النخل في تاريخ العراق


المقدمة
  والحق به :
  1 ـ جنى النحلة في كيفية غرس النخلة ـ للحلواني .
  2 ـ النحلة في غرس النخلة ـ للشيخ محمد اطفيش.
.

النخل في تاريخ العراق   ـ 2 ـ

كـلفنا  بلعراق ونحن iiشرخ      ii
فـلم  نـلم بـه الا iiكـهولا
شـربنا  ماء دجلة خير iiماء      ii
وزرنا اشرف الشجر النخيلا
ابو علاء المعري
.

النخل في تاريخ العراق   ـ 3 ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله وحدة .
  الصلاة والسلام على رسوله محمد والّه وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين .
  وبعد فلا تخلو الّوية الجمهورية العراقية من زراعة اوغرس .
  وارضها زراعية في الجملة ، وبعض اولويتها يكثر فيه (النخيل) ويزيد عن الحاجة اهلية ، والبعض الاخر يتفاوت في نخله قلة وكثرة .
  ويعد من اهم الافوات للكثيرين ويصدر الى باقي الاولوية المحتاجة اليه داخل العراق والى البلاد الاخرى ، فتكون من (تمرها) تجارة عظيمة الا ان (لواء البصرة ) امتاز من بين هذه الالوية في تمرة وامتاز خصائص اخرى ذكرها الؤرخون ، ولاكن شهرة النخل فاقت .
  رجحنا ان نتناول محل كثرتها في البصرة ، ثم نمضي الى الماطن الاخرى .
  ومن ثم نعلم وجه تسمية (سواد العراق ) لما فيه من نخل يتجلى فيه للناظر كأنة مجموعة سواد وهو النخل ... في يكون ارز ما في العراق المداخل لاول وهلة .
  ولعل الجهة التاريخية توضح المراد ، وتفسر امر هذه الثمرة وشجرها النافع من وجوده ، وربما سد( التمر ) مجاعات ، وقام بمهمة اجتماعية اقتصادية ، فأزال خطرأ محدقأ ، وقل ان نرى قحطا في العراق مع توالي موسم زراعاته وتنوعاته الا مدة يسيرة بل ربما عوض حاجات الاولوية الاخرى لدفع ما عرض من جائحة قحط .
  وفي تاريخ (النخله ) عندنا مايعين الحاجة الى العناية بها ، والنتفاع من ثمرتها .
  وهكذا في غرسها ، ونبتها ، ولا ريب في تطور الحالات الاجتماعية في الامم وطرق العلم مما ادى الى مراعاة الوسائل لمهمة للعناية بالنخلة ، بل كانت الجهوود الى الان

النخل في تاريخ العراق   ـ 4 ـ

  مصروفه الى الاهتمام بالتمر دون النخل الى قليلاّ .
  ولعل الالتفات ينصرف الى الاثنين معاّ لتكثير الانتاج وزيادة العناية به .
  بحث علماؤنا في تاريخ النخل عن طرق اللغة ، ومن طرق العمل ومن الفائدة الصحية والغذائية المتوخاة وهي كبيرة جداّ ، وكذلك مماشاهد السياحون ، ونطق به الأهلون وغيرهم فكان لهذه المطالب قيمتها في التنبيه ، ومن كان خالي الذهن وراّها تكونت له فكرة وحصل له راّي من مجموعها .
  رجعنا الى مؤلفات عديدة ، فاقتضى بيان المجرى التاريخي في مختلف الازمان من امر العناية بلنخله والاستفادة منها ، والاتصال بلموضوع من نواحي الواقعية ، وبالنتيجة عزمنا على جمع المباحث ، ومراعاة اتصالها بنا .
  هذا والاّمل ان يكتسب الموضوع حقه من التوسع والتحقيق في مناح عديدة ، والعلم كله في العالم كله

نظرة عامه
    تتوقف حياة المجتمع ورفاهه على غزارة المادة في قطرة ، وعلى مقدار ثروته ، ودرجة الانتفاع منها ، للعلاقة الاقتصادية به وبالخارج .
  وخيرات العراق كثيرة جداّ .
  ومن اهمها زراعته وغرسه .
  و (النخل) كانت ولاتزال اهميته من بين المغروسات كبيرة .
  ثمرته قوت الطر ، ووسيلة كبيرة من وسائل تجارته وتبادلها بين العراق والاقطار المجاورة والنئية .
  كانت هذه العلاقات تابعة للسياسة والى وسئل النقل وصعوبتها وطرق يسرها وعسرها .
  فكان العراق متصلاّ بأقوام كثيرة من طرق البر والبحر ، فلم تكن هذه الصلاة مفقودة الا انها ليست بالعديدة ولاالكافية .
  كما ان وسائل المحافظة .
  وطرق الوقاية لم تكن متوفرة .
  ولعل ما يشاهد من علاقة اليوم .

النخل في تاريخ العراق   ـ 5 ـ

  يعد وسلية للانتفاع ، وإن تقدم العلم نبه الى وسائل عديدة تطمئن اليها النفوس ومن اهمها العرض التجاري بالوجه الائق ومراعاة الصحة والنضافة ، والتمكن من وسائط النقل السريعة .
  في هذه الايام توسعت العلاقات وزادت الاتصالات، فصار العلم كأنه وطن واحد ، تقربت أبعاده ، وكثرت مناسباته ، وهكذا كان استخدام الفن لمحافظ تمور العراق ، والقدرة على نقلها من الأمور المهمة جداّ دون أن يعتريها خلل ، أو يخشى عليها من خطر ، فكانت هذه عظيمة الفائدة ، واسعة العائدة على الأمة بالاموال ويهم أمرها أكثر مما تهم التجارة أو الملاكين بل إن الدول ما زالت تتدخل باّمر ثروتها للعلاقة الاجتماعية فلا تدع أفرادها يتصرفون بالثورة حسب اهوائهم دون مراعاة فائدة الامة من الناححية الاجتماعية ، ومحافظة توازن الثروة اقتصادياّ .
  والتعرف للتاريخ ، وما عمل السلف من أعمال في التنبية الى هذه الثورة وحسن إداراتها وإنتظام متاجرها فعملو ما عملوا بشانها مما يدعوا إليه البحث ، وتهدف أليه الأوضاع الواقعية والأمر يتناول المطالب العديدة التي لا تحصى من بحث قديم وحديث .
  وعلى كل حال كانت اليقظة في امر النفع العام لا حدود لها .
  وإذا كانت التجربة مرة ومتعبة ، فإنها بلا ريب مقرونة بنتائج مفيدة ، ومهمتنا أن لا نهمل تجربة .

المباحث
  مباحث النخل كثيرة ، غرضنا منها هنا التوجية ، وبينها مايخ النخلة وتربيتها وغرسها ... وانوااع النخل والتمور ، والضرائب ، وما كان يؤخذ منها ، والفلاحة والتعابة ، والعقود ، والخصومات وطرق حلها بين المغارسين والملاكين ، والعمال وتنظيم شؤنهم ،والتمر واتقان حفظه وتصديره ، والجمعيات .

النخل في تاريخ العراق   ـ 6 ـ

  وتوجيه عملها ، والاحتكار وما يترتب عليه ، وأسواق التومر ومتاجرها وما تدعوا اليه من وجوه الإستفادة والانتفاع من النخل والتمور .
  وهكذا النصوص القديمة ودرجة الاهتمام بها ... المغروسة من النخل في البصرة وافرة جداّ ، وتعد فيها اجل التمور ، ولاتحتاج الى كلفة زائدة ، ولاتستدعي عناء كبيراّ .
  تأتي بثمرة شهية وتعوض عن الخبز نوعا ما ، ويعتبر عندنا الافوات وأهل المدن منه الاكل الشهي .
  وأغزر النخل في البصرة ، فكانت الاولى بالتقديم على غيرها ، وجاء في توايخ عديدة وفي كتب اللغه ، وفي رسئل خاصة ما يكشف عن هذه الشجرة وثمرتها .
  وكلها تعين حاجة الناس ، وما ينظرون اليها من امرها ، وكذا يوظح الحالة تلاقتصادية ، ومن نظر الى الفلاحين والتعابين وسائر العمال ، ودرجة الاتصال بهم من ملاكين ومغارسين لهاله في الاستخدام مجموعة كبيرة جداّ والمرد العذب كثير الزحام .
  ولا شك في أن إدراك العلاقات ، وما هناك من عوامل يتجلى اكثر بمقدار الضرائب ، ورسم الدولة ، والصادرات السنوية ، والمنازعات في المحاكم ، ودرجة تدخل الدولة في التجارة الخارجية ، وفي امر احتكار التمور ، كل هذا وغيره مما يستدعي البحث لاسيميا الاحتكار ، الى اّخرما هنالك من كيفية الغرس ، وأمراض النخل والتمور ، وما جاء في اقوال الؤرخين والسياحين ، وما في الادب العربي ، وهكذا سنتناول ما هوالالصق بنا من هذه المباحث مما تدعو الحاجة الى ذكره .

المصادر
 هذه كثيرة جداّ ترجع الى اول العهود الاسلامية ، وتعين وجوه الإهتمام ، وبيان الجدير بالذكر.
  ولعل أهم ماهنالك الكتب والرسائل الصادرة في موضوع النخل ، والتي تبين وضعاّ من اوضاعه أحالة من حالاته :
  1 ـ النخل والكرم :
  لاّبي سعيد عبد الملك بن قريب المعروف بالاّصمعي .
  المتوفي سنة 216هـ ـ 831م جاء نصه في كتاب البلغة في شذور اللغة .
  طبع سنة 1914م في المطبعة الكاثوليكية للاّباء اليسوعيين .
  في بيروت .
  2 ـ كتاب النخل :
  للاّمام ابي حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني أحد علماء البصرة .
   المتوفي سنة 225هـ 869م ، طبع في روما سنة 1819هـ ، ولم تبق منه نسخ متداولة ، وفيه أغلاط وقد عزمنا على تصحيحة ونشرة .
 3 ـ كتاب الاّشربة :
  لاّبي محمد ةبن عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، صاحب التصانيف العديدة ، ولد سنة 213هـ 828م وتوفي في سنة 276هـ ـ 889م وهذا الكتاب طبعة المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1366هـ ـ 1947م بتحقيق الاّستاذ محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي ّبدمشق .
  في خزانتي مخطوطة منه بخط الاّستاذ الشاعر عبد الغفار الاّخرس .
  المتوفي في البصرة في عرفة سنة

النخل في تاريخ العراق   ـ 7 ـ

  1290 هـ ـ 1874 م ، واخرى ظمن مجموعة بخط الإستاذ احمد بك الشاوي ، المتوفي في محرم سنة 1317 هـ .
  4 ـ فصول التماثيل في تباشير السرور .
 للخلفية ابي العباس .
  ولد سنة 247 هـ ـ 861 م وتوفي سنة 296 ـ 908 م ، وكان شاعراّ أديباّ كاتباّ ومؤرخاّ وكان أية في الادب ومؤلفاتة عديدة ، وهذا الكتاب طبعة بالمطبعة العربية بمصر سنة 1925م ، وفي خزانتي مخطوطة منه بخط الإستاذ الشاعر عبد الغفار الأخرس كتبت في اواخر سنة 1268 هـ ضمن مجموعة مع الكتاب السابق .
  5 ـ تأليف علي ابن إسماعيل بن سيده :
  المتوفي سنة 298 هـ ـ 1104 م وهو مطبوع في بولاق بين سنتي 1316 و 1321 هـ وأصله كتاب الأصمعي وكتاب أبي حاتم وغيرهما .
 تناول المجلد الحادي عشر منه مباحث عديدة تخص موضوعنا .
  فكان من اوسع المباحث .
  6 ـ كتاب الأغذية والاشربة :
  للعلامة الإمام نجيب الملة والدين أبي المحامد محمد بن علي السمرقندي العالم بالطب صاحب التصانيف العديدة فيه .
  المتوفي سنة 619 هـ ـ 1223 (1) في خزانتي مخطوطة منه .
  كتبت سنة 720 هـ .
  وممن تملكها محمد أمين بن إبراهيم بك إبن يونس بك ابن ياسين أفندي المفتي .

*************************************************
(1) الإعلام للأستاذ خير الدين الزركلي الطبعة الثانية ج 7 ص169 .

النخل في تاريخ العراق   ـ 8 ـ

  7 ـ بغية المفيد وبلغة المستفيد في شرح القصيد :
للشيخ حسن بن علي السنباتي الحميري المالكي في شرح قصيدة والده التي مدح بها السلطان أيمن إبن السلطان عبد الحسين إبن الملك المحسن المشعشع .
 فرغ من هذا الشرح في 17 رمظان سنة 963 هـ .
  وفي خزانتي مخطوطتها المؤخرة 1023 هـ المنقولة عنها .
  وموضوعها في اللغة ومطالبها وذكر الغريب منها ، وفيها نتف في النخل والتمر .
  8 ـ المجموعة القانونية التركية :
 في مجلد وتناول الاحكام في الضرائب من أول العهد العثماني الى ما يقرب من عهد التنظيمات وهي مخطمطة في خزانتي ولم أرلها نسخة أخرى بل إن النسخ المطبوة جاءت مختصرة منها إلا أنها لم تذكر النخل بصراحة وإنما جاء البحث عنه ضمن البساتين .
  9 ـ جنى النخلة في كيفية غرس النخلة :
  رسالة صغيرة تاليف أمين بن حسن الحلواني المدني المدرس في الروضة الشريفة ألفها في مصر في ربيع الاول سنة 1301 هـ ليرشد المشتغلين بالغرس الى تجارب أهل المدينة المنورة .
  نشرت هذه الرسالة في اخر كتابه مختصر مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود .
  المطبوع بالمطبعة الحسينية في بومبي في شوال سنة 1304 هـ طبعة حجرية .

النخل في تاريخ العراق   ـ 9 ـ

  10 ـ كتاب النخلة في غرس النخلة :
  لقطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف بن عيسى اطفيش الجزائري (1) .
  ولد سنة 1236هـ ـ 1820م وتوفي سنة 1332هـ ـ 1914 م تناول فيه كيفية غرس النخل واللوز والزيتون وتعين مواسمها .
 طبع ضمن (مجموع ستة كتب ) في المطبعة العربية الجزائرية ولم يذكر تاريخ الطبع .
  11 ـ درة الغواص في بيان ما إمتازت به البصرة من الإختصاص :
  تأليف السيد هاشم النقيب في البصرة .
  فيه بحث عن نخيل البصرة وأنهارها ... في خزانتي نسخة مخطوطة نقلت عن نسخة المؤلف 29 ربيع الثاني سنة 1340 هـ بخط السيد داود التكريتي .
  12 ـ البصرة :
  من منشورات الهدف .
  صدر في بغداد سنة 1360 هـ ـ 1941 م بقلم السيد عبد المجيد حسن الغزالي .
  طبع في مطبعة المعارف والأهالي والصباح .
  فيه بحث عن نخيل العراق وأنواع التمور من ص 169 ـ 200 .
  13 ـ أصول التعبات وأحكامها في البصرة :
  رسالة طبت بمطبعة التاميس بالبصرة سنة 1946 م للمرحوم الأستاذ سليمان فيضي المحامي .
  المولود سنة 1302 هـ ـ 1884 م بالموصل والمتوفي ببغداد في 19 كانون الثاني سنة 1951 م وكتابه البصرة نخيلها و تمورها و وأنهارها لايزال مخطوطاّ .

*************************************************
(1) الإعلام الطبعة الثانية ج 8 ص 32 و 33 وفيه تفصيل ترجمته وبيان جملة من مؤلفاته .

النخل في تاريخ العراق   ـ 10 ـ
  14 ـ مجلة الزراعة العراقية :
  صدر منها المجلد الأول سنة 1946 م .
  وإستمرت في الصدور وفيها مباحث مهمة تتعلق بموضوعنا .
  15 ـ مراّة العراق :
  مجلة صدرت سنة 1337 هـ 1919 م في البصرة .
  فيها مقال بأسماء التمور نشره فيها لاّول مرة المرحوم الأستاذ سليمان فيضي وكتب إسم كل نوع بإسمة الفصيح القريب منه مرة أخرى ولحقها تعديل متوالي من اّخرين وإعتمدت اّخر نسخة حصلت عليها من صديقنا الأستاذ الفاضل محمد أحمد المحامي في البصرة .
 16 ـ النخل والتمور في العراق :
  للآستاذ عبد الوهاب الدباغ ، طبع بمطبعة الأمة ببغداد سنة 1956م .
  17 ـ الكتب الطبية :
  وهذه تتناول التمر كغذاء أو شراب وما يترتب عليها من الفائدة والمضرة من الوجبة الصحية كتذكرة داود الأنطاكي ، المتوفي سنة (1008) هـ (159) م .
  18 ـ الشريعة والقوانين الوضعية :
وهذه تتعرض كثراّ للاّحكام المتعلقة بالضرائب وما ماثل وكذلك التشريعات الأخيرة في عهدنا الجمهوري .

النخل في تاريخ العراق   ـ 11 ـ
النخلة
   شجرة التمر ، تعد أشرف الشجر ، وأعلاها مرتبة وتجمع على نخل ونخيل (1) وتاريخ النخلة في العراق قديم من أيام البابلين لاسيما أيام حمورابي ، فإنه دون في شريعة تدونيات مهمة في النخل والغرس وكذا في النوراة وفي التلمود وما تلا ذلك من شرائع ويصح أن يقال إن التشريع والتدوين عن النخل كان أقدم بكثير بل لا أوله ، والأصح أنه مقرون بتاريخ العراق ، وهي (الشجرة الطيبة) المذكورة في القراّن ، في اّيات كثيرة .
  قال تعالى (والنخل باسقات لها طلع نضيد ) و (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا) وذكرت في الكتاب الكريم بلفظ لينة أيضاً .
 ووردت في احاديث شريفة عديدة ، ومن هذه قضية تأبير النخل وقول الرسول (ص) (ما كان من أمر دينكم فانى ، وما كان من امر ديناكم فأنت علم به ) .
  وجاء عن الصحابة أن التي تأتي أكلها كل حين (النخلة) .
  والعراق وافر النخل ، معروف به من بين سائر الأقطار في جودته ونفاسته وكثرتة ، وهو ايضاً في جزيرة اللعب ، وفي أكثر بلاد الإسلام إلا أن نخل العراق وافر الماء ، جيد التربة وقل أن تصدر البلاد الاخرى بهذه الوفرة .
  وإذا كانت البصرةو أكثر بلاد العراق صلاحاً لغرس النخل ، فيرجع الفضل الى والتربة والرطوبة ، فتأتي بأكل شهي ، ولا يخلو نوع من انواع النخل الا وله أصل فيها ، وقل أن يختار بعض الأنواع من جزيرة العرب .

*************************************************
(1)المخصص لابن سيده ج 11 ص 102 ، والصواب أن النخل إسم جنس النخلة ، وهو الذي يفرق بينه وبين واحده بالتاء مثل تمر وتمرة .

النخل في تاريخ العراق   ـ 12 ـ
  كان ولا يزال يتخذ ثمر النخلة خير غذاء وهو التمر ، ومنه يصنع الخل ، والخمر والتبيذ ، والنقوع ، كما أن الإستفادة من جمار النخل ، وطلعه ، وسعفه ، وجذعه ، وجريده ، وليفه ، وكربه ، فلا يهمل منه حتى نواه .. وكل هذا مما زاد في الاهتمام بشأن النخل .
  ومن اوصاف النخل المقبولة أن يمتد جريدة ، ويكثر خوصه ويكتف ، ويتصل بعضه ببعض يواصيه حتى يمنع الطير من ان يطير من الى اعلاه .
  وهذا أشد اشتباكا من المناصاة .
 لأن المناصاة أن يأيخذ الإثنان كل واحد منهما بناصية صاحبه ، ومن وصفهم لنخلهم أن يقولو لا تقدر الطير على أن تشقه ولاتراى منه الشمس ، وهذا ليس من نوع التقارب بين أصول النخل ، والمختار التباعد ، بينهما (1) .
  والمنفعة بالتمتع بالنخل كمنظر وزينة ، ويقال لحدائقه وبساتينه (الجنان) .
  وهي من أجمل البساتين ، ولعل كثرة النخل ومألوفيته قد قلل من قيمته ، بل كثيراً ماارى النخلة صباحاً وهي قريبة مني ، فأبتهج لرؤياها وخضرتها ، وهي أحب الي من أي منظر اّخر لا سيما أيام حملها ، وفيها الخضرة والصفرة ، فأردد :
ألايـا نـخلة مـن ذات عـرق      ii
عـلـيك ورحـمة الله iiالـسلام
ومن سار الى البلاد أخرى لم ير      ii
فـيها  النخلة اشتاقها وحن iiإليها
*************************************************
(1) المخصص ج 11 ص 113 .


النخل في تاريخ العراق   ـ 13 ـ
حياة النخلة وأدوارها
  النخلة من الاشجار المهمة ، تحتاجالى عناية تامة ، ومزيد رعاية حباً في الانتاج وجودته سواء في اختيار الجنس ، أو حسن ادارة الغرس وهكذا نريد أن نعلم أمراً اّخرا وهو الملابسة بحياتنا اليومية المعايشة ومعرفة النخلة وأجزائها وادوار حياتها من النواة أو من الفليسة وكيف تنشأ وتنتزع ، حتى تتكامل ، وتثمر .
  ولا شك أن هذا ذو إاتصال باللغة ، فلا يهمل شأنه ، كما لايصح أن نغفل أمر حياة هذه الشجرة في مختلف عهودها ، ووجود الإستفادة منها ، فهي أشبه بالبقرة الحلوب ، بل تدر خيرات اكثر واكثر ...

1 ـ النخلة من النواة :
  طريق تكاثر النخل من النوى هو الأصل ، بل إن النخلة التي أصلها نواة يقال لهل (النواة) على طريق المجاز بإعتبار ماكان ، ويقال لها الدقل ولثمرها كذلك ..
  1 ـ والنواة تسمى (العجمة) ايضياً .
  وفيها حبة صغيرة مدورة يقال لها النقير أو النقرة تتكون في سر النواة والأرجح في ظهرها وتنشق منه والفتيل السحاة التي في شق النواة .
  2 ـ إذا ظهرت الحبة ، أو النقرة ، ونجمت فهي (نجمة ) (وناجمة).
  3 ـ تصير النجمة (شوكة) .
  4 ـ وهذه الشوكة تتكامل الى (خوصة) ، ويقال لها (الخناصة) أيضاً وجمعها خناص .
  5 ـ وبعد ايام تطلع من تلك الخوصة خوصة أخرى وأخرى ، فإذا صارت ثلاث خوصات سميت (الفرش) .
  وهذه مرحلة جديدة تتقرب بها من السفيلة فالنخلة .
  6 ـ ثم يتابع الخوص حتى يكثر ، فيعرض ، وحينئذ يدعى (السفيف) .

النخل في تاريخ العراق   ـ 14 ـ
  7 ـ ثم يكثر الحوص ، فيعسف ومن ثم يسمى (العسيف) .
  8 ـ ومرحلة أخرى يقال لها (النسيغة) .
  9 ـ وبعد ذلك كله تصير النواة (شعيباً) لأنها شعبت افنانا .
  10 ـ النخلة وهذه اّخر المراحل في كمالها .
  والنخلة النابتة من نواة يقال لها (شرية) ، فأذا حولت فهي (فصلة) وكل نخلة مما لا يعرف إسمها فهي (جمع) ، او دقل ، وفي هذا تشترك كتب اللغة ، وكتب النخل في مبدء .
  غرس النواة ، وتطورها حتى تصير نخلة .

2 ـ النخلة من افسيلة :
  من وسائل تكثير النخل أنه يتكون من الفسيلة (المتأرضة) ويقال لها (الجملة) ولمجموعها (الشكير) ولعل هذه تقطع مرحلة مهمة في تكثير الإنتاج بالنظر الى أن النواة تمضي عليها مدة الى أن تصير كالفسيلة .
  وهي نوع من تكثير الجنس بسرعة في النخل خاصة .
  وقيل لما ينبت حول قديم من الفراخ (النباتي) وقال للفسيلة (الجثيث) أيضاً لأنها إقطعت من امها ،أو اجتثت منها ، وكذا (القلعة) .
  واذا اجتثت من الجذع فهي (الركزة) ويقال لها (الراكب والركوب والرّكوب واللاحقة) وهي من خسيس النخل وقد تكون في اعلى النخلة ، زوالتي اصلها في الجذع تسمى (الصنوبر) .
  والصنوبر ايضاً النخلة الخارجة من اصلها نخلة اخرى لم تغرس وقلعها افضل لامها .
  وأما (الغرسة) فهي الفسيلة توضع ساعة في الارض حتى تعلو يقال لها (الودي) ، واحدتها (وديّة) ، واذا كانت الودية قد غرست بكربها قيل (ودية منعلة) كما يقال لها الهراء .
  (والغرسة) أعم لانها اذا اخذت من امها جعل في محلها التراب لئلا تتأثر حياة الام فلا يترك محلها خالياً ، والفسيلة التي انفردت من امها واستغنت عنها .

النخل في تاريخ العراق   ـ 15 ـ
  يقال لها (البتول)و(البتيلة) وهذه اكثر استعمالاَ .
  (والمنفرد) يقال للذي ليس له صنو ولا رائد .
  والملحوظ أنه لو جئنا بالفسيل من موطن الى اخر لتغير وضعه ، فالمكتوم إذا جئنا به من الحلة اختلف بعض الاختلاف ، وأزرق الازرق في مندلي خير منه في المواطن الاخرى .. وفي الحديث الشريف (اذا قامت القيامة وفي أحدكم غرسة فاليغرسها).
  ولا يهمنا تعداد أسمائها إلا أننا يهمنا تاريخ تطورها :
  1 ـ إذا مشت في الغريسة الحياة بعد غرسها وإخضرت وخرج قلبها ، ومجت شحمها ، وضربت بعروقها ، وخرج ليفها فهي (مؤتزرة) و (لفيفة) أيضاً ، او (اشاءة) وهي الفسيلة .
  3 ـ ثم هي (عالقة) ، فإذا علق الغراس قيل له (العالق) .
  4 ـ فإذا خرجت سعفات عبد غرسها قيل (انتشرت) ، ويقال اجثال الفسيل إذا صار لها جذع قيل قعتدت ، واذا تمكنت في الارض وغلظت أعجازها فهي (غلباء) .

3 ـ طريقة غرس النخلة :
  من غرس الفسيلة تعين لنا الطريقة السريعة للتكاثر (1) وهذه لاتكفي حتى نعلم ادارة الغريسة من اول ما تقلع من النخلة حتى تستقل ، وقد علمنا ان البتول او البتيلة تستغني عن امها دون حاجة الى تغير مكانها ، والتي تجتث تحتاج الى عناية ، وتدبير ، وعندنا خير تدبير ان تستر بالحفاء الى ان تقوى ، ويقال لها (كمّ) ، وهذا نوع من العناية .

*************************************************
(1) مجلة الزراعة ج 4 ص 431 ـ 438 و ج 5 ص 36 ـ و ج 5 ص 36 .

النخل في تاريخ العراق   ـ 16 ـ
  ومن التدابير للإنتاج ، أن تحيا النخلة ، وتاتي بالثمر الكثير واجمع اهل الخبرة بالنخل من أهل الحجاز والبصرة أن يباعد بين الغرس ، وان يكون رزدقاً أي صفاً ، جاء في المخصص : وهذا اللفظ فارسي معرب ، ونحن نسمية (سطر) ، او (خيطا ) وهذا اكثر إستعمالاً وكل هذا تدبير لتوقع نتائج من الغرس ، وان يكون نشيطاً وورد المخصص عن طريقة خاصة هي : (أن يحفر للفسيلة بئر) فتغرس فيها (المشامش) وعند الغرس يقال (وجهها) وهو ان يميلها نحو الشمال، فتثبت قوية في الارض وتتمكن (1).
  (وهذا لم يكن في جميع الانحاء ، بل إن العراق لا يعتني هذه العناية بالنخلة في غرسها إلاأن يكمها كما مر ، ولعل للماء وحسن التربة دخلاً في ذلك .

4 ـ طريقة الغرس في نجد والحجاز :
  قال الحلواني ما خلاصته :
 أن غرس كان في الزمان مخصوصاً بأهل المدينة وكان هو اعز اموالهم ، وبه يتفاخرون .
  ثم اعترتهم فترات من السنين الى ان تنوسيت عندهم كيفية الغرس على اصولهم وقوانينه ، فصاروا يغرسونه كيفما إتفق كغرس خيبر ، ومصر ، والمغرب ، وغيرها من البلاد التي لايعبأ بوجودة نخلها .
  ثم ان اهل المدينة تنبهوا الى هذه النكتة سنة 1260هـ ـ 1844 م وتعلموا كيفية غرس من اهل القصيم كبريدة ، وعنيزة ، والرس ، ولغرس النخل عندهم على وجه الاتقان :

*************************************************
(1) المخصص لابن سيده ج 11 ص 109 .

النخل في تاريخ العراق   ـ 17 ـ
  1 ـ أن هم يحفرون حفرة مقدار متر في متر وتسمى في إصطلاح أهل الحجاز (الفقرة)(1) ثم يردمون ثلثيها بترابها ويكون هشاً ، ويتركون الثلث الباقي .
  فيغرسون الصنو (الفسيلة) ، ثم يسقونة كل يوم بماء قليل بشرط أن السقي لايغرق قلبه مدة ستين يوماً الى ان يتراءى ان الصنو قد ثبت ونبت له عروق جديدة في الطينة ، ورمي بسعيفات صغيرة جديدة ، فحينئذ يزيدون الردم عليه مقدار عشر سينتيمات ولا زالوا هكذا كلما زاد سعفاً جديداً ونما يردمون حوله الى ان يتحقق انه قوي وثبت وكثر سعفه .
  ولا يتسلط الريح العاصف ان يقلعه .
  2 ـ أن يباعد بين نخلة واخرى بما لايقل عن عشر مترات .
  وذلك بأمل ان تعطي النخلة حاصلاً أكثر ، وأن يسقى كثيراً ، فإنه يحب الماء ، فينشط ويعمر طويلاً .
  3 ـ أن يختار الصنو من نخلة اصيلة كثيرة الطرح جيدة التمر مثل الحلوة ، والبيض ، والبرني ، والجادي ، والعحو ... والنخل نزوعاً الى اصله ، والأحسن أن يجلب أجا وسلمى والقصيم وينبع ...
  4 ـ أن تقطع في اول حاصل النخلة قنوانها أي سباطاتها (عذوقها) لأن هذا يقوي قلب النخلة وجمارتها ، فتطرح في السنة القادمة اكثر .
  5 ـ أن يتلف صنوان النخلة الصغار ، وإتلاف هذه قوة للنخلة ، وانفع من اولادها (فروخها) أو (فسيلها) .
  6 ـ أن لا يقطع من سعفه النخلة إلا ما ذبل ومال للجفاف واليبس .
 وهذا غير التشذيب المعروف عند العرب عندما يكثر سعف النخلة أي يأخذون صفاً واحداً من السعف والليف الاخير (التكريب) طبقة واحدة لااكثر وإلا أظر بالنخلة .

*************************************************
(1) يفهم من نص المخصص في البحث السابق أنه (فقير) .

النخل في تاريخ العراق   ـ 18 ـ
  7 ـ أن تسمد الارض ليكثر الحاصل ، ويسمى التسميد في مصطلح المصرين بالسباخ ، وفي الحجاز بالتدمين وفي الأحساء بالتعطين .
  (ويسمى عندنا الرفس ايضاً ، وهو مقرون بالتسميد (التدمين) ، ولا يخص النخلة وحدةه) .
  8 ـ ان تجعل حفرة (جوة) تحت السفيلة كالخوص وتكون ملأى بالماء على الدوام (1) والنخل يغرس عندنا على كتف الساقية والنهر ليمر به الماء دائماً .
  وهنا اقول : إن الاستاذ الحلواني عدد بعض انواع التمور وذكر بعض المصطلحات القديمة التي لا تزال معروفة في الحجاز ونجد (المملكة العربية السعودية) مثل (الفقرة) ، إلا انني لا أمضي دون بيان النخل في غرسه وطريقة نموه لا يحتاج الى هذه العناية بل يكتفي باقل منها ، مع مراعاة التسميد ، والسقي باصوله ، ولف الغراس الجديد بالحفاء حذر أن يؤثر فيه الصيف بحره لا سيما في السنة الاولى من غرسه ... بل اقول كما قلت سابقاً ان الغرس وتربية النخل لم ينل من العناية اكثر من المعتاد ، وهو مهم إلا ان التحسين الفني لم يدخله ليكتسب المكانة الائقة .
  والاهتمام بالغرس ، واتخاذ اّبار أو نقر (حفر) له مما يقوي اصله ، وفي الاولوية الاخرى غير البصرة نرى الريح العاصف يقصف النخل وما ذلك الا لعدم تمكن اصلها ، او لانها ضعيفة ولم تقوى على مقاومة الرياح في هبوبها .
  ومن هذا كله نرى ان النخل تتفاوت طرق تربية بالنظر لحالة الارضين ، وصلاح التربة ، ووفور المياه .
  واغلب ما يشاهد في العراق قريباً من الانهر وشواطيها ، اما قلة المياه فتودي بحياته او تجعلها نحيفاً .
  وفي الجممهورية الجزائرية : جاء بالتفصيل عن كيفية الغرس في النخلة في غرس النخلة .

*************************************************
(1) جنى النخلة في كيفية غرس النخلة ، وفيه تفصيل وذكر لرأي ابن وحشية وغيره في علم الفلاحة .

النخل في تاريخ العراق   ـ 19 ـ
5 ـ اجزاء النخلة :
  الصور أصل النخلة ، وكذا أعجازها ومقاعدها تعني أصولها وهي العثك أيضاً ، وجذعها (ساقها) .
  وسعف النخل بمنزلة الاغصان والفروع للشجر ويقال للنخلة السعفة مجأزاً بإسم أشهر أعضائها وأبرزها .
  وقلب النخلة رأسها اللين الذي لم يشتد فيصير جذعاً ، أو هو الخوص الذي يلي أعلاها أو قبل تكونه .
  واحدتها (قبلة) وهي (الجمّارة) وجمعها جمرا ، ولا يعرف قلب النخلة ، وجمارها عندنا بهذين الاسمين .
  وهو شحم النخلة ، ويسمى (الكثر) ايضاً.
  هذا ، والسعف يقال لورقة أو ما هو منزلته (الخوص) ، والجريدة إذا جردنا الخوص عنها ، وإذا يبست السعفة فهي (صريفة) .
  والصرائف للأكواخ سميت بهذا الاسم لأنها منها .
  والكرب واحدتها كربة وهي اصول السعف ، ويقال لها جذمار وجذمور وهو ما بقية من .
  السعفة بعدما تقطع وقطعها يسمى (التكريب) .
  وقال لما بين الكرب محيطاً بالجذع الى قمة النخلة (الليف) .
  والسلاء واحدتها سلاءة ، وأسل واحدتها أسلة شوك النخل .
  وهو المعروف بالسلّى واحدتها سلاّية (سليّة) بلغة عوامنا.
  والعذق هو ما كان فيه رطب .
  وتكون فيه الشماريخ والديخ .
  والعراقيون يقولون (عثكاً) .
  ولا يعرف عندنا بـ (كباسة) ، ولا بـ (القنا).
  وقال لعود العذق العرجون وهو الديخ عند عوامنا وفيه المشاريخ .
  الواحد شمراخ وشمروخ (1) وننطق به (الشرموخ) غصن من أغصان العذق الذي علية التمر .
  والتركيز عندنا يعرف (بالتشجير) ومنهم من يسميه (التعكيس) .
 وإذا لم تحمل النخلة حالت فهي (حائل) كما انها اذا سقطت حملها يقال (نفظت) .
  وتالقيح النخل تأبيرة .
  وهو أن يؤخذ من .

*************************************************
(1) كفاية المتحفظ في اللغة تأليف الشيخ الإمام أبي القاسم ابراهيم إبن إسماعيل المعروف بالأجدابي ، مخطوطة في خزانتي .

النخل في تاريخ العراق   ـ 20 ـ
  كش الفحل فيضع في كش النخلة الانثى .
  وإلا صار (شبيصاً) واحدته (شبيصة) .
  والطلع (نور النخل) ويجمع على نوّار مادام في الكافور (وعاؤه) واحدته طلعة ويقال لقشرة الطلع (البرزين) وله رائحة طيبة .
 والتلتة : هي مشربة من قشرة الطلع .
  ويصير خلالاً ، ثم بلحاً فإذا صار اخضر فهو بسر ، فإذا تلون الى الصفرة أو الحمرة قيل زهى البسر وأزهى ، فإذا اخذ في الترطيب من اذنابه فهو مذنب فإذا بلغ الترطيب الى اوساطه فهو مرطب ثم تمر .
  والقمع ما التزق بأسف التر .
  والذفروق التفروق ما يلتصق به القمع من التمر .
  وفي التمرة النواة أو العجمة .
  وما بين القمع والنواة يقال له (الفسيط) (1) .

6 ـ نشو النخل وعيطه :
  إن النخلة في حالة نشوئها ونموها إذا تكاملت بالوجه اللائق تسمى عندنا (نشوة) وأصلها على ما أظن (الاشاء) و (الاشاءة) .
  واما يعطية فهي (العيدانة) و (الرقلة) أيضاً.
  وهذه دخلها التحوير .
  ولا نريد أن نتوغل في ذكر اوصاف النخل ، فإن كتب اللغة كفيلة بهذا الايضاح وبين اللفاظها ما هو مهمل الاّن .

7 ـ الفحل والانثى من النخل :
  هذه يفرق بينها في الطلع الممثمر والطلع الغير المثمر المستخدم للتلقيح ، ويلفت نظر المء أن يرى التمر ، ويرى الطلع للفحل .
  وعلى كثرة النخل نرى الفحل قليلاً لا يستخدم لأكثر من التلقيح ، ويحتاج الى فسيل الفحل كثيراً في المواطن التي يقل فيها ...

*************************************************
(1) بغية المفيد وبلغة المستفيد ورقة 88 ـ 90 مخطوطتي ، والمخصص .

النخل في تاريخ العراق   ـ 21 ـ

 وصاحب النخل لايريد أن يحتاج الى غيره في طلع النخل للتلقيح ، بل هو في اشد الحجة الى الاستغناء بما عنده ، دون ان يتحكم به الاخرون ولا يصح إهمال شأن الفحل من النخل الذي يصلح لتلقيح جميع انواع النخل ، ولا يختص كل نوع بنوعه من الفحل على خلاف ما يختار من الذكور المعروفة .

انواع النخل والتمر
 إن نظرة بسيطة الى النخل الموجود يعرف منه أن اجناسه مختلفة .
 ولكن هذا ليس عاماً ، وإنما يظهر الفرق في الثمرة اكثر .
 وأوضح والا فالبعض متماثلاً او متقارب ، والبعض الاّخر لا يشبه غيره .
 ولا شك في ان هذه تدعو للإلتفات الى هذه الأنواع .
 ويستغرب جداً أن نرى الصعوبة كل الصعوبة في التفويق بين نخلة واخرى مع اختلاف ثمرها .
 فإذا كان شعر الانسان لايشبه الواحد الاّخر وأن البشرة مختلفة مع الاخرى بقلة أو كثرة ، فالنخل من هذا القبيل ويصعب جداً التفريق بينه .
 يضلف الى ذلك ان العناية بالسعفه وخوصها والجذع وحالته ، والتمر وضروبة كل هذه من دواعي تعين وجوه الاختلاف بين صنوف النخل الاان هذا لم يدون علمياً للتفريق بين انواعه ، ولا أوضح ما يميز بين نوع ونوع بحيث نرى أن مجرد النظر الى اصافه يسقونا الى المعرفة .
 قالو : والدقل راداً التمر .
 قال الراجز :
لو كنتم تمراً لكنتم دقلاً      ii
أو كنتم ماءاًلكنتم iiوشلا

النخل في تاريخ العراق   ـ 22 ـ
 ولم تكن أجناس الدقل معروفة (1) وهذا يوافق ماهو معلوم عندنا في بغداد والبصرة وسائر المواطن ذات النخل ، فإذا قالوا (دقل) أرادوا أنه جنس غير معروف وغالبه من النوى ، ولم يكن من الفسيل ... وفي المخصص :
 كل جنس من النخل لا يعريف إسمه فهو (جمع) ، وكل ما لا يعرف إسمه من التمر فهو دقل .
 ويقال للدقل الألوان واحدها لون ، والرعال الدقل واحدتها رعله ، ويقال لفحلها الراعل ، وعم ابو حنيفة (الدينوري) بالراعل جميع فحاحيل النخل ، والخصاب نخل الدقل واحدتها خصبة (2) .
 وهنا نرى في المخصص ما لم في غيره من بيان الانواع إال اننا لا نفرق بين انواع النخل وبين انواع التمر ، فالتمرة تابعة للنخلة ، أو أن النخلة تسمى بإسم نوع تمرها .
 وهنا الدقل قد يخرج على أصله ولكن الناس يعللون ذلك في ان الجنس تابع للأم ، او هو تابع لها في نوعه ، ولكن للأب تأثيراً غير مشهود ولا يظهر إلا في النواة او الدقل ، والإختلاف في الأنواع تابع لهذا ومن ثم نرى النواة تظهر فيها خصائص الام اكثر إلا أن صفات الأب تبرز في اختلاف الانواع .
 وكنت سألت احد الكرادة عن كيفية معرفة لانواع النخل فقال لي اما تراه ؟ ! وتعجب من سؤالي في حين أن هذه المعرفة من أدق الامور ، وإذا كان التمر من نوع الدقل والمعرفة صعبة جداً ، وقد تتوجه للنوع دون تفصيله .
 وهكذا يدرك المرء من الممارسة ما لا يدركه لأول وهلة ، و لمرات لم تكتسب الخبرة أو الرسوخ فلا تظهر لكل ناظر بسهوله ، بل لا يستطيع احدنا أن يدرك نوع النخل مالم يكن صاحب تمارن زائدة وإمعان نظر ... وأوجه ذلك :

*************************************************
(1) تاج العروس ج 7 ص 323 .
(2) المخصص ج 11 ص 110 و 132 و 133 .

النخل في تاريخ العراق   ـ 23 ـ
 1 ـ بمشاهة الخوص وحالتها ، رأيت بعضهم يدرك ذلك بمجرد النضر.
 2 ـ بملاحظة الكرب وأوضاعه ، ولونه وخشونته أو نعومته .
 3 ـ بسط الأشياء أن ينظر الى العذق وما يحمله .
 4 ـ من أدق الامور أن ينظر إلى الفحل فيفرق بينه وبين الأنثى ، بمجرد النظر الى السعف أو الكرب او الجذع ... وغالب الناس يعرفون ما عندهم فقط لكثرة الممارسة ، ولكن يختلف عليهم قطعاً إذا كانوا قد رأوا ما يخالفة ، أو ما هو متفاوت معه ، الأمر الذي تعسر على الكثيرين معرفته وللمألوفية دخل ، واعتياد المشاهدة يؤدي الى الغرض .
 والطريقة الوحيدة في هذا الباب المزاولة والترصد للفرق وتدوينها وبعض هذه الفروق ظاهرة في مثل البربن ، والزهدي وبعضها يصعب أو يشتبه فيه حتى على العارفين ، وقد امتحنت الكثيرين ، فرأيت الإضطراب والتردد ، بحيث لم يقطعوا في بعظها ... الأمر الذي لا تتفاوت فيه الافهام إلا قليلاً ... أو أنه تابع للرغبة والميل القوي لهذه المعرفة لأجل أن يدقق النوعين ويشاهد ما يخالفهما فيثبتة في حافظته حتى تقوى سواء قدر على التعبير او لم يقدر ، والخصائص مشهودة وموجودة والاوضاع مقصودة ، ولكن التدقيق العلمي مفقود ، والتثبت ناقص ... أو أنه لا يستحق أن يضيع فيه من الوقت ما يكفي لهذه المعرفة ولا تكون قطعية بحثيث يعلم كل صنف حتى أنواع الدقل .

1 ـ انواع النخل والتمر القديمة
  هذه الانواع أوضحها دون تفريق بين التمر والنخل فإن ذلك صعب جداً بل التسمية قد تشمل النخلة الواحدة وتمرها .

النخل في تاريخ العراق   ـ 24 ـ
  أشهر الانواع القديمة:
  1 ـ الابراهيمي : في البصرة .
  2 ـ أبكر : نخل الحجاز تسبق نخلة كله وهي صفراء البسر والتمر ، منها في البصرة وتسمى القسب ، والعرف .
  3 ـ أزاد (أزاذ) : من أجود أنواع التمر في البصرة .
 وورد في حكاية ابي القاسم البغدادي بقوله : والأزد العلك اللزج الذي كأنه القند أو شهد مقمع بالعقيق وهو فارسي معرب وورد في المعرب للجواليفي .
  4 ـ أطيرق .
  5 ـ الأعراف .
  6 ـ أم جرذان : نخلة تحبها الجرذان فتصدعها و تأكل منها ولذا سميت بهذا الاسم ، وموطنها الأصلي في المدينة المنورة من أيام الرسول (ص) وقبلة ، ومثل البرني في البصرة ، واصل التسمية بالفارسية مشان ويقال مشان بضم أوله وبكسره ايضاً ، وهو من اجود الرطب (1) .
  فإذا جفّ فهو (الكبيس) .
  والمشان موطن في ناحية الهارثة من البصرة بلد الحريري صاحب المقامات .
  7 ـ أوتكي .
  8 ـ الباذنجاني : في البصرة .
  9 ـ الباهين : ضرب من رطب البصرة ، وبهجر ، ويبقى عليها التمر السنة كلها الإ شهراً واحداً ، طلع جديد ، وكبائس مبسرة ، وأخر مرطبة ومتمرة .
  10 ـ بحنة (إبنة بحنة ) ، جمعها (بحن) : والبحون ضرب من التمر .

*************************************************
(1) القاموس المحيط ج 4 ص 217 طبعة بولاق الثالثة .

النخل في تاريخ العراق   ـ 25 ـ
 11 ـ البدالي : في البصرة .
 12 ـ البربن .
 13 ـ برشومة (البرشوو) : قيل هو (العرف) ضرب من النخل في البصرة والبحرين .
 وقال الأستاذ الصديق الحاج محمد الصديق الحاج محمد العسافي : (لم أسمع تمراً بهذا الاسم في البصرة وأنما هو فاكهة تشبهة التين تكثر في فلسطين والحجاز ).
 وزاد الأستاذ عبد الجبار بكر مدير الزراعة العام انه يعرف باسم التين الشوكي (الصبّار) ومن سنة (1936) م بوشر بتجربة زراعة في مزرعة الزعفرانية ، ولم يكن جيداً كما في لبنان ووادي بيشة بالحجاز .
 14 ـ البرناج : في البصرة .
 15 ـ البرني (برينة) : في البصرة ، وله هالة ، وورد في قصيدة الأستاذ معروف الرصافي بعنوان تممور الحرية :
ونأكل الموت دون العز نمضغه      كـمضغنا التمر بريناً وسهريزا
 16 ـ البسر : منه البسر المطبوخ ، والبسر الابيض الذي وؤكل قبل النضوج وهو حلو وواحد البسر بسرة ، ويقال كل خلالة صفراء حلوة المأكل البسر في بعض الاقطار العربية .
 17 ـ بشكر : في البصرة .
 18 ـ البلعق : بعمان نظير (البرني) وهو تمر اصفر مدور أجود تمرهم ، ولا يصير على البحر .
 19 ـ البياض : هو الوان كثيرة .
 20 ـ البيذخ : نخلة معروفة .
 21 ـ البيروني : في البصرة .