المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 من نعم الله تعالى علينا أن كرم بلدنا وفضله على سائر البلدان بأن يكون موطناً للانبياء والأوصياء والصالحين فلا تخلو مدينة من مدن العراق إلا وفيها ضريح أو مقام أو مزار مقدس يؤمه الزوار من سائر بلدان العالم ليتبركوا به ويتقربوا إلى الله لنيل الشفاعة والمغفرة وهذا ان دل على شيء انما يدل على مكانة أصحاب هذه المقامات عند الله تبارك وتعالى وتعلق قلوب الناس بهم .
 وتأتي أهمية هذه المشاهد الخالدة تعطي بعداً أيمانياً يترك أثاراً وأبعاداً روحية في قلوب المؤمنين فترى محبيهم يشدون الرحال إليهم ويكابدون مشقة الأسفار للدعاء والمناجات تحت قببهم .
 ومدينة البصرة كسائر مدن العراق تشرفت بضم أجساد الأولياء والصالحين الطاهرة فغدت مقامات زاخرة بالزوار وعامرة بالدعاء إلى الله ومن تلك المقامات ، مقام ظاهر بن علي الواقع في منطقة ( الجبيلة ) وهي أقرب إلى معقل ( ماركيل ) ويرجع نسب الإمام ظاهر بن علي إلى البيت العلوي واستناداً إلى مذكرة محمد عز الدين صاحب كتاب مراقد المعارف حول نسب الإمام ظاهر بن علي فهو : ( السيد حسين الجبيلي البصري بن عبد الله بن علم الدين المرتضى النسابة بن جلال الدين عبد الحميد بن الحسين الشبتي بن محمد الحائري بن ابرهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ) .
 ومرقده في قرية من قرى البصرة تعرف اليوم بـ ( الجبيلة ) وهي تصغير ( الجبل ) وقد عرفت به واشتهرت بلقبه حيث توطنها عندما هاجر إلى العراق قادماً من البحرين وأقام بتلك القرية حتى توفي فيها وقبره اليوم عليه قبة زرقاء عتيقة وعلى قبره صندوق صنع من الخشب الساج بطول ( 3 في 3 متر ) وارتفاع مترين ويحيط القبر صحن واسع ، يزوره الناس بكثرة وينذرون له النذور ويتحاماه الناس من الحلف به لما يشاهدون له من كرامات ، وقد تعرضت القرية التي دفن فيها لفيضان كبير فغطت مياه الفيضان البقعة المحيطة بالمقام فبقي القبر ظاهراً ولم تغمره المياه لذلك سمي المقام بمقام ظاهر بن علي .
 وفي تاريخ 5 / 2 / 1996 م تم اعمار المقام على يد السيد حميد على سلطان الكعبي .
 ويقوم على خدمة المرقد السيد عبد الرضا جمعة وهو ينتهي بالنسب إلى الإمام ظاهر بن علي حيث توارث إباؤه على خدمة المرقد ، فسلام عليه صاحب القبر الطاهر يوم ولد وسلام عليه يوم مات وسلام عليه يوم يبعث حيا .