مـؤمنـــة

  الحجب السبعة الأستاذة خيرية عبد الجليل محمد علي
  بسم الله الرحمن الرحيم
  ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )-(الكهف/110)

  فلسفة التوحيد
  لقد اختص الأسلام عن سائر الأديان بأسم دين التوحيد ، وافترق عنها بالتشديد في أنكار الشرك ، والتنزيه عن كل شائبة من شوائبه . وتميز المسلم عن غيره بكلمة ( لا اله الا الله ) .
  فكلمة التوحيد في الأسلام منهج عملي وشريعة للحياة ، كما هي عقيدة بأدق ما فيها من معنى . إن كلمة ( لا إله الا الله ) مبدأ إلهي إنساني يهدف الى نجاة الإنسان من حياته الفانية والباقية . ويحفظ له كرامته وأستقلاله في شخصيته ، ولا يجعل لأحد عليه سلطان الا للحق وحده الذي يتساوى فيه الجميع ، فالجاه والمال ولذات الدنيا ليست بألهة تعبد ولا بشيء يذكر الا اذا كانت خالصة لوجه الله .
  وكل من نرجوه وما نرجوه ونتوكل عليه فهو هباء الا الله فهو كافيك ومغنيك (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا )-(المزمل/9) ، أي توكل على الله وحده لأنه لا معين سواه . ويستحيل عقلاً وواقعاً أن يخلص الدين أو الضمير ويصفوا من الأكدار والأقذار الا مع عقيدة التوحيد والأيمان بأنه لا أحد يملك مع الله شيئاً ألا ما ملكه ، ومتى صدق هذا الأيمان وأستقام في القلب لأي إنسان احب وتسامح وأخلص وتواضع وضحى وتعاون وتنزه عن رذيلة الحقد والحسد والخيانة والكبرياء والغرور وبذل قصارى الجهد لمرضاة الله الحق ومن أجل هذا سميت كلمة ( لا اله الا الله ) كلمة التوحيد وكلمة الأخلاص وكلمة التقوى ولنا أن نسميها أيضاً كلمة التحرير ، وفي الحديث الشريف ( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي هي كلمة ( لا اله الا الله ) ).
  وفي عقيدتي وعقيدة كل واعٍ أن الناس لو آمنوا بكلمة التوحيد وأتخذوها منهجاً في سلوكهم لما عرفوا الأزمان والمشكلات الخاصة والعامة ، ولا أنصرفت العقول و الأموال والأعمال الى الخراب والدمار والضياع ، بل تعاون كل إنسان مع أخيه ليعيشوا جميعاً في هناءٍ وأمان (1) وقال عبد الرحمن عزام في الرسالة الخالدة ( المؤمن الموحد يجد حسابه مع الله مباشرة فهو لايكون ظالماً لأنه يعارض صفة من صفات الله وهي العدل ولا يكون غليظاً قاسياً لأنه يعلم إن سيرة الرحمن الرحيم ولا يكون كاذباً ولا منافقاً ولا مخادعاً لأن حسابه مع الله الخبير العليم ، ولا يكون ذليلاً أو جباناً لأنه يعلم أن الأمر بيد الله وحده ... وهكذا أذا استرسلنا في تعداد النقائص نجد انه قد حيل بين المؤمن الموحد بحجاب من التوحيد ) .
  يجب الأعتقاد بتوحيد الله تعالى من جميع الجهات ، فكما ألعتقاد بأنه واحد في ذاته ووجوب وجوده كذلك يجب الأعتقاد بتوحيده في الصفات وذلك بالأعتقاد بأن صفاته عين ذاته وأنه لا شبيه له في صفاته الذاتية وكذلك الاعتقاد بتوحيده في العبادة وحده لا شريك له فمن أشرك في العبادة فهو مشرك كمن يرائي في عبادته ، ويتقرب الى غير الله تعالى فحكمه حكم من يعبد الأصنام .(2)
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( التوحيد نصف الدين وأستنزلوا الرزق بالصدقة ) .
  وقال الأمام الرضا (ع) : من شبه الله بخلقه فهو مشرك ومن وصفه بالمكان فهو كافر ومن نسب اليه ما نهى عنه فهو كاذب ، ثم تلى الآية الشريفة ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ )(النحل/105) .

  ـ صفات الذات وصفات ألافعال
  ورد في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق ، قول المؤلف (قدس سره) : إذا وصفنا الله تعالى بصفات الذات فأنما تتقي عنه بكل صفة منها ضدها فمتى قلنا أنه حي نفينا عنه ضد الحياة - الموت - وأذا قلنا عنه عليم نفينا عنه ضد العلم - الجهل - وسميع نفينا عنه ضد السمع - الصم - وهكذا صفات الذات الأخرى - بصير ، عزيز ، قوي ، قادر ، حكيم ، حليم ، ... الخ . فأذا جعلنا كل صفة من هذه الصفات التي هي صفات ذاته تعالى نفي ضدها اثبتنا أن الله لم يزل واحد لا شيء معه ولا شريك له . وليست الأرادة والمشيئة والرضا والغضب وغيرها من صفات الأفعال بمثابة صفات الذات لأنه لا يجوز أن يقال : لم يزل الله مريداً شائياًَ كما يجوز أن يقال لم يزل الله قادراً عالماً ...
  عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من عبد الله بالتوهم فقد كفر ، ومن عبد الاسم ولم يعبد المعنى فقد كفر ، ومن عبد الأسم والمعنى فقد أشرك ، ومن عبد المعنى بأيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه فعقد عليها قلبه ونطق بها لسانه في سرائره وعلانيته فأولئل أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وأولئك هم المؤمنون حقاً .(3)
  لذا يجب أن نعبد الله كعبادة سيد الموحدين مولانا ومولا الثقلين أمير المؤمنين عليه السلام ، وندعوه باسمائه التي سمى بها نفسه في كتابه المجيد (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )-(الأعراف/180)

  الأسم الأعظم
  عن أبي جعفر (عليه السلام) ( أن أسم الله الأعظم (73) حرفاً . وأنما كان عند آصف وصي نبي الله سليمان (ع) منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض مابينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، ونحن عندنا من الأ سم الأعظم (72) حرفاً والحرف الثالث والسبعون في علم الله استأثر به في علم الغيب )(4) .
  اقول
  إذا استطاع آصف العبد الذي اتاه الله من لدنه العلم بحرف واحد من الأسم الأعظم جلب عرش بلقيس قبل أن يرتد طرف نبي الله سليمان (ع) اليه ، فما لمن لديهم الأسم الأعظم ( الأثنان وسبعون حرفاً ) - محمد وآل محمد عليه وعليهم صلوات الله وسلامه ، اتعجب عندما تسمع في المراثي الحسينية بأن رأس الحسين عليه السلام كان يقرأ القرآن وهو على الرمح وكان ينظر الى عياله ويحرسهم ، وكان يثقل على حامليه ولا يستطيعون حمله بل وتحريكه عندما يفتقد أخته او احدى بناته ، اتعجب لهذا وهو ابن خاتم الرسل والأنبياء وعلمه علم رسول الله (ص) . أو تعجب عند سماع حديث الأمام الصادق (عليه السلام) حين يقول : ( السجود عند تربة جدي الحسين يخرق الحجب السبع ) . ولكن ما هذه الحجب التي تخرق بالسجود على تربة الحسين (ع) ؟ .
  الحجب نوعين :
  ـ حجب ظلماتية سبعة
  ـ وحجب نورانية سبعة
  وقد تعرف بأنها هي الأرضون السبع والسموات السبع - على حسب التأويل روي في تفسير البرهان ، قال رحمه الله : سمعت ابا جعفر (ع) يقول : بيت علي وفاطمة حجرة رسول الله (ص) وسقف بيتهم عرش الله عز وجل وفي قعر بيوتهم فرجة مكشوفة الى العرش ومعراج الوحي والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحاً ومساءً وكل ساعة وطرفة عين والملائكة لا تنقطع أفواجهم فوج ينزل وفوج يصعد وان الله تبارك واعالى كشف لأبراهيم (ع) عن السموات حتى أبصر العرش ( وترى أبراهيم ملكوت السموات والأرض ) . وزاد في قوة نظر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله عليهم ) ، وكانوا يبصرون يبصرون العرش ولا يجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش فبيوتهم مسقفة بعرش الرحمن ومعارج الملائكة والروح فيها بأذن ربهم من كل امرٍ سلام .(5)
  _ أقول هذا بالنسبة لبيوتهم في الدنيا فما حال بيوتهم - قبورهم ومشاهدهم الشريفة - في الآخرة ؟ وما حال الدعاء تحت قبة الحسين عليه السلام مثلاً - وكيف لا يستجاب الداعية ؟ ( وتحت قبته الدعاء من كل داع يسمع ) . فكما أن بيوتهم عليهم الصلاة والسلام مسقفة بعرش الله تعالى فكذلك قبورهم والملائكة محدقة بقبورهم حافين بها مسبحين مهلليين طوافين حولها .
  ولكن قبل إكمال الحديث عن الحجب لنلتفت التفاتة سريعة للكلمة الأولى في الحديث - السجود -

  السجود
  هو احد اركان الصلاة ، إن نقصت أو ازدادت عمداً أو سهواً بطلت الصلاة - والواجب منه في كل ركعة سجدتان وهما ركن معاً . ويجب فيه امور منها :
  1_ السجود على سبعة أعضاء - وضع الجبهة على مايصح السجود عليه ، وعليه تدور الركنية زيادة ونقيصة ، ووضع الكفين والركبتين وأبهامي الرجلين - ويجب في الكفين الباطن ولايجزيء السجود على رؤوس الأصابع ويعتبر في الجبهة الماسة لما يصح السجود عليه دون باقي الأعضاء الستة . ويعتبر في مسجد الجبهة إضافة الى الطهارة والأباحة أن يكون من الأرض ونباتها أو القرطاس ، والأفضل أن يكون من التربة الحسينية على مشرفها أفضل التحية والسلام ، فقد ورد فيها فضل عظيم .
  2_ الذكر - وهو سبحان ربي الأعلى وبحمده .
  3_الطمأنينة .
  4_ كون المساجد في محلها حال الذكر .
  وأقرب ما يكون العبد الى خالقه حال السجود . ويذكر السيد شهيد المحراب في كتابه صلاة الخاشعين - وهو كتاب قيم مهذب فلا تفوتكم قراءته والأستفادة منه - أن السجود أعظم مراتب الخشوع وأفضل درجات الخضوع وموجب للتقرب الى الله تعالى والنيل من أنوار رحمته اللا متناهية ، يقول تعالى : فالسجود سبب القرب من الله عز وجل وعندما يأتي المصلي بهذا الركن المهم ينبغي ان يتذكر في نفسه عظمة الباري عز وجل ويقابل هذه العظمة بأظهار الدرجة العالية من العبودية ويضع أشرف عضو من أعضائه وهو الوجه بأعلى موضع منه وهو الجبهة على أحقر الأشياء وهو التراب ويتذكر بدايته ونهايته وأنه كان تراباً وسيعود تراب كذلك ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى )(طه/55) .
  ورد الكافي ان رجلاً مر بالنبي (ص) وهو يعالج بعض حجراته فقال : يا رسول الله الا اكفيك ؟ فقال (ص) : شأنك . فلما فرغ قال رسول الله (ص) : حاجتك ، قال : الجنة ، فأطرق رسول الله (ص) ثم قال : نعم فلما ولى قال له : يا عبد الله أعنا بطول السجود ، أي أنني سأدعوا الله لك ، ولكن ينبغي عليك أن تعينني بكثرة السجود . فيتضح أن كثرة السجود سبب في دخول الجنة ، ونجد هذه الفضيبة في الصلاة عدة مرات حيث يوفق الإنسان لأن يضع جبهته على التراب تضرعاً لله تبارك وتعالى .(6)
  ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) (الجن/18) - الجن . تدل الآية أعلاه على توحيد المعبود . وروي أنه في زمان الأمام الجواد (ع) أُحضر سارق الى الوالي وأمر بقطع يده وكان في المجلس مجموعة من العلماء فأختلفوا بمقدار القطع من يد السارق ، هل يقطع من الرسغ أو أقل أو أكثر ، فطلب رأي الأمام في المسألة وكان الأمام الجواد (ع) صغير السن فحضر الى المجلس وعندما سئل في مقدار القطع من يد السارق أجاب عليه الصلاة والسلام بأن يقطع الأصابع فقط ، لتبقى باطن الكف ليسجد عليها في صلاته وتلا الآية أعلاه .

  والشرك
  هو ضد التوحيد وعو يرى في الوجود مؤثراً غير الله سبحانه وتعالى فأن عبد هذا الغير سواء كان صنماً أو كوكباً أو أنساناً أو شيطاناً - كان شرك عبادة وان لم يعبده ولكن لأعتقاده كونه منشأ أثر أطاعة فيما لا يرضي الله فهو شرك طاعة . والأول يسمى بالشرك الجلي والثاني يسمى بالشرك الخفي . ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) -(يوسف/106) - . و وكون الشرك أعظم الكبائر الموبقة وموجباً لخلود النار مما لاريب فيه وقد أنعقد عليه أجماع الأمة .
  روي أنه أذا صلى العبد ترفع الملائكة الموكلة بأعمال العبد صلاته وأعماله الى السماء فتصل الى السماء الأولى ، فتسألهم ملائكة السماء الأولى ماهذا ؟ فيقولون هذه صلاة العبد الفلاني ، فبقولون لهم ، خذمها وأضربوا بها وجه صاحبها ، فتقول الملائكة الموكلة ولماذا ؟ فيأتي الجواب : لأنه كان مغتاباً أي ان الحجاب الأول الذي يحجب عمل العبد عن القبول هو الغيبة .

  1_ الغيبة
  هي أن يذكر الغير بما يكرهه لو بلغه ، سواء كان ذلك نقص في بدنه أو في أخلاقه أو في أقواله أو في أفعاله المتعلقة بدينه أو دنياه ، بل وأن كان بنقص في ثوبه أو داره أو دابته .
  روي عن رسول الله (ص) أنه قال : هل تدري ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك اخاك بما يكره ؟ قيل له : أرأيت أن كان في أخي ما أقول ، قال (ص) : ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وأن لم يكن فيه فقد بهته .
  وروي عن الأمام الصادق عليه السلام انه قال : ( صفة الغيبة ان تذكر احداً بما ليس هو عند الله يعيب ويذم ما يحمده أهل العلم فيه وأما الخوض في ذكر الغائب بما هو عند الله مذموم وصاحبه فيه ملوم فليس بغيبة ، وان كره صاحبه اذا سمع به وكنت انت معافي عنه عنه وخالياً منه وتكون في ذلك مبيناً للحق من الباطل ببيان الله ورسوله ، ولكن على شرط الا يكون للقائل مراد غير بيان الحق والباطل ، أما اذا اراد نقص المذكور بغير ذلك المعنى فهو مأخوذ بفساد مراده وأن كان جواباً ) .
  وأعلم أن الغيبة لالا تختصر باللسان بل كل ما يفهم نقصان الغير ويعرف ما يكرهه فهو غيبة سواء كان بالقول أو بالفعل أو بالأشارة والأيماء أو بالغمز والرمز والحاصل ان المستمع لا يخرج عن أثم الغيبة الا بأن ينكر بلسانه ، أو يقطع الكلام بكلام آخر او يقوم من المجلس وان لم يقدر على شيء من ذلك فلينكر بقلبه . قال النبي (ص) : ( من رد عن عرض أخيه بالغيب كان حقاً على الله ان يرد عن عرضه يوم القيامة ) .
  وأعلم أن الغيبة من أعظم المهلكات وأشد المعاصي وقد نص كتاب الله على ذمها وشبه صاحبها بأكل لحم الميتة 20 ( وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ )-(الحجرات/12) .
  وقال (ص) : ( من أغتاب مسلماً او مسلمة فلم يقبل الله صلاته ولا صيامه اربعين يوماً وليلة الا أن يغفر له صاحبه ) .
  فأذا عرف العبد حقيقة الغيبة وبواعثها ومفاسدها وعواقبها ، وعالج اسبابها وتاب منها ثم عمل صالحاً وصلى تأخذ الملائكة عمله وتصعد به الى السماء فيسمح لهم بأجتياز السماء الأولى فتصعد الملائكة الموكلة بعمل العبد فرحة مسرورة حتى يصلوا الى السماء الثانية ، فيأتي السؤآل : ماهذا ؟ فتقول الملائكة هذا عمل العبد الفلاني ، فيقولوا : خذوا عمل العبد وأضربوا به وجه صاحبه فتقول الملائكة ولم ؟ فيأتي الجواب لأنه كان حسوداً . أي أن الحجاب الثاني هو الحسد .

  2_ الحسـد
  هو تمني زوال نعم الله تعالى عن أخيك المسلم مماله فيه صلاح فأن لم ترد زوالها عنه ولكن تريد لنفسك مثلها فهو ( غبطة ) ، فأن لم يكن له فيها صلاح وأردت زوالها فهو ( غيرة ) . والحسد أشد الأمراض وأصعبها وأسوء الرذائل واخبثها ، ويؤدي بصاحبه الى عقوبة الدنيا وعذاب الآخرة ، لأنه في الدنيا لا يخلوا لحظة عن الحزن والألم ، اذ هو يتألم بكل نعمة يرى لغيره ونعم الله تعالى غير متناهية فيدوم حزنه وتألمه . فوبال الحسد يرجع الى الحاسد ولا يضر المحسود اصلاً . بل يوجب ازدياد حسناته ورفع درجاته . ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا )-(النساء/54) - النساء .
  وقال رسول الله (ص) : ( الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) .
  وقال ابو عبد الله (عليه السلام) : الحاسد مضر بنفسه قبل ان يضر المحسود ، كأبليس اورث بحسده بنفسه اللعنة ولآدم الأجتباء والهدى والرفع الى محل حقائق العهد والأصطفاء . فكن محسوداً ولا تكن حاسداً ، فأن ميزان الحاسد ابداً خفيف بثقل ميزان المحسود ، والحسد اصله من عمى القلب والحجود بفضل الله تعالى وهما جناحان للكفر ) .
  فالحسد من الأمراض المهلكة للنفوس ، وأعلم أن امراض النفوس لا تداوى الا بالعلم والعمل والعلم النافع لمرض الحسد ان تعرف انه يضرك في الدين والدنيا ، فأذا عالج العبد نفسه من مرض الحسد ، ثم عمل صالحاً وصلى تأخذ الملائكة فرحة عمله وتجتاز السماء الأولى والثانية ولكن تمنع من أجتياز السماء الثالثة وتسأل لماذا ؟ فيكون الجواب لأنه مرائي . أي أن الحجاب الثالث هو الرياء .

  3_ الرياء
  وهو طلب المنزلة في قلوب الناس بخالص الخير أو ما يدل عليه من الآثار . وخصال الخير يشمل أعمال البر بأسرها ، وأن اريد بها العبادة أو كل فعل يقصد به التقرب ويترتب عليه الثواب . والرياء من الكبائر الموبقة والمعاصي المهلكة . وقد تعاضدت الآيات والأحاديث على ذمة ، كقوله تعالى ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (الماعون/4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (الماعون/5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (الماعون/6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ )(الماعون/7) - الماعون . ( يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً )(النساء/142) . ( كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ )(البقرة/264) . وقال الرسول الأكرم (ص) أن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر . قالوا وما الشرك الأصغر ؟ قال (ص) : الرياء ، يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين : أذهبوا الى اللذين كنتم تُراؤن لهُم في الدُنيا فأنظروا هل تجدون عِندهُم الجزاء ؟ . وقال (ص) : لا يقبل الله تعالى عملاً فيه مثقال ذرةٍ من رياء . وأعلم أن المناط في صحة الأعمال وفسادها هز القصد والنية وأن كل عمل لم يكن خالصاً لوجه الله وأريد به غيره سبحانه ينبغي أن يترك . وإن كان خالصاً له تعالى مقصوداً على قصد صحيح لا ينبغي تركه لمجرد بعض الوساوس الشيطانية . فأن الشيطان (لع) يدعوا أولاً الى ترك العمل فأن لم يجب يدعوا الى الرياء ، ويقول : هذا العمل ليس خالصاً بل هو رياء فأي فائدة منه ؟ .
  الأسباب الداعية الى الرياء هي حب لذة المدح والفرار من أثم الذم ، والطمع بما في ايدي الناس والطريق في علاجه ان يقطع هذه الاسباب ، وينير قلبه بنور الأيمان ويشرح صدره باليقين والعرفان وعرف معنى الواجب وحقيقة الممكن ، وتيقن بأن الواجب يجب أن يكون تاماً فوق التمام ولا يتصور حقيقة أثم كمال منه ، وما سواه سبحانه من الموجودات ، أما أعتبارات أو شؤنات لدرجات ذاته وأشراقات لتجليات صفاته ، لذا فأعماله ترفع حتى تصل الى السماء الرابعة وهي الحجاب الرابع .

  4_ العجب
  وهو أستعظام نفسه لأجل مايرى لها من صفة الكمال ، سواء كانت له تلك الصفة ام لا - في الواقع - وقيل هو إعظام النعمة والركون اليها مع نسيان أضافتها الى المنعم . فأن لم يكن معه ركون وكان خائفاً على زوال النعمة مشفقاً على تكدرها أو سلبها بالمرة ، أو كان فرحه بها من حيث انها من الله من دون اضافتها الى نفسه لم يكن معجب .
  والعجب من المهلكات العظيمة وأرذل الملكات الذميمة . قال رسول الله (ص) : ( ثلاث مهلكات : شح مطاع وهوى متبع وأعجاب المرء بنفسه ) . وقال الصادق (ع) : ( العجب كل العَجب ممن يعجب بعمله وهو لايدري بما يختم له ، فمن أعجب بنفسه وفعله فقد ضل عن نهج الرشاد وأدعى ما ليس له ) .
  والعجب نبات حبه الكفر وأرضها النفاق وماؤها البغي وأغصانها الجهل وورقها الضلالة وثمرها اللعنة والخلود في النار .
  فأذا عرف العبد ربه وأنه لا يليق العظمة والعزة الا به وأن يعرف نفسه حق المعرفة ، ليعلم أنه بذاته اذل من ذليل واقل من كل قليل . ولا تليق به الا الذلة والمهانة والمسكنة ، فماله والعجب وأستعظام نفسه ، فأذا عرف ذلك اجتازت أعماله لسماء الرابعة ، لتقف عند الحجاب الخامس .

  5_ الكبر
  وهو الركون الى رؤية النفس فوق الغير ، أو هو عزة وتعظيم يوجب رؤية النفس فوق الغير وأعتقاده المزية والرجحان عليه والعجب سبب الكبر والكبر من نتائجه .
  الكبر آفة عظيمة وغائلته هائلة ، وبه هلك خواص الأنام فضلاً عن غيرهم العوام . وهو الحجاب الأعظم للوصول الى أخلاق المؤمنين ، أذ فيه عز يمنع عن التواضع ، وكظم الغيظ وقبول النصح والدوام على الصدق وترك الغضب والحقد والحسد والغيبة والأزراء بالناس ... وما من خلق مذموم الا وصاحب الكبر مضطر اليه ليحفظ به عزه ، لذا ورد ذمه في الآيات والأحاديث .
  كقوله تعالى : ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ )(غافر/35) - غافر . ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ )-(الأعراف/146) .
  وقال رسول الله (ص) : ( لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ) . وقال (ص) : ( من تعظم في نفسه وأختال في مشيته لقى الله وهو غضبان ) .
  وقال (ص) : ( بئس العبد عبد تجبر وأعتدى ونسي الجبار الأعلى ، بئس العبد عبد تبختر وأختال ونسي الكبير المتعال ، بئس العبد عبد غفل وسها ونسي المقابر والبلى ، وبئس العبد عبد عنا وبغى ونسي المبدأ والمنتهى ) ، والتكبر قد يكون على الله ، كما كان لنمرود وفرعون وسببه الطغيان ومحض الجهل وهو أفحش أنواع الكبر ، وأعظم أفراد الكفر ، وقد يكون على الرسل من حيث تعزز نفسه وترفعها عن الأنقياد لهم . وقد يكون على العباد بأن يستعظم نفسه ويستصغرهم وهو وأن كان دون الأولين الا انه من المهلكات العظيمة ، من حيث أنه يؤدي الى مخالفة الله تعالى . فأذا اجتاز عمل العبد هذه السماء سيتوقف عند السماء السادسة - الحجاب السادس وهو :

  6_ المراء والجدال والخصومة
  المراء- طعن في كلام الغير لأظهار الخلل فيه من غير غرض سوى تحقيره وأهانته وأظهار تفوقه وكياسته . والجدال - مراء يتعلق بأظهار المسائل الأعتقادية وتقريرها . والخصومة - لجاج في الكلام لأستيفاء مال او حق مقصود ، وهذه تكون مرة أبتداء وتارة أعتراضاً والمراء لايكون ألا اعتراضاُ على كلام سابق ، وهو داخل نحت الأبتداء .
  فالجدال أن كان بالحق - أي تعلمه بأثبات أحدى العقائد الحقة - وكان الغرض منه الأرشاد والهداية ، ولم يكن الخصم لدوداً عنوداً فهو الجدال بالأحسن وليس مذموماً بل ممدوح ، معدوداً من الثبات في الأيمان الذي هو نتائج قوة المعرفة . ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )-(العنكبوت/46) .
  وقال رسول الله (ص) : ( من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط حتى ينزع ) . وقال أمير المؤمنين (ع) : ( أياكم والمراء والخصومة فأنهما يمرضان القلوب على الأخوان ويثبت عليهما النفاق ) . فأذا علم العبد بأن المراء والجدال والخصومة توجب التباغض والمباينة وتزيل الألفة والمحبة فأقلع عنه وعالجه بطيب الكلام ويكلف نفسه علي حتى يصير ملكه له ، يجتاز عمله هذا الحجاب ويصل الى السماء السابعة - وهو آخر حجاب ( ألا وهو حجاب الخوف والرجاء .... ) .

  7_ الخوف والرجاء :ـ
  الخوف
  أعلم ان الخوف ممدوح الى حد ، فأن جاوزه كان مذموماً . أن الخوف سوط الله الذي يسوق به العباد على المواضبة على العلم والعمل ، لينالوا بهما رتبة القرب اليه تعالى ولذة المحبة والأنس به .
  فالخوف الذي لا يؤثر في الجوارح بكفها عن المعاصي وتقييدها بالطاعات حديث النفي وحركة الخواطر ولا يستحق ان يسمى خوفاً ، ولو كان مفرطاً ربما جاوز الى القنوط وهو ضلال ( وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ )-(الحجر/56) ) - الحجر ، أو الى البأس وهو كفر ( لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )-(يوسف/87) ، ومن طرق تحصيل الخوف الممدوح :
  أ_ أن يجتهد في تحصيل اليقين ، أي قوة الأيمان بالله واليوم الآخر والجنة والنار والحساب والعقاب . ولا ريب في كونه وهيجاً للخوف من النار والرجاء للجنة ، ثم الخوف والرجاء يؤديان الى الصبر على المكارة والمشاق .
  ب_ ملازمة التفكر في أحوال القيامة ، وأصناف العذاب في الآخرة ، وأستماع المواعظ المنذرة .
  حـ_ أن يتأمل أن الوقوف على كنة صفات الله في حيز المعال ، وأن الأحاطة بكنة الأمور ليس في مقدرة البشر ، أذ هي مرتبطة بالمشيئة أرتباطاً يخرج عن حد العقل والمألوف . ؟ ( تحتاج الى توضيح ! ) .

  الرجاء
  أرتياح القلب لأنتظار المحبوب وهو يلازم الخوف ، ونشير الى بعض ماورد في الرجاء من آيات وأحاديث ، ولا معنى للرجاء بدون العمل ، والوارد عن الرجاء أكثر من أن تحصى وهي على أقسام :
  1_ النهي عن القنوط والبأس من رحمة الله تعالى ، كقوله تعالى ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ) -(الزمر/53).
  وقول أمير المؤمنين (ع) الرجل أخرجه الخوف الى القنوط لكثرة ذنوبه : ( أيا هذا أيأسك من رحمة الله أعظم من ذنوبك ) .
  2_ ورد في الترغيب غلى خصوص الرجاء وكونه سبب النجاة . ورد في كتاب علي (ع) ، أن رسول الله (ص) قال وهو على منبره : ( والذي لا إلا هو ماأعطى مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن أغتياب المؤمنين ) ، والذي لا إاله إلا هو لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والأستغفار الا بسوء الظن بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه وأغتيابه للمؤمنين ، والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن بأن الله كريم بيده الخيرات يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يختلف ظنه ورجاؤه فأحسنوا بالله الظن وأرغبوا اليه ) .
  3_ ما ورد في أستغفار الملائكة والأنبياء للمؤمنين : ( وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ )-(الشورى/5) .
  وقول رسول الله (ص) : ( حياتي خير لكم وموتي خير لكم ، أما حياتي فأسن لكم السنن وأشرع لكم الشرائع ، وأما موتي فأن أعمالكم تعرض علي ، فما رأيت منها حسن حمدت الله عليه ، وما رأيت منها سيئة أستغفرت الله لكم ) .
  4_ ماورد في تأجيل المذنب حتى يستغفر كقوله الباقر (ع) : ( أن العبد أذا أذنب أجل من غدوه الى الليل ، فأن أستغفر لم يكتب عليه ) .
  5_ ما ورد في شفاعة النبي (ص) كقوله تعالى ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) -(الضحى/5) . وقوله (ص) : ( أدخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) .
  6_ ورد من البشارات للشيعة عدم خلودهم في النار ، وأن حب النبي (ص) والعترة الطاهرة ينجيهم من العذاب وأن فعلوا ما فعلوا .
  7_ مادل على ان النار إنما أعدها الله لأعدائه من الكافرين ، وأنما يخوف به أولياءهُ ، كقوله تعالى ( لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ )-(الزمر/16) .
  8_ما ورد في سعة عفو الله ومغفرته ووفور رأفته ورحمته كقوله { وأن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم }-الرعد . وقوله (ص) : ( والذي نفسي بيده ، الله أرحم بعبده المؤمن من الوالدة الشفيقة بولدها ) .
  9_ أن أبتلاء المؤمن في الدنيا بالبلايا والأمراض كفارة لذنوبه ، كقوله (ص) : ( الحمى من قيح جهنم وهي حظ المؤمن من النار ) .
  10_ إن الأيمان لا يضر معه عمل والكفر لا ينفع معه عمل .
  11_ الترغيب على حسن الظن بالله كقوله (ص) : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) . وقول الصادق (ع) : حسن الظن بالله الا ترجوا الا الله ولا تخاف إلا ذنبك .
  12_ إن الكفار والنصاب يكون يوم القيامة فداءٌ للمؤمنين من الشيعة كما ورد عن أهل البيت (ع) : إن النُصاب يُجعلون فداء لشيعتنا بظلمهم أياهم ووقيعتهم فيهم . وينبغي أن لا يفارق أحد الدنيا إلا محباً لله ليكون محباً للقائه ومن أحب لقاء الله أحب الله لقائه وأشتاق اليه الله تعالى .
  وإذا لم يكن له محبوب سوى الله وسوى معرفته وحبه وأنسه فالدنيا و علائقها شاغلة له عن المحبوب ، فالدنيا أول سجنه ، فموته خلاص له من السجن وقدوم على المحبوب ، ولا يخفى حال من خلص عن السجن وخلى بينه وبين محبوبه . والصلاة معراج المؤمن الى الله ولقاء العبد بمحبوبه حال الصلاة فيجب أن يتخلص من سجنه ويقطع حبائل الدنيا ويشعر قلبه ووقوفه خاضع ذليل بين يدي ربه الجليل ومحبوبه الأوحد .
  وبعد معرفتنا لكل ما يمنع من وصول أعمال العبد الى ساحة القدس الألهي ، نستنتج بأن التخلي عن الرذائل المارة والتحلي بالفضائل المقابلة يخرق الحجب السبع الضلمانية أما الحجب النورانية تخرق بالسجود على التربة الحسينية على مشرفها الاف التحية والصلاة والسلام ، كما ورد في المناجاة الشعبانية المباركة ( حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور .. ) .

  الهوامش
(1) فلسفات أسلامية .
(2) عقائد الأمامية - الزنجانجي ج2 .
(3) التوحيد - الصدوق .
(4) قصص الأنبياء - نعمه الله الجواهري .
(5) الآداب المعنوية للصلاة .
(6) مادة الخاشعين - الشهيد دستغيب .
(7) جامع السعادات - الخرافي .
(8) نفس المصدر السابق .