موقع البصرة القديمة كان في المنطقة التي بنيت فيها مدينة الزبير الحالية ، وتتسع إلى الشمال منها حيث تم العثور على بقايا لقصور قديمة من قصور البصرة تقع إلى الشمال من مدينة الزبير ، وكان هنالك نهر يمتد من شط العرب إليها ، وقد درس ذلك النهر ، كما حفر العرب عدة انهر تتصل بعضها ببعض لتروي المدينة وبساتينها من جميع جهاتها حتى أصبحت تلك الأنهار وما يحيط بها من قصور وبساتين تعتبر جنة الله على الأرض وكما سنرى.
كيف تم بناء البصرة
عندما اتخذ عتبة بن غزوان منطقة الخريبة معسكراً اخذ الخليفة يرسل العرب إلى البصرة تباعاً لتسكنها ، فلما كثروا هناك بنى فيها عتبة سبعة دساكر (مفردها دسكرة) وتعني القرية الكبيرة من اللبن (الطابوق أو الطوب غير المحروق) ويبدو إن أكثر البيوت تم بناؤها بالقصب أول الأمر ثم تحولوا إلى اللبن وذلك لسرعة احتراق القصب ، وكان ذلك سنة أربع عشرة للهجرة وذلك قبل بناء الكوفة بستة أشهر ، وقد تم بناء المسجد ودار الإمارة ثم بعد ذلك قام ببناء السجن وحمام الأمراء حيث تم البناء بالقصب أول الأمر ، وكان أول بيت بني فيها هو دار نافع بن الحارث ثم دار معقل بن يسار المزني والذي أطلق اسمه على أحد أهم انهار البصرة فيما بعد وهو نهر معقل أو نهر المعقل كما يدعى اليوم وكما سنرى فيما بعد (راجع انهار البصرة) وقد أدرك العرب إن ارض البصرة تصلح لزراعة النخيل فأكثروا من زراعة النخيل فيها حتى اشتهرت فيما بعد بأنها ارض النخيل ، ومن طريف ما يروى إن زياد ابن أبيه عندما ولي على البصرة قام ببناء دار الإمارة باللبن بعدما كان بالقصب ، فلما تولى الحجاج بن يوسف الثقفي إمارة البصرة بالإضافة إلى الكوفة ، أمر بهدم دار الإمارة فيها وقال أريد أن ابنيه بالآجر وذلك لأنه أراد أن يزيل ذكر زياد حسد منه ، فقال له أحدهم بعد أن تم الهدم : انك ستنفق كثيراً من المال على بنائه ويبقى اسم زياد عليه ، فأحس بخطاه وترك القصر دون بناء حتى زمان الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي أمر بإعادة بنائه بالآجر والجص ، ولكن دار الإمارة تم هدمه من جديد ليضاف إلى بناء المسجد وذلك زمن الخليفة العباسي
هارون الرشيد وبقيت البصرة من دون دار إمارة.
توسع المدينة
لقد أخذت البصرة بالتوسع السريع حتى بلغت مساحتها أيام خالد بن عبد الله القسري حوالي فرسخين طولاً إلى فرسخين عرضاً (الفرسخ قياس عربي يعادل اليوم سبعة كيلومترات ونصف تقريباً) أي خمسة عشر كيلومتر طولاً وخمسة عشر كيلومتر عرضاً ، وقد كانت ولاية خالد بن عبد الله القسري للبصرة عام واحد وستون للهجرة ، أي إن ذلك التوسع حصل خلال اقل من خمسون عاما ، لقد استمرت المدينة بالتوسع في جميع الاتجاهات ، وكانت تحفر الأنهار التي توصل الماء إليها وتروي البساتين وتستخدم في النقل أيضاً حتى بلغ عدد الأنهار فيها كما تبينه إحدى الإحصائيات إلى عشرون ألف نهر ، وما هذا إلا دليل على سعة المدينة ومجدها.
الموقع السياسي للبصرة بين المدن
بالرغم من التاريخ السياسي الحافل للمدينة وموقعها الجغرافي المميز إلا إنها لم تستطع أن تنافس الكوفة والمنطقة المحيطة بها (بابل فيما مضى وبغداد فيما بعد) في انتزاع مركز السيادة لتصبح عاصمة لأي دولة ، بل إن تاريخ البصرة والمنطقة المحيطة بها لم يشهد لها أن تكون عاصمة لأي دولة ذات أهمية في التاريخ ، ولكنها أصبحت عاصمة لولاية امتدت إلى كل سواحل الخليج العربي ومناطق عربستان بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من العراق ، ولكن تلك الولاية كانت تابعة إلى دولة أخرى ، وفي معظم الأوقات تكون تابعة إلى بغداد أو الكوفة العاصمة أو إلى ولاية بغداد التي تظم إليها ولاية الموصل أيضاً وذلك بعد سقوط الدولة العباسية ، ويبدو إن موقعها يؤهلها أن تكون ولاية أو المدينة الثانية بعد العاصمة بدلاً من أن تكون هي العاصمة نفسها ، وذلك عكس المنطقة الوسطى من العراق التي نشأت فيها أهم العواصم في التاريخ البشري والتي حكمت معظم أرجاء العالم لمدة تزيد كثيراً عن نصف التاريخ الحضاري للإنسان كمدينة أكد قرب بغداد عاصمة الأكديين والتي كانت أول عاصمة لأول إمبراطورية في التاريخ ، وبابل عاصمة إمبراطوريتان مهمتان في التاريخ القديم ثم اتخذها الأسكندر الأكبر عاصمة له ، والمدائن التي كانت عاصمة لثلاث إمبراطوريات عظيمة في الكوفة تلك العاصمة الإسلامية المميزة
بالإضافة إلى بغداد عاصمة الدنيا لقرون عديدة ، ومع هذا فان البصرة ومنذ نشأتها كانت العاصمة الإقليمية لأهم ولايات الدولة ولمعظم الوقت.
مدينة الأنهار والنخيل
تقول بعض المصادر الموثقة إن عدد الأنهار قد بلغ في مدينة البصرة نحو من عشرين ألف نهر ، وهذه المصادر تعتمد على ديوان الخراج ، حيث كان يجبى خراج كل نهر بما فيه من بساتين ونخيل ، وقد يتصور البعض إن هذا أمر مستحيل ، فكيف تم حفر هذا العدد الهائل من الأنهار ، وقد شكك بن حوقل بهذا الرقم كثيراً وهو من جغرافي العصر العباسي المعروفين ، ولكنه عندما زار المنطقة أيقن بصحة تلك الأرقام.
لقد كانت الكثير من البيوت والقصور تبنى على حافات الأنهار في بعض المناطق ، كما بنيت البنايات في مدينة البندقية على حواف القنوات البحرية فيما بعد ، بينما كانت تترك طرق للمارة والعربات والحيوانات (شوارع) بين الأنهار والبيوت في مناطق أخرى ، كما بنيت امستردام فيما بعد ، علماً إن قنوات البندقية أو انهار امستردام هي شيء تافه بالنسبة إلى انهار البصرة وتعدادها ، كما إن تلك الأنهار كانت مزينة بأشجار النخيل والبساتين التي كانت تتخللها عكس قنوات البندقية الخالية من كل زرع وانهار امستردام القليلة الأشجار.
إن افضل صورة لمدينة البصرة القديمة هي بعض البيوت في البصرة الحديثة والتي شيدت في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على غرار ما كان موجوداً في البصرة القديمة لبعض الموسرين من الناس ، وما زال بعض بقاياها قائم لحد الآن ، وهي في غاية الجمال والذوق الفني الرفيع ، ولقد اطلع الكاتب على بعض الكتب الإنكليزية التي تصور بعض مناطق البصرة الحديثة والتي بنيت على غرار المدينة القديمة وذلك في بدايات القرن التاسع عشر بحيث تتضاءل أمام تلك الصور وجمالها مدينتي البندقية وامستردام.
بعض التصاميم الهندسية في بناء البيوت البصرية
لقد اطلع المؤلف على بعض القصور المكتشفة في بعض المناطق الأثرية التي تم التنقيب عنها في نهاية السبعينات من القرن الماضي ، وستضاف صور تلك البقايا من القصور حال الحصول عليها إلى هذا البحث إنشاء الله ، لقد كان المهندسين والمعماريين في ذلك العصر يأخذوا حالة الجو والحياة الاجتماعية والمواد الأولية المتوفرة مع الوضعية الجمالية بنظر الاعتبار في تصميمهم اكثر من مهندسي الوقت الحاضر ، فبدراسة تلك البقايا نلاحظ ما يلي : إن الجدران الخارجية لتلك القصور كانت بسمك مائة 120 سم بنيت باللبن (الآجر الغير المحروق) والمتكون من الطين المخلوط مع الرمل ، وهو التربة السائدة هناك ، ومن ميزات مثل هذه الخلطة إنها متينة بما فيه الكفاية كما إنها لا تتشقق كما يحصل للطين الاعتيادي وحتى بعد خلطه بالتبن ، والمونة المستعملة هي من نفس ذلك الطين لرخصها وسهولة الحصول عليها كما إنها سهلة الاستعمال في البناء ، ويبنى الساف الخارجي من الآجر المفخور وبسمك 18 سم تقريباً وذلك حتى يتحمل الرطوبة والأمطار ولا يتآكل بسرعة ، ويعطي منظراً جميلاً للبناء يوحي انه مبني جميعه بالآجر ، أما المونة المستعملة مع ذلك الآجر فهي الجير المطفي (النورة) لتقاوم العوامل الطبيعية ، والتي تخلط بعض الأحيان بالرماد لتتكون من تفاعلهما مادة أسمنتية تعمر طويلاً.
أما في الداخل فان الجدران الداخلية والتي هي أصلاً من (اللبن) فإنها تطلى بطبقة (من البياض) سميكة نسبياً تزيد عن 30 ملم ، يستخدم فيها الجير المطفي (النورة) وتظهر عليها الكثير من النقوش والزخارف وصور الحيوانات والنباتات والكتابة ، ويبدوا أن هنالك قوالب خاصة لهذه النقوش والزخرفة ، كما تطلى بطبقات من الأصباغ والدهان تجعل منها لوحات فنية رائعة الجمال.
ان سمك جدران الحيطان الداخلية والقواطع بين الغرف هو اقل قليلاً من الجدران الخارجية ، إذ يكون بحدود المتر ، وسبب ذلك السمك حتى يتحمل الأثقال التي تشكلها الأقواس والسقوف الثقيلة التي يحملها والتي تغطى بطبقة من الطين المخلوط بالرمل (التربة الطبيعية) وبمعدل سمك يزيد على 30 سم كي يعطي الانحدار الكافي لجريان مياه الأمطار التي تتساقط وقت الشتاء ، وفي بعض الأحيان تكون أرضية تلك السطوح مكسور بالآجر المربع الكبير الحجم نسبياً.
أما السقوف فكانوا يستخدموا الأقواس الأنيقة والتي تتحمل الأوزان الثقيلة وتعيش سنين طويلة إذا أحسنت صيانتها ، كما وان الأروقة كانت تتكون من ممرات تسقفها الأقواس وتوجد في أعلاها فتحات صغيرة للإنارة في بعض الأحيان ، وكانت باحة البيت (الحوش) تقع في منتصف البيت ، وتكون بعض الغرف المطلة على تلك الباحة مرتفعة عنها بنحو متر أو أكثر وواجهتها المطلة على الباحة تتكون من شبابيك خشبية ذات نقوش جميلة وزجاج ملون بنقوش هندسية رائعة.
أم قصر
تتوسط الحوش بركة ماء كانت تستخدم لخزن الماء الذي يجلب من النهر حيث تضيف منظرا جميلا إلى تلك الباحة ، وعادة ما تكون هنالك حديقة صغيرة فيها بعض أشجار النخيل والأشجار الأخرى التي يسهل نموها هناك ، كما تحيط بالحوش منطقة مسقوفة ترتكز من ناحية على الجدران الداخلية للغرف ومن الناحية الثانية على أعمدة من الخشب يتكون أعلاها من تاج مزخرف بزخرفة جميلة ، ان فائدة هذه السقوف هي لحماية جدران الغرف من أشعة الشمس المباشرة فتكون كالمظلات ، كما إنها مكان مناسب للجلوس تحتها في ساحة الحوش لما تكونه من ظل وعلى الأخص أوقات العصر عندما يعتدل الجو.
توجد هنالك أقبية تحت الأرض (سراديب) في بعض أجزاء البيت وعلى الأخص تحت الغرف التي تعلوا عن سطع الحوش التي أشرنا إليها فان ذلك الارتفاع يعطي ارتفاع إضافي لتلك الأقبية ، وتكون سقوف تلك الأقبية مبنية على شكل أقواس لتعطيها القوة والمتانة لتتحمل ما فوقها ، كما إنها تكون عازلاً حرارياً لسماكتها ، ان تلك الأقبية ملاذا جيدة لسكان البيت أثناء وسط النهار للوقاية من حرارة الجو ، كما يمكن أن تستخدم أثناء الشتاء لأنها تكون دافئة وذلك لأنها تحت مستوى سطح الأرض ولا تتعرض إلى أشعة الشمس المباشرة الحارقة ، ونظراً لعدم شدة البرودة وقصر الشتاء فان الاستعمال الشتوي يكون نادراً.
أما نظام التهوية في هذه البيوت فهو نظام هندسي رائع مستمد من نظام التهوية في المدن العراقية القديمة والذي تم تطوير خلال آلاف السنين ، حيث توجد مجاري هوائية مبنية تشبه المداخن في المدن الغربية ، وتمتد من الأقبية إلى الغرف حيث توجد فتحات في الأقبية والغرف تسمح بدخول أو خروج الهواء منها ، وتمتد تلك المجاري إلى أعلى البيت حيث تسمح بمرور تيار هوائي بارد نسبياً يأتي من الأقبية ليخرج في النهاية من أعلى البيت ، ان مثل هذا التيار يمنع الهواء من التعفن ويقلل من الرطوبة داخل البيت ويسهل عملية تبديل الهواء بسرعة معقولة لا تؤثر كثيراً على تسخين الجو الداخلي أثناء الصيف أو جلب البرودة أثناء الشتاء.
تأثير الوضع التجاري على النظام العمراني
ذكرنا أن البصرة كانت المدينة التجارية الأولى في العالم الإسلامي ، لذا كان لهذا الوضع التجاري تأثيرات بالغ على الوضع العمراني للمدينة ، فمن تلك التأثيرات إنها جعلت بعض مناطق البصرة مواني تجارية كجنوب البصرة التي كانت تطل على تفرع يأتي من الخليج العربي يعرف اليوم بخور الزبير ، حيث كان ذلك الجزء عبارة عن ميناء مزدحم بآلاف السفن المختلفة ، لذا فان من المنطق أن تكون تلك المنطقة عبارة عن مخازن للبضاعة ومحلات تجارية وفنادق (خانات) ومطاعم للتجار والبحارة ، ومن المؤكد أن تلك المنطقة كانت بعيدة عن الترف والقصور التي ذكرت في كتاب الأغاني وبقية كتب الأدب والتاريخ ، وقطعاً لم تكن من المناطق التي يلتقي فيها العشاق والمغنين الذين أسهب كتاب ألف ليلة وليلية وروايات الأصمعي في ذكر أخبارهم ، كما كانت هنالك ميناء تجاري آخر للمدينة يبعد عنها اكثر قليلاً من عشرة أميال هو ميناء الابلة الذي يقع على الجهة الغربية من شط العرب والذي هو اليوم جزء من مدينة البصرة الحديثة ، حيث كانت الكثير من السفن القادمة إلى البصرة عن طريق البحر ان تذهب إليه لأنها ستنقل بضاعتها من وإلى سفن اصغر حجماً تذهب إلى بغداد وباقي مدن ومناطق العراق عبر نهري الفرات ودجلة.
أما التأثير الثاني للحركة التجارية على عمران المدينة هو نمو طبقة ثرية من التجار انعكس ثرائها على البذخ في بناء بيوتها وقصورها مما جعل المدينة ترتدي ثياب البذخ والغنى كثاني مدينة في العالم الإسلامي بعد بغداد ، ومن المؤكد ان قسماً من أولائك التجار الأثرياء بنوا قصورهم على شواطئ الأنهار التي تربط بين المدينة وشط العرب ليكونوا على اتصال بين تجارتهم وبين المدينة ويعيشوا في مكان يتمتع بالسحر الطبيعي بين النخيل والأشجار.
أما التأثير الثالث فان المدينة كانت تصل إليها بعض المواد الأولية اللازمة للبناء والتي تعتبر بذخ زائد عن الحد في مناطق أخرى من العالم الإسلامي ، كأنواع الخشب الثمين من الساج والأبنوس والمصنوعات الخشبية كالأبواب ذات الزخارف الجميلة والشبابيك ذات الزجاج الملون والمصنوعات المعدنية النحاسية والحديدية المستخدمة في البناء مما جعل بيوت المدينة وعلى الأخص بيوت الأغنياء تبنى بناءً مميزاً فيه كثير من الأبهة والبذخ ، وبقايا البيوت المكتشفة في المدينة خير شاهد على ذلك ، كذلك البيوت التي بنيت في البصرة الحديثة وخلال القرنين الأخيرين والتي كان من المؤكد إنها مستوحاة من تصاميم البصرة القديمة لهي دليل مادي مؤكد.
الوضع الفكري
كان للبصرة وضع فكري مميز بها فقد كانت بالاشتراك مع الكوفة تشكل عواصم اللغة الوحيدة في العالم الإسلامية فلم يكن في العالم الإسلامي غير مدرستين للغة لا ثالث لهما هما البصرة والكوفة ، وكانت البصرة هي المتفوقة والمتصدرة في هذا المضمار ، أما الفقه فكانت هنالك ثلاث مدارس لا رابع لهما ، هما الكوفة والبصرة والمدينة (وذلك قبل بناء بغداد) أما في الشعر فكان الشعراء الكوفيون والبصريون وما زالوا يشكلون دعامة الشعر العربي ونقطة ارتكازه ، وكذا الحال في الأدب ، أما الفلسفة فقد كان للفلاسفة البصريين باعاً كبيراً مميزاً.
لم يقتصر النشاط الفكري في البصرة على النشاط الأدبي والفلسفي بل كان لها نصيب لا يستهان به في العلوم ، وبالرغم من إنها لم تكن تحتل مركز الصدارة كما هو الحال في اللغة والشعر والفقه إلا ان نصيبها كان لا يستهان به والسبب في ذلك لان العلوم بدأت بعد فترة زمنية من ظهور الحركات الأدبية والشعرية ، أي بعد عصر الترجمة ، حيث كانت بغداد هي الحاضرة الإسلامية الرئيسية التي استقطبت معظم العلماء في ذلك الوقت.