المسلمات وقد حبب الاسلام اليهن الفداء وجعلهن يستهن بمصاعب الحرب وأهواله وسعين اليها مندفعات غير هيابات ولا وجلات . وهكذا كان رسول الله رؤوفاً بالمسلمات باراً بهن ، لا يرد لهن طلباً ولا يحط من مكانتهن ولا يشعرهن بعجزهن فالمرأة انسانة كما أن الرجل انسان ولكل انسان حقه الطبيعي في الدفاع عما لديه والذود عما يعتز فيه وبما ان الاسلام هو اغلى شيء لدى المرأة المسلمة لم يشأ نبي الرحمة ان يحرمهن من لذة الذود عنه ، فهن متطوعات مندفعات وراء حماسهن الديني .. وممن شهدن الغزوات مع رسول الله ايضاً حمنة بنت جحش وهي من المهاجرات وقد شهدت اُحد فكانت تسقي العطشى وتداوي الجرحى وبرزة بنت مسعود بن عمر الثقفية وام زياد الاشجعية وهي سادسة ست نسوة خرجن يوم خيبر فبلغ ذلك النبي فبعث اليهن فقال باذن من خرجتن فقلن له خرجنا ومعنا دواء نداوي الجرحى ونناول السهام ونسقي السويق ونغرل الشعر ونعين في سبيل الله فقال صلى الله عليه واله وسلم أقمن فلما فتح الله عليه خيبر قسم لهن كما قسم للرجال وكذلك ام سليط وهي من فضليات نساء عصرها وقد حضرت مع النبي اُحداً وكانت تزخر القرب للمجاهدين وتقوم على مداواة المرضى منهم وام سنان الاسلمية وقد استأذنت الرسول عند خروجه الى خيبر فقالت يا رسول الله أخرج معك في وجهك هذا أخرز السقاء ، وأداوي المرضى فأذن لها رسول الله وقال اخرجي على بركة

بطولة المرأة المسلمة   18

الله تعالى فان لك صواحب قد كلمنني وأذنت لهن من قومك ومن غيرهم فان شئت فمع قومك ، وان شئت معنا فقالت ام سنان معك يارسول الله فقال رسول الله تكوني مع ام سلمة زوجتي فكانت وشهدت فتح خيبر كذلك ام الضحاك بنت مسعود الانصارية وأم العلا الانصارية وكعبية بنت الاسلمية واُم سليم بنت ملحان بن خالد وقد شهدت يوم أحد وسقت فيه العطش ، ودوات الجرحى ثم شهدت يوم حنين وابلت فيه بلاء حسناً ، وكانت قد حزمت خنجراً على وسطها وهي حامل يومئذ بعبد الله بن أبي طلحة فقال ابو طلحة يا رسول الله هذه ام سليم معها خنجر ان دنا مني احد من المشركين بقرت به بطنه واقتل هؤلاء الذين يفرون عنك كما تقتل هؤلاء الذين يقاتلونك فانهم بذلك اهل فقال لها رسول الله يا أم سليم ان الله قد كفى واحسن ...
   أولاء جميعهن وكثير من المسلمات كن يبذلن مهجهن رخيصة في سبيل المبدأ والعقيدة وهن في ذلك غير ملزمات فالاسلام لم يفرض الجهاد على النساء ولم يكلفهن بشيء منه رأفة بهن وحرصاً منه على فرز وظائفهن عن وطائف الرجال وتفرغهن لما تدعوهن اليه طبيعتهن الانثوية ولهذا فنحن نرى أن كثيراً من النساء المجاهدات كن يستأذن النبي في الجهاد ولا يخرجن بدون أذن منه مع حرصهن الشديد على الخروج وكأن المرأة المسلمة كانت تتوق الى ما كتب للرجل من أجر في الجهاد وتأسى لحرمانها منه فحاولت ان لا تدع فرصة الجهاد

بطولة المرأة المسلمة   19

تفوفتها وهي الحريصة عليه ، فخرجت تطبب وتداوي ثم تضرب وتقاتل فقد كانت المرأة في صدر الاسلام تأخذ الاسلام من منبعه الزاخر فتنطبع روحياتها وعواطفها انطباعاً اسلامياً واقعياً فيهون لديها العزيز والغالي في سبيل عقيدتها ومبدئها السماوي وتقدم الضحايا من الاخوة والابناء قريرة فخورة ثم تحاول ان تقوم بنفسها أيضاً بدور ايجابي في معارك الحق مع الباطل فتستأذن في شهود الغزوات وتشهدها فعلاً وتبلى فيها البلاء الحسن ولم يكن موقفها ذاك الا بدافع من يقينها بالحق الذي هي عليه ، وثقتها من أن النعيم السماوي سوف يضم من تفقده من الاعزاء والأحباء . هذا اليقين الذي تغلب في المرأة المسلمة في صدر الاسلام على المشاعر العاطفية التي يزخر بها قلب كل انثى فالتاريخ يحدثنا عن صفية بنت عبد المطلب بن هاشم وهي زوجة العوام بن خويلد بن اسد وقد شهدت غزوة أحد تطبب وتداوي فلما انهزم المسلمون قامت وبيدها رمح تضرب في وجوه القوم وتقول انهزمتم عن رسول الله فلما رآها رسول الله قال لابنها الزبير بن العوام القها فأرجعها لا ترى ما بشقيقها حمزة بن عبد المطلب فلقاها الزبير فقال يا اماه ان رسول الله يأمرك ان ترجعي فردت عليه قائلة ولم . فقد بلغني انه مثل بأخي وذلك في الله عز وجل قليل فلما أرضانا بما كان من ذلك لأحتسبن ولأصبرن ان شاء الله تعالى فلما جاء الزبير رسول الله واخبره بذلك قال خل سبيلها ، فأتت صفية أخاها حمزة

بطولة المرأة المسلمة   20

فنظرت اليه وصلت عليه واسترجعت واستغفرت له ولم تزد .. هذا كان هو رد فعل مقتل حمزة رضوان الله عليه لدى اخته صفية لانها كانت مسلمة ، وكانت على يقين راسخ من أن أخاها قد مضى على حق وقتل شهيداً في سبيل الذود عن رسالة السماء فقالت كلمتها الخالدة ذلك في الله عز وجل قليل . وأي شيء أشد هولا من أن ترى أخت صفية أخاها الشهيد حمزة وهو قتيل وقد مثلت فيه آكلة الأكباد ولكن صفية ماذا كان موقفها من ذلك كله . هل نادت بالويل والثبور ، هل جزعت وأقامت الدنيا صراخاً وعويلاً ، هل شتمت ولعنت قاتليه ، هل أظهرت التبرم بالحرب هل وقفت موقف الانثى أم موقف الانسانة ، أبداً لم تقف موقف الانثى بل موقف الانسانة الصابرة صلت عليه واسترجعت واستغفرت له ، فلم تكن صفية لتجزع من الحق أو تتبرم بما يفرضه الاسلام ولكنها بكته ما دامت جاهدة مقروحة ومن رثائها له قولها :

فـو الله لاأنساك ما هبت iiالصبا      بكاءا وحزنا محضري iiومسيري
فيا ليت شلوي يوم داك واعظمي      لـدى أضـبع تـقتادني iiونسور

   كما ان موقف الخنساء بنت عمر بن الشريد من فقد أخويها قبل الاسلام واولادها الاربعة بعد الاسلام يدل يوضوح على

بطولة المرأة المسلمة   21

الروحيات السامية التي كن يعشن بها النساء المسلمات في صدر الاسلام . فقد فقدت الخنساء أخويها صخراً ومعاوية في عصر الجاهلية انتزعتهما منها أيدٍ حاقدة وحزازات عصبية قبلية فأفرطت في الجزع لذلك ونظمت بهما المراثي الطوال التي ضاهت بها أكابر الشعراء ودأبت على أن تشهد سوق عكاظ في كل سنة على هودج مكلل بالسواد تنشد المراثي وتنعى أخويها القتيلين وأشعارها في رثاء صخر تشير الى لوعتها المحمومة وصبرها الذائب في أتون الحقد والضغينة ومما قالته في صخر راثية :

يـؤرقني الـتذكر حـين iiامسي      ويـردعني مـع الاحزان iiنكس
عـلى  صخر وأي فتى iiكصخر      لـيوم  كـريهة وطـعان iiخلس
فـلـم أر مـثـله رزءا iiلـجن      ولــم أر مـثله رزءا iiلانـس
إلا  يـا صـخر لا انساك iiحتى      أفـارق  مـهجتي ويشق رمسي
ولـولا  كـثرة الـباكين iiحولي      عـلى  اخـوانهم لـقتلت نفسي
يـذكرني  طلوع الشمس صخرا      وأذكـره بـكل غـروب iiشمس

بطولة المرأة المسلمة   22

ومـا يـبكون مـثل أخي iiولكن      أسـلي  الـنفس عـنه iiبالتأسي

   ومما قالته في أخيها معاوية :
فأقسمت  لا ينفك دمعي iiوعولتي      عـليك  بحزن ما دعا الله iiداعية

   ثم تمضي السنون والخنساء لا تنفك تبكي اخويها بمرارة وأسى ، حتى تشرق شمس الاسلام فتسلم الخنساء مع من اسلم وهي لا تزال تبكي اخويها ليل نهار حتى تتقرح اجفانها لذلك ، فيقال لها ما قرح مآقي عينيك فتقول بكائي على السادات من مضر فيقال يا خنساء انهم في النار فتقول ذاك اطول لعويلي عليهم كنت أبكي لصخر على الحياة وأنا اليوم أبكي له من النار ثم حضرت حرب القادسية ومعها بنوها وهم أربعة فقالت لهم من أول الليل يا بني اسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا اله الا هو انكم بنو أمرأة واحدة ما خنت اباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين واعلموا ان الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) فاذا اصبحتم غداً ان شاء الله سالمين فاغدوا الى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين فاذا

بطولة المرأة المسلمة   23

رأيتم الحرب وقد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت ناراً على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة .. وفعلاً فقد خرج أولادها الاربعة واستبسلوا في القتال حتى قتل الواحد تلو الاخر فلما بلغها الخبر قالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي ان يجمعني بهم في مستقر رحمته ... هذا هو الاسلام وهذه هي روحياته المثلى التي تحبب الى الأم شهادة ابنها وتهون لديها مصابها فيه وهذه هي المرأة المسلمة التي لعبت دورها في المجتمع المسلم كانسانة وعلى حساب انسانيتها التي أقرها لها الاسلام والتي اختصت بها المرأة المسلمة في ظل شريعة الاسلام دون غيرها من النساء والامم غير الاسلامية فعندما شعرت المرأة المسلمة ان الاسلام يحلها في مجتمعه المسلم محل الانسانة ذات الكيان الخاص رأت ان عليها ان تثبت لها ذلك الكيان وان تبرهن في سلوكها عن جدارتها للمحل الذي أحلها منه فخلدت لها في صفحات التاريخ أروع آيات البطولة والفداء وقد تمكنت المرأة المسلمة في صدر الاسلام ان تبرهن على ذلك وتؤكده ويكفي المرأة المسلمة فخراً موقف الحوراء زينب عندما قالت كلمتها المأثورة وهي على جثمان أخيها الامام . اللهم تقبل منا هذا القربان ولم يكن فقيد الحوراء كغيره ممن فقدته النساء ولم تكن مصيبته كغيرها من المصائب وهو الامام والاخ والحبيب وبعد أن تقدمه الى الشهادة خيرة بني الاب والعم والاصحاب

بطولة المرأة المسلمة   24

والأنصار فأي عقيدة هذه التي دفعت الحوراء الى هذا الفداء والحوراء انثى لها ما لدى كل انثى من رقة عاطفة ومشاعر حساسة ثم هي اخت وقد فقدت في فقد أخيها ركنها الركين وحصنها الامين وريحانة ابويها وجدها العظيم ثم هي ايضاً مسلمة وقد شاهدت قوى الظلم تبغي على الحق وتردي بضعة النبوة والرسالة ولكن ومع كل هذا تقف على جثمان اخيها لتقول اللهم تقبل منها هذا القربان يا الله ما أقدس قربانك يا بنت رسول الله وأسمى معنوياتك يا عقيلة بني هاشم وما أروع هذا الفداء الذي افتديت به شريعة جدك ورسالة السماء فركزت بذلك اركان الدعوة الاسلامية على مدى العصور والأجيال .

بطولة المرأة في حمل الفكرة

   وأما على صعيد حمل الفكرة ونشر الثقافة الاسلامية ومفاهيم الشريعة الجديدة وأحكامها فما أكثر النساء اللواتي أخذن الاسلام من منبعه الزاخر فبشرن به ودعون اليه بعد أن تعمقن في فهم الاسلام فكن مدارس اسلامية يروين عن النبي ويروى عنهن .
   وفي طليعة الراويات عن النبي والناشرات لاحكام الاسلام الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها . فقد روت عن أبيها ، وروى عنها ابناها الحسن والحسين ، وزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ،

بطولة المرأة المسلمة   25

وعائشة وسلمى ام رافع ، وانس بن مالك ، وام سلمة ، وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها .
   وروت عن الرسول أيضاً أسماء بنت عميس الخثعمية وروت عنها أم جعفر واُم محمد ابنتا محمد بن جعفر . وروت عن النبي أيضا اُم اسحاق بنت سليمان وروى عنها محمد بن العباس بن الوليد عن ابيه عن أمه عن أم اسحق عن ابي عبدالله . وممن روين عن النبي اسماء بنت يزيد بن السكن الانصارية . وأسماء هذه كانت محدثة فاضلة ، ومجاهدة جليلة ، من ذوات العقل والدين والخطابة ، حتى لقبوها بخطيبة النساء . وقد أتت النبي وهو في أصحابه فقالت : بأبي وأمي انت يا رسول الله انا وافدة النساء ان الله عز وجل بعثك الى الرجال والنساء كافة ، فآمنا بك وبالاهك وانا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات اولادكم وانكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وافضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل ، فان الرجل منكم اذا خرج حاجاً او مجاهداً حفظنا لكم اموالكم وربينا اولادكم افلا نشارككم في هذا الاجر ؟ فالتفت النبي الى أصحابه بوجهه كله ثم قال : سمعتم ما بمقالة أمرأة قط أحسن من مسألتها في امر دينها من هذه ؟ فقالوا يا رسول الله ما ظننا ان امرأة تهتدي الى مثل هذا . فالتفت اليها وقال : افهمي ايتها المرأة واعلمي من خلفك من النساء

بطولة المرأة المسلمة   26

ان حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله . فانصرفت وهي تهلل . وقد روت اسماء بنت يزيد هذه 81 حديثاً عن النبي . وروى عنها ابن اختها محمود بن عمر الانصاري ، وابو سفيان مولى بني أحمد ، وعبد الرحمن بن ثابت الصامت الانصاري ، ومجاهد بن حبيب وغيرهم .
   وموقف اسماء هذا يعطينا صورة واضحة عن مكانة المرأة في الاسلام ، وعن قوة شخصيتها التي اكسبها اياها الاسلام ، وعن روحياتها السامية التي منحها الاسلام اهم مقوماتها . وقد روت عن رسول الله ايضاً فاختة ام هاني بنت ابي طالب . وقد روت 46 حديثا ، وروى عنها مولاها ابو مرة وابو صالح بازام وابن ابنها جعدة المخزومي وابن يحيى بن جعفر وابن ابنها هارون وعبدالله بن عياش وعبدالله بن الحارث بن نوفل وابنه عبدالله والشعبي وعبد الرحمن عن ابي ليلى وعطاء وكريب وعروة بن الزبير ومحمد بن عقيبة بن أبي مالك . وقد روت عن النبي أيضاً فاطمة بنت قيس بن خالد الاكبر بن وهب القرشية الفهرية 34 حديثا ، وروى عنها القاسم بن محمد بن ابي بكر بن ابي الجهم وابو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعبدالله بن عبدالله بن عبيد بن مسعود والاسود بن زيد وسليمان بن يسار وعبدالله البهي ومحمد بن عبد الرحمن بن ثابت وسحيم مولى فاطمة بنت قيس وعائشة وام سلمة وغيرهم .

بطولة المرأة المسلمة   27

   وكذلك روت عن النبي أيضاً نسيبة بنت الحارث الانصارية وهي من نساء الصحابة ، وقد روى عنها أنس بن مالك ومحمد بن سيرين وعبد الملك بن عمير وحفصة بن سيرين واسماعيل بن عبدالرحمن بن عطية وام سراحيل ، ومن الروايات عن النبي أيضاً اُم مبشر بنت البراء بن مقرور الانصارية ، وهي صحابية ، روت عن النبي عشرة أحاديث ، وروى عنها جابر بن عبدالله الانصاري ومحمد بن عبدالرحمن بن خلاد الانصاري ومجاهد بن جبير وقد روت عن النبي أيضاً ميمونة بن الحارث بن حزن الهلالية أم المؤمنين وقد روت عن النبي ستة وسبعين حديثاً ، وروى عنها ابن اختها عبدالله بن عباس وابن اختها الاخرى يزيد إبن شداد بن الجهاد وإبن اختها عبدالرحمن بن السائب الهلالي وابن أختها الاخرى يزيد بن الاصم وربيبها عبدالله الخولاني ومولاتها ندبة ومولاها عطاء بن يسار ومولاها يسار وإبراهيم ابن السباق وعبيدالله بن عتبة وغيرهم. وممن روين عن النبي أيضاً ميمونة بنت سعد مولاة النبي وقد روى عنها أيوب بن خالد بن صفوان وطارق وعبدالرحمن وهلال بن أبي هلال المدني وابو زيد الضبي وآمنة بنت عمر بن عبد العزيز وزيارة بن أبي سورة وعثمان بن أبي سودة . ومن الروايات عن النبي (ص) أيضاً أم سلمة أم المؤمنين ، وقد روت عن رسول الله وعن أبي سلمة وعن فاطمة الزهراء 387 حديثاً ، وروى عنها ابناها عمرو زينت ابناً أبي سلمة

بطولة المرأة المسلمة   28

ابن عبد الاسد ومكاتبها نبهان واخواها عامر بن امية وابن اخيها مصعب بن عبدالله بن امية ومولاها عبدالله بن رافع ونافع وسفينة وابو كثير وابن سفينة وخيرة ام الحسن البصري ونعمان بن بشار واسامة بن زيد عن الحارثة وهند بنت الحارث الفراسية وصفية بنت شببة وابو عثمان الهدى وحميد وابو اسامة ابنا عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وابناه عكرمة وابو بكر وعثمان بن عبدالله بن وهب وعروة بن الزبير وكريب مولى ابن عباس وقبيعة بن ذؤيب ونافع مولى بني عمر ويعلى بن مملك وعبدالله بن عباس وعائشة وابو سعيد الخدري وآخرون .
   انظر الى هذه المدرسة الاسلامية الحية التي كانت تتمثل في المسلمات العالمات الفاهمات ، وانظر الى كفاءتهن لذلك بعد أن كانت المرأة قبل الاسلام موؤدة وهي وليدة ومملوكة للرجل ، وهي امرأة ومشكوك في انسانيتها عند مختلف الامم وفي شتى الشرائع والقوانين ولكن الاسلام والمرأة في ظل شريعة الاسلام ارتفعت بكيانها وعلى حساب انسانيتها الى محل رفيع خولها ان تكون راعية للرسالة السماوية وشارحة لأحكامها وآدابها . فالمرأة المسلمة والرجل المسلم بالنسبة للرسالة والدعوة سواء ، فقد امتدت اليهما معاً يد الاسلام لترفعهما من وهدة الجهل والضلال ، واشرقت

بطولة المرأة المسلمة   29

ابن عبد الاسد ومكاتبها نبهان واخوها عامر بن امية وابن اخيها مصعب بن عبد الله بن امية ومولاها عبد الله بن رافع ونافع وسفينة وابو كثير وابن سفينة وخيرة ام الحسن البصري ونعمان بن بشار واسامة بن زيد عن الحارثة وهند بنت الحارث الفراسية وصفية بنت شببة وابو عثمان الهدى وحميد وابو اسامة ابنا عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن المسيب وابو وائل وصفية بنت محصن الشعبي وعبد الرحمن بن ابي بكر وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وابناه عكرمة وابو بكر وعثمان بن عبد الله بن وهب وعروة بن الزبير وكريب مولى ابن عباس وقبيعة بن ذؤيب ونافع مولى بني عمر ويعلى بن مملك وعبد الله بن عباس وعائشة وابو سعيد الخدري وآخرون .
   انظر الى هذه المدرسة الاسلامية الحية التي كانت تتمثل في المسلمات العالمات الفاهمات ، وانظر الى كفاءتهن لذلك بعد كانت المرأة قبل الاسلام موؤدة وهي وليدة ومملوكة للرجل ، وهي امرأة ومشكوك في انسانيتها عند مختلف الامم وفي شتى الشرائع والقوانين ولكن الاسلام والمرأة في ظل شريعة الاسلام ارتفعت بكيانها وعلى حساب انسانيتها الى محل رفيع خولها ان تكون راعية للرسالة السماوية وشارحة لأحكامها وآدابها . فالمرأة المسلمة والرجل المسلم بالنسبة للرسالة والدعوة سواء ، فقد امتدت اليهما معا يد الاسلام لترفعها من وهدة الجهل والضلال ، واشرقت

بطولة المرأة المسلمة   30

عليهما معا أيضاً شمس الرسالة لتضيء لهما طريق الحق في الحياة ولهذا فان عليهما معا أن يعملا في سبيل الاسلام ما وسعهما عمله . وكثرة النساء المسلمات اللواتي روين عن الرسول يدل دلالة واضحة على الوعي الاسلامي الذي كان يضيء أفكار المسلمات وممن روين عن النبي أيضاً ام هشام بنت الحارث الانصارية ، وسبيعة بنت الحارث الاسلمية . وقد روي لها عن رسول الله أثنا عشر حديثا ، وروى عنها فقهاء المدينة والكوفة كعمر بن عبدالله بن الارقم ومسروق بن الاجدع وزفزني بن أوس بن الحدثان وعبيد ابو سوية وعمر بن عتبة بن فرقد . وروت عن النبي أيضاً ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الهاشمية ، وهي مهاجرة من المهاجرات الاولى ، روت عن النبي وعن زوجها المقداد بن الأسود أحد عشر حديثاً ، وروى عنها ابن عباس وعائشة وابنتها كريمة بنت المقداد وابن المسيب وعروة بن الزبير والأعرج وغيرهم . وروت عن النبي أيضاً ام الحصين بنت اسحق الاخمسية وام حكيم بنت أمية ، وام اسحق الغنوية ، وأسماء بنت وائلة بن الاسقف الليثية ، وامامة بنت حمزة بن عبد المطلب ، وامية بنت رقيقة ، وانسية بنت حبيب بن يساق الانصارية ، وام بجيد الانصارية وخولة بنت قيس الانصارية ، وام عثمان بنت سفيان القرشية ، وكثيرات غيرهن من المسلمات اللواتي كن يأخذن الاسلام من مصدره لروايته والدعوة اليه ، واللواتي حملن بأكفهن مشعل الدعوة والهداية .

بطولة المرأة المسلمة   31

   هذه هي المرأة المسلمة الانسانة في صدر الاسلام التي خلدت لها في تاريخ الامة الاسلامية اسمى ذكر واروع أثر . والمرأة المسلمة اليوم هي بنت تلك المرأة المسلمة التي عرضت صدرها لحراب الاعداء وشهدت بعينها قتل الاباء والابناء . فما الذي يقعد بالمرأة المسلمة البنت عن ان تعيد تاريخ المرأة المسلمة الام ، وان تقفو خطواتها في الحياة ، لا شيء غير انها افتقدت وبالتدريج ونتيجة لا بتعادها عن روح الاسلام الحقيقة انسانيتها ، وعادت مجرد انثى تتلاعب بها الاهواء والتيارات ، وتسخرها ميول الرجال ، ويستهويها كل لمح كاذب او وميض خادع ، ولهذا فقد وقعت في أحابيل شائكة شوهت انوثتها وافقدتها شخصيتها كانسانة في الحياة ، فهي مهما سمت اُم حاولت السمو لن تتمكن ان تسمو كانسانة مستقلة ما دامت تخضع لأحكام الرجل في اتخاذ طريقتها في الحياة وتتبع ما يمليه عليها من اساليب الخلاعة الرخيصة . فما الذي يمنع المرأة المسلمة اليوم من ان تشق طريقها في الحياة ثقافة وعملاً مع محافظتها على حجابها الذي يلزمها الاسلام به ؟ لا شيء غير غضب الرجال لذلك ، وسخطهم عليه ، لانه سوف يحول دون متعة استجلاء مفاتن المرأة ومحاسنها . فهل السفور من شروط طلب العلم ؟ او هل الخلاعة والتهتك من شروط الثقافة والتمدن ؟ لا وألف لا ليس للسفور ولا للخلاعة اي دخل من قريب أو بعيد في العلم والثقافة ويمكن التمييز بينها وبسهولة أيضاً متى ما عادت المرأة المسلمة ، وأحست بوجودها كانسانة لا كأداة

بطولة المرأة المسلمة   32

من أدوات ارضاء الرجل . ولكن اعداء الاسلام لن يسمحوا بفرز العلم عن السفور والثقافة عن الخلاعة ، فهم يحاولون بشتى الاساليب المغرية ربط الاثنين معاً ليحطوا من شأن المرأة المسلمة ومن مكانتها في العالم ، ولكي لا يكون بدلاً عن اُم عمارة واحدة الف اُم عمارة ، وبدلاً من أروى واحدة ألف أروى وهذا ما يخشاه اعداء الاسلام وهذا أيضاً ما يجب على كل مسلمة ان تسعى اليه جاهدة .

Next