بحوث رمضانية

التحولات المفيدة في جسم الانسان بفعل الصيام

  لقد أمرنا الله تعالى بالصوم منذ طلوع الفجر حتى غروب الشمس .
  لمدة شهر واحد من كل عام والصوم هو أحد أركان الإسلام الخمسة .
  لكن الله الرحيم العليم بعباده أعفى المريض من الصيام فقال في كتابه العزيز ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) .
  لكن لفظة مريض قد تبدو فضفاضة للبعض فالمرض يتراوح بين صداع بسيط و سرطان منتشر في جميع أجزاء الجسم في مريض ، يحتضر .
  بالطبع عفا الله عباده من الصيام في أمراض معينة كما أن هناك أمراضاً أخرى يكون الصوم فيها بمثابة علإج .
  وهناك تحولات وتفاعلات كيماوية تحدث في جسم الانسان أثناء الصوم وفيما يلي التغيرات المهمة منها :
  1 ـ الايض ( التمثيل الغذائي ) .
  2 ـ التحول الغذاثي للمواد النشوية والسكرية : لكي يحصل الجسم على التوازن الداخلي فإنه يجب أن يحتفظ بنسسبة السكر في الدم أعلى من 80 مليغراما في المائة وأثناء الصوم وبعد أن تتم عملية امتصاص المادة الكربوهيدراتية من الجهاز الهضمي واستفادها في عملية التحول الغذائي فإن نسبة السكر في الدم يحتفظ بها عن طريق عملية تحلل الجليكوجين أي أن الجليكوجين المختزن في الكبد يتحول إلى جلكوز بالطريقة الآتية :
  جليكوجين ــ فوسفا تيز 6 جلوتو ز ـ جلوكوز .
  ومن الضروري أن يحتفظ بنسبة السكر في الدم أعلى من 80 مليغراما في المئة وإلا ظهرت اعراض انخفاض السكر في الدم إن عضواً مثل المخ لا يتم فيه أي عملية تحولى غذائي ولكنه يستخدم السكر ( جلوكوز ) فقط للحصول على الطاقة المطلوبة لأداء وظيفته ومن ثم فإن أي انخفاض في نسبة جلوكوز الدم سيؤثر على وظيفة المخ .
  إن عملية انتقال الجليكوجين ، وتحلله في الكبد تبدأ بإفراز هرمونات معنية مثل ـ الأدرنالين والكورتيكوستيرويد ويمر الجلوكوز الناتج من هذه العملية إلى الدم للاحتفاظ بنسبة في الدم أعلى من 80 مليغراما في المئة .
  ويوجد الجليكوجين أيضاً في الفضلات وهذا الجليكوجين يحول غذائياً في الأفراد الصائمين ذوي النشاط العضلي .
  ولا يمكن الحصول على جلوكوز من عملية تكسر الجليكوجين في العضلات وذلك لعدم توافر انزيم فوسفاتيز 6 جلوكوز وعلى أي حال فإنه يمكن تولد الطاقة اللازمة من عملية التمثيل الغذائي للجليكوجين في العضلات وفي حالة المجهودات العضلية الشديدة تحدث عملية تحلل الجليكوجين في عدم وجود الهواء وينتج عنها حامض اللاكتيك الذي يمر إلى الدم ويتحول بدوره إلى جلوكوز وجليكوجين ، بواسطة الكبد .
  وفي الشخص الذي يزن 70 كيلوغراما يختزن الكبد 100 غرام من الجليكوجين والذي يمكن أن يمد أنسجة الجسم بما تحتاجه من جلوكوز لمدة 6 ساعات وكمية الجلوكوز في الدم هي 8 غرامات فقط .
  وبعد أن تستنفد كل مخازن الجليكوحي تبدأ علمية الجليكوجنيسيز لانتاج جلوكوز من مصادر غير المواد الكربوهيدراتية وخاصة من الأحماض الأمينية .
  وأثناء الصيام عندما تنضب مخازن الجليكوجين في العضلات فإن الأخيرة تبدأ في استخدام الدهون كمصدر للطاقة وخاصة في الأشخاص الصائمين ذوي المجهود العضلي الكبير كذلك تبدأ عملية الجليكوجينيسيز للحصول على جلوكوز من مصادر جديدة .

التحليل الغذائي للدهون :
  تستخدم الدهون من المصادر الغذائية ومن مخازن في الجسم وتحلل مائياً إلى جليسيرول وسلسلة طويلة من الأحماض الدهنية ويتم ذلك في الكبد ويتحول الجليسرول إلى جلوكوز أما الأحماض الدهنية فتتحول إلى:
  كو انزيم أ ـ و ثاني أكسيد الكربون و ماء بالإضافة إلى بعض الأجسام الكينونية والتي يمكن تحويله ، واستخدامها في أنسجة معينة من الجسم وقد يشكل زيادة نسبة الكينون خطورة وخاصة في بعض الأمراض التي يحدث فيها ارتفاع في نسبة الأحماض مثل مرض البول السكري غير المنضبط وحالات عدم قدرة الكلى على القيام بوظائفها .
  و التغييرات التي تحدث في عملية التحويل الغذائي أثناء الصيام تشمل تحرج الجليكوجين من أماكن تخزينه في الكبد وتحول الجليكوجين الموجود في العضلات وأكسدة المواد الدهنية للحصول على الطاقة اللازمة مع ارتفاع في نسبة الكينون وكذلك عملية إنتاج جلوكوز من الأحماض الأمينية والتى تعد مضادة لعملية تكون الكينون أو تكون مصدراً للحصول على الجلكوز .
  وفي الأشخاص غيرالصائمين .
  تحدث هذه التغييرات بمعدل بطيء جداً أما أثناء الصوم فإنه من المحتم أن ، تزيد كمية المواد الداخلة في هذه التفاعلات ويستفاد من هذا ترهيف وزيادة حساسية تفاعلات الجسم لمواجهة أي ضغط أو إجهاد إنها عملية تنقية وزيادة حساسية تفاعلات الجسم لمواجهة أي ضغط أو إجهاد. إنها عملية تنقية للتحويل الغذائي .

تغيرات الجهاز الهضمي
  أثناء الصوم يحدث في حركة الأمعاء هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى تقل العصارة المعدية وعصارة الأمعاء وإفرازات البنكرياس و نتيجته لبطء حركة الأمعاء ستطول فترة راحتها ولأن الراحة ضرورة فسيولوجية فإن راحة الجهاز الهضمي ستعود بالنفع على الجسم .
  أما قلة إفرازات الجهاز الهضمي فتحدث لسببين :
  ـ أن المرحلة العقلية لإفرازات الغدد اللعابية والمعدية قد تكون غيرمحسوسة إذا ما صام الفرد بعزيمة روحية حقيقية ولم يفكر في الطعام .
  ـ أما المرحلة الأخرى ، من الإفرازات فإنها تعتمد على وجود الطعام في الجهاز الهضمي .
  ولعدم وجود الطعام أثناءه ستقل الافرازات .
  ونقص إفرازات الجهاز الهضمي سيسمح للغدد المفرزة أن تحصل على فترة راحة أطول كل يوم .

التغيرات في القلب
  إن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب الى الجسم تذهب إلي الجهاز الهضمي أثناء علمية الهضم وفي أثناء الصوم إذ إنه لا توجد عملية هضم فإن هناك انخفاضاً كبيراً في كمية الدم التي يدفع بها القلب إلي الجهاز الهضمي وهذا يعني عملاً أقل للقلب وبالتالي قدراً من الراحة .
  وفي الصيام والراحة فائدة عظيمة لمرضى القلب وسيلاحظ مرضى الذبحة الصدرية أنه أثناء الصوم ستقل عدد المرات التي يعانون فيها آلام الصدر وذلك نتيجة لانخفاض كمية الدم الذي يدفعه القلب بنسبة 1 % إن المرضى الذين في حاجة لدخول المستشفى أو يحتاجون علاجاً عن طريق الفم أو الحقن أثناء النهار يجب عليهم ألا يصوموا .
  وفي عملية التحويل الغذائي فإن عملية تكون الكيتون قد تشكل خطراً في بعض الحالات المرضية ولهذا فإنه من التدبر ألا ينصح بالصيام في مثل هذه الحالات خشية أن يلحق بالمريض ضرر إذا ما صام .
  ومثل ذلك مرضى السكر الذين يعانون من زيادة مادة الكيتون في الدم أو الذين يعالجون بعقار البيجوانيد وذلك لوجود خطورة تكون حامض اللاكتيك كذلك في حالات مرضى الكلى لا ينصح بالصيام لنفس الأسباب بالإضافة إلى أنه في هذه الحالات المرضية السابق ذكرهاب يجب تناول كميات كبيرة من السوائل لضمان إدرار كميات معقولة من البول ولما كان أثناء الصوم يقل تناول السائل فإن عدم مقدرة الكلى على القيام بوظائفها تزيد .
  وفي الحالات الأخرى التي يكون المطلوب فيها الاكثار من تناول السوائل فإنه لا يجب الصوم مثل حالات حصاوى الكلى والالتهاب الصديدي ومرض البول غير السكري .
  ومن الناحية الإيجابية يجد الأشخاص المصابون بالسمنة في الصيام خطوة مساعدة لإنقاص وزنهم ما داموا لا يفرطون في تناول الطعام أثناء الإفطار والسحور .
  كما أن الصوم يكسبهم عادة الإقلال من الطعام حتى في غير أوقات الصيام .
  وقد يجد مرضى السكر المعالجون بالأنسولين صعوبة في الصيام نتيجة لوجود خطورة انخفاض نسبة السكر في الدم ولكن جرعتين من الانسولين قبل الإفطار وقبل السحور قد تكونان كافيتين لتنظيم نسبة السكر .
  أما مرضى البول السكري المعالجون بالعقاقير الخافضة للسكر والتي تتناول عن طريق الفم فيمكنهم الصيام طالما تجنبوا عقار البيجوانيد .

امراض الجهاز الهضمي
  أما عند أمراض الجهاز الهضيي فإن التهاب المعدة هو أحد الأمراض التي تساعد بنجاح فائق عن طريق الصوم طالما لايضيع المريض فائدة في العلاج عندما يفطر بتناول كميات كبيرة من الطعام أو تناول الأطعمة غير المسموح بها لهؤلاء المرضى بالذات .
  أما مرضى قرحة الاثنى عشر فقد يلحقهم ضرر إذا ما صاموا لأنهم يحتاجون لوجبات منظمة لتساعد القرح على الالتئام .
  أما مرضى الإسهال الحاد أو المزمن أو أي مرض يصحبه قيء فعليهم ألا يصوموا لوجود خطورة جفاف الجسم والتي دائماً ما تصحب هذه الأمراض إذا لم يهتم بإعطاء الكمية المطلوبة من السوائل .

basrahcity.net basrahcity@basrahcity.net