أثر مشكلة الاعاقة على الفرد والاسرة والمجتمع
أثر الاعاقة على الفرد ( المعاق) :
يتأثر الشخص بالاعاقة كل حسب إعاقته ومدى تأثيرها على سير حياته وكيفية تكيفه مع البيئة وتلعب درجة الذكاء دورها في تقبل الفرد لإعاقته و قدرته على استخدامها سلباً أو إيجاباً في عملية التكيف، إن تقبل المعاق من قبل أسرته ومجتمعه له دوره الكبير في بناء نفسية المعاق بدعمها مادياً ومعنوياً أو بإحباطها .
إلا أن المعاق إنسان إمتحنه الله بنقص أو عجز كل حسب ما وهبه الله، وكل إنسان معرض لأن يكون معاقاً .
احتياجات الطفل المعاق:
تتأثر احتياجات الطفل بدرجة إعاقته فمنهم من هو قابل للتعليم ، ومنهم من هو قابل للتدريب ، و البعض الآخر يحتاج إلى رعاية كاملة ويعتمد اعتماداً كلياً على الآخرين ، وهذا يعني أن المعاق يحتاج إلى نفقات مادية ، ويحتاج إلى دعم معنوي ممن حوله .
أثر وجود الطفل المعاق على أسرته :
تعد الأسرة نفسها لقدوم مولودها الجديد سواء كان الأول أم العاشر، ولكن إذا ما كان هذا المولود معاقاً ( ذي احتياجات خاصة) فان الأسرة تتأثر نفسياً ومادياً .
الآثار النفسية :
• الصدمة :
تحدث عند علم الوالدين بأن طفلهما / طفلتهما ذي احتياجات خاصة .
• الحزن :
نتيجة طبيعية لعلم الوالدين بحالة طفلهما / طفلتهما، ثم يبدآن البحث عن أسباب إعاقته .
• الإنكار :
من الأهل من ينكر وجود إعاقة عند طفله / طفلته، وهذا يمثل عبئاً نفسياً عليهما وخاصة كلما طرق بابهما زائراً، ثم يعزلان نفسهما اجتماعياً .
• التقبل :
يحتاج الوالدان إلى فترة قد تطول أو تقصر لتقبل طفلهم وهذا يعتمد على مدى استعدادهم لذلك .
ولا بد لنا من التنويه إلى العامل الديني ودوره في تقبل الأهل لطفلهم / طفلتهم فديننا الإسلامي دعا إلى الإيمان بالقضاء والقدر وإلى الرحمة بالضعفاء، وأشار إلى الأمانة الملقاة على عاتق الوالدين اتجاه أبنائهم ، وإلى الثواب العظيم الذي يجنيه الصابرين، مما جعل الأهل يرضخون لقضاء الله وقدره ويتقبلون الهدية كما هداها الله لهم ، و يبذلون كل ما في وسعهم لأداء الأمانة على اكمل وجه طمعاً في مرضاة الله .
• تبليغ العائلة والمجتمع :
بعض الأسر تواجه صعوبة في كيفية تبليغ العائلة والمجتمع عن وضع طفلها الخاص ، إلا أن موقف الوالدين وقدرتهما على مواجهة المجتمع ينعكس إيجاباً عليهما وعلى طفلهما، ولا شك أن المستوى الثقافي والاجتماعي للوالدين قد يسهم بفعالية في مواجهة المجتمع وتحدياته .
الأثر المادي :
إن الطفل المعاق يحتاج إلى مراكز رعاية وتأهيل واهتمام، ويتطلب ذلك إلحاق الطفل في مراكز خاصة لذلك يبحث الوالدان عن المراكز .
المعلومات والمصادر اللازمة لمساعدتهم في التعرف على حالة طفلهم وكيفية التعامل معه في مراحل نموه المختلفة، وما يلزم فعله لتطوير قدراته ودعمه ليغدو أكثر اعتماداً على نفسه في أمور حياته، إلا أن هذا يضيف عبئاً مادياً على أسرته .
لمعرفة الأثر الذي تركه وجود الطفل المعاق على أسرته ، نجد الإجابة على لسان إحدى الأمهات والتي لديها ابنة عمرها إثنا عشر سنة تعاني من متلازمة داون سيندروم .
تقول الأم : مشكلتي كانت بعد الولادة حيث كانت الصدمة عندما علمت بأن طفلتي داون قيل لي آنذاك إنها منغولية، وستكون مختلفة ولن تستطيع عمل شيء ... ومع الأيام تقبلت طفلتي وبحثت عن معلومات ساعدتني كثيراً في التعامل معها كطفلة ، ولعل التحاقي وطفلتي ببرنامج للتدخل المبكر ساعدني كثيراً ، حيث شرح لي أن فرط العناية بها قد يحول من تدريبها الاعتماد على نفسها وتطور نمو مهاراتها الإدراكية .
ـ مشكلة أخرى واجهتني هي كيفية تدريبها على الحمام ومتى أبدأ وكيف .
ـ عانيت أيضاً من مشكلة تقبل ولدي لأخته وخاصة بعد أن عرف ماذا يعني الداون في مدرسته .
ـ أحمل هم البلوغ وكيف سأتصرف معها .
ـ كيف ستتعامل مع المجتمع ؟ وهل سيحترمها الآخرون ؟ وما هي نظرة الناس لابنتي من بعدي ؟ ومن سيعتني بها ؟
ـ أحس أحياناً كثيرة أنني وحدي .
أثر وجود الطفل ذو الاحتياجات الخاصة على الأخوة :-
أن تقبل الوالدان لوجود طفل ذي احتياجات خاصة له تأثيره على الأخوة والأخوات، حيث أن تماسك الوالدين وإظهار الجو النفسي البعيد عن القلق والتوتر والمشاحنات، يمهد لتقبل هذا الطفل من قبل أخوته ويدفعهم إلى تحسين علاقتهم به مستقبلاً .
وللأخوة مواقف مختلفة من أسرة لأخرى ويلعب سن الأخوة دوراً في إدراكهم لأبعاد وجود هذا الطفل وتقبله وكيفية التعامل معه، فمنهم من يتضايق ويخجل من وجود هذا الأخ أو الأخت، وهذا ما ذكرته إحدى الأمهات عن عدم تقبل الأخ لأخته وهذا أتعبها نفسياً .
ومن الأخوة من يتقبل وجود هذا الطفل فيهتم به ويحدث أصدقائه عنه ويسحبه إلى دائرته الاجتماعية وهذا بدوره يدعم الوالدين والطفل نفسياً .
أثر وجود الطفل ذو الاحتياجات الخاصة على المجتمع- :
إن نظرة سريعة إلى احتياجات الطفل ذو الاحتياجات الخاصة وأسرته تمهد لنا ما يمكن أن يقدمه المجتمع لهذا الجزء منه، حيث إن الدعم المعنوي يساعد الأسرة على تقبل طفلها والمضي قدماً في إظهاره للمجتمع بدلاً من أن يخبيء الطفل خوفاً من السخرية والاستهزاء، لذلك علينا توعية المجتمع بمختلف شرائحه من الصغار والكبار، وهناك طرق مختلفة لذلك في المدراس ، والرحلات ، والإعلام بوسائله .
ويؤثر الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على القطاع الصحي منهم من يحتاج إلى الرعاية الصحية والأجهزة المساندة، كما يساهم القطاع الصحي الحكومي في المملكة بجزء كبير منه .
إن حاجة هؤلاء الاطفال للرعاية والتأهيل يؤثر في توفير المراكز الحكومية أو الخاصة ، بالإضافة إلى توفير الأيدي العاملة المدربة والمتخصصة لدعم هذا المجال ... وهذا يؤثر على قطاعات مختلفة كالشئون الاجتماعية ، والتربية والتعليم ... الخ .
إن الحاجة للتنقل أمر لا بد منه وخاصةً إذا ما أرادت الأسرة الخروج بطفلها إلى الأماكن العامة والأسواق ، وهذا يتطلب توفير المرافق الخاصة لهؤلاء الاطفال بحيث تسهل لهم حركة التنقل مما يؤثر على قطاع المواصلات .
إلا إن هذه الفئة لها الحق في الحياة وتمثل شريحة من المجتمع يجب أن توفر لها الرعاية لتقابل احتياجاتها .
قائمة المصادر والمراجع :
1) القرآن الكريم .
2) ديفيد ويرنر : أطفال القرية المعوقين ، المملكة العربية السعودية ، المركز المشترك للبحوث والأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعاقين ، 1994 .
3) عمر عمير الطيلحي : تربية وتعليم المتخلفين عقلياً ، المملكة العربية السعودية ـ 1417هـ .
4) كريستين مايلز : التربية المختصة دليل لتعليم الاطفال المعوقين عقلياً ، ورشة الموارد العربية ، قبرص ، ط1 ، 1499م .
المجلات :
د. محمد بن حمود الطريف ، وآخرون : المجلة السعودية للإعاقة والتأهيل ، مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل والمركز المشترك لبحوث الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين ، الرياض ، 1998.
|