فرض الله تعالى الصيام على المكلف القادر المستطيع لينال الثواب العظيم ، وخفف عن ذوي الأعذار فأباح لهم الفطر حتى يزول العذر ، وعليهم قضاء ما فاتهم من أيام رمضان ،
قال تعالى : ( وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) .
وممن خفف الله عليهم المرأة الحامل والمرضع ، ومن خلال الأسطر التالية نضع لهما بعض الوصايا الطبية النافعة :
أولا: من الوصايا الهامة للمرأة الحامل أن تذهب إلى أخصائية أمراض التوليد وتستشيرها في قدرتها على الصيام من عدمه، وتقوم الطبيبة بدورها في تقويم حالة المرأة الحامل وتقديم النصح لها ، كذلك بالنسبة للمرضع .
ثانيا : إذا خافت المرأة الحامل على نفسها من الضرر فإن الإفطار في حقها جائز ، كذلك الأمر بالنسبة للمرأة المرضع .
ثالثا : المرأة الحامل التي لا تعاني من الأمراض إذا صامت فإنه يجب أن يحتوي طعام إفطارها على العناصر الغذائية الضرورية وخصوصا النشويات التي تزود الجسم بالسعرات الحرارية ، مثل ( الأرز ـ والخبز ـ والمعكرونة ) ، فتحتاج الحامل إلى ( 2250 ) سعرا حراريا يوميا تقريبا ، ويجب أن تكون هذه السعرات من
مصادر غذائية غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية مثل الحديد والكالسيوم . . . وننصحها كذلك بتناول كوب كبير من عصير الفاكهة فور إفطارها ، وعليها أن تتجنب المأكولات صعبة الهضم كالأكل المحمر في الزيوت أو الدهون حتى لا تصاب بعسر في الهضم ، وعليها كذلك أن تتجنب الإكثار من الأكل عند الإفطار ، لأن هذا يؤدي إلى ضيق التنفس عند الأم .
رابعا : المرأة الحامل إذا كانت تعاني أي مضاعفات في أثناء الحمل كارتفاع ضغط الدم، أو السكر ، أو التهاب في الكلى ، أو تعاني من أمراض القلب فإنا ننصحها بعدم الصيام لأن حالتها لا تسمح لها بالصوم ، لأن هذه الأمراض تشكل خطراً كبيراً على صحة الجنين .
خامسا : المرأة الحامل إذا صامت فإن عليها أن تأخذ قسطا وافرا من الراحة خلال النهار .
سادسا : ومما ننصح به المرأة الحامل كذلك أن تتناول وجبة خفيفة ما بين الإفطار ووجبة السحور .
سابعا : على المرأة الحامل أن تعلم أنه في الشهور الأولى من الحمل يحتاج الجنين في أثناء تكوينه إلى مواد غذائية متكاملة ، وأي نقص قد يعرضه للخطر ويؤثر على سلامته وصحة الحامل ، فعليها مراجعة الطبيبة للكشف عن حالتها ومعرفة قدرتها على الصيام .
ثامنا : المرأة الحامل إذا كانت في فترة الشهور الأخيرة يكون الصيام في حقها أخطر على الجنين من الشهور الأولى، إلا في حالة ما إذا كانت فترة الحمل كلها تمر بشكل طبيعي ، والحامل لا تقوم بأي جهد في تأدية واجباتها المنزلية ورعاية أطفالها في أثناء الصيام مما لا يتسبب في إحساسها بالجوع والعطش فيمكنها حينئذ الصيام ، وأما إذا كانت على عكس ذلك فقد لا يمكنها الصيام .