المسرقاتان
   قطيعة لآل أبي بكرة وأصلها مائة جريب فمسحها مساح المنصور الف جريب فأقروا أيدي آل أبي بكرة منها مائة وقبضوا الباقي .

جبران
   لآل كلثوم بن جبر .

نهر إبن أبي برذعة
   نسب الى أبي برذعة بن عبيد الله بن ابي بكرة .

هميان
  قطيعة هميان بن عدي السدوسي .

كثيران
   كثير بن سيار .

بلالان
   لبلال بن أبي بردة كانت القطيعة لعباد بن زياد فإشتراها .

شبلان
   لشبل بن عميرة يثربي الضبي .

نهر سلم
   نسب إلى سليم بن عبيد الله بن أبي بكرة .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 74 ـ

النهر الرباحي
   نسب إلى رباح مولى آل جدعان .

سبخة عائشة
  نسب إلى عائشة بنت عبد الله بن خلف الخزاعي .

نهر أبي شداد
   نسب إلى أبي شداد مولى زياد .

بثق سيار
   لفيل مولى زياد ولكن القيم عليه كان سيار مولى بني عقيل .

صلتان
   نسب إلى الصلت بن حريث الحنفي .

قاسمان
   قطيعة القاسم بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ورثه إياها أخوه عون .

نهر خالدان
  الأجمة لآل بن اسيد وآل أبي بكرة .

نهر ماسوران
   كان فيه رجل شرير يسعى بالناس ويبحث عليهم فنسب النهر اليه والماسور بالفارسية الجرير الشرير .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 75 ـ

جبيران ( أيضاً )
   قطيعة جبير بن أبي زيد من بني عبد الدار .

معقلان
   قطيعة معقل بن يسار من زياد وولده يقولون ( من عمر ولم يقطع عمر أحداً على النهرين ) .

جندلان
   لعبيد الله بن جندل الهلالي .

نهر التوت
   قطيعة عبد الله بن نافع بن الحارث الثقفي .

نهر سليمان بن علي
   قال القحذمي : كان نهر سليمان بن علي لحسان بن أبي حسان النبطي .

النهر الغوثي
   كان عليه صاحب مسلحة يقال له غوث فنسب إليه وقال بعضهم جعل مغيثاً للمرغاب فسمي الغوث ذات الحفافين على نهر معقل ودجلة كانت لعبد الرحمن بن أبي بكرة فإشتراها عربي التمار مولى أمة الله بنت أبي بكرة .

نهر أبي سبره الهذلي

قطيعة حربانان

   قطيعة حرب بن بن عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 76 ـ

قطيعة الحباب
  للحباب بن يزيد المجاشعي ( قد يكون نهر حبابة الحالي بين الحمزة والمغيرة ) .

مهلبان
  وقال القحذمي والمدائني : ( كانت مهلبان تعرف في الديوان بقطيعة عمر بن هبيرة لعمر بن هبيرة أقطعه إياها يزيد بن عبد الملك حين قبض مال يزيد بن المهلب وإخوته وولده وكانت للمغيرة بن المهلب وفيها نهر كان زادان فروخ حفره فعرف به وهي اليوم لآل سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب رفع إلى أبي العباس أمير المؤمنين فيها فأقطعه إياها فخاصمه آل المهلب في أمرها فقال ( كانت للمغيرة فقالوا ) نحن نجيز ذلك مات المغيرة بن المهلب قبل أبيه فورثت إبنته النصف فلك ميراثك من أمك ورجع الباقي إلى أبيه فهو بين الورثة قال وللمغيرة إبن قالوا وما لك ولإبن المغيرة ؟ أنت لا ترثه إنها هو خالك فلم يعطهم شيئاً وهي ألف وخمسمائة جريب .

كوسجان
   نسب إلى عبد الله بن عمرو الثقفي الكوسج وقال المدائني كانت كوسجان لإبي بكرة فخاصمه أخوه نافع فخرجا إليها وكل واحد منهما يدعيها وخرج إليها عبد الله بن عمرو الكوسج فقال لهما أراكما تختصمان فحكماني فحكمه فقال : قد حكمت بها لنفسي فسلماها له قال : ويقال أنه لم يكن لكوسج شرب فقال لإبي بكرة ونافع إجعلا لي شرباً بقدر وثبه فأجاباه إلى ذلك فيقال أنه وثب ثلاثين ذراعاً ( أي خمسة عشر متراً ) .

القاسمية
   كانت القاسمية مما نضب عنه الماء فإفتعل القاسم بن سليمان مولى زياد كتاباً إدعى أنه من يزيد بن معاوية بإقطاعه إياها .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 77 ـ

الخالية
   ( قد تكون الخالدية ) لخالد بن صفوان بن الأهتم كانت للقاسم بن سلمان .

المالكية
  لمالك بن المنذر بن الجارود .

الحاتمية
   لحاتم بن قبيصة بن المهلب .

الشعيبية
   وحدثني بعض أهل العلم بضياع البصرة قال ( كان أهل الشعيبية من الفرات جعلوها لعلي بن أمير المؤمنين الرشيد في خلافة الرشيد على أن يكونوا مزارعين له فيها ويخفف مقاسمتهم فتكلم فيها فجعلت عشرية من الصدقة وقاسم أهلها على مارضوا به وقام له بإمرها شعيب بن زياد الواسطي الذي لبعض ولده دار بواسط على دجلة فنسبت إليه .

السبيطية
   وحدثني عدة من البصريين منهم روح بن عبد المؤمن :
   قالوا لما إتخذ سليمان بن علي المغيثة أحب المنصور أن يستخرج ضيعه من البطيحة فأمر بإتخاذ السبيطة فكره سليمان بن علي وأهل البصرة ذلك وإجتمع أهل البصرة إلى باب عبد الله بن علي وهو يومئذ عند أخيه سليمان هارباً من المنصور فصاحوا يا أمير المؤمنين أنزل إلينا نبايعك فكفهم سليمان وفرقهم وأوفد إلى المنصور سوار بن عبد الله التميمي ثم العنزي وداود بن أبي هند مولى بني بشير وسعيد بن أبي عروبة وإسم أبي عروبة بهران فقدموا عليه ومعهم صورة البطيحة فأخبروه

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 78 ـ

إنه يتخوفون أن يملح مائهم فقال : ما أراه كما ظننتم وأمر بالإمساك ثم إنه قدم البصرة فأمر بإستخراج السبيطية فأستخرجت له فكانت منها أجمة لرجل من الدهاقين يقال له سبيط فحبس عنه الوكيل الذي قلد القيام بإمر الضيعة وإستخراجها بعض ثمنها وضربه فلم يزل على باب المنصور يطالب بما بقي له من ثمن أجمته ويختلف في ذلك إلى ديوانه حتى مات فنسب الضيعة إليه بسبب أجمته فقيل السبيطية .

قنطرة قرة
   وقالوا قنطرة قرة بالبصرة نسبت إلى قرة بن حيان الباهلي وكان عندها نهر قديم ثم إشترته أم عبد الله بن عامر فتصدقت به مغيضاً لإهل البصرة وأتباع عبد الله بن عامر السوق فتصدق به قالوا ومر عبيد الله بن زياد يوم نعي يزيد بن معاوية على نهر أم عبد الله فإذا هو بنخل فأمر به فعقر .

الحؤب
  وقال إبن الكلبي نسب الماء الذي يعرف بالحؤب إلى الحؤب بن بنت كلب بن وبرة وكانت عند مر بن ادبن طابخة ، ونسب حمي ضرية إلى ضرية بنت ربيعة بن نزار وهي أم حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة قالوا نسب حلوان إلى حلوان هذا ) .
   ويشير الطبري إلى أنهار عديدة أخرى وخاصة في منطقة أبي الخصيب منها : جوي كور ( قد يكون نهر بكيع الحالي نظراً لقربه لقرية جيكور وسعته بالنسبة للأنهر الأخرى مع العلم إن أهالي المنطقة يسمون نهر بكيع بإسم نهر جوي كور ) السعيدي ـ منكي ـ الغربي ـ هالة ـ ابو شاكر ـ السفياني ـ القريري ـ إبن سمعان ـ سندادان ـ هطمه ـ الديناري ـ ولكي نتمكن من رسم صورة واضحة عن منطقة شط العرب خلال العصر العباسي فلا بد لنا أن نطلع على ما كتبه الجغرافيون والمؤرخون على عبادان وعن الخليج العربي ـ فنورد فيما يلي ما كتبه ياقوت الحموي في معجم البلدان ـ مجلد 3 صفحة 597 عن عبادان :

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 79 ـ

عبادان
   بتشديد ثانيه وفتح أوله قال بطليموس عبادان في الأقليم الثالث طولها خمس وسبعون درجة وربع عرضها إحدى وثلاثون درجة قال البلاذري كانت عبادان قطيعة لحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان قطيعة من عبد الملك بن مروان وبعضها فيما يقال من زياد وكان حمران سبي عين التمر يدعى أنه من النمر بن قاسط فقال الحجاج يوماً وعنده عباد بن حصين الحبطي ما يقول حمران لئن إنتمى إلى العرب ولم يقل أنه مولى لعثمان لإضربن عنقه فخرج عباد من عند الحجاج مبادراً فأخبر حمران بقوله فوهب له غربي النهر وحبس الشرقي فنسب إلى عباد بن الحصين قال وكان الربيع بن صبح الفقيه مولى بني سعد جمع مالاً من أهل البصرة فحصن به عبادان ورابط فيها والربيع يروي عن الحسن البصري وكان خرج غازياً الى الهند في البحر فمات فدفن في جزيرة من الجزاير سنة ( 160 هـ ) والعباد الرجل الكثير العبادة وأما إلحاق الألف والنون فهو لغة مستعملة في البصرة ونواحيها أنهم إذا سموا موضعاً أو نسبوه إلى رجل أو وصفه يزيدون في آخره ألفاً ونون كقولهم في قرية منسوبة إلى زياد بن ابيه زيادان وأخرى إلى عبد الله عبد الليان وأخرى إلى بلال بن أبي بردة بلالان وهذا الموضع فيه قوم مقيمون للعبادة والإنقطاع وكانوا قديماً في وجه ثغر يسمى الموضع بذلك والله أعلم وهو تحت البصرة قرب البحر الملح فإن دجلة إذا قاربت البحر إنفرقت فرقتين عند قرية تسمى المحرزي ( في الوقت الحاضر يسمى أهل المحمرة المنطقة التي تقع بين الجسر الذي أقيم أخيراً على قناة الحفار ( كارون ) وبين بدء إتصال بهمنشير بكارون في شمال جزيرة عبادان بإسم المحرزي وعليه فقد يكون هذا الموقع هو نفس الموقع المسمى بهذا الإسم قديماً ) ففرقه يركب فيها إلى ناحية البحرين نحو بر العرب وهي اليمنى أما اليسرى يركب فيها إلى سيراف وجنابه فارس فهي مثلثة الشكل وعبادان في هذه الجزيرة التي بين النهرين فيها مشاهد ورباطات وهي موضع رديء سبخ لا خير

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 80 ـ

فيه وماءه ملح فيه قوم منقطعون عليهم وقف في تلك الجزيرة يعطون بعضه واكثر موادهم من النذور وفيه مشهد لعلي بن بن ابي طالب ( ع ) وغير ذلك واكثر اكلهم السمك الذي يصطادونه من البحر ويقصدهم المجاورون في المواسم للزيارة ويروي في فضائلها احاديث غير ثابتة وينسب اليها نفر من رواة الحديث والعجم يسمونها ( ميان روذان ) لما ذكرنا انها بين نهرين ومعنى ميان وسط وروذان الانهر ( لا يوجد في اللغة الفارسية حرف (ذ) بالرغم من تكرار استعمال هذا الحرف من قبل البلدانيين العرب والصحيح هو رودان وهو جمع روداي كما قال ياقوت الانهر وهي ميان رودان ) وقد نسبوا الى عبادان جماعة من الزهاد والمحدثين منهم ابو بكر احمد بن سليمان بن ايوب ابن اسحاق بن عبدة بن الربيع العباداني سكن بغداد وروي عن علي بن حرب الطائي واحمد بن منصور الزيادي وهلال بن علاء الرقي . . . الخ ) .
  كذلك يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان ـ مجلد (4) ( صفحة 708 ) .

ميان روذان
  بالفتح وبعد الالف نون وضم الراء وسكون الواو وذال معجمة وآخره نون وهو فارسي معناه وسط الانهار وهي جزيرة تحت البصرة فيها عبادان يحيط بها دجلة من جانبها وتصب في البحر الاعظم في موضعين احدهما يركب فيه الراكب القاصد الى البحرين وبر العرب والآخر يركب فيه القاصد الى كيس ( جزيرة قيس ) وبر فارس فهذه الجزيرة مثلثة الشكل من جانبها دجلة ( النهر الغربي وهو دجلة العوراء أي شط العرب والنهر الشرقي هو ما يسمى بهمنشير ) والجانب الثالث البحر الاعظم ( الخليج العربي ) وفيها نخل وعمارة وقرى من جملتها المحرزي ( قرب المحمرة الحالية ) التي هي مرفأ سفن البحر اليوم . . .
  ويقول ياقوت ايضاً في معجم البلدان المجلد (1) ـ صفحة (770) ما يلي :

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 81 ـ

بهمن اردشير
  كورة واسعة بين واسط والبصرة منها ميسان والمذار وتسمى فرات البصرة والبصرة تعد منها قال الاصبهاني بهمشير تعريب بهمن اردشير وهي مدينة مبنية على عبر دجلة العوراء في شرقيها تجاه الابلة خرجت ودرس اثرها وبقي اسمها ( كلمة بهمن هي احدى الاشهر لدى الفرس وهو الشهر الحادي عشر وبهمن ايضاً اسم اح الملوك وكذلك اسم اردشير ـ أما شير فلها ثلاث معان باللغة الفارسية وهي الحليب والاسد وحنفية الماء والراجح ان يكون بهمن اردشير منسوباً الى شخص وثم تغير فاصبح بهمنشير ) .
  أما ابن حوقل فقد كتب في صورة الارض ( الصفحة 53 ) ما يلي عن عبادان :

واما عبادان :
  فحصن صغير عامر على شط البصرة ومجمع ماء دجلة وهو رباط كان فيه المحاربون للصفرية والقطرية وغيرهم من متلصصة البحر وبها على دوام الايام مرابطون قال كاتب هذه الاحرف : اجتزت عبادان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وهي جزيرة في وسط دجلة وماء الفرات عند مصبها في البحر واختلاط ماء البحر بهما وفيها رباط يسكنه جماعة الصوفية والزهاد وليس بينهم المرأة البته وفي هذه الجزيرة مسجد من جانب الشرق وفيه ودائع وامانات غير مسلمة الى احد من الناس وقد قرر الجماعه بتلك البقعة ان كل من أخذ من عبادان شيئاً في سبيل الجناية والسرقة فأن السفينة تغرق لا محالة بزعهم حتى انهم قد رسخوا في قلوب الناس انه تراب عبادان ان حملة احد غير امر من اولئك الجماعة فأن تلك السفينة التي فيها من ذلك التراب تغرق وليس كما زعموا . . .)
  هذا ويوجد حالياً وعلى مسافة حوالي ( 13 ) كيلو متراً جنوب شرقي عبادان مقام باسم الخضر وقد يكون هو الرباط الذي اشار إليه ابن بطوطة وابن حوقل حيث كان يسكنها جماعة الصوفية والزهاد ولما كان هذا الرباط على ساحل

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 82 ـ

البحر يكون قد حددنا بصورة تقريبية موقع مصب نهر دجلة العوراء أو شط العرب في الخليج في ذلك الوقت .
   يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان ـ المجلد (1) ـ صفحة ( 503 ) حول الخليج العربي مايلي :

بحر فارس (1)
   هو شعبة من بحر الهند الاعظم وإسمه بالفارسية كما ذكره حمزة زراه كامسير ( كلمة زاره كامسير مكونة من عدة كلمات فارسية فأولها ( ز ) مختصر ( أز ) ومعناه ( من ) وثم كلمة ( راه ) ومعناه (طريق ) وكلمة كامسير الذي يغلب على كونها إسم علم لمنطقة من كونها مركبة من كلمتين ( كم ) ومعناها ( قليل ) و ( سير ) ومعناها ( شبعان ) بدلاً من ( كام ) أي ممتليء إذ وضعها على شكل ( كم ) تفي بالمعنى أي ان الفرس كانوا يسمون الخليج العربي ( من طريق قليل الشبع ) وحده من التيز من نواحي مكران على سواحل بحر فارس إلى عبادان وهو فوه دجلة التي تصب فيه وأول سواحله من جهة البصرة وعبادان إنك تنحدر في دجلة من البصرة إلى بليدة تسمى المحرزة في طرف جزيرة عبادان تتفرق دجلة عنده فرقتين إحداهما تأخذ ذات اليمين ( دجلة العوراء ـ شط العرب ) فتصب في هذا البحر عند سواحل أرض البحرين وفيه تسافر المراكب إلى البحرين وبر العرب وتمتد سواحله نحو الجنوب إلى قطر وعمان والشحر ومرباط إلى حضرموت وعدن وتأخذ الفرقة الأخرى ذات الشمال ( نهر بهمنشير ) وتصب في البحر من الجهة بر فارس وتصير عبادان لإنصبابه هاتين الشعبتين في البحر جزيرة بينهما وعلى سواحل بحر فارس من جهة عبادان من مشهورات المدن مهر وبان وقال حمزة وها هنا يسمى هذا البحر بالفارسية زراه إفرنك ( ومعناه من طريق الأفرنج ) قال وهو خليج منخلج من بحر فارس متوجهاً من جهة الجنوب صعداً إلى جهة الشمال ( خور موسى الحالي ) حتى يجاوز جانب الأبلة فيمتزج بماء البطيحة . . .

 ************************************************
(1) نشر المرحوم الدكتور مصطفى جواد مقال قيم بعنوان ( بل هو الخليج العربي ـ شاء الجهلاء أم أبو ) وذلك في مجلة الاقلام ـ العدد (11) تشرين الثاني 1970 ـ الصفحة (78) أورده نصاً لتوضيحه الكثير بشأن تسمية ( الخليج العربي ) وهو الرأي الحق ) . »»» يتبع

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 83 ـ

  أما إبن حوقل في كتاب صورة الارض فيقول في الصفحة ( 52 ) :
  ( فإذا جزت عمان إلى أن تخرج من حدود الإسلام وتتجاوز قرب سرنديب فيسمى ( بحر فارس ) (1) وهو عريض البطن جداًَ وفي عدوته بلدان الزنج وفي هذا البحر هوارات كثيرة ومعاطف صعبة وأجوان مختلفة وأشدها ما بين جنابة والبصرة فإنه مكان يسمى هور جنابة وهو مكان مخوف لا يكاد تسلم منه سفينة في هيجان البحر وفيه مكان يعرف بالخشبات من عبادان على نحو ستة أميال على جري ماء دجلة إلى البحر وربما يرق الماء حتى يخاف على السفن الكبار تسلكه خشية أن تجلس على الأرض إلا في وقت المد ( أي أن مصب دجلة العوراء أو شط العرب كان يبعد حوالي إثني عشر كيلو متراً من عبادان وهناك كان عمق الماء قليلاً نتيجة لإلتقاء الماء العذب المحمل بالغرين بماء البحر فيترسب الطمى إلى القعر وبشكل ما يسمى بالسد في الوقت الحاضر وهذه المسافة تنطبق مع ما بيناه عن وجود مقام الخضر جنوبي شرقي عبادان بحوالي ثلاثة عشر كيلو متراً وكانت على ساحل البحر آنذاك ) وبهذا الموضع أربع خشبات منصوبة قد بنى عليها مرقب يسكنه ناطور يوقد بالليل ليهتدي به ويعلم به المدخل إلى الدجلة ، وإذا ضلت السفينة فيه خفيف إنكسارها لرقة الماء ( قلة العمق المتوفر للملاحة ) ، وتجاه جنابة مكان يعرف بخارك وبه موضع اللؤلؤ يخرج منه الشيء اليسير إلا أن النادر إذا وقع من هذا المكان فاق في القيمة غيره ويقال أن الدرة اليتيمة وقعت من هذا المعدن . . )

 ************************************************
(1) تقضي أمانة نقل النصوص كتابة ما ورد في كتب الأولين كما هي وتعتقد بإن ما كتبناه نصاً عن المرحوم الدكتور مصطفى جواد عن الخليج العربي كاف لتوضيح مانراه بهذا الشأن .

 ************************************************
»»» تتمه
( أكتب هذا المقال للحقيقة والتاريخ مفنداً فيه إدعاء الجهلاء المسمين أنفسهم بالمؤرخين فقد أذاع النبطي المتعثر اللسان من إذاعة الأحواز وهمذان رداً بارداً على من سمي الخليج الواقع بين جزيرة العرب وصقع بلاد العجم المسمى فارس الخليج العربي وذكر في رده الذي يدل على الجهل المركب في كتابه عدة مصادر ومراجع يونانية ولاتينية وعربية تسمية الخليج الفارسي وظن أنه قد أحسن الإستدلال وأفحم المعترض وغلب الخصم وفاز في الجدل وفي الحق أنه لم يأت إلا بجهل فاضح ولم يدل إلا بحجة واهنة واهية ولم يذكر إلا مرجعاً واحداً أجنبياً وإن عد هذا المرجع الواحد عشرة مراجع لجهله الإستدلال بالطريقة العلمية ونحن لغيرتنا على العلم وحرصنا على شرف التاريخ أن يدنسه لسان هذا النبطي أو ينتهكه من كتب له هذا الرد من مزوري التاريخ والجغرافية ممن وضعوا وعرضوا أنفسهم وأقلامهم للإستئجار أو من الشعوبية المجوس الذين إبتلاهم الله تعالى ببغض العرب وكراهية كل ماهو عربي أو من اليهود المستوطنين ببلاد العجم المتظاهرين بالإسلام الذين نالوا فيها أعلى درجات الحكام وتلقبوا بالتاريخ والجغرافية كما شاءت لهم الأهواء المجوسية والعقائد الصهيونية الهدامة المخربة المدمرة لكل ماهو عربي وكل ماهو إسلامي صحيح الإسلامية لا على المجوسية المبرقعة بالاسلام . »»» يتبع

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 84 ـ

  ويقول ناصر خسرو في كتابه ( سفرنامه ) المترجم للغة العربية ( الدكتور يحيى الخشاب : صفحة 99 و 100 مايلي :
  ( تقع عبادان على شاطيء البحر وهي كالجزيرة إذ أن الشط ينقسم هناك إلى قسمين مما يجعل بلوغها متعذراً من اي ناحية بغير عبور الماء ويقع المحيط جنوب عبادان ولذا فإن الماء يبلغ سورها وقت المد كما أنه يبتعد عنها أقل من فرسخين أثناء الجزر ويشتري بعض المسافرين الحصير من عبادان ويشتري البعض الآخر المأكولات منها وفي صباح اليوم التالي أجريت السفينة في البحر وسارت بنا شمالاً وكان الماء حلواً مستساغاً للغاية عشرة فراسخ ذلك لإن ماء الشط يسير كاللسان في وسط البحر ولما إرتفعت الشمس ظهر في البحر شيء يشبه العصفور الدري وكان يكبر كلما إقتربنا منه فلما واجهناه من اليسار على مسافة فرسخ خالفت الرياح فرموا المرساة ولفوا الشراع فسألت ما هذا ؟ قالوا إنه الخشاب .

 ************************************************
»»» تتمه
وقد زلق لسان هذا الراد الجاهل فنطق بالحق وهو لا يدري في موضع واحد من مواضع رده وذلك في قوله أن الآشوريين سموا هذا الخليج بإسم ( النهر المر ) أي ( نارمراتو ) ولم يفطن إلى أن الآشوريين هم ساميون وأبناءهم هم العرب ومن أدلة ذلك لغتهم السامية وهذا الإسم من أوضح البراهين فكلمة ( نا ) هي ( مر العربية ) فلو كانت التسمية التي إدعاها هذا الجاهل المزور المبطل صحيحة لوردت في تاريخ الآشوريين وأخبارهم ولم ترد بصفة ( نارمراتو ) أي ( النهر المر ) لإنهم كانوا يطلقون كلمة ( النهر ) على النهر والبحر كما يطلق المصريون في العصور الاخيرة كلمة ( البحر ) على نهر النيل .
وأول من سمي هذا الخليج العربي بإسم الخليج الفارسيى هم اليونان ( الإغريق ) وأول من سجله مؤرخوهم وجغرافيوهم كما جاء في جغرافية بطليموس وقلدهم الرومان ذلك لإن اليونانيين لم يرو هذا البحر بل هذا الخليج إلا من جهة الصقع المسمى ( فارس ) من بلاد إيران وهو الصقع الذي في مدينة سيراز ونواحيها فقط ولو كانوا عبروا الجانب الغربي من الخليج وإحتلوا البر وأقاموا فيه وإتخذوه سبيلاً في الشؤون البحرية لسموه ( الخليج العربي ) أو ( البحر العربي ) من غير ادنى شك ولا شبهة فالتسمية إذن تسمية بما هو معتاد مرئي وموضح لا على الحقيقة والتدقيق والضبط ولو كانت حقيقة لكان كانت حقيقة لكان في بلد العجم إقليم او قطر مسمى ( بلاد الخليج الفارسي ) كما كان في بلاد العرب ( بلاد البحرين ) أي بلاد البحريين العربيين ، البحر الغربي والبحر الشرقي وهو المسمى عند اليونانيين ومن قلدهم ( الخليج الفارسي ) ومعنى ذلك أن يؤخذ إسم البلاد من البحر كبلاد البحريين العربين المذكويين آنفاً إلا ان يأخذ البحر أو الخليج اسمه من البلاد المطلة عليه لإن الذي سماه بذلك نظر إليه من الجهة التي كان مقيماً فيها والقطر الذي إستقر فيه فتحاً وإحتلالاً وإستعماراً لتسمية اليونانيين هذا الخليج بالخليج الفارسي فالبحر الشرقي أي الخليج الفارسي بإصطلاح اليونانيين الغزاة ( الذين أذلوا الإيرانيين وإستعبدوهم وسخروهم وظل الإيرانيون يعيدون تسميتهم الآن ) وهو احد البحرين اللذي سميت بهما بلاد البحرين العربيين ولو كان هذا المعترض الغبي البليد شيء من الفطنة والعلم لسأل نفسه ، لماذا سميت بلاد البحرين »»» يتبع

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 85 ـ

   وصف الخشاب ( المنار ) يتكون من أربعة أعمدة كبيرة من خسب الساج على هيئة المنجانيق وهو مربع قاعدته متسعة وقمته ضيقة ويرتفع عن سطح البحر أربعين ذراعاً ( حوالي 20 متراً ) وعلى قمته حجارة وقرميد مقامه على عمد من خشب كأنها سقف ومن فوقها أربعة عقود يقف بها الحراس ويقول البعض أن الذي بنى الخشاب هذا تاجر كبير ويقول آخرون بل بناه أحد الملوك وكان الغرض منه شيئين :
  أحدهما أنه بنى في جهة ضحلة يضيق البحر عندها فإذا بلغتها سفينة كبيرة إرتطمت بالأرض ففي الليل يشعلون سراجاً في زجاجة بحيث لا تطفأه الرياح وذلك حتى يراه الملاحون من بعيد فيحتاطون وينجون والثاني ليعرف الملاحون الإتجاه وليروا القرصان إن وجدوا فيتقونهم بتحويل إتجاه السفيتة ولما إجتزنا الخشاب بحيث اصبح لايرى رأينا آخر مثله ولكن ليس على سطحه قبة لإنهم لم يستطيعوا إكماله ) .
   وكان المرحوم الدكتور مصطفى جواد قد أورد التعليق التالي على الجزء الذي أورده لسترنج في كتابه بلدان الخلافة الشرقية ( الطبعة المترجمة ـ صفحة 70 ) :
  وقد ورد التعليق التالي من قبل الدكتور مصطفى جواد على الجزء الذي اورده لسترنج في كتابه بلدان الخلافة الشرقية ( الطبعة المترجمة ـ صفحة 70 ) .
   ( إن الخشاب تحريف الخشبات فقد ذكرها المسعودي في المروج ( 1 ـ 87 ) من الطبعة المصرية الجديدة بصورة الخشبات وقال : وخبر الموضع المعروف الحدارة وهي دخله من البحر إلى البر من نحو بلاد الابلة ولهذه إتخذت الاخشاب في فم البحر مما يلي الأبلة وعبادان عليها أناس يوقدون النار بالليل على ( خشبات ) ثلاث

 ************************************************
»»» تتمه
( البحرين ) وما هذا البحران ؟ وأين يقعان ؟ ولكنه تمكسك بالتسمية اليونانية الاجنبية الإعتباطية ( كالغريق ) الذي يتعلق بعشب الساحل أو الشاطيء يحسبه قوياً ذا قدرة على إنقاذ وهيهات .
  وقد ترجم السريانيون جغرافية بطليموس اليوناني إلى اللغة العربية فأصبحت مرجعاً جغرافياً في العالمين العربي والإسلامي وبقيت التسمية اليونانية في الترجمة العربية كما كانت في اللغة اليونانية أي ( الخليج الفارسي ) لإن السريانيين المترجمين المشار إليهم آنفاً منعتهم الأمانة العلمية أن يغيروا شيئاً من النص وصارت هذه الترجمة مثل عدة كتب من كتب اليونان العلمية مرجعاً مهماً للذين عنو بالجغرافية من الفرس كسهراب وإبن خرداذبه الفارسي الذي رماه أبو الفرج الأموي الأصفهاني بالكذب والتزوير وإبن الفقيه الهمذاني الفارسي فنقلوا ما وجدوا في جغرافية »»» تتبع

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 86 ـ

كالكرسي في جوف الليل خوفاً على المراكب الواردة من عمان وسيراف وغيرهما أن تقع في تلك الحدارة فلا يكون لها خلاص وقال إبن سعد المغربي في جغرافيته دار الكتب الوطنية بباريس 2234 ورقة 75 ) في وصفها :
   ( الخشبات وهي علامات في البحر للمراكب وفي شرقي الخشبات دجلة والأحواز ، وقال إبن الوردي في خريدة العجائب ، ومن عبادان إلى الخشبات ـ وهي خشبات منصوبة في قعر البحر بإحكام وهندسة وعليها ألواح مهندسة يجلس عليها أحراس البحر ، وجاء في حوادث سنة 644 من كتاب الحوادث الجامعة ص 12 ـ 0 وفي هذه السنة وصلت طيور الحمام من عبادان وخشبات ، وهذه نصوص لا تدع شكاً في حدوث التصحيف فيما نقل منه المحقق لسترنج ) .
   وإكمل لما بدأنا به من الاشارة إلى أهم ما اورده الكتاب حول جغرافية هذه المنطقة خلال العصر العباسي ادرج فيما يلي نص ما ورد في كتاب لسترنج ـ بلدان الخلافة الشرقية ـ الصفحة 69 : ( وكانت اهم الأنهار في شرقي فيض دجلة ( يستعمل لسترنج فيض دجلة عن دجلة العوراء أي شط العرب ) على ما ذكر ابن سرابيون نهر الريان وعليه أو على مقربة منه مدينتا المفتح والدسكرة ولا يعلم موضعهما الصحيح وإن كانت الإولى ذات شأن بحيث غلب إسمها على الفيض فسمي دجلة المفتح وأسفل هذا النهر نهر بيان على خمسة فراسخ من الأبلة بأزائها على الفيض ، وفي موضعها اليوم ميناء المحمرة على نهر الحفار وهذا النهر يصل اعالي فيض دجيل ( كارون ـ أو كان ما يسمى أيضاً دجلة الأحواز ) .

 ************************************************
»»» تتمه
بطليموس المترجمة ومنه هذه التسمية اليونانية أو نقل بعضهم عن بعض كما هو معتاد ومتعارف وكانوا بالبداهة يطربون عندما تمر أعينهم بكلمة ( الفارسي ) أو تسمعه آذانهم ولا يلامون فمن الشهامة والكرامة أن يصر الإنسان بإشتهار إسم أمته ونسبة الأشياء المهمة إليها ثم جاء أبو الحسن المسعودي وهو مؤرخ عربي ولكنه ناقل من كتب من سبقه فنقل التسمية كما رآها مدونة وأثبتها في كتبه ولم يخطر بباله أن الزمان سيأتي بشعوبيين آخرين أعمالهم التعصب الأعمى والجهل المركب فيتخذون هذه التسمية اليونانية الباطلة حجة لهم على دعواهم الزائفة أن ( الخليج العربي ) هو خليج ( فارسي ) وأن قوله الواحد في المروج وفي التنبيه والإشراف سيعد عند الأغبياء البلداء الجاهلين بالأساليب العلمية في الإستدلال ( مرجعين جغرافيين ) كمن يعد شهادة الشاهد مرة بالليل ومرة بالنهار شهادة رجلين إثنين وكمن يمد نسخ خبر واحد لوكالة أخبار واحدة أخبار عدة وكالات وهذا مبعثه الجهل المركب أو التزوير المحكم المرتب فلو نقل عشرون مؤرخاً خبراً واحداً من مرجع لكانت جميع اخبارهم مرجعاً واحداً عند العالمين بالتحقيق فجميع المراجع التي سردها هذا المعترض الاحمق الغبي تعد مرجعاً واحداًَ مهما بلغت من الكثرة للتعليل الذي قدمناه أو مرجعها الأصلي هو الترجمة لجغرافية بطليموس التي إحتوت على على هذه التسمية الباطلة أعني ( الخليج الفارسي ) . »»» يتبع

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 87 ـ

   قال المقدسي وقد كتب بعد إبن سرابيون بثلاثة ارباع القرن ان هذا النهر وطوله اربعة فراسخ قد شقه عضد الدولة البويهي وقبل ذلك بقرن ذكره قدامه بإسم ( النهر الجديد ) وكانت تسير فيه السفن الآتية من البصرة إلى الأحواز وكانت السفن قبل أن يشق النهر العضدي ( على ما سماه المقدسي ) تذهب في النهر إلى البحر ثl تعود فتدخل البحر إلى فيض دجلة مارة ببيان الأبلة .
   والجزيرة الكبرى التي بين الفيضين ( أي فيض دجلة ودجيل ) سماها ياقوت ميان رودان ( وهو فارسي معناه وسط الانهار ) وقد وصفها المقدسي بإنها سبخة في زاوية منها ساحل البحر مدينة عبادان وفي زاوية عند فيض سليمانان ، وما زالت عبادان قائمة ولكنها الآن على فيض دجيل تبعد عن ساحل الخليج العربي الحالي اكثر من عشرين ميلاً إذ أن البحر قد إنحسر إلى هذا المدى بفعل دلتا النهر العظيم ومع ذلك فإن المقدسي في المئة الرابعة وصف عبادان بإن ليس ورائها بلد ولا قرية غير البحر ) .
   ثم يستمر لسترنج بقوله :
  ( . . . وكانت ميناء سليمانان على بضعة فراسخ شرق عبادان وهي تعد في الغالب من اعمال خوزستان وما نعرفه عنها أن مؤسسها رجل يقال له سليمان بن جابر الملقب بالزاهد ) .

 ************************************************
»»» تتمه
وفذلكة القول أن هذا الخليج كان يسمى عند الآشوريين بإسم ( نارمراتو ) أي ( النهر المر ) وإن التسمية التي إدعاها هذا الجاهل لا أصل لها في التاريخ القديم وإن اول من إستعملها هم اليونانيون بعد إحتلالهم بلاد العجم لنظرهم إلى هذا الخليج من جهة إقليم ( فارس ) الذي قصبته في القرون الوسطى حتى هذه الأيام مدينة شيراز وإنهم وضعوا له هذا الإسم على حسب نظرهم من تلك البلاد إليه لا على حسب الحقيقة وإنه ( الخليج العربي ) بدلالة وجود بلاد البحرين العربيين البحر الشرقي وهو الذي سماه اليونانيون الخليج الفارسي والبحر الغربي الذي فيه جزر البحرين وإن جميع المراجع الجغرافية التي ذكرها الجغرافيون الفرس هي مرجع واحد لرجوعها إلى الترجمة العربية لجغرافية بطليموس اليونانية فهذا الخليج عربي شاء الجهلاء او ابو فقد إعتاد هؤلاء المتمسون المزورون التنمس والتزوير في كل شؤون حياتهم حتى ثقافتهم الكاذبة وعلمهم الباطل وبحثهم العاطل أنظر إلى حماقتهم ورقعاتهم وجهالتهم ونذالتهم حين يتلفظون بإسم ( عبادان ) العربي الصريح فيلوون ألسنتهم على الطريقة المجوسية فيقولون ( آبادان ) بإبدال العين العربية همزة لكي يجدوا سبيلاً إلى إختلافهم وتزويرهم فيعدوها فارسية ويؤلوها على حساب لغتهم ونخشى ان يمتد تزويرهم إلى ( مهيجران ) ( وعباسان ) وكل ماهو عربي مختوم بالألف والنون كعبادان ليجعلوه فارسياً ولعن الله المزورين والمفترين على الحقيقة واليقين .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 88 ـ

   ويعلق المترجمان السادة بشير فرنسيس وكوركيس عواد على ما أورده لسترنج فيقولان : ( وقد إبتعد الساحل من فم فيض دجلة بمعدل نحو 72 قدماً في السنة ( حوالي 22 متراً ) أو نحو ميل ونصف الميل في القرن وهذا السبب في إبتعاد عبادان عن النهر ، قلنا هناك نظرية جديدة في هذا الموضوع قامت على نتائج التحربات الجيولوجية التي أجرتها شركات النفط في جنوبي العراق وإيران ويحسن بالقاريء مراجعة ما كتبه جي أم سي وان آل فالكون في المجلة الجغرافية المجلد 118 الجزء الاول آذار 1952 ـ صفحة 24 بعنوان التاريخ الجغرافي لسهول ما بين النهرين ) .
  ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان عن الدجيل ( نهر الكارون ) مايلي :
   ( ودجيل الآخر نهر بالأحواز حفره أردشير بن بابك أحد ملوك الفرس وقال حمزة كان إسمه في أيام الفرس ديلدا كودك ومعناه دجلة الصغيرة فعرب على دجيل ومخرجه من أرض أصبهان ومصبه في بحر فارس قرب عبادان وكانت عند دجيل هذا وقائع للخوارج وفيه غرق شبيب الخارجي ) .
   أما إبن رسته في كتاب الاعلاق النفيسة فيقول التالي عن الدجيل والانهر التي تتصل به :
   ( ومخرج دجيل نهر الأحواز من ارض أصبهان وجبالها فينصب في بحر البصرة وفارس بجنب ( يظهر ان جنب كان موقعاً قرب عبادان ) ومخرج نهر جندي سابور ( نهر أبي دز الحالي ) الذي عليه قنطرة الرود من جبال أصبهان أيضاً ومصبه في دجيل الاحواز ومخرج نهر السوس ( نهر الكرخة الحالي ) من الدينور ومصبه في دجيل والمسرقان ( نهر أبي كركر الحالي ) وهو نهر يحمل من دجيل فوق شادروان تستر وينصب في بحر فارس ) .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 89 ـ


تحقيق موقع مدينة الأبلة ونهر الابلة

  إختلف الجغرافيون والكتاب في تعيين موقع مدينة الابلة وبالتالي موقع نهر الابلة وهناك آراء وأفكار مختلفة حول الموضوع وتتلخص هذه الآراء حسب المعلومات التي لدي على الشكل التالي :
 أ ـ إن موقع مدينة الأبلة هي قرب قرية كوت الزين الواقعة على شط العرب جنوبي أبي الخصيب فتكون مقابل مدينة المحمرة تماماً يفصلها جزيرة أم الرصاص ( أو ما تسمى أم الخصاصيف في نهايتها الشمالية الغربية ) وقد أورد هذا الرأي والادلة والشواهد على ذلك المرحوم الشيخ عبد القادر باش أعيان في كتابه ( البصرة في ادوارها التاريخية الصفحة (8) 1961 ) .
 ب ـ إن موقع نهر الابلة نهر الخورة الحالي وبالتالي فإن موقع مدينة الابلة تكون محلة المناوي في العشار وقد اورد هذا الرأي المرحوم الشيخ محمد أمين عالي باش أعيان العباسي وأيده السيد إباهيم فصيح في مجلة لغة العرب ( ج 3 ص 63 ) كما رجح هذا الرأي المرحوم الدكتور مصطفى جواد ( مجلة سومر ـ ج 9 صفحة 166 ـ 1953 ) وأشار أيضاً المرحوم الدكتور مصطفى جواد إلى أن البعض أشار إلى أن نهر الأبلة وهو نهر الجبيلة غير أنه لم يحبذا هذا الرأي وفضل كون نهر الأبلة يقع جنوب نهر العشار الحالي وأنه على الأرجح نهر الخورة .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 90 ـ

 ج ـ إن موقع نهر الابلة هو نهر العشار الحالي وإن مدينة العشار التي تقع شمال النهر في مدينة الابلة القديمة وقد ذهب إلى هذا الرأي السادة بشير فرنسيس وكوركيس عواد في مقالتهما ( نبذة تاريخية في أصول أسماء الأمكنة العراقية ـ صفحة ـ 249 ـ الجزء الأول ـ المجلد الثامن ـ 1952 ـ مجلة سومر ) ويشارك هذا الرأي الدكتور صالح احمد العلي ( خطط البصرة مجلة سومر ـ الجزء الأول ـ المجلد الثامن صفحة 82 ) وآخرون غيرهم .
   يظهر لنا مما جاء أعلاه أن آراء المؤرخين والكتاب قد إختلفت إختلافاً بيناً في تعيين موقع نهر الابلة القديمة ، وإن هذا الإختلاف إنحصر في ثلاثة إحتمالات رئيسية الأولى موقع كوت الزين والثاني موقع نهر الخورة والثالث موقع نهر العشار ولا شك أنه بدراسة جغرافية المنطقة ومقارتنة مع ما أورده الكتاب والمؤرخون ومقارنة كل هذا مع الادلة والشواهد لكل رأي فلا بد أن نتمكن من تقريب وجهات النظر حول الموضوع غير انه لا شك في ان القرار الاخير سيكون مبنياً على نتيجة أية تنقيبات تجري في المنطقة فإلى ذلك أرجو أن تقوم جامعة البصرة ومديرية الآثار العامة بمثل هذه التنقيبات والدراسات لما فيه من خدمة لتاريخ هذه المنطقة بصورة خاصة وللتاريخ العربي بصورة عامة .
  ولما كان من المفيد دراسة الأدلة والشواهد المقدمة من قبل المؤرخين والكتاب بصورة مستفيضة ولكل حالة على حدة فأقدم فيما يلي دراساتي حول الموضوع :

أ ـ موقع كوت الزين
  إستند المرحوم الشيخ عبد القادر باش أعيان العباسي في قراره بوقوع مدينة الأبلة قرب قرية كوت الزين الحالية إلى التالي :
 أولاً ـ أن الابلة تقع تجاه مدينة بهمن أردشير الواقعة شرقي دجلة العوراء وذلك بناء على ما جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي ( ج 1 ص 89 ) و ( ج 2

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 91 ـ

ص 315 و 316 ) وقد سبق أن إوردنا هذين النصين فيما قاله ياقوت عن ( الأبلة ) وعن ( بهمن أردشير ) .
 ثانياً ـ إن منتهى الخليج العربي هو الموضع المعروف بالحدارة وهي دخلة من البحر إلى البر تقرب من نحو بلاد الأبلة ( يظهر أن كلمة تقرب قد سقطت في النص الذي أورده لسترنج ) ولهذه الحدارة إتخذت الأخشاب في فم البحر مما يلي الأبلة وعبادان ، وإن الحدارة من عبادان على نحو ستة أميال على جري ماء دجلة إلى البحر وقد أوردنا هذين النصين فيما قاله لسترنج عن الخشاب والخشبات وفيما قاله إبن حوقل عن عبادان .
  ثالثا ـ إن الوقائع الحربية بين الزنج والجيوش العباسية بقيادة الموفق بالله العباسي كانت تحدث في الانهر الجنوبية المحاذية لمدينة الأبلة ومن جملتها نهر دبا ونهر قندل على ما جاء في شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد وفي الطبري ولما كان هذان النهران موجودين لليوم قرب قرية كوت الزين جنوب أبي الخصيب فعليه أن مدينة الابلة هي في قرية كوت الزين .
   فأشار إلى قول ياقوت بإنه كانت هناك مدينة مبنية على عبر دجلة العوراء في شرقيها إتجاه الأبلة خربت ودرس أثرها وبقي إسمها يظهر لنا أنه كانت هناك مدينة واقعة على الضفة الشرقية لشط العرب مقابل الأبلة خربت وإندرس أثرها فلو إفترضنا أن موقع الابلة هي قرية كوت الزين الحالية ففي هذه الحالة نجد أنه عبر دجلة العوراء في ذلك الحين كانت تقع مدينة بيان ( وهي مدينة المحمرة الحالية ) أي كانت هناك مدينة عامرة فيها منبر كما يقول إبن حوقل ( صورة الأرض صفحة 233 ) وليست مدينة خربة إندرس أثرها وكان الأجدر بياقوت أن يكمل وصفه لبهمن اردشير ويقول انها بيان الحالية .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 92 ـ

  فعليه لا يمكننا القول ان الابلة في حالة إعتبار موقعها في قرية كوت الزين الحالية تقع عبر دجلة العوراء مقابل مدينة باسم بهمن أردشير ( الخربة المندرسة ) نطراً وذلك لوقوع مدينة بيان في ذلك الموقع في ذلك الحين .
  هذا مع العلم أن نهر بهمنشير الحالي كان يسمى أيام العباسيين دجلة أيضاً وأشير هنا إلى ما قاله ياقوت حول الخليج العربي من أن دجلة ينقسم إلى قسمين في ( المحرزة ) ولا توجد أية إشارة لإستعمال إسم بهمنشير لذلك الفرع آنذاك .
  أما عن كون موقع الحدارة في فم الخليج العربي مما يلي الابلة وعبادان وأن موضع الحدارة هي دخلة من البحر إلى البر تقرب نحو بلاد الأبلة فهي تعابير وضعت لوصف موقع الحدارة على فم الخليج ولا يمكننا الإستدلال بها لتحديد موقع الأبلة في قرية كوت الزين فبالنسبة لهذا الوصف قد تكون الابلة في اي محل على شط العرب .
   أن الوقائع الحربية بين الزنج والجيوش العباسية بقيادة الموفق بالله العباسي حدثت في الأنهر الجنوبية المحاذية لمدينة الابلة فلو فسرنا هذه الجملة على اساس أن الانهر تقع جنوب الابلة ففي هذه الحالة نجد أن نهر جندل ( نهر قندل ) يقع شمال الابلة في حالة إعتبار قرية كوت الزين هي موقع مدينة الابلة وهذا أمر غير ممكن فأما أن إسم هذا النهر جديد ولا يمثل الإسم القديم أو أن أفتراض الأبلة في كوت الزين غير وارد ، أما إذا كان المقصود وقوع هذه الأنهر الجنوبية بمحاذاة مدينة الابلة أي ان مدينة الابلة تقع قربها فما أورده إبن سرابيون عن موقع نهر القندل جنوب الابلة بمسافة ثمانية فراسخ اي حوالي 48 كيلو متراً يجعل موقع نهر القندل قرب منطقة الدورة الحالية على شط العرب وهي منطقة كما سنبين فيما بعد واقعة في الخليج العربي آنذاك وكانت تغطيها مياه البحر ، وعليه فإن المقصود كان أن الوقائع الحربية جرت في الانهر الجنوبية لمدينة الأبلة وهذا وصف لا يدل بإي حال على وقوع الأبلة في قرية كوت الزين الحالية .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 93 ـ

   وهناك دلائل عديدة على عدم إمكان وقوع مدينة الأبلة في قرية كوت الزين الحالية ومن أهم الدلائل أنه لو قيست المسافة وبخط مستقيم من قرية كوت الزين الحالية إلى البصرة القديمة لوجدنا أن المسافة بينهما ( 42 ) كيلو متراً أي سبعة فراسخ في حين أنه أشار الجغرافيون والبلدانيون العرب وغيرهم أن المسافة بين الأبلة والبصرة هي أربعة فراسخ ( 24 كيلو متراً ) بينما قال ابن بطوطة ان المسافة هي 10 اميال ( اي 20 كيلو متر ) فقط .
  كذلك أشير إلى ما أورده لسترنج في كتابه بلدان الخلافة الشرقية الصفحة 69 من أن بلدة بيان تبعد خمسة فراسخ ( أي ثلاثين كيلو متراً ) من الابلة بإزائها على الفيض ( دجلة العوراء ) بينما تقع مدينة بيان ( المحمرة الحالية ) عبر شط العرب أمام كوت الزين مباشرةً ولا تبعد عنها بإكثر من كيلو مترين .
  إن دراسة التصاوير الجوية للمنطقة لا تظهر وجود أي نهر على أتصال بمدينة البصرة القديمة من منطقة كوت الزين ( خارطة ليز وفالكون المنشورة في المجلة الجغرافية آذار 1952 ) بينما نجد في نفس الخارطة أنهار عديدة إندثرت وبقيت آثارها .
  أن نفي إحتمال كون قرية كوت الزين هي مدينة الأبلة القديمة يثير لنا سؤالاً جديداً وهو ماذا كان في موقع كوت الزين وما إسم المدينة القديمة هناك فلا شك أن في كوت الزين آثار كلدانية أغريقية وإسلامية فهذا ما سمعته من مختلف الاشخاص الذين لهم علاقة بالمنطقة فإنني اورد هنا إحتمالاً قد يكون فيه بعض الفائدة للمؤرخين والباحثين فقد اشار ليز وفالكون في مقالهما الذي أشرت إليه سابقاً أن شط العرب ومنذ الأزمنة غير البعيدة قد تحرك نحو الشمال الشرقي وآثار ذلك واضحة في التصاوير الجوية للمنطقة .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 94 ـ

  فإذا إعتبرنا أن موقع شط العرب خلال العهد الاغريقي كان غرب الموقع الحالي كما يظهر في التصوير الجوي فإن ذلك يجعل من قرية كوت الزين مدينة تقع على الضفة الشرقية لشط العرب وليس على غربها كما هي في الحال الحاضر إذا أخذنا بنظر الإعتبار قول المؤرخين أن خاراكس ( أو جاراكس ) هي المحرة الحالية فقد يكون من الجائز أن كوت الزين هي موقع خاراكس وإن المحمرة كانت إمتداداً لهذه المدينة ، وفي فترة ما خلال العهد الساساني تبدل مجرى شط العرب من موقعه الغربي إلى مجراه الحالي فقسم مدينة خاراكس إلى قسمين فظهرت جزيرة أم الرصاص منذ ذلك الوقت وبقيت منها المحمرة في الجهة الشرقية وكوت الزين في الجهة الغربية أنني أترك تقدير هذا الإحتمال للمؤرخين الإختصاصيين وأرجو من مديرية الآثار العامة وجامعة البصرة إن توفرت الإمكانيات لهم دراسة هذا الموضوع .

ب ـ موقع نهر الخورة
   يتلخص ما قاله المرحوم الدكتور مصطفى جواد في مجلة سومر ( ج 9 صفحة 166 ـ 1953 ) في تعليقه على مقال السيدين بشير فرنسيس وكوركيس عواد ( نبذة تاريخية في إصول أسماء الأمكنة العراقية ـ مجلة سومر ـ ج 8 ـ الجزء الأول صفحة 249 ـ 1952 ) حول موضوع العشار فيما يلي :
 أولاً ـ أن النص الذي أورده القزويني ( المتوفي عام 682 هـ والذي تولى القضاء في واسط والحلة أيام المستعصم بالله العباسي ) بكتابه عجائب المخلوقات حيث قال ( الأبلة جانبان شرقي وغربي طوله أربع فراسخ أما الشرقي فيعرف بشاطيء عثمان وهو العامر وأما الغربي فخراب غير أن فيه مشهداً يعرف بمشهد العشار مشرف على دجلة وهو موضع شريف قد إشتهر بين الناس ) فبرأي المرحوم الدكتور مصطفى جواد فإن هذا لا يثبت كون العشار الحالية هي الأبلة القديمة إذ يقول القزويني تحدث عن مشهد العشار بينما لا يوجد في العشار الحالية مشهد بل هناك مقام من المقامات يعرف بمقام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وعليه ( فإن الإسم القديم ) ( مشهد العشار ) والإسم الحديث ( العشار ) في إتفاقهما وتماثلهما

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 95 ـ

هذه المماثلة غير التامة لا يفيدان إتحاد المسمين لإن تشابه الأسماء في المواضع القريبة قد يحدث احياناً ولا يدل التشابه على الأتحاد إلا إذا إعتمد على الأخبار المتصلة منذ القدم إلى زمن البحث .
 ثانياً ـ قال ياقوت والأصمعي وغيرهما أن الأبلة هي من جنان الدنيا فأين الجنان وليس على نهر العشار منازه وبساتين أكثر من غيره من الأنهار بالبصرة ويظهر على العكس أنها أقل منازه .
 ثالثاً ـ لم يذكر المؤرخون العشار حتى ولا المتأخرون منهم ولا ذكره السياح مثل ( نيبير ) الدانمركي ( كان نيبور المانيا سنة 1766 م ـ 1180 هـ ) في رحلته للعراق ولم يجد العشار إلا في خارطة متأخرة الزمان وقد سمي كذلك ( أي العشار ) لإجتماع العشارين على صدره ولأخذ الأعشار من السفن.
 رابعاً ـ قال إبن سرابيون إن المسافة بين نهر معقل ونهر الأبلة أربعة فراسخ أي 24 كيلو متراً ( بإعتبار الفرسخ ستة كيلو مترات ) بينما لا توجد مثل هذه المسافة بينهما فيما لو إعتبرنا نهر العشار هو نهر الابلة أما قول ناصر خسرو بإن المسافة بين منبعي نهر المعقل ونهر الأبلة فرسخ واحد فهو وهم وسببه هو سقوط عدد قبل كلمة فرسخ أما الأصل الفارسي أو من الترجمة العربية .
  خامساً ـ مر إبن بطوطة في رحلته بنهر الأبلة من البصرة إلى الأبلة بمتعبد سهل بن عبد الله التستري وحيث أنه يوجد في إحدى الخرائط بباريس موقع مقام سهل على الشط قرب نهر أبي الخصيب من الجنوب فعليه كان المسافرون يستعملون شط العرب في الإنحدار إلى الأبلة وإنه لا يوجد هناك مقام لسهل آخر على نهر العشار .
 سادساً ـ قال المؤرخون أن جزيرة الابلة مستطيلة فإذا إعتبرنا أن ضلع

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 97 ـ

المستطيل الشرقية يكون طولها فرسخاً واحداً ( حسب قول ناصر خسرو ) مع أنها الطويلة وضلعه الغربية يكون طولها أقل من فرسخ وهي القصيرة التي عليها مدينة البصرة العظيمة فهذا محال ، وإذا كانت الأبلة في رأس الضلع الجنوبية من المستطيل وكانت البصرة على الضلع الغربية وجب ان تكون الابلة أسفل من وسط البصرة ، وموقع العشار الحالي لا يكون كذلك إذا مددنا خطاً مستقيماً من خرائب البصرة العتيقة إليه .
  سابعاً ـ لم يعثر في العشار على آثار مدينة قديمة فكيف ذهب إسم الأبلة التاريخي وحل محلة العشار مع ان تسمية العشار لا ترقى إلى مائتي سنة ولا إلى مائة وثمانين سنة .
 ثامناً ـ قال المرحوم الشيخ محمد امين عالي باش أعيان والسيد إبراهيم فصيح ويؤيدهما في قولهما الدكتور مصطفى جواد أن نهر الخورة ( من أبدع منتزهات البصرة لا سيما في فصل الربيع ) يرجح كونه نهر الأبلة رغم عدم تقديم أدلة قاطعة بذلك .
  فأشار لما قاله المرحوم الدكتور مصطفى جواد حول النص الذي أورده القزويني بكتابه عجائب المخلوقات ونظراً لعدم حصولي عليه فأورد فيما يلي ما قاله نفس المؤلف الإمام العالم زكريا بن محمد بن محمد القزويني ( 1203 م ـ 1283 م ) في كتابه ( آثار البلاد وأخبار العباد ) ( بيروت 1960 دار صار ـ صفحة 286 ) عن الابلة :

أبلة
   كورة بالبصرة طيبة جداً نضرة الاشجار متجاوبة الأطيار متدفقة الانهار مؤنقة الرياض والأزهار ولا تقع الشمس على كثير من اراضيها ولا تبين القرى من خلال أشجارها قالوا : جنان الدنيا اربع ( ابلة البصرة وغوطة دمشق وصفد سمرقند وشعب بوان ) .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 98 ـ

  والأبلة جانبان : شرقي وغربي أما الشرقي فيعرف بشاطيء عثمان قديماً وهو عثمان بن أبان بن عثمان بن عفان وهو العامر الآن بها الأشجار والأنهار والقرى والبساتين وهو على دجلة وأنهارها مأخوذة من دجلة .
  وبها أنواع الاشجار وأجناس الحبوب وأصناف الثمار لا تكاد تبين قراها في وسطها من إلتفاف الأشجار وبها مشهد كان مسلحة لعمر بن الخطاب وكانت بها شجرة سدر عظيمة كل غصن منها كنخلة ودورة ساقها سبعة أذرع والناس يأخذون قشرها ويتبخرون به لدفع الحمى وكان ينجع وذكروا أنه قلما يخطيء فلما ولي بابكين البصرة أشارة إليه بقطعها لمصلحة ، وكان قد ولي البصرة مدة طويلة وحسنت سيرته وكان هو في نفسه رجلاً خيراً فلما قطعها أنكر الناس فعزل عن قريب عن البصرة .
  وأما الجانب الغربي من الأبلة فخراب غير أن فيه مشهداً يعرف بمشهد العشار وهو مشرف على دجلة وهو موضع شريف قد إشتهر بين الناس أن الدعاء فيه مستجاب وكان قديم الزمان بهذا الجانب بنيان مشرف على دجلة وبساتين وقصور في وسطها وكان الماء يجري في دورها وقصورها وقد إمتحقت الآن آثارها فسبحان من لا يعتريه التغير والزوال ) .
  كذلك أود أن أورد نصاً آخر معروف بصحة ودقة ما ورد فيه وهو كتاب ( سنن أبي داود ) للإمام الحافظ أبي داود سليمان بن الاشعث بن إسحق الأزدي السجستاني ( المولود عام 202 هـ ) فيقول في ( باب في ذكر البصرة ـ الجزء الثاني ـ صفحة 428 ) ( مطبعة مصطفى البابي 1952 ) :
 حدثنا محمد بن المثنى حدثني إبراهيم بن صالح بن درهم قال : سمعت أبي يقول إنطلقنا حاجين فإذا رجل فقال لنا : إلى جنبكم قرية يقال لها الابلة ؟ قلنا :

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 99 ـ

نعم : قال من يضمن لي منكم أن يصلي لي في مسجد العشار ركعتين أو أربعاً ويقول هذه لأبي هريرة ؟ سمعت خليلي أبا القاسم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول ( إن الله يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم ) .
   قال ابو داود ( هذا المسجد مما يلي النهر ) .
  فهنا إذاً في كتاب ( سنن أبي داود ) والذي كتب في القرن الثالث الهجري نص بوجود مسجد العشار في قرية الأبلة مما يلي نهر الأبلة ثم مرة أخرى وبعد أربعة قرون في القرن السابع للهجرة يكتب القزويني عن مشهد العشار في الابلة أيضاً ثم تمر القرون ويمر نيبور ( الرحالة الالماني ) بالبصرة عام 1179 م ـ 1765 م أي بعد خمسمائة عام من القزويني فيشير في رحلته إلى محلة ( مغام ) وهو تحريف يستعمله اهل البصرة لكلمة ( مقام ) كذلك يبين في خارطته إلى هذا المقام في نفس جامع المقام في العشار حالياً ، وفي محلات العشار الآن محلة مقام علي تحاذي الجامع المذكور ، فعليه ولما تكن العشار إسم محلة كما لم تكن البصرة قاسماً لمحلة فان نيبور لم يوردهما بإسماء المحلات بل أورد إسم محلة المقام فقط ، كجزء من العشار .
   أما أن نهر العشار يقل منازهاً عن الانهر الاخرى فهو ليس بدليل على انه لم يكن هو نفسه نهر الابلة فالبساتين والحدائق والمتنزهات يهتم بإمرها عند إستتاب الامن وإستقرار الحياة الاجتماعية .
   فلو تذكرنا ما مر بهذه المنطقة منذ إستيلاء المغول على العراق حتى ما بعد منتصف اقرن العشرين ندرك اسباب تلف الزراعة والبساتين في هذه المناطق .

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 100 ـ

لقد أشرنا بإعلاه لما ذكره نيبور من وجود محلة المقام في البصرة وهي إحدى محلات العشار حالياً وأما عن كلمة العشار فلا شك أنه سمي كذلك كما قال المرحوم الدكتور مصطفى جواد لإجتماع العشارين على صدره ولإخذ الأعشار من السفن المارة بهذه المناسبة سبق وإن أشرنا إلى أن العشر كان يستوفى في مدخل نهر المعقل أولاً حيث أنشأ جباة العشور ( أو كما سماهم البلاذري أصحاب الصدقة بالحبل ) مقرهم ومدوا السلسلة على النهر لحصر السفن المارة إلى البصرة وتفتيشها وتعشيرها .
   ويظهر أن حركة السفن إلى البصرة خلال القرن الثالث الهجري قد أصبحت مشتركة بين نهري معقل والأبلة إلى البصرة القديمة ثم تحولت بعد ذلك إلى نهر الأبلة لما جاء إبن بطوطة ( المتوفي عام 779 هـ ) إلى البصرة ركب من ساحل البصرة في صنبوق وهو قارب صغير إلى الأبلة ثم ركب بعد ذلك من الأبلة في مركب صغير للسفر إلى عبادان .
   إن ما ورد بقول إبن سرابيون بإن المسافة بين منبعي نهر معقل ونهر الابلة هو أربعة فراسخ ( 24 كيلو متراً ) يتعارض كثيراً مع قول ناصر خسرو بإن هذه المسافة فرسخ واحد ( 6 كيلو مترات ) وقد فضل المرحوم الدكتور مصطفى جواد رأي إبن سرابيون ورأى أن من ترجم أو نقل كتاب ناصر خسرو قد أسقط عدداً من كلمة الفرسخ غير إننا لو تمعنا في الموضوع أكثر من هذا وعلى أساس قبول رأي إبن سرابيون بإن المسافة هي أربعة فراسخ نجد أن هناك إستنتاجات عديدة يمكننا الوصول إليها تفيدنا في تحليل الأمر والوصول إلى قرار بشأنه :

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 101 ـ

 أ ـ إذا إعتبرنا أن موقع نهر المعقل الحالي يمثل موقع منبع نهر معقل القديم فإن منبع نهر الابلة في هذه الحالة يصبح تقريباًَ عند منبع نهر أبي الخصيب وهذا محال إذ أن موقع نهر أبي الخصيب الحالي لا جدل حوله وهو نفس نهر أبي الخصيب القديم مع العلم أن إبن سرابيون يقول أن المسافة بين منبعي نهر أبي الخصيب ونهر الأبلة تبلغ خمسة فراسخ ( 30 كيلو متراً ) .
 ب ـ إن القبول بالرأي المشار إليه في الفقرة (أ) أعلاه يتناقض تماماً مع ترجيح كون موقع نهر الخورة هو نهر الأبلة .
 ج ـ ولو قلنا أن موقع المعقل الحالي لا يتطابق مع منبع نهر المعقل قديماً وإن نهر الخورة هو موقع نهر الأبلة سابقاً ففي هذه الحالة لو أخذنا أربعة فراسخ ( 24 كيلو متراً ) إلى شمال نهر الخورة وهي المسافة التي قالها إبن سرابيون بين منبعي نهر الأبلة ونهر المعقل لكان منبع المعقل يقع في الطرف الغربي لشط العرب أمام قرية كتيبان وهذا يجعل طول نهر معقل ستة فراسخ من منبعه إلى البصرة القديمة وهو محال .
 د ـ إن المسافة بين منبعي نهر العشار ونهر الخورة هي حوالي ( 3 /4 /1) كيلو متر فقط أي أن النهرين يقعان في منطقة واحدة قريبة جداً من بعضها البعض فقبول فكرة كون نهر الخورة هو نهر الأبلة لا يتطابق مع قول إبن سرابيون بإن المسافة بين منبعي نهر معقل والأبلة هو أربعة فراسخ على أي حال من الأحوال .
 هـ ـ يظهر أن إبن سرابيون قد أخطأ في تحديد بعض المسافات وأصاب في البعض الآخر فهو يذكر مثلاً أن المسافة بين نهر اليهودي ونهر الأبلة أربعة فراسخ ( 24 كيلو متراً ) ثم يذكر أن المسافة بين نهر اليهودي ونهر أبي الخصيب هو فرسخ واحد ولما كان هذان النهران ( أي اليهودي وأبي الخصيب ) موجودين ومعروفين حالياً بإنهما نفس النهرين القديمين فبقياس المسافة بينهما نجد أنها أكثر

شط العرب وشط البصرة والتاريخ   ـ 102 ـ

من ستة كيلو مترات بقليل ، وهذا يؤيد الرقم الذي قدمه إبن سرابيون حول المسافة بينهما ولكن لو أخذنا من منبع نهر اليهودي في شط العرب وقمنا بقياس 24 كم إلى شمالها لإيجاد نهر الأبلة فنجد أننا قد وصلنا إلى منطقة الماجدية الواقعة شمال المعقل في ناحية الهارثة وهذا محال أي أن إبن سرابيون لم يخطيء فقط بذكر المسافة بين منبعي نهر المعقل ونهر الابلة بل بين نهر اليهودي ونهر الابلة أيضاً .
 و ـ يتضح لنا مما تقدم أن المسافة بين منبعي نهر المعقل ونهر الابلة البالغة أربعة فراسخ والمسافة بين منبعي نهر الابلة ونهر اليهودي البالغة اربعة فراسخ ايضاً والتي ذكرها إبن سرابيون غير صحيحة والصحيح هو ما ذكره ناصر خسرو بإن المسافة بين منبعي نهر المعقل ونهر الابلة هو فرسخ واحد إذ لو أخذنا المسافة حالياً بين نهر العشار وموقع نصب الحرية على شط العرب في المعقل ( وهي إحدى المناطق المرجحة لمنبع نهر معقل ) نجد أن المسافة هي أقل من ستة كيلو مترات بقليل ( 5.5 كيلو متر ) ولو أخذنا موقع الرصيف رقم (4) الحالي في المعقل وهو موقع مرجح آخر لكانت المسافة (6) كيلو مترات وهو ما يطابق الرقم الذي بينه ناصر خسرو
   وكذلك نجد المسافة من منبع نهر العشار إلى منبع نهر اليهودي أقل من فرسخين بقليل ( 11.4 كيلو متر ) .
   وأقدم في الصفحة التالية (106) جدولاً بإلاسماء والمسافات بين الأنهر بالنسبة لما قاله إبن سرابيون حول الأنهر الآخذة من دجلة العوراء مع الأسماء والمسافات الحالية حسب إجتهادي بهذا الصدد .
  أما عن موضوع متعبد سهل عبد الله التستري ووجود ( مقام سهل ) على خارطة في باريس على شط العرب جنوب أبي الخصيب وإعتبار الإثنين شيئاً واحداً فأن لي الملحوظات التالية حول ذلك :