( ان هذا الاسم المقدس أربعة أحرف الله فاذا وقفت على الأشياء عرفت انها منه و به و اليه وعنه ، فاذا أخذمنها الألف بقي لله ولله كل شىء ، فاذا أخذ اللام و ترك الالف بقي اله وهو اله كل شىء ، فان أخذ الالف من اله بقي له وله كل شىء ، فان أخذ من له اللام بقي هاء مضمومة هي هو ، فهو هو وحده لا شريك له ، و هو لفظ يوصل الى ينبوع العزة ، ولفظ ( هو ) مركب من حرفين ، و الهاء أصل الواو ، فهو حرف واحد يدل على الواحد الحق ، و الهاء أول المخارج و الواو آخرها هو الأول و الاخر و الظاهر و الباطن ) (1) .
  ( الرحمن الرحيم )قال الكفعمي : ان ( الرحمن الرحيم) من أبنية المبالغة الا أن فعلان أبلغ من فعيل . ثم هذه المبالغة قد توجد تارة باعتبار الكمية و أخرى باعتبار الكيفية ، فعلى الأول قيل ( يا رحمن الدنيا )لأنه يعم المؤمن والكافر و ( رحيم الاخرة ) لأنه يخص الرحمة بالمؤمنين يقوله تعالى : ( وكان بالمؤمنين رحيماً ) وعلى الثانى قيل ( يا رحمن الدنيا والاخرة ورحيم الدنيا ) لأن النعم الأخروية كلها جسام ، وأما النعم الدنيوية فجليلة وحقيرة .
  وعن الصادق عليه السلام : الرحمن اسم خاص بصفة عامة ، والرحيم اسم عام بصفة خاصة .
  وعن المرتضى : الرحمن تشترك فيه اللغة العربية والعبرانية والسريانية ، والرحيم مختص بالعربية .
  وقال الطبرسي : وانما قدم الرحمن على الرحيم لأن الرحمن بمنزلة الاسم العلم من حيث لا يوصف به الا الله تعالى ، ولهذا جمع سبحانه بينهما في قوله ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ) فوجب لذلك تقديمه على الرحيم لأنه يطلق عليه لا على غيره ، والرحيم يطلق عليه وعلى غيره (2) .

**************************************************************
(1) المصدر | 316 .
(2) المصدر | 317 .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 52 ـ

  وقال الشهيد : هما اسمان للمبالغة من رحم ، و ( رحمن ) كغضبان من غضب وعليم من علم ، والرحمة لغة رقة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والاحسان ، ومنه الرحم لا نعطافها على مافيها .
  وقال المرتضى : ليست الرحمة عبارة عن رقة القلب والشفقة ، انما هي عبارة عن الفضل والانعام وضروب الاحسان ، فعلى هذا يكون اطلاق لفظ الرحمة عليه تعالى حقيقة وعلى الأول مجازاً .
  وقال صاحب العدة : ان رقيق القلب من الخلق يقال له ( رحيم ) لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقة ، وأقلها الدعاء للمرحوم والتوجع له ، و ليست في حقه تعالى كذلك ، بل معناها ايجاد النعمة للمرحوم وكشف البلوى عنه ، والحد الشامل أن نقول : هي التخلص من أقسام الافات وارسال الخيرات الى أرباب الحاجات قال : والرحمن الرحيم مشتقان من الرحمة وهي النعمة ، ومنه ( وما أرسلناك الّا رحمة للعالمين ) ، ويقال للقرآن رحمة وللغيب رحمة أي نعمة . (1)
  وفي الصافي : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا ، وفي رواية : العاطف على خلقه بالرزق لا يقطع عنهم مواد رزقه وان انقطعوا عن طاعته ، الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا ، خفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفاً ، وهو يرحمنا بتميزنا من أعدائه .
  أقول : رزق كل مخلوق ما به قوام وجوده وكماله اللائق به ، فالرحمة الرحمانية تعم جميع الموجودات وتشمل كل النعم ، قال تعالى ( أحسن كل شئ خلقه ثم هدى ) ، وأما الرحمة الرحيمية بمعنى التوفيق في الدنيا والدين ، فهى مختصة بالمؤمنين ، وما ورد من شمولها للكافرين فانما هى من جهة دعوتهم الى الايمان والدين ، مثل ما في تفسير الامام من قولهم عليهم السلام : الرحيم بعباده المؤمنين في

**************************************************************
(1) المصدر | 317 ..

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 53 ـ
  تخفيفه عليهم طاعاته وبعباده الكافرين في الرفق في دعائهم الى الموافقة ومن ثمة قال الصادق عليه السلام : الرحمن اسم خاص لصفة عامة والرحيم اسم عام لصفة خاصة وقال عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) : الرحمن رحمن الدنيا والرحيم رحيم الاخرة ، يعنى في الأمور الاخروية ـ رواهما فى المجمع (1) .
  أقول : كثرة المباني تدل على كثرة المعاني ، فالرحمن يشمل جميع أفراد الانسان بل الحيوان والدواب بل جميع المخلوقات ، فيشمل المؤمن والكافر والملحد والمعاند والعاصى والفاجر ، يبسط عليهم الرزق وأعطاهم ما به قوامهم في دنياهم ، فالكفار والملحدون سيفيدون من هذه الصفة العامة ، وأما الرحيم بناءعلى ما يظهرمن بعض الأخبار المعتبرة فهو يختص بالاخرة ، ولما كانت النعم الأخروية والمراتب المعنوية والحياة السعيدة الباقية والسعادة الأبدية مشروطة بالايمان ولهذا تختص بالمؤمن ولاتشمل الكافر ، ولذا قال لأهل الجنة : ( سلام قولا من رب رحيم ) (2) .
  و لذا قيل يا رحمن الدنيا و رحيم الاخرة، وقيل الرحيم اسم عام بصفة خاصة لأن الاستفادة من هذه العناية الربانية مشروطة بصفة خاصة ـ و هي الايمان بالله تعالى و كتبه و رسله و لذا قيل رحيم بالمؤمنين خاصة و قال تعالى: ) و كان بالمؤمنين رحيماً (3) بالمؤمنين رؤف رحيم
  ( الرحمن * علم القرآن )قيل : لما كانت هذه السورة مشتملة على تعداد النعم الدنيوية والأخروية صدرها بالرحمن ، وقدم أجل النعم وأشرفها وهو تعليم القرآن ، فانه أساس الدين ومنشأ الشرع وأعظم الوحي وأثمر الكتب ، وهو

**************************************************************
(1) الصافى | 20 طبع الحجرى .
(2) سورة يس : 58 .
(3) سورة الاحزاب : 43 .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 54 ـ

  باعجازه واشتماله على خلاصتها مصدق لنفسه ولها .
  قيل : لما نزلت قوله تعالى ( اسجدوا للرحمن )(1) قال كفار مكة ( ما الرحمن ) (2) فأنكروه وقالوا لا نعرف الرحمن ، فأنزل الله الرحمن معنى الذي أنكرتموه هو الذي علم القرآن .
  وقيل : هذا جواب لأهل مكة حيث قالوا ( انما يعلمه بشر ) (3) ، فقال تعالى ( الرحمن علم القرآن ) يعني علم محمداً القرآن .
  وقيل : علم القرآن يسره للذكر ليحفظ ويتلى ، وذلك أن الله عزوجل عدد نعمه على عباده فقدم أعظمها نعمة وأعلاها رتبة ، وهو القرآن العزيز لأنه أعظم وحي الله الى أنبيائه وأشرفه منزلة عند أوليائه وأصفيائه ، وأيسره ذكراً وأحسنه في ابواب الدين أثراً ، وهو سنام الكتب السماوية المنزلة على أفضل البرية .
 وقيل : عدد الله عز وعلا أسماءه فأراد ان يقدم اول شئ ما هو أسبق قدماً من ضروب آلائه وأصناف نعمائه وهي نعمة الدين ، فقدم من نعمة الدين ما هو في أعلا مراتبها وأقصى مراقيها ، وهو انعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه ، لانه أعظم وحي الله رتبة و ... وأخر ذكر خلق الانسان عن ذكره ثم اتبعه اياه ليعلم أنه خلقه للدين ليحيط علماً وما خلق الانسان من أجله وكان الغرض في انشائه كان مقدماً عليه وسابقاً له ثم ذكر ما تميز من سائر الحيوان من البيان ، وهو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير.
  وقال بعضهم ( علم القرآن ) أي أعطى الاستعداد الكامل في الأزل لجميع

**************************************************************
(1و2) سورة الفرقان : 60 .
(3) سورة النحل : 103 .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 55 ـ

  المستعدين ، ولذلك قال ( علم القرآن ) ولم يقل علم الفرقان كما في قوله تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ ) (1) فان الكلام الالهي قرآن باعتبار الجمع والبداية فرقان باعتبار الفرق والنهاية ، فهو بهذا المعنى لا يتوقف على خلق الانسان وظهوره في هذا العالم ، وانما الموقوف عليه تعليم البيان ، ولذا قدم تعليم القرآن على خلق الانسان وخلقه على تعليم البيان .
  ( خلق الأنسان )فيه أربعة تفاسير :
  الاول : ان المراد به جنس الانسان ، أي جميع الناس .
  الثانى : ان المراد به آدم ابو البشر ( عليه السلام ).
  الثالث : محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل البرية والعلة الغائية لخلق الممكنات المخاطب بلولاك لما خلقت الأفلاك .
  الرابع : المراد به أميرالمؤمنين علي عليه السلام باب مدينة خاتم النبيين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  ( علمه البيان )فيه أيضاً أربعة تفاسير :
  فعلى الأول : يعني علم آدم أسماء كل شئ ، كما قال تعالى ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) (2) ، وقيل : علمه اللغات كلها ، وكان آدم يتكلم بسبعمائة لغة أفضلها العربية .
  وعلى الثانى : يكون معنى علمه البيان علمه النطق الذي يتميز به عن سائر الحيوانات ، وقيل علمه الكتابة والفهم والافهام في عرف ما يقول وما فعاله ، وقيل علم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به .
  وعلى الثالث : علم محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيان ما كان وما بكون ، لأنه

**************************************************************
(1) سورة الفرقان : 25 .
(2) سورة البقرة : 31 .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 56 ـ

  (صلى الله عليه وآله وسلم) ينبئ خبر الأولين والأخرين وعن يوم الدين ، وقبل علمه (صلى الله عليه وآله وسلم) بيان الأحكام من الحلال والحرام والحدود والأحكام .
  وعلى الرابع : علمه بيان كل شئ يحتاج الناس اليه .
  ( الشمس والقمر بحسبان )قال ابن عباس : منازلهما بالحساب ، ويقال معلقان بين السماء والأرض ، ويقال عليهما حساب ولهما آجال كآجال الناس (1) .
  وقيل يعنى بهما حساب الأوقات والآجال ، ولو لا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب ما يريد ، وقيل الحسبان هو الفلك تشبيهاً بحسبان الرحى وهو ما يدور الحجر بدورانه ، وقيل بحسبان أي بحساب معلوم وتقدير سوي بجريان في بروجهما ومنازلهما ، وفي ذلك منافع للناس عظيمة منها علم السنين والحساب ، وقيل يجريان في بروجهما وتتسق بذلك أمور الكائنات وتختلف الفصول والأوقات ويعلم السنون والحساب .
  ( والنجم والشجر )قيل : النجم ما ليس له ساق من النبات كالبقول ، والشجر ماله ساق يبقى في الشتاء ، وسجودها ظلها ، وقيل النجم هو الكوكب وسجوده طلوعه ، وعن مجاهد النجم نجوم السماء (2) .
  والقول الأول أظهر ، لأنه ذكر مع الشجر في مقابلة الشمس والقمر ، ولأنهما ارضيان في مقابلة سمائيين .
  ( يسجدان ) ينقادان لله تعالى فيما يريد بهما طبعاً انقياد الساجدين من المكلفين طوعاً .
  أقول : نسبة السجود أو الصلاة أو العبادة الى الأجرام العلوية هو انقيادها لله تعالى عز وجل وقد قال الحكيم السبزوارى ( قده ) :

**************************************************************
(1) تنوير المقباس تفسير ابن عباس بهامش الدر المنثور 5 / 314 .
(2) الدر المنثور 6 | 141 .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 57 ـ

  ثم الصلاة حبذا المنبه للناس بالسما بها تشبه
  وقيل : صلت السماء بدورانها والأرض برجحاتها والماء بسيلانه والمطر بهطلانه ، وقد يصلى ولا يشعر ولذكر الله اكبر .
  قال بعض المفسرين (1) : يسجدان ينقادان لله تعالى فهما خلقان له ، تشبيهاً بالساجد من المكلفين في انقياده واتصلت هاتان الجملتان بالرحمن بالوصل المعنوي لما علم أن الحسبان حسبانه والسجود له لا لغيره ، كأنه قيل الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدان له ، ولم يذكر العاطف في الجمل الأول ثم جئ به بعد لأن الأول وردت على سبيل التحديد تبكيتاً لمن أنكر آلاءه كما يبكت منكر أيادي المنعم عليه في المثال المذكور ، ثم رد الكلام الى منهاجه بعد التبكيت في وصل ما يجب وصله للتناسب والتقارب بالعطف ، وبيان التناسب أن الشمس والقمر سماويان والنجم والشجر أرضيان فبين القبيلين تناسب من حيث التقابل ، وأن السماء والأرض لانز الان تذكر ان قرينتين وان جري الشمس والقمر بحسبان من جنس الانقياد لأمر الله ، فهو مناسب لسجود النجم والشجر .
  ( والسماء رفعها ) أي فوق الأرض أو خلقها مرفوعة مسموكة حيث جعلها منشأ احكامه ومصدر قضاياه ومسكن ملائكته الذين يهبطون بالوحي على أنبيائه عليهم السلام ، ونبه بذلك على كبرياء شأنه وملكه وسلطانه (2) ، ( ووضع الميزان ) في قراءة عبدالله : ( وخفض الميزان ) وأراد به كل ماتوزن به الأشياء وتعرف مقاديرها من ميزان وقرسطون ومكيال ومقياس ، أي خلقه موضوعاً مخفوضاً على الأرض حيث علق به أحكام عباده وقضاياهم وما تعبدهم به من التسوية والتعديل في أخذهم واعطائهم(3) .

**************************************************************
(1) النبراس | 53 .
(2) وهوالزمخشرى فى الكشاف 4 | 443 .
(3) الكشاف 4 | 444 .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 58 ـ

  وقيل :ووضع الميزان العدل بأن وفر على مستعد مستحقه وفي ذي حق حقه حتى انتظم أمر العالم واستقام كما قال : ( بالعدل قامت السماوات والأرض ) .
  وقيل : أراد بالميزان العدل ، لأنه آلة العدل ، والمعنى أنه أمر بالعدل ، ويدل عليه قوله تعالى ( ألا تطغوا في الميزان ) أي لا تجاوزوا العدل (1) .
  وقيل : أراد به الالة التى يوزن بها للتوصل الى الانصاف والانتصاف ، وأصل الوزن التقدير ، ( ألا تطغوا في الميزان ) أي لئلا تميلوا وتظلموا وتجاوزوا الحق في الميزان .
  ( واقيموا الوزن بالقسط ) أي بالعدل ، وقيل أقيموا لسان الميزان بالعدل ، وقيل الاقامة باليد والقسط بالقلب ، وقيل أي قوّموا وزنكم بالعدل .
  ( ولا تخسروا الميزان ) أي ولا تنقصوه ، فان من حقه أن يسوى ، لأنه المقصود من وضعه .
  وقيل : أي ولا تنقصوه ، أمر بالتسوية ونهي عن الطغيان الذي هو الاعتداء وزيادة ، وعن الخسران الذى هو تطفيف ونقصان . وكرر لفظ ( الميزان ) تشديداً للتوصية به وتقوية للأمر باستعماله والحث عليه .
  ولا تخسروا بفتح التاء وضم السين وكسرها وفتحها ، يقال : خسر الميزان يخسره ويخسره ، وأما الفتح فعلى أن الأصل ولا تخسروا في الميزان ، فحذف الجار وأوصل الفعل .
  ( والارض وضعها ) أي خفضها مدحوة .

**************************************************************
(1) قال الشريف الرضي في ( تلخيص البيان في مجازات القرآن ) : 223 والميزان ههنا مستعار على أحد التأويلين ، وهو أن يكون معناه العدل الذى تستقيم به الامور ويعتدل عليه الجمهور ، وشاهد ذلك قوله تعالى ( وزنوا بالقسطاس المستقيم ) [ سورة شعراء | 182 ] أى بالعدل في الامور ، وروى عن مجاهد أنه قال القسطاط العدل بالرومية ، ويقال قسطاس قسطاس ـ بالضم والكسر ـ كقرطاس وقرطاس .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 59 ـ

  ( للانام ) للخلق ، وهو كل ما على ظهر الأرض من دابة . وعن الحسن الانس والجن ، فهى كالمهاد لهم يتصرفون فوقها .
  ( فيها ) أي في الارض .
  ( فاكهة ) أي ضروب مما يتفكه به ، وقيل أي من أنواع الفاكهة ،أو ما يتفكهون به من النعم التى لا تحصى .
  ( والنخل ذات الاكمام ) أي أوعية الثمر ، ويعني الأوعية التي يكون فيها الثمر ، لأن ثمر النخل يكون في غلاف ـ وهو الطلع مالم ينشق ـ وكل شئ ستر شيئاً فهو كم ، وقيل اكمامها ليفها .
  واقتصر على ذكر النخل من بين سائر الشجر لأنه أعظمها وأكثرها بركة .
  وقيل الاكمام أوعية الثمر ، الواحد كم بكسر الكاف ، أو كل ما يكم أي يغطى من ليفه وسعفه وكفراة ، وكله منتفع به كما ينتفع بالمكموم من ثمره وجماره وجذوعه .
  ( والحب ) يعني جمع الحبوب التى يقتات بها كالحنطة والشعير ونحوهما وانما أخر ذكر الحب على سبيل الارتقاء الى الأعلى ، لأن الحب أنفع من النخل وأعم وجوداً في الاماكن .
  ( ذو العصف ) قال ابن عباس : يعني التبن ، (1) وعنه : أنه ورق الزرع الأخضر اذا قطع رؤوسه ويلبس ، وقيل هو ورق كل شئ يخرج منه الحب ويبدو صلاحه ولاورق وهو العصف ، ثم يكون سدقاً ، ثم يحدث الله تعالى فيه اكماماً ، ثم يحدث في الأكمام الحب .
  ( والريحان ) الرزق ، وهو اللب ، أرادفيها ما يتلذذ به من الفواكه ، والجامع بين التلذذ والتغذي وهو ثمر النخل وما يتغذى به وهو الحب .
  والريحان بالجر حمزة وعلي ، أي الحب ذو العصف الذي اي هو علف

**************************************************************
(1) التبيان 9 | 466 .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 60 ـ


  لأنعام والريحان الذي هو مطعم الأنام ، والرفع على : وذو الريحان ، فحذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه .
  وقيل : معناه وفيها الريحان الذي يشم ، والحب ذا العصف والريحان شامي أي وخلق الحب والريحان ، أو وأخص الحب والريحان .
  قال ابن عباس : كل ريحان في القرآن فهو رزق ، وقيل هو الريحان الذي يشم ، وقيل العصف التبن والريحان ثمرته ، فذكر قوت الناس والأنعام .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 73 ـ

اهم المصادر
  1 ـ آلاء الرحمن في تفسير القرآن .
للشيخ محمد جواد البلاغى ، مطبعة العرفان ـ صيدا 1351 هـ
  2 ـ احياء الداثر من القرن العاشر .
للشيخ آغا بزرگ الطهرانى ـ تحقيق على نقي المنزوى ، جامعة طهران 1366 ش
  3 ـ أدبيات عرب در صدر اسلام
للشيخ مهدى مجد الاسلام النجفي ـ تدين اصفهان ـ 1363
  4 ـ امل الامال
للشيخ الحر العاملي ـ تحقيق السيد احمد الحسينى ـ مكتبة الاندلس 1385 هـ
  5 ـ امجدية
للشيخ ابى المجد محمد الرضا النجفى الاصفهانى ـ بنياد بعثت 1364 ش
  6 ـ بحار الانوار

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 74 ـ

للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسى
  7 ـ البيان فى تفسير القرآن
  للسيد ابى القاسم الموسوى الخوئى طبع 1394 هـ
  8 ـ تاريخ علمى واجتماعى اصفهان در دو قرن اخير
  للسيد مصلح الدين المهدوى ، نشر الهداية 1367 ش
  9 ـ تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام
  للسيد حسن الصدر الكاظمى . منشورات الاعلمى طهران
  10 ـ التبيان فى تفسير القرآن .
  لشيخ الطائفه ابى جعفر الطوسى ـ دار احياء التراث العربى بيروت
  11 ـ تفسير ابى الفتوح الرازى
  لابى الفتوح الرازى
  12 ـ تفسير علي بن ابراهيم القمى
  لعلي بن ابراهيم القمى ، الطبعة الحجرية
  13 ـ التفسير المنسوب الى الأمام العسكرى
  الطبعة الحجرية ( بهامش تفسير القمى )
  14 ـ تلخيص البيان فى مجازات القرآن
  للشريف الرضى ـ وزارة الارشاد 1407 هـ
  15 ـ تنوير المقباس في تفسير ابن عباس
  ( بهامش الدر المنثور )
  16 ـ ئواب الاعمال
  للشيخ الصدوق ـ تحقيق على اكبر الغفارى
  17 ـ حاشية الروضات

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 75 ـ

للشيخ ابى المجد محمد الرضا النجفى الاصفهانى ـ طبع البلاغى
  18 ـ خصائص الوحي المبين
  ليحيى بن الحسن الحلى ( ابن بطريق ) ـ تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودى وزارة الارشاد 1406 هـ
  19 ـ دانشمندان وبزرگان اصفهان
  للسيد مصلح الدين المهدوى ـ ثقفى 1647 ش
  20 ـ الدر المنثور فى تفسير بالمأثور
  لجلال الدين السيوطى .
  21 ـ رجال النجاشى
  للنجاشى ـ تحقيق السيد موسى الشبيرى الزنجانى ـ جماعة المدرسين بقم 1407 هـ
  22 ـ روضات الجنات
  للسيد محمد باقر الچهار سوقى الاصفهانى ـ الطبعة الحجرية
  23 ـ الصافى ( تفسير )
  للفيض الكاشانى ـ الطبعة الحجرية
  24 ـ عمدة عيون صحاح الاخبار فى مناقب امام الابرار
  ليحيى بن الحسن الحلى ( ابن بطريق ) ـ جماعة المدرسين بقم 1408 هـ
  25 ـ عوالم العلوم والمعارف
  للشيخ عبد الله البحرانى الاصفهانى ـ مدرسة الامام المهدى ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) 1405 هـ
  26 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام )
  للشيخ الصدوق ـ تحقيق السيد مهدى اللاجوردى ـ رضا المشهدى
  27 ـ فضائل الخمسة

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 76 ـ

للسيد مرتضى الحسينى الفيروز آبادى ـ الاعلمى بيروت 1402 هـ   28 ـ الفهرست
  للشيخ الطوسى ـ تحقيق السيد محمد صادق آل بحر العلوم ـ منشورات الشريف الرضى ـ قم
  29 ـ الفهرست
  للنديم ـ تحفيق رضا تجدد
  30 ـ فهرست اسماء علماء الشيعة ومصنفيهم
  للشيخ منتجب الدين الرازى ـ تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائى ـ المكتبة المرتضوية 1404 هـ
  31 ـ الكاشف ( تفسير )
  لمحمود بن عمر الزمخشرى ـ نشر ادب الحوزة
  32 ـ كنز الدقائق ( تفسير )
  للميرزا محمد المشهدى ـ تحقيق الشيخ مجتبى العراقى ـ جماعة المدرسين بقم 1407 هـ
  33 ـ گنجينه دانشمندان
  للشيخ محمد الرازى ـ المكتبة الاسلامية بطهران
  34 ـ لباب التأويل فى معانى التنزيل ( تفسير الخازن )
  لعلي بن محمد بن ابراهيم البغدادى الصوفى ـ طبع مصر
  35 ـ لؤلؤة البحرين
  للشيخ يوسف البحرانى ـ تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم ـ مؤسسة آل البيت بقم
36 ـ مجمع البيان ( تفسير )

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 77 ـ

للشيخ الطبرسى
  37 ـ المصباح
  للكفعمى
  38 ـ معالم العلماء
  لابن شهر آشوب المازندرانى ـ مطبعة الحيدرية 1380 هـ
  39 ـ مكارم الاثار
  للشيخ محمد على المعلم الحبيب آبادى ـ ط 1352 ش
  40 ـ المنار ( تفسير )
  لمحمد رشيد رضا ، طبع القاهرة
  41 ـ المناقب
  لابن شهر آشوب المازندرانى
  42 ـ المنجد فى اللغة والاعلام
  طبع بيروت
  43 ـ منهج الصادقين ( تفسير )
  لملا فتح الله الكاشانى ـ تحقيق ابى الحسن الشعرانى ـ المكتبة الاسلامية
  44 ـ الميزان فى تفسير القرآن
  للسيد محمد حسين الطباطبائى ـ جماعة المدرسين بقم
  45 ـ النبراس
  للحاج ملا هادى السبزوارى
  46 ـ نقباء البشر
  للشيخ آغا بزرگ الطهرانى ، طبع مطبعة السعيد بمشهد 1404 هـ

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 78 ـ

  47 ـ نمونه اى از ادبيات عرب
  للسيد محمد باقر السبزوارى ـ جامعة طهران 1349 ش
  48 ـ النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن فى علي ( عليه السلام )   للحافظ ابى نعيم الاصفهانى والشيخ محمد باقر المحمودى ـ وزارة الارشاد 1406 هـ

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 79 ـ

ماجد جد فى اكتساب المعالى
ورث المجد عن ابيه وجده
المختار
من القصائد والاشعار

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 81 ـ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

  الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله وآله الطيبين .
  أما بعد :
  فيقول العبد المسكين مجد الدين ابن الشيخ محمد رضا النجفي الاصبهانى :
  هذه جملة فرائد من الأشعار اخترتها من قصائد الأكابر والأحرار ، وسميته ( المختار من القصائد والأشعار ) ليطابق الأسم والمسمى ويوافق اللفظ والمعنى ، ولم أذكر من ديوان شيخي الصناعة ومقدمي الفن ابى تمام وابى الطيب المتنبى الا نادراً ، لأن ديوانهما مأثور مشهور .
  وعلى الله التوكل وهو حسبى ونعم الوكيل .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 82 ـ

  قال الوالد أدام الله تعالى ظلاله :
أبت  لي همومي أن أذوق iiمناما      فلا تعذلينى ان سهرت ( أماما )
على  م أشيم البرق للدهر iiخلب      وأرقـب  سـحباً للزمان جهاما
  الى أن قال :
وان  انـتضي مـن غمد سيفي iiشعلة      فـأمـلأ  آفــاق الـبلاد iiضـراما
وأتــرك  أزواج الـملوك iiأرامـلا      وأتــرك أولاد الـمـلوك iiيـتـاما
فــان  مـنعونا أن نـعيش iiأعـزة      فـمـا  مـنعونا أن نـموت iiكـراما
ولي في أباء الضيم يا ( سعد ) مذهب      أخـذت ( ابـا الـسجاد ) فـيه iiامام
  قلت : القصيدة طويلة جداً وكلها في غاية الجودة .
  وقال مالك الأشتر النخعي رضوان الله عليه :
بقيت وفري وانحرفت عن العلى      ولـقيت أضـيافي بوجه عبوس
ان لم أشن على ابن حرب iiغارة      لـم  تخل يوماً من نهاب iiنفوس
خـيلا كـأمثال الـسعالى iiشزباً      تـعدو ببيض في الكريهة iiشوس
حـمى  الـحديد عـليهم iiفكأنهم      ومـضان برق أو شعاع iiشموس

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 83 ـ
  وقال الطرماح :
أرى نفسي تتوق الى أمور      ويقصر دون مبلغهن iiمالي
فنفسي لا تتطاوعني للبخل      ومـالى لا يـبلغني معالي

  وقالت عابدة المهلبية :
ألست ترى استراق الدهر حظي      وكـيف  بقيت في أدب الخمول
ءأبغي  العون منه وهو iiخصمي      كـما استبكت ضرائرها iiالثكول

  وقال جار الله الزمخشري :
كـثر الـشك والخلاف iiوكل      يدعي الفوز بالصراط iiالسوي
فـاعتصامي  بـلا اله iiسواه      ثـم حـبى لأحـمد iiوعـلي
فاز كلب بحب أصحاب كهف      كـيف  أشقى بحب آل iiالنبى

  قلت : الباء في المصراع الأول من الشعر الأخير للسببية ، أي فاز كلب بسبب حب أصحاب الكهف ، كما أن الباء في المصراع الأصير بمعنى مع ، أي كيف أشقى مع حب آل النبى ، ويحتمل أن تكون للسببية أيضاً .
  وقال المحقق الطوسي رحمه الله :
ما  للقياس الذي مازال iiمستهراً      للمستقيسين في الشرطي iiتسديد
أما رأوا وجه من أهوى وطرته      فـالشمس طالعة والليل iiموجود

  وقال الشافعي :
لا يدرك الحكمة من iiعمره      يـكدح في مصلحة iiالأهل
ولا يـنال الـعلم الا iiفتى      خـال من الأفكار iiوالشغل
لـو ان لقمان الحكيم الذي      سارت به الركبان بالفضل
بـلى  نـففة وعـيال لما      فـرق بـين التبن iiوالبقل

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 84 ـ
  وقال الزمخشري :
العلم  للرحمن جل iiجلاله      وسواه في جهلاته يتغمغم
ما  للتراب وللعلوم iiوانما      يـسعى  ليعلم أنه iiلايعلم

  وقال مهيار الديلمي يرثي السيد الرضي ( رضي الله عنهما ) :
أفـريـش لا لـفم أراك ولا iiيـد      فتو اكلي غاض الندى وخلا الندي

  الى أن قال :
يـا نـاشد الـحسنات طوف iiفاليا      عـنها  وعـاد كـأنه لـم iiيـنشد
اهـبط الـى مضر فسل حمراءها      من  صاح بالبطحاء يا نار iiاخمدي
بـكر الـنعي فـقال أردى خيرها      ان كان يصدق فالرضي هو الردي
عـادت  أراكـة هـاشم من iiبعده      خـوراً لـفأس الـحاطب iiالمتوقد
فـجعت بـمعجز آيـة iiمـشهودة      ولـرب آيـات لـها لـم iiتـشهد
كانت  اذا هي في الامامة iiنوزعت      ثـم  ادعـت بـك حقها لم iiتجحد
رضـي  الموافق والمخالف iiرغبة      بـك  واقتدى الغاوي بري iiالمرشد

  الى أن قال :
ورآك  طـفال شـيبها iiوكهولها      فـتزحزحوا لك عن مكان iiالسيد
أنفقت  عمرك ضائعاً في iiحفظها      وعققت عيشك في صلاح المفسد
كـالنار  للساري الهداية iiوالقرى      مـن ضـوئها ودخـانها iiللموقد
مـن راكـب يسع الهموم iiفؤاده      وتـناط  مـنه بـقارح iiمـتعود

  الى أن قال :
قـرب  قـربت مـن التلاع iiفانها      (أم الـمناسك ) مـثلها لـم iiيقصد
دأبـاً  بـه حتى تريح ( بيثرب ii)      فـتنيخه نـقضاً بـباب iiالـمسجد
واحث التراب على شحوبك حاسراً      وانــزل فـعز مـحمداً iiبـمحمد

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 85 ـ
  الى أن قال :
بكت السماء له وودت أنها      فـقدت  غزاليها ولما iiيفقد

  قلت : القصيدة جيدة كلها وهذا ما بقي في ذهننا منها .
  وقال الامام الرازي :
نـهاية اقـدام الـعقول iiعـقال      وغـاية سـعي العالمين iiضلال
ولم نستفد من سعينا طول عمرنا      سـوف أن جمعنا فيه قيل iiوقال
وأرواحـنا محبوسة في iiجسومنا      وحـاصل دنـيانا أذى iiووبـال

  ومن قصيدة لمهيار يمدح أهل البيت ( عليهم السلام ) :
ألا سل ( قريشاً ) ولم iiمنهم      مـن استوجب اللوم أو iiفند
وقل ما لكم بعد طول الضلا      لـم تـشكروا نعمة iiالمرشد

  الى أن قال :
وقـد جعل الأمر من iiبعده      لـحيدر بـالخبر iiالـمسند
وسـماه  مولى بافرار iiمن      لـو اتـبع الحق لم iiيجحد
فملتم بها حسد الفضل iiعنه      ومن يك خير الورى يحسد
وقلتم بذاك قضى iiالاجتماع      ألا انـما الـحق iiلـلمفرد
يـعز عـلى هاشم iiوالنبى      تـلاعب  تيم بها أو iiعدي
وارث  عــلـي iiلأولاده      اذا آيـة الارث لـم iiتفسد

  أقول : هذه القصيجة طويلة تقارب خمسين بيتاً وكلها في غاية المتانة والجودة وأبهى مراتب الحسن ، ومن العجب أن أشعاره عريقة في العربية مع أنه فارسي ، وكان مجوسياً وأسلم على يد السيد الرضي ( رضي الله تعالى عنه ) .
  قال الوالد أدام الله تعالى معاليه :

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 86 ـ
كم من صديق قد رجوت iiوداده      واخـترته  من بين هذا iiالناس
فزرعت في قلبي أزاهير المنى      لـكنني لم أجن غير iiالياس (1)

  قلت : أنشأ دام ظله هذين الشعرين حين أهدى بعض الأعلام من الأصدقاء الورد المعروف بـ ( الياس ) ، وهو هنا مستعمل في معنييه اللغوي والعرفي بناء على جواز استعمال المشترك في اكثر من معنى واحد كما هو التحقيق .
  لا أدري قائله :
قـلبي مـعكم ولـيس عنكم ببعيد      مـن  فـرقتكم ان عـذابى لشديد
ام مـت مـن الشوق فمالي iiأسف      من مات من الشوق فقد مات شهيد

  لعبد الملك الحارثي وقيل للسموأل اليهودي :
اذ  المرء لم يدنس من اللؤم iiعرضه      فـكـل  رداء يـرتـديه iiجـمـيل
وان هو لم يحمل على النفس ضيمها      فـليس الـى حـسن الـثناء iiسبيل
تـعـيرنا أنــا قـلـيل iiعـديدنا      فـقـلت لـهـا ان الـكرام iiقـليل

  قال الاسكافي الزنجاني :
واني لأستحيى العمائم أن ترى      على  أرؤس أولى بهن iiالمقانع

  ولقائل :
ماذا يضر الشمس وهي منيرة أن لايرى الخفاش ساطع نورها

  وقال الشاعر :
وليس من الانصاف أن يدفع الفتى      يد  النقص عنه بانتقاص iiالأفاضل

  لا أحفظ قائله :

**************************************************************
(1) منه ولم أظفر بغير الياس ـ خ ل .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 87 ـ
حـلف الزمان ليأتين iiبمثله      حنثت يمينك يازمان فكفري

  وقال الزمخشري :
ومن  عجب أن الصوارم iiوالقنا      تحيض بأيدي المرء وهي ذكور
وأعـجب  من ذا أنها في iiاكفهم      تـأجج  نـاراً والأكـف بحور

  وقال مهيار مفتخراً:
أعـجبت بـى بين نادي iiقومها      أخت (1) سعد فمضت تسأل بي
سـرها ما علمت من أدبي (2)ii      فـأرادت عـلمها مـا iiحـسبى
لا تـخـالي نـسباً iiيـخفضني      أنا  من أرضك (3) عند iiالنسب
قـومي استولوا على الدهر iiفتى      ومـشوا فـوق رؤس iiالـحقب
عـمـموا بـالشمس iiهـاماتهم      وبـنـوا  أبـيـاتهم iiبـالشهب
وأبـى  كـسرى عـلى iiايوانه      أيـن  فـي الناس اب مثل iiأبى
سـورة  الـملك القدامى iiوعلى      شـرف الاسـلام لـي iiوالأدب
قـد قـبست المجد من خير أب      وقـبست  الـدين من خير iiنبى
وضـممت  الـفخر من أطرافه      سـؤدد الـفرس وديـن العرب
  لا أعلم قائله :
وتـنهدت جـزعاً فـأثر كفها      في صدرها فنظرت مالم أنظر
أقـلام يـاقوت كـتبن iiبعنبر      بصحيفة  البلور خمسة iiأسطر

  أهجى شعر قالته العرب :

**************************************************************
(1) اخت سعد .
(2) من خلقى .
(3) من يرضيك .

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 88 ـ
قوم اذا استنبح الأضياف كلبهم      قـالوا  لأمهم بولي على iiالنار
فـضيقت فرجها بخلا iiببولتها      فـلا  تـبول لـهم الا iiبمقدار

  لبعضهم يذم المبرد محمد بن يزيد النحوي :
سألنا  عن ثمالة كل iiحي      فقال الناس طراً ما iiثماله
فقلت محمد بن يزيد منهم      فقالوا الان قد زدنا iiجهاله

  وقال ابو نؤاس :
انما  الدنيا طعام فاذا فاتك iiهذا      وغلام ومدام فعلى الدنيا السلام

  لبعض المتأخرين في وصف كتاب المغني :
ألا انما ( مغنى اللبيب ) مصنف      لطيف  به النحوي يحوي iiأمانيه
ومـا هـو الا جنة قد iiتزخرفت      ألـم تـنظر الأبواب منه iiثمانيه

  لا أعلم قائله :
مـلأت يـدي من الدنيا مراراً      وما طمع العواذل في اقتصادي
ولا  وجـبت عـلي زكاة iiمال      وهل  تجب الزكاة على iiالجواد

  حاتم الطائي :
أضـاحك ضـيفي قـبل انزال iiرحله      ويـخصب  عـندي والـمحل iiجديب
وما الخصب للاضياف أن يكثر القرى      ولـكـنما  وجـه الـكريم iiخـصيب

   ما من مصيبة نكبة أرمى بها واذا سألت عن الكرام وجدتني الا تشرفنى وترفع شاني كالشمس لا تخفى بكل مكان

اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار   ـ 89 ـ
  قال الخليل في وصف كتابي أستاذه :
بـطل الـنحو جـميعاً iiكـله      غير ما صنف عيسى بن عمر
ذاك  ( اكمال ) وهذا ( نافع ii)      وهـما لـلناس شـمس iiوقمر

  قال ابو دلامة في ابنة ولدت له :
فما ولدتك مريم أم عيسى      ولـم يكفلك لقمان iiالحكيم
ولكن  قد تضمك أم iiسوء      الـى  لـباتها وأب iiلئيم

  لبعض فضلاء العجم في مرثية حضرة عمنا آية الله على الاطلاق الحاج الشيخ نور الله طاب ثراه :
يــا وقـعة حـدثت لـلشرع iiهـائلة      وأهـلـه بـيـن مـخذول iiومـكسور
صـال  الـمصاب عـلينا فـي iiكتائبه      والـخلق  مـا بـين مـغلول iiومأسور
لـقد مـضى الـعالم النحير في iiرجب      وراح  نـحو ريـاض الـخلد iiوالحور
لـما مـضى أفـجع الاسـلام فـاجعة      والـناس يـرثيه فـي الأسواق iiوالدور
والـخلق مـن فـقد هـذا الغوث iiكلهم      صـاروا حـيارى كـمجنون iiومخمور
فـالدمع ان لـم يصر في ذا العزاء iiدماً      يـكون  عـندي مـلوماً غـير iiمعذور
لاح الـمصاب لـنا مـا فـوق iiطاقتنا      والـصبر مـنا عـليه غـير iiمـقدور
قد صار في الطور ( نور الله ) مرموساً      مـا  الـطور ظـل لذا نوراً على iiنور
سـألت ( عـبد الـكريم ) حول رحلته      أجــاب مـنه بـدر الـنظم iiمـنثور
ألـقى ثـماناً مـن الـمصراع iiزائـدة      فـقال  قـد يـتوارى النور في iiالطور

  أقول : وفي هذه السنة توفي الى رحمة الله تعالى يوم الاثنين غرة رجب سنة ست وأربعين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة المقدسة على مهاجرها ألف ثناء وسلام وتحية ، وقد اشتد به المرض قبل وفاته بأيام قلائل