تاثير الطلاق على الأطفال
يترك الطلاق على الأطفال أثرا كبيرا يسبب لهم القلق ولا يجدون طريقا للخلاص. ويمكن ان نلخص تأثير الطلاق عليهم بما يلي: ـ
1 ـ ضحايا نفسيا وعاطفيا :
الأطفال هم أول ضحايا الطلاق، ضحايا نفسيا وعاطفيا وحتى جسميا أحيانا، فالطفل بعد طلاق والديه يقع في حيرة واضطراب وقليلا ما يسيطر على توازنه، خاصة الطفل الذي تربى في أحضان والديه ونهل من حبهما وعطفهما .
2 ـ الوحشة من الحياة :
ان الطفل الذي ينفصل والداه عن بعضهما يرى البيت مكانا موحشا وغالبا ما يبحث عن ملجأ أخر له، عنمكان يجد فيه السلوى والأمن والراحة .
والطلاق يجعل الطفل غير مبال بالدنيا وبالاخرين فلا تستطيع روحه الصغيرة المحدودة ان تتحمل انفصال والديه .
3 ـ أيتام الأطفال :
بعد الطلاق يصبح الأطفال أيتاما حقا، خاصة إذا كانوا صغار السن فمصيبتهم أعظم، فالطفل في كل مراحل حياته، وعلى كل المستويات والإمكانات يحتاج إلى أم تحنو وتعطف عليه، والطلاق الم ثقيل بالنسبة له لايمكنه، تحمله ان يصل إلى أمه وأحيانا إلى أبيه عليه ان ينتظر الأوقات الرسمية لملاقاتهم .
وأحيانا قد يستيقظ الطفل من نومه عند منتصف الليل يريد أمه وواضح ماذا يحصل من هكذا حالة فهذا ما يحدث نتيجة خلاف بين أمه وأبيه والان أمه ليست في الغرفة ومثلا غدا يجب ان يراها . فاي الم مفجع هذا ؟! .
4 ـ التشريد والاضطراب :
نتيجة الطلاق تكون تشرد الأبناء فإما يوكلون أمر أنفسهم لأنفسهم أو يوضعون عند زوجة الأب أو زوج إلامالذين غالبا ما يعذبانهم أو يسمانهم أحيانا بعد الطلاق يصبح الطفل كالتمثال المتحرك أو اللعبة ينقل من يد إلى أخرى فهو حينا عند الأم وحينا عند الأب وتارة عند العمة وأخرى عند الخالة فالخال وأحيانا أخرى في الملجأ .
ويتضح من هذا التنقل ماذا سيحدث له، فهو لكثرة التنقل سيتعرض لتربيات وثقافات مختلفة ومتفاوتة، فأي تأثير سوف تتركه على نفسيته وأي شكل من التربية سيتلقى. ؟
5 ـ الاحساس بالذنب :
أحيانا يشعر الأطفال بالذنب عند انفصال الوالدين فيظنون أنهم تسببوا في اذيتهما فانفصلا عن بعضهما . هذه المسالة غالبا ما تتضح من خلال لسانهم وكلماتهم البريئة حين نسمعهم يقولون .
(ماما تعالي سوف لن نؤذيك بعد الان أو يقولون: بابا تعال نعدك ان لا نفعل ما يغضبك) فهم يظنون أنهم ارتكبوا خطا، وهم المسؤولون عن انفصال والديهم .
6 ـ الحيرة والشرود الذهني :
بعد الطلاق يصبح الطفل حائرا فهو يفقد اهتمامه بالمدرسة ويتأخر في دراسته وأحيانا يمرض ويحاول البحث عن ملجأ يجد فيه المحبة والعطف والحنان وهو في الحقيقة ليس مريضا بل فاقدا للثقة بنفسه ولا يمكن علاجه بالادوية بل بالمحبة والعطف والحنان .
7 ـ التأثير على النمو : ـ
تشير البحوث والدراسات ان الأطفال الذين انفصل أبواهما يكون نموهم الجسمي اقل من الأطفال الذين يعيشون مع والديهم حتى وان لم يجدوا اما مربيه أو لم يجدوا تربية نفسيه صحيحة ففقدان الأم يمنع تفتح براعم الطفل ويترك أثرا سلبيا على شخصيته العاطفية .
8 ـ شؤم نظرته لأحد والديه: ـ
بعد الطلاق تكون نظرة الطفل لأحد والدية نظرة متشائمة، سيئة، كلها كراهية . وعادة ما يميل إلى احد الطرفين. وهذا الأمر غير محمود للطفل وللوالدين فمن الأفضل للأبوين ان لا يسيئا الحديث عن بعضهما أو يشتكيا امام الطفل مخافة رد الفعل الذي يسببه ذلك في نفسه .
9 ـ الحرمان العاطفي :
بعد انفصال الأبوين سيحرم الطفل من عطف وحنان والديه ونجده دائما متعطشا للعاطفة لذلك ليس بعيدا ان يبحث عن المحبة هنا وهناك وقد يسقط بيد أشخاص فاسدين، سيئين لا يعرفون الله فيفقد عفته وطهارته هذا الأمر نجده يحدث في كثير من المجتمعات المختلفة .
10 ـ اضطراب الطفل :
وأخيرا فالطفل الذي ينفصل والداه هو طفل غير سوي، مضطرب نفسيا كما تؤكد بحوث علماء النفس الالمان ان هذا الطفل يكون محروما من العاطفة وحينما يكبر سيكون ذلك سببا في جعله فردا شريرا ومجرما .
تاثير الطلاق على مستقبل الطفل :
قد يجد الطفل بعد طلاق والديه محيطا مناسبا وطروفا مساعدة فلا يهمل، ولكن في حالة إذا لم يجد جوا مناسبا مع والديه اللذين لم ينسجما معا فما هو مستقبله ؟ وكيف يتلاءم مع محيط لا يتلاءم فيه الأبوين ؟ كيف يشعر بالأمان في بيت ترتفع فيه أصوات التشاجر بين الأبوين ؟
الطلاق في السنين الأولى لعمر الطفل :
من حسن حظ الطفل انه لا يدرك معنى الطلاق والانفصال فلا يتأثر منه وهذا الأمر عادة يتبع النمو العقلي والعاطفي والظروف التي تربى فيها، فقد يربى الطفل في أحضان خادمة ما وهو بهذه الحالة سوف لن تكون له علاقة محبة ومودة مع أبويه كتلك العلاقة التي يتمتع بها بقية الأطفال .
وعلى كل حال فكلما كان سن الطفل صغيرا فمسالة ادراك الطلاق وتحمله تكون اقل عنده، وعلى الوالدين مراعاة ذلك لأجل طفلهما وتأخير طلاقهما .
ملاقاة الطفل بعد الطلاق :
بعد الطلاق يجب ان يسعى الأبوان لرؤية طفلهما في فترات متقاربة . بعبارة أخرى يجب ان يسعى كل منهما من جانبه لتوفير له كل ما يحتاجه من مودة ومحبة وأمور أخرى . وعلى أساس الدراسات والبحوث أظهرت النتائج ان انفصال الطفل عن أمه في السنين الخمس الأولى من حياته سببا في جعله مجرما فيما بعد .
|