انهار البصرة في القرن الاول الهجري
الاستاذ شاكر مجيد كاظم


 ان من الظواهر التي تجلب الانتباه في البصرة في أثناء العصر الإسلامي ، كثرة أنهارها التي أصبحت صفة تميزت بها عن سواها ، فقد ذكر الاصطخري ان انهار البصرة عدت في ايام بلال بن ابي بردة فزادت على مائة وعشرين الف نهر ولكن يبدو ان هذا الرقم مبالغ فيه ، الا انه يعبر عن كثرة الأنهار ، والقطائع والأراضي المستصلحة فيها وهو يشمل القنوات والسواقي والترع والنهيرات وكان بعض تلك الأنهار تعد بأنها من الأنهار الكبار مثل نهر الدير وبثق شيرين ، ونهر بن عمر ، والابلة ، ونهر معقل وتتخلل تلك الأنهار البساتين فتسقيها وتروي الأراضي الزراعية المحيطة بها وهنالك ـ 635 ـ نهرًا كبيرًا متصلا بشط العرب يوازي كل واحد منها الاخر ، وتنتشر على ضفتي النهر الغربية والشرقية الا ان أكثرها يكون في الجانب الغربي حيث يوجد 470 ـ نهرًا بينما في الجانب الغربي يوجد ( 165 ) نهرًا ، ويتفرع من هذه ـ الأنهار الرئيسية ، انهر فرعية يصل عددها إلى آلاف الأنهار ، وبذلك فهي تشكل شبكة من الإرواء المنظمة إلى البساتين والحقول من خلال عمليتي المد والجزر والتي تحدث مرتين في كل يوم وليلة .
 ان المعلومات عن الأنهار التي تأخذ مياهها من دجلة العوراء الذي يعرف أيضًا بدجلة البصرة ، في الجانب الغربي معلومات وافية وهذه الأنهار لا تتجاوز أربعة أميال عن مجرى دجلة بينما معلوماتنا تكون نزرة وقليلة عن الأنهار التي تأخذ مياهها من دجلة في الجانب الشرقي ، وتتميز تلك الأنهار بقصر طولها لاستواء الأرض ، وضعف جريان المياه في دجلة ، يرجحان قصر طول هذه الأنهار ، اما الأراضي الواقعة في شرقي نهر دجلة فهي لا تختلف عن الأراضي الواقعة في غربه ، فهي عبارة عن اراضي مستوية قليلة الانحدار تكونت بفعل الترسبات من شط العرب ولما كانت هذه الأراضي تمتد على مجرى دجلة العوراء فأنها لابد ان تأثرت بالتغير الذي حدث في مجرى دجلة الأسفل قبيل الهجرة النبوية ، والتي كانت هذه المناطق من اعمر اراضي السواد ، اذ تنتشر في شرقي البصرة اكبر شبكة من النهيرات ، تجري فيها الزوارق وقد انكر ابن حوقل عددها حتى رآها بعينه ، وتبلغ المساحة المزروعة بالنخيل التي ترويها نيفًا وخمسين فرسخًا متصل بعضه بالبعض الاخر بحيث ( لا يكون الإنسان بمكان الا وهو في نهر ونخيل او بحيث يراهما حتى البحر وكانت هناك المجالس الحسنة والمناظر الانيقة والقصور والبساتين على جوانب الأنهار ).
 وتحتفظ بعض الأنهار الموجودة في الوقت الحاضر بأسمائها القديمة ولكن هنالك اسماء لأنهر ورد ذكرها في المصادر الا انه لا وجود لها الآن وذلك لأسباب عديدة منها، اندراس تلك الأنهار واختفاؤها ، او ان اسماءها قد تبدلت مع مرور السنين ، او انها كانت تروي البصرة القديمة ، فتكون نابعة من الاهوار وليست من شط العرب ثم اندرست بعد ذلك وذكر الدكتور صالح العلي ، مواقع انهار البصرة العظام التي تقع في الجانب الغربي من دجلة العوراء ومواقعها الحالية والمسافة التي بينها على الخريطة الحالية في كتابه خطط البصرة ، ص 147.
 يتفرع من نهر دجلة عدد كبير من الأنهار في المنطقة الواقعة جنوب البطائح على جانبيه الشرقي والغربي ، الا ان التي تقع على الجانب الغربي اهم من مثيلاتها في الجانب الشرقي ، واهم تلك الانهار :

1 ـ نهر المرة

 ان نهر المرة يتفرع من نهر دجلة ويتجه نحو الغرب ويسقي مساحة واسعة من الأراضي الزراعية الواقعة في غرب دجلة وشمالي البصرة ويصب في نهر الدير ، وينسب نهر مرة الى مرة بن ابي عثمان مولى عبد الرحمن بن ابي بكر الذي سأل عائشة ان تكتب الى زياد وتوصيه فيه خيرًا وان تبدأ كتابها بذكر اسمه ففعلت حيث كتبت إليه ( إلى زياد بن ابي سفيان من عائشة ) فلما وصل اليه الكتاب سر به واخذ يقرأه على الناس ثم امر بمنح مرة مائة جريب على نهر الابلة ، فحفر لها نهرًا لايصال المياه اليها .

2 ـ نهر الدير

 يتفرع نهر الدير من غرب دجلة وتبلغ المسافة المحصورة بين نهاية نهر مرة حتى مصب نهر الدير ثلاثة فراسخ وينسب إلى دير الدهدار ، وهو دير معظم عند النصارى تم تشييده قبل الإسلام وفيه يقول محمد بن احمد المعنوي البصري :
كم بدير الدهدار لي من صبوح      وغـبوق فـي غـدوة iiورواح
 يقع النهر عند فوهة الدير ويعتقد ان كلمة الدهدار هي تحريف لكلمة (دختر) بمعنى الاخت ولكن هنالك رأي آخر يذكر ان ( الدهدار كلمة فارسية ، مكونة من كلمة ( ده ) أي القرية و (دار) بمعنى صاحب ، فكلمة دهدار تعني صاحب القرية ) وأورد ياقوت الحموي في حديثه عن دير الدهدار بأنه يقع في بلدة صغيرة ?يعمل فيها الخزف الذي تنتشر صناعته بنواحي البصرة وان كلمة (العضار) ـ بفتح العين والضاد ـ تعني الطين اللازب الحر ، وكان الخزف يصنع في تلك المنطقة بكثرة ، بدليل ان هذه المنطقة نفسها ولحد الآن الواقعة شمال البصرة تستعمل في صناعة الطابوق المحلي وبنوعية افضل من الانواع الباقية التي تصنع في محلات اخرى قرب البصرة وذلك بسبب وجود الطين اللازب الحر فيها .

3 ـ بثق شيرين

 يقع بثق شيرين جنوب نهر الدير بمسافة ستة فراسخ ، ويذكر ابو الفداء ان هذا النهر تم ردمه بشكل تام وينسب هذا البثق إلى شيرين امرأة كسرى بن هرمز وكان بجانبه في العصر الاموي خور ، لعله كان جزءًا من النهر ، ثم انقطع خلال السنوات الاولى لعمليات التحرير العربي الاسلامي أبان اضطراب احوال الري الا انه تم ايصال هذا الخور في بثق شيرين مرًة اخرى من قبل عدي بن أرطأه ولكن البثق قد سد بالقصب من قبل القاضي إياس بن معاوية في اثناء خلافة عمر بن عبد العزيز ، وواليه عدي بن عمر الذي قام بحفر نهر ابن عمر.

4 ـ نهر معقل

 روي المدائني ان المنذر بن الجارود العبدي طلب من معاوية بن ابي سفيان ان يحفر نهرًا لهم ، فأمر والي البصرة عبيد الله بن زياد بحفر نهر معقل ، وفتحه معقل بن يسار تبركًا به لانه كان من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنسب اليه ، ويقع نهر معقل جنوب شيرين بفرسخين ويتجه في البداية نحو الغرب ثم ينحرف جنوبًا كالقوس ويلتقي عند البصرة بنهر الابلة ، في موقع يعرف بالمينا ، ويعتبر نهر معقل من اهم الانهار في البصرة ، حيث يسقي مساحة واسعة من الاراضي الزراعية خاصة اذا ما علمنا انه يصب فيها من ناحيتي الشمال والغرب ، وكان الهدف من حفره توفير المياه العذبة لاهل البصرة ، وقد ضربت العرب به الامثال فقالوا اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ويتفرع من نهر معقل عدة انهار تقوم بارواء الاراضي الزراعية التي تقع بالقرب منه ومن اهم تلك الانهار ، المرغاب ، الذي قام بحفره بشير بن عبد الله بن ابي بكره ، حيث يمر بارض تبلغ مساحتها ثمانية آلاف جريب كانت تابعة الى هلال بن احوز اقطعه اياها يزيد بن عبد الملك وقد ادعى بشير بأن الارض تابعة له فأنكر عليه ذلك حميري بن هلال ، ولكن بشيرًا اسرع الى مقابلة خالد بن عبد الله القسري وتظلم عنده ، فكتب خالد الى مالك بن المنذر بن جارود وكان على احداث البصرة ان (خلِ بين الحميري وبين المرغاب وأرضه) .
 وتقع على جانب المرغاب عدة قطائع منها قطيعة ذات التي تقع على نهري معقل ودجلة لعبد الرحمن بن ابي بكرة ، وقطيعة لصعصعة بن معاوية وهو عم الاحنف ، وقطيعة معقلان التي تقع على نهر معقل ، وقطيعة خراباذ الواقعة شمال نهر معقل والبالغة مساحتها خمسمائة جريب وكذلك كان للثوري قطيعة تبلغ مساحتها خمسمائة جريب تقع عند النهر المذكور .
 وكانت مناسيب المياه ترتفع بشكل عالٍ في نهر معقل ، مما يؤدي الى حدوث فيضانات ، فكانت المياه تصل الى قبة زياد بن أبيه التي كان يجلس فيها لاستعراض الجيش ومن اجل الحيلولة دون ذلك قام بلال بن ابي بردة بحفر نهر لتصريف المياه الزائدة من نهر معقل فنسب اليه ، وقام بانشاء سوق على ضفتي النهر ، ويذكره ياقوت باسم نهربلالان الا ان المصادر لم تذكر لنا موقع نهر بلال في البصرة .

5 ـ نهر الابلة

 حفره زياد بن ابية الذي كان على الديوان وبيت المال في البصرة زمن عبد الله بن عامر الذي كان يومئذ عليها من قبل الخليفة عثمان بن عفان فأستأذنه بحفره ووصف له النهر وعرفه بحاجة اهل البصرة اليه فأذن له ، فترك نهر ابي موسى الاشعري وهو الاجانة في حاله واحتفر من دجلة الى مسناة البصرة ثم اوصله الى التيراب فيض البصرة .
 ويقع نهر الابلة جنوب نهر المعقل والمسافة بينهما تقدر باربعة فراسخ وتتفرع منه عدة افرع وتكثر على جانبي النهر البساتين والاراضي الزراعية وُتعد اّلمنطقة المحيطة بهذا النهر من اجمل المناطق وهي بمثابة متنزهات ولهذا توصف بأنها ( احدى متنزهات الدنيا ) ويسير نهر الابلة نحو الغرب ثم ينحرف الى الشمال كالقوس ويلتقي مع نهر معقل عند البصرة ، فعندما ترتفع مناسيب المياه في شط العرب اثناء فترة المد تجري مياه نهر الابلة في نهر معقل ، اما في وقت الجزر فأن مياه نهر معقل تجري في نهر الابلة ، وهكذا دواليك ، ويطلق على المنطقة بين نهري معقل والابلة باسم الجزيرة العظمى ، وجميعها بساتين ومناطق زراعية .
 وسمي بنهر الابلة لوقوعه على الابلة ، ويبلغ طوله اربعة فراسخ وتكثر على جانبي النهر القصور والبساتين المتصلة مع بعضها والتي يصفها الاصطخري كأنها بستان واحد ، ويتفرع منه عدة انهار فرعية وتسقى هذه البساتين من خلال ارتفاع المياه في وقت المد ( حتى اذا جاء مد البحر تراجع الماء في كل نهر حتى يدخل نخيلهم وحيطانهم من غير تكلف فأذا جزر الماء انحطت حتى تخلو البساتين والنخيل ) وكان نهر الابلة ذا منظر جميل يصفه ابن ابي عيينه يقول :
ويـاحبذا نـهر الابلة منظرًا      اذا مد في ابانه الماء او جزر
 والابلة مدينة في البصرة وهي اقدم منها وتقع على شاطئ دجلة وكان فيها مسالح للفرس وتقع على الجهة الشمالية من نهر الابلة ويقع شط العرب شرق الابلة ، وتبعد عن البصرة عشرة اميال في بساتين متصلة ونخيل مظلة عن اليمين واليسار وكان الباعة يجلسون تحت ظلال الاشجار ويبيعون السمك والخبز والتمر واللبن والفواكه وان نهر الابلة احدى الجنان التي تحدث عنها الاصمعي حيث قال جنان الدنيا ثلاث ، غوطة دمشق ، ونهربلخ ، ونهر الابلة .
 وذكر الجاحظ في البيان والتبيين ان خالد بن صفوان قال ( ما رأينا أرضًا مثل الابلة اقرب مسافة ولا اطيب نطفة ، ولا أوطأ مطية ، ولا اربح لتاجر ، ولا اخفى لعابد ) وكان على نهر الابلة تقع عدد كبير من الضياع ومنها ضيعة بكر بن النطاح الذي انشد فيها.
بك ابتعت في نهر الابلة ضيعة      عـليها ُقـصيربالرخام مـشيد
الـى جنبها أخت لها iiيعرفونها      وعـندك مـالٌ لـلهبات iiعتيد

6 ـ نهر اليهودي

 يتفرع نهر اليهودي من غرب جلة ويقع جنوب نهر الابلة بمسافة اربعة فراسخ ، الا انه لم يحافظ على طوله فقد انطمر بعضه وبقي القسم الآخر ويبعد عن نهر ابي الخصيب بمقدار فرسخ واحد ويقابل نهر جطي الذي يقع في الجانب الشرقي من دجلة وينسب النهر الى طبيب يهودي اسمه (ماسر) كان يعمل في البصرة وحصل على قطيعة من قبل الخليفة هارون الرشيد وهو طبيب ماهر ، الا ان لقب اليهودي هو اسم الشهرة الغالب عليه .

7 ـ نهر ابي الخصيب

 ينسب هذا النهر الى ابي الخصيب مرزوق مولى الخليفة العباسي المنصور ويسمى ايضًا بنهر الاتراك ولكن لم تذكر المصادر سبب هذه التسمية ، وكان نهرًا عظيمًا ذا مياه غزيرة ولم يكن عليه جسر او قنطرة حتى ثار صاحب الزنج الذي شيد عليه قنطرة من الساج ويقع نهر ابي الخصيب جنوب نهر اليهودي بمسافة فرسخ واحد ، وكان قسم منه عامرًا في حين كان القسم الآخر خرابا .

8 ـ نهر الأمير

 يقع نهر الأمير جنوب نهر ابي الخصيب والمسافة بينهما تقدر بفرسخ واحد حفره المنصور ثم وهبه الى ابنه جعفر فسمي ـ بنهر امير المؤمنين ـ وبعد ذلك اطلق عليه بنهر الامير ثم ابتاعه الرشيد .

9 ـ نهر القندل

 يقع نهر القندل جنوب نهر الامير بأربعة فراسخ ويحصل على المياه من غرب دجلة ولكن سهراب يقدر المسافة بينهما بفرسخين وقام سلمان بن علي بسكره مما ادى الى عذوبة ماء البصرة ولكن يعتقد انه يوجد نهر آخر بهذا الاسم هو النهر المسكور كان بالقرب من البصرة في اطراف البطيحة وكان نهر القندل عامرًا عند تأسيس البصرة ولكنه خرب بعد ذلك بالكامل وكان يمثل حد ارض العرب مما لم يعمره العجم ، وان ارض العرب من ارض نهر الابلة الى غربي نهر القندل وكان على القندل قطيعة المنذر بن الزبير بن العوام .
 ذكر ابو الفداء ان جميع هذه الانهار تأخذ مياهها من دجلة ويتفرع عنها اكثر من الف نهر حيث تسقي البساتين والاراضي الزراعية المحيطة بها الا ان تلك الانهر دمرت ( حتى لم يبق منها غير قيراط واحد من اربعة وعشرين قيراطًا ).

10 ـ نهر ابي اسد

 هنالك نهر يقع في مقدمة هذه الانهر التسعة وهو نهر ابي اسد الذي ينسب الى احد قادة المنصور الذي وجهه الى عبد الله بن علي عندما كان مقيمًا بالبصرة ، وفي رواية اخرى انه ارسله لأمداد عيسى بن موسى عندما كان يحارب ابراهيم بن عبد الله ، وهنالك رأي آخر يذكر ان ابا اسد اقام على فم النهر لان السفن لم تدخله لضيقه عنها فوسعه ونسب اليه .
 ان نهر ابي اسد يأخذ مياهه من دجلة ، قرب نهر دقلة والاخير احد الانهار الخمسة الكبيرة التي يذكر انها تتفرع من دجلة وهي ( ساسي والغراف ودقلة وجعفر وميسان و تلتقي هي ونهر الفرات قرب مطارا ) وتقع مطارا بين نهر ابي اسد ونهر الدير .

الانهار الواقعة جنوب البصرة :

 يمكن ترتيب الانهار الواقعة جنوب البصرة على التواليي من الجنوب الى الشمال بحسب قربها من البصرة وهي :
 1 ـ نهر أم حبيب :
 ينسب نهر ام حبيب الى ام حبيب بنت زياد بن ابيه وقد شيد عليه قصر يعرف ب (هزاردر) يتميز بسعته وكثرة ابوابه بناه زوجها شيرويه الاسواري ، ويمتد نهر ام حبيب غرب نهر شيطان ويبدو انه لم يكن بعيدًا عن نهر الاساوره.
 2 ـ نهر السيابجة :
 نهر السيابجة ينسب الى قوم من السند كانوا من ضمن جند الفرس الذين تم اسرهم ، ثم اسلموا وسكنوا البصرة وتحالفوا مع بني تميم وكانوا موكلين ببيت المال في البصرة .
 3 ـ نهر ابي قرة :
 بعد ان اوقع صاحب الزنج بأهل البصرة (انصرف بأصحابه الى سبخة بمآخيرها انهارهم اردب يقارب النهر المعروف بالحاجر وهي سبخة ابي قرة وموقعها بين النهرين ، نهر ابي قرة والنهر المعروف بالحاجر ، والاردب هي القناة التي يجري فيها الماء على وجه الارض) وكان على النهر موقع قنطرة قرة حيث ذكر البلاذري (انها نسبت الى قرة بن حيان الباهلي وكان عندها نهر قديم اشترته ام عبد الله بن عامر فتصدقت به مغيضًا لاهل البصرة ) .
 4 ـ نهر كثير :
 ينسب هذا النهر الى كثير بن عبد الله السلمي الذي كان عاملا على البصرة من قبل يوسف بن عمر الثقفي حيث قام بحفره من نهر ابي عتبة الى الخستل .
 5 ـ نهر الشاذاني
 يفهم من قول الطبري ان نهر الشاذاني يقع شمالي نهر كثير ولكن المصادر لم تورد أي اشارة اخرى اليه او الى من تسمى باسمه .
 6 ـ نهر شيطان :
 ينسب هذا النهر إلى زياد بن ابيه ويقع جنوب نهر كثير .
 7 ـ نهر نافذ :
 في أثناء ولاية عبد الله بن عامر على البصرة ، قام بحفر نهر ، وتولى حفره مولاه نافذ ، فتغلب اسم نافذ عليه ، فنسب له وهو لآل الفضل بن عباس بن ربيعة .
 8 ـ شط العرب :
 من الانهار التي لها اهمية في تاريخ البصرة بصورة خاصة والعراق بشكل عام هو شط العرب. ذلك المجرى الحيوي الذي يتميز بوجود غابات النخيل على ضفتيه الشرقية والغربية ومن خلاله يتصل العراق بالخليج العربي .
 ان اول من ذكر شط العرب هو ناصر خسرو في كتابه الموسوم (سفر نامه) الذي زار البصرة، سنة 443 هـ وقال (للبصرة سور عظيم يحيط بها ماعدا الجزء المطل على النهر وهذا النهر هو شط العرب ويلتقي دجلة والفرات عند حدود البصرة) .
 تتزود منطقة البصرة بمياهها من شط العرب الذي يأخذ مياهه من نهري دجلة والفرات ، الا ان كمية المياه اخذت تتناقص وذلك بعد ان غير نهر دجلة مجراه اثر الفيضانات التي حدثت في السنة السابعة للبعثة النبوية فأدت الى ان تصب دجلة والفرات الكثير من مياههما في المنطقة الواقعة شمال البصرة فتكونت البطائح وانقطعت المياه عن المجرى الاسفل لنهر دجلة الذي اصبح بسبب هذا الانقطاع يعرف ب (دجلة العوراء) .
 كان نهر دجلة يصب مباشرة بالخليج العربي الا ان النهر قد حول مجراه العام ( 628 م) بسبب الفيضان الكبير الذي حدث في تلك السنة ( فقد ابدل دجلة مجراه الى موقع غربي المجرى الاصلي فصار يمر بموقع مدينة واسط ، اما مجرى دجلة الواقع بين البصرة الحالية الى قلعة صالح فقد بقي كما هو ويصله الماء من الاهوار وبسبب المد اصبح بدون ماء ففي اللغة فلاة عوراء أي صحراء لا ماء فيها ، فعندما يقال اعورت دجلة أي اصبحت بدون ماء ويقصد الماء العذب الذي كان يجري اليها من دجلة ، أي ان النهر الذي كان يجري شرق مدينة الابلة القديمة كان يسمى نهر دجلة حتى عام 628 م ثم سمي بعدها بدجلة العوراء وبقي كذلك طوال حوالي اربعة قرون سمي بعدها شط العرب) .
 9 ـ فيض البصرة :
 ورد ذكر الفيض في اخبار الازمنة الاولى للبصرة ، فذكره اللغويون الا ان كلامهم كان مختصرًا ، فقال الرازي في مختار الصحاح ان الفيض نهر بالبصرة ، وذكره الجغرافيون فقال ياقوت ( فياض نهر بالبصرة قديم واسع عليه قرى ومزارع ) ، وقال البلاذري عنه ، لما اندثر قسم من نهر الابلة بمسافة تقدر بفرسخ عن البصرة ، امر عبد الله بن عامر بن كريز الذي كان على البصرة من قبل الخليفة عثمان بن عفان زياد بن ابية باعادة حفر ذلك الجزء من النهر فاطلق عليه فيض البصرة والفيض محلة معروفة بالبصرة قرب النهر المفضي اليها .
 وكان الفيض يصل الى نهر الامير ولفظ الفيض يدل على الخير والنماء ومما يذكر ان المطلب بن عبد مناف بن قصي كان يلقب بالفيض لسماحته وفيضه .
 10 ـ نهر عبد الله بن عمر :
 شكا اهل البصرة من ملوحة مائهم الى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز فقام بحفر النهر الذي يعرف بنهر ابن عمر عندما كان عام ً لا في البصرة في زمن الوليد بن يزيد // ويبلغ طوله أربعة فراسخ من اسفل البطائح الى فيض البصرة الا ان المياه التي تصل اليه كانت قليلة حيث تذهب اغلبية مياهه إلى نهر الدير فكان الناس يستسقون من الابلة ، واستمر أهالي البصرة على هذه الحالة حتى قدم سليمان بن علي الى البصرة ، واتخذ فأدى الى حجز المياه عن نهر الدير وصرفه الى نهر ابن عمر ، وكان مقدار ما انفق عليه مليون درهم ولم تذكر لنا المصادر مأخذ هذا النهر او تحدد موقعه الا انه يرجح ان المياه تأتيه من نهر الابلة لان نهر معقل لم يحفر آنذاك .
 11 ـ نهر ام عبد الله:
 حفر عبد الله بن عمر نهرين بالبصرة احدهما في السوق والآخر يعرف بنهر ام عبد الله ، نسبة الى ام عبد الله بن عامر وهي دجاجة بنت اسماء بن الصلت السلمي ، ولها حوض ينسب اليها وكان نهر ام عبد الله يمر في وسط البصرة وكان الضعفاء من الناس يحصلون على المياه لسقي محصولاتهم من ابواب بيوتهم ( يستقي منه الضعفاء من ابواب دورهم ويأتيهم منافعهم فيه الى منازلهم ) الا انه كان ينز منه دورهم ويغرق فيه صبيانهم وكان على النهر نخيل امر بعقره عبيد الله بن زياد عندما سمع بنبأ وفاة يزيد بن معاوية .
 12 ـ نهر الاساوره :
 الاساوره هم قوة عسكرية كانت تقاتل العرب المسلمين في منطقة الاحواز تحت قيادة الملك الفارسي يزدجرد ، وبعد اندحار القوات الفارسية وهروب ملكهم ، قاموا باجراء مفاوضات مع ابي موسى الاشعري قائد الجيش العربي ، وتم الاتفاق على دخولهم في الاسلام مقابل مساواتهم مع العرب في العطاء ، وان يقاتلوا اعداءهم ، وان لا يعينوا بعضهم على بعض اذا ما وقع خلاف بينهم ، وان ينزلوا في المكان الذي يختارونه ، فاختاروا البصرة ، وتحالفوا مع بني تميم ، واصبحوا موالي لهم وحفروا نهرًا عرف باسمهم ( نهر الاساوره ) ويقال ان عبد الله بن عامر هو الذي حفره ، وذلك سنة ( 31 هـ ) ويبدو ان النهر كان يجري في الجهات الجنوبية الغربية من البصرة حيث تسكن تميم وكانت من الاساوره ، ام عبيد الله بن زياد ابن ابيه ، وعندما ترك عبيد الله البصرة بعد وفاة يزيد بن معاوية ، نزل الخوارج فيه ويذكر السيد طه الشيخلي ان نهر الاساوره كان يتصل بنهر الابلة .
 13 ـ نهر الاجانة :
 ذكر البلاذري في فتوح البلدان ، انه كان لدجلة العوراء خورًا ، والخور طريق للماء لم يحفره احد تجري اليه مياه الامطار وكان يحده مما يأتي البصرة خور كبير يعرف في الجاهلية باسم الاجانة، واطلق العرب عليه في الإسلام ـ الجزارة ـ ويبعد عن البصرة ثلاثة فراسخ وعندما امر الخليفة عمر بن الخطاب ابا موسى الاشعري بحفر نهر لاهل البصرة ابتدأ بحفره من نهر الاجانة حتى وصل به الى البصرة ، وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان عندما طلب من عامله على البصرة ، عبد الله بن عامر ان ينفذ نهر الابلة من حيث انطم حتى يصل به الى البصرة لم يصله بنهر الاجانة ، ولكن ابن عامر توجه الى خراسان فاستخلف زياد بن ابيه على البصرة ، فحفر نهر الابلة حتى اوصله بالاجانة عند البصرة فصارا نهرًا واحدًا بدايته من نهر الاجانة ونهايته عند الابلة ، وسمي بنهر الاجانة لان اهل البصرة يأتون اليه ويغسلون فيه ثيابهم وكانت فيه اجاجين وانقره وآلات القصار فلذلك سمي بنهر الاجانة .
 14 ـ نهر آزي :
 اشترى زياد بن ابيه قطيعة بمبلغ مائتي الف درهم ، وحفر فيها عدة انهار منها ، روادان لرواد بن ابي بكرة ، ونهر آزي الذي صيدت فيه سمكة كبيرة فسمي بها ، وكان على النهر قطيعة حمران مولى عثمان اقطعها اليه الخليفة عثمان بن عفان ، وكان يتصل به نهر الاجانة .  15 ـ نهر حرب :
 ينسب النهر الى حرب بن سلم بن زياد بن ابيه ، ثم صار بعد ذلك الى عبد الاعلى ، حفيد عبد الله بن عامر ، وتقع في غرب النهر قرية الجعفرية التي تشرع على النهر .
 16 ـ نهر الرباحي :
 ينسب نهر الرباحي الى رباح مولى آل جدعان ويقع جنوب نهر حرب .
 17 ـ نهر السفياني :
 يقع بعد دير جابيل، وفي جنوب نهر السفياني ، يقع نهر القواريري ونهر المساوان.
 18 ـ نهر السعيدي :
 ذكر الطبري ان نهر السعيدي يقع بالقرب من المطوعة وهو يؤدي الى نهر ابي الخصيب وبالقرب منه يقع نهر الفياض .
 19 ـ نهرسيحان :
 كان نهر سيحان ملكًا للبرامكة وهم الذين اطلقوا عليه هذا الاسم ، وورد ذكر النهر في الشعر العربي : واصبح قد جاوزت سيحان سالمًا واسلمني اسواقها وجسورها وانشد ابن شدقم :
اذا  ما سقى الله البلاد فلا سقى      بلادًا بها سيحان برقًا ولا رعدًا
 20 ـ نهر يزيدان :
 ينسب نهر يزيدان الى يزيد بن عمر الاسيدي صاحب شرطة عدي بن أرطأه ، الذي كان من الشخصيات المعروفة في البصرة .
 21 ـ نهر عدي :
 نهر عدي عبارة عن خور متفرع عن نهر البصرة ، قام بشقه عدي بن أرطأه الغزاري من بثق شيرين ، وكان سبب حفره ، ان اهل البصرة طلبوا من وكيع بن ابي الاسود التميمي ان يكتب الى الخليفة عمر بن عبد العزيز ، بحفر نهر لهم ، والا فسوف يرحلون عنها ( فما البصرة لنا بدار ) ، فأذن له الخليفة في (حفر نهر فحفر نهر عدي) .
 ذكر ياقوت الحموي ، في معجم البلدان ، انه كان من عادة اهل البصرة ، ان يزيدوا في اسم الرجل الذي تنسب اليه القرية الفًا ونونًا ولذلك نجد ان كثيرًا من الانهار تضاف اليها ، مثل :
 22 ـ طلحتان :
 ينسب الى ابي رافع مولى طلحة بن عبد الله .
 23 ـ خيرتان :
 وينسب الى خيره بنت ضمره القشيرية ، امرأة المهلب بن ابي صفره .
 24 ـ مهلبان :
 ينسب الى المهلب بن ابي صفره .
 25 ـ خلفان :
 قطيعة لعبد الله بن خلف الخزاعي .
 26 ـ طليقان :
 لولد خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي .
 27 ـ روادان :
 لرواد بن ابي بكرة
 28 ـ زيادان :
 منسوب الى زياد مولى بني الهجيم .
 29 ـ عميران :
 منسوب الى عبد الله بن عمير اللييثي .
 30 ـ عبيدان :
 لعبد الله بن كعب النميري .
 31 ـ عبد الرحمانان
 لعبد الرحمن بن زياد بن ابيه .
 32 ـ اسلمان :
 لأسلم بن زرعه الكلابي .
 33 ـ قتيبان :
 لقتيبة بن مسلم الباهلي .

قائمة المصادر والمراجع

 1 ـ الاصطخري ، كتاب الأقاليم ، مكتبة النهضة ، بغداد ، ص 45.
 2 ـ البلاذري ، فتوح البلدان ، بيروت ، 1978 ، ( مادة تمصير البصرة) .
 3 ـ الجاحظ ، البيان والتبيين ،القاهرة ، 1985 ، ج 2 ، ص 297.
 4 ـ ابن رسته ، الاعلاق ، طبعة بريل ، 1891 ، ص 95.
 5 ـ سليمان فيضي ، البصرة العظمى ، دار التضامن ، بغداد ، 1965 ، ص 54 ـ 73.
 6 ـ صالح احمد العلي ، خطط البصرة ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ، بغداد ، 1986 ص 33 وما بعدها .
 7 ـ الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق محمد ابو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، مصر ، 1964 ، ج 5 ، 6.
 8 ـ ابي الفداء ، تقويم البلدان ، باريس ، 1840 ، ص 56.
 9 ـ محمد رؤوف الشيخلي ، تاريخ البصرة القديمة وضواحيها ، مطبعة البصرة ، 1972 ص 31.
 10 ـ محمد طارق الكاتب ، شط العرب وشط البصرة ، البصرة ، 1971 ، ص 31 ـ 82.
 11 ـ المسعودي، مروج الذهب ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، ج 1 ، ط 2 طهران، 1970 ، و ج 2 ، ط 3 ، مصر ، 1958.
 12 ـ ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ج 2 ، 1 ، طبعة طهران ، 1965 ( مادة بصرة ) .

BASRAHCITY.NET