مـؤمنـــة

  ضرتي ... تلفزيون

  مواقف وتجارب ... ربما حدثت لي ... ربما سمعتها أو شاهدتها ... أو عايشتها ، لكني حتماً أحسستها كما تحسها كل زوجة ، ومن عمق مشاعرها ... أنقلها لكم ...
  أمقت جهاز التلفاز وما يعرض علي شاشته ... أتعرف لماذا يا زوجي العزيز ؟ لأنه أصبح المثير المبهر الآسر الذي يعكر صفو علاقتنا ؟ لقد أرهقني هذا الجهاز وأتعب أعصابي ، كلما هممت بالحديث معك في موضوع ما وإن كان طرفة ، ونظرت إلي وجهك وجدتك فاغراً فاك وعيناك تحدقان في شاشته وأنت لست أنت ولست معي ، أنت تعلم أن أوقات لقائنا محدودة في اليوم الواحد فلم ضياعها مع هذا الشريك العدو الذي أسرك بجاذبية صوره ومتابعة حركاته حتي أضحيت مدمناً له مستسلماً لتأثيره .
  وليتك اكتفيت بهذا ... فلا زلت أذكر لهفتك واندفاعك الشديد لشراء صحن الالتقاط الفضائي ( الدش ) والذي فاق اندفاعك لخطبتي من والدي ... ( إن كنت لازلت تذكر ذلك اليوم ) .
  ومن حينها وأنت تعزف علي مفاتيح ( الريموت كونترول ) حتي حفظتها عن ظهر قلب ، وصرت تختار محطتك المفضلة دون أن تنظر إلي ( أزراره ) المقيتة .
  لقد أصبح هذا الـ T.V الزعيم المسيطر علي حياتنا ؟ والرفيق الدائم لجلساتنا الأسرية ، وحتي في أوقات طعامنا ؟ تتجاهل أنني امرأة تتملكني الغيرة أحياناً من بعض المشاهد خاصة تلك المذيعة التي كثيراً ما حدقت فيها طويلاً بسبب مكياجها وتسريحة شعرها ، وانتهي البرنامج بشجار بيني وبينك ، زوجي العزيز : استمع إلي ما يقوله ( جيري ماندر ) المفكر الأمريكي الذي أفزعه ما تحقق لديه من آثار التلفاز المدمرة للإنسان ، فألف كتاباً اسماه ( أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون ) ، استطاع من خلاله الإشارة إلي مكامن الخطر في هذا الجهاز العجيب دفعته إلي الدعوة إلي التخلص منه ، وأتت أراؤه وليدة تجربة حقيقية لطبيعة عمله في مجال الإعلام كمدير دعاية وعلاقات عامة ، يقول في مقدمة كتابه ( لو أن لهذا الكتاب أي عنصر أساسي من الاعتماد ، فهو نتيجة خمسة عشر عاماً عشتها كمدير دعاية وعلاقات عامة ، وفي أثناء تعلمت أنه من الممكن خلال الوسط الإعلامي أن أخاطب عقول الناس مباشرة ، وبالتالي كساحر من عالم آخر ... أن أترك انطباعات من شأنها أن تقود هؤلاء إلي القيام بأعمال لم يكونوا ليفكروا في القيام بها ... وبعد أن لاحظت ما لهذه الوسائل من تأثير خرافي في هذا العالم ... تأثير يتعذر اجتنابه .. تحول هذا الشعور عندي إلي رعب حقيقي .
  ويقول أيضاً ( ربما لا نستطيع أن نفعل أي شيء ضد الهندسة الوراثية والقنابل النيوترونية ، ولكننا نستطيع أن نقول لا للتلفزيون ) .
  أما منظمة ( مجلس الإرشاد الأسري ) في بريطانيا فقد أعلنت بعد دراسات عديدة أن بعض المسلسلات كفيلة بإفساد القيم الأسرية والاجتماعية لدي المجتمع البريطاني ، وأما الباحث الأمريكي ( جو ميلينز ) قام بعمل دراسة عن طريق تجربة حرمان أسرة أمريكية من مشاهدة التليفزيون مدة أسبوع من كل شهر وأسفرت الدراسة عن نتائج عجيبة .
  1 - إنخفاض حدة الخلافات بين أفراد الأسرة عامة وبين الزوجين خاصة .
  2 - الميل إلي القراءة بين أفراد الأسرة .
  3 - توفير الوقت لقيام أفراد الأسرة بالتمرينات الرياضية .
  4 - مساهمة أفراد الأسرة في أعمال منزلية مختلفة بانتظام دون كسل أو إهمال .
  زوجي العزيز :
  لنقم بعمل هذه التجربة في بيتنا لعلك تشعر بالفرق في العلاقة بيني وبينك .
  زوجي العزيز :
  أبعد كل هذا ستستمر في سياسة الإهمال لي ولأفراد الأسرة بسبب هذا الشريك الثقيل والخطير في آن واحد ؟‍
  زوجي العزيز :
  هيا معي لنحطم هذا الجهاز ليس بتكسيره ، ولكن بتجاهلك له ؟ فقد حول جلساتي معك إلي ملل وإهمال وغيرة وشجار ... فأنا حريصة علي الحديث معك وإلي الجلوس بقربك ... وإلي معرفة أخبارك ... وأهم من ذلك كله ... إلي إحساسي بأنني زوجتك .
  المراجع : الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون لمروان سجك .