منار الهدى واحـة الصائم إنتصار الدم مـؤمنة بطاقات المكتبة الاسلامية المكتبة الصوتية تاريخ البصرة بحوث ومقالات
(1) محرم الحرام ـ واحسيناه
(10) محرم الحرام ـ عاشوراء الحسين عليه السلام
(10) محرم الحرام ـ إستشهاد العباس بن علي عليه السلام
(25) محرم الحرام ـ إستشهاد الإمام علي بن الحسين عليه السلام
(7) صفر المظفر ـ إستشهاد الإمام الحسن بن علي عليه السلام
(20) صفر المظفر ـ أربعين الإمام الحسين عليه السلام
(28) صفر المظفر ـ إستشهاد الرسول الإعظم صلى الله عليه وآله وسلم
(29) صفر المظفر ـ إستشهاد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
(8) ربيع الاول ـ إستشهاد الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام
(17) ربيع الاول ـ ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
(17) ربيع الاول ـ ولادة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
(8) ربيع الثاني ـ إستشهاد فاطمة الزهراء سلام الله عليها
(8) ربيع الثاني ـ ولادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام
(10) ربيع الثاني ـ وفاة السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها
(5) جمادى الاولى ـ ولادة السيدة زينب الحوراء سلام الله عليها
(13) جمادى الاولى ـ إستشهاد فاطمة الزهراء سلام الله عليها
(3) جمادى الثانية ـ إستشهاد فاطمة الزهراء سلام الله عليها
(13) جمادى الثانية ـ وفاة أم البنين سلام الله عليها
(20) جمادى الثانية ـ ولادة فاطمة الزهراء سلام الله عليها
(1) رجب المرجب ـ ولادة الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام
(3) رجب المرجب ـ إستشهاد الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام
(10) رجب المرجب ـ ولادة الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام
(13) رجب المرجب ـ ولادة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
(15) رجب المرجب ـ وفاة السيدة زينب الحوراء سلام الله عليها
(25) رجب المرجب ـ إستشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
(26) رجب المرجب ـ وفاة أبو طالب عليه السلام
(27) رجب المرجب ـ مبعث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
(3) شعبان ـ ولادة الإمام الحسين بن علي عليه السلام
(4) شعبان ـ ولادة سيدنا العباس بن علي عليه السلام
(5) شعبان ـ ولادة الإمام السجاد عليه السلام
(11) شعبان ـ ولادة علي الأكبر عليه السلام
(15) شعبان ـ ولادة الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرج الشريف
(1) رمضان ـ رمضان كريم
(9) رمضان ـ وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها
(15) رمضان ـ ميلاد الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام
(19) رمضان ـ ليالي القدر
(19) رمضان ـ ضربة الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام
(21) رمضان ـ ليالي القدر
(21) رمضان ـ استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
(23) رمضان ـ ليالي القدر
(1) شوال ـ عيد الفطر
(8) شوال ـ هدم قبور ائمة البقيع عليهما السلام
(25) شوال ـ إستشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
(1) ذي القعدة ـ ولادة فاطمة المعصومة عليها السلام
(11) ذي القعدة ـ ولادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
(29) ذي القعدة ـ إستشهاد الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام
(1) ذي الحجة ـ زواج أمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة الزهراء سلام الله عليها
(7) ذي الحجة ـ إستشهاد الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام
(9) ذي الحجة ـ إستشهاد مسلم بن عقيل عليه السلام
(10) ذي الحجة ـ عيد الأضحى المبارك
(15) ذي الحجة ـ ولادة الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام
(18) ذي الحجة ـ عيد الغدير الأغر
(1) محرم الحرام ـ واحسيناه


  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمه السماويّ
  ( الحسين ) ... اختاره الله تعالى له ، فهبط جبرئيل الأمين عليه السّلام يحمل أمر ربّه جلّ وعلا أن يُسمّى الوليد الثاني لأمير المؤمنين عليّ وسيّدة نساء العالمين فاطمة صلوات الله عليهما وعلى أبنائها الطاهرين بهذا الاسم المبارك ، وكان الله عزّوجلّ قد حَجَب هذا الاسم عن العرب مِن قَبلُ وادَّخَره لسِبط حبيبه صلّى الله عليه وآله.
  وقد ورد اسم الإمام الحسين عليه السّلام في التوراة بلفظ ( شُبير ) ، وفي الإنجيل بلفظ ( طاب ).

  الكُنية الشريفة
  ( أبو عبدالله ) ، وهي الأشهر ، وكُنّي أيضاً بأبي عليّ.. وفيما بعد كُنّي بـ ( أبي الأئمّة ).

  الألقاب الزاكية
  المبارك ، السِّبط ، الرشيد ، الطيّب ، السيّد ، رَيحانة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، الوفيّ ، الزكيّ ، الوليّ ، التابع لمرضاة الله ، الدليل على ذات الله ، سيّد الشهداء ، سيّد شباب أهل الجنّة.. وهي حُلَل إلهيّة هبطت تكريماً لهذا الوليّ الكبير ، وخِلَع ربّانيّة تحكي معالي مقامه السامي وشرفه الذي لم يسبق إليه سابق.

(10) محرم الحرام ـ عاشوراء الحسين عليه السلام


  سيدي أبا عبدالله
  إن الحزن لرزيتك حضارةٌ وثقافة
  والبكاء عليك إيمان وعقيدة
  لك منّا في يومك ـ وهو أبو الايام ـ كل الحزن والبكاء.
  مولانا صاحب الزمان :
  عظم الله لك الاجر بمصابك ومصابنا بالحسين (ع) والخيرة من أهله واصحابه.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  مناجاة الامام الحسين عليه السلام : وفي اليوم العاشر من محرم لمّا أصبحت الخيل تقبل على الحسين عليه السلام رفع يديه وقال داعياً : اللهم أنت ثقتي في كل كربٍ ، ورجائي في كل شدّة وأنت لي في كل أمرٍ نزل بي ثقةً وعدّةٌ ، كم من همٍ يضعف فيه الفؤاد ، وتَقِلُّ فيه الحيلة ، ويخذل فيه الصديق ، ويشمت فيه العدو ، أنزلته بك وشكوته اليك رغبةٌ مني إليك عمن سواك ، ففرجته وكشفته ، وأنت ولي كل نعمةٍ ، وصاحب كلِّ حسنةٍ ، ومُنتهى كلِّ رغبة.
  اصطفاف عسكر الحسين عليه السلام : وأصبح الحسين بن عليٍ عليهما السلام فعبأ أصحابه بعد صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، فجعل زُهير بن القين في ميمنة أصحابه ، وحبيب بن مظاهرٍ في ميسرة أصحابه ، وأعطى رايته العباس أخاه.
  خطبة الحسين عليه السلام : بعد أن سد العدو كل باب وأغلق كل منفذ أمام الحسين عليه السلام ولكن سلالة الأنبياء ووريثهم لم يترك سبيلاً إلا وسلكه ولا باباً إلا وطرقه ولا موعظة إلا ونطق بها كل ذلك أداءً للواجب وتجنباً لشر الأعداء وإلقاءً للحجة وبهذا وجه الامام عليه السلام خطبة بعد الكثير من النداءات والخطب قال فيها : ( أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حقّ لكم عليّ ـ ثم قال : ـ أما بعد فانسبوني فانظروا من أنا ثم راجعوا أنفسكم وعاتبوهم ، فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ ألست ابن نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول مؤمن مصدق لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بما جاء به من عند ربّه ؟ او ليس حمزة سيدالشهداء عمي ؟ أو ليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي ؟ أو لم يبلغكم ما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لي ولأخي : هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟ فإن صدقتموني بما أقول ـ وهو الحق ـ والله ما تعمدت كذبا مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ، وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم ، اسألوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأباسعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لي ولأخي ، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟!

(10) محرم الحرام ـ إستشهاد العباس بن علي عليه السلام


  العباس بن الامام امير المؤمنين (عليهما السلام)

  اسمه و نسبه: هو العبّاس بن عليّ بن أبي طالب بن عبدالمطّلب، أمه فاطمة الكلابية وتعرف بأم البنين (عليها السلام) .

  ولادته: ولد سنة 26 من الهجرة.

  كنيته و لقبه : يكنّى أبو الفضل و يلقّب بالسقّاء و قمر بني هاشم ، و باب الحوائج و سبع القنطرة و كافل زينب و بطل الشريعة.

  خصاله الحميدة و شجاعته : في مقاتل الطالبيّين : كان العبّاس رجلاً وسيماً يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان في الأرض … و في بعض العبارات : إنّه كان شجاعاً فارساً وسيماً جسيماً.
  و روي عن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنه قال : ( كان عمّنا العبّاس بن عليّ نافذ البصيرة صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبدالله عليه السلام ، و أبلى بلاءً حسناً و مضى شهيداً ).
  ومن صفاته : أنه كان صاحب لواء الحسين (ع) ، و اللواء هو العلم الأكبر ، و لا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر.
  و منها : أنه لمّا جمع الحسين (ع) أهل بيته و أصحابه ليلة العاشر من المحرّم و خطبهم فقال في خطبته : ( أمّا بعد ، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى و لا خيراً من أصحابي ، و لا أهل بيت أبرّ و لا أوصل من أهل بيتي ، و هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، و ليأخذ كلّ واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي ، و تفرّقوا في سواد هذا الليل ، و ذروني و هؤلاء القوم ، فإنّهم لا يريدون غيري).

(25) محرم الحرام ـ إستشهاد الإمام علي بن الحسين عليه السلام


  استشهاد الإمام عليّ السجّاد عليه السلام :
  لمّا استشهد الإمام الحسين عليه السلام خالت السلطة الاُمويّة أنّها سترغد بلا تنغيص مشاعر ولا دغدغة خاطر ، غافلةً عن الدور الذي اضطلع به سيّد الساجدين وزين العابدين الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام والذي لم يكن دوره أقلّ شأناً من دور أبيه عليهما السلام ، فبعثر باُسلوبه الفريد ونهجه الرفيع كلّ حساباتهم ، معرّياً وكاشفاً للاُمّة زيف دعواهم وبطلان قضيّتهم.
  إنّ التنسيق السليم بين الدعاء الهادف والإعلام الناضج قد منح الفكر الإسلامي الأصيل المتمثّل بمدرسة أهل البيت عليهم السلام دفعاً إضافيّاً نحو مواصلة العطاء النضِر والنتاج الثرّ بكلّ عزمٍ وثبات.
  أجلّ آيات العزاء والمواساة بمناسبة استشهاد الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  علي الاكبر بن الإمام الحسين (عليهما السلام)
  صفاته وسيرته : كان (عليه السلام) من أصبح الناس وجهاً واحسنهم خلقاً وروي أنه كان يشبه جده رسول الله (ص) في المنطق والخَلق والخُلق.
  وروى الحديث عن جده علي بن ابي طالب (عليه السلام) وهو صغير السن مما يدل على تعلقه بالعلم والكمال منذ الصغر.
  أما عن شجاعته فقد روي أنه لما ارتحل الامام الحسين (عليه السلام) من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول (انا لله وانا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين) كررها مرتين أو ثلاثاً، فأقبل ابنه علي الاكبر فقال : ممّ حمدت الله واسترجعت ؟ فقال الحسين (عليه السلام) : (يابني إني خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فعلمت انها انفسنا نعيت الينا) فقال علي الاكبر : يا أبه، لاأراك الله سوءً ألسنا على الحق ؟ قال : (بلى والذي إليه مرجع العباد) قال: فاننا إذن لانبالي أن نموت محقين. فقال له الامام الحسين (عليه السلام) : (جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده).


(7) صفر المظفر ـ إستشهاد الإمام الحسن بن علي عليه السلام


  شهادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

  سيدي أبا محمّد ، أيّها الحسن المجتبى :
  ليت شعري كيف استقرّ القوم على هدر دمك وقد تجسّدت فيك المحامدُ كلّها ، فإن راموا طمس معالم الفضل والتقى والكرم والشهامة والإبى ، فأنت المَنْهَلُ النحرير الذي غذّى الاُمّة من علومه المحمّديّة الأصيلة ومعاقل فكره الرفيعة ، وفارس الليل الذي شهدت لنسكه وعبادته أسحار مدينة الرسول ولياليها ، والجواد الذي ما ردّ سائلاً أبدا ، والأبيّ الذي ما هادن على الحقّ أبداً ، والشهم الذي ذاد عن حرمة الدين لمّا بغى القاسطون تدنيسها.
  أسمى آيات الحزن والعزاء بمناسبة حلول السابع من صفر ، ذكرى استشهاد كريم أهل البيت سبط الرسول الأكرم الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.
الاستاذ كريم الانصاري

(20) صفر المظفر ـ أربعين الإمام الحسين عليه السلام


  في أربعين أبي عبدالله عليه السلام :

  وجعلوا العراق طريق عودتهم ، ليكونوا إلى الحسين عليه السلام ثانيةً وتكون كربلاءُ هي الملتقى دوماً ، فعلى ربوعها الجنانية تجتمع كلّ القلوب التي أرهقها السبي والظلم والجور و ... لتسمو نحو الكمال بأغنى المؤن وأطيب الزاد.
  خالداً سيبقى نهج الحسين عليه السلام ، وسيظلّ أربعينه نقطة الإشعاع الرسالي الأصيل ، ومشحذ الهمم التي ترفض الذلّ والتراجع بكلّ عزمٍ وثبات ، وستكون مواقف السجّاد والعقيلة زينب سرمديّةً يغزو سناها الدنيا بأسرها.
  وإنّنا إذ نجدّد الحزن والعزاء في العشرين من صفر ، فإنّنا نجدّد العهد والوفاء بالبقاء على درب الحسين عليه السلام فكرةً وتجسيداً.
الاستاذ كريم الانصاري
(28) صفر المظفر ـ إستشهاد الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم


  سيّدي أبا الزهراء
  يا نبيّ الرحمة وإمام الورى
  يا خاتم الرسل والمنقذ المصطفى
  ابلغ آيات الحزن والعزاء بمناسبة رحيل خاتم الرسل والانبياء محمد المصطفى (ص)
  لقد عانت العترة بفقدك ما عانت وتوالت عليها المحن وانهالت إذ هجر القومُ وصاياك ونعتوك بالهجر ، وغصب الحقَ فئةٌ منهم خرقت كلّ القيم وداست.
  فإلى الله والرسول المشتكى ممّن انتهك الحرمات وجرّع أهل بيت النبوّة والرسالة كاسات الآلام والغصص والويلات.
  اللّهمّ إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا صلواتك عليه وآله وغيبة وليّنا وكثرة عدوّنا وقلّة عددنا وشدّة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا.
  حزن ومواساة بمناسبة وفاة خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ومصاب استشهاد سليله الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه آلاف التحيّة والثناء.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  محمد المصطفى ـ أبوه : عبد الله ، وجده لابيه عبد المطلب ، وأمه آمنة ، وجده الامه وهب.
  ـ أعمامه تسعة : الحارث ، والزبير ، وأبو طالب ، واسمه عبد مناف ، وحمزة ، والغيداق ، وضرار ، والمقوم ، وأبو لهب واسمه عبد العزى ، والعباس ، وجميع أعمامه إخوة لابيه من جهة الاب فقط ، ما عدا أبا طالب فإنه أخ لابيه من جهة الاب والام.
  ـ عماته ست : أميمة ، وأم حكيم ، وبرة ، وعاتكة ، وصفية ، وأروى.

(29) صفر المظفر ـ إستشهاد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام


  يمّم وجهك صوب خراسان
  فإنك لن تجد إلا روضةً من رياض الجنان
  وبقعة من أقدس بقع الصفاء والايمان
  إنه بلا شكّ شمس الشموس وأنيس النفوس
  إنه رمز الصبر والإبى
  السلطان علي بن موسى الرضا (ع)
  ثامن أئمة الدين والهدى
  أرقّ آيات الحزن والمصاب بمناسبة إستشهاد غريب الغرباء الامام أبي الحسن الرضا (ع).
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمه المبارك ونسبه الزاكي
  الإمام عليّ بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين السبط الشهيد بن عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين.
  مدفنه
  خشي المأمون الفضيحة ، ففرّق الناس ، وغُسّل أبو الحسن الرضا عليه السّلام مِن قِبل ابنه الجواد عليه السّلام ليلاً ، ثمّ صلّى عليه ودفنه في البقعة التي استُشهد فيها ، وكان الإمام الرضا عليه السّلام قد وصفها لأبي الصلت الهرويّ ـ أحد أصحابه المقرّبين ـ ذاكراً له غدرة المأمون به ، وما سيجري من بعد شهادته.

  عمره وتاريخ شهادته
  استُشهد الإمام الرضا عليه السّلام يوم الثلاثاء في آخر صفر ، أو السابع عشر منه ، سنة 203 من الهجرة الشريفة ، وذلك عن عمرٍ مبارك يُقدّر بخمسةٍ وخمسين عاماً.

  قبره الطاهر
  وُضع عليه ضريح يزهو بهاءً وجلالاً ، تعلوه على الضريح قبّة ذهبيّة تشعّ نوراً وعزّاً وسموّاً ، ويتوافد على روضته الشريفة ملايين المسلمين كلّ عام ، يقصدونه من مشارق الأرض ومغاربها ، ساكبين عند عتبته المقدّسة دموع الولاء ، ومجدّدين معه العهد ، وعاقدين عنده ميثاق الولاية.
  أمّا الكرامات التي ظهرت عند القبر المطهرّ فهي كثيرة مستمرة يمكن أن تكون مجلّدات كبيرة.


(8) ربيع الاول ـ إستشهاد الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام


  أبا الحجّة
  إليك وأنت تقود الاُمّة وسط أعاصير الجور وعتوّ بني العبّاس
  إليك وعيون الطغاة تحدّق كي تجهض من منقذنا الأنفاس
  إليك وصرخة ( هيهات ) تعلو إذ أرسى الباري خير أساس :
  ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين ).
  إليك أنثر رياحين الولاء من أعماقٍ أنتم لها مقباس .
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  قال الشيخ الطبرسيّ : ( قُبض عليه السّلام بسُرّ مَن رأى لثمانٍ خَلَون من شهر ربيع الأوّل سنةَ ستّين ومئتين ، وله يومئذ ثمانٍ وعشرون سنة ... وقد ذهب كثير من أصحابنا إلى أنّه عليه السّلام مضى مسموماً ، وكذا أبوه وجدّه ، وجميع الأئمّة عليهم السّلام خرجوا من الدنيا بالشهادة ، واستدلّوا في ذلك بما رُوي عن الصادق عليه السّلام من قوله : واللهِ ما منّا إلاّ مقتول شهيد ... تُوفّي عليه السّلام يوم الجمعة ، وخلّف ولده الحجّة المنتظر لدولة الحقّ ، وكان قد أخفى مولده ، لشدة طلب سلطان الوقت له واجتهاده في البحث عن أمره ، فلم يَرَه إلاّ الخواصّ من شيعته ).
  وقد أكّد شهادتَه عليه السّلام جملة من المصادر المهمّة ، منها : دلائل الإمامة ، للطبريّ الإماميّ ، والمصباح ، للكفعميّ ، ومناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب ، والأنوار النعمانيّة ، للسيّد نعمة الله الجزائري ، والإقبال ، للسيّد ابن طاووس ، والصراط السويّ ، للشيخانيّ ، والفصول المهمّة ، لابن الصبّاغ المالكيّ ، وإعلام الورى ، للشيخ الطبرسيّ ...
  يقول ابن الصبّاغ المالكيّ : ولما رُفع خبر وفاته ، ارتُجّت سرّ من رأى وقامت ضجّة واحدة : مات ابن الرضا ، وعُطّلت الأسواق ، وغُلّقت أبواب الدكاكين ... فكانت سُرّ من رأى شبيهاً بالقيامة.
  وأراد جعفر بن الإمام الهادي عليه السّلام أن يصلّيَ على أخيه الحسن العسكريّ عليه السّلام ، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سُمرة ، فجَذَب رداءَ جعفر وقال : يا عمّ ، أنا أحقّ بالصلاة على أبي عليه السّلام ، فتأخّر جعفر وقد اربدّ وجهه واصفرّ ، فتقدّم الصبيّ فصلّى عليه عليه السّلام.

(17) ربيع الاول ـ ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم


  نداءٌ من رُبى العلياء تردّد :
  محمّد يا محمّد يا محمّد
  هاتفٌ من عنان السماء أفصح
  تشعشع النور القدسيّ وسطع
  استبشرت الدنيا : بإشراقة شمس العدل والرحمة والعظمة
  ببزوغ سنا الإيمان والهدى والكرامة
  جاء ليغمر القلوب عشق الخير والسلام
  جاء ليتحف العقول بروائع فكر الإسلام
  فسلامٌ وصلاةٌ على الخاتم المؤيّد والمصطفى الأمجد وعلى عترته الغرر ما بقي الليل والنهار.
  أعطر التهاني والتبريكات بمناسبة حلول المولد النبويّ الشريف وميلاد مؤسّس الطائفة الحقّة ، اُستاذ أرباب الدين ورؤساء المذاهب ، الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  - عاش ثلاثا وستين سنة، منها 6 سنوات مع أمه، و 8 مع جده عبد المطلب، و 42 مع عمه أبي طالب، منها 17 في بيته، وحوالي 25 في بيت خديجة زوجته الاولى، وبقي بعد عمه في مكة 3 سنوات، وفي المدينة 10 سنوات.
  - بعث في اليوم السابع والعشرين من رجب، وله من العمر 40 سنة.
  - زوجاته: اختاره الله، وعنده تسع: عائشة، وحفصة، وام سلمة، وام حبيبة، وزينب بنت جحش، وميمونة، وصفية، وجويرية، وسودة، وكان قد تزوج زينب بنت خزيمة الهلالية، وماتت قبله، وأول زوجاته وسيدتهن السيدة خديجة، تزوجها، وهو ابن 25 سنة، وهي بنت 40، ولم يتزوج غيرها، حتى ماتت، وبقي بعدها سنة بدون نساء، وتزوج غير من ذكرنا، وحصل الفراق بينه وبينهم قبل الدخول، هذا، وكان عنده من السراري غير الزوجات مارية القبطية أم ولده إبراهيم، وميمونة بنت سعد، وأميمة، وريحانة بنت زيد من بني النضير.

(17) ربيع الاول ـ ولادة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام


  لقد أرسى الامام الصادق (ع) الاسس القويمة والمفاهيم الصحيحة للدين الاسلامي الحنيف بأرقى الادلة وامتن البراهين حتى غدا الفكر الشيعي الاثني عشري الوجه الوضّاء الذي يعكس مضامين الرسالة المحمدية الخالدة بأبهى صورها واجلى معانيها .
  نزف لكم اعطر التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى ميلاد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام .
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  النسب الأزكى
  هو الإمام جعفر بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين السبط الشهيد بن الإمام عليّ أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
  وبهذا ، تكون جدّته : العلياء فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، ويكون جدّه الأعلى رسولَ الله الأكرم محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم.. ومن هنا عرّفه الذهبيّ بـ : العلَويّ الهاشميّ .

  كُناه
  الأشهر منها : أبو عبدالله ، إذا أُطلقت في الأحاديث انصَرَفَت إليه ، وله كُنيتانِ هما : أبو إسماعيل ، نسبةً إلى ولده الأكبر ، وأبو موسى ، نسبةً إلى ولده ووصيّه الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه.

  قال السيّد عليّ بن طاووس : إنّ مِن العجَب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد ... في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليه بعد تكرار الآيات الباهرات ، حتّى يكرّر [ المنصور ] إحضارَه للقتل سَبعَ دفعات [ أو تسع مرّات ] ... تارةً يأمر رزّام بن مسلم مولى أبي خالد أن يقتل الإمام وهو سلام الله عليه في الحِيرة ، وتارة يأمر باغتياله مع ابنه موسى بن جعفر ، حيث قال قيس بن ربيع : حدثني أبي الربيعُ قال : دعاني المنصور يوماً قال : أما ترى ذلك الذي يبلغني عن هذا الحُسَينيّ ؟! قلت : ومَن هو يا سيّدي ؟! قال : جعفر بن محمّد ، واللهِ لأستأصِلَنّ شَأفَتَه ، ثمّ دعا بقائدٍ من قُوّاده فقال : انطَلِقْ إلى المدينة في ألف رجلٍ فاهجمْ على جعفر بن محمّد وخُذ رأسَه ورأسَ ابنهِ موسى في مَسيرِك .
  وتارة يأمر بإحراق بيته ، وقد فعلوا ، ثمّ لم يقنع بهذه الأفعال الشنيعة حتّى شَرِك في دمه وقَتلَه مسموماً بالعنب ، فاستُشهد سلام الله عليه يوم الاثنين في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة 148 هجريّة ، وله من العمر 68 سنة ـ أو 65 سنة ـ متأثّراً بذلك السم الحادّ الذي دسّه إليه أبو جعفر المنصور الدوانيقي على يد عامله على المدينة محمّد بن سليمان.


(8) ربيع الثاني ـ إستشهاد فاطمة الزهراء سلام الله عليها


  استشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام
  وتذوب المفردات وتنصهر لتنحت في ظلامة اُمّ أبيها أشجى المعلّقات وأروع مانقول.
  كيف لا وهي حليلة المرتضى وبهجة قلب الرسول.
  يا من لرضاك تلوح تباشير رضى الإله فكيف وإن غضبت أيّتها البتول.
  سيّدتي ويا سيّدة الكونين : إليكِ نبثّ غصص الحزن والأسى.
  إليكِ نعلن صحيفة الحبّ والولى.
  وما شكوانا إلاّ من قومٍ تجاهلوا حقّك وتناسوا منزلتك.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  وفاتها
  لم تُبق المصائب والأحزان من فاطمة الزهراء عليها السّلام شيئاً حتّى أذابتها ، وجعلتها طريحة فراشها ، لكنّها في يومها الأخير قامت فنادت على أمّ سلمى زوجة أبي رافع أن تسكب لها ماءً ، فاغتسلت ولبست ثيابها الجُددَ ، ونامت مستقبلة القبلة ، وأوصت أسماءَ بنت عُمَيس ببعض وصاياها ، فلمّا نادتها أسماء لم تُجبها ، حيث قضت نحبها وحلّ أجلها ، وأوحش فراقها ، وفُجع بها زوجها وبنوها وقد ودّعوها وداعاً مريراً لا يوصف.
  وترحل سيدةُ نساء العالمين عن هذا العالم ولم يكن لها من عمرها الشريف المبارك إلاّ ثماني عشرة سنة ، فأفجعت وما زالت فجيعتها تعيش في صدور المحبّين الموالين. وكانت وفاتها ، بل شهادتها في الثالث من جُمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة النبويّة الشريفة، أي بعد رحيل أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله بـ 95 يوماً على أشهر الروايات ، وإن قوي عند البعض أنّ وفاتها كانت بعد أربعين يوماً ـ كما ذكر الزرنديّ الحنفيّ في ( نظم درر السمطين ص 81 ) ، أو بعد شهرين ـ كما روى الحاكم النيسابوريّ في ( المستدرك 163 : 3 ) عن عائشة وعن جابر الأنصاريّ ، وكذا ابن عساكر عن ابن الزبير في ( تهذيب تاريخ دمشق 299 : 1 ) ، وقال بعضهم : ثلاثة اشهر ، أو ستّة أشهر.

(8) ربيع الثاني ـ ولادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام


  اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا هادِىَ الاْمَمِ
  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ النِّعَمِ
  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيبَةَ الْعِلْمِ
  اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا سَفينَةَ الْحِلْمِ
  اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا اَبَا الاْمامِ الْمُنْتَظَرِ الظّاهِرَةِ لِلْعاقِلِ حُجَّتُهُ وَالثّابِتَةِ فِى الْيقينِ مَعْرِفَتُهُ الْمُحْتَجَبِ عَنْ اَعْينِ الظّالِمينَ وَالْمُغَيبِ عَنْ دَوْلَةِ الْفاسِقينَ وَالْمُعيدِ رَبُّنا بِهِ الاْسْلامَ جَديداً بَعْدَ الاْنْطِماسِ وَالْقُرْآنَ غَضّاً بَعْدَ الاْنْدِراسِ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمه الشريف ونسَبه الزاكي
  هو الإمام الحسن العسكريّ بن الإمام عليّ الهادي بن الإمام محمّد الجواد بن الإمام عليّ الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ السجّاد زين العابدين بن الإمام الحسين سيّد الشهداء بن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم أفضل الصلاة والسّلام.
  فتكون جدّته العُليا فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين عليها السّلام ، وجدّه الأعلى المصطفى محمّداً سيّد الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين.
  كنيته
  كُنّي سلام الله عليه بولده الوحَد ، الإمام المهديّ المنتظَر عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، فقيل : أبو محمّد ، لا غير.

  ولادته
  تعدد تاريخها ، إلاّ أنّ أشهرها : يوم الجمعة الثامن من ربيع الآخِر سنة 232 من الهجرة النبويّة المباركة ، في المدينة الطيّبة المنوّرة.

(10) ربيع الثاني ـ وفاة السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها


  إلى اُمثولة الإيمان والوفاء
  إلى من تجشّمت الصعاب روماً لغريب الغرباء
  إلى الذائبة في صلب العقيدة ومظهر الإباء
  إلى كريمة البيت النبويّ الطاهر
  كلّ آيات الولاء
  أسمى آيات التعازي والمواساة بمناسبة استشهاد السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  هل استشهدت المعصومة بالسمّ ؟
  ذكر بعض المصادر أنّ المأمون لمّا بلغته أخبار القافلة التي تحرّكت من المدينة إلى خراسان ، وفيها اثنان وعشرون علَويّاً ، وعلى رأسها السيّدة فاطمة بنت موسى عليها السّلام ، وأنّ عدد أفراد القافلة يتعاظم كلّما تقدّمت في مسيرها ، أوعز بالتصدّي لها ، فتصدّى لها جماعة من جلاوزة النظام ، وقتلوا وشرّدوا كلّ من كان فيها ، وقيل إنّ السمّ دُسّ بعد ذلك إلى السيّدة المعصومة في مدينة ساوة ، فلم تلبث إلاّ أيّاماً قليلة حتّى فارقت الحياة.
  روى الحسن بن عليّ القمّي أنّ فاطمة ( المعصومة ) رضي الله عنها لمّا توفيّت وغُسلّت وكُفّنت ، حُملت إلى مقبرة ( بابلان ) ووضعت على حافّة سرداب حُفر لها ، فاختلف آل سعد في مَن يُنزلها إلى السرداب ، ثمّ اتّفقوا على أن يتولّى ذلك خادم لهم صالح كبير السنّ ، فلمّا بعثوا إليه رأوا راكبَين مُقبلَين من جانب الرملة وعليهما لِثام ، فلمّا قَرُبا من الجنازة نزلا وصَلّيا عليها ، ثمّ نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه ، ثمّ خرجا ولم يُكلّما أحداً ، وركبا وذهبا ولم يدرِ أحد مَن هما.


(5) جمادى الاولى ـ ولادة السيدة زينب الحوراء سلام الله عليها


  إنّها مجرّدُ إثارةٍ ليس إلاّ :
  بالأمس وردت زينب الكبرى الشامَ أسيرةً حاسرةً
  ينشد يزيدٌ بمصيبتها فَرِحاً تلك الأبيات المشهورة
  وازداد بإحضارها وعيالها مجلسَه تشفّياً واستذلالاً
  لكنّها صكّت مسامعه بشموخ وقفتها وروعة خطبتها التي سكنت لها الأنفاس إجلالاً وإعظاما.
  واليوم وأنت ترمق ضريحها الطاهر يملأ ضواحي دمشق نوراً وسناءا.
  فإنّك تدرك قدرة الباري لمّا يحلّق بأوليائه سموقاً وبهاءاً.
  فإن كانت العقيلة عليها السلام قد قضت مفجوعةً مغمومةً.
  فإنّها قد خلدت في العقول والقلوب ألِقةً مرفوعة.
  تبريكات ولائيّة بمناسبة ولادة عقيلة الطالبيّين زينب بنت عليّ عليهما السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمها ونسبها :
  زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أمها سيدة نساء العالمين فاطمة ( عليها السلام ) بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

  ولادتها :
  ولدت بالمدينة المنورة في الخامس من جمادي الأول في السنة الخامسة للهجرة .

  سيرتها وفضائلها :
  كانت ( عليها السلام ) عالمة غير معَلّمة ، وفهِمة غير مفهمة ، عاقلة لبيبة ، جزلة ، وكانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها أمير المؤمنين وأمها الزهراء (عليهما السلام) .

(13) جمادى الاولى ـ إستشهاد فاطمة الزهراء سلام الله عليها


  وتذوب المفردات وتنصهر لتنحت في ظلامة اُمّ أبيها أشجى المعلّقات وأروع مانقول.
  كيف لا وهي حليلة المرتضى وبهجة قلب الرسول.
  يا من لرضاك تلوح تباشير رضى الإله فكيف وإن غضبت أيّتها البتول.
  سيّدتي ويا سيّدة الكونين : إليكِ نبثّ غصص الحزن والأسى.
  إليكِ نعلن صحيفة الحبّ والولى.
  وما شكوانا إلاّ من قومٍ تجاهلوا حقّك وتناسوا منزلتك.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  وفاتها
  لم تُبق المصائب والأحزان من فاطمة الزهراء عليها السّلام شيئاً حتّى أذابتها ، وجعلتها طريحة فراشها ، لكنّها في يومها الأخير قامت فنادت على أمّ سلمى زوجة أبي رافع أن تسكب لها ماءً ، فاغتسلت ولبست ثيابها الجُددَ ، ونامت مستقبلة القبلة ، وأوصت أسماءَ بنت عُمَيس ببعض وصاياها ، فلمّا نادتها أسماء لم تُجبها ، حيث قضت نحبها وحلّ أجلها ، وأوحش فراقها ، وفُجع بها زوجها وبنوها وقد ودّعوها وداعاً مريراً لا يوصف.
  وترحل سيدةُ نساء العالمين عن هذا العالم ولم يكن لها من عمرها الشريف المبارك إلاّ ثماني عشرة سنة ، فأفجعت وما زالت فجيعتها تعيش في صدور المحبّين الموالين. وكانت وفاتها ، بل شهادتها في الثالث من جُمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة النبويّة الشريفة، أي بعد رحيل أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله بـ 95 يوماً على أشهر الروايات ، وإن قوي عند البعض أنّ وفاتها كانت بعد أربعين يوماً ـ كما ذكر الزرنديّ الحنفيّ في ( نظم درر السمطين ص 81 ) ، أو بعد شهرين ـ كما روى الحاكم النيسابوريّ في ( المستدرك 163 : 3 ) عن عائشة وعن جابر الأنصاريّ ، وكذا ابن عساكر عن ابن الزبير في ( تهذيب تاريخ دمشق 299 : 1 ) ، وقال بعضهم : ثلاثة اشهر ، أو ستّة أشهر.


(3) جمادى الثانية ـ إستشهاد فاطمة الزهراء سلام الله عليها


استشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام
  وتذوب المفردات وتنصهر لتنحت في ظلامة اُمّ أبيها أشجى المعلّقات وأروع مانقول.
  كيف لا وهي حليلة المرتضى وبهجة قلب الرسول.
  يا من لرضاك تلوح تباشير رضى الإله فكيف وإن غضبت أيّتها البتول.
  سيّدتي ويا سيّدة الكونين : إليكِ نبثّ غصص الحزن والأسى.
  إليكِ نعلن صحيفة الحبّ والولى.
  وما شكوانا إلاّ من قومٍ تجاهلوا حقّك وتناسوا منزلتك.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  وفاتها
  لم تُبق المصائب والأحزان من فاطمة الزهراء عليها السّلام شيئاً حتّى أذابتها ، وجعلتها طريحة فراشها ، لكنّها في يومها الأخير قامت فنادت على أمّ سلمى زوجة أبي رافع أن تسكب لها ماءً ، فاغتسلت ولبست ثيابها الجُددَ ، ونامت مستقبلة القبلة ، وأوصت أسماءَ بنت عُمَيس ببعض وصاياها ، فلمّا نادتها أسماء لم تُجبها ، حيث قضت نحبها وحلّ أجلها ، وأوحش فراقها ، وفُجع بها زوجها وبنوها وقد ودّعوها وداعاً مريراً لا يوصف.
  وترحل سيدةُ نساء العالمين عن هذا العالم ولم يكن لها من عمرها الشريف المبارك إلاّ ثماني عشرة سنة ، فأفجعت وما زالت فجيعتها تعيش في صدور المحبّين الموالين. وكانت وفاتها ، بل شهادتها في الثالث من جُمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة النبويّة الشريفة، أي بعد رحيل أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله بـ 95 يوماً على أشهر الروايات ، وإن قوي عند البعض أنّ وفاتها كانت بعد أربعين يوماً ـ كما ذكر الزرنديّ الحنفيّ في ( نظم درر السمطين ص 81 ) ، أو بعد شهرين ـ كما روى الحاكم النيسابوريّ في ( المستدرك 163 : 3 ) عن عائشة وعن جابر الأنصاريّ ، وكذا ابن عساكر عن ابن الزبير في ( تهذيب تاريخ دمشق 299 : 1 ) ، وقال بعضهم : ثلاثة اشهر ، أو ستّة أشهر.

(13) جمادى الثانية ـ وفاة أم البنين سلام الله عليها


  الثالث عشر من جمادى الآخر ذكرى وفاة السيدة الجليلة ام البنين فاطمة بنت حزام زوج امير المؤمنين عليه السلام، وهي فاطمة بنت حزام الكلابي العامري، وكنيت بأم البنين لأن لها اربع أبناء كلهم استشهدوا في كربلاء مع الحسين سيد الشهداء عليه السلام، وهي من قبيلة بني كلاب من العرب الاقحاح من بني عامر بن صعصعة، شهيرة بالشجاعة والفروسية، كانت ولادتها على الارجح في السنة الخامسة للهجرة الشريفة، تزوجت من امير المؤمنين علي عليه السلام بعد السنة الرابعة والعشرين من الهجرة الشريفة وذلك لأن الأمير عليه السلام تزوجها بعد إمامة بنت زينب ربيبة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  آباء وأمهات أم البنين عليها السلام:
  هي فاطمة بنت حزام وهو أبو المحل بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب، وأمها ثمامة بنت سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأمها عمرة بنت الطفيل فارس فرزل بن مالك الاحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب، وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب، وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت وهب بن نمير بن نصر بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت أسد بن خزيمة، وأمها بنت جحدر بن ضبيعة الأعز بن قيس بن ثعلبة بن عكاسة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن زار، وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلب وأمها بنت ذي الرأسين وهو خشيش بن أبي عصم بن سمح بن فزارة وأمها بنت عمرة بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن نفيض بن الريت بن غطفان.

(20) جمادى الثانية ـ ولادة فاطمة الزهراء سلام الله عليها


  أرِحِ القلب وارحم الذهن من شوارد الفِكَرِ وشواذها .
  وقِفْ طويلاً تأمّل عظمةَ البضعةِ وأيَّ سرٍّ اُودع فيها .
  لا ، فلن تبلغ إلاّ الحقيقة الوضّاءة التي تجلي عن ضميرك كلّ قوافل الشكوك والأوهام .
  إنّها الزهراء البتول وكفى بها رصيد المؤمنين وميزانهم .
  إنّها فلذة كبد الرسول وكفى بها وعاءً لأئمّة المسلمين وأوليائهم .
  حيّيتُ يومكِ يا بهجةَ الخاتمِ وكيف بي :
  أأسكبُ دمعاً بفرحة الميلاد أم أصبّه حزناً لهول المصائب والأحقاد.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  في بدء خَلق فاطمة الزهراء عليها السّلام وردت روايات كثيرة ، نذكر قسماً منها :

  روى الهيثميّ في ( مجمع الزوائد 202 : 9 ) عن عائشة قالت : كنتُ أرى رسول الله يقبّل فاطمة ، فقلت : إنّي كنت أراك تفعل شيئاً ما كنت أراك تفعله مِن قبل ، فقال لي : يا حُمَيراء ! إنّه لمّا كان ليلةَ أُسري بي إلى السماء ... أُدخلت الجنّة ، فوقفت على شجرة من شجر الجنّة ، لم أرَ في الجنّة شجرة أحسنَ منها ولا أبيضَ منها ورقةً ولا أطيب منها ثمرة ، فتناولتُ ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت ماءً في صُلبي ، فلمّا هطبتُ إلى الأرض واقعتُ خديجة فحَمَلتْ بفاطمة ، فإذا أنا اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شَمَمتُ ريحَ فاطمة.
  وروى المحبّ الطبريّ في ( ذخائر العقبى ص 36 ) عن عائشة أيضاً قالت : قلت : يا رسول الله ، ما لَكَ إذا قبّلت فاطمة جعلتَ لسانك في فيها كأنّك تريد أن تُلعِقها عَسَلاً ؟! فقال : إنّه لمّا أُسري بي أدخلني جبرئيل الجنّة فناولني تفّاحةً ، فأكلتُها فصارت نطفة في ظهري ، فلمّا نزلتُ من السماء واقعت خديجة ، ففاطمة من تلك النطفة ، فكلمّا اشتقتُ إلى تلك التفّاحة قبّلتها.


(1) رجب المرجب ـ ولادة الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام


  إلى باقر العلوم المحمّديّة وسراجها الوهّاج
  إلى شمس المعارف العلويّة وبحرها الموّاج
  إلى قطب الدين وسيّد العالمين
  إلى خامس الأئمّة الميامين
  تعزف القلوب اُنشودة العشق والولاء .
  لكم أعبق التهاني وأعطر الاُمنيات بمناسبة حلول غرّة رجب الأصبّ ، يوم ميلاد الإمام محمّد الباقر عليه السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمه المبارك ونسبه الشريف
  محمّد بن الإمام عليّ السجّاد زين العابدين ، حفيد السبط الشهيد الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم.

  كنيته
  أبو جعفر ، كُنّي بولده الإمام جعفر الصادق عليه السّلام. وقد يقال : أبو جعفر الأوّل ، تمييزاً عن الإمام الجواد عليه السّلام الذي يكنّى : أبا جعفر الثاني . أمّا إذا اُطلقت الكنية فيُقصد بها الإمام الباقر عليه السّلام.

  مولده الأغرّ
  وُلد يوم الجمعة وقيل : السبت أو الاثنين أو الثلاثاء غرّة رجب ، أيّ أوّل يوم منه سنة سبع وخمسين من هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وهو الأشهر ، وقيل : سنة ستٍّ وخمسين ، أو ثمانٍ وخمسين.
  وكان مولده المبارك في دار أبيه الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام ، في مدينة الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم.

(3) رجب المرجب ـ إستشهاد الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام


  سيّدي يا سليل الدوحة النبويّة المباركة لقد قلتَ : ( إنّ الله تعالى علم منّا أنّا لا نلجأ في المهمّات إلاّ إليه ، ولا نتوكّل في الملمّات إلاّ عليه ، وعوّدنا إذا سألناه الإجابة ، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا ).
  ولقد قال عزّ وجلّ : ( وابتغوا إليه الوسيلة ).
  سيّدي إنّكم والله الوسيلة التي تأخذ بنا إلى مظانّ الإجابة إذا سألناه تعالى منيبين ، أعماقٌ تشرق بأحاسيس الولاء لآل العصمة والطهارة عليهم السلام ومصائب عزاء بشهادة الإمام عليّ الهادي عليه السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمه الشريف ونسبه الزاكي
  الإمام عليّ بن الإمام الجواد بن الإمام الرض .ا.. حتّى ينتهي نسبه الطاهر إلى أمير المؤمنين عليه السّلام ، فتكون فاطمة الزهراء صلوات الله عليها جدّتَه الكبرى ، ويكون النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم جدّه الأعلى.

  شهادته
  كانت يوم الاثنين ثالث رجب سنة 254 هجريّة في دار غربته بـ (سُرّ مَن رأى) ، في آخر حكم المعتزّ العبّاسيّ ، ولم يكن له عليه السّلام من العمر أكثر من واحد وأربعين عاماً وأشهُر ... متأثّراً بالسمّ الذي دَسّه المعتزّ العبّاسيّ ، قيل : على يد أخيه المعتمد العبّاسي ، وقد سُمِعَت جارية في تشييع جنازته تقول: ماذا لَقِينا في يوم الاثنين قديماً وحديثاً ؟!
  قام ابنُه الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام بتجهيزه والصلاة عليه ودفنه في داره الشريفة بسامرّاء. فأصبح له قبر معروف عليه ضريح يجمعه مع ابنه أبي محمدٍ الحسن العسكريّ عليهما السّلام ، له قبّة ذهبيّة ساطع.

(10) رجب المرجب ـ ولادة الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام


  ماذا يجول بذهنك وأنت تتدبّر قوله عزّ وجلّ : ( ويكلّم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين ) و : ( إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم الناس في المهد وكهلاً ) و : ( وآتيناه الحكم صبيّا ... ) ؟
  ثم وأنت تبحث بدقّة وإمعان في معالم شخصيّة الإمام الجواد عليه السلام وعطائه الفكري الثرّ ونبوغه الفريد وسيرته الرائعة وريادته التي تفيض حكمةً وهيبةً واقتداراً وسط أشدّ أعاصير الضغط والتحريف والإرهاب ، والأعظم من ذلك كلّه : تسلّمه زمام الإمامة ولمّا يبلغ السابعة من عمره الشريف ...؟
  ألم تسجّله واحداً من أسطع البراهين وأتمّ الأدلّة على إلهيّة منصب أئمّة الهدى وأعلام الورى عليهم السلام ؟! إنّه كذلك بلا شكّ ولا ريب عند المنصف الواعي.
  تهاني زاكيات بمناسبة ميلاد تاسع الأئمّة الطاهرين محمّد بن عليّ الجواد عليهما السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمه المبارك ونسبه الطاهر
  الإمام محمّد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ السجّاد بن الحسين السبط بن عليّ أمير المؤمنين بن أبي طالب صلوات الله عليهم.. من علياء بني هاشم ، ومن ذريّة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السّلام ، ومن سلالة أشرف الخلق محمّد الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.

  مولده الأغرّ
  المشهور أنّه وُلد عليه السّلام في رجب ، لِما ورد في أدعية شهر رجب من قول الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه : اللهمّ إنّي أسألك بالمولودَينِ في رجب : محمّد بنِ عليٍّ الثاني ( أي الإمام الجواد عليه السّلام ) ، وابنهِ عليِّ بنِ محمّد المنتجَب ( أي الإمام الهادي عليه السّلام ).
  والأشهر أنّه في العاشر من شهر رجب الأصبّ عام 195 هجريّة ، وكان ذلك في المدينة المنوّرة.

(13) رجب المرجب ـ ولادة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام


  أيمكن درك الرسالة والرقيّ وإشراقات التأريخ بلا عليّ بن أبي طالب ؟
  فرضه يستدعي طرح البدائل اللائقة والردود المتقنة لجملة مطالب ـ تُعدّ قطراً من بحر وجوده الزاخر ـ :
  المصدّق الأول بنبوّة محمّد ونهجه القويم
  سيف الرسالة الخالد ودرعها العظيم
  القربان الأول ومُحكِم صرح الدين وعزّه
  المعلن فيه الخاتم : ( خرج الإسلام كلّه إلى الكفر كلّه )
  باب علم المصطفى
  من لا يعرفه إلاّ المرسَل وربّ السما
  منهل الحكمة والقرآن الناطق
  هو والحقّ صنوان بلا فارق
  لولاه لهلك الثاني بل سائر البشر
  بعل البضعة وأبو الأئمّة الغرر
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  المعصوم الثاني بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، والإمام الأوّل من أئمّة الحقّ والهدى أوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وهو سيّد الأوصياء جميعاً ، مَن كان قبلَه من أوصياء الأنبياء السابقين ، ومَن كان بعده من أبنائه الميامين ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
  ولم يَزَل اسمه هذا في الجاهلية والإسلام عليّاً. وله أسماؤُه الأُخرى في كتب الله تعالى المنزلة ، وهي كثيرة ... بعضها ألقاب وأوصاف وخصائص وفضائل ومراتب وهبها الله تعالى له ، كما جاء ذلك في القرآن الكريم ، ولكنّ اسمه الشريف الذي ورد في الكتب السماوية هو : ( إيليا ) أو ( إلْيا ) ذلك في التوراة غالباً ، وفي الإنجيل ( هيدار ) ، وفي الزبور ( قاروطيا ) ، في الرواية : إيليا أو إليا : الوليّ من بعد الرسول ، وهيدار : الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم ، وقاروطيا : حبيب ربّه.

(15) رجب المرجب ـ وفاة السيدة زينب الحوراء سلام الله عليها


  هَلا تأمّلت وأنت تلحظ : أنّ لذّة النصر ما كانت لتفارق يزيد الطاغية حتى منح الناس إذناً عامّاً كي يشاطروه أفراحه البالية فركب الكرسيّ المغصوب لينال من العترة الزاكية ، وفي غمرة نشوته وفي ذلك الجوّ الملتهب انبرت له زينب العقيلة لتصكّ مسامعه والحضّار بخطبة عصماء مشحونةً بمتانة الأداء وفصاحة الكلام ، ممزوجةً بروعة الانسياب ودقّة الانتخاب مع غاية الجرأة وذروة الحماسة ، من امرأة خفرة لم يُرَ ظلّها قبل وقعة الطفّ الفجيعة ، ذلك وفي عقر دار الظالم وهو في منتهى الغرور والغطرسة ، فانقلب المجلس عليه وعلى أقاويله وترّهاته السخيفة انقلاب السحر على الساحر.
  أبلغ آيات الحزن والعزاء بمناسبة وفاة عقيلة بني هاشم الحوراء زينب عليها السلام
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمها ونسبها :
  زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أمها سيدة نساء العالمين فاطمة ( عليها السلام ) بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

  أم المصائب :
  سُميت أم المصائب وحق لها أن تسمى بذلك ، فقد شاهدت مصيبة وفاة جدها النبي (صلى الله عليه وآله) ، وأمها الزهراء ( عليها السلام ) ، وشهادة أبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ومصيبة أخيها الحسن ( عليه السلام ) ، وأخيراً المصيبة العظمى وهي شهادة أخيها الحسين ( عليه السلام ) ، في واقعة الطف مع باقي الشهداء ( رضوان الله عليهم ) .

  وفاتها :
  توفيت أم المصائب زينب ( عليها السلام ) في سنة ( 62 هـ ) ، واختُلِفَ في محل دفنها ، فمنهم من قال في مصر ، ومنهم من قال في الشام ، ومنهم من قال في المدينة .

(25) رجب المرجب ـ إستشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام


  أبا الرضا
  يا موسى بن جعفر
  لقد علّمتنا كيف نهضم المحن لنصوغها عزماً وإرادة ..
  وكيف نفجّر من ظُلَم المطامير وضيقها أنواراً سنيّة وآفاقاً رحبة ..
  وكيف نبلور الرفض استقطاباً جارفاً واستجابةً عارمةً
  لقد وهبت لنا بفكرك السامي وأناتك الرائعة نهج البقاء
  فلك من محبّيك كلّ الحبّ والولاء
  أشجى مشاعر الأسى والحزن بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام.
الاستاذ كريم الانصاري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  يُستَشهد الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليه السّلام ببغداد في سجن السِّنديّ بن شاهك في الخامس والعشرين من شهر رجب الأصبّ سنة 183 هجريّة ... متأثّراً بسمٍّ شديد دسّه السنديّ في رطبٍ قدّمه للإمام سلام الله عليه ، فإذا تناوله دبّ إليه ما غيّر بدنه من لونٍ إلى آخر ، حتّى قضى صلوات الله عليه شهيداً بعد أن كان في حبوسه يحيي الليل بالسهر إلى السحر ، بمواصلة المناجاة والابتهال ، وحتّى عُرف بالسجدة الطويلة ، والدموع الغزيرة ، والمناجاة الكثيرة ، والضراعات المتّصلة ... ووُصف ـ كما في زيارته الشريفة ـ بأنّه مألَفُ البَلوى والصبر ، المضطَهَد بالظلم ، والمقبور بالجور ، والمعذّب في قعر السجون وظُلم المَطامير ، ذو الساق المرضوض بحلَقِ القيود.
  ثمّ حُملت جنازته سلام الله عليه ، فنُودي عليها بذُلّ الاستخفاف ، فورد على جدّه المصطفى وأبيه المرتضى وأُمّه سيّدة النساء بإرثٍ مغصوب ، وولاء مسلوب ، وأمرٍ مغلوب ، ودم مطلوب ، وسمّ مشروب.
  وأُلقيت جنازته المقدّسة على جسر الرصافة ببغداد ، حينها سارع محبّو أهل البيت وأشياعهم إلى حملها على الرؤوس وهم في صراخ وبكاء على سيّدهم وإمامهم بعد غيبة طويلة وفراق مرير.

(26) رجب المرجب ـ وفاة أبو طالب عليه السلام


  ألح المرض بأبي طالب ، فلم يلبث أن وافته المنية ، وكانت وفاته في رجب سنة عشر من النبوة ، بعد الخروج من الشعب بستة أشهر‏.‏ وقيل‏:‏ توفي في رمضان قبل وفاة خديجة رضي الله عنها بثلاثة أيام‏.‏
  وفي الصحيح عن المسيب‏:‏ أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده أبو جهل فقال‏ :‏ ‏( أي عم، قل‏:‏ لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ‏)‏ فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أ مية‏:‏ يا أبا طالب ، ترغب عن ملة عبد المطلب‏ ؟‏ فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر شيء كلمهم به‏:‏ على ملة عبد المطلب ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏(‏لأستغفرن لك ما لم أنه عنـه) فـنزلت‏ : ‏‏{‏ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ‏}‏ ‏[‏التوبة‏ : ‏113‏]‏ ونزلت‏ :‏ ‏{‏إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ‏ }‏ ‏[‏القصص‏:‏ 56‏]‏‏.‏
  ولا حاجة إلى بيان ما كان عليه أبو طالب من الحياطة والمنع، فقد كان الحصن الذي احتمت به الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء، ولكنه بقى على ملة الأشياخ من أجداده، فلم يفلح كل الفلاح‏.‏
  ففي الصحيح عن العباس بن عبد المطلب، قال للنبى صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ما أغنيت عن عمك ، فإنه كان يحوطك ويغضب لك‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏هو في ضَحْضَاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏ وعن أبي سعيد الخدرى أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ـ وذكر عنده عمه ـ فقال‏:‏ ‏(‏لعله تنفعه شفاعتى يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار تبلغ كعبيه‏)‏

(27) رجب المرجب ـ مبعث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم


  عيد المبعث :
  سيّدي يا رسول الله :
  إنّ القلوب التي جرّحتها النُّظُم القاسية
  والعقول التي حاصرتها الأفكار البالية
  والعيون التي أرهقتها المشاهد الخازية
  شدّت إليك الرحال ضامئةً لهفى
  لترتوي من سلسبيلك الأصفى
  يوم بُعثتَ بالراية الأبقى
  في يوم البعثة النبويّة الشريفة لكم منّا أطيب التهاني والتبريكات الغُرر.
  
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  - ولد النبي بعد وفاة أبيه بالمدينة ، وكانت ولادته يوم الجمعة عند طلوع الشمس

  غزواته :

  كان النبي يبعث الى أرض العدو بالسرية من ثلاثين فارسا ، أو ستين ، أو أكثر أو أقل ، لتستطلع حال المشركين ، وتأتيه بالاخبار ، فتذهب السرية لغايتها ، وربما حدث بينها وبين العدو مناوشات ، وقد تعود دون أن يحدث شئ ، وكان يعيئ المسلمين للحرب بقيادته - أحيانا - وبقيادة بعض الاصحاب - حينا - ويبقى هو في المدينة ، كما حدث في غزوة مؤتة ، وقد يعود الجيش بدون قتال ، أو تقع الحرب بينه وبين المشركين ، حسب الظروف والمقتضيات.


(3) شعبان ـ ولادة الإمام الحسين بن علي عليه السلام


  يا حسين الدين والفكر والعقيدة
  يا حسين الطفّ والإباء والشهادة
  يا حسين النفوس لمّا تعشق فيك الفداء والشهامة
  يا حسين التأريخ لمّا تعبق بأريجك أوراقه خلوداً وكرامة
  يا حسين الذكرى وفي ذكراك عينان :
  عينٌ تشدو فرحاً للثالث من شعبان
  واُخرى تنحب للعاشر من شهر الأحزان
  يوم استُشهدت وأنت تهزم حزب الطغيان
  يا حسين وهذي القلوب إليك ضمأى
  يا حسين وهل من نظرة لعشّاقك الثكلى
  نبارك لكم ذكرى حلول الثالث من شعبان يوم ميلاد أبي الأحرار الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  مولده الأغرّ
  كان عشيّةَ الخميس ليلة الجمعة ... حيث أوحى الله عزّوجلّ إلى ( مالِك ) خازن النار أن أخْمِد النيران على أهلها ، لكرامةِ مولودٍ وُلد لمحمّد في دار الدنيا ، كما في رواية ابن عبّاس ، نقلها عنه الحَمْوينيّ في ( فرائد السِّمطين ).
  فيما ذكر محمّد بن طلحة الشافعيّ أنّه عليه السّلام وُلد لستّة أشهر ، وفيه أنزل الله تعالى : وحَمْلُهُ وفِصالُه ثَلاثونَ شهْراً .
  ويؤيّد ذلك ما رواه ابن قولَوَيه في ( كامل الزيارات ) من كلام للإمام جعفر الصادق عليه السّلام جاء فيه : ولم يُولَد مولودٌ لستّة أشهر إلاّ عيسى بن مريم والحسين بن عليّ صلوات الله عليهم.

(4) شعبان ـ ولادة سيدنا العباس بن علي عليه السلام


  إنّ عنوانَ العبّاس بن عليّ عليهما السلام عند عموم الناس عنوانُ الإيمان والبطولة والكرامة ونفاذ البصيرة والوفاء والإيثار ، ولكن أجلّ ما يميّزه أيضاً : العلم الغزير والفضل الكبير ، اللذان عبّر عنهما الإمام الصادق عليه السلام برائع القول : ( لعن الله اُمّةً استحلّت منك المحارم وانتهكت بقتلك حرمة الإسلام ) فحرمة الإسلام لا تنتهك بقتل الشجاع بل بقتل العالِم.
  سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين.
  أنبل التهاني بمناسبة ميلاد أبي الفضل العبّاس عليه السلام
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
   اسمه و نسبه :
  هو العبّاس بن عليّ بن أبي طالب بن عبدالمطّلب ، أمه فاطمة الكلابية وتعرف بأم البنين (عليها السلام) .

  ولادته : ولد سنة 26 من الهجرة.

  كنيته و لقبه :
  يكنّى أبو الفضل و يلقّب بالسقّاء و قمر بني هاشم ، و باب الحوائج و سبع القنطرة و كافل زينب و بطل الشريعة.

  خصاله الحميدة و شجاعته
  في مقاتل الطالبيّين : كان العبّاس رجلاً وسيماً يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان في الأرض … و في بعض العبارات : إنّه كان شجاعاً فارساً وسيماً جسيماً.

(5) شعبان ـ ولادة الإمام السجاد عليه السلام


  لمّا استشهد الإمام الحسين عليه السلام خالت السلطة الاُمويّة أنّها سترغد بلا تنغيص مشاعر ولا دغدغة خاطر ، غافلةً عن الدور الذي اضطلع به سيّد الساجدين وزين العابدين الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام والذي لم يكن دوره أقلّ شأناً من دور أبيه عليهما السلام ، فبعثر باُسلوبه الفريد ونهجه الرفيع كلّ حساباتهم ، معرّياً وكاشفاً للاُمّة زيف دعواهم وبطلان قضيّتهم.
  إنّ التنسيق السليم بين الدعاء الهادف والإعلام الناضج قد منح الفكر الإسلامي الأصيل المتمثّل بمدرسة أهل البيت عليهم السلام دفعاً إضافيّاً نحو مواصلة العطاء النضِر والنتاج الثرّ بكلّ عزمٍ وثبات.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  النسب الأزكى
  الإمام عليّ بن الإمام الحسين السِّبط الشهيد بن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسّلام.

  مولده البهيج
  هناك مَن قال إنّ مولد الإمام السجّاد عليه السّلام كان في الكوفة ، حيث كانت أُسرة أمير المؤمنين عليه السّلام كلّها هناك بعد الانتقال إليها وجَعْلِها عاصمة الخلافة الإسلاميّة يومذاك ، ولكنّ أغلب المصادر تذكر أنّ مولده كان في المدينة ، وذلك يوم الجمعة ... قيل : في النصف من جُمادى الآخرة ، والأشهر في الخامس من شهر شعبان ، واختُلف في السنة التي وُلد فيها ، فمنهم مَن ذكر سنة 36 هجريّة يوم فتح البصرة وانتصار أمير المؤمنين عليه السّلام في واقعة الجمل ، ومنهم مَن ذكر سنة 38 هجريّة ـ ولعلّ هذا التاريخ هو الأشهر.

(11) شعبان ـ ولادة علي الأكبر عليه السلام


  أنبل التهاني بمناسبة ميلاد علي الأكبر بن الحسين عليهما السلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  ولادته :
  ولد علي الاكبر (عليه السلام) سنة 41 أو 39 هـ ، أبوه الامام الحسين (عليه السلام) وأمه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي.

  صفاته وسيرته :
  كان (عليه السلام) من أصبح الناس وجهاً واحسنهم خلقاً وروي أنه كان يشبه جده رسول الله (ص) في المنطق والخَلق والخُلق.
  وروى الحديث عن جده علي بن ابي طالب (عليه السلام) وهو صغير السن مما يدل على تعلقه بالعلم والكمال منذ الصغر.
  أما عن شجاعته فقد روي أنه لما ارتحل الامام الحسين (عليه السلام) من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول (انا لله وانا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين) كررها مرتين أو ثلاثاً ، فأقبل ابنه علي الاكبر فقال : ممّ حمدت الله واسترجعت ؟ فقال الحسين (عليه السلام) : (يا بني إني خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم ، فعلمت انها انفسنا نعيت الينا) فقال علي الاكبر : يا أبه ، لا أراك الله سوءً ألسنا على الحق ؟ قال : (بلى والذي إليه مرجع العباد) قال : فاننا إذن لا نبالي أن نموت محقين ، فقال له الامام الحسين (عليه السلام) : (جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده).


(15) شعبان ـ ولادة الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرج الشريف


  وتتسامى إلى الربّ آهاتُ الفقد ولوعةُ الغياب واشتكاءُ الفتن وتظاهر الأحقاب سيّدي :
  طوبى لجلالة صبرك وروعة أناتك
  طوبى للوالهين بنفحات مسكك وأريج عبيرك
  إليك تشبح القلوب قبل العيون فليالي هجرك كم عانى فيها العاشقون
  متى تقرّنا بطلعتك الغرّاء يا حجّة الله في الأرض والسماء
  يا من حرستك مديدَ القرون عيونُ السماء لتعيد إلى الأذهان معاجـز الأنبياء
  إنّك قادم لتحقّق الحلم الأكبر
  حلم الاُمّة بظهورك يا مهدينا المنتظر
  تبريكات عطرات بمناسبة بزوغ شمس العدالة الإلهيّة ، يوم ميلاد منقذ البشريّة من دياجير الظلمات ، الإمام الحجّة بن الحسن العسكري أرواحنا فداه.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  قال الشَّبراويّ : كان الإمام محمّد الحجّة يُلقَّب أيضاً بـ ( المهديّ ) و ( القائم ) و ( المنتظَر ) و ( الخلَف الصالح ) و ( صاحب الزمان ) ... وأشهرها المهديّ.
  وقال ابن الصبّاغ المالكيّ : وأمّا لقبه فـ ( الحجّة ) و ( المهديّ ) و ( الخلَف الصالح ) و ( القائمُ المنتظَر ) و ( صاحب الزمان ) ... وأشهرها المهديّ.
  وفي ( إعلام الورى 213 : 2 ) قال الطبرسيّ : وكانت الشيعة في غيبته الأُولى تعبّر عنه وعن غيبته بـ ( الناحية المقدّسة ) وكان ذلك رمزاً وكانوا يقولون أيضاً : الغريم ـ يَعْنونه عليه السّلام ـ وصاحب الأمر.
  وكذلك لُقّب بـ ( الخاتم ) لكونه خاتم الأوصياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسّلام ، و ( صاحب الدار ) فهو أمين الله في أرضه ، وحجّته على عباده.


(1) رمضان ـ رمضان كريم


  دُعاءُ الإمام الصادق عليه السلام
  روى الشّيخ عن حارث بن مغيرة النّضري قال : كان الصّادق صلوات الله وسلامه عليه يدعو في آخر ليلة من شعبان وأوّل ليلة من رمضان :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اَللّـهُمَّ اِنَّ هذَا الشَّهْرَ الْمُبارَكَ الَّذي اُنْزِلَ فيهِ الْقُرآنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيِّناتِ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنا فيهِ وَسَلَّمْهُ لَنا وَتَسَلِّمْهُ مِنّا في يُسْرٍ مِنْكَ وعافِيَةٍ ، يا مَنْ اَخَذَ الْقَليلَ ، وَشَكَرَ الْكَثيرَ ، اقْبَل مِنِّي الْيَسيرَ ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ اَنْ تَجْعَلَ لي اِلى كُلِّ خَيْرٍ سَبيلاً ، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ، يا مَنْ عَفا عَنّي وَعَمّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْني بِارْتِكابِ الْمَعاصي ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ ياكَريمُ ، اِلـهي وَعَظتَني فَلَمْ اَتَّعِظْ ، وَزَجَرْتَني عَنْ مَحارِمِكَ فلَمْ اَنْزَجِرْ ، فَما عُذْري ، فَاعْفُ عَنّي يا كَريمُ ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ الرّاحَةَ عًنْدَ الْمَوْتِ ، وَالْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسابِ ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبدِكَ فَلْيَحْسُنِ التَّجاوُزُ مِنْ عِنْدِكَ ، يا اَهْلَ التَّقْوى وَيا اَهْلَ الْمَغْفِرَةِ ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ ، اَللّـهُمَّ اِنّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابنُ اَمَتِكَ ، ضَعيْفٌ فَقيرٌ اِلى رَحْمَتِكَ وَاَنْتَ مُنْزِلُ الْغِنى والْبَرَكَةِ عَلَى الْعِبادِ قاهِرٌ مُقْتَدِرٌ اَحْصَيْتَ اَعمالَهُمْ ، وَقَسَمْتَ اَرْزاقَهُمْ ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً اَلْسِنَتُهُمْ وَاَلْوانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ، وَلايَعْلَمُ الْعِبادُ عِلْمَكَ ، وَلا يَقْدِرُ الْعِبادُ قَدْرَكَ ، وَكُلُّنا فَقيرٌ اِلى رَحْمَتِكَ ، فَلا تَصْرِفْ عَنّي وَجْهَكَ ، واجْعَلْني مِنْ صالِحِي خَلْقِكَ الْعَمَلِ وَالاَْمَلِ وَالْقَضاءِ وَالْقَدَرِ ، اَللّـهُمَّ اَبْقِني خَيْرَ الْبَقاءِ ، وَاَفِنني خَيْرَ الْفَناءِ عَلى مُوالاةِ اَوْلِيائِكَ وَمُعادةِ اَعْدائِكَ ، والرَّغْبَةِ اِلَيْكَ ، والرَّهْبَةِ مِنْكَ وَالْخُشُوعِ وَالْوَفاء وَالتَّسْليمِ لَكَ وَالتَّصْديقِ بِكِتابِكَ وَاتّباعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ ، اَللّـهُمَّ ما كانَ في قَلْبي مِنْ شَكٍّ اَوْ رَيْبَةٍ اَوْ جُحُودٍ اَوْ قُنُوطٍ اَوْ فَرَحٍ اَوْ بَذَخٍ اَوْ بَطَرٍ اَوْ خُيَلاءِ اَوْ رِياءٍ اَوْ سُمْعَةٍ اَوْ شِقاقٍ اَوْ نِفاقٍ اَوْ كُفْرٍ اَوْ فُسُوقٍ اَوْ عِصْيانٍ اَوْ عَظَمَةٍ اَوْ شَيءٍ لا تُحِبُّ فَاَسْأَلُكَ يا رَبِّ أنْ تُبَدِّلَني مَكانَهُ ايماناً بِوَعْدِكَ ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ ، وَرِضاً بِقَضائِكَ ، وَزُهْداً فِي الدُّنْيا ، وَرَغْبَةً فيما عِنْدَكَ ، وَاَثَرَةً وَطُمَأنينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً اَساَلُكَ ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ ، اِلـهي اَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصى ، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطاعُ ، فَكَانَّكَ لَمْ تُعْصَ وَاَنَا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ سُكّانُ اَرْضِكَ ، فَكُنْ عَلَيْنا بِالْفَضْلِ جَواداً ، وَبِالْخَيْرِ عَوّاداً يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاةً دائِمَةً لا تُحْصى وَلا تُعَدُّ وَلا يَقْدِرُ قَدْرَها غَيْرُكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

(9) رمضان ـ وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها


  من السنة العاشرة للبعثة توفيق خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها زوجة النبي صلى الله عليه وآله وأم المؤمنين حقّاُ ، واول من تشرّفت بالإسلام ، والتي ضحّت بكل ما تملك من أجل نشر الإسلام وتثبيت ركائزه ، فسمّاه النبي عام الحزن
  
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

  اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ رَسُولِ اللَّهِ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَىْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ اَجْمَعينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ المُؤْمِنينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْمُؤْمِناتِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا خالِصَةَ الْمُخْلِصاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيِّدَةَ الْحَرَمِ وَ مَلائِكَةَ الْبَطْحآءِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اَوَّلَ مَنْ صَدَّقَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنَ النِّساءِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ وَفَتْ بِالْعُبُودِيَّةِ حَقَّ الْوَفآءِ ، وَ اَسْلَمَتْ نَفْسَاً وَ اَنْفَقْتَ مالَها لِسَيِّدِ الْأَنْبِيآءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا قَرينَةَ حَبيبِ اِلهِ السَّمآءِ ، اَلْمُزَوَّجَةِ بِخُلاصَةِ الْأَصْفِيآءِ ، يَا ابْنَةَ اِبْراهيمَ الْخَليلِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ سَلَّمَ عَلَيْها جَبْرآئيلُ ، وَ بَلَّغَ اِلَيْهَا السَّلامُ مِنَ اللَّهِ الْجَليلِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا حافِظَةَ دينِ اللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا ناصِرَةَ رَسُولِ اللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ تَوَلّى‏ دَفْنَها رَسُولُ اللَّهِ ، وَ اسْتَوْدَعَها اِلى‏ رَحْمَةِ اللَّه ، اَشْهَدُ اَنَّكِ حَبيبَةُ اللَّهِ وَ خِيَرَةُ اُمَّتِهِ ، اِنَّ اللَّهَ جَعَلَكِ فى‏ مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ فى‏ قَصْرٍ مِنَ الْياقُوتِ وَ الْعِقْبانِ ، فى‏ اَعْلى‏ مَنازِلِ الْجَنانِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ.


(15) رمضان ـ ميلاد الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام


  سيدي أبا محمّد ، أيّها الحسن المجتبى :
  ليت شعري كيف استقرّ القوم على هدر دمك وقد تجسدّتْ فيك المحامدُ كلّها ، فإن راموا طمس معالم الفضل والتقى والكرم والشهامة والإبى ، فأنت المَنْهَلُ النحرير الذي غذّى الاُمّة من علومه المحمّدية الأصيلة ومعاقل فكره الرفيعة ، وفارس الليل الذي شهدت لنسكه وعبادته أسحار مدينة الرسول ولياليها ، والجواد الذي ما رد سائلاً ابدا ، والأبي الذي ما هادن على الحق ابداً ، والشهم الذي ذاد عن حرمة الدين لما بغى القاسطون تدنيسها .
  أيها السبط الإمام ، يا بن رسول الله : في يوم بزوغ شمس وجودك القدسي ، نبارك للاُمة الإسلامية هذه المناسبة العطرة .
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  الاسم المبارك
  الله تبارك وتعالى سمّاه ، إذ هبط جبرئيل عليه السّلام بعد مولده الأغرّ فهنّأ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وقال له : إنّ الله تعالى يأمرك أن تُسمّيه باسم ابن هارون ... سَمِّه ( الحسن ).
  وكان هذا الاسم قد حجبه الله تعالى عن الناس ، فلم يُسمَّ به أحد من قبل.

  ولادته البهيجة
  أوّل وَلد يُولد لأمير المؤمنين عليّ وللزهراء البتول فاطمة صلوات الله عليهما ، بل أوّل وَلَد وسِبط لسيّد الأنبياء وأشرف المرسلين محمّد صلّى الله عليه وآله الطاهرين.
  وُلد في المدينة ليلة النصف من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث للهجرة النبويّة المباركة ... وقيل : سنة اثنتين من الهجرة الشريفة. فامتلأ البيتُ النبويّ بالسرور والحبور ، وأُضيف إلى أنواره جديدُ نور.

(19) رمضان ـ ليالي القدر


  ليالي القدر :

  تعال معي لنتذوّق حلاوة العبوديّة ولذّة الشهد المصفّى من كلّ الأدران والشوائب.
  لنفهم روعة الانقطاع إليه تعالى حين ننقطع عن حبال الملذّات وكلّ ما فيها من الخربات.
  كي نحلّق في آفاق أنفسنا لنعي ما تبغي وتروم.
  فهي إلى سلالم الكمال تسمو وإلى ذاك الطود الأشمّ ترنو وعليه تحوم.
  فهلاّ أرخينا العنان قليلاً ونأنيا بحالنا أبعد لنعيش فرصة التفكّر.
  وهذه ليالي القدر التي يُفْرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم والربّ فيها يقدّر.
  تعال ، لنروّض الذات فيها فلعلّ مرابع الوصل تحيا من جديد.
  وعسى أن نجلي عن قلوبنا كلّ ما نما عليها من جَرَب وصَديد.
  فإذا صحت الروح على أوتار الدعاء والتضرّع والترتيل
  فلا شكّ أنّها على أنغام العبادة سوف تشهق وتطير.
  سائلين المولى جلّ شأنه أن ينال دعواتنا وتضرّعاتنا وعباداتنا في هذه الليالي بأرقي قبوله ويقسم لنا الحظّ الأوفر ممّا يناله عباده الصالحون.
الاستاذ كريم الانصاري

(19) رمضان ـ ضربة الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام


  أيمكن درك الرسالة والرقيّ وإشراقات التأريخ بلا عليّ بن أبي طالب ؟
  فرضه يستدعي طرح البدائل اللائقة والردود المتقنة لجملة مطالب ـ تُعدّ قطراً من بحر وجوده الزاخر ـ : المصدّق الأول بنبوّة محمّد ونهجه القويم
  سيف الرسالة الخالد ودرعها العظيم
  القربان الأول ومُحكِم صرح الدين وعزّه
  المعلن فيه الخاتم : ( خرج الإسلام كلّه إلى الكفر كلّه )
  باب علم المصطفى
  من لا يعرفه إلاّ المرسَل وربّ السما
  منهل الحكمة والقرآن الناطق
  هو والحقّ صنوان بلا فارق
  لولاه لهلك الثاني بل سائر البشر
  بعل البضعة وأبو الأئمّة الغرر
  العابد بلا خوف ولا طمع
  الموقن بلا كشف ولا قشع
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  حتّى إذا لاذ به الناس بعد قتل عثمان ، وألزَموه زِمامَ الأمور ... نهض بها يُقيم العدل وينتصر للمظلوم ، ويضع الموازين الحقّة بين الناس ، ويحكم بحكم الله تعالى وفق القرآن الكريم والسنّة المحمّديّة الشريفة ... فتكاثر عليه المارقون والقاسطون والناكثون يحيكون ضدّه المكائد ، ويُؤلّبون ذوي الأغراض والأهواء والأمراض وأصحاب المنافع والمصالح الذاتيّة. فكانت حروب متتابعة في أوقات متقاربة ... لم تَنتَهِ إلاّ بالمكر العظيم ، حين دَبَّرتْه قَطام محرّضةً عليه أحد الخوارج وهو عبدالرحمن بن مُلجَم لعنه الله ، فهيّأ لغدرته الكبرى سيفاً مسموماً اندفع به إلى المحراب الذي ملأه الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام بنفحات إيمانيّة روحيّة عباديّة مقدّسة ، فأهوى بسيفه الجائر الكافر على هامته المقدّسة وهي مُتطامنة للسجود لربّها عزّوجلّ في صلاة الفجر ، في مسجد الكوفة وهو صائم ، يوم التاسع عشر من شهر رمضان سنة 40 من الهجرة النبويّة.

(21) رمضان ـ ليلة القدر


  ليالي القدر :

  تعال معي لنتذوّق حلاوة العبوديّة ولذّة الشهد المصفّى من كلّ الأدران والشوائب.
  لنفهم روعة الانقطاع إليه تعالى حين ننقطع عن حبال الملذّات وكلّ ما فيها من الخربات.
  كي نحلّق في آفاق أنفسنا لنعي ما تبغي وتروم.
  فهي إلى سلالم الكمال تسمو وإلى ذاك الطود الأشمّ ترنو وعليه تحوم.
  فهلاّ أرخينا العنان قليلاً ونأنيا بحالنا أبعد لنعيش فرصة التفكّر.
  وهذه ليالي القدر التي يُفْرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم والربّ فيها يقدّر.
  تعال ، لنروّض الذات فيها فلعلّ مرابع الوصل تحيا من جديد.
  وعسى أن نجلي عن قلوبنا كلّ ما نما عليها من جَرَب وصَديد.
  فإذا صحت الروح على أوتار الدعاء والتضرّع والترتيل
  فلا شكّ أنّها على أنغام العبادة سوف تشهق وتطير.
  سائلين المولى جلّ شأنه أن ينال دعواتنا وتضرّعاتنا وعباداتنا في هذه الليالي بأرقي قبوله ويقسم لنا الحظّ الأوفر ممّا يناله عباده الصالحون.
الاستاذ كريم الانصاري

(21) رمضان ـ استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام


  أيمكن درك الرسالة والرقيّ وإشراقات التأريخ بلا عليّ بن أبي طالب ؟
  فرضه يستدعي طرح البدائل اللائقة والردود المتقنة لجملة مطالب ـ تُعدّ قطراً من بحر وجوده الزاخر ـ : المصدّق الأول بنبوّة محمّد ونهجه القويم
  سيف الرسالة الخالد ودرعها العظيم
  القربان الأول ومُحكِم صرح الدين وعزّه
  المعلن فيه الخاتم : ( خرج الإسلام كلّه إلى الكفر كلّه )
  باب علم المصطفى
  من لا يعرفه إلاّ المرسَل وربّ السما
  منهل الحكمة والقرآن الناطق
  هو والحقّ صنوان بلا فارق
  لولاه لهلك الثاني بل سائر البشر
  بعل البضعة وأبو الأئمّة الغرر
  العابد بلا خوف ولا طمع
  الموقن بلا كشف ولا قشع
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  حتّى إذا لاذ به الناس بعد قتل عثمان ، وألزَموه زِمامَ الأمور ... نهض بها يُقيم العدل وينتصر للمظلوم ، ويضع الموازين الحقّة بين الناس ، ويحكم بحكم الله تعالى وفق القرآن الكريم والسنّة المحمّديّة الشريفة ... فتكاثر عليه المارقون والقاسطون والناكثون يحيكون ضدّه المكائد ، ويُؤلّبون ذوي الأغراض والأهواء والأمراض وأصحاب المنافع والمصالح الذاتيّة. فكانت حروب متتابعة في أوقات متقاربة ... لم تَنتَهِ إلاّ بالمكر العظيم ، حين دَبَّرتْه قَطام محرّضةً عليه أحد الخوارج وهو عبدالرحمن بن مُلجَم لعنه الله ، فهيّأ لغدرته الكبرى سيفاً مسموماً اندفع به إلى المحراب الذي ملأه الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام بنفحات إيمانيّة روحيّة عباديّة مقدّسة ، فأهوى بسيفه الجائر الكافر على هامته المقدّسة وهي مُتطامنة للسجود لربّها عزّوجلّ في صلاة الفجر ، في مسجد الكوفة وهو صائم ، يوم التاسع عشر من شهر رمضان سنة 40 من الهجرة النبويّة.

(23) رمضان ـ ليالي القدر


  ليالي القدر :

  تعال معي لنتذوّق حلاوة العبوديّة ولذّة الشهد المصفّى من كلّ الأدران والشوائب.
  لنفهم روعة الانقطاع إليه تعالى حين ننقطع عن حبال الملذّات وكلّ ما فيها من الخربات.
  كي نحلّق في آفاق أنفسنا لنعي ما تبغي وتروم.
  فهي إلى سلالم الكمال تسمو وإلى ذاك الطود الأشمّ ترنو وعليه تحوم.
  فهلاّ أرخينا العنان قليلاً ونأنيا بحالنا أبعد لنعيش فرصة التفكّر.
  وهذه ليالي القدر التي يُفْرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم والربّ فيها يقدّر.
  تعال ، لنروّض الذات فيها فلعلّ مرابع الوصل تحيا من جديد.
  وعسى أن نجلي عن قلوبنا كلّ ما نما عليها من جَرَب وصَديد.
  فإذا صحت الروح على أوتار الدعاء والتضرّع والترتيل
  فلا شكّ أنّها على أنغام العبادة سوف تشهق وتطير.
  سائلين المولى جلّ شأنه أن ينال دعواتنا وتضرّعاتنا وعباداتنا في هذه الليالي بأرقي قبوله ويقسم لنا الحظّ الأوفر ممّا يناله عباده الصالحون.
الاستاذ كريم الانصاري


(1) شوال ـ عيد الفطر


  أرقى التهاني وأعذب التبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد ، متضرعين اليه سبحانه وتعالى أن ينال أعمالنا وأعمالكم بأفضل مراتب الرضى والقبول .

(8) شوال ـ هدم قبور ائمة البقيع عليهما السلام


  
هدم قبور أئمة البقيع عليهما السلام


(25) شوال ـ إستشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام


  إنّ مولانا الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام : إشراقةٌ بلا غروب وشمسٌ دوّامة السطوع وصبحٌ لا يدركه الاُفول.
  شوامخُ علم تتفاعلُ في عقول العارفين لتتفجّر براكينَ ثقافةٍ على شتّى المحاور والحقول.
  قطبُ الرحى ومعلّم الإنسانيّة.
  منهلُ الشرعة المحمّديّة السرمديّة.
  نورُ العصمة وربّان المسيرة الإلهيّة.
  أعظم المولى تبارك وتعالى اُجورَنا واُجورَكم في الخامس والعشرين من شوّال المكرّم ، يوم استشهاد الإمام الهمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  قال السيّد عليّ بن طاووس : إنّ مِن العجَب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد ... في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليه بعد تكرار الآيات الباهرات ، حتّى يكرّر [ المنصور ] إحضارَه للقتل سَبعَ دفعات [ أو تسع مرّات ] ... تارةً يأمر رزّام بن مسلم مولى أبي خالد أن يقتل الإمام وهو سلام الله عليه في الحِيرة ، وتارة يأمر باغتياله مع ابنه موسى بن جعفر ، حيث قال قيس بن ربيع : حدثني أبي الربيعُ قال : دعاني المنصور يوماً قال : أما ترى ذلك الذي يبلغني عن هذا الحُسَينيّ ؟! قلت : ومَن هو يا سيّدي ؟! قال : جعفر بن محمّد ، واللهِ لأستأصِلَنّ شَأفَتَه ، ثمّ دعا بقائدٍ من قُوّاده فقال : انطَلِقْ إلى المدينة في ألف رجلٍ فاهجمْ على جعفر بن محمّد وخُذ رأسَه ورأسَ ابنهِ موسى في مَسيرِك .
  وتارة يأمر بإحراق بيته ، وقد فعلوا. ثمّ لم يقنع بهذه الأفعال الشنيعة حتّى شَرِك في دمه وقَتلَه مسموماً بالعنب. فاستُشهد سلام الله عليه يوم الاثنين في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة 148 هجريّة ، وله من العمر 68 سنة ـ أو 65 سنة ـ متأثّراً بذلك السم الحادّ الذي دسّه إليه أبوجعفر المنصور الدوانيقي على يد عامله على المدينة محمّد بن سليمان.


(1) ذي القعدة ـ ولادة فاطمة المعصومة عليها السلام


  إلى اُمثولة الإيمان والوفاء
  إلى من تجشّمت الصعاب روماً لغريب الغرباء
  إلى الذائبة في صلب العقيدة ومظهر الإباء
  إلى كريمة البيت النبويّ الطاهر
  كلّ آيات الولاء
  أسمى التبريكات بمناسبة ميلاد السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  ولادتها ونشأتها

  وُلدت السيّدة المعصومة في المدينة المنورة ، وترعرت في بيت الإمام الكاظم عليه السّلام ، فورثت عنه من نور أهل البيت وهديهم وعلومهم في العقيدة والعبادة والعفّة والعلم ، وعُرفت على ألسنة الخواصّ بأنّها كريمة أهل البيت عليهم السّلام.
  نشأت السيّدة فاطمة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السّلام ، لأنّ الرشيد العبّاسي أمر أبيها عام ولادتها ، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر ، إلى أن اغتاله بالسمّ عام 183هـ ، فعاشت السيّدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا عليه السّلام.
  وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أنّ أولاد الإمام الكاظم عليه السّلام كانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسك.

(11) ذي القعدة ـ ولادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام


  لبّيك قلبي اللهفان لبّيك وأنت تروم ربوع خراسان
  إلى طوس حيث روائع الخلد وشوامخ الجنان
  طوبى لك حين تحلّ معقل الولاء والأمان
  إليك يا كعبة العاشقين أنوء بحملي وآلامي
  شكواي من غربتي بين أهلي وأصحابي
  فيا لهفة الحبّ وجمرة الحنين اغمرني بلطفك يا ملاذ التائهين
  كيف أنأى وقلبي عندك مودعا
  فهيهات أن أقفل عنك راجعا
  إنّه عهد العقيدة والقلوب
  عهد العقول مهما تكاثرت عليها الخطوب.
  يا حادي عشر من ذي القعدة ما أعظمك ، حُيِّيتَ حيث شُرِّفتَ بمولد الإمام عليّ بن موسى الرضا (ع) ثامن أئمّة الدين والهدى.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  تاريخ ولادته

  في روايةٍ يومَ الخميس ، وفي اُخرى يومَ الجُمعة ، في الحادي عشر من ذي القعدة الحرام ، عام مئة وثمانية وأربعين من الهجرة النبويّة المباركة ، أي بعد أيّام من شهادة جدّه الإمام جعفر الصادق عليه السّلام ... على رواية الشيخ المفيد ، وهو المشهور ، أمّا على رواية الشيخ الصدوق ـ وتابَعَه عليها الشيخ الطبرسيّ ـ فولادته سنة مئة وثلاث وخمسين هجريّة ، أي بعد خمسة أعوام من شهادة الإمام الصادق سلام الله عليه الذي قال لولده الكاظم موسى عليه السّلام : إنّ عالم آل محمّد عليه السّلام : لَفي صُلبك ، وليتني أدركته؛ فإنّه سَميّ أمير المؤمنين عليه السّلام.

(29) ذي القعدة ـ إستشهاد الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام


  إن رمنا أن نكون خيراً لآل المصطفى عليهم السلام فما عسانا إلاّ أن نجدّ الخطى ونبذل الجهد ونشحذ الهمم ونفتّح العقول على معارفهم ونستلهم من سيرتهم منهج الحياة الذي سيقودنا بلا شكّ نحو الرقيّ الإنسانيّ والكمال الروحي.
  أسمى آيات التعازي والمواساة بمناسبة استشهاد الإمام محمّد الجواد عليه السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  شهادته

  ما زال المعتصم العبّاسي يتحيّن الفرص لقتل الإمام الجواد عليه السّلام حتّى تهيّأ له سببان ، الأوّل : تحريك قُضاته له ، ومنهم أحمد بن أبي دؤاد قاضي القضاة ، فأثاروا في نفسه الخبيثة مكامن الحقد والغضب والانتقام ، والثاني : تبنّي جعفر بن المأمون موضوع الاغتيال على يد اُخته الخائنة اُمّ الفضل إمرأة الإمام الجواد عليه السّلام ، فأقدمت اُمّ الفضل ، بأمرٍ من عمّها المعتصم ، وتشجيعٍ من أخيها جعفر على هذه الجريمة ، فدسّت السمّ للإمام الجواد عليه السّلام وكان صائماً في يوم صائف ، فأفطر عليه وقضى به مسموماً شهيداً ، يوم السبت آخرَ ذي القعدة الحرام سنة 220 هجرية ، وهو في ريعان شبابه الشريف ، إذ لم يبلغ عمره المبارك إلاّ خمساً وعشرين سنة وأربعة أشهر.

  مدفنه

  بعد أن استُشهد عليه السّلام ببغداد دُفن في مقابر قريش مع جدّه الإمام موسى الكاظم عليه السّلام ، وقد ضمّهما ضريح واحد عليه قبّتان ذهبيّتان في المدينة التي كانت حياتها بهما ، وهي اليوم تُدعى بـ ( الكاظميّة ) وتقع في جانب الكرخ من مدينة بغداد عاصمة العراق.


(1) ذي الحجة ـ زواج أمير المؤمنين عليه السلام و فاطمة الزهراء سلام الله عليها


  قال الامام الصادق عليه السلام : لَولا أنَّ اللَّهَ خَلَقَ أميرَ المُؤمِنينَ لِفاطِمَةَ ما كانَ لَها كُفوٌ عَلَى ظَهرِ الأرضِ.

  اسمه العلوي

  ولم يَزَل اسمه هذا في الجاهلية والإسلام عليّاً ، وله أسماؤُه الأُخرى في كتب الله تعالى المنزلة ، وهي كثيرة ... بعضها ألقاب وأوصاف وخصائص وفضائل ومراتب وهبها الله تعالى له ، كما جاء ذلك في القرآن الكريم ، ولكنّ اسمه الشريف الذي ورد في الكتب السماوية هو : ( إيليا ) أو ( إلْيا ) ذلك في التوراة غالباً ، وفي الإنجيل ( هيدار ) ، وفي الزبور ( قاروطيا ) ، في الرواية : إيليا أو إليا : الوليّ من بعد الرسول ، وهيدار : الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم ، وقاروطيا : حبيب ربّه.

  أسماؤها القدسيّة

  جاء عن الإمام الصادق عليه السّلام قوله : لفاطمةَ تسعة أسماء عند الله عزّوجلّ : فاطمة ، والصِّدّيقة ، والمبارَكة ، والطاهرة ، والزكيّة ، والراضية ، والمَرْضِيّة ، والمُحدَّثة ، والزهراء.
  ومن المعلوم أن النبيّ صلّى الله عليه وآله لما بُشِّر بولادة ابنته الوحيدة وأُخبر من الله تعالى بفضائلها ومنزلتها وطهارة نسلها ... كان همّه أن يُسمّيَها بما يناسبها من الأسماء الحسنى الحاكية عمّا فيها من الفضائل والبركات ، وهي التحفة الجليلة ، فألهمه الله أن يُسمّيَها ( فاطمة ).

(7) ذي الحجة ـ إستشهاد الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام


  إنّ وصف الإمام محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام بباقر العلوم ، لم يكن اعتباطيّاً أبداً ، إنّها شهادة مطلقة بريادته العلميّة والدينيّة التي شمخت بفضل غزارة معارفه الشاملة وعميق آرائه الثاقبة ، والأولى من كلّ ذلك : أنّه إمامٌ معصوم مفترض الطاعة.
  آياتُ حزنٍ وعزاء بمناسبة استشهاد الإمام الخامس أبي جعفر محمّد الباقر عليه السلام.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمه المبارك ونسبه الشريف

  محمّد بن الإمام عليّ السجّاد زين العابدين ، حفيد السبط الشهيد الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم.

  شهادته

  استُشهد عليه السّلام على أثر السمّ الذي دسّه إليه إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك أيّامَ حكم هشام بن عبدالملك الذي أمره بذلك. كانت شهادته سلام الله عليه يوم الاثنين السابع من ذي الحجّة سنة 114 هجريّة على المشهور ، وعمره الشريف يومذاك سبعة وخمسون عاماً ، فدُفن في البقيع بالمدينة خلف أبيه زين العابدين وعمّ أبيه الحسن بن عليّ عليهم صلوات الله أجمعين ، في القبّة التي فيها العبّاس بن عبدالمطّلب. وكان له قبر شاخص تؤمّه جموع المؤمنين ، حتّى هُدم في الثامن من شوّال سنة 1344هـ فيما هُدم من قبور بقيّة الأئمّة عليهم السّلام.

(9) ذي الحجة ـ إستشهاد مسلم بن عقيل عليه السلام


  الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبِينِ الْمُتَصَاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبَابِرَةُ الطَّاغِينَ الْمُعْتَرِفِ بِرُبُوبِيَّتِهِ جَمِيعُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ الْمُقِرِّ بِتَوْحِيدِهِ سَائِرُ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِ الْأَنَامِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الْكِرَامِ صَلاةً تَقَرُّ بِهَا أَعْيُنُهُمْ وَ يَرْغَمُ بِهَا أَنْفُ شَانِئِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِينَ سَلامُ اللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ سَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَ أَئِمَّتِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ وَ جَمِيعِ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الزَّاكِيَاتُ الطَّيِّبَاتُ فِيمَا تَغْتَدِي وَ تَرُوحُ عَلَيْكَ يَا مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ قُتِلْتَ عَلَى مِنْهَاجِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى لَقِيتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ عَنْكَ رَاضٍ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ بَذَلْتَ نَفْسَكَ فِي نُصْرَةِ حُجَّةِ اللَّهِ وَ ابْنِ حُجَّتِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَ الْوَفَاءِ وَ النَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ وَ السِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ وَ الدَّلِيلِ الْعَالِمِ وَ الْوَصِيِّ الْمُبَلِّغِ وَ الْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ بِمَا صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ وَ أَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَمَرَ بِقَتْلِكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرَى عَلَيْكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَ اسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَايَعَكَ وَ غَشَّكَ وَ خَذَلَكَ وَ أَسْلَمَكَ وَ مَنْ أَلَّبَ عَلَيْكَ وَ لَمْ يُعِنْكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوما وَ أَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ جِئْتُكَ زَائِرا عَارِفا بِحَقِّكُمْ مُسَلِّما لَكُمْ تَابِعا لِسُنَّتِكُمْ وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ وَ شَاهِدِكُمْ وَ غَائِبِكُمْ وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَتَلَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَيْدِي وَ الْأَلْسُنِ. السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ [سَلامُهُ‏] عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ مَغْفِرَتُهُ وَ عَلَى رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ [بِهِ‏] الْبَدْرِيُّونَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمُبَالِغُونَ فِي جِهَادِ أَعْدَائِهِ وَ نُصْرَةِ أَوْلِيَائِهِ فَجَزَاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَ أَكْثَرَ الْجَزَاءِ وَ أَوْفَرَ جَزَاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفَى بِبَيْعَتِهِ وَ اسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَ أَطَاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَ أَعْطَيْتَ غَايَةَ الْمَجْهُودِ حَتَّى بَعَثَكَ اللَّهُ فِي الشُّهَدَاءِ ، وَ جَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْوَاحِ السُّعَدَاءِ وَ أَعْطَاكَ مِنْ جِنَانِهِ أَفْسَحَهَا مَنْزِلا وَ أَفْضَلَهَا غُرَفا وَ رَفَعَ ذِكْرَكَ فِي الْعِلِّيِّينَ وَ حَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَ لَمْ تَنْكُلْ وَ أَنَّكَ قَدْ مَضَيْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِيا بِالصَّالِحِينَ وَ مُتَّبِعا لِلنَّبِيِّينَ فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ رَسُولِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ فِي مَنَازِلِ الْمُخْبِتِينَ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
الاستاذ كريم الانصاري

(10) ذي الحجة ـ عيد الأضحي المبارك

  عيد الأضحى :

  أجلّ التبريكات وأسمى التهاني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
  أعاده المولى تبارك وتعالى على الاُمّة الإسلاميّة بالخير واليمن والعزّ.

(15) ذي الحجة ـ ولادة الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام


  إنّنا إذ نعظّم مناسبة ميلاد الإمام عليّ بن محمّـد الهادي عليهما السلام ، إنّما نعظّم الولاية بمفهومها النبيل ومحتواها الأصيل ، ونكرّم البصائر الثاقبة والرؤى العميقة والمواقف الخالدة ، ونجلّل البيت النبويّ الطاهر الذي سما بالاُمّة نحو سبل الهداية والفلاح حتّى ألبسها نياشين العزّ وتيجان النصر : عزّ العقيدة ونصر القيم.
الاستاذ كريم الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  اسمه الشريف ونسبه الزاكي
  الإمام عليّ بن الإمام الجواد بن الإمام الرضا ... حتّى ينتهي نسبه الطاهر إلى أمير المؤمنين عليه السّلام ، فتكون فاطمة الزهراء صلوات الله عليها جدّتَه الكبرى ، ويكون النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم جدّه الأعلى.

  مولده البهيج

  قيل : يوم الثلاثاء في النصف من ذي الحجّة سنة 212 من الهجرة المباركة ، أو سنة 214 هجريّة ، وقيل ـ ولعلّه الأشهر ـ : يوم الجمعة ثاني رجب الأصبّ سنة 212 هجريّة ، بدليل الدعاء الشريف الصادر عن الناحية المقدّسة : ( اللهمّ إنّي أسألك بالمولودَينِ في رجب ، محمّدِ بن عليٍّ الثاني وابنهِ عليّ بن محمّدٍ المنتجَب ... ).
  وكان ذلك في (صريا) ، وهي قرية تبعد عن المدينة ثلاثة أميال ، استوطنها الإمام موسى الكاظم عليه السّلام سنوات عديدة.

(18) ذي الحجة ـ عيد الغدير الأغر


  عيد الغدير :

  مهما اجتهد اللُبُّ وتجمّع شمل الحسّ ليستحضرا مفردات مديحٍ في أنبل أعياد الاُمّة وأسماها تألّقاً في ميادين العشق والولاء ، فلن تجد ضالّتك ولن تحصد حصادك ولن تشفي غليلك أو تريح حناياك ..
  أتروم تدوينةً تجلّل بها يوم تقرير المصير ومفترق الطريق ، وتخطّ في أبي الاُمّة عليّ بن أبي طالب عليه السلام اُنشودة الحبّ وعرفان الجميل بلونٍ من العدل والإنصاف ، فلا نراها وإن سمقت تؤدّي حقّ الغدير وهيبة عملاقه الربّاني النحرير.
  نعم ، إنّما أطلقها من الأعماق :
  سيّدي أمير المؤمنين : لقد جئتك ببضاعةٍ مزجاة ، آملاً بنظرة عطفٍ من قلبٍ ما خيّب مبغضَه فكيف بنبضٍ يحيا ويغفو على ألحان عشقه ووصاله ؟!
  تبريكات عطرة بمناسبة حلول يوم الولاية الأكبر ، عيد الغدير الأغرّ.
الاستاذ كريم الانصاري


basrahcity.net basrahcity@basrahcity.net