لله يا محسنين
شكرا لكم . . . شكراً لمن يمنحني بضعة اسطر في صفحاته .. احمل حقيبتي على ظهري . . . ملئى باوراق السنين . . . تتكدس فيها احداث وخواطر واشعار واسرار وفضائح وهموم لاناس حمّلوني اماناتهم . . . بعضهم رحلوا . . . بعضهم صامتون . . . وآخرون يتمنون ويترجون ان افتح حقيبتي . . . الثقيلة التي اثقلت ظهري . . . اسمع فيها أنين وعويل . . . اسمع فيها صراخ حروف الجر . . . كل حرف يجرني الى محراب . . . كيف افتحها ؟ وأين ؟ أخشى ان فتحتها ان تطير اوراقي وتتناثر في زحامكم . . .
فتتمزق الحقيقة . . . بتفرق الكلمات . . . يقرأها مثقف أو جاهل أو تافه أو سلبي أو مشلول فكر ولسان . . . أو جبان . . . أو . . . أو . . . أو . . . وتضيع الحقيقة . . ويضيع عناء السنين لرحلتي . . . واتوه . . في زحامكم . . واصرخ . . لله يا محسنين ؟ ألا من يسمعني ؟ ؟ ألا من يساعدني ان انزل حقيبتي . . واضعها بامان قربه ؟ وافرد اوراقي . . ورقة . . ورقة . . . واؤدي الامانات لاهلها ؟ ثم انزع اقنعتي . . . واخرج من داخلي دون خوف . . وارى بوضوح . . . اتمنى ان اقف امام المرايا . . . لأرى وجهي . . . فقد نسيت ملامحي . . . نسيت ضحكتي .
نسيت شبابي . . . حتى اني انكرت هويتي . . . وانزويت بداخلي . . .اخشى الوقوف امام المرايا . . . كي لا ارى . . . أنا . . . . كي لا أراني ماشية على اكوام عظام بأكياس فيها بقايا ملابسهم . . . فيها تعجّ آهاتهم . . . وترنّ في اذني ضحكاتهم وامنياتهم . . . واسمى مبادئهم ... احتاج من يرويني كأس شجاعة . . . كي اخرج وافتح حقيبتي . . . لاُؤدي اماناتهم . . .
وكي ارى . . . اراني . . . . . لله يا محسنين
|