مـؤمنـــة

  المرأة المؤمنة بين الحوزة العلمية والجامعة
الإستاذة ام علي مشكور
  الحمد الله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على البشير النذير ، والسراج المنير ، سيدنا ومولانا أبي القاسم محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ وعلى آله وعترته الذين ما إن تمسّكنا بهم لن نضل ولن نخزى .
  وبعد فقد قال عزّ من قائل : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )(1) .
  عندما بَراُ الله تعالى البشر ، وحمّل الانسان مسؤولية الخلافة في الأرض ، الخلافة التي عرضها على السموات والأرض والجبال فأبين حملها ، زوّد الله تعالى الإنسان بقوة التعلّم والميل الى الإطّلاع عمّا يدور حوله ، فبدأ الإنسان بما ، ولم ، ومتى ، وكيف ، وانتهى بالتصديق ، إن تعرّف على الحقائق من محالّها ، وجعل العقل هو الحاكم ، فغلب عقله هواه ووهمه .
  وبعد أن اطمأنت الروح ، وعرف الإنسان نفسه وبارءها ، قام يبحث عن طريقة يؤدي بها حق الطاعة لمولاه ، ويشكره على نعماه ، فمدّه المولى عزّ وجلّ بتحفة السماء ، وأنزل له القرآن مجيباُ عن كل سؤال ـ بشكل مباشر وغير مباشر ـ فوجد الإنسان في القرآن ضالته التي كان يفقدها ، حيث رسم له المولى في الكتاب العزيز خطوطاً مضيئة ، وحذّره من الخطوط المظلمة فقال : ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) (2) .
  ثم فتح المولى عزّوجلّ له أبواب العلم به وعرّفه أهله ، وهداه إلى السنّة الناطقة ، فقال تعالى : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )(3) وقال : ( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ )(4) فجعل محمّداً ( ص ) وعترته نجوماً تهدي البشرية الى الخير ، وتخرجهم من الظلمات إلى النور ، فبهم يعرف الحق ، ويدور حيث داروا ، لا من خلال الحق يعرفون ، وهم الذين أو ضحوا لنا سبل النجاة ، وعلّمونا السير نحو الكمال ، ومما علّمونا كيفيّة تنظيم حياتنا الشخصية والاجتماعية ، وأداء حق الطاعة للمولى الحقيقي ، وذلك عن طريق معرفة حكمة تعالى في الوقائع ، والنظر في كل مسألة ، لذا نرى الكثير من الأحاديث تحثّنا على التفقّه في الدين والفحص عن أحكام الشريعة ومنها رواية الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام حيث قال :
  « لا خير في من لا يتفقّه من أصحابنا » .
  ورواية الامام أبي جعفر الباقر ( ع ) حيث قال : « والله إن أحبَّ أصحابي اليَّ أورعَهم وأفقههم لحديثنا » .
  وعلى هذا سار السلف الصالح من العلماء الأعلام ـ قدّس الله أسرار الراحلين ، وحفظ الباقين منهم ـ فبذلوا الجهد الجهيد في سبيل تحصيل الأحكام الشرعية ، وأسسوا الحوزات العلمية ، وذلك إمتداداً للمدرسة التي أسسها الإمام أبو عبدالله الصادق ( ع ) فتخرّج منها أكابر العلماء : أمثال : زرارة بن أعين ، وهشام بن الحكم ، ومحمد بن مسلم ، الذين نعتوا بأنهم أوتاد الأرض لولاهم لضاع حديث آل محمّد ( ص ) .
  وفي هذا العصر الذي بات فيه الحق غالباً الباطل ـ في الأكثر ـ لايزال العلماء ـ حفظهم الله تعالى ودعاهم ـ يشّيدون لُبْنات الحوزة ، ويُحكِمون بناءها ، وخير شاهد على مانقول حوزة مدينة قم المقدسة ـ أدامها الله بعزّه ـ التي أنيعت ثمارها ، وباتت مأوى لطلبة العلم وعشاق الهدى ، فنرى الطالب يأتي من كل حدب وصوب لكي يتغذى من شهدها ، وينهل من عذبها ، الذي فقده في باقي البلدان ، وإن كان سبب الفقدان سيطرة حكام الجور والطغيان على رقاب المؤمنين ، فلم تبق للعلماء تلك الفرصة التي يستطيعون من خلالها فتح أبواب الحوزة أمام طلاب العلم ، ولو سمحت لهم الظروف لعادت الحوزة إلى ما كانت عليه من قبل ، حيث كانت مهداً للعلم وحضناً دافئاً لطلابه من أي مكان ، فستعود ويعود إليها الضامئ كي يرتشف من معينها الزلال ، إن شاء الله تعالى .
  وما قلته في إطالة الباع العلمي إمتداداً لمدرسة أهل البيت ( ع ) لم يكن مختصّاً بالرجال فقط ، فالمتطلّع في صفحات التأريخ بدقة وانصاف يرى للمرأة المؤمنة موقفاً مشهوداً ، ودوراً فعّالاً في هذا المجال ، مع ما تحمل من مسؤولية خصّها الله تعالى بها دون الرجل ، فدرست ، وكتبت ، وألّفت ، وناظرت ، حتى واجتهدت في استنباط الاحكام الشرعية ، ونالت المدارج العالية في ذلك ولم تقف المرأة عند تحصيل شهادة البكلوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه ، وإن كان ذلك مما يعلن عن قابليتها للصعود الى متون الرجل من هذه الناحية .
  وبناء على مامرّ لابّد لنا من استعراض كوكبة من ذوات العلم والفضل كي يكنّ شاهداً على مانقول ، وعلى هذا أعددت عشر تراجم للفقيهات المؤمنات ، عسى ان يكنّ قدوة حسنة تقتدي بها المرأة المؤمنة ، كما اقتدت بصاحبتها التي حصلت على شهادة وارتقت المدارج العليا من الدراسة الأكاديمية .
  وأود أن اؤكد أنّ ما أذكره لا يمثّل العدد الأكمل من الفقيهات ، بل هو مختصر مفيد إن شاء الله تعالى ، ومجرد شاهد على كلامي ولا أرجو بذلك الاّ رضى الله عزّ وجلّ ، وحسن ثوابه .
  وأما مسك ختام هذا المقال والنتيجة المترتبة عليه فهي مقارنة مختصرة بين الحوزة والجامعة أؤكد فيها على ضرورة التعاون بينهما ، للوصول الى أعلى درجات العلم ، لكي يمتاز مجتمعنا الإسلامي المؤمن على باقي المجتمعات ، وترفع راية المذهب الحق عالية على رُبي الأرض ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )(5) .
  وفيما يلي عشر تراجم للفقيهات المؤمنات .

  آمنة المجلسي
  السيدة آمنة بنت المولى محمد تقي المجلسي ( رحمه الله تعالى ) واُخت المولى محمد باقر المجلسي ( رحمه الله تعالى ) .
  تزوجها المولى محمد صالح المازندراني فأنجبت له : الشيخ هادي ، والشيخ نور الدين محمد المازندراني ، حيث كان المولى محمّد صالح المازندراني أحد تلامذة المولى محمد تقي المجلس ، فقال لتلميذه بعد انهاء الدرس يوماً : أتعطيني رخصة كي اختار لك زوجه ؟ فأجابه المازندراني وقد بدا عليه الحياء وبعد التأمل ـ بالأيجاب ، وبعد ذلك ذهب المجلسي إلى بنته الفاضلة المقدّسة المجتهدة آمنة فقال لها : قد انتخبت لك زوجاً في غاية الفقر لكنه في منتهى الفضل والصلاح والكمال ، وهذا الأمر موقوف على رضاك واجازتك .
  فقالت هذه السيدة الصالحة ، ليس الفقر عيباً للرجال ، فعقد لهما المجلسي في ساعة إلتقاء المشتري بالزهرة ، وهي ساعة جيدة للعقد .
  وحينما زُفّت إليه هذه السيّدة التي امتازت بالجمال والكمال معاً ، صادفت ليلة الزفاف مسألة مستعصية أشغلت المولى المازندراني بالتفكير والبحث ولم يحصل على حلها حتى الصباح .
  وعند الصباح ذهب المازندراني إلى حلقة الدرس ، ولا زالت هذه المسألة تدور في ذهنه ، فقامت هذه الفاضلة ـ وأدّت ذلك الدور المشهود ، فحلّت المسألة وشرحتها ، وأجابت على إشكالاتها ، وفسّرت ما استصعب فيها من كلام ، ووضعت أوراق الحلّ في المكان الذي يجلس زوجها فيه للبحث .
  وعند المساء حيث عاد المازندراني إلى حجرة بحثه ومطالعته وجد ما كتبته زوجته من حلّ لتلك المسألة العويصة التي لم يستطع حلّها فسجد لله تعالى شكراً ، وقضّى تلك الليلة بالعباده والشكر لله تعالى أن رزقه هكذا زوجة . وبقي على هذه الحالة لمدّة ثلاثه أيام وهو لم يقربها بعد ، فعندما علم المجلسي بذلك قال له : إن كانت هذه الزوجة غير ملائمة لطبعك فإنّي ازوّجك بنتي الاُخرى ، فأعلمه المازندراني بأنه قضّى هذه الليالي بالشكر لله تعالى على هذه النعمة (6) .
  ومما ذكر يعلم علوّ شأن هذه السيدّة ومكانتها العلمية ، هذا مضافاً إلى أنها كانت معروفة بالتقوى والصلاح والأدب .
  ومن آثار هذه السيدة الفاضلة : شرحها على ألفية الشهيد الأول ، وكذلك شرحها لشواهد السيوطي .
  ومن الدوالّ على فضلها أيضاً أنها كانت تجيب زوجها المولى المازندراني وتحلّ له بعض عبارات ( قواعد الاحكام ) عند استفساره منها .
  توفيت ـ رحمها الله ـ في مدينة اصفهان ودفنت في مقبرة فولاذ ، والزائر لقبرها يرى عليه شيئاً من شعرها يظهر منه وفور أدبها (7) .

  أُم علي
  زوجة الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني العاملي ، المتوفى سنة 786 هـ . كانت ـ قدّس سرّها ـ فاضلة ، عالمة ، فقيهة ، عابدة ، تقيّة ، وكان الشهيد الثاني ( رحمة الله ) يثني عليها ويأمر النساء بالرجوع إليها (8) .
  ذكرها أصحاب التراجم والسير بالمدح والثناء : كالمولى الأصفهاني في رياضه ، والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب ، والسيد محسن الأمين في الأعيان ، والمحلاّتي في الرياحين ، والسيد الخوئي في معجم رجال الحديث (9) .
  وقال عمر رضا كحالة في أعلام النساء ـ وتبعه الحكيمي في أعيان النساء من دون تفحّص ـ : أُم علي بنت محمد بن مكي العاملي الجزيني ، فقيهة ، فاضلة ، عابدة ، وكان والدها المتوفى سنة 786 هـ يثني عليها ويأمر النساء بالرجوع اليها (10) .
  وفي الكلام خلط ، فإن أم علي هي زوجة الشهيد الأول محمد بن مكي وليست انبته ، وابنته هي فاطمة أم الحسن المدعوّة بست المشايخ ، علماً بأن كحالة قد ترجم أم الحسن بنت الشهيد الأول في موضع آخر من كتابه (11) .



بنت عزيز الله المجلسي
  كانت ـ رحمها الله ـ عالمة ، فاضلة ، فقيهة ، مؤلّفة .
  من آثارها : تعاليق على كتاب من لا يحضره الفقيه ، ورسائل فقهيّة (12) .

  بنت صدر الدين العاملي
  هي السيدة الجليلة ، العالمة الفاضلة الفقيهة المؤلّفة بنت صدر الدين العاملي بن صالح بن محمّد الموسوي المتوفي سنة 1264 هـ .
  من آثارها ، تعليقة على شرح اللمعة في الفقه (13) .

  بنت الشيخ علي المنشار
  هي بنت الشيخ علي المنشار الذي كان من أجلاء العلماء وفضلائهم وأكابرهم ، وكان من تلامذة الشيخ علي الكركي المتوفي سنة 940 هـ .
  وزوجة الشيخ البهائي ـ قدّس سرّه ـ .
  كانت ـ رحمها الله ـ من ذوات العلم والفضل والفقه ، تقرأ على والدها ، وتدرّس النساء الفقه والحديث ونحوهما وكانت النساء يقرأن عليها .
   بقيت رحمها الله بعد زوجها الشيخ البهائي ، وورثت من أبيها أربعة الآف مجلد من الكتب (14) .
  غزوة القزويني
  السيدة غزوة بنت السيد راضي بن السيد جواد بن السيد حسن بن السيد أحمد القزويني .
  جدّها السيد جواد المذكور هو أخو العلاّمة الكبير السيد مهدي الحلّي القزويني الذي كان من كبار المجتهدين وصاحب التصانيف الكثيرة الذي رحل الى ربه سنة 1300 هـ . أمها نازي بنت السيد مهدي المذكور .
  ولدت في مدينة الحلة حدود سنة 1285 هـ ، ونشأت في كنف أخوالها الأعلام ، وانكبّت على الدراسة ، فدرست العلوم المختلفة ، كاللغة ، والفقه ، وتتبعّت مصادر الأدب والشعر بحكم بيئتها وتربيتها .
  كانت رحمها الله تحفظ من أخبار العرب وقصصهم الشيء الكثير ، وأدّت تربيتها المهذّبة إلى التأثير على جملة من نساء الأسرة تزوّجت بابن خالها السيد أحمد بن الميرزا صالح القزويني ، وهو عالم فاضل ، وأديب شاعر ، فوجّهها بصورة أعمق ، حتى صارت قابلة لهضم محاوراته العلمية في شتى المجالات .
  وبالإضافة الى ما كانت عليه من العلم والفضل عرفت بالشعر وبسرعة البديهة ، اشهد لها بطرافة الأدب ، وكان لها كل الفخر ، إذ أنها عاشت عصراً أشبهه بالعصر الجاهلي وحكمه على المرأة ، والظاهر أنها انفردت في هذا الجانب من بين نساء عصرها ومحيطها ، حيث لم تكن واحدة منهن تحسن القراءة والكتابة آنذاك ـ ناهيك عن الفقه الشعر !!
  ومن شعرها ـ رحمها الله تعالى ـ ما قالته رثاءً لسيد الشهداء عليه السلام ، نقدّم بين يديك أيها القاريء العزيز ثلاثة أبيات من قصيدتها الرثائيّة هذه ، حيث تقول :
أيــهــا الــمـدلـج فــــي iiزيــافـة          قـصدت فـي سـائقييها iiالنجفا
إن توصّلت الى حامي الحمى          فـــي الـغـريـين فــأبـدِ الأسـفـا
قــل لـه إن حـسيناً قـد iiمـضى          فـي شـفار الـكفر محزوز iiالقفا
  وفي شهر شعبان ، المعظّم سنة 1331 أفل هذا النجم الساطع فودعت هذه السيدة دار الفناء ودفنت في مقبرة الاُسرة وأبّنها الشعراء بما يليق بشأنها (15) ، فاطمة ( ست المشايخ ) .
  زبدة الخواص ، وزينة أهل الفضل والإخلاص ، شيخة الشيعة ، وغيبة العلم الباذخ ، أم الحسن فاطمة ، المدعوّة بست المشايخ .
   أبوها الشيخ الأجل ، الشهيد السعيد محمد بن مكي العاملي الجزيني ، المعروف بالشهيد الأول تحدّث عنها الحرّ العاملي في آمل الآمل حيث قال : كانت ـ رحمها الله تعالى ـ عالمة ، فاضلة ، فقيهة ، صالحة ، عابدة سيّدة رواة الأخبار ، ورئيسة نقلة الأثار ، وكان والدها يثني عليها ويأمر النساء بالرجوع إليها والاقتداء بها في أحكام الحيض ، والصلاة ونحوهما .
  روت عن أبيها وعن ابن معيّة شيخه اجازةً ، وقال الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة لوالد الشيخ البهائي الحسين بن عبد الصمد : ورأيت خط هذا السيد المعظّم ـ يعني تاج الدين بن معيّة ـ لشيخنا الشهيد شمس الدين محمّد بن مكي ولولديه محمد وعلي واختهما فاطمة المدعوّة بست المشايخ ، وقد وهبت هذه السيدة الجليلة ميراثها من أبيها إلى أخويها محمّد وعلي مقابل بعض الكتب ، وكتبت بهذا الشأن وثيقة وقعّ عليها عدة شهود منهم خالهم علوان بن أحمد بن ياسر .
  والمطالع لهذه الوثيقة يعرف بلاغتها وأدبها الوافر ، وتأدّبها المصون ، وحبها للعلم ، وتعلقها بالكتب العلمية ، وقد وفّقنا الله تعالى للعثور على صورة هذه الوثيقة في كتاب « حياة الامام الشهيد الأول » ـ رحمه الله تعالى ـ وهو من تأليفات الشيخ محمّد رضا شمس الدين ، وقد صوّرنا الوثيقة وسنرفقها بالترحمة ، ولكننا سنورد ما جاء فيها لصعوبة قرائتها .

  الوثيقة
  بسم الله الرحمن الرحيم
  والحمد الله الذي وهب لعباده ماشاء ، وأنعم على أهل العلم بما شاء ، وجعل لهم شرفاً وقدراً وكرامة ، وفضّلهم على الخلق بأعمالهم العالية ، وأعلا مراتبهم في داري الدنيا والآخرة ، وشهد بفضلهم الإنس والجان ، والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على سيّدنا محمّد سيّد ولد عدنان ، المخصوص بجوامع الكلم الحسان ، وعلى آله وأصحابه أهل اللسن واللسان ، والساحبين ذيول الفصاحة على سحبان ، وعلى تابعيهم ما اختلف المديدان وأضاء القمران .
  أما بعد
  فقد وهبت الست فاطمة أم الحسن أخويها أبا طالب محمداً ، وأبا القاسم علياً ، سلالة السعيد الأكرم ، والفقيه الأعظم ، عمدة الفجر ، وفريد عين الزمان ، ووحيد محيي مراسم الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين ، مولانا شمس الملّة والحق والدين ، محمد بن أحمد بن حامد بن مكّي ـ قدّس سرّه ـ المنتسب لسعد بن معاذ الأوس ـ قدس الله ارواحهم ـ جميع ما يخصها من تركة أبيها في جزين وغيرها ، هبة شرعية ابتغاءً لوجه الله تعالى ، ورجاءً لثوابه الجزيل ، وقد عوّضا عليها كتاب من لا يحضره الفقيه ، وكتاب الذكرى لا بيهم ـ رحمه الله ـ والقرآن المعروف بهديّة علي بن مؤيد ، وقد تصّرف كل منهم ، والله الشاهد عليهم ، وذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان العظيم قدره ، الذي هو من شهود ثلاثه وعشرين وثمنمائة ، والله على ما نقول وكيل .
  وعلى رأس الورقة توقيع الشيخ حسن بن علي التوليني وختمه ، وهذه صورة ما كتبه : قد اتصل بي بثبوت هذه الوثيقة بين الأماجد الطاهرين ، وعلمت ما جرى ورقّم فيها بعلم اليقين ، أجريت عليها بقلم الإثبات بالمشروع والمعقول ، وأنا أحقر الورى حسن بن علي التوليني ـ خاتمه ـ .
  وفي أسفل الورقة تواقيع الشهود وهم :
  الشيخ علي بن الحسين الصائغ ، خالهم المقدّم علوان بن أحمد بن ياسر ، الشيخ فاضل بن مصطفى البعلبكي (16) .

 فاطمة العكبرى
  هي الشيخة فاطمة بنت الشيخ محمد بن أحمد بن حازم العكبري ، كانت ـ رحمها الله تعالى ـ عالمة ، فاضلة ، فقيهة ، وهي من مشيخة السيد تاج الدين بن معيّة ، وقد أجاز لها الشيخ عبدالصمد بن أحمد بن عبدالقادر بن أبي الجيش (17) .
  فضّة البلاغيّة
  هي السيدة فضّة بنت الشيخ محمد علي البلاغي ، وأخت الشيخ أحمد بن محمّد علي البلاغي المتوفي سنة 1248 هـ ، وزوجة الشيخ علي بن الشيخ حسين محفوظ .
  ولدت سنة 1189 هـ ، وأخذت تقرأ على أبيها بعد أن تعلّمت القرأءة والكتابة على يده ، وكانت تختلف على بعض أقربائها ، كانت رحمها الله تعالى ـ تدّرس الأصول والحديث ، وقد حضر .
  في بيتها جمع من الطلاب والعلماء ، وحضر عندها أيضاً جملة من علماء النجف في درس القوانين في الاُصول باعتبار كونها مجازة بقراءتها على صاحبها ، ولها محاورة مع زوجها الشيخ علي محفوظ ، ذكرها أصحاب التراجم والسير ، منهم : الحر العاملي في أمل الآمل ، وأثنى عليها ، وعرّفها بالفاضلة الجليلة الملد فضة ، وأضاف أنها كانت أديبة ، شاعرة ، حسنة الخط ، وكانت ترتزق بكتابة الكتب .
  وجاء ذكرها أيضاً في شعراء الغري بوصفها شاعرة بارعة ، توفيت ـ رحمها الله تعالى ـ كما يأتي تأريخ وفاتها باعتبار عدّ الهاء ، وهي آخر حرف من حروف اسمها ( فضّه ) في الأربعمائة ، لا خمسة كما يستعمل ، ورثاها جمع من الشعراء والعلماء منهم : الشيخ ابراهيم بن صادق المخرومي العاملي الخيّامي الطيّبي المولود سنة 1221 هـ ، والمتوفى سنة 1228 ومن قصيدته التي رثاها بها هذا البيت :
برغم التقى قد قوّضت أخت أحمد          وفــات بـرغم الـمجد سـفر الـتجلّد
  وقد ضبط تاريخ وفاتها بسنة 1279 أو سنة بعدها (18) .

  نصرت بيگم « العلوية الأمينيّة »
  هي العلوية الجليلة أم الفضائل المعروفة بـ « بانوى مجتهده أمين » ، والدها الحاج السيد علي أمين التجار ابن السيد حسن ابن السيد محمد بن معصوم الحسيني الأصفهاني ، وأمها بنت الحاج مهدي الملّقب بجناب .
  ولدت في أصفهان سنة 1308 هـ ، وفي الخامسة من عمرهما دخلت المدرسة بعناية والدتها حتى صار عمرها خمس عشرة سنة ، وفي السنة الخامسة عشر من عمرها تزوّجت بابن عمها الحاج ميرزا الملقّب بمعين التجار .
   كانت ـ رحمها الله تعالى ـ عالمة ، فاضلة فقيهه ، عارفة ، محّدثة ، شاعرة ، وقد انفردت ـ رضوان الله عليها ـ في عصرنا ـ بالاجتهاد ، حيث لم توجد امرأة رقت هذه المرتبة التي تؤهّل الاستنباط الحكم الشرعي سواها ، درست النحو ، والصرف ، والفقه ، والأصول ، والحديث ، والتفسير ، والفلسفة ، حتى صارت ممن يشار إليهم بالبنان .
  عاشت ـ رحمها الله ـ ظروفاً صعبة لا تسمح لأي فتاة أن تدخل المدرسة ناهيك عن التفقّه ، ولكنها ، وقفت أما ذلك الضروف بكل صلابة واقتدار حتى عرفت بمجتهدة العصر ، وبالإضافة إلى الأجواء الظالمة التي عاشتها والظروف التي قاستها كانت ـ قدّس سرّها ـ مبتلاة بموت الأولاد ، ولكن المصائب لم تمنعها عن إدامة درسها ، حتى أنه عندما يتوفى أحد أولادها ولم يحضر المدرّس لإلقاء درسه عليها ، تبعث وراءه وتطلب منه استمرار الدرس ، وهذا بدوره خير شاهد على صبرها وقوة ايمانها ، مضافاً إلى حرصها على متابعة الدرس .
  درست هذه السيدة الجليلة على يد عدّة من العلماء منهم :
  العلامة الجليل الفقيه السيد مير علي الأصفهاني النجف آبادي ، والشيخ المظاهري الأصفهاني ، وغيرهم ، ومن بعد جهد جهيد ، ونصب شديد ، حصلت العلوية على اجازة الاجتهاد والرواية من بعض فضلاء الشيعة وعلمائهم وهي في الأربعين من عمرها المثمر ، ولا بئس بالمرور السريع على هذه الإجازات فنقول :
  1 ـ إجازة اجتهاد ورواية من آية الله الشيخ محمد كاظم الشيرازي ـ قدّس سرّه ـ وقد أُرخت بسنة 1354 هـ .
  2 ـ أجازة رواية من السيد ابراهيم الاصطهباناتي المؤرّخة بسنة 1354 هـ ، حيث عبّر فيها عن علو منزلتها ، وسمو مرتبتها فتمثل بقول الشاعر .
فـلـو كــنّ الـنساء كـمثل iiهـذي          لـفُـضّلت الـنساء عـلى iiالـرجال
فلا التأنيث لاسم الشمس عار          ولا الــتــذكـيـر فـــخــر iiالـــهــلال
  3 ـ إجازة اجتهاد ورواية من أية الله الشيخ عبدالكريم الحائري ـ قدس سره ـ مؤسس الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة .
  4 ـ أجازة رواية من آية الله الشيخ محمد رضا النجفي الإصفهاني ، وقد أثنى عليها فيها بأجمل التعابير : التي تليق بشأنها ، فقال في موضع من اجازته مشيراً الى دراستها في بيتها :
  فكم كنز خفي من الأسرار أظهرته ، ومشكل من الأخبار فسّرته ، ومعضل أزاحت عنه الإعضال إذا اختلفت الأقوال ، فلا غرو وأهل البيت أدرى بمافيه ، وأعرف بظاهره وخافيه ، فكيف بمن أرخت سترها ، ولم تبارح قدرها ، فيحقّ أن يفتخر بها ربّات الحجال ، على لا بسي العمائم من الرجال .
  5 ـ إجازة رواية من حجة الاسلام والمسلمين الشيخ المظاهري استاذها ، وقد منحتّ هذه العلوية اجازة رواية لآية الله العظمى السيد المرعشي النجفي ـ طاب ثراه ـ وللسيدة همايوني تلميذتها وغيرهم .
  ولم تقتصر العلوية على الدرس والتفقّه فحسب بل قدّمت خدمات كثيره علمية واجتماعية ، فمن آثارها العلمية التي باتت خير تركه لنا مؤلفّاتها القيمّة ومنها :
  1 ـ مخزن العرفان في تفسير القرآن باللغة الفارسية ، يحتوي على 15 مجلداً .
  2 ـ جامع الشتات باللغة العربية ، يحتوي على اسئلة وجّهت اليها فأجابت عليها .
  3 ـ النفحات الرحمانية في الواردات القلبيّة باللغة الفارسية .
  4 ـ سلوك وسير بشر باللغة الفارسية .
  5 ـ روش خوشبختي وتوصيه به خواهران إيماني ، بالفارسية .
  6 ـ مخزن اللآلي في مناقب مولى الموالي عليه السلام باللغة العربية .
  7 ـ كتاب الأخلاق ، وهو ترجمة لكتاب ابن مسكويه .
  8 ـ الأربعون الهاشمية بالعربية .
  9 ـ روش أولياء وطريق سير سعداء ، وفي نسخة شهداء بالفارسية .

  وأما خدماتها العلمية الاجتماعية
  فقد بنت مجمّعاً علمياً في مدينة أصفهان ـ على حسابها ـ سمّي بمكتب فاطمة ـ عليها السلام ـ فضمّت فيه عدّة من الفنيات اللآتي يرغبن في الدراسة الدينيّة وكانت تجيب على كل الأسئلة التي ترد عليها من النساء بخير جواب .
  ولا يخفى أنها رحمها الله كانت من العرفاء ، وقد شهد لها بعض تلامذتها بالكرامات الإلهيّة التي منّ الله تعالى بها عليها (19) .
  توفيت قدّس سرّها الشريف في يوم الإثنين الأول من رمضان المبارك في السنة الثالثة بعد الألف والأربعمائه هـ قمري المصادف الثالث والعشارين من خرداد سنة 1362هـ شمسي ودفنت في مدينة إصفهان ، والسلام عليها يوم ولدت ، ويوم رحلت الى ربها مطمأنة الروح ويوم تبعث حية .
  وشيدت قبة على قبرها فهي مزار للمؤمنين وعشاق العلم .
  وفي ختام هذه المقالة المختصرة حان الأوان للوفاء بالوعد عسى أن تتم الفائدة بما أردت إيراده ، وهو إشارة الى عدة نقاط يجب أن يسلّط عليها الضوء في مجالي الحوزة والجامعة كي يتم التعاون بين الطرفين ، وذلك رفعاً للسلب واثباتاً للايجاب فيهما إن شاء الله تعالى .

  النقاط التي يجب أن تذكر :
  1 ـ العمق الذي يشاهد في الدراسة الحوزويّة .
  فنرى أنّ الحوزوي يمتاز بالدقة حين متابعة المطالب العلمية ، بينما نشاهد هذه الدقة مفقودة في الأغلب لدى الأكاديمين ، إذ نرى من توصّل منهم إلى درجة الدكتوراه لا يستطيع مبادلة النقاش مع طالب السطوح ، ولعلّ المشجّع في الحوزة دخول الطالب عن رغبة نفسيّة ، لا عن طمع في شهادة أو ما يشابه ذلك ، وهذا لا يكون في المواد التي لم يتطرّق لها الجامعي في أثناء دراسته وبحثه كالاُصول والفقه حتى يكون خارجاً عن كلامنا ، بل حتى في الموارد التي يدرسها الجامعي في حياته الدرسية كالنحو ، والصرف ، والبلاغة .
  2 ـ الترتيب الموجود في دراسة الجامعة .
سواء كان من ناحية المواد الدرسية أو المراحل التي يصعد إليها الطالب ، فنرى أنّ الجامعة وضعت خطة درسيّة لا يتمكن أحد من التلاعب فيها ، فمتى ما أتم الطالب هذه المرحلة ودرس تلك المواد المعيّنة انتقل إلى مرحلة أعلى وهو مطلوب في الحوزة أيضاً .
  3 ـ عدم الالتزام الشرعي عند بعض الجامعيّن .
  ومن المؤسف أن نرى دعاة الثقافة والتمدّن من الجامعيّن ـ وخصوصاً النساء ـ بمجرد أن دخلت في الصف الأول من الجامعة تبعّدت عن ربها كأن الوضع الجامعي يفرض عليها ذلك فقامت بسحب قنامها إلى الوراء ـ وتجميل وجهها ، وصارت نظرتها حول ضبط الحجاب الشرعي كأنّه عادة تقليديّة للأمهات ، أو صفة تختص بالعوائل الحوزوية ، وعوام الناس الذين أطاعوهم ، وهذا اشتباه عظيم يُستدرج به الجامعي من قبل الاستعمار رويداً رويدا .
  فأقول لأخي الجامعي : لا يغرّنك غرور دعاة التمدّن ، ولا يفتننّك شياطين الغرب بارتداء زيّهم ، أوحلق لحيتك ، أو أمور أخرى يحاولون بها انزلاقك عن سلّم النجاة وانهمارك في حضيض الخسران .
  وأقول لأختي الجامعيّة ، التي أودّ نجاحها وترقيتها حال كونها معلّمة لجيل بأكمله ومدرسّة يحضر بين يديها الكثير من الطلاب والطالبات :
وإذا الــمــعــلّــم ســــــــاء لــــحــــظ          بصيرة جاءت علي يده البصائر حوّلا
وإذا أتّـى الـرشاد مـن سبب iiالهوى          ومــــن الــغــرور فـسـمّـه iiالـتـضـليلا
وإذا أصــيـب الـقـوم فــي iiأخـلاقـهم          فـــأقــم عـلـيـهـم مــأتـمـاً iiوعــويــلا
  وأقول لاختي الطالبة :
فتاة الجيل مثلك لا يجاري          سفيهات يبعن تقىً iiوديناً
فـبالتقصير طالتنا iiالأعادي          وبـالـلـذات ضـيّـعنا iiالـعـرينا
أبـنت خـديجة كـوني iiحياءً          كـأمّك تـنجبي جـيلاً iiرزيـنا
خـذيها قدوةً ننهض iiجميعاً          وتـبق ديـارنا حصناً iiحصينا
ولا يشغلك قشر عن لباب          ولا=تضلّك (صوفياهم ولينا)
  هذا ما أوردت ذكره ، راجيةً الترابط الوثيق بين الجامعة والحوزة ، ورفع ما لايرام ، والعمل بما يرام ، وذلك بوضع يد الجامعي المؤمن بيد أخيه الحوزوي ، لضرب أفواه الاستعمار الذي باتت عينه شابحة على شباب الإسلام وحفره مهيّئة لأبناء الجيل ، ويريد لحظة قبل لحظة اصطيادهم بأشباكه المسمومة ، فلنتحّد ونضرب أفواهه بقدرة اسلامية جعفريّة ، ولمثل هذا فليعمل العاملون ، والحمدالله ربّ العالمين .

  مصادر البحث
(1) آدب الطف : للسيد جواد شبّر ، دار المرتضى ، بيروت .
(2) أعلام النساء : لعمر رضا كحالة ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(3) أعيان الشيعة : للسيد محسن الأمين ، ت 1371 هـ ، دارالتعارف للمطبوعات ، بيروت .
(4) أعيان النساء : للشيخ محمد رضا الحكيمي ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت .
(5) أمل الآمل : للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ، ت 1104 هـ ، مطبعة الآداب ،
النجف الأشرف .
(6) تكملة أمل الآمل : للسيد حسن الصور ، ت 1354 هـ ، المكتبة المرعشية ، قم المقدسة .
(7) حياة الشهيد الأول : للشيخ محمد رضا شمس الدين ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف .
(8) الذرية : للشيخ آغا بزرك الطهراني ، ت 1389 هـ ، دار الأضواء بيروت .
(9) روضات الجنات : للميرزا محمد باقر الخوانساري الاصفهاني ، ت 1312 هـ المطبعة الحيدرية طهران .
(10) رياحين الشرعية : للشيخ ذبيح الله المحلاتي ، دار الكتب الإسلامية ، طهران .
(11) رياض العلماء : للميرزا عبدالله أفندي الاصفهاني ت 1130 هـ المكتبة المرعشية ، قم .
(12) شعراء الغري : لعلي الخاقاني ، المكتبة المرعشية ، قم المقدسة .
(13) الكنى والألقاب : للشيخ عباس القمى ، ت 1359 هـ ، انتشارات بيدار ، قم .
(14) مرأة الأحوال جهان نما سفرنامة : لاهو بن محمد على البهبهاني ، ت 1243 هـ ، تحقيق مؤسسة العلاّمة المجدد البهبهاني 1415 هـ .
(15) مستدرك وسائل الشيعة : للميرزا حسين النوري الطبرسي ، ت 1320 هـ ، مؤسسة آل البيت ، قم المقدسة .
(16) النفحات الرحمانية في الواردات القلبية : للعلوية الأصفهانية بانو أمين ، ت 1403 هـ ، أصفهان .

  الهوامـش
(1) الزمر : 9
(2) البلد : 10 .
(3) آل عمران : 7 .
(4) النحل : 16 .
(5) التوبة : 105 .
(6) مرأة الأحوال جهان نما سفر نامه ، تأليف اقا أحمد بن محمّد علي البهبهاني المتوفى سنة 1243 هـ ، تحقيق مؤسسة العلاّمة المجدد الوحيد البهبهاني 1 : 103 . (7) أعيان الشيعة 2 : 95 و 3 : 607 ، روضات الجنات 2 : 118 ، رياحين الشريعة 3 : 229 ، رياض العلماء 5 : 407 ، الكنى والألقاب 2 : 62 و 97 .
(8) آمل الآمل 1 : 193 .
(9) رياض العلماء 5 : 404 ، الكنى والألقاب 2 : 343 ، أعيان الشيعة 3 : 483 ، رياحين الشيعة 3 : 415 ، معجم رجال الحديث 3 : 179 .
(10) أعلام النساء 3 : 332 ، أعيان النساء : 335 .
(11) أعلام النساء 4 : 129 .
(12) أعيان الشيعة 3 : 607 ، رياحين الشريعته 4 : 225 .
(13) أعلام النساء 2 : 223 ، أعيان النساء : 296 .
(14) أيمان الشيعة 3 : 607 و 4 : 225 ، تكملة أمل الآمل : 447 ، رياحين الشريعة 4 : 225 ، أعلام النساء 3 : 332 .
(15) أدب الطق 9 : 9 . (16) رياض العلماء 5 : 404 ، مستدرك وسائل الشيعة 3 : 438 ، أمل الآمل 1 : 193 ، أعيان الشيعة 3 : 476 و 7 : 184 و 8 : 388 ، تكملة أمل الآمل : 447 ، حياة الامام الشهيد الأول 8 : ، الكنى الألقاب 2 : 343 ، معجم رجال الحديث 23 : 196 ، أعلام النساء 4 : 139
. (17) رياض العلماء 5 : 406 ، أعيان الشيعة 8 : 391 ، رياحين الشريعة 5 : 23 .
(18) أعيان الشيعة 9 : 427 ، أمل الآمل : 15 ، تكملة أمل الآمل : 379 ، شعراء الغري 1 : 84 .
(19) الذريعة 11 : 54 رقم 335 ، 24 : 248 رقم 1284، و1 : 175 رقم 4488 ، و 12 : 285 رقم 1913 ، مقدمة النفحات الرحمانية .