مـؤمنـــة

  الرجـــل الحقيــقي
الاستاذ امين محمد
  قالت فتاة لصديقتها وهي تحاورها : هز أعماقي صوته الشجي ولامست أجنحة كلماته يدي ، لقد كانت كلماته شفافة ، جذابة ، رائعة كالحم بل أن كلماته أروع من الحلم ، أحلى ، أمتع أعذب ، اكبر ، أنه بحر احلام مشعة زاهية ، لقد كان صوته يطغي على كل صوت وقول وهتاف ، تعلوا نبراته على كلام الجميع وتأسر بدفئها سمعي وتأخذ بيدي الى أماكن كالجنات الموعودة ، وكان يقف امام وجه الشمس دون رهبة يحدق فيها بلا وجل ، قادراً على أن ينزع الحجاب عن أسرار المعرفة والضلام ، لذا تركت الرجال كلهم وسكنت اليه . . .
  تركت ضعفهم ولذت بقوته . . . تركت قموضهم وحيرتهم وأحتميت ّبوضوحه وثباته . . . من نفسي ومن الجميع هربت اليه . . . الى فجره وشمسه وليله وكواكبه . . . الى طيوره وأشجاره وينابيعه ونسميه . . . كان يحب الدين كما يحب المرء أبويه ويحاول أن يسمو ويعلو ويحلق بعيداً في أجواء الدين لأنه كان يقول دوما : ان الدين عالم ملؤه الخير والسلام والمحبة والجمال ، وهو الذي يصنع الرجل الحقيقي الذي أراده الله أن يكون خليفته في أرضه ذلك الرجل الذي يعبر عنه القرأن بقوله ( رجال لا تليهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) ...( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) من أقامة سننه واحكامه فالرجل كل الرجل عند الله هو من أطاعه وأطاع رسوله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وما سواه ليسوا برجال مهما ملكوا من القوة والمنعة والجاه والسلطان .
  وحينها عرفت انه الرجل الحقيقي الوحيد الذي يستحق أن أحبه وأبقى معه وأفكر فيه طوال عمري ، هو فقط . . . هو فقط .