وأتى بنو إسرائيل نبياً لهم، وعبداً من عباد الله الصالحين، اسمه "صموئيل" وشكوا إليه، متبرِّمين، مايلاقون من مرارة الهوان، وتمزق الشمل والخذلان، وظهور أعدائهم عليهم ( أي: تفوُّقهم).
وهز "صموئيل" رأسه، فهو على وثيق الايمان بأنّ لعصاة الله سوء الدار، وبئس القرار.. وقومُه عصاةٌ فاسقون، مردُوا على الكفر والنِّفاق، فالله مجازيهم بما كسبت أيديهم وبما كانوا أنفُسهم يظلمون. وقال لهم بصوتٍ عميقٍ، وهو يتطلّع إلى آفاق السماء:
- دعوني استخر لكم الله في ماأنتم فاعلون!
وانصرفَ، كلٌ إلى شأنه!..
وأوحى الله إلى نبيه "صموئيل": إني قد اخترتُ "طالوت" ملكاً على بني إسرائيل، ولعلّ "صموئيل" لم يكن قد سمع بهذا الاسم من قبل.. فمن "طالوت" هذا؟.. وكيف الوصول إليه ؟..
فأوحى إليه الله عزّوجلّ: لاعليكَ يا "صموئيل"، فطالوتُ آتٍ إليك عمّا قريب. إنه عبدٌ من عبادي الصالحين، قد آتيتهُ بسطةً من الجسم والعلم.. وبه يتمُّ صلاحُ أمر بني إسرائيل.