كن بدائياً . . . تكن طالباً !
الاستاذة سندس العبادي
في أول يوم من التسجيل نتقرض اللغة كما هي العادة في بداية كل عام وتحل محلها الإشارة والإيحاء والإيماءة ونستذكر بداية الخليقة عندما كان يتقاتل الناس البدائيون للحصول على قوت يومهم .
فترى الطلبة بين الرافع يده فوق الرؤوس . . . والناظر شزراً إلى شخص بجنبه قد أخذ دوره . . . وفتاة عينها تنزف دماً لأن صديقتها ضربتها بالقلم من دون أن تشعر . . . وآخر قلبه يعتصر ألماً لأن طالب ضخم قد وضع قدمه على إصبع قدمه . . . وعلى كل الأحوال فبين حجاب قد فتح دبوسه وقميص قطعت أزراره ووجه مكفهر وشعر أشعث وأصوات لا تنتمي إلى أي لغة معروفة على سطح كرتنا الأرضية . . . بين هذا وذاك . . . تستذكر في نفسك بداية الخليقة حيث تجد نفسك بين أناس بدائيين في كهف حار مظلم كالقاعة المجتمعين فيها للتسجيل وكيف أنهم كانوا يتقاتلون للحصول على قوت يومهم . . .
نعم في بداية كل عام نصبح بدائيون فتنمحي ملامح الحضارة من وجوهنا والتطور من عقولنا وحسن الأدب من تصرفاتنا ولكن اسأل من هو المسؤول عن كل ذلك ويريدنا أن نصبح بدائيين . . . فتجيبني نفسي يكل صراحة أنهم المسؤولون عن هذا النظام الذي لا يتبدل ولا يتحول وكأنها سنة قد أسنها الله في أرضه فلن نجد لها تبيلاً ولا تحويلاً . . . ولا أخفيكم سراً أنهم إستطاعوا أن ينتزعوا لباس الحضارة مني ولبسوني بدائيتهم في يوم التسجيل . . . وها أنا اُخبر من يأتي وسيأتي بعدي إذا لم تكن بدائياً فلن تكن طالباً في كلية العلوم .
|