الموقع الجغرافي واثره في تطور سكان مدينة البصرة
في القرن الاول الهجري

الاستاذ محســن ربيـــع

  المقدمة
  يعد الموقع الجغرافي من ابرز العوامل الجغرافية التي أكسبت مدينة البصرة أهمية عسكرية واقتصادية كبيرة في القرن الأول الهجري نظراً لما يتمتع به هذا الموقع من مميزات أهلته لان يكون مركز تجمع سكاني كبير من خلال ارتباطه المباشر بشبه الجزيرة العربية فمدينة البصرة تعد من أمهات المدن العربية الإسلامية والمدينة الكبرى في العراق التي مصرت في العصر الإسلامي واتخذت كمركزاً عسكرياً من اجل الفتوحات العربية في النصف الأول من القرن الأول الهجري وتحديداً في سنة ( 14هـ ) ولذلك كان الموقع الجغرافي من ابرز العوامل التي أخذت بنظر الاعتبار في تمصير المدينة وبمرور الزمن أصبحت مدينة البصرة وبفضل موقعها الجغرافي مركز جذب سكاني كبير .

هدف البحث
  يهدف البحث إلى دراسة الجذور التاريخية لسكان مدينة البصرة من خلال انعكاسات الموقع على تطور وظائفها العسكرية والاقتصادية والثقافية تلك الوظائف التي أسهمت وبشكل ملفت للنظر في توافد سكان المناطق المجاورة إليها من شبه الجزيرة العربية .

منهج البحث
  اتبع المنهج التحليلي في تحليل دور الموقع الجغرافي في استيطان سكان المناطق المجاورة بالإضافة إلى المنهج الوصفي بالاعتماد على الروايات التاريخية التي كانت لها صلة بموضوع البحث .
  اختيرت مدينة البصرة في موضع توفرت فيه العديد من الشروط التي وضعها عمر بن الخطاب كالماء والمرعى وعدم وجود فواصل طبيعية بين المدينة ومركز الخلافة وذلك في شرق مركز قضاء الزبير حاليا والذي يبعد عن مدينة البصرة حوالي ( 25 كم ) إلى الغرب منها وعن مركز قضاء الزبير حوالي ( 5 كم ) (1).
  أما موقع المدينة فأنة يحتل الجزء الجنوبي من العراق حيث يحده من جهة الشرق نهر دجلة العوراء ( شط العرب ) ومن الجنوب الغربي شبة الجزيرة العربية ويرتبط بالخليج العربي من جهة الجنوب ومنطقة البطائح من الشمال ( خارطة 1 ) .
  وقد لعب هذا الموقع دورا كبيرا في تطور سكان مدينة البصرة من خلال أثره في تحقيق الجوانب الآتية : ـ

(1) الجانب العسكري :
  لعب الموقع الجغرافي لمدينة البصرة دوراً كبيراً في تحقيق الوظيفة العسكرية التي نشأت من اجلها وقد أدى ذلك إلى تكوين سكان هذه المدينة وتزايد أعدادهم فيها ، فمن المعروف إن البصرة تعد أول مدينة نشأت خارج حدود شبه الجزيرة العربية لتكون معسكرا ً تنطلق منه الجيوش العربية نحو مسالح الفرس المتواجدة في منطقة الأبله والأجزاء الشرقية من العراق ، وعليه تم اختيار موقعها بالقرب من هذه المسالح وليكون حلقة وصل بينها وبين مركز الخلافة في المدينة المنورة ، الأمر الذي أدى إلى سهولة وصول المقاتلين إليها إذ أشارت المصادر التاريخية إلى إن عدد المقاتلين اللذين وصلوا إلى المدينة مع مؤسسها عتبة بن غزوان بعد تمصيرها سنة ( 14هـ ) حوالي ( 300 ) مقاتل (2) وذلك لغرض استطلاع المدينة قبل انطلاق الفتوحات العربية منها وانضم إليهم حوالي ( 200 ) مقاتل من الأعراب والبوادي في الطريق(3) وبذلك أصبح عددهم ( 500 ) مقاتل وبعد أن بدأت الفتوحات العربية في المدينة ظهرت الحاجة الماسة لزيادة عدد القوات في المدينة لذلك نزحت إليها القبائل العربية التي كانت تقطن البادية ويوضح ذلك البلاذري بقوله ( فاتاها عتبة وانضم إليه سويد بن قطبه ومن معه من بكر بن وائل وبني تميم )(4) لذلك وصل عدد مقاتلي المدينة إلى ( 800 ) مقاتل (5) والذين يمثلون سكان مدينة البصرة الأوائل وقد لعبوا دورا ً كبيرا ً في تحرير منطقة الأبلة من القوات الفارسية التي كانت مسيطرة عليها وذلك في سنة ( 14 هـ )(6) الأمر الذي أدى إلى تزايد عدد سكان مدينة البصرة بشكل ملفت للنظر وذلك نتيجة لكثرة الغنائم التي حصل عليها المقاتلون في منطقة الأبلة إذ وصل عدد سكانها إلى ( 12 ألف ) مقاتل (7) وبذلك تمكنت القوات العربية من قطع العلاقات بين الهند والقوات الفارسية بعد سيطرتهم على منطقة الأبله لإشرافها المباشر على الخليج العربي ، وهذا ما يوضحه قول الخليفة عمر بن الخطاب لعتبة بن غزوان ( إن الحيرة قد فتحت فات أنت ناحية البصرة واشغل من هناك أهل فارس والاهواز وميسان من إمداد إخوانهم )(8) .
  الأمر الذي مكن القوات العربية من إضعاف نفوذ القوات الفارسية ومن ثم توسيع نطاق المناطق المحررة وما ترتب عليه من كثرة الغنائم التي أدت إلى تزايد سكان مدينة البصرة إذ أشارت الروايات التاريخية إلى إن مقاتلي مدينة البصرة تمكنوا من تحرير كل من إقليم الاهواز سنة ( 20 هـ ) وقم وقاشان واصبهان سنة ( 23 هـ )(9) وذلك في ولاية أبي موسى الأشعري ، كما ساهم مقاتلي مدينة البصرة مع مقاتلي البحرين من فتح أجزاء واسعة من إقليم فارس وقد نتج عن هذه الفتوحات زيادة الموارد المالية لمدينة البصرة مما أدى إلى جذب أعداد كبيرة من السكان إليها إذ بلغ عدد سكان البصرة حوالي ( 27 ألف ) مقاتل منهم حوالي ( 10 الاف )(10) بعد فتح إقليم الأهواز سنة ( 20 هـ ) و ( 17 ألف )(11) بعد فتح إقليم اصبهان سنة ( 23 هـ ) والذين مثلوا سكان المدينة أثناء فترة الفتوحات العربية الإسلامية وهذا يعطي مؤشرا واضحا على زيادة مقاتلة البصرة أثناء استمرار الفتوحات .

(2) الجانب الاقتصادي :
  برز دور العامل الاقتصادي في مدينة البصرة بعد استقرار الفتوحات العربية الإسلامية فيها والذي أدى إلى جذب أعداد كبيرة من السكان إليها وذلك بفضل موقعها الجغرافي الحيوي الذي يشرف على رأس الخليج العربي والذي جعلها تمثل حلقة وصل بين الشرق الأقصى ( الهند والصين ) وشرق أفريقيا من جهة والجزيرة العربية من جهة ثانية وهذا ما يؤكده قول ابن الفقيه ( فهي واسط الأرض وغوره البحر ومغيض الأقطار وقلب الدنيا ) (12) الأمر الذي أعطى المدينة أهمية اقتصادية كبيرة نتيجة لموقعها الذي امتاز بسيطرته على مدخل العراق من جهة الجنوب من الناحية التجارية ويوضح ذلك المقدسي بقوله ( مدينة بين فارس وديار العرب وحد العراق على بحر الصين )(13) وقد أطلق على مدينة البصرة بأرض الهند لأهمية الموقع التجاري لكونه يمثل نهاية الطريق البحري من الهند ويوضح تلك الأهمية اليعقوبي بقوله ( كانت مدينة الدنيا ومعدن تجارتها وأموالها )(14) ونتيجة لذلك فقد استقطبت المدينة أعداد كبيرة من السكان بسبب كثرة وارداتها الاقتصادية لذلك وصل عدد سكان البصرة إلى ( 30 ألف ) في خلافة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ( 35 ـ 40 هـ )(15) وفي ولاية زياد بن أبيه سنة ( 42 ـ 53 هـ ) وصل عدد السكان ( 70 ألف ) وعيالاتهم إلى ( 80 ألف ) ثم اخذ العدد بالازدياد حتى بلغ في ولاية عبيدالله بن زياد ( 53 ـ 46 هـ ) ( 80 ألف ) مقاتل أما عيالاتهم ( 140 ألف ) المدونين في سجل العطاء(16) وذلك بفضل التطور في شتى المجالات الاقتصادية كالزراعة والصناعة والتجارة .
  ففي مجال الزراعة كان للإصلاحات الزراعية فيها التي قامت بها الدولة خاصة الجهود الكبيرة التي بذلها عمر بن الخطاب دورا ً كبيرا ً في انتعاش الاقتصاد ومن ثم استقطاب الأيدي العاملة ومن هذه الإجراءات تسهيل عملية الزراعة على الفلاحين أو المزارعين في الأراضي التي حصل عليها العرب كذلك إرسال عثمان بن الأحنف الأنصاري من قبل الخليفة لمسح السواد ولمعرفة مقدار الأراضي الصالحة للزراعة وطلب من الفلاحين العناية بالتربة وحرثها وإصلاح الطرق والجسور(17) كما قام عتبة بن غزوان بفتح الأنهار وإيصال المياه إلى المقاطعات ، بالإضافة إلى معالجة مشكلة ملوحة التربة في بعض أراضي البصرة(18)إذ أشارت المصادر التاريخية إلى إن زياد بن أبيه جلب ( 300 ) من العبيد إلى المدينة(19) وذلك لكسح الأملاح من المناطق التي تنتشر فيها وبعد انجاز مشاريع الري في المدينة وإصلاح معظم الأراضي الزراعية فيها ارتفع عدد سكان البصرة بشكل ملحوظ إذ وصل إلى ( 200 ألف ) علما ً إن هذا العدد لا يشمل ممن لم يكن مسجلا ً في العطاء من العرب(20) ومن أهم صادرات المدينة من المنتجات الزراعية مثل تمور النخيل خاصة إلى الهند والصين وشرق أفريقيا بالإضافة إلى الفواكه مثل الخوخ وزراعة قصب السكر ومحصول القطن(21).
  أما الصناعة فقد كان لها دوراً كبيراً في جذب أعداد كبيرة من الأيدي العاملة إلى البصرة خاصة من غير العرب كالا ساوره ( * ) الذين جاءوا للمدينة بعد فتح الأهواز سنة ( 20 هـ ) وكان عددهم ( 2500 ) والسيابجة ( ** ) في ولاية عبد الله بن عامر ( 29 ـ 35 هـ ) وكان عددهم حوالي ( 400 ) والزط ( *** ) كما نقل عبيدالله بن زياد حوالي ( 2000 ) من البخارية(22) وأسكنهم المدينة .
  كما استقرت أعداد كبيرة من العبيد في البصرة والذين عملوا بالصناعة كصناعة المنسوجات والسيوف والدروع بسبب ترفع العرب عن العمل بالفلاحة والصناعة كما أشار الجاحظ إلى ذلك بقوله ( وكان العرب يترفعون عن التجارة والصناعة والفلاحة )(23). وقد اشتهرت المدينة في العديد من الصناعات والتي دخلت في قائمة الصادرات إلى المناطق المجاورة والعالم الخارجي ومن أهمها صناعة السفن التي تعد من ابرز الصناعات المحلية التي اعتمدت عليها البصرة وقد ظهرت هذه الصناعة في الابلة والكلاء(24)
  أما التجارة فقد ظهرت ملامحها بسبب ازدياد دخل المدينة وانتشار الرخاء الاقتصادي بعد ان تم فتح إقليم فارس وسجستان وكرمان وخراسان مما كان لها الدور الكبير في هجرة السكان لمدينة البصرة التي تعد أكثر ساجا وعاجا وديباجا وأكثر عدا ونقدا والمقصود بالساج الذي يجلب من الهند ويستعمل في البناء والعاج الذي يجلب من الهند وشرق أفريقيا وأما الديباج فمن إقليم الاحواز(25) .
  وقد أشارت المصادر التاريخية إلى إن عمر بن الخطاب سأل احد المبعوثين عن حال الناس في البصرة فقال ( أن المسلمين يهيلون بها الذهب والفضة هيلا فرغب الناس في الخروج إليها حتى كثروا بها وقوى أمرهم فخرج بهم عتبة إلى فرات البصرة )(26) ونتيجة لذلك فقد وصل سكان المدينة إلى ( 60 ألف ) في النصف الأول من القرن الأول الهجري(27) وبذلك توسعت الأسواق في البصرة بشكل كبير وانتعشت اقتصاديا كان أهمها السوق الكبير وسوق الكلاء والمسجد الجامع والمربد والتي كانت اهم المراكز التجارية في المدينة حيث إنها تمثل نقطة التقاء السكان الذين يقطنون المدينة مع الذين يفدون إليها من الخارج خاصة من الأعراب لتصريف بضائعهم (28) وقد كان لبناء الابلة دورا في الجانب التجاري فكانت الابلة عند الفتح الإسلامي للعراق مرقى السفن من عمان والبحرين والهند والصين(29) وكذلك فهي مرفأ البصرة ومركز تجارتها البحرية وكان نهر الابلة مرصوفا بالسفن بصورة مستمرة وقد صرفت مبالغ كبيرة لإنشاء أدراج صخرية على ضفاف النهر ليمكن النزول إلى مستوى النهر الواطئ وقت الجزر تسهيلا لشحن السفن بالبضائع أو لتفريغها (30) ومن أهم المواد التجارية التي كانت تصدر عن طريق ميناء الابلة هي الجياد العربية والنبيذ العراقي والمنتوجات الزراعية والحيوانية كالسمن والصوف وغيرها من المواد الأخرى(31) .

(3) الجانب الثقافي :
  لعب الموقع الجغرافي دورً كبيرً في تطور الحياة الثقافية في مدينة البصرة فوقوعها على رأس الخليج العربي الذي يعد الإطلالة الوحيدة لها على العالم قد مهد الطريق للكثير من الجنسيات المختلفة للوفود إليها لطلب العلم والمعرفة خاصة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار تطور تجارة المدينة ووصولها إلى أماكن بعيدة ومن ثم اتصالها بثقافات مختلفة خاصة الثقافة الهندية والصينية وشرق أفريقيا منذ القرن الأول الهجري الأمر الذي أدى إلى اختلاط سكان مدينة البصرة بهذه الثقافات إذ استقر عدد كبير من علمائها ومفكريها ، كما إن شهرة التاجر البصري التي ملأت الآفاق الذي اخذ يجوب البلدان متنقلا في ثناياها
  قد زاد من معرفته بالثقافات الأخرى الأمر الذي نتج عنه تطور الجانب الثقافي في المدينة والذي تمثل بظهور المراكز الثقافية كالمساجد والأسواق مثل سوق المربد الذي يقع غرب المدينة بالقرب من شبه الجزيرة العربية ( خارطة 2 ) إذ استفاد أهالي هذا السوق كثيراً من أهل البادية الذين حافظوا على سلامة اللغة العربية حيث أصبح يمثل ملتقى أعراب البادية بعلماء البصرة وصار عكاظ العرب في العصر الإسلامي حيث انتظمت فيه حلقات الشعر والنثر ينشدون فيه أشعار المديح والهجاء والغزل(32) وعليه أصبح هذا السوق من المراكز الثقافية المهمة في المدينة إذ استقطب أعداد كبيرة من علماء اللغة والنحو والذين استقروا فيه فيما بعد وقد تأسست فيه المكتبات العامة(33) لذلك قال عنه الهمذاني ( العراق عين الدنيا والبصرة عين العراق والمربد عين البصرة )(34) ولم يكن مصادفة أن يسمى المربد عين البصرة فقد كان مسرحا للأدب والشعر واللغة ومجمع للنحاة والفصحاء والبلغاء(35) يضاف إلى ذلك فان المسجد الجامع الذي يقع في مركز مدينة البصرة ( خارطة 2 ) كانت له أهمية دينية كبيرة حيث كان يمثل المكان الذي يجتمع فيه المصلون يوم الجمعة من كل حدب وصوب فقد عمل على جذب أعداد كبيرة من سكان شبه الجزيرة العربية وذلك لتحول وظيفته الدينية إلى مركز سياسي وثقافي مرموق تذاع فيه الأخبار وتلقى فيه الخطب السياسية وتحل فيه المنازعات والمشاكل العامة والخاصة وعليه فقد أصبح يمثل جامعة ثقافية كبيرة لنشر العلم والمعرفة وفيه كان الشعراء والأدباء يجتمعون ليتدارسوا أحوالهم الاجتماعية وكان لكثرة ما في المدينة من فقهاء ومحدثين وشعراء فقد قال عنها المقدسي ( وفي البصرة صالحون وزهاد وورعون ) (36) إذ كان لهم دوراً كبيراً في تطوير الحياة الثقافية في البصرة وما نتج عن ذلك من استقطاب الطبقات المثقفة إليها إذ أشارت الروايات التاريخية إلى إن النحو العربي ظهر على يد أبي الأسود الدوؤلي الذي كان من فقهاء البصرة حيث وضع القواعد الأساسية للنحو(37) في منتصف القرن الأول الهجري وأسس مدرسة كبيرة في وسط مدينة البصرة استقطبت إليها الكثير من الراغبين في تعلم اللغة العربية خاصة الوافدين إليها من الخارج كالهنود والصينين وزنوج إفريقيا الذين دخلوا الإسلام واستقروا في مدينة البصرة بالإضافة إلى أبي الحسن الأشعري مؤسس مدرسة الاشاعرة وكان أحرار الفكر يعقدون اجتماعاتهم في تلك المدينة(38) كما إن لوالي البصرة أبو موسى الأشعري الدور الكبير في مجال الفكر ورفد الحركة الثقافية فيها إذ أرسله الخليفة الثاني لإقامة حلقة قرآنية فيها إذ لم يدخل فيها إلاّ القراء الذين كان عددهم حوالي ( 300 ) قارئ (39) والذين اصحبوا فيما بعد من سكان مدينة البصرة .
  الجدير بالذكر إن أهمية البصرة الثقافية والفكرية تفوق ما وصلت إليه بقية الأمصار إذ أن نشوء المراكز الثقافية والفكرية يدل على نزعة نحو الاستقرار(40) وقد استضافت الكثير من المناطق المجاورة من مدينة البصرة لما تمتعت به من ازدهار ثقافي وتطور في كافة فروع العلم والمعرفة خاصة المناطق الواقعة على سواحل الخليج العربي ومنطقة عربستان(41) .

التوزيع الجغرافي لسكان مدينة البصرة
  اعتمد التوزيع الجغرافي لسكان مدينة البصرة على النظام القبلي حيث إن كل قبيلة كان لها خططاً خاصة بها كانت تسمى بأسمها وذلك لمعرفة أعداد المقاتلين في المدينة بسبب الطابع العسكري الذي كان سائداً فيها بالإضافة إلى سهولة توزيع العطاء على المقاتلين ، يذكر إن التوزيع الجغرافي لسكان مدينة البصرة ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتخطيطها الذي لم يكن ثابتا في بادئ الأمر لكونها كانت تمثل معسكراً متنقلاً لذلك فمن الصعوبة تحديد الملامح العمرانية لها خاصة فيما يتعلق بشوارعها وأسواقها ومنازل المقاتلين فيها (42) التي كانت مبنية من القصب حيث كان المقاتلون إذا أرادوا الخروج للقتال نزعوا القصب وحزّموه حتى إذا رجعوا أعادوا بناءه (43) مرة أخرى الأمر الذي يدل على عدم توزيع القبائل في خطط خاصة بهم في زمن عتبة بن غزوان وبسبب تعرض المدينة إلى الحرائق نتيجة لبنائها من القصب بدأ التفكير الجاد في إعادة بناءها مجدداً إذ استخدمت مادة اللبن في البناء الذي أدى إلى استقرار القبائل فيها وقد أشارت المصادر التاريخية إلى إن أبي موسى الأشعري بعث بكتاب إلى الخليفة عمر بن الخطاب يخبره بحريق المدينة ويستأذنه ببنائها بمادة اللبن وقد كتب إليه قائلاً ( افعلوا ولا يزيد أحدكم على ثلاث أبيات ولا تطاولوا في البناء )(44) ونتيجة لفتح العديد من مناطق مدينة البصرة والقضاء على الخطر الفارسي في العراق (45) تخطيط المدينة في سنة ( 17هـ ) ويبدوا ذلك واضحاً في قول أبو وائل ( اختط الناس البصرة سنة 17 هـ ) (46) كما إن الخليفة عمر بن الخطاب بعث رسالة إلى أبو موسى الأشعري يأمره بتوزيع القبائل بقوله ( اصرف الخطط لمن هناك من العرب واجعل كل قبيلة في محلة وأمر الناس بالبناء وابني لهم مسجداً جامعاً )(47) حيث خططت منازل القبائل التي استقرت في مدينة البصرة وقسمت إلى خمسة أقسام إدارية تدعى الأخماس وزعت على السكان حسب انتماءاتهم القبلية كما يتضح من الخارطة (3) وعلى هذا الأساس يمكن دراسة التوزيع الجغرافي للسكان .

(1) قبيلة بني تميم :
  تتوزع هذه القبيلة على أجزاء واسعة من مدينة البصرة بسبب أعدادها الكبيرة مقارنة مع القبائل العربية الأخرى في المدينة حيث يتضح من الخارطة (3) إن هذه القبيلة تسكن في المربد التي نزحت إليها من البادية القريبة منها كما سكنت في القسم الشرقي من منطقة الأبله بعد إن قامت مع القبائل الأخرى بتحريرها مع القائد عتبة بن غزوان .
  كما سكنت في مركز مدينة البصرة وحول نهر الأبله في منطقة اتصاله بنهر الفيض ولعل السبب في ذلك يعود إلى إن الاساورة سألوا عن القبيلة التي تكون اقرب نسبا ً إلى الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله وسلم ) فقيل لهم بني تميم فنزلوا عندها وحفروا نهر الاساوره الذي ينسب إليهم(48) الأمر الذي يدعوا إلى الاعتقاد بان هذه القبيلة استوطنت حول هذا النهر وقد ازداد عددها في مدينة البصرة بشكل كبير إذ أشار الطبري إلى هجرة طوائف بني العم(49) الذين كانوا يسكنون الأهواز قبل بداية حركات التحرير العربي واستقروا فيها زمن ولاية أبي موسى الأشعري بعد تحرير إقليم الأهواز سنة ( 20 هـ )(50) ونتيجة لزيادة عدد أفراد بني تميم فقد أصبحت تشكل العمود الفقري في المدينة إذ وصل عددها في زمن خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) إلى ( 10 آلاف ) مقاتل ووصل هذا العدد إلى ( 20 ألف ) مقاتل في ولاية يزيد بن معاوية (51) ويرجح البعض إن عدد قبيلة بني تميم بكل حاضرتها وباديتها وحلفائها من الاساورة والزط والسيابجة ( 60 ألف ) أيام يزيد بن معاوية (52).

(2) قبيلة بكر بن وائل :
  تعد قبيلة بكر بن وائل القبيلة الثانية من حيث العدد في مدينة البصرة اذ يتضح من الخارطة (3) إن هذه القبيلة تسكن في مركز المدينة وتحديدا ً في شمال وشمال شرق وشمال غرب المسجد كما إنها تسكن في شمال المربد في كل من النبطية والزابوقة تشير المصادر التاريخية إلى إن هذه القبيلة نزحت إلى مدينة البصرة من منطقة تهامة على اثر الحروب التي كانت تحدث بينهم وأحلافهم قبائل بني تميم وعبد ألقيس من جهة وبين بلاد فارس من جهة ثانية وذلك في القرن ( الرابع الميلادي ) (53) نزحت هذه القبيلة إلى مدينة البصرة في سنة ( 16 هـ) مع سويد بن قطبه الذي انضم إلى قوات عتبة بن غزوان(54 ) ونتيجة لعدم وجود قبائل سكنت الجهة الشمالية الغربية من المدينة دفع قبيلة بكر بن وائل للاستقرار في هذا الجزء الحيوي حيث سوق المربد الذي يعد من أهم أسواق المدينة والذي تخصص ببيع منتجات الحيوانات وبمرور الزمن أصبح له مكانة اجتماعية مرموقة في مدينة البصرة إذ أشارت الروايات التاريخية إلى مشاركة هذه القبيلة في معركة الجمل إلى جانب الإمام علي ( عليه السلام ) الأمر الذي يوضح نفوذ وكثرة أعدادها (55) حيث قال محمد بن الحنفية : ( اقبلنا من المدينة سبعمائة رجل وخرج ألينا من الكوفة سبعة آلاف، وانظم ألينا من البصرة ألفان ، أكثرهم بكر بن وائل ويقال ستة آلاف ) .

(3) قبيلة الازد :
  استقرت هذه القبيلة في طرف مدينة البصرة جنوب غرب المسجد الجامع ( خارطة 3 ) ويرجع السبب في ذلك إلى أنها آخر قبيلة نزلت في مدينة البصرة .
  وتعد قبيلة الازد واحدة من القبائل الخمس الكبرى التي جاءت إلى المدينة من البحرين في نهاية خلافة عمر بن الخطاب وذلك بعد فتح إقليمي فارس وكرمان وذلك في ولاية عبدالله بن عامر عندما ضمت البحرين والمناطق الشرقية من الجزيرة العربية لها (56) وأصبح لهذه القبيلة دوراً كبيراً في الأحداث السياسية التي مرت بها البصرة خاصة في زمن ولاية الإمام علي ( عليه السلام ) في معركة الجمل إذ أشارت المصادر التاريخية إلى إن عدد قتلاهم وصل في هذه المعركة إلى أربعة آلاف مقاتل(57) ومما يدل على كثرة أعدادهم في المدينة هو إن زياد بن أبيه عندما هوجم من قبل عبد الله بن الحضرمي الذي أرسله معاوية بن أبي سفيان لكسب أهل البصرة إلى جانبه أواخر خلافة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام )(58) فقد لجأ إلى الازد وطلب حمايتها ونقل بيت مال البصرة إلى مسجد الحدان أي المنطقة التي تسكن فيها الازد الأمر الذي يدل على زيادة أعدادهم في المدينة .

(4) قبيلة عبد القيس :
  استقرت هذه القبيلة بالقرب من نهر معقل وذلك بعد أن اقترح المنذر بن الجارود على معاوية أن يحفر لهم نهرا ً حيث حفر هذا النهر الذي يقع في الشمال الغربي لمدينة البصرة ( خارطة 3 ) .
  تشير المصادر التاريخية إلى إن قبيلة عبد القيس كان عددها قليلا ً لذلك فان دورها في الفتوحات العربية في جهة الشرق كان محدودا ( 59 ) وقد جاءت هذه القبيلة إلى مدينة البصرة بعد نهاية خلافة عمر بن الخطاب من البحرين .

(5) أهل العالية :
  سكن أهل العالية جنوب غرب المسجد الجامع ( خارطة 3 ) والذين جاءوا من الحجاز ، حيث كانوا يتكونون من العشائر الحجازية الأصل ، واستقروا في مدينة البصرة وشكلوا خمساً من أخماسها ، وقد اشتركوا في الفتوحات العربية الإسلامية بقيادة عتبة بن غزوان في البصرة سنة ( 14 هـ )(60)، ويؤلف معظمهم أقدم مقاتلة البصرة ، وهذا القبيلة عبارة عن مجموعة من العشائر كانت تتوطن عالية الحجاز قبل وصولهم البصرة وهم بنو عامر وباهلة وعكل وطيء وغطفان وهوازن ومحارب وبنو سليم وطوائف من بني أسد(61).
( * ) الاساوره : أقوام جاءوا من العجم .
( ** ) السيابجه : أقوام جاءوا من السند والهند .
( *** ) الزط : أقوام جاءوا من الجبل الأسود في السند .
المصدر المبرد ، الكامل في اللغة والادب ، ص 105 .

الخلاصــة
  نستخلص من البحث إن موقع مدينة البصرة بالقرب من شبه الجزيرة العربية قد أدى إلى تطور الجانب العسكري فيها من خلال سهولة استقطاب المقاتلين إليها بسبب عدم وجود حواجز طبيعية بينهما ، كما إن إشراف المدينة على الخليج العربي قد اضعف القوات الفارسية بسبب انقطاع علاقتها مع الأقاليم الخارجية خاصة مع الهند الأمر الذي ساعد على تحرير مناطق البصرة كالأبله من سيطرة هذه القوات مما أدى إلى زيادة سكان المدينة بسبب كثرة الغنائم التي حصل عليها المقاتلون إذ وصل عدد سكان المدينة إلى ( 12 ألف ) مقاتل ، كما إن تقدم القوات العربية باتجاه الشرق وتحرير العديد من الأقاليم فيها كالاهواز سنة ( 20 هـ ) وقم وقاشان سنة ( 23 هـ ) وبعض أجزاء إقليم فارس قد استقطب كذلك أعداد إضافية من المقاتلين إلى جبهة البصرة حيث وصل عددهم إلى ( 27 الف ) مقاتل والذين استقروا فيما بعد في المدينة .
  بالإضافة إلى ذلك فقد كان للموقع الجغرافي دوره في تطور الجانب الاقتصادي في المدينة فوقوعها على رأس الخليج العربي قد طور من علاقاتها التجارية مع الأقاليم الخارجية خاصة مع الهند والصين وشرق أفريقيا وقد أدى ذلك إلى زيادة واردات المدينة ومن ثم توافد أعداد كبيرة من سكان المناطق المجاورة إليها إذ وصل عددهم إلى( 30 الف ) في خلافة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
  وقد كان للزراعة أثراً واضحاً في تطور سكان المدينة وذلك بعد فتح الأنهار فيها ومعالجة مشكلة ملوحة تربتها إذ أشارت الروايات التاريخية إلى جلب ( 300 ) من العبيد الأملاح منها في ولاية زياد بن أبيه وبعد تطور الجانب الزراعي في المدينة وتوزيع معظم الأراضي الزراعية خاصة على أولئك اللذين اشتركوا في الفتوحات العربية إذ وصل عدد سكانها إلى ( 200 ألف ) .
  كما عملت الصناعة على جلب أعداد كبيرة من الأيدي العاملة خاصة غير العربية كالاساورة وعددهم ( 2500 ) والسيابجة ( 400 ) والبخارية ( 2000 ) .
  كما تبين من البحث إن الموقع الجغرافي للمدينة أدى إلى تطور الحياة الثقافية فيها فوقوعها على رأس الخليج العربي جعلها على اتصال مباشر بالعديد من الثقافات المختلفة الذين جاءوا إليها لطلب العلم والمعرفة خاصة من الهند والصين وشرق أفريقيا كما إن وقوعها قرب الجزيرة العربية قد أدى إلى جذب العديد من القبائل العربية إليها للانضمام إلى المدارس الثقافية ألتي ظهرت في البصرة خاصة في المربد الذي يقع غرب المدينة والمسجد الجامع الذي بني وسطها .
  إذ أشارت الروايات التاريخية إلى إن المدينة استقطبت ( 300 ) انضموا إلى الحلقة التي كان يقودها الأشعري، بالإضافة إلى الشعراء والأدباء الذين استقطبتهم المدينة ، أما التوزيع الجغرافي فقد اتضح في البحث إن توزيع السكان كان يعتمد على النظام القبلي إذ إن كل قبيلة كان لها خططاً خاصة بها تسمى باسمها وقد أطلق على هذه الخطط التي إلى خمسة أقسام إدارية تدعى الأخماس .
  كما اتضح من البحث إن قبيلة بني تميم تعد اكبر القبائل العربية التي استوطنت المدينة إذ بلغ عددها حوالي ( 60 ألف ) في خلافة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ارتفع إلى ( 20 ألف ) في عهد يزيد بن معاوية لذلك سكنت في أجزاء واسعة من المدينة كالقسم الشرقي من منطقة الأبله ومركز المدينة وحول نهر الاساورة بالإضافة إلى غربي المدينة حيث سوق المربد .
  كما اتضح من البحث إن قبيلة بكر بن وائل هي القبيلة الثانية من حيث العدد في المدينة حيث استوطنت القبيلة الجهة الشمالية الغربية من المدينة وفي سوق المربد . أما قبيلة الازد فإنها تأتي في المرتبة الثالثة من حيث عددها في المدينة وقد استقرت هذه القبيلة في جنوب غرب المسجد الجامع في حين استقرت قبيلة عبد القيس بالقرب من نهر المعقل .

الهوامش
1 ـ هدية جوان ، تخطيط مدينة البصرة ، ص 52 .
2 ـ الطبري ، تاريخ ، ج 4 ، ص 179 .
3 ـ الطبري ، م ، ن ، ص 179 .
4 ـ البلاذري ، البلدان وفتوحها ، ص 388 .
5 ـ ابن سعد ، الطبقات ، ج 7 ، ص 6 .
6 ـ خليفة بن خياط ، التاريخ ، ص 68 .
7 ـ الطبري ، التاريخ ، م ، س ، ص 252 .
8 ـ ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ص 341 .
9 ـ خليفة بن خياط ، التاريخ ، م ، س ، ص 93 .
10 ـ ابن اعثم ، الفتوح ، ج 2 ، ص 271 .
11 ـ ابن ، م ، ن ، ص 316 .
12 ـ ابن الفقيه ، مختصر ، ص 119 .
13 ـ المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ص 117 .
14 ـ اليعقوبي ، البلدان ، ص 180 .
15 ـ ابن اعثم ، الفتوح ، م ، س ، ص 439 .
16 ـ الحديثي ، تحرير البصرة ، ص 9 .
17 ـ الزبيدي ، محمد حسين ، الحياة الاجتماعية ، ص 135 .
18 ـ إبراهيم علي ، اثر العوامل ، ص 11 .
19 ـ علي ، البصرة في العصر الأموي ، ص 39 .
20 ـ الحديثي ، تحرير البصرة ، ص 9 .
21 ـ الاعظمي والكبيسي ، دراسات في تاريخ الاقتصاد الغربي ، ص 56 .
22 ـ الحديثي ، م ، ن ، ص 9 .
23 ـ جوده ، العرب والأرض، ص 113 .
24 ـ بن محمود ، أهمية الخليج ، ص 58 .
25 ـ الجادر ، مركزية موقع البصرة ، ص 81.
26 ـ الدينوري ، الأخبار الطوال ، ص 118 .
27 ـ ناجي ، اثر العوامل ، ص 57 .
28 ـ إبراهيم علي ، اثر العوامل ، ص 17 .
29 ـ الحمارنه ، دور الأبله ، ص 36.
30 ـ الحمارنه ، م ، ن ، ص 39 .
31 ـ العنزي ، تطور النقل البحري ، ص 19 .
32 ـ ناجي ، اثر العوامل ، ص 57.
33 ـ الشنتناوي ، دائرة المعارف ، ص 670.
34 ـ الحمارنة ، دور الابلة ، م ، س ، ص 43.
35 ـ الدوري ، تاريخ العراق الاقتصادي ، ص 67.
36 ـ المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ص 117 ـ 118 .
37 ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ص 249 .
38 ـ الشنتناوي ، دائرة المعارف ، م . س ، ص 670 .
39 ـ حامد ، دور البصرة ، ص 22 .
40 ـ حسين ، نشاة مدن العراق ، ص 34 .
41 ـ العيدان ، تحطيط مدينة البصرة ، ص 58 .
42 ـ ناجي ، دراسات ، ص 175 .
43 ـ البلاذري ، البلدان وفتوحها ، م ، س ، ص 394 .
44 ـ الطبري ، تاريخ ، م ، س ، ص 226 .
45 ـ السوداني ، جبهة البصرة ، ص 29 .
46 ـ ابن قتيبة ، عيون الاخبار ، ص 155 .
47 ـ الدينوري ، الأخبار الطوال ، م ، س ، ص 19.
48 ـ البلاذري ، البلدان وفتوحها ، م ، س ، ص 419 ـ 420 .
49 ـ الطبري ، تاريخ ، م ، س ، ص 247 .
50 ـ ناجي ، دراسات ، م ، س ، ص 138 .
51 ـ الطبري ، تاريخ ، ج5 ، ص 248.
52 ـ المبرد ، الكامل ، ص 105 .
53 ـ الاطرقجي ، قبيلة بكر ، ص 202 .
54 ـ ياقوت ، معجم البلدان ، م ، س ، ص 341 .
55 ـ الطبري ، تاريخ ، م ، س ، ص 258 .
56 ـ علي ، البصرة في العصر الأموي، م ، س ، ص 162 .
57 ـ ابن اعثم ، الفتوح، م ، س ، ص 487.
58 ـ الطبري ، التاريخ ، ج 5 ، ص 110 ـ 111.
59 ـ علي ، البصرة في العصر الأموي ، م ، س ، ص 162 .
60 ـ العلي ، التنظيمات الاجتماعية ، ص 42 .
61 ـ ابن الكلبي ، جمهرة النسب ، ص 335.

المصادر
1 ـ ابن اعثم ، احمد ، الفتوح ، تح علي شيري ، ط 1 ، دار الأضواء ، بيروت ، ج 2 ، 1991.
2 ـ ابن الجوزي ، أبو الفرج عبدالرحمن بن علي ، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ، تح سهيل زكار ، ج 3 ، دار الفكر بيروت ، 1995.
3 ـ ابن حزم ، أبو محمد علي بن احمد الأندلسي ، جمهرة انساب العرب ، تح عبدالسلام محمد هارون ، دار المعارف ، مصر ، 1962.
4 ـ ابن سعد ، محمد ، الطبقات الكبرى ، بيروت ، ج 7 ، 1958.
5 ـ ابن الفقيه ، احمد بن محمد الهمداني ، مختصر كتاب البلدان ، ليدن ، 1302 هـ .
6 ـ ابن قتيبة ، عبدالله بن مسلم ، عيون الأخبار ، ط 1 ، دار الفكر ، بيروت ، 2002 .
7 ـ الاطرقجي ، رمزية محمد ، قبيلة بكر بن وائل وحروبها في الإسلام ، مركز إحياء التراث ، مجلة المؤرخ العربي ، الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب ، بغداد ، العراق ، العدد 24 ، 1984 .
8 ـ الاعظمي ، عواد مجيد وحمدان عبدالمجيد الكبيسي ، دراسات في تاريخ الاقتصاد العربي الإسلامي ، مطبعة التعليم العالي ، بغداد ، 1988.
9 ـ البلاذري ، احمد بن يحيى ، البلدان فتوحها وأحكامها ، تح سهيل زكار ، ط 1 ، دار الفكر ، بيروت ، 1992 .
10 ـ بن محمود ، محمد بن حمودة ، أهمية الخليج العربي في التجارة العالمية خلال الفترة من ( 333 ق . م ـ 224 م ) رسالة ماجستير ، كلية الآداب، جامعة البصرة ، 1985.
11 ـ الجادر ، عبدالرحمن علي ، مركز موقع البرة وهامشيته في صيرورة التاريخ ، دراسة في الجغرافية التاريخية ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب، جامعة البصرة ، 2000 .
12 ـ جوده ، جمال ، العرب والأرض في صدر الإسلام ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب، جامعة الأردن، 1977 .
13 ـ حامد ، عبدالستار ، دور البصرة في تطوير التفسير في القرنين الثاني والثالث الهجريين ، موسوعة البصرة الحضارية ، الموسوعة الفكرية ، جامعة البصرة ، المركز الثقافي ، 1990 .
14 ـ الحديثي ، قحطان عبدالستار ، تحرير البصرة وتمصيرها ، موسوعة البصرة الحضارية ، الموسوعة التاريخية ، قسم التاريخ ، كلية الآداب، جامعة البصرة ، 1989.
15 ـ حسين ، عبدالرزاق عباس ، نشأة مدن العراق وتطورها ، مطبعة الإرشاد ، بغداد ، 1977.
16 ـ الحمارنة ، صالح ، دور الابلة في تجارة الخليج ، مجلة المؤرخ العربي ، العدد 5 ، الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب ، بغداد ، د ، س.
17 ـ خليفة ، بن خياط ، التاريخ ، تح مصطفى نجيب فواز وحكمت كشلي قواز ، ط1 دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، 1995.
18 ـ ديوان ، إبراهيم علي ، اثر العوامل الجغرافية في تطور العلاقات التجارية لمدينة البصرة مع بلدان الشرق الأقصى وشرق أفريقيا في القرنين الأول والثاني للهجرة ، مجلة الدراسات التاريخية ، العدد3 ، جامعة البصرة ، كلية الدراسات التاريخية ، 2007.
19 ـ الدينوري ، احمد ابن داود ، الأخبار الطوال ، تح عبدالمنعم عامر ، ط 2 ، المكتبة الحيدرية ، 1379 هـ .
20 ـ الدوري ، عبدالعزيز ، تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري ، مطبعة دار المشرق ، بيروت ، 1974.
21 ـ السوداني ، رباب جبار ، جبهة البصرة دراسة في أحوالها العسكرية والإدارية والاجتماعية والمالية للفترة من ( 11 ـ 41 هـ ) ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب، جامعة البصرة ، 1986.
22 ـ الشنتناوي ، احمد وإبراهيم زكي ، دائرة المعارف الإسلامية ، الترجمة العربية ، مج 3 ، مادة بصر ، د . س.
23 ـ الطبري ، محمد بن جرير ، تاريخ الرسل والملوك ، تح صدقي جميل العطار ، ط 1 ، دار الفكر بيروت ، ج 4 و 5 ، 1998.
24 ـ علي ، جاسم صكبان ، البصرة في العصر الأموي ، موسوعة البصرة الحضارية ، المحور التاريخي ، قسم التاريخ ، كلية التربية ، 1989.
25 ـ العلي ، صالح احمد ، التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري ، دار الطليعة ، بيروت ، 1953.
26 ـ العيدان ، هدية جوان ، تخطيط مدينة البصرة في القرن الأول الهجري ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب، جامعة البصرة ، 1983.
27 ـ العنزي ، علي حسين ، تطور النقل البحري لموانئ العراق ( 1950 - 2000 م ) ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب، جامعة البصرة ، 2004 م .
28 ـ المبرد ، محمد بن يزيد ، الكامل في اللغة والأدب ، ط 1 ، دار إحياء التراث العربي ، 2003 م .
29 ـ المقدسي ، أبو عبدالله محمد بن أحمد البشاري ، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ط 2 ، مطبعة بريل ، ليدن ، 1906 م .
30 ـ ناجي ، عبدالجبار ، اثر العوامل الاقتصادية والاجتماعية في تطوير الحياة الثقافية في البصرة ، مجلة الخليج العربي .
31 ـ ناجي ، عبدالجبار ، دراسات في تاريخ المدن العربية الإسلامية ، جامعة البصرة ، 1986 م .
32 ـ ياقوت ، شهاب الدين أبوعبدالله الحموي ، معجم البلدان ، تح محمد عبدالرحمن المرعشلي ، المجلد الأول 1 ـ 2 ، دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي ، بيروت ، لبنان ، د ، س .
33 ـ اليعقوبي ، احمد يعقوب بن جعفر بن وهب ، البلدان ، مطبعة بريل ، ليدن ، 1893.


BASRAHCITY.NET