكاء شديدا ورفع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يديه يدعو ويقول : اللهم اجز طلحة والزبير جزاء الظالم الفاجر والخفور الغادر (1) .
  18 ـ عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر بن علي عن أبيه (2) ( عليهم السلام ) قال : كتبت أم الفضل بنت الحارث (3) مع عطاء (4) مولى ابن عباس (5) إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بنفير طلحة والزبير وعائشة من مكة يمن نفر معهم من الناس فلما وقف أمير المؤمنين على الكتاب قال محمد أبي بكر (6) : ما للذين أوردوا ثم أصدروا غداة الحساب من نجاة ولا عذر .

**************************************************************
(1) بحار الأنوار 8 / 385 ط الحجري : ج 32 / 92 ط الجديد ، راجع أيضا : أمالي المفيد ص 295 المجلس 35 .
(2) أي الإمام زين العابدين ، علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) راجع : الطبقات الكبرى 5 / 111 ، الجرح والتعديل 6 / 178 ، تذكرة الحفاظ 1 / 74 ، مختصر تاريخ دمشق 16 / 230 ، تهذيب التهذيب 7 / 268 ، سير أعلام النبلاء 4 / 386 .
(3) هي أنم الفضل بنت الحارث الهلالية ، اسمها لبابة ، زوجة العباس بن عبد المطلب ، راجع : الطبقات الكبرى 5 / 286 و 8 / 132 ، الاستيعاب 4 / 482 ، أسد الغابة 5 / 608 ، الإصابة 4 / 483 ، تهذيب التهذيب 12 / 476 ، سير أعلام النبلاء 2 / 314 .
(4) لم نعثر عليه في كتب التراجم بهذا العنوان .
(5) هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، أبو العباس بن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) راجع : الطبقات الكبرى 2 / 365 ، تاريخ بغداد 1 / 173 ، الجرح والتعديل 5 / 115 ، الاستيعاب 2 / 350 ، أسد الغابة 3 / 193 ، الإصابة 2 / 330 ، مختصر تاريخ الدمشق 12 / 293 ، تهذيب التهذيب 5 / 242 ، سير أعلام النبلاء 3 / 331 .
(6) هو محمد بن أبي بكر ، أمة أسماء بنت عميس ، راجع : الجرح والتعديل 7 / 301 ، الاستيعاب 3 / 348 ، أسد الغابة 4 / 324 ، الإصابة 3 / 472 ، تهذيب التهذيب 9 / 70 ، شذرات الذهب 1 / 48 ، سير أعلام النبلاء 3 / 481 .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 19 ـ

  ثم نودي من مسجد رسو الله ( صلى الله عيه وآله ) : اصلاة جامعة فخرج الناس وخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه ( صلى الله عليه وآله ) قلنا : نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأوليائه وأحق الخلق به ، لا ننازع حقه وسلطانه ، فبينما نحن كذلك إذ نفر المنافقون وانتزعوا سلطان نبينا منا وولوه غيرنا ، فبكت والله لذلك العيون والقلوب منا جميعا معا ، وخشنت له الصدور ، وجزعت النفوس منا جزعا أرغم ، وأيم الله لولا مخافتي الفرقة بين المسلمين ، وأن يعود أكثرهم إلى الكفر ويعور الدين ، لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا ، وقد بايعتموني الآن ، وبا يعني هذان الرجلان طلحة والزبير على الطوع منهما ومنكم الإيثار ، ثم نهضا يريدان البصرة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم ، اللهم فخذهما لغشهما لهذه الامة وسوء نظرهما للعامة ، ثم قال : انفروا رحمكم الله في طلب هذين الناكثين القاسطين الباغيين قبل أن يفوت تدارك ما جنياه (1) .
  19 ـ لما اتصل بأمير المؤمنين صولات الله عليه مسير عائشة وطلحة والزبير من مكة إلى البصرة حمد الله وأثنى عليه ثم قال : قد سارت عائشة وطلحة والزبير كل منهما يدعي الخلافة دون صاحبه ، ولا يدعي طلحة الخلافة إلا أنه ابن عم عائشة ، ولا يدعيها الزبير إلا أنه صهر أبيها ، والله لئن ظفرا بما يريدان ليضر بن الزبير عنق طلحة ، وليضر بن طلحة عنق الزبير

**************************************************************
(1) الإرشاد ص 131 ، الجمل ص 233 ، أمالي المفيد ص 155 ـ 154 المجلس 19 ، بحار الأنوار 8 / 389 ط الحجري ، ج 32 / 112 ـ 111 ط الجديد .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 20 ـ

  ينازع هذا عى الملك هذا ، ولقد علمت والله أن الراكبة الجمل لا تحل عقدة ولا تسير عقبة ولا تنزل منزلة إلا إلى معصية الله حتى تورد نفسها ومن معها موردا يقتل ثلثهم ويهرب ثلثهم ويرجع ثلثهم ويهرب ثلثهم ويرجع ثلثهم ، والله إن طلحة والزبير أنهما مخطئان وما يجهلان ، ولرب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه (1) ، والله لتنبحنها كلاب الحوأب فهل يعتبر معتبر ويتفكر متفكر ، لقد قامت الفئة الباغية فأين المحسنون ؟ مالي وقريش ! أما والله لأقتلنهم كافرين ، ولأقتلنهم مفتونين ، وإني لصاحبهم بالأمس ، ومالنا إليها من ذنب غير أنا خيرنا عليها فأدخلنا هم في خيرنا ... مات والله لا يترك الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته إن شاء الله ، فلتضح مني قريش ضحيحا (2) .
  20 ـ عن نوح بن دراج (3) عن ( محمد بن ) (4) إسحاق قال : دعا عثمان بن

**************************************************************
(1) وفي نهج البلاغة ص 487 من حكم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) برقم 107 : ( وقال ( عليه السالم ) : رب عالم قد قتله جهله ، وعلمه معه لا ينفعه ) .
(2) الإرشاد ص 132 ـ 131 ، بحار الأنوار 8 / 389 ط احجري ، ج 32 / 113 ، التاريخ الكبير 8 / 112 ، الجرح والتعديل 8 / 484 ، تهذيب التهذيب 10 / 430 ، ميزان الاعتدال 4 / 276 ، رجال الكشي ص 251 ، رجال النجاشي ص 102 ، رجال الشيخ ص 323 ، رجال العلامة ص 175 ، جامع الرواية 2 / 296 ، معجم رجال الحديث 19 / 179 .
(4 ، 3) أثبتناه من كتب التراجم ، لأن نوح بن دراج يروي عن محمد بن إسحاق ، راجع 6 تهذيب التهذيب 10 / 431 ـ 430 .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 21 ـ

  حنيف عمران بن الحصين الخزاعي وكان من أصحاب رسول ( صلى الله عليه وآله ) فبعثه معه أبا الأسود الدؤلي (1) إلى طلحة والزبير وعائشة ، فقال : انطلقا فاعلما ما أقدم علينا هؤلاء القوم وما يريدون ؟ قال أبو الأسود : فدخلنا على عائشة لها عمران بن الحصين : يا أم المؤمنين ما أقدمك بلدنا ولم تركت بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي فرقك فيه ؟ وقد أمرك أن تقري في بيتك ، وقد علمت أنك إنما أصبت الفضيلة والكرامة والشرف وسميت أم المؤمنين ، وضرب عليك الحجاب ببني هاشم ، فهم أعظم الناس عليك منة وأحسنهم عندك يدا ، ولست من اختلاف الناس في شئ لولا لك من الأمر شئ ، وعلي أولى بدم عثمان فاتقي الله واحفظي قرابته وسابقته ، فقد علمت أن الناس بايعوا أباك (2) فما أظهر عليه خلاف ، وبايع أبوك عمر (3) وجعل الأمر له دونه فصبر وسلم ولم يزل بهما برا ، ثم كان من أمرك وأمر الناس وعثمان ما قد علمت ، ثم بايعتم عليا ( عليه السلام ) فغبنا عنكم ، فأتتنا رسلكم بالبيعة فبايعنا وسلمنا ، فلما قضى كلامه قالت عائشة : يا أبا عبد الله ألقيت أخاك أبا محمد يعني

**************************************************************
(1) هو أبو الأسود الدؤلي البصري القاضي ، واسمه ظالم بن عمرو أو ظالم بن ظالم ، راجع : الطبقات الكبرى 7 / 99 ، والجرح والتعديل 4 / 503 ، فهرست ابن النديم ص 39 ، أسد الغابة 3 / 69 ، العبر 1 / 57 ، الإصابة 2 / 241 ، تهذيب التهذيب 12 / 12 ، سير أعلام انبلاء 4 / 81 ، رجال اشيخ ص 46 و 95 ، جامع الرواة 1 / 367 ، معجم رجال الحديث 9 / 171 .
(2) أي أبو بكر بن أبي قحافة ، اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي ، راجع : الطبقات الكبرى 3 / 169 ، الجرح والتعديل 5 / 111 ، الاستيعاب 2 / 243 ، أسد الغابة 5 / 150 ، الإصابة 2 / 341 ، العبر 1 / 13 ، تهذيب التهذيب 5 / 276 .
(3) هو عمر بن الخطاب بن نفيل ، أبوب حفص ، راجع : الطبقات الكبرى 3 / 265 ، الجرح والتعديل 6 / 105 ، الاستيعاب 2 / 458 ، أسد الغابة 4 / 52 ، الإصابة 2 / 518 ، تهذيب التهذيب 7 / 358 .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 22 ـ

  طلحة ؟ فقال لها : ما لقيته بعد وما كنت لآتي أحدا ولا أبدا به قبلك ، قالت : فأته فانظر ماذا يقول ، قال : فأتيناه فكلمه عمران فلم يجد عنده شيئا مما يجب ، فخرجنا من عنده فأتينا الزبير وهو متكئ ، وقد بلغه كلام عمران وما قال لعائشة ، فلما رآنا قعد وقال : أيحسب ابن أبي طالب أنه حين ملك ليس لأحد معه أمر ، فلما رأى ذلك عمران لم يكلمه فأتى عمران عثمان فأخبره (1) .
  21 ـ عن أشرس العبدي (2) عن عبد الجليل بن إبراهيم (3) أن الأحنف بن قيس (4) أقبل حين نزلت عائشة أول مرحلد من البصرة فدخل عليها فقال : يا أم المؤمنين ما الذي أقدمك وما أشخصك وما تريدين ؟ قالت : يا أحنف قتلوا عثمان .
  فقال : يا أم المؤمنين مررت بك عام أول بالمدينة وأنا أريد مكة ، وقد أجمع الناس على قتل عثمان ، ورمي بالحجارة وحيل بينه وبين الماء ، فقلت لك : يا أم المؤمنين اعلمي أن هذا الرجل مقتول ، ولو شئت لتردين عنه ، فإن قتل فإلى

**************************************************************
(1) الجمل ص 148 ـ 147 ، بحار الأنوار 8 / 395 ط الحجري ، ج 32 / 141 ـ 140 ط الجديد ، وراجع أيضا : البيان والتبيين 2 / 296 ـ 295 ، الإمامة والسياسة 1 / 65 ـ 64 ، الأوائل ص 139 ، أنساب الأشراف 1 / 226 ـ 225 ، تاريخ الطبري 4 / 462 ـ 461 ، العقد الفريد 4 / 311 ، الكامل 3 / 211 ، شرح نهج ابلاغة 6 / 226 و 9 / 313 .
(2) في البحار ( أسوس ، خ ل : أشرس ) والصحيح ما أثبتناه ، والظاهر أنه أشرس بن أبي الحسن الزيات ، بصري ، راجع : ميزان الاعتدال 1 / 258 ، أو أشرس بن غاضرة النكندي ، راجع الإصابة 1 / 51 ، أسد الغابة 1 / 97 ، وفي شرح نهج ابلاغة 2 / 87 ورد اسمه هكذا : ( ... عن حبيب بن عفيف قال : كنت مع أشرس بن حسان البكري ... ) .
(3) لم نعثر على ترجمة .
(4) هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن الحصين التميمي السعدي ، اسمه الضحاك ، راجع : الطبقات الكبرى 7 / 93 ، الجرح والتعديل 2 / 322 ، الاستيعاب 1 / 126 ، أسد الغابة 1 / 55 ، الإصابة 1 / 100 ، تهذيب التهذيب 1 / 167 ، سير أعلام النبلاء 4 / 86 ، رجال الكشي ص 90 ، رجال الشيخ ص 7 و 66 ، جامع الرواة 1 / 76 ، معجم رجال الحديث 2 / 370 .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 23 ـ

  من ؟ فقلت : إلى علي بن أبي طالب .
  قالت : يا أحنف صفوه حتى إذا جعلوه مثل الزجاجة قتلوه .
  فقال لها : أقبل قولك في الرضا ولا أقبل قولك في اغضب .
  ثم أتى طلحة فقال : يا أبا محمد ما الذي أقدمك وما الذي أشخصك وما تريد ؟ فقال : قثتوا عثمان .
  قال : مررت بك عاما أول بالمدينة وأنا أريد العمرة ، وقد أجمع الناس على قتل عثمان ، ورمي بالحجارة وحيل بينه وبين الماء ، فقلت لكم : إنكم أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) لو تشاؤون أن تزدوا عنه فعلتم فقلت : دبر فأدبر .
  فقلت لك : فإلى من ؟ فقلت : إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
  فقال : ما كنا نرى أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يرى أن يأكل الأمر وحده (1) .
  22 ـ عن حريز بن حازم (2) عن أبي سلمة (3) عن أبي نضرة (4) عن رجل من ضبيعة قال : لما قدم طلحة والزبير ونزلا طاحية ركبت فرسي فأتيتهما ، فقلت لهما : إنكما رجلان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا اصدقكما وأثق بكما ، خبراني عن مسيركما ، هذا شي عهده إليكما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ أما طلحة فنكس رأسه ، وأما الزبير فقال : حديثنا أن هاهنا دراهم كثيرة

**************************************************************
(1) بحار الأنوار 8 / 395 ط الحجري ، ج 32 / 142 ـ 141 ط الجديد .
(2) لم نعثر على ترجمة ، والظاهر أنه تصحيف جرير بن حازم ، راجع : الطبقات الكبرى 7 / 278 ، الجرح والتعديل 2 / 504 ، ميزان الاعتدال 1 / 392 ، تهذيب التهذيب 2 / 60 ، سير أعلام النبلاء 7 / 98 .
(3) والظاهر أنه أبو سلمة بن عبد الرحمان بن غعوف الزهري المدني ، راجع : الطبقات الكبرى 5 / 155 تهذيب التهذيب 12 / 127 .
(4) هو أبو نضرة العبدي ثم العوفي البصري ، اسمه المنذر بن مالك بن قطعة ، راجع : الطبقات الكبرى 7 / 208 ، الجرح والتعديل 8 / 241 ، ميزان الاعتدال 4 / 181 ، تهذيب التهذيب 10 / 268 ، سير أعلام النبلاء 4 / 529 ، رجال الشيخ ص 64 ، جامع الرواة 2 / 420 ، معجم رجال الحديث 18 / 338 .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 24 ـ

  فجئنا لنأخذ منها (1) .
  23 ـ عن أشعث (2) عن ابن سيرين (3) عن أبي الجليل (4) ـ وكان من خيار المسلمين ـ قال : دخلنا على طلحة والزبير حين قدما البصرة ، فقلنا : أرأيتما مقدمكما ، هذا شئ عهد إليكما رسول الله أم رأي رأيتماه ؟ فقالا : لا ولكنا أردنا أن نصيب من دنياكم (5) .
  24 ـ عن عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) كأن أمير المؤمنين واقف طلحة والزبير في يوم الجمل وخاطبهما ، فقال في كلامه لهما : لقد علم المستحفظون من آل محمد ـ وفي حديث آخر : من أصحاب عائشة ابنة أبي بكر وها هي ذه فاسألوها ـ أن أصحاب الجل ملعونون على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد خاب من افترى .
  فقال له طلحة : سبحان الله ! تزعم أنا ملعونون وقد قال رسول الله صلى الله عليه و : عشرة من أصحابي في الجنة (6) .
  فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هذا

**************************************************************
(1) بحار الأنوار 8 / 395 ط الحجري ، ج 32 / 142 ط الجديد .
(2) هو أشعث بن عبد الملك الحمراني أبو هانئ البصري ، راجع : الجرح والتعديل 2 / 275 ميزان الاعتدال 1 / 266 ، شذرات الذهب 1 / 217 ، تهذيب التهذيب 1 / 312 ، سير أعلام النبلاء 6 / 278 .
(3) هو محمد بن سيرين الأنصاري الأنسي البصري ، راجع : الطبقات الكبرى 7 / 193 ، الجرح والتعديل 7 / 280 ، تاريخ بغداد 5 / 331 ، تهذيب التهذيب 9 / 190 ، شذرات الذهب 1 / 138 ، سير أعلام النبلاء 4 / 606 .
(4) لم نعثر على ترجمة .
(5) بحار الأنوار 8 / 395 ط الحجري ، ج 32 / 142 ط الجديد .
(6) صحيح الترمذي 5 / 606 ح 3748 ، سنن أبي داود 4 / 211 ح 4648 ، وراجع في ترجمة العشرة المبشرة ( المدلول عليها بحديث موضوع في عهد عثمان ) كتب التراجم .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 25 ـ

  حديث سعيد بن زيد بن نفيل (1) في ولاية عثمان ، سموا لي (2) العشرة ؟ قال : فسموا (3) تسعة وأمسكوا عن واحد .
  فقال لهم : فمن العاشر ؟ قالوا : أنت .
  قال : الله أكبر ، أما أنتم فقد شهدتهم لي أني من أهل الجنة وأنا بما قلتما من الكافرين ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمد لعهد النبي الأمي (صلى الله عليه وآله) إلي : أن في جهنم جبا فيه ستة ( من الأولين وستة ) (4) سمن الآخرين ، على رأس ذلك الجب صخرة إذا أراد الله تعالى أن يسعر جهنم على أهلها أمر بتلك الصخرة فرفعت ، إن فيهم ـ أو معهم ـ لنفرا ممن ذكرتم ، وإلا فأظفركم الله بي ، وإلا فأظفرني الله بكما وقتلكما بمن قلتما من شيعتي (5) .
  25 ـ روى خالد بن مخلد (6) عن زياد بن المنذر (7) عن أبي جعفر عن آبائه ( عيهم السلام ) قال : مر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على طلحة وهو صريع ، فقال : أجلسوه .
  فاجلس ، فقال : أم والله لقد كانت لك صحبة ، ولقد شهدت

**************************************************************
(1) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي ، أبو الأعور ، راجع : الطبقات الكبرى 3 / 379 الجرح والتعديل 4 / 31 ، الاستيعاب 2 / 2 ، أسد الغابة 2 / 387 ، الإصابة 2 / 46 ، مختصر تاريخ دمشق 9 / 298 ، تهذيب التهذيب 4 / 30 ، سير أعلام النبلاء 1 / 124 .
(2) في البحار ط الجديد : ( ( سموا إلى ) وما أثبتناه هو الصحيح .
(3) في البحار الجديد ( قسموا ) وهو غلط ، وما أثبتناه والصحيح كما في البحار ط الحجري .
(4) ما بين المعقوفين يوجد في البحار ط الجديد دون ط الحجري .
(5) الاحتجاج 1 / 237 ، بحار الأنوار 8 / 405 ط الحجري ، ج 32 / 97 ي 196 ط الجديد .
(6) الظاهر أنه خالد بن مخلد القطواني ، أبو الهيثم البجلي ، راجع : الطبقات الكبرى 6 / 406 ، الجرح والتعديل 3 / 354 ، ميزان الاعتدال 2 / 640 ، شذرات الذهب 2 / 29 ، تهذيب التهذيب ، 3 / 116 ، سير أعلام النبلاء 10 / 217 .
(7) هو زياد بن المنذز الهمداني ، أبو الجارود الخار في ، والخارقي ، راجع : ميزان الاعتدال 2 / 93 ، تهذيب التهذيب 3 / 332 ، رجال الكشي ص 229 ، رجال النجاشي ص 170 ، فهرست الشيخ ص 14 ، رجال العلامة ص 223 ، جامع الرواة 1 / 339 ، معجم رجال الحديث 7 / 321 .

 الكافئة في ابطال توبة الخاطئة  ـ 26 ـ

  وسمعت ورأيت ، ولكن الشيطان أزاغك وأما لك فأوردك جهنم (1) .
  26 ـ روي أنه ( عليه السلام ) مر على طلحة بن عبيد الله فقال : هذا الناكث بيعتي ، والمنشئ للفتنة في الأمة ، والمجلب علي ، والداعي إلى قتلي وقتل عترتي ، أجلسوا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقا ، فهل وجدت ما وعدك ربك حقا ؟ ثم قال : اضجعوا طلحة ، وسار .
  فقاله بعض من كان معه : يا أمير المؤمنين أتكلم طلحة بعد قتله ؟ فقال : أما والله لقد سمع كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر .
  وهكذا فعل ( عليه السلام ) بكعب بن سور (2) لما مر به قتيلا ، وقال : هذا الذي خرج علينا في عنقه المصحف يزعم أنه ناصر أمد (3) ، يدعوا الناس إلى ما فيه وهو لا يعلم ما فيه ، ثم استفتح ( وخاب كل جبار ) (4) أما أنه دعا الله أن

**************************************************************
(1) الفصول المختارة ص 105 ، الاحتجاج 1 / 239 ، المثالب 3 ، الورقة : 272 ، الف ( مخطوطة ) ، بحار الأنوار 8 / 406 ط الحجري ، ج 32 / 201 ط الجديد .
وقال العلامة المجلسي بعد ذكر هذا الحديث : ( أقول : وأورد الأخبار السابقة بأسانيد عن الباقر ( عليه السلام ) وغيره تركناها حذرا عن اإطناب ) ومن جملة الأخبار السابقة احتجاج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على طلحة وكعب بن سور الذي روايه المفيد أيضا في الإرشاد ص 137 ـ 16 ، والرواية الآتية برقم 26 أخذتناها من الإرشاد ، ولم يروها العلامة في البحار 8 / 406 ط الحجري ، ج 32 / 201 ط الجديد ، ولكنه أشار إليها بقوله : ( وأورد الأخبار الساقة ... ) .
(2) هو كعب بن سور الأزدي القاضي على البصرة ، راجع : الطبقات الكبرى 7 / 91 ، الجرح والتعديل 7 / 162 ، الاستيعاب 3 / 302 ، أسد الغابة 4 / 242 ، الإصابة 3 / 314 ، سير أعلام النبلاء 3 / 524 .
(3) أي ناصر عائشة .
(4) إبراهيم ( 14 ) : 15 .