مـؤمنـــة

  ما وراء الجامعة
الأُستاذة سندس العبادي
  نعم . . . بدأ العام الدراسي ووجدت نفسي من جديد مسجوناً في كهف مظلم . . . ومن وراء بلورة بصري رأيت الشياطين كيف تنبثق من شقوق ارض الجامعة وترفع عيونها نحو الأعالي ، وكيف تدب الأرواح الشريرة في أروقتها ، ووجدت الطلبة يسيرون وأبالسة اللذات تقودهم وقيود الشهوة تتمسك بأقدامهم وأشباح الحب تصفق فوق رؤوسهم ، فهم اليوم كما كانوا بالامس وسيظلون غداً وبعده ، وأذا ما قام طالب من بينهم داعياً إلى ترك وهم من الأوهام الكاذبة ، وخيال من الخيالات الباطلة ، الاّ وقد أذن نفسه بحرب لا تخمد نارها ولا يخبو سعيرها لأن سلب الاجسام أرواحها أهون بكثير من سلب النفوس غرائزها وميولها ، وسيقول كثير من الناس له ما يغني دعائك في جماعة لا تحسن بك ظناً ولا تسمع لك قولاً وأجيبهم بكلمة واحدة ، هو أن محمداً عاش بين قومه ساحراً كذاباً وان علياً عاش متهماً بالكفر والإلحاد وذبح الحسين إحياء لدين جده ، وكفى بأمثال هؤلاء العظماء للدعاة أسوة حسنة .