مـؤمنـــة

  يد الله فوق أيديهم
الاستاذه سندس العبادي
  قد إشتغل في بناء الجامع هذا أيدٍ كثيرة من ( المتدينين ) منذ عشرة أعوام ، وكانت لكل منهم مهارة البناء وفنّة وكانت أهلي القرية راضية قانعة بكل ما صنعوه لهم .
  ولكن هلمّ وأنظر هذه النافذة التي صنعها ذلك الشاب ( المتدين ) فهي بدقة صنعها وثباتها تهزأ بكل ما في الجامع من نوافذ ، إن جميع النوافذ أستسلمت لشريعة السنين وتآكلت ، ما خلا هذه التي عملها هو ، فهي وحدها ثابتة أمام عناصر الطبيعة ، حتى إن الهواء الذي يدخل من خلالها يختلف عن هواء النوافذ الأخرى ، وعندها عرفت أن ذلك العامل ( المتدين ) كان غايته في عمله هو جعلِ كلمة الله هي العليا وأما الآخرين كان غايتهم هو طلبُ المنزلة في قلوب الناس بخصال الخير ، وشتان بين الرجل الذي يده على مطرقته والرجل الذي يد الله على يده ؟