قبسات من روحي
أم حسين الخليلي
بسم الله الرحمن الرحيم
أوراقي مبعثرة وقلمي صامت منذ زمن طويل لا أعرف ، أخذني الحنين الى تلك الاوراق وبدأت أصابعي تمسك القلم لعلني بدأت بهذع الكلمة لا أنا بدأت بها فعلاً .
ماذا أريد ? أحاول ان أبحث بين أحرفها ماذا أريد ? . . . الهي ساعدني كي أحلل معانيها أريد . . أريد أن أكون مسلمة بكل معاني هذه الكلمة ، أريد أن أغسل أعماق نفسي من درنات الذنوب أريد أن أتحدث مع حواسي بأكملها أريد لأن أتحدث الى ربي كما يتحدث الحبيب الى حبيبه ، أريد أن أتحدث الى ملائكته المقربين كي أتوسل بهم أن لا يكتبوا جميع أخطائي مع علمي بأن الله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية لا في الارض ولا في السماء . آه ثم آه من قوة الالم آه ثم آه من بعد السفر وقلة الزاد ، نعم تكلمني ايتها اليدان الجميلتان ماذا جنيتي وانت ايتها العينان بماذا شاهدتي وانت ايتها القدمان الى اين جريتي وانت ايها الملك المتربع على عرش الجسد ، أيها الفؤاد لا تخجل تحدث بلا حرج لعلي أجد في حديثك راحة تغرق نفسي وقبسات تخرج من روحي أيها الالم انا فتاة زادت عليها سنين الدهر أعواماً من الذنوب كم نظرت الى غيري في الشارع فتيات بلا حجاب ينسدل ذلك الشعر الجميل على ظهورهن وهذا اللبس الفاضح الذي يقسم ويفصل اجسادهن وتلك المساحيق الملونة التي تغطي الوجوه كأنها بحار جهنم ، هذا عن غيري ، وماذا عني أنا ؟ هل نظرت الى كثرة ذنوبي هل نظرت الى قسوة قلبي هل نظرت الى علاج أمراضي أنني فتاة مسلمة مؤمنة أبحث عن درب الامل وطريق النجاح .
ماذا يقول أمير المؤمنين عليه السلام عن النظرة ، أول نظرة لك والثانية عليك والثالثة فيها الهلاك .
أجل الهي اختلط نظري الحلال بالحرام أريد أن أنزه نظري بل أريد أن أنزه سمعي وهو القائل عليه السلام : بين الحق والباطل أربع أصابع . أي الحق ما رأيت والباطل ما سمعت .
ويداي أيضاً ما فعلت منذ نعومة أظفاري الى يومي هذا هل أتذكر كل شيء ؟ بالطبع لا أما قدماي أين حطت رحالها هل عددت خطواتها ؟ لا ولا خطوة واحدة أما قلبي فكان مرتعاً للشيطان بما معنى ذلك الوسواس الذي كان يتحدث له افعل كذا ولا تفعل كذا نعم كان يأتيني عندما كنت أقوم لصلاتي ويقول لي أخريها قليلاً لن تخسري شيئاً وكان يأتي الى جسدي الذي يكون بكامل قوته في أعمال البيت ولكن عندما أريد أن أصلي أجد فيه جبال من الخمول والكسل أم عندما أنوي الى اصلاح نفسي والبحث عن ما فيها يقول لي ما زال العمر طويل فأنت الان في مرحلة شبابك ما لي أنا وما للحياة القاسية التي كاثرت عليّ ذنوبي وحملتني ما لا أطيق ولكن لحظة كتبت كل هذا ونسيت شيء مهم ولكنه لم ولن ينساني انه الله ربي جلّ وعلا . . الهي كيف نسيت رحمتك التي وسعت كل شيء وأنا شيء حقير فارحمني وكيف نسيت قوتك التي قهرت بها كل شيء وانا شيء ضعيف فقوني ، كتبت لك ذنوبي على ورق صماء فاغفرها لي ، وكتبت اليك عيوبي بقلم فاسترها عليّ يوم تبلى السرائر ولا أجد من ناصر هذه قبسات من روحي وهذه اعترافات جوارحي لعلي أجد من يقرأها ليتفكر في نفسه طويلاً . . وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين .
|