مـؤمنـــة

  ثوب من جسد
الاستاذ امين محمد
  رأيتكِ بالامس . . . كْنتِ تخطين خطواتك في الارض بأنوثة حارة ، محملة بالرغائب واللذة وقد غطيت جسمك بثوب من الالوان الثائرة وكان ضيقًا جداً حتى خلت أنك قد حكت من جسدك ثوباً . . .
  ما أرتديت هذه الملابس الضيقة الا لتخبرينا بأنك قد ضاق صبرك عن البحث في الجامعة عن شاب يهيم بك وتهيمن به بحب صحيح وشريف ، شاب يفتح لك قلبه على مصراعيه ثم يغلقه بعد أن يجلسك على عرش الحب فيه ، ذاك الشاب ذو الاخلاق النبيلة الذي حين يغلق قلبه عليك لا تستطيع قوة في الوجود أن تخرجك منه أو تضع الى جانبك حباً جديداً ، وعندما لم تريه في حياتك كان ذلك أيذانًا بانهزامك من الحياة وفشلك ، وخشيت أن يقودك هذا الفشل الى قبر ( العنوسية ) الموحش الحزين ، وتنطوي نفسك في صمت كئيب قاتل طويل ، ويقبل الخريف على أيامك تتساقط كما تتساقط أوراق الدوح في قبضة الاعاصير ، فالتجأت الى طريق لا يسلكه الا اصحاب النفوس الضعيفة ، وتجارة لا يشتغل فيها الا ذو البضائع الكاسدة الا وهي ( تجارة اللحوم ) وهي أن تحمل الفتاة كل صباح جسدها بملابسه الضيقة في سلة الى السيوق وتبيعه بأول حب أو زواج يعرض عليها . . . أني أعلم الحب والزواج حياة المرأة وما اقسى تلك الحياة اذا لم تعثر المرأة فيها على زوج محب في مسالك الوجود ، وما اشد تعاسة قلبها ، ولكن . . . كيف ترضين أن تجمعك روابط الزواج برجل عيونه دائبة البحث عن جمال الجسد فقط ؟ ، وتلاقينه وأنت كالزنبقة البيضاء العاطرة في ملابس عرسك على غير اساس من الحب المقدس المجرد عن معاني التراب !!! ، هذا الشخص الذي أرتضيته زوجاً لك وأن بذل ماله ومركباته البديعة وخزائنه الطافحة وحسبه لرفية لأجلك ، لن تجدي تأثر هذه الاشياء كله تساوي تأثير نضرة واحدة من عينيه الى فتاة غيرك ، ولكن ايّاك أن تلوميه ، ولومي نفسك فقط لانك اخترت شخصاً جُبل على حبّ الجسد لا الروح وما المرأة عنده الا فريسة سمينة ترتعد بين اظافر نمر اقسى من القدر المبيد ، بين اظافر نمر اقسى من القدر المبيد ، بين اضافر نمر اقسى من القدر المبيد .