الاعظم الأنصاري قدس سرهما ) بعد أن تعطلت الأسواق ودفن هناك في أيوان الشمال الشرقي ، رحمة الله عليه رحمة واسعة .
ومن طريف البيان ، ان سمع منه انه كان يقول : ( نعم اليوم يوم الأربعاء ) ولعله كان يشير الى هذا البيت الفارسي :
خرم آن روز كه زين منزل ويران بروم پى جـانان طـلبم در پى آنـان iiبروم |
تسلية المراجع بوفاته :
لما انتشر نبأ وفاته في البلاد بواسطة الراديو والتلفزيون والجرائد ، انهالت برقيات كثيرة الى نجله من علماء البلاد والمراجع العظام ، تعزية بالمصاب الجلل وتسلية له ولسائر الاسرة ، وممن أبرق :
1 ـ آية الله العظمى الامام الخميني مد ظله العالي
2 ـ آية الله العظمى السيد ابوالقاسم الموسوي الخوئي مد ظله العالي
3 ـ آية الله العظمى الحاج الشيخ حسينعلي المنتظري مد ظله العالي
4 ـ آية الله العظمى السيد محمد رضا الموسوي الگلپايگاني مد ظله العالي
5 ـ آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي مد ظله العالي
6 ـ آية الله العظمى المرحوم السيد عبد الله الشيرازي طاب ثراه
مراثيه :
رثاه جمع من العلماء والشعراء بما جادته به قريحتهم من المراثي بالعربية والفارسية ، واليك نماذج من تلك المراثي :
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 28 ـ
1 ـ منهم العلامة الحجة الحاج السيد مجتبى الصادقي أدام الله ايامه بأبيات أرخ فيها سنة الوفاة ايضا :
لـهـفي لـموت الـبطل iiالـعليم ذي الـمجد ثـم الـحسب iiالـقديم أف لـدهر يـقنطف ثـمر iiالهدى مـن دوحة العلم ذي النسب الكريم فــأردت ان اورخ عـام وفـاته لـيكون تذكرة الاخلاف و iiالحميم ألـحق الـى المجموع سبعاً ثم iiقل ( نرجو لمجد العلم مثوى في النعيم |
( 1362ش )
2 ـ ومنهم الأديب الاستاذ علي المظاهري ، قال في ابيات بالفارسية :
مـجد الـعلماء ومـجد ديـن iiرفت آن عـالـم عـالـم يـقين iiرفـت آن مـظـهر زهــد و iiپارسـائى آن رهـبـر راه راسـتين iiرفـت از مـجـمـع عـالـمان مـعـلم از حـلقه زاهـدان نگيـن رفـت مـحـراب نـشـين مـسجد iiنـو بـر مـنبر عـرش از زمين iiرفت آن دم كـه از ايـن جهان به جنت آن پاك نـهـاد پاك بـيـن iiرفـت تـاريـخ وفــات او رقـم iiشـد ( رونق ده علم و حصن دين رفت ) |
(1362ش)
والشطر الاخير الذي نظم فيه التاريخ هو للاستاذ الاديب السيد قدرت الله الهاتفي وفقه الله تعالى .
3 ـ ومنهم الاديب الاستاذ الجمشيدى بقوله بالفارسية :
عالمى چون بگذرد از روزگار عالمى گريان شود بى iiاختيار از وجـود عـالمان دين iiبود نظم اين گردنده گيتى بر iiقرار هر كه شد با عالمان دين iiقرين شـد بـدور زنـدگانى كامكار |
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 29 ـ
مـلت ايـران از ايـن دانشوران يـافت در دور جـهانى iiاقـتدار رهـبران دين ز جانبازى iiخويش خـوش بر آوردند از دشمن iiدمار مـجد دين مجد شرف مجد iiكمال بـود عـمرى در ره حق iiاستوار تـا كـه از جمع عزيزان شد جدا قـلب اهل دين شد از غم داغدار گرچه آن بـحر كـمال و iiمعرفت رفـتـه او از عـالـم iiنـاپايدار مـانده از او شـاخه هاى iiبارور در جـهان عـلم و دانش iiيادگار اين مصيبت را به اهل علم و دين خـاصه بـر آن رهبر والا iiتبار تـسليت گويـيم و داريـم iiآرزو عـمرشان بـاشد به گيتى iiپايدار خـاندانش را بـخواهم تـا iiابـد در پنــاه حـضرت iiپروردگار |
4 ـ ومنهم الشاعر البارع الاستاذ فضل الله اعتمادى ( برنا ) :
مـجد الـعلماء كه مجد دين نامش iiبود حـب حـق وحب دين مى جامش iiبود آن حبر كه كسب فضل و تدريس علوم رسـم وروش وسـيرت مادامش iiبود آن عـالـم عـاملى كـه روحـانيت سـنخيت خـاندان و اقـوامش iiبـود آن مـجـتهد مـسـلمى كـاندر iiفـقه داراى اجــازات ز اعـظامش iiبـود هــم زاده از كـياى دانـش iiبـابش هـم وارث رهـبران دين مامش iiبود هـم حب بتول و مرتضى داشت iiبدل هـم حـامى مصطفى و اسلامش iiبود |
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 30 ـ
مـهر حـسن و حـسين و اولاد حـسين چون جـان و روان بجسم و اندامش بود در بـنـدگى خــدا لـياليش iiگذشـت تـعـليم و هـدايت كـار ايـامش iiبـود در هـر عـمل خـير كـه مـيكرد iiقيام كـوشا زدل و جـان پى اتـمامش iiبـود نـه فـكر فـريب خـلق در سر iiپرورد نـه مـيل بـه پيـرروى اوهـامش بود نـه ظـلم و سـتم كسى در اعمالش ديد نه نقص و خلاف و غش در احكامش بود هـر جـا كه شدى ز كثرت حسن iiسلوك هـر كـس پى احـترام و اكرامش iiبود گفـت ارجـعى دعـوت حـق را iiلبيك چون وقـت فرا خواندن و اعزامش iiبود بـرنـا پى تـاريـخ وفـاتش iiبـنوشت بـيتى كـه بـشمسى جـمع ارقامش بود (مـجد الـعلماء كـه مجد دين نامش iiبود حـب حـق و حب دين مى جامش iiبود) |
( 1362 ش )
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 31 ـ
مصادر الترجمة:
ترجمته بقلمه ـ امجدية . الطبعة الثالثة / 11 ـ 34.
تاريخ علمى و اجتماعى اصفهان در دو قرن اخير (بيان سبل الهداية فى ذكر
أعقاب صاحب الهداية) المجلد الثانى و الثالث.
دانشمندان و بزرگان اصفهان / 329.
گنجينهء دانشمندان 5 / 384 ـ 386.
مكارم الاثار 4 / 1096.
نقباء البشر 2 / 753.
جريدة (عرفان) شهر فروردين 1322 ش.
اجازة السيد ابى الحسن الاصبهانى للشيخ مجد الدين النجفى
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 32 ـ
اجازة ابى المجد لولده الشيخ مجد الدين النجفى
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 33 ـ
بداية كتاب ( اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ) بخط المؤلف
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 34 ـ
بداية كتاب ( المختار من القصائد و الاشعار ) بخط المؤلف
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 35 ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بارىء النسم و خالق العالم ، الذي أوجدنا من كتم العدم ، و الصلاة و السلام على المنقذ الأعظم ، و النبى الأفخم ، و الرسول الأكرم ، سيد ولد آدم ، وعلى آله الأئمة الاطهارهداة الأمم و مفاتيح الظلم .
و بعد :يقول المفتقر الى رحمة رب العالمين العبد المسكين مجد الدين ابن العلامة جامع المعقول و المنقول ابي المجد الشيخ محمد الرضا النجفي طاب الله ثراه و جعل الجنة مثواه :
سألني بعض الاخوان عن سر تكرير الاية الشريفة في سورة الرحمن ، فأجبته جواباً كافياً بازاحة ما خلج بباله شافياً ـ فالتمس مني أن أذكر ذلك في كتاب ، و أن أضيف اليه تفسير هذه السورة المباركة في ضمن فصول وأبواب ، فنكلت عن ذلك زمانا و أخرت الاقدام على ذلك أوانا ، علما مني بأنا في زمان كثر فيه العناد و ظهر فيه الفساد واتخذ أهله اللغو عادة و اللهو سعادة و الجهل علما و الخديعة فخرا ، وسكن الأفاضل زوايا الخمول وقربت شمس الهداية على الأفول .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 36 ـ
لما رأيت الجهل في الناس iiفاشيا تـجاهلت حتى ظن أني iiجاهل فواعجبا كم يدعي الفضل iiناقص ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل |
و لما طال الحافه في ذلك و أصر على ذلك أجبته الى مسئوله في نيل مأموله و سميته ( اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار في تفسير سورة الرحمن ) .
ونسأل الله الكريم المنان بحرمة رسوله نبي الرحمة و آله البررة أولياء الرحمن صلوات الله عليهم و الرضوان أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم و ذخري ليوم الدين ، و ان ينفعني به و اخواني المؤمنين ، انه على كل شىء قدير و بالاجابة جدير ، عليه توكلت و اليه أنيب .
وهذا أوان الشروع في المقصود متوكلا على الله الملك المعبود :
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 37 ـ
مقدمة
( في اعجاز القرآن )
القرآن العظيم و الفرقان الكريم امتاز عن سائر معجزات نبينا المنقذ الأعظم صلى الله عليه و آله ـ على كثرتها ـ بأنه المعجزة الباقية على مرالدهر و صفحات الأيام ، فهو باق في كل زمان و مكان ، و لايختص بعصر الرسالة كما لا اختصاص له بقرن دون قرن و مكان دون مكان ، ينادي اليوم كما نادى أولا في الجوامع و المجامع التى اجتمعت الانس و الجن ( عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )
(1) .
و تحدى المرسل به صلى الله عليه و آله و دعا فصحاء العرب من مصفى خطبائها و فحوا شعرائها ، فقال بتعليم الله تعالى له : ( فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ )
(2) ( فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ )
(3) ، فنكصوا على أعقابهم خائبين وظهر عجزهم للعالمين ، و اختاروا اللئام على الكلام و القتال على المقال ، لعلمهم بأنه معجز للبشر
**************************************************************
(1) سورة الاسراء :88 .
(2) سورة البقرة : 23 .
(3) سورة هود : 13 .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 38 ـ
ولجأوا الى الافتراء فقالوا : ( إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ) (1) .
القرآن اكبر معجزة باقية الى الان في جميع الأصقاع و البلدان ، معجزة من الوجهة التاريخية ، معجزة من جهة الاحتجاج ، معجزة من وجهة التشريع العادل و نظام المدنية ، معجزة من وجهة الاستقامة و السلامة من الاختلاف و التناقض ، معجزة من الوجهة الاخلاقية ، معجزة في اخباره عن المغيبات ، معجزة من الوجهة العلمية (2) .
فان الفلكي لما يتلو قوله تعالى ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ) (3) أو قوله تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) (4) يتعجب كيف قال القرآن العظيم بتحرك الأرض و دورانها على نفسها منذ أربعة عشر قرنا تقريبا بينما كانت الهيئة البطلميوسية قائلة بسكون الأرض و دوران الأجرام ، و كذلك المجسطي المرجع الوحيد و المعول عليه في تعليم الهيئة و الفلك قبل ذهاب غاليلة و كبرنيك و أضرابهما الى ذلك الرأي بقرون و أجيال ، وقد حبس غاليلة في أروبا لقوله بتحرك الأرض و حكم البابا بكفره لقوله بذلك و أن زعمه ينافي العهدين القديم و الجديد .
هذا في أرقى ممالك ذلك العصر ، أعني المملكتين الشرقية و الغربية ( الفرس و الروم ) ، و أما الجزيرة العربية فلم تعرف حتى هذه الفلسفة و لاعلمت حتى هذه النظرية ولاسمعت اسم بطلميوس و لا جالينوس و لا أفلاطون و أرسطاطاليس ، و لاعرفت من الظواهر الطبيعية الا أن الحر في الصيف شديد و في الشتاء تقل حرارة الهواء ، يغزو أهلها بعضهم بعضا و يقتل و يسلب بعضهم بعضا ، يؤودون البنات و يأكلون
**************************************************************
(1) سورة المدثر : 24 .
(2) راجع لتفصيل البحث الى مقدمات آلاء الرحمن فى تفسير القرآن .
(3) سورة النبأ : 6 .
(4) سورة النمل : 88 .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 39 ـ
الحيات يقال : انه سئل بعضه عن مأكله و مشربه ؟ فأجاب بأناً نأكل كلما دب و درج الا [ ... ] (1) أوالجبل .
نعم ، برع بينهم في العصر الجاهلي شعراء أذكياء ، ولكن في الفصاحة الطبيعية و المعاني الساذجة ووصف الغمراء و البيداء و مدح المرأة الحسناء ، لا في المعاني الدقيقة و الحقائق العلمية .
أما في الدولتين السابقتين الحكمة على المسكونة فقد ظهر فيهم أيضاً ما يشين وجه التاريخ من العادات الفاسدة و الاراء الكاسدة ، ولا نطول الكلام بالتفصيل بل نقنع بالاشارة اليها .
في ذلك الظلام الدامس و الوحشية السوداء و تلك الجزيرة البعيدة عن المدنية و البلاد القاحلة ، نزل القرآن المبين على قلب سيد المرسلين صلى الله عليه و آله الطاهرين ، ناطقا بالحقائق العلمية و أدق الاراء الفلسفية و أصح المذاهب النظرية و الحق الأبلج من المطالب الدينية ، فنهضت تلك الامة المغلوبة على أمرها ببركة القرآن [ ... ] (2) و فتحت الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب ، و وصلت جنودها و أعلامها الى حدود الصين من جهة و الى المحيط [ الأطلسي ] من جهة أخرى ، فتحوا البلاد الأندلسية و الممالك الساحلية على المحيط الغربى و فتح المسلمون بعد ذلك بلاد روسيا و ممالك بلغانيا و القسم الاعظم من أروبا ، فصارت تلك الأمة الوحشية أرقى الأمم و سيد العالم ، و نبغ بينهم علماء و فلاسفه أذكياء ، و أسسوا المجامع العلمية و المعاهد المدرسية و مدنية راقية ، و على أثره و الاقتباس منه ظهر التمدن الحديث على أعلامها ، ولكن تلك كانت خالية من هذه الويلات و تلك العيوبات و ... (3) .
نعم ، ان القرآن أوحي على محمد النبي صلى الله عليه و آله و كانت معجزته
**************************************************************
(1و2 ) كلمات لاتقرأ .
(3) خرجنا عما هو المقصود و الشىء يذكر . منه قدس سره .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 40 ـ
الخالدة من الوجهة العلمية ، فانه يتضح من متواترات التاريخ أم المنقذ الأعظم لم يدخل مدرسة قط ولا تعلم عند أحد ، بل ما قرأ كتابا و لا خط بيمينه خطابا [ كما قال الله تعالى ] : ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) وما كانت أمته أهل علم و عرفان ، ولو فرضنا أنه ( صلى الله عليه و آله وسلم ) (1) مارس جميع التعاليم و تخرج من الكليات و نال أعلى الشهادات فلم يكن ممكنا أن يأتي بمثل هذه الايات الباهرات و المعجزات الخالدات ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) (2) .
و بعبارة أخرى : لو فرض أنه ( صلى الله عليه و آله وسلم ) صرف عمره الشريف في التعلم عند أشهر الأساتذة الماهرين و أخذ العلم من أعلم العلماء العاملين ، لما كان يمكن الا أن يأتي بمعلومات أهل زمانه و المقرر عند أهل دهره و أوانه ، ولما رأينا أن القرآن العظيم نطق بما لم يصل العلماء الى تحقيقه الا بعد مضي قرون و أجيال و العصور الطوال و اختراع آلات دقيقة و تلسكوبات عظيمة كبيرة [ كما في علم الفلك و سنشير الى هذا في ضمن سير الايات الباهرات ] علمنا أنه منزل من رب العالمين على قلب حبيبه سيد المرسلين ( صلى الله عليه و آله وسلم ) ليكون نذيراً للعالمين و لا رطب و لا يابس الا في كتاب مبين .
حتى أن عدو الاسلام و المسلمين بل عدو كافة الأديان و المتدينين ناشر فرضية دارون في البلاد العربية و الشرق الأدنى الدكتور شبلي شميل (3) يقول في مدح
**************************************************************
(1) سورة العنكبوت : 48 .
(2) سورة النجم : 4 .
(3) شميل ( شبلى ) ( 1860 - 1917 ) . طبيب لبنانى من كفرشيما . له ( الاهواء و المياه و البلدان لابى الطب ابقراط الحكيم ) ورسالة ( الحقيقة ) لاثبات مذهب دارون . أول من عرف هذا المذهب الى العالم العربى .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 41 ـ
هذا المعجز الأعظم و مدح المرسل به صلى الله عليه و آله ، و الفضل ما شهدت به الأعداء :
دع مـن مـحمد فـي سدى iiقرآنه مـاقـد نـحاه لـلحمة iiالـغايات انـي وان أك قـد كـفرت iiبدينه هــل أكـفرن بـمحكم iiالايـات أو مـاحوت في ناصع الألفاظ iiمن حـكم روادع لـلهوى iiوعـظات وشـرائع لـو انـهم عـقلوا iiبها مـا قـيدوا الـعمران iiبـالعادات نـعـم الـمدبر والـحكيم iiوانـه رب الـفصاحة مصطفى iiالكلمات رجل الحجى رجل السياسة و الدها بـطل حليف النصر في iiالغارات بـبلاغة الـقرآن قـد خلب iiالنهى وبـسيفه أنـحى عـلى iiالـهامات مـن دونه الأبطال في كل iiالورى مـن سـابق أو لاحق أو آت (1)ii |
ويقول في حق النبى الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : انكم تؤمنون بمحمد صلى الله عليه و آله وتجعلونه نبيا عظيما و أنا أعتقد انه الفيلسوف الأعظم .
وقال رئيس الكلية الوطنية العالية في لبنان مارون بك عبود المسيحي النصراني
(2) في كتابه النبى محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) فى وصف هذا المعجز الأعظم و النبى الاكرم ( صلى الله عليه و آله وسلم ) :
**************************************************************
(1) المنار 11|10 و 11 ، وأيضا فى مكتوب للدكتور الشميل الى السيد رشيد رضا مدير مجلة المنار كلمات نقلها لا يخلو من فائدة : أنت تنظر الى محمد كنبى و تجعله عظيما وأنا انظر اليه كرجل و أجعله أعظم ، و نحن و ان كنا فى الاعتقاد ( الدين أو المبدأ الدينى ) على طرفى نقيض فالجامع بيننا العقل الواسع والاخلاص فى القول ، وذلك اوثق بيننا لعرى المودة ( الحق اولى أن يقال ) دع من محمد - الى آخر الابيات ، نقلا من ( نمونه اى از ادبيات عرب ) للاستاذ السيد محمد باقر السبزوارى | 207 .
(2) عبود ( مارون ) ( 1885 - 1962 ) قصاص و اديب لبنانى ، ولد فى عين كفاع ( لبنان ) و توفى فيها ، من مؤلفاته ( وجوه و حكايات ) ، ( فارس آغا ) و ( زوبعة الدهور ) .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 42 ـ
طـبعنك كـف الله سيف iiأمان كـمن الـردى في حده للجان الـعدل قـائمة و فـي iiافرنده سـور الهدى نزلن سحر iiبيان و عـليك أمـلى الله من iiآياته شـهبا هـتكن مدارع iiالبهتان لـولا كـتابك ما رأينا iiمعجزاً فـي أمـة مرصوصة البنيان هـاد يـصور لي كأن iiقوامه مـتجسد مـن عنصر iiالايمان فهو اليقين يصارع الدنيا iiومن جـارى اليقين يعود iiبالخذلان وكـذا الـنبوة حـكمه و تمرد وتـقى و الـهام وفرط iiحنان عـرب اذا ما الجاهلية iiنفحت أوداجها كروا خيول رهان (1) |
و ليكن هذا آخر كلامنا في المقدمة ، ولو أردنا بسط الكلام في هذا الموضوع و سرد الشواهد و بيان اعجاز القرآن من الوجوه الأخرى لطال بنا الكلام و خرجنا به عن مقتضى المقام من بيان المقصود و المرام و فى النية ان ساعدنى التوفيق أن أفرد لذلك كتاباً مستقلاً و أبسط فيه الكلام فى اعجاز القرآن من الوجوه المذكورة و غيرها مما يزيد المؤمن ايمانا ولايسع الجاحد الا اذعاناً انشاء الله تعالى ، ولكني لا أملك عنان القلم الا أن أسجل قضايا لا تخلو من مناسبة مع ما ذكرنا ( والشىء بالشىء يذكر ) .
[ فائدة ]
ذكر في الروضات عن بعضهم ان أول ما ظهر شرب التتن و التنباك و اخترع أساس الشطب القليان كان في سنة اثنتى عشر و ألف ، سنة استيلاء الشاه عباس الاول على تبريز
(2) .
**************************************************************
(1) راجع لتفصيل البحث و ترجمة الابيات الى ( ادبيات عرب در صدر اسلام ) | 28 لنجل المصنف آية الله الحاج الشيخ مهدى مجد الاسلام النجفى أدام الله ايامه .
(2) روضات الجنات | 347 الطبع الحجرى .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 43 ـ
واستدرك عليه و الدي العلامة أعلى الله مقامه بقوله : بل قبلها ببضع عشر سنين كما أرخه المؤرخ المجيد في قوله :
قـيل شرب الدخان أمر iiبديع هـل لـه فـي كتابكم iiايماء قـلت ما غادر الكتاب بشىء ثم أرخت ( يوم تأتي السماء ) |
( 999 )
[ سنة تسع و تسعين و تسعمائة ] و الحق أن ظهوره قبله بكثير ، وهو زمان اكنشاف أميركا القارة الجديدة
(1) ، انتهى .
[ طريفهً ]
سمعت الوالد العلامة أعلى الله في غرف الجنان مقامه : ان رجلا من دواب الأذناب سمى الوحيد كان من الملحدين و صاحب الأموال و البنين و الاصحاب و ... وصاحب العداوة الشديدة للقرآن المبين و الاسلام و المسلمين ، كان في مجلس حافل بالعلماء العاملين و الفقهاء الراشدين سألهم قائلا ـ وكان باظهار كفره مائلا ـ انكم تعلمون انكاري للأديان و انبعاث الابدان و الخلود في الجنان و لتعذيب النيران و عداوتي على الخصوص ( لعنه الله ) للقرآن و انتم تقولون لا رطب ولا يابس الاوهو موجود في الفرقان ، فهلا ذكرني الله في كتابه و أوعدني بأليم عذابه ، فانبرى واحد من الجمع قائلا : نعم ذكرك الله تعالى شأنه في قرآنه المجيد و سماك باسمك ـ يعنى الوحيد ـ ثم تلا الايات الشريفة من سورة المدثر : ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا {المدثر )
(2) .
فكلما تلا آية ارتعدت فرائص الشقي الى أن صار كالمغشي عليه ثم ادركته السكتة و مات بغتة الى لعنة الله تعالى و عذابه و أليم نيرانه ، نعم هذا عاقبة الاستهزاء
**************************************************************
(1) حاشية الروضات | 20 طبع البلاغى .
(2) سورة المدثر : 11 وما بعدها من الايات .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 44 ـ
بالقرآن المبين و انكار الدين و التعيير للاسلام و المسلمين (ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين)
(1) .
ولقد طال بنا الكلام فلنشرع في المرام متوكلين على الله الملك العلام و متوسلين بجاه حبيبه الأعظم و آله الكرام عليهم آلاف التحية و السلام مادامت الليالى و الايام .
**************************************************************
(1) سورة الانعام : 59 .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 45 ـ
سورة الرحمن
مكية ، و ذكرابن الجوزي أنها مدنية في قول من قولين نقلهما المفسرون عن ابن عباس
(1) ، وقيل فيها مكي و مدني
(2) .
وهي ست و سبعون آية
(3) ، و ثلاثمائة واحدى و خمسون كلمة ، و ألف و ستمائة و ثلاثون حرفا .
[ فضلها ]
تسمى ( عروس القرآن ) ، فقد ذكر الكفعمي في مصباحه عنه ( صلى الله عليه و آله وسلم ) : لكل شىء عروس و عروس القرآن الرحمن
(4) .
**************************************************************
(1) تفسير الخازن 4 | 229 .
(2) الدر المنثور 6 | 139 .
(3) التبيان 9 | 463 .
(4) المصباح | 446 ، و نقلها ايضاً صاحب مجمع البيان عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه و آله 9/165 ، والدر المنثور 6 | 140 .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 46 ـ
وعنه ( صلى الله عليه و آله وسلم ) : من قرأها رحم الله تعالى ضعفه و أدى شكر ما أنعم الله عليه .
(1)
وعن الصادق ( عليه السلام ) : من أدمن قراءتها بيض الله وجهه و شفعه فيمن اراد
(2) .
ومن قرأها ليلا أو كلما قرأ ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) قال ( لا بشىء من آلائك يا رب اكذب ) وكل الله به ملكا يحفظه حتى يصبح ، و ان قرأها كذلك صباحا و كل به ملكا يحفظه حتى يمسي .
(3)
و نقل حماد بن عثمان عن الصادق عليه السلام ما معناه : يجب قراءة سورة الرحمن في كل يوم جمعة ، و اذا وصل بآية ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) قال : لا بشىء من آلائك رب نكذب
(4) .
ونقل عن هشام بن عروة ما خلاصته : أول من قرأ القرآن بالصوت الجلي على مشركي قريش عبد الله بن مسعود ، و كان أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) اجتمعوا وقالوا : ان قريشاً ما سمعوا القرآن ، من منكم يجرء على قراءة القرآن عليهم جهراً ؟ فقال عبد الله بن مسعود : أنا اقرأ عليهم ، وقام و دنى من مقام ابراهيم عليه السلام و شرع في قراءة سورة الرحمن ، و كانت قريش جالسون في مجالسهم ، و لما سمعوا الكلام تعجبوا وقالوا : ما يقول هذا ، ثم قام جماعة منهم و ضربوا ابن مسعود ضربا ظهر أثره عليه ، وهو يديم القراءة حتى تلا آيات من هذه السورة ثم رجع
(5) .
**************************************************************
(1) مجمع البيان 9 | 165 .
(2) نقل تفصيل الرواية صدوق الامة ( قده ) في ثواب الاعمال | 143 .
(3) نقل تفصيلها شيخنا الطبرسي ( قده ) في مجمعه .
(4) منهج الصادقين 9 | 115 .
(5) منهج الصادقين 9 | 115 .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 47 ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمن (1) علم القرآن (2) خلق الانسان (3) علمه البيان (4) الشمس و القمر بحسبان (5) و النجم و الشجر يسجدان (6) و السماء رفعها ووضع الميزان (7) ألا تطغوا في الميزان (8) و أقيموا الوزن بالقسط و لا تخسروا الميزان (9) والأرض وضعها للانام (10) فيها فاكهة و النخل ذات الاكمام (11) والحب ذو العصف و الريحان (12) فبأي آلاء ربكما تكذبان (13) .
[ فضل البسمله ]
قوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، عن النبى ( صلى الله عليه و آله وسلم ) أنه قال : اذا قال المعلم للصبي قل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال الصبي ( بسم الله الرحمن الرحيم ) كتب الله براءة للصبى و براءة لأبويه و براءة للمعلم
(1) .
وعن علي بن موسى الرضا عليهما السلام أنه قال : بسم الله الرحمن الرحيم أقرب الى اسم الله الأعظم من سواد العين الى بياضها
(2) .
[ اعراب البسملة ]
( بسم الله ) يتعلق بمجذوف يشير اليه ظاهر المقام ، وقيل تقديره ابدأوا أو اقرأوا أو قالوا .
**************************************************************
(1) ومجمع البيان 1 | 18 .
(2) عيون اخبار الرضا عليه السلام 2 | 5 ح 11 و مجمع البيان 1 | 18 .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 48 ـ
وعلى القديرين الأخيرين تكون الباء بمعنى الاستعانة باسم الله تعالى كما يقال : اكتبوا بالقلم .
وذلك لجلالة اسم الله و بركته لجلال المسمى تقدست أسماؤه و جلت آلاؤه . و يكون المقروء و المقول هو ما بعد البسملة من السورة .
و يرد على هذا النحو من التقديرمنافاة ذلك لجزئية البسملة جزء من جميع السور القرآنيه و مساواتها لسائر آياتها في حكم القراءة ، وقد أفتى
(1) الفقهاء أن البسملة جزء من كل سورة فيجب قراءتها عدى سورة برائة ، و عليه بنوا رضوان الله عليهم وجوب تعيين السورة عند الشروع في البسملة و أنه لو عين سورة ثم عدل الى غيرها يجب اعادة البسملة للمعدول اليها ، و اذا عين سورة عند البسملة ثم نسيها ولم يدر ما عين أعاد البسملة مع تعيين سورة معينة .
و الظاهر وفاقاً لبعض المتأخرين أن البسملة في جميع السور القرآنية متعلقة بكلمة ( ابدأ ) للمتكلم من قول الله جل اسمه [ ... ]
(2) بجلال اسمه الكريم و بركاته و تعظيماً له لجلال المسمى وعظمته جل شأنه و له الأسماء الحسنى ، كما أمر في القرآن الكريم بذكر اسمه و تسبيحه ، كما في السورة المائدة و الحج و المزمل و الدهر و الأعلى ، فيعظم المقدور في جميع الأحوال بتعظيم واحد على نسق واحد .
( الله ) قال في المصباح
(3) : و اعلم أن هذا الاسم الشريف قد امتاز عن اسمائه الحسنى بأمور عشرة : الأول و الثاني و الثالث أنه اشهر أسماء الله تعالى و أعلاها محلا في القرآن و أسناها مكانا قي الدعاء .
**************************************************************
(1) ذكر خ ل .
(2) كلمة لاتقرأ .
(3) المصباح | 315 .
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 49 ـ
الرابع و الخامس والسادس : أنه جعل أمام سائر الاسماء و خصت به كلمة الاخلاص ووقعت به الشهادة .
السابع : أنه علم على الذات المقدسة ، فلايطلق على غيره حقيقة ولا مجازاً ، قال سبحانه ( هل تعلم له سمياً ) أي هل أحداً يسمى الله ، و قيل سمياً أي مثلا و شبيهاً .
الثامن : أن هذا الاسم الشريف دال على الذات المقدسة الموصوفة بجميع الكمالات حتى لا يشذ به شىء ، و باقي اسمائه لاتدل آحادها الاعلى آحاد المعاني ، كالقادر على القدرة و العالم على العلم ، أو فعل منسوب الى الذات مثل قوله ( الرحمن ) ، فانه اسم للذات مع اعتبار الرحمة ، وكذا الرحيم و العليم و الخالق اسم للذات مع اعتبار وصف وجودي خارجي ، و القدوس اسم للذات مع وصف سلبى أعني النقديس الذى هو التطهير عن النقائص ، و الباقي اسم للذات مع نسبة و اضافة ـ اعني البقاء ـ وهو نسبة بين الوجود و الأزمنة ، اذ هو استمرار الوجود في الأزمنة في جانب المستقبل ، أي لايوجد زمان من هذه الأزمنة المحققة و المقدرة الا ووجوده مصاحب له .
والأبدي هو المستمر الوجود في جميع الأزمنة ، و الباقي أعم منه ، و الأزلي هو الذي قارن وجوده جميع الأزمنة الماضية المحققة و المقدرة ، و الزمان المحقق ما هو داخل في الوجود و المقدر ما ليس كذلك ، فهذه الاعتبارات تكاد تأتي على الأسماء الحسنى بحسب الضبط .
التاسع : انه غير صفة ، بخلاف سائر أسمائه تعالى فانها تقع صفات : أما أنه اسم غيى صفة فلأنك تصفه و لا تصيف به ، فتقول ( اله واحد ) ولا تقول : شىء اله ، و أما وقوع ما عداه من أسمائه الحسنى تعالى صفات فلأنه يقال ( شىء قادر و عالم وحي ) الى غير ذلك .
العاشر : ان جميع أسمائه الحسنى يتسمى بهذا الاسم ولا يتسمى هو بشئ منها
اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن والمختار من القصائد والاشعار ـ 50 ـ
فلا يقال ( الله اسم من اسماء الصبور و الرحيم أو الشكور ) ولكن يقال الصبور اسم من أسماء الله ، و اذا عرفت ذلك فاعلم انه قد قيل : ان هذا الاسم المقدس هو الأسم الأعظم .
وقال في موضع آخر :
(1) ان الاسم الأعظم هو الله ، لأنه أشهر أسمائه تعالى و أعلاها محلا في الذكر و الدعاء ، وجعل أمام سائر الأسماء ، وخصت به كلمة الاخلاص ، ووقعت به الشهادة .
وقال الغزالي : الله اسم للموجود الحق الجامع للصفات الالهية المنعوت بنعوت الربوبية المتفرد بالوجود الحقيقي ، فان كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته و انما استفاد الوجود منه تعالى
(2) .
وقيل : ( الله اسم لمن هو الخالق لهذا العالم و المدبر له )
(3) .
و قال الشهيد : ( الله اسم للذات بجريان النعوت عليه )
(4) .
و في كتاب الدر المنتظم في السر الاعظم لمحمد بن طلحة صاحب كتاب مطالب السئول : ( ان الجلالة تدل على التسعة و التسعين اسماً ، لأنك اذا قسمتها في علم الحروف على قسمتين كان كل قسم ثلاثة و ثلاثين ، فتضرب الثلاثة و الثلاثين في أحرفها بعد اسقاط المكرر ـ وهو ثلاثة ـ يكون عدد الأسماء الحسنى ، و أيضا اذا جمعت من الجلالة طرفيها ـ وهما ستة ـ و تقسمها على حروفها الأربعة يقوم لكل حرف واحد و نصف ، فتضربه في ما للجلالة من العدد ـ و هو ستة و ستون ـ تبلغ تسعة و تسعين عدد الأسماء الحسنى
(5) .
وفي كتاب مشارق الانوار و حقائق الاسرار للشيخ رجب بن محمد بن رجب :
**************************************************************
(1) المصباح | 306 .
(2) المصباح | 314 .
(3و4) المصدر | 315 .
(5) المصدر | 316 .