الحياة السياسية في البصرة خلال القرن الرابع الهجري
الاستاذ بيان علي عبد الرحمن المظفر
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
تميز القرن الرابع الهجري من الناحية السياسية بظهور انقسامات في الدول الاسلامية ومن بينها العراق وتولى الخلافة خلال هذه الفترة بعض من الخلفاء فمنهم المقتدر فقد كان حكمه اطولهم مدة ثم عزل المقتدر عام ( 317 هـ ) وبويع اخوه محمد بن المعتضد الذي لقب بالقاهر ولكن الامر لم يستمر اكثر من يومين فقد خلع القاهر واعيد المقتدر بضعفه وانغماره في اللهو ثم قتل المقتدر وأعيد القاهر الى الخلافة ولكن القاهر لم يكن ضعيفا مثل اخيه ولم يكن سياسيا مثل ابيه ثم خلع القاهر .
وتعد البصرة واحدة من المدن الاسلامية التي تعرضت لكثير من الاحداث وتعددت الهجمات عليها وكذلك تعددت حكامها فممن تولى البصرة محمد بن يزداد سنة ( 325 هـ ) ضمن البصرة وأساء السيرة اخذ اموال الناس بالباطل مما دفع اهل البصرة الى اللجوء الى حاكم الاحواز البريدي وتفاقم امر البرديين في البصرة والاحواز بعد خلع القاهر ومجيئ محمد بن جعفر المقتدر فبويع بالخلافة ولقب بالراضي في سنة ( 326 هـ ) جهز البريدي عسكرا ( وعاونه اهل البصرة ) فطرد محمد بن يزداد من البصرة .
وفي سنة ( 337 هـ ) ولي البصرة محمد بن الحسن بن محمد المهبلي وقد وفقه الله لاصلاح ما فسد منها ، وقد تعرضت البصرة منذ اواخر القرن الثالث الهجري لهجمات القرامطة فقاموا بعده هجمات عليها ومنها هجوم سنة ( 378 هـ ) فنهبو منها بعض الغنائم والمواشي واستمرت هذه الاحداث حتى نهاية القرن الرابع ففي سنة ( 397 هـ ) جهز ابو عباس من البصرة عسكرا وقصد بهاء الدين في الاحواز فلما وصل الاحواز انشب الحرب فانحلت الحرب عن هزيمة ابي عباس ثم عند انتهاء الحرب قصد بهاء الدولة بعسكره البصرة فاستولى عليها وقتل ابا العباس وولاها الوزير ابا غالب
اما عن القضاء ودوره في حال السياسة للبلاد فقد كان للقضاء الاسلام هيبة وحرمة وللقضاء منزلة تعادل منزلة الوزير ومن الاسر التي سكنت البصرة وكان لها مركز مرموق في القضاء وكان من بينهم شعراء وادباء لهم دور في الحياة الادبية في البصرة التنوخيين حيث تولى ابو القاسم التنوخي قضاء البصرة وكان ابنه المحسن من الذين تقلدوا القضاء وكان عمره دون العشرين سنة وكان اديبا وشاعرا .
وكان للتنوخي منزلة متميزة وذلك لان من الاسر العربية المعروفة التي مارست القضاء وكذلك انه تولى القضاء في دولة شاعت فيها الفتن وسادها الاظطراب وعدم الاستقرار والقاضي الحق وهو الذي يستطيع ان يثبت الحق .
والقضاء له علاقة بالدولة فان اختلال القضاء يعني انهيار الدولة وضعفها .
|
|
|
|