|
مريض السكر والصوم
|
|
يستقبل مريض السكري شهر رمضان بطبيعة أخرى غير التي كان عليها قبل رمضان ، فقبل رمضان كان يسير وفق برنامج غذائي معين ، ووصفة علاجية معينة تؤخذ في أوقات محددة وبجرعات محددة ، ومع دخول هذا الشهر تطرأ على المريض بعض التغيرات مثل تغير عدد الوجبات ، والامتناع عن الطعام فترة طويلة ، ويتغير عليه النشاط اليومي الذي كان يمارسه قبل رمضان ، فعلى المريض بالسكر أن يراعي هذه التغيرات التي ستطرأ عليه بحلول هذا الشهر الكريم .
ومن خلال الأسطر التالية نضع بين يدي المريض بالسكر بعض الإرشادات النافعة التي توفر له صياماً آمنا بإذن الله تعالى :
هناك نوعان من مرض السكر :
1 ـ نوع يعتمد فيه على العلاج ( بحقن الأنسولين ) وهؤلاء على قسمين اثنين :
قسم منهم يسمح لهم بالصيام وقسم لا يسمح لهم بالصيام ، فالذي يسمح له بالصيام هو من يستخدم جرعة واحدة من الأنسولين فقط ، وهذا يحتاج إلى تناول الغذاء بعد الأنسولين بنصف ساعة ، وعليه أن يتنبه إلى وقت أخذ الحقنة فقبل رمضان كان يأخذها في الصباح ، أما في رمضان فإنه يأخذ الحقنه قبل الإفطار مباشرة ، ويجب عليه في هذه الحالة أن يقوم بزيارة طبيبه المعالج عدة مرات خلال الأيام الأولى من الصيام لتحديد كمية الأنسولين المثالية التي تتلاءم مع مرضه وطعامه وعمله .
وينصح هؤلاء بقياس نسبة السكر في الدم ، فإن معرفة نسبة السكر في الدم بشكل منتظم يساعد على تفادي حدوث حالات هبوط سكر الدم المفاجئ .
وأما القسم الآخر الذي لا يسمح لهم بالصوم وهم الذين يحتاجون إلى أخذ جرعتين من حقن الأنسولين فأكثر ، بالإضافة إلى إصابتهم بأمراض أخرى مثل القلب ، ففي هذه الحالة يجب عليهم استشارة الطبيب المختص ، لمعرفة قدرتهم على الصوم .
2 ـ أما النوع الثاني الذي لا يعتمد على حقن الأنسولين :
فهؤلاء أخف ضررا من النوع الأول حيث يستخدمون أقراصاً منشطة للبنكرياس ، والتي بدورها تؤدي إلى إفراز كميات من الأنسولين تكفي حاجته ، وتجعله يمارس نشاطه اليومي في نهار رمضان بحيوية .
ولذا فإن من المفيد لهم الصوم شريطة ألا تكون حالتهم تستدعي تعاطي الأقراص المعالجة للسكر باستمرار على مدى اليوم .
وينصح هؤلاء ( أصحاب النوع الثاني ) بتناول قرص مع الإفطار وقرص آخر مع السحور ، وهناك بعض الحالات الخفيفة يمكنها أخذ قرص واحد يوميًّا مع وجبة الإفطار .
وهناك حالات لم نتعرض لذكرها كالمصابون بالسكر وأعمارهم أقل من عشرين سنة ، أو الحوامل المصابون بالسكر ، أو من يحمل مرض السكر مصحوبا بمضاعفات تؤثر على القلب والكلى ، فعلى هؤلاء مراجعة الطبيب المختص .
ونختم بذكر بعض الوصايا للمريض بالسكر :
ـ على مريض السكري قبيل دخول الشهر الكريم أن يستشير طبيبا مختصا في ذلك لتشخيص حالته ، وتنظيم علاج السكر بما يتناسب مع مواعيد تناول الطعام خلال هذا الشهر .
ـ من الوصايا الهامة للمريض بالسكر أن يتجنب إجهاد نفسه في فترات الصيام ، وخاصة قبل الإفطار بساعة أو ساعتين ، لأن في هذه الفترة يحتمل أن ينخفض مستوى السكر لديه .
ـ ومن الأفضل في حق المريض بالسكري تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر ، حفاظاً على صحته .
ـ كذلك على المريض بالسكر أن يحتسب الأجر عند الله، ويصبر على ما ابتلاه الله به ، فهذا أمر قدره الله عليه ، فلا يتضجر ولا يعترض على قضاء الله وقدره .
|
|
|
|
|
|