مـؤمنـــة

  الأطفال والقدوة
  التعامل مع الأشياء المحيطة بنا متفاوت الحساسية فربما تصل الحساسية والاهتمام إلى حد كبير وربما لا يكون هناك أدنى تفرع منها ومن الأشياء الجديرة بالاهتمام والمراعاة التعامل مع الأطفال فهو بالغ الحساسية وخطير إلى الحد الذي يسبب نوعاً من الأزمات النفسية والثقافية لدى البعض منهم فعلى سبيل المثال تساؤلات الأطفال الكثيرة والتي يشعر مستمعها أنها لن تنتهي يوماً وبعضها لا يعدو أن يكون نوعاً من الفضول الزائد الناتج عن إعطاء الطفل الفرصة للحديث بحرية دون أدنى قيود ولكنها على العكس من ذلك فهي ذات مغزى كبير ويجب الاعتناء بها وإعطاءها أهمية كبرى والرد على كل سؤال دون قيود فيجب أن يكون لدى الأب أو المربي جواب لكل سؤال أياً كان مستواه وأيا توسع خيال الطفل إلى مدى لا يتصوره المربي .
  ذلك الحوار مع الأطفال والحديث معهم يجب أن يعطى اهتماماً خاصاً واستماعهم لحديث الكبار يجب أن لا يهمل فهناك حديث يجب أن ينصت إليه الطفل وإن كان لا يعنيه فقد يتعلم منه الكثير وهناك حديث قد يضر بالطفل إلى الحد الذي يجعل من الطفل يبني فكرة صغيرة تكبر معه وتؤثر على سلوكياته ومن أبسط الأمثلة على ذلك أن هناك بعض العائلات تشتكي من تصرفات وألفاظ أطفالها عند سن معينة كالسب والشتم والاستهزاء وغيرها وأخطر منها الأنانية والكراهية لمن حوله وهذه السلوكيات غالبا ما يأخذها الطفل مما يستمع إليه أو يتلقى منه فيستمع الطفل إلى الأخ الأكبر وهو يشتم ويسب من حوله ويرقب الطفل ما يحدثه الشجار الطويل بين الأشقاء أو الأعمام وربما بين الأم والأب يرقب ذلك كله ويبني منه فكرة صغيرة تتلاءم مع تفكير الطفل وسنه ولكنها مع مرور الوقت تكبر كما يكبر لتصبح سلوكاً غالباً للطفل ، إن التعامل مع الأطفال أمر بالغ الحساسية وجدير بالاهتمام والمراعاة من كل أفراد الأسرة وخاصة الأم والأب.