عمارة بن عقيل الاستاذ بيان علي عبد الرحيم المظفر

  ابو عقيل عمارة بن عقيل بن جرير بن عطية بن الخطفي اليربوعي من اسرة عريقة في الشعر من بوتات الشعر في الاسلام كان هو وأبوه عطية والخطفي أجداده شعراء ؟ لم يكن في بداية حياته يسكن البصرة إنما كان يسكن البادية وهي تمتد بين اليمامة والبصرة فقد كان شاعرنا لسان قبيلته شأنه شأن جده جرير ومن ثم كثير في شعره هجاء القبائل العربية التي كانت على خصام مع قومه ومن هذه القبائل قبيلة نمير إذ كانوا اعداء عمارة وكذلك كان شأنه مع بني حنيفة وبني أسد وبني سعد اما بنو دارم فلقد كانت علاقته بهم حسنة بدليل مدائحه فيهم .
  لذا فلقد كان لشعره اثر فعال في القبائل فكثير ما اشعل نار الحرب بينهم فبقى عمارة في البادية الى ان شاع شعره فتركها الى الحضر ونزل البصرة وخالط أهلها وحضر مجالسها فكان النحويون في البصرة يأخذون عنه نتيجة لمخالطته البصريين وحضوره مجالسهم .
  ثم أخذ الشاعر يتردد على بغداد وسامراء ويمدح الخلفاء والوزراء أملاً في الكسب والغنى وقد اتصل بالمأمون والواثق والمتوكل ومدحهم وقد ذكر انه قارب السبعين من العمر ومن ثم نراه في زمن المتوكل شيخاً نضبت قريحته الشعرية مما حمله الى العودة الى القديم وتحويل بعض مدائحه القديمة الى مديح في المتوكل .
  لذا بما انه بقي الى ايام المتوكل فإن وفاته بعد عام 232 هجرية وهي السنة التي تولى بها المتوكل الخلافة ، ويحدد الزركلي وفاته بعام 239 هجرية ، اما عن علومه لاحظنا ان النحويين في البصرة كانوا يأخذون عنه فيظهر أن هؤلاء العلماء كانوا يأخذون عنه الشعر وما يتعلق به من مفردات لغوية كان عمارة اعلم به من غيره لسكناه البادية وكانوا يصححون بعض ما عرفوه من تفسير لبعض المفردات الوارد في شعر جده جرير .
  وقد كان يشارك العلماء فيما يدور في مجالسهم من مناقشات ويبدو انه لم يستوعب المسائل العلمية التي كان يسمعها ومنها مسائل علم العروض ، وأما شعره فقد وجدت مجموعة من شعره بعنوان ( من أشعار عمارة بن عقيل ) جمعتها ( فائزة فائق مظهر ) .
  فنظم عمارة في مختلف الموضوعات فقسم من شعره قبلي وقسم في المديح والهجاء وآخر في الغزل والموضوعات الاجتماعية وشعره في الغالب تقليدي يشبه شعر العصر الاموي وهو كثير الشبه بشعر جده جرير من حيث اللغة والاسلوب ومن المعرف ان أغلب النقاد في عصره يفضلون هذا النوع من الشعر على الشعر المحدث ولهذا يعتبره بعض النقاد خاتمة الشعراء فينقل صاحب الاغاني قول القائل : ( ختمت الفصاحة في شعر المحدثين بعمارة بن عقيل ويقول عنه ابن المعتز وكان أشعر اهل زمانه وكان ينحو منحى أبيه وجده وكان نقي الشعر جيد الوصف من أهل بيت الشعر ) .