آل السويج من الأسر العلمية العريقة المعروفة في العراق، وهي من الأسر الهاشميةِ الحجازية الأصل، إذ يعود أصلها إلى المنطقة الشرقية في مدينة الهفوف من منطقة الإحساء، نزح بعض أفرادها الى البصرة منذ أكثر من قرن من الزمن، وهي مجابية النسب ولقبت بالسويج نسبةً الى جد السيد محمد (المترجم أدناه) ، لكونه إمام مسجد في سوقٍ صغير ، وبلغة أهل الحجاز مصغر السوق يسمى (سويج) فيقول قائلهم أني ذاهب الى مسجد سيد السويج وبمرور الزمن حذفت كلمة مسجد وبقية كلمة سيد السويج.
يعود نسبهم الشريف إلى السيد إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم (ع) ، وأبرز من نزل البصرة من هذه الأسرة الكريمة العلّامة السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد هاشم بن السيد محمد الملقب بالسويج، المولود عام 1270 هـ والمتوفى عام 1345 هـ وهو فقيه مجتهد له عدّة مؤلفات منها : كتاب رفع الاشتباه، وكتاب في الحديث، ورسالة عملية، وقد تفرَّعت هذه الأسرة في البصرة من خلاله، فكان من بين أبناءه علمان قد سلكا المسلك الديني الحوزوي، وهما العلامة السيد أحمد المولود في البصرة عام 1317 والمتوفى 1380 هـ وهو مجتهد وفقيه وشاعر، له تعليقات على بعض الكتب الفقهية، وديوان شعر، وكشكول، وكتاب المحكم في رفض المخضرم، والثاني الخطيب السيد مهدي المولود في البصرة عام 1343 والمتوفى 1423 هـ وهو عالم جليل وأديب شاعر وخطيب معروف، له عدد كبير من المؤلفات منها : أرجوزة الألفين المهدية في الفقه والأصول ، والمنظومة العلمية ، و مما على رفوف الجدران في تفسير القرآن، وكنز الوعظ والعرفان في مجالس ليالي رمضان، والأحكام والحقوق النسائية في الإسلام ، والروضة المهدية ، والصحيفة الحسينية الكاملة والأوليات من ديوان السويج وغيرها الكثير ... فعُرف السيد مهدي بين أوساط عامة المجتمع خطيباً بارعاً متمكناً يجذب الناس بصوته العذب وخطابته الرصينة، وقد ورَّث هذا الفن (فن الخطابة) الى أبناءه وأحفاده، منذ سن مبكر، فقد كان يُرقي ولده السيد صالح المنبر وهو في سن المراهقة بمحضر كبار العلماء أمثال السيد الخوئي قدس سره والسيد محمود الشاهرودي قدس سره وآخرون، وهكذا تدرجت الأسرة في المجال الديني، وقد عُرف العلامة السيد حامد بن السيد أحمد بن السيد محمد السويج بين الأوساط البصرية بعمادة هذه الأسرة المؤثرة التي لها حضور متواصل مع كل شرائح المجتمع وهو عالم جليل له : تقريرات لأبحاث لمَّة من الأساتذة الذين حضر عندهم في البحث الخارج، ومن أشهر علماء هذه الأسرة العلامة السيد محمد زكي بن السيد حامد ، عالم فاضل جليل وأديب شاعر، خاض غمار التبليغ الديني لزمن طويل في عدد كبير من بلدان العالم وخصوصاً أميركا اللاتينية وأروبا وآسيا، وقد كان مستهدفاً من قبل النظام المقبور بسبب نشاطه الديني، حتى حيكت له مؤامرة اغتيال عندما كان يبلِّغ في بلاد تايلند، حيث أصيب برصاصة في رقبته عند الصلاة، ولكن نجَّاه الله من موت محتوم، من مؤلفاته : بحوث إسلامية متفرقة باللغة الإنجليزية، ودروس في تفسير القرآن (باللغة التايلاندية) ، وديوان شعر، والعرف والعادة في الفقه والقانون، والغرامة المالية في الشريعة الإسلامية، والقضاء في الإسلام، ومازالت هذه الاسرة الكريمة تنجب العلماء والفضلاء والخطباء من خدمة اهل البيت عليهم السلام.