6 أساليب لتعامل الأسرة مع غضب الطفل الخاص ذهنيا

  تعامل الأسرة مع غضب الطفل الخاص والذي يعاني من تأخر ذهني تختلف عن تعاملها مع غضب الطفل العادي، لأن الطفل المعاق ذهنيا يعاني من تأخر نمو لغوي ولفظي الذي يساعده في التعبير عن مشاعره، وهذه مجموعة من النصائح على الوالدين مراعاتها عند التعامل مع غضب الطفل الخاص:

  - الرسائل الايجابية:

  لا بد من إعطاء الطفل الخاص عند غضبه مجموعة من الرسائل الإيجابية حول الأمور التي نتوقعها منه، والتي ينبغي أن لا تكون أعلى من قدراته وطاقاته، إضافة إلى تعليمات ايجابية ومحددة أيضاً مثل: ( أنا أتوقع منك اليوم أن تتصرف أثناء الزيارة بشكل مؤدب، وأنت قادر على ذلك) .

  فالعبارات الايجابية لها وقع وتأثير على الطفل الخاص أفضل من أن يقال له" أنا لا أستطيع تحمل بكاءك، أو لا تصر على غضبك"؛ لأنه من الصعب إقناع الطفل أثناء حدوث ثورة الغضب عنده، ولكننا نستطيع تهيئة الجو الملائم لعدم حدوث النوبة، وإحاطته بالتوقعات الايجابية .

  - التنفيس الانفعالي:

  على الأم أن تتيح الفرصة للطفل الخاص كثير الغضب للتنفيس عن انفعالاته بين فترة وأخرى، وتعويده على أن يستخدم جسده بطريقة ايجابية وبممارسة الأنشطة الحركية والهوايات خارج البيت أو داخله، وإتاحة المجال له لسماع الموسيقى والقفز وممارسة الرياضة، وتشجيعه على رسم مشاعره ورسم مناظر تعبر عن غضبه باستخدام الألوان التي يحبها، مهما كانت هذه الرسومات عشوائية أو بسيطة .

  - مراعاة قدرته على التقليد:

  يتعلم الأطفال من الكبار طريقة تعبيرهم عن الغضب، فهناك من الوالدين من يعكس غضبه على الجو الأسري بكامله ويتعامل بعنف مع أفراد الأسرة، وهناك من يفرغ غضبه عن طريق ضرب المخدة أو الاسترخاء أو الخروج في نزهة، وبالتالي فإن الآذان والعيون الصغيرة تراقب كل ما يحدث وتقلده، حتى لو كان الأطفال من مختلف مستويات الإعاقة الذهنية .

  - عدم تعزيز ثورة الطفل الخاص:

  بعض المعلمات والأمهات يعززن ثورات الغضب عند الطفل الخاص بإعطائه ما يرغب في الحصول عليه، فيؤدي ذلك إلى أن يلجأ الطفل باستمرار لهذا السلوك حتى يحصل على ما يريد، فمثلاً الطفل الذي يأخذ قطعة الشوكولاتة من أمام طاولة المحاسب عند الخروج من محل التسوق، سيلجأ إلى هذا السلوك كل مرة إذا لم يواجه ردة فعل من قبل والديه .

  وإذا أراد الأهل فعلاً إيقاف الطفل الخاص عن سلوك الغضب فعليهم توضيح الموقف للطفل، وأنه ينبغي ألا يأخذ الشوكولاتة عن الطاولة في المرة القادمة مع توضيح السبب، وتكليف الطفل بمساعدة الأم أثناء وضع المشتريات على شريط الحساب المتحرك حتى لا يشعر بالملل، أو تكليفه بتذكير الأم بأن تشتري سلعة ما للبيت أثناء جولة التسوق، حينها سيشعر الطفل الخاص أنه طرف فاعل في عملية التسوق أو غيرها من الأنشطة والزيارات وليس مجرد مستجيب للأوامر .

  - التجاهل:

  قد يؤدي تجاهل غضب الطفل الخاص إلى نتائج ايجابية خاصة عندما يكون هدف الطفل من الغضب أن يلفت انتباه الآخرين، حينها على الوالدين ألا يهتموا بالسلوك مع بقاء الاهتمام بالطفل، وبذلك يدرك الطفل أن تصرفه خاطئ ولذلك تم تجاهله، فيعيد النظر ليبحث عن سلوك مقبول ليتم تعزيزه .

  وإذا تجاهلت الأم ثورة الغضب وابتعدت مسافة عن الطفل فقد يكون ذلك أفضل، ولكن بعد إعطائه تلميحاً بأنه عندما يهدأ سوف تأتي وتساعده وتتعرف على ما يرغب، ولكن ما دام بهذه الحالة فلن تلبى له رغباته، وفي هذه اللحظات الهامة على الأم أو المعلمة أن تصبر وتتحلى بضبط النفس، لأن حدة غضب الطفل قد تزداد في اللحظات الأولى للتجاهل، لكن الغضب ما يلبث أن يهدأ بعد مرور فترة من الوقت .

  - العزل:

  قد تلجأ بعض الأمهات إلى عزل الطفل في غرفته عند تزايد وتيرة الغضب، فيبدأ الطفل في تخريب ألعابه أو تكسير أغراض الغرفة، ولكن لنتذكر أن هذه هي ألعابه التي يحبها أو ممتلكاته، وسوف يتحمل نتائج إتلافها ولن تحضر له الأسرة بديلاً عنها، وبعد أن تنتهي ثورة الغضب عليه تحمل مسؤولية إعادة ترتيب غرفته مرة أخرى .