(علم الكلام)
احمد بن عبد الرضا البصري
 



  هو مُهذَّبُ الدّينِ، أحمدُ بنُ عبد الرِّضا البصريّ، اختُلف في اسمِ أبيه، فقِيلَ محمّد رضا، وقِيلَ عبد الرِّضا، أو عبد الرَّضي، البَصريُّ، وعندما يذكر المؤلِّف اسمه في مؤلّفاته فإنّه يقتصر عادةً على اسمِهِ، واسمِ أبيه، وشهرتِهِ بالمهذَّب، وعليه جرى من ترجم له. ولم يذكروا سنة ولادته بالتحديد، ولم ينوِّه بها المؤلِّف في مؤلّفاته على الرغم من كثرتها، وينفردُ غلام حسين قيصريّة (1) بذكر سنة ولادتِهِ عام 1020 هـ - 1611 م، نقلاً عن مستدركِ أعيان الشِّيعةِ (2) ، أمَّا مكانُ ولادتِهِ، فالمشهور أنّه مِن عُلماءِ البَصرةِ الأعلام في القَرن الحادي عشر الهجريّ السّابع عشر الميلاديّ، وهو رأي جُل مَن ترجمَ له من العُلماءُ حتى غدا كالإجماع في ذلك.
  ويُعدُّ مهذَّبُ الدّين البصريُّ من العُلماءِ كثيري التأليفِ والتّدريسِ، فهو فقيهٌ أصوليٌّ، ومحدِّثٌ رجاليٌّ، ضليعٌ في علمِ الكلام، مُتقنٌ لعلْمَي المعاني والبَديع، وعالمٌ بالفَلك والرّياضياتِ، والطبِّ، وعلم النّفسِ، وتجويدِ القُرآن، وفنِّ الخطِّ، وقد ألّف في جلّها ما بين رسالةٍ مختصرةٍ، أو إجابةٍ عن أسئلةٍ، أو تلبيةِ التماسِ أحدِ الأهالي في البلاد التي يحلُّ بها، إذْ كان كثير التنقَّلَ في البلاد الإسلاميَّة، وبالأخصِّ خُراسان، وكابُل، وقندَهار، وحيدر آباد، ودلهي، وغيرها.
  وقد امتاز مهذَّبُ الدِّين بقوّة الذاكرة، وكثرةِ المطالعةِ ، لذا كانَ يُعدُّ في الحُفّاظ، فقدْ ذكرَ في بعضِ كتبِهِ أنَّه يحفظُ اثني عشرَ ألفَ حديثٍ مِن دون أسانيدها، وألفاً ومائتي حديثٍ بأسانيدها.
  وعلى الرُّغم من كثرة مؤلّفاته إلا أنّ جميعها مخطوط ما عدا كتابٍ فائق المقال في الحديث والرجال، والمقنعة الأنيسة والمغنية النفيسة.
  وما تزال هذه المؤلَّفاتُ في خزانات المخطوطاتِ المختلفة.
  ومن تلك المؤلّفات التي ذكرها من ترجم له كالتبريزيّ، ومحسن الأمين، وآغا بزرك الطهرانيّ، وعمر رضا كحّالة، والزركلي، ما يأتي :
  (آدابُ المناظرة)، (أخلاقُ مهذَّب الدّين( ، (الاعتقاديّةُ(، (تجويدُ القرآنِ)، (تُحفَةُ ذَخائرِ كنوزِ الأخيار في بيانِ ما يحتاجُ إليهِ مِن أخبار)، (التُّحفَةُ الصَّفويّة في الأنباء النَبويَّة (، (التُّحفَةُ العزيزةُ ((التُّحفَةُ العلويّةُ في الأحاديثِ النبويّة(، (جوابُ المسائلِ الشائعةِ( ، (خلاصةُ الزُّبدة في المعاني والبَيان والبديع)، (خَلْقُ الكافرِ) ،(الرّسائلُ الكثيرةِ)، (رسالةٌ في القيافة)، (رسمُ الخطِّ)، (الزّبدةُ في المعاني والبيان والبديع(،(العبرةُ الشّافيةُ والفكرةُ الوافيةُ)، (العبرةُ العامّةُ والفكرةُ التامّةُ ) ،(عمدةُ الاعتماد في كيفيّة الاجتهاد)، (غوثُ العالِم في حدوث العالَم وردُّ أدلّةِ القائلين بالقِدَم )،(الفلكيّةُ في الهيأة)، (كتابُ الحِساب)، (كتابُ حِساب العقود) ،(كتابُ الحسد) ، (كتابُ المناهج) ، (كلِّيّاتُ الطبّ)، (المفردةُ الطبِّيّة)، (المنهجُ القويمُ في تفضيلِ الصِّراط المستقيم)، (ريحانةُ روضةِ الآداب).

وفاتـُــهُ

  اختلفَ العُلماءُ ممَّن ترجَم له في تاريخ وفاتِهِ، وذلك اعتمادَاً على ما وصلَ إلى أيدِيهم، وبالرجوع إلى خاتمة مؤلّفاتِه، التي كان يكتبها بأسلوبٍ متميِّز، معتمداً نظام الجمّل، يظهر أنَّه كانَ حَيَّاً في شهرِ ربيعٍ الأوّل سنة 1090 هـ - 1679 م ، لأنّ فيها ختمَ آخرَ كتبِه (ريحانةُ رَوْضةِ الآدابِ)، على حين لم يصرِّح جمعٌ من العلماء بتاريخ وفاتِهِ، إذْ لم تثبُت عندَهم حقيقةُ ذلك.

الهوامش

  (1) مهذّب الدِّين، فائق المقال : ص 7 (مقدّمة التحقيق)، (تحقيق : غلام حسين قيصريّة) .
  (2) الأمين، حسن، مستدرك أعيان الشيعة : ج 6، ص 22.