مـؤمنـــة

  انواع الطموح
الاستاذ امين العبادي
  صوتها كأصوات العنادل . .
  وفكرها ذهبي كالسنابل . .
  مفعمة بالحنان ، رقيقة مثل زهرة أقحوان . .
  تذكرك مشيتها بفاطمة ، بخديجة ، بالنساء الاوائل . .
  وحجابها ابيض ، كالحمائم .. كالرسائل ، وعباءتها ليل باتت نجيماته دانية تكاد أن تلمسها الأنامل . . فهي زهرة نابتة في أعالي الجبال ، لايصل اليها ولا ينعم بقربها الا رجلاً تفجرت في نفسه ينابيع الارادة و الشجاعة والاحتمال ، نعم الاحتمال ، لأنه اذا عزم على تسلق هذا الجبل للوصول الى هذه الزهرة الفريدة لا بُدّ له من اجتياز مراحل مضنية ، مذهلة القساوة ، شديدة المرارة ، حتى يصل اليها ، فاذا ما وصل أخذها بيده واقتطفها وحده واذا بها ترفع من أمامه عتمة لياليه بصفائها وطهرها ونورها وتبقى شعلة ساطعة النور ، مضيئة بيده ما استمرت له الحياة ، نعم هذا الرجل الذي لاتستهويه طحالب المستنقعات من الفتيات المبتذلات اللواتي يأتين اليك بمجرد الاشارة ، وتملك قلوبهن بأسخف ما قيل في الحبِّ من عبارة ، ويرضين بلحطة عشق تافهة ، وبنظرة حبٍّ زائفة ، تلك المخلوقات الضعيفة يالتعاستها ويا لشقاوتها لأنهن قد عشقن رجالاً من ورق ، تهيبوا صعود الجبال و الوصول الى الأنثى الحقيقية ورضوا أن يمثلوا دور العشق بين الحفر .
  وبعد هذه الكلمات أتمنى أن تكوني زهرة نابتة في اعالي الجبال . . وان لا تكون أنت رجلا من ورق .