من عادات اهل البصرة

الاستاذ راضي عبيد نغيمش

   المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
  يعرف عن اهل البصرة بأنهم اهل الكرم ومنازلهم مفنتوحة للضيوف وبخاصة العشائر واهل القرى منهم الذين يتفوقون على جميع سكان مدن العراق في استقبال الضيف وتقديم الطعام للضيوف .
  وكل انسان يدخل الى البيت البصري او كوخ الفلاح يتم استقباله بمنتهى الاحترام والتقدير سواء يعرفونه او لا يعرفونه ويصنعون القهوة الخاصة لكل ضيف يدخل الى المضيف وتقديم القهوة نوع من الاحترام .
  والقهوة التي يصنعونها للضيف الاول لا يقدمونها للضيف الثاني وفي كل قرية وكل بستان يعيش فيه عدة اسر يوجد مضيف وعندما يأتي شخص عزيز الى المضيف يجتمع اليه كل القرويين من حوله ويتعرفون على الضيف القادم ويجب على صاحب المضيف ان يعد الطعام لجميع فلاحي قريته .
  والطعام الذي يحضرونه يأكل منه الضيف اولا ، ولا يجلس الى المائدة مع الضيف احد من الفلاحين واهل القرية ولا حتى صاحب المضيف نفسه ويأكل الاخرون بعد ان يتناول الضيف الطعام وكلما قامت مجموعة عن المائدة جلست في مكانها مجموعة اخرى حتى ينتهي الطعام .
  واذا ذبحوا ذبيحة يحضرون الخروف كله برأسه وأرجله واجزائه الاخرى الى المائدة ليعرف الضيف انهم ذبحوا خروفاً بمناسبة تشريفه واذا نقص شيئ من الخروف وخصوصاً الرأس اعتبر ذلك نوعاً من النقص والمنقصة .
  وكانت منازل اهل البصرة منازل بسيطة للقرويين او بيوت من الطين او البيت المصنوع من القصب والحصير ويعرف عن بيوت اهل البصرة النظافة لاستمرارية الكنس والغسل وتكون اباريق شرب الماء نظيفة جداً ومن الواجب عندهم ان تغسل صباح كل يوم ويمزجون في الصيف مع الماء عرق الطلع ويفضلون شرب الماء المعطر ويضعون على افواه اباريق الماء قطعاً من القماش الابيض النظيف .
  وملابس الرجال عبارة عن قميص طويل من القطن ( الخام ) وعباءة رقيقة ويخرجون بهذه الملابس البسيطة نفسها في الحر والبرد وعند النوم يغسلون اقدامهم ويذهبون الى الفراش .
  ويكلفون النساء بالعمل الكثير وتناول الطعام مع المراة عندهم عيب فيقول في معرض الذم : فلان يأكل مع امرأته والبصريون يتعبون نسائهم ويزجروهن كثيراً وينتظرون منهن الطبخ والطحن على الرحى وصنع الخبز ودق الارز وجلب الماء وكنس المنزل وغسل الثياب وقطف الثمر ونسج الحصر .
  ونساء البصرة طاهرات الذيول يغطين وجوههن بالعباءة وبغطاء الوجه .
  وطعامهم في الغالب من الخبز والتمر واللبن الرائب ويعتنون بالبقر كثيراً وعندما يأتيهم ضيف يأكلون بفضل مجيئه الارز واللحم ويتزوجون بأكثر من امراه ويطلقون كثيراً ويقدم الرجل والمراة كثير من الاحترام والتبجيل الى شيوخهم واسيادهم وعندما يدخلون على أحد منهم يقبلون يده .
  هذا وان القرويين لا يحلقون لحاهم ويكثرون من اقامة المأتم الحسينية ويحترمون السادة العلويين ورجال الدين ولا يثرثر سكان البصرة بالالفاظ القبيحة حتى اللصوص منهم بالمقارنة مع اهل بغداد وسائر المدن العراقية ولا يذكرون الدين بكلام بذئ .
  ولهم اهتمام كبير بزراعة النخيل ولكنهم كسالى لا يعتنون بأشجار الفاكهة الاخرى وعلى رغم من كثرة المياه لديهم الا انهم يجلبون الحمضبات من بغداد .
  والملاكون في البصرة يقضون اكثر اوقاتهم في اللهو والبطالة وهم لايعرفون قيمة النقود فينفقونها في طريق الباطل ويبذرونها لانها تأتيهم دون مشقة ولا علم لديهم ولا يرغبون في التجارة .

BASRAHCITY.NET