سابع الائمة الامام موسى الكاظم بن جعفر (عليه السلام )

الاستاذ مجاهد منعثر منشد الخفاجي

    المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
  السلام عليك يا وليّ الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليكَ يا نور الله في ظلمات الأرض ، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه ، أتيتك عارفاً بحقك معادياً لأعدائك فاشفع لي عند ربّك اشهر القاب الامام موسى بن جعفر هو الامام الكاظم (1) ( السلام عليه ) ومن القابه الاخرى باب الحوائج ، الصابر ، العالم ، الزاهر ، العبد، الصالح، والنّفس الزكيّة وزين المجتهدين ، والوفيّ ، والأمين ، والسيد لانه من سادات المسلمين ، وإمام من أئمتهم ، وقد مدحه بهذا اللقب الشاعر الشهير أبو الفتح بقوله :
وإذا كنت للشريف غلاما فأنا الحر والزمان غلامي (2)

  ويكنى : ابوالحسن و ابو ابراهيم وهو أبو الحسن الأول، وأبو إبراهيم ، وأبو علي ، وسمّي عليه السلام بالكاظم لما كظمه من الغيظ ، وتصبّره على ما فعله الظالمون به ، حتّى مضى قتيلاً في حبسهم (3).
  وابيه سادس الائمة الامام جعفر الصادق ( السلام عليه ) وأمه السيدة حميدة المصفاة يقال لها : حميدة المغربيّة ، وقيل : نباته (4) ، ويقال لها : حميدة المصفّاة (5).
  لقد كانت اُم الإمام من النسوة اللاتي جلبن لأسواق يثرب وقد خصها الله تعالى فتزوجت الامام الصادق ( السلام عليه ) لتنجب أمامنا الكاظم ( السلام عليه ) فكانت من أعزّ نسائه واحبّهن إليه ، وآثرهن عنده .
  وقد غذّاها الإمام الصادق بعلومه حتى أصبحت في طليعة نساء عصرها علماً وورعاً وايماناً ، وعهد إليها بتفقيه النساء المسلمات وتعليمهن الأحكام الشرعية (6).
  كما انّ الإمام الصادق (عليه السلام) كان يغدق عليها بمعروفه ، وقد رأى فيها وفور العقل والكمال ، وحسن الايمان وأثنى عليها ثناءاً عاطراً ، فقال فيها : ( حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، مازالت الأملاك تحرسها حتى اديت إليّ كرامة من الله وللحجة من بعدي (7).
  وقد اختلف المؤرخون في نسبها فقيل انّها اندلسية ، وتكنّى لؤلؤة (8) ، وقيل إنّها رومية (9) ، وقيل انّها من أجلّ بيوت الأعاجم (10).
  مولده الشريف ( السلام عليه ) :
  وُلِدَ الامام موسى بن جعفر ( السلام عليه ) في أواخر الحكم الاموي ، ولد بين مكة و المدينة فى منطقة تسمى الابواء عام 128 هـ ايام عبد الملك بن مروان في السابع عشر من صفر (11) ، يوم الأحد ويقال : الثلاثاء (12).
  قال المنهال القصّاب : ( خرجت من مكّة أريد المدينة فمررت بالأبواء وقد ولد لأبي عبد الله موسى (عليه السلام) ، فسبقته إلى المدينة ودخل بعدي بيوم فأطعم النّاس ثلاثاً فكنت آكل فيمن يأكل ، فما آكل شيئاً إلى الغد حتّى أعود فآكل ، فمكثت بذلك ثلاثاً أطعم حتى ارتفق ثمّ لا أطعم شيئاً إلى الغد (13).
  مدة امامته : خمسة و ثلاثين عاماً ، استلم مهام الامامة و له من العمر عشرين سنة عام 148 هـ .
  من زوجاته : اشهر هن السيدة الجليلة ( تكتم ) ام الامام الرضــا ( السلام عليه ).
  اوصافه : كان اسمراً ، شديد السمرة (14) ، معتدل القامة ، كث اللحية (15) ، حسن الوجه ، نحيف الجسم ، له هيبة و جلال ، ووصفه شقيق البلخي فقال : كان حسن الوجه ، شديد السمرة ، نحيف الجسم .
  شهادته : كان استشهاده ( السلام عليه ) في سجن السندي بن شاهك ببغداد المصادف 25 رجب عام 183 هـ متأثراً بسم دسه اليه هارون الرشيد و كان عمره خمسة و خمسون عاماً .
  والامام الكاظم ( السلام عليه ) معروف عند أهل العراق ومشهور بالكرامات واطلق لقب من عامة الناس عليه ابو طلبه وباب الحوائج فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه ، ورجع الى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الايام، وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم ، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول : ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر الاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب (16) .
  وقال الشافعى : ( قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب ) (17) .
  زوجة الامام الكاظم ( السلام عليه ) :
  قال الشاعر :
ألا أن خير النساء نفساً ووالداً
ورهـطاً وأجداداً علي iiالمعظم
أتـتنا بـه للعلم والحلم iiثامناً
إمـاماً  يـؤدي حجة الله iiتكتم

  وهي تكتم الطاهرة ـ ( أم البنين ) أم الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وجاء في كتاب تراجم الشيعة : ـ ( تكتم ) بضم أوله وسكون الكاف وفتح التاء الفوقانية قبل الميم (18) .
  وقال الشيخ الصدوق ( قدس سره ) : ـ هكذا تسمى باسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) وهي أم ولده الإمام الرضا عليه السلام ، كانت من أشراف العجم جارية مولدة وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة حتى أنها ما جلست بين يديها مذ ملكتها إجلالاً لها .
  فقالت لابنها موسى ( عليه السلام ) : يا بني ، إن تكتم أفضل مني ، ولست أشك أن الله تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك ، فاستوص خيراً بها (19) .
  وذكر الشيخ عباس القمي في كتابه ( الأنوار البهية ) أن أم الإمام الثامن الضامن المأمول المرتجى مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) هي أم ولد يقال لها أم البنين ، واسمها نجمة ويقال لها تكتم أيضاً ، اشترتها حميدة المصفاة أم موسى ( عليه السلام ) وكانت أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها .
  روي أن السيدة حميدة رأت في المنام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لها : يا حميدة ، هبي نجمة لابنك موسى ( عليه السلام ) فإنه سيولد له منها خير أهل الأرض، فوهبتها له ، فلما ولدت له الرضا عليه السلام سماها الطاهرة .

  اولاده
  اختلف المؤرخون في عدد أولاد الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ومنهم من قال : انهم ثلاثة وثلاثون ، الذكور منهم 16 والإناث 17 .
  ومنهم من قال : سبعة وثلاثون ، الذكور 18 والإناث 19 .
  ومنهم من قال : ثمانية وثلاثون ، الذكور 20 والإناث 18 (20) .
  وقال الطبرسي وهو الاشهر والاقوى : كان له سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى ، علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، وإبراهيم والعباس والقاسم من أمهات متعددة ، وأحمد ، ومحمد ، وحمزة من أم واحدة ، وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسن من أم واحدة ، وعبد الله، وإسحاق ، وعبيد الله، وزيد ، والحسن ، والفضل ، وسليمان من أمهات متعددة ، وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، ورقية ، ومكية ، وأم أبيها ، ورقية الصغرى وكلثم ، وأم جعفر ، ولبانة ، وزينب ، وخديجة وعلية ، وآمنة ، وحسنة ، وبريهة ، وعائشة ، وأم سلمة ، وميمونة ، وأم كلثوم من أمهات متعددة ، إن لكل واحد من أولاد أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) فضلاً مشهوداً (21) .
  ولكل واحد من أبناء أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) فضل ومنقبة وكان الرضا مشهوراً بالتقدم ونباهة القدر ، وعظم الشأن ، وجلالة المقام بين الخاص والعام (22) .
  فكانوا من خيرة أبناء المسلمين في عصره يتصفون بالتقوى والورع والخير والصلاح والابتعاد عن مآثم الحياة وأباطيلها .
  أخوان الامام موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) إسماعيل وهو الولد الاكبر للامام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، روي أن أبا عبدالله حزن عليه حزناً شديداً ، وأمر بوضع سريره على الأرض عدة مرات قبل دفنه ، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه ، ويريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده ، وإزالة الشبهة عنهم في حياته (23).
  قال الشيخ المفيد : إنه مات في حياة أبيه بالعريض ، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع .
  ويأتي بعد اسماعيل من أخوت الامام الكاظم ( عليه السلام ) :
  1 ـ عبد الله .
  2 ـ علي : قال الشيخ الطوسي رضوان الله عليه : علي بن جعفر أخو موسى بن جعفر بن محمد ( عليهم السلام ) ، جليل القدر ، ثقة ، له كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم بن جعفر ( عليهم السلام ) سأله عنها (24) ، وعاش دهراً طويلاً حتى أدرك الإمام الجواد ( عليه السلام ) .
  3 ـ إسحاق : قال الشيخ المفيد : كان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد ، قد روى عنه الناس الحديث والآثار وكان ابن كاسب يقول إذا حدث عنه : حدّثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر وكان إسحاق يقول بإمامة أخيه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) (25) ، ويلقب المؤتمن زوج السيّدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن السبط ( عليه السلام ) صاحبة الروضة المشهورة بالقاهرة المعروفة بالست نفيسة سافر مع زوجته إلى مصر وأقام بالفسطاط .
  4 ـ عباس : قال الشيخ المفيد : كان العباس بن جعفر رحمه الله فاضلاً نبيلاً (26).
  5 ـ محمد بن جعفر ( عليه السلام ) : من الزهّاد والعبّاد ، كان يسكن مكة ويروي بها الأحاديث ، وفي أيام ظهور الفتنة بين الأمين والمأمون خرج في مكة وادعى الخلافة ، أرسل إليه المأمون جيشاً بإمارة الجلودي ، فلما وصل جيش المأمون مكة خلع نفسه وبايع المأمون ، ثم سافر إلى خراسان وأقام بمرو ، ولما وصل المأمون جرجان قتله بالسم وكان قبره معروفاً بجرجان في القرن الرابع الهجري (27) .

  سخاء الامام ( عليه السلام )
 اتفق المؤرخون أنه كان أندى الناس كفّاً ، يشعر مع المحتاجين ، ويعطي المعوزين ، ويصل المحرومين في غلس الليل البهيم ، حتى لا يعرفه أحد ، ويكون عطاؤه في سبيل الله، وكانت تضرب بصرره المثل .
  فكان الناس يقولون : ( عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي الفقر ) أنفق جميع ما يملكه على الضعفاء والمنكوبين ، وأنقذ الكثيرين منهم من مرارة الفقر والحرمان ، أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان ، والذنب بالعفو ، شأنه شأن جدّه الرسول الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وقد قابل جميع ما لاقاه من أذى وظلم من الحاقدين عليه بالصبر والصفح الجميل .

  معاصريه
  من بنى العباس : عاصر بقية ملك المنصور وملك المهدى لمدة 10 سنوات والهادى لمدة سنة واحدة وهارون الرشيد لمدة 15 سنة .
  محل دفنه : مدينة الكاظمية فى العراق .
  شاعره : السيد الحميري .
  بوابه : محمد بن الفضل .
  ملوك عصره : المنصور ، محمد المهدي ، موسى الهادي ، هارون الرشيد .
  حياته : عاش فترة من عمره في ظلمات السجون ، فقد سجنه المهدي العباسي ثم أطلقه وسجنه هارون الرشيد في البصرة عند عيسى بن جعفر ، ثم نقله إلى بغداد عند الفضل بن الربيع ، ثم عند الفضل بن يحيى ، ثم عند السندي بن شاهك .
  قبره : دفن في جانب الكرخ ، في مقابر قريش ، وقبره اليوم ينافس السماء علواً وازدهاراً ، على أعتابه يتكدس الذهب ، ويزدحم عنده الألوف من المسلمين من شرق الأرض وغربها لزيارته ، والطواف حول ضريحه الأقدس .

  من اصحابه ( عليه السلام ) :
  عليّ بن يقطين وقد ضمن له الامام الكاظم ( عليه السلام ) الجنة (28) ، قال عبد الله بن يحيى الكاهلي : ( كنت عند أبي إبراهيم ( عليه السلام ) إذ اقبل عليّ بن يقطين فالتفت أبو الحسن ( عليه السلام ) إلى أصحابه ، فقال : من سرّه أن يرى رجلاً من أصحاب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) فلينظر إلى هذا المقبل ، فقال له رجل من القوم : هو إذن من أهل الجنّة ؟ فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أمّا أنا فأشهد أنّه من أهل الجنة (29) .
  وقال ( عليه السلام ) لعلي بن يقطين : ( كفّارة عمل السلطان الاحسان الى الاخوان ) .

  امامته (30) :
  لقد تميّزت المرحلة التي نشأ فيها الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) وعاصرها مع أبيه ـ منذ ولادته سنة (128 هـ ) حتى وفاة أبيه سنة (148 هـ ) بعدّة منعطفات تاريخيّة ونشاطات نوعية من قبل الإمام الصادق (عليه السلام) حيث استطاع بقدراته الإلهيّة وحنكته الربانيّة أن يتجاوز تلك التحدّيات ، ويرسم الخط الإلهي الأصيل ويُنجز مهامّ الإمامة ويهيئ لولده الإمام الكاظم(عليه السلام) الطريق لكي يمارس دوره المستقبلي .
  الإمامة منصب ربّاني يتقوّم بجدارة الإنسان المرشّح للإمامة وقابليته لتحمّل أعباء هذه المسؤولية الكبرى ، ولهذا يعتبر فيها الاجتباء الربّاني والاصطفاء الإلهي ، ومن هنا كان النصّ على كل واحد من الأئمة ضرورة لابدّ منها .
  والنصوص العامّة والخاصّة قد بلّغها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الى صحابته وأهل بيته وتناقلتها كتب الحديث والأخبار ، ولكن النصوص المباشرة من كل امام على الذي يليه من أبنائه لها ظروفها الخاصّة التي تكتنفها فتؤثر في كيفية التنصيص وأساليب التعبير ودلالاتها التي تتراوح بين الإشارة تارة والتصريح تارة اُخرى .
  أجمعت الروايات بالنص عليه بالإمامة من الله تعالى ، كخبر اللوح ، وأن الإمام لا يكون إلا الأفضل في العلم والزهد والعمل ، وأنه معصوم كعصمة الأنبياء ( عليهم السلام ) .
  والنصوص المروية على إمامته عن أبيه أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قد رواها شيوخ أصحاب أبي عبدالله وخاصته ، وثقاته الفقهاء الصالحون رضوان الله عليهم ، ونرى هارون الرشيد ( لعنه الله ) يعترف بإمامة الامام الكاظم ( عليه السلام ) قال المأمون : كنت أجرأ ولد أبي عليه ، وكان المأمون متعجباً من إكبار أبيه لموسى بن جعفر وتقديره له ، قال : قلت : لأبي : يا أمير المؤمنين ، من هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته ، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس ، وجلست دونه ؟ ثم أمرتنا بأخذ الركاب له ؟ قال : هذا إمام الناس ، وحجة الله على خلقه ، وخليفته على عباده فقلت : يا أمير المؤمنين ، أو ليست هذه الصفات كلها لك وفيك ؟ فقال : أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حق ، والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) مني ومن الخلق جميعاً ، والله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، فإن الملك عقيم (31) .
  قال ابن الصباغ : روى عبد الأعلى عن الفيض بن المختار قال : قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق ( عليه السلام ) : خذ بيدي من النار ، من لنا بعدك ؟ فدخل موسى الكاظم وهو يومئذ غلام ، فقال ( أي الصادق) ( عليه السلام ) ) : هذا صاحبكم فتمسك به (32) .
  قال الشيخ المفيد : هو الإمام بعد أبيه ، والمقدم على جميع بنيه ، لاجتماع خصال الفضل فيه ، وورود صحيح النصوص وجلي الأقوال عليه من أبيه بأنه ولي عهده والإمام القائم من بعده (33) .
  وقد تولى منصب الإمامة بعد أبيه الصادق ( عليه السلام ) في وقت شهدت فيه الدولة العباسية استقرار أركانها وثبات بنيانها ، فتنكرت للشعار الذي كانت تنادي به من الدعوة لآل محمد ـ عليه وعليهم السلام ـ فالتفتت إلى الوارث الشرعي لشجرة النبوة مشهرة سيف العداء له ولشيعته تلافيا من تعاظم نفوذه أن يؤتي على أركان دولتهم وينقضها ، فشهد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) طيلة سني حياته صنوف التضييق والمزاحمة ، إلا أن ذلك لم يمنعه ( عليه السلام ) من أن يؤدي رسالته في حماية الدين وقيادة الأمة ، فعرفه المسلمون آية من آيات العلم والشجاعة ، ومعينا لا ينضب من الحلم والكرم والسخاء ، ونموذجا عظيما لا يدانى في التعبد والزهد والخوف من الله تعالى .
  بعض النصوص اللفظية من ابيه الامام الصادق ( عليه السلام ) : ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : أسأل الله الذى رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها .
  فقال : قد فعل الله ذلك .
  قلت : من هو جعلت فداك ؟ فأشار إلى العبد الصالح وهو راقد فقال : ( هذا الراقد ) وهو يومئذ غلام (34) .
  وبهذا الإسناد ، عن المفضّل بن عمر قال : كنّا عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فدخل أبو إبراهيم ـ وهو غلام ـ فقال : استوص به ، وضع أمره عند من تثق به من أصحابك (35) .
  وبهذا الإسناد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال له منصور بن حازم : بأبي أنت وأمّي ، إنّ الأنفس يغدى عليها ويراح ، فإذا كان ذلك فمن ؟ قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إذا كان ذلك فهو صاحبكم ) وضرب على منكب أبي الحسن الأيمن ، وكان يومئذ خماسيّاً ، وعبدالله بن جعفر جالسٌ معنا (36) .
  وبهذا الإسناد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : إن كان كونٌ ـ ولا أراني الله ذلك ـ فبمن أئتم ؟ قال : فأومأ إلى ابنه موسى .
  قلت : فإن حدث بموسى حديثٌ فبمن أئتمّ ؟ قال : بولده .
  قلت : فإن حدث بولده وترك أخاً كبيراً وابناً صغيراً ؟ قال : ( بولده ، ثمّ هكذا أبداً ) .
  قلت : فإن لم أعرفه ولم أعرف موضعه ؟ قال : تقول : اللهم أنّي أتولّى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي ، فإنّ ذلك يجزئك إن شاء الله (37) .
  وبهذا الإسناد ، في حديث طويل في أمر أبي الحسن ( عليه السلام ) حتّى قال له أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( هو صاحبك الذي سألت عنه ، فقم إليه فأقرّ له بحقّه ) .
  فقمت حتّى قبّلت رأسه ويده ، ودعوت الله له .
  قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : أما إنه لم يؤذن لنا في أول ذلك .
  فقلت : جعلت فداك ، فأخبر به أحداً ؟ قال : نعم ، أهلك وولدك ورفقاءك .
  وكان معي أهلي وولدي ، وكان معي من رفقائي يونس بن ظبيان ، فلمّا أخبرته حمد الله تعالى وقال : لا والله حتّى أسمع ذلك منه ، وكانت به عجلة ، فخرج فأتبعته ، فلمّا انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول له ـ وكان سبقني إليه ـ : يا يونس ، الأمر كما قال لك فيض .
  فقال : سمعت وأطعت .
  فقال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : خذه إليك يا فيض (38) .
  وبهذا الإسناد ، عن سليمان بن خالد قال : دعا أبو عبدالله أبا الحسن موسى ( عليهما السلام ) ونحن عنده فقال لنا : ( عليكم بهذا بعدي ، فهو والله صاحبكم بعدي ) (39) .
  وبهذا الإسناد ، عن علي بن الحسن عن صفوان الجمّال قال : سألت أبا عبدالله عن صاحب هذا الأمر ، فقال : إنّ صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعب ، فأقبل أبو الحسن موسى ـ وهو صغير ـ ومع عناق (40) مكّية وهو يقول لها : اسجدي لربّك فأخذه أبو عبدالله فضمّه إليه وقال : بأبي وأمّي من لا يلهو ولا يلعب (41) .
  وروى محمد بن سنان ، عن يعقوب السراج قال : دخلت على أبي عبدالله وهو واقف على رأس أبي الحسن وهو في المهد ، فجعل يسارّه طويلاً ، فجلست حتّى فرغ فقمت إليه فقال لي : ادن إلى مولاك فسلّم عليه ، فدنوت فسلّمت عليه ، فردّ عليّ بلسان فصيح ، ثمّ قال لي : إذهب فغير اسم ابنتك التي سمّيتها أمس ، فإنّه اسم يبغضه الله عزّ وجلّ ، وكانت ولدت لي ابنة فسمّيتها بالحميراء ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( انته إلى أمره ترشد ) فغيّرت اسمها (42) .
  وروى يعقوب بن جعفر الجعفريّ قال : حدّثني إسحاق بن جعفر الصادق ( عليه السلام ) قال : كنت عند أبي يوماً فسأله عليّ بن عمر بن عليّ فقال : جعلت فداك ، إلى من نفزع ويفزع الناس بعدك ؟ قال : إلى صاحب هذين الثوبين الأصفرين والغديرتين ـ يعني الذؤابتين ـ وهو الطالع عليك من الباب ، فما لبثنا أن طلعت علينا كفان آخذتان بالبابين حتى انفتحا ، ودخل علينا أبو إبراهيم ( عليه السلام ) وهو صبيّ وعليه ثوبان أصفران (43) .
  وروى محمد بن الوليد قال : سمعت عليّ بن جعفر يقول : سمعت أبي ـ جعفر بن محمد ( عليهم السلام ) ـ يقول لجماعة من خاصّته وأصحابه : استوصوا بابني خيراً ، فإنّه خيراً ، فإنّه أفضل ولدي ، ومن أخلّف من بعدي ، وهو القائم مقامي ، والحجّة لله تعالى على كافّة خلقه من بعدي (44) .

  من معجزاته ( عليه السلام ) :
  روى عبدالله بن إدريس ، عن ابن سنان قال : حمل الرشيد في بعض الأيام إلى علي بن يقطين ثياباً أكرمه بها ، وكان في جملتها درّاعة خزّ سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب ، وتقّدم عليّ بن يقطين بحمل تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى عليه السلام ، وأضاف إليها مالاً كان أعدّه على رسم له في ما يحمله إليه من خمس ماله ، فلمّا وصل ذلك إلى أبي الحسن عليه السلام قبل المال والثياب وردّ الدرّاعة على يد غير الرسول إلى علي بن يقطين وكتب إليه : ( احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه ) فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه ولم يدر ما سبب ذلك ، فاحتفظ بالدرّاعة ، فلمّا كان بعد أيّام تغّير ابن يقطين على غلام له كان يختصّ به فصرفه عن خدمته ، فسعى به إلى الرشيد وقال : إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفر ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة ، وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا ، فاستشاط الرشيد غضباً وقال : لأكشفنّ عن هذه الحال ، وأمر بإحضار علي بن يقطين فلمّا مثل بين يديه قال : ما فعلت بتلك الدّراعة التي كسوتك بها ؟ قال : هي يا أمير المؤمنين عندي في سفط مختوم فيه طيب ، وقد احتفظت بها ، وكلّما أصبحت فتحت السفط ونظرت إليها تبركاً بها وأقبّلها وأردّها إلى موضعها ، وكلّما أمسيت صنعت مثل ذلك ، فقال : ائت بها الساعة ، قال : نعم ، وأنفذ بعض خدمه فقال : امض إلى البيت الفلاني وافتح الصندوق الفلاني وجئني بالسفط الذي فيه بختمه ، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوماً ووضع بين يدي الرشيد ، ففكّ ختمه ونظر إلى الدرّاعة مطويّة مدفونة بالطيب ، فسكن غضب الرشيد وقال : أرددها إلى مكانها وانصرف راشداً ، فلن أُصدق عليك بعدها ساعياً ، وأمر له بجائزة سنيّة ، وأمر بضرب الساعي ألف سوط ، فضرب نحو خمسمائة سوط فمات في ذلك (45) .
  وروى محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن الفضل قال : اختلفت الراية بين أصحابنا في مسح الوضوء ، أهو من الأصابع إلى الكعبين ؟ أم من الكعبين إلى الاَصابع ؟ فكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، إنّ أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين ، فإن رأيت أن تكتب بخطّك إلي ما يكون عملي عليه فعلت إن شاء الله.
  فكتب إليه أبو احسن ( عليه السلام ) : ( فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء ، والذي آمرك به ذلك أن تتمضمض ثلاثاً ، وتستنشق ثلاثاً ، وتغسل وجهك ثلاثاً ، وتخلّل لحيتك وتغسل يدك من أصابعك إلى المرفقين ، وتمسح رأسك كلّه ، وتسمح ظاهر أذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثاً ، ولا تخالف ذلك إلى غيره ) ، فلمّا وصل الكتاب إلى علي بن يقطين تعجّب ممّا رسم له فيه ممّا جميع العصابة على خلافه ، ثمّ قال : مولاي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره ، فكان يعمل في وضوئه على هذه ، قال : وسعي بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقيل له : إنّه رافضي مخالفٌ لك ، فقال الرشيد لبعض خاصّته : قد كثر القول عندي في علي بن يقطين وميله إلى الرفض ، وقد امتحنته مراراً فما ظهرت منه على ما يقرف (46) به ، فقيل له : إنّ الرافضة تخالف الجماعة في الوضوء فتخفّفه ، ولا تغسل الرجلين ، فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه ، فتركه مدّة وناطه بشيء من شغله في الدار حتّى دخل وقت الصلاة ، وكان عليّ يخلو في حجرة من الدار لوضوئه وصلاته ، فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو ، فدعا بالماء فتوضّأ على ما أمره الإمام ، فلم يملك الرشيد نفسه حتّى أشرف عليه بحيث يراه ثمّ ناداه : كذب يا علي بن يقطين من زعم أنّك من الرّافضة ، وصلحت حاله عنده .
  وورد كتاب أبي الحسن ( عليه السلام ) : ابتدئ من الآن يا عليّ بن يقطين توضّأ كما أمرك الله: اغسل وجهك مرّة فريضة وأُخرى إسباغاً ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح بمقدّم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما كنت أخافه عليك ، والسلام (47) .
  وروى أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : جعلت فداك بم يعرف الإمام ؟ قال : ( بخصال : أمّا أولاهنّ : فإنّه بشيء قد تقدّم فيه من أبيه وإشارته إليه لتكن حجّة ، ويسأل فيجيب ، وإذا سكت عنه ابتدأ ، ويخبر بما في غد ، ويكلّم الناس بكلّ لسان ) ثمّ قال : ( يا أبا محمد ، أعطيك علامة قبل أن تقوم ) فلم ألبث أن دخل عليه رجلٌ من أهل خراسان ، فكلّمه الخراساني بالعربيّة فأجابه أبو الحسن بالفارسيّة ، فقال له الخراساني : والله ما منعني أن أكلمك بالفارسيّة إلاّ أنّني ظننت أنّك لا تحسنها ، فقال : ( سبحان الله، إذا كنت لا أحسن أن أجيبك فما فضلي عليك فيما أستحقّ [به] الإمامة ) ، ثمّ قال : يا أبا محمد ، إنّ الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ، ولا منطق الطير ، ولا كلام شيء فيه روح (48) .
  عن إسحاق بن عمّار قال : كنت عند أبي الحسن ( عليه السلام ) ودخل عليه رجلٌ فقال له أبو الحسن : ( يا فلان أنت تموت إلى شهر ) ، قال : فأضمرت في نفسي كأنّه يعلم آجال الشيعة ، قال : فقال لي : ( يا إسحاق ، ما تنكرون من ذلك ، قد كان رشيد الهجري مستضعفاً وكان يعلم علم المنايا والإمام أولى بذلك منه ) ، ثمّ قال : ( يا إسحاق ، تموت إلى سنتين ويشتّت مالك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون إفلاساً شديداً ) ، قال : فكان كما قال (49) .

  فضل وعلم وحديث وادعية امامنا الكاظم ( عليه السلام ) :
  روى ابن قولويه بإسناده عن عليّ بن حسان عن بعض أصحابنا ، قال : ( حضرت أبا الحسن الأوّل ( عليه السلام ) ، وهارون الخليفة ، وعيسى بن جعفر ، وجعفر بن يحيى بالمدينة وقد جاءوا إلى قبر النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) فقال هارون لأبي الحسن ( عليه السلام ) : تقدم ، فأبى فتقدّم هارون فسلّم وقام ناحية ، فقال عيسى بن جعفر لأبي الحسن ( عليه السلام ) تقدّم فأبى ، فتقدّم عيسى بن جعفر فسلّم ووقف مع هارون ، فقال جعفر لأبي الحسن ( عليه السلام ) : تقدّم ، فأبى فتقدّم جعفر ، فسلّم ووقف مع هارون ، وتقدّم أبو الحسن ( عليه السلام ) فقال : ( السلامُ عليكَ يا أبة ، أسأل الله الذي اصْطفاكَ وَاجْتباكَ وهَداكَ وَهَدى بِكَ أن يصلّى عليكَ ) فقال هارون لعيسى : سمعت ؟ قال : نعم فقال : هارون : أشهد أنّه أبوه حقّاً (50) .
  الامام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) تجمعت فيه العبادة والزهد والكرم والسخاء وقضاء الحوائج للناس ، وكان قدراته لاتحصى منها حلمه وعلمه وكظمه الغيظ ، وانه كان يصلى نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ، ويخر لله ساجدا فلا يرفع راسه من الدعاء والتمجيد حتى يقرب زوال الشمس (51) ، ومن دعائه اللهم انى أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب (52) .
  وايضا : عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك (53) ، وكان يبكى من خشيه الله حتى تخضل لحيته بالدموع ، وكان اوصل الناس لاهله ورحمه ، وكان يفتقد فقراء المدينة في الليل فيحمل اليهم فيه العين (54) ، والورق (55) ، والادقة (56) ، والتمور ، فيوصل اليهم ذلك ، ولا يعلمون من أي جهة هو (57) .
  دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) فقال له : ( رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يديه ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ادعوا لي موسى ، فدعاه فقال له في ذلك فقال : نعم يا أبه إنّ الذي كنت أصلّي له كان أقرب إليّ منهم يقول الله تعالى : ( ونحن أقربُ إليه من حبل الوريد ) فضمّه أبو عبد الله إلى نفسه ثمّ قال : بأبي أنت وأمّي يا مودع الأسرار (58) .
  ودخل موسى بن جعفر ( عليه السلام ) بعض قرى الشام متنكّراً هارباً فوقع في غارٍ وفيه راهب يعظ في كلّ سنةٍ يوما ، فلمّا رآه الراهب دخل منه هيبة ، فقال : يا هذا أنت غريب ؟ قال : نعم قال : منّا أو علينا ؟ قال : لست منكم قال : أنت من الأمّة المرحومة ؟ قال : نعم ، قال : أفمن علمائهم أنت أم من جهّالهم ؟ قال : لست من جهّالهم فقال : كيف طوبى أصلها في دار عيسى وعندكم في دار محمد وأغصانها في كلّ دار ؟ فقال ( عليه السلام ) : الشمس قد وصل ضوؤها إلى كلّ مكان وكلّ موضع وهي في السماء ، قال : وفي الجنّة لا ينفد طعامها وإن أكلوا منه ولا ينقص منه شيء ؟ قال : السراج في الدّنيا يقتبس منه ولا ينقص منه شيء ، قال : وفي الجنّة ظلّ ممدود ؟ فقال ( عليه السلام ) : الوقت الذي قبل طلوع الشمس كله ظلّ ممدود ، وذلك قوله تعالى : ( ألم ترَ إلى ربّك كيفَ مدَّ الظلّ ) قال : ما يؤكل ويشرب في الجنّة لا يكون بولاً ولا غائطاً ، قال ( عليه السلام ) : الجنين في بطن أمّه ، قال : أهل الجنّة لهم خدم يأتونهم بما أرادوا بلا أمر فقال ( عليه السلام ) : إذا احتاج الإنسان إلى شيء عرفت اعضاؤه ذلك ويفعلون بمراده من غير أمر ، قال : مفاتيح الجنّة من ذهب أو فضّة ؟ قال : مفتاح الجنّة لسان العبد ، لا إله إلا الله، قال : صدقت ، وأسلم والجماعة معه (59) ( بسم الله، اشهد أن لا اله إلا الله، واشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وان الاسلام كما وصف ، وان الدين كما شرع ، وان الكتاب كما انزل ، والقول كما حدث ، وان الله هو الحق المبين ، وصلوات الله وسلامه على محمد وآله ، أصبحت اللهم في أمانك ، أسلمت إليك نفسي ، ووجهت إليك وجهي ، وفوضت إليك أمري ، وألجأت إليك ظهري ، رهبة منك ورغبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، ورسولك الذي أرسلت ، اللهم إني فقير إليك فارزقني بغير حساب إنك ترزق من تشاء بغير حساب اللهم إني أسألك الطيبات من الرزق ، وترك المنكرات ، وان تتوب علي ، اللهم أني أسألك بكرامتك التي أنت أهلها أن تتجاوز عن سوء ما عندي بحسن ما عندك ، وأن تعطيني من جزيل عطائك أفضل ما أعطيته أحداً من عبادك ، اللهم إني أعوذ بك من مال يكون علي فتنة ، ومن ولد يكون لي عدواً ، اللهم قد ترى مكاني ، وتسمع دعائي وكلامي ، وتعلم حاجتي ، أسألك بجميع أسمائك أن تقضي لي كل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة . اللهم إني أدعوك دعاء عبد ضعفت قوته ، واشتدت فاقته ، وعظم جرمه ، وقل عذره ، وضعف عمله ، دعاء من لا يجد لفافته ساداً غيرك ، ولا لضعفه عونا سواك ، أسألك جوامع الخير وخواتمه وسوابقه وفوايده ، وجميع ذلك بدوام فضلك وإحسانك ومنك ورحمتك ، فارحمني واعتقني من النار ، يا من كبس الأرض على الماء ، ويا من سمك السماء بالهواء ، ويا واحدا قبل كل واحد ، ويا واحدا بعد كل شئ ، ويا من لا يعلم ولا يدري كيف هو إلا هو ، ويا من لا يقدر قوته إلا هو ، يا من كل يوم هو في شأن ، يا من لا يشغله شأن عن شأن ، ويا غوث المستغيثين ، يا صريخ المكروبين ، ويا مجيب دعوة المضطرين ، ويا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ، ربي ارحمني رحمة لا تضلني ولا تشقيني بعدها أبداً إنك حميد مجيد ، وصلى الله على محمد وآله وسلم ) (60)
.   حتى أن هارون الظالم بهر بما رآه من تقوى الإمام وكثرة عبادته ، وتحمّله هذه الخطوب الثقيلة بصبر وهدوء ، فقال متعجباً : ( إنه من رهبان بني هاشم ) ولما كان مسجوناً ( عليه السلام ) في بيت السندي بن شاهك وكل أوقاته عبادة وسجود ، كانت عائلة السندي تطل عليه فترى هذه السيرة الزكيّة التي تحاكي سيرة الأنبياء ، ممّا دفع شقيقة السندي إلى اعتناق فكرة الإمامة ، وحفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره إنها السيرة النبوية .
  قال شقيق البلخي : خرجت حاجّاً في سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلت القادسيّة فبينما أنا أنظر النّاس في مخرجهم إلى الحاجّ وزينتهم وكثرتهم إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه شديد السّمرة نحيف ، فوق ثيابه ثوب صوف مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان ، وقد جلس منفرداً فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصّوفية ، ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلا عليهم في طريقهم والله لأمضينّ إليه ولأوبخنه فدنوت منه فلمّا رآني مقبلاً نحوه قال : يا شقيق ، اجتنبوا كثيرا من الظنّ انّ بعض الظنّ اثمٌ، فتركني وولّى ، فقلت في نفسي : إنّ هذا الأمر عظيمٌ تكلّم على ما في خاطري ونطق باسمي ، هذا عبدٌ صالح لألحقنه واسأله الدّعاء وأن يحلّلني ممّا ظننته به ، فغاب عنّي ولم أره فلمّا نزلنا ( واقصه ) فإذا هو واقف يصلي ، فقلت : هذا صاحبي أمضي إليه واستحلله فصبرت حتى فرغ من صلاته فالتفت إليّ وقال : يا شقيق ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) ثمّ قام ومضى وتركني ، فقلت : هذا الفتى من الأبدال قد تكلّم على سرّي مرّتين فلمّا نزلنا ( زبالاً ) وإذا أنا بالفتى قائم على البئر وأنا أنظر إليه وبيده ركوة يريد أن يستقي فيها الماء فسقطت الركوة من يده في البئر فرمق إلى السّماء بطرفه وسمعته يقول : انت ربّي إذا ظمئت ، وقوتي إذا طلبت طعاماً ، ثمّ قال : اللّهم إلهي وسيدي ، مالي سواك فلا تعدمنيها ، قال شقيق : فوالله لقد رأيت الماء ارتفع إلى رأس البئر والركّوة طافية عليه ، فمدّ يده وأخذها ملأى فتوضّأ منها وصلّى أربع ركعات ثمّ مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويجعل في الركوة ويحرّكها ويشرب فأقبلت نحوه وسلّمت عليه فردّ عليّ السلام ، فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك فقال : يا شقيق لم تزل نعم الله عليّ ظاهرة وباطنة فأحسن ظنّك بربّك ثمّ ناولني الرّكوة فشربت منها فإذا هو سويق سكر فوالله ما شربت قطّ ألذّ منه ولا أطيب فشبعت ورويت وأقمت أيّاماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً ، ثمّ لم أره حتى حططنا بمكّة فرأيته ليلة إلى جنب قبة السّراب في نصف اللّيل وهو قائم يصلّي بخشوع وأنين وبكاء ، فلم يزل كذلك إلى طلوع الفجر ، فلمّا أصبح جلس في مصلاّه يسبّح الله تعالى ثمّ مال إلى حاشية الطّواف فركع الفجر هناك ثمّ صلى فيه الصّبح مع الناس ، ثمّ دخل الطواف فطاف إلى بعد شروق الشمس ثمّ صلى خلف المقام ، ثمّ خرج يريد الذّهاب فخرجت خلفه أريد السلام عليه وإذا بجماعة قد طافوا به يميناً وشمالاً ومن خلفه ومن قدامه ، وإذا له حاشية وخدم وحشم وموالي وأتباع قد خرجوا معه فقلت لهم : من هذا الفتى ؟ فقالوا : هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
  فقلت : لا يكون هذا إلا لمثل هذا ، ثمّ إنّي انصرفت (61) .
  روى الخطيب البغدادي بإسناده عن يحيى بن الحسن ـ وذكر لي غير واحد من أصحابنا ـ أنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليّاً ، قال : وكان قد قال له بعض حاشيته دعنا نقتله ، فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي ، وزجرهم أشدّ الزجر ، وسأل عن العمري فذكر له أنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة ، فركب إليه في مزرعته فوجده فيها ، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا ، فوطئه بالحمار حتى وصل إليه فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له : كم غرمت في زرعك هذا ؟ قال له : مائة دينار ، قال : فكم ترجو أن يصيب ؟ قال : أنا لا أعلم الغيب ، قال : إنّما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه ؟ قال : أرجو أن يجيئني مائتا دينار قال : فأعطاه ثلاثمائة دينار وقال : هذا زرعك على حاله قال : فقام العمري فقبّل رأسه وانصرف ، قال : فراح إلى المسجد فوجد العمري جالساً ، فلّما نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالته قال : فوثب أصحابه فقالوا له : ما قصتّك ؟ قد كنت تقول خلاف هذا .
  قال : فخاصمهم وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج ، قال : فقال أبو الحسن موسى لحاشيته الذين ارادوا قتل العمري : أيّما كان خير ، ما أردتم، أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار (62) .
  ولقد قام الامام الكاظم ( عليه السلام ) بعد أبيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) من إدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام ، وأوّل معهد تخرجت منه كوكبة من كبار العلماء ، في طليعتهم أئمة المذاهب الإسلامية ، فالإمام الشافعي يعتقد أن حبهم وسلوك منهجهم العدل ... وهم حبل الله المتين الذي ينير الطريق للمتمسك بهم إلى رضوان الله عز وجل وهو يرجو أن يظفره حبهم فقال :
آل  الـنبي ذريـعتي وهـم إلـيه iiوسيلتي
أرجو بهم أعطى غداً بيدي اليمين صحيفتي
  واحمد بن حنبل سأله عبد الله ابنه عن التفضيل بين الخلفاء الراشدين فقال : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، ثم سكت ، فسأله عبدالله : يا أبت !! أين علي بن أبي طالب ؟ قال : ( هو من أهل البيت لا يقاس به هؤلاء ) (63) .
  والإمام الكاظم ( عليه السلام ) دائرة معارف كاملة ، فقد أجمع الرواة انه كان يملك طاقات هائلة من العلم ، ومخزوناً فكرياً غنياً جداً بمختلف المعارف ، يقصده العلماء والرواة من كل مكان في بقاع العالم ليتزودوا من نمير علمه ، وكانوا يسجلون كل الفتاوى التي يذكرها الامام ( عليه السلام ) ، فرووا عنه مختلف العلوم والأبحاث ، وبصورة خاصة فيما يتعلّق بالتشريع الإسلامي ، ( فقد زوّدهم بطاقـــــات ندية منـــه ، ويعــتبر في هذا المجال أوّل من أخرج باب الحلال والحرام من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ) .
  روى يعقوب بن جعفر الجعفري عن أبي إبراهيم موسى ( عليه السلام ) قال : ( ذكر عنده قوم زعموا أنّ الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فقال : إنّ الله لا ينزل ولا يحتاج أن ينزل إنّما منظره في القرب والبعد سواء ، لم يبعد منه بعيد ولا يقرب منه قريب ، ولم يحتج إلى شيء بل يحتاج إليه كل شيء ، وهو ذو الطّول لا إله إلا هو العزيز الحكيم .
  أمّا قول الواصفين إنّه ينزل تبارك وتعالى عن ذلك علّواً كبيراً ، فإنّما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة ، وكل متحرك يحتاج إلى من يحركه أو يتحرك به فمن ظنّ بالله الظنون فقد هلك ، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حدّ تحدّونه بنقص أو زيادة ، أو تحريك أو تحرك ، زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود ، فإنّ الله جل وعزّ صفة الواصفين ، ونعت الناعتين وتوّهم المتوّهمين ) (64) .
  قال الطبرسي : ( روى أنّه دخل أبو حنيفة المدينة ومعه عبد الله بن مسلم فقال له : يا أبا حنيفة إنّ ها هنا جعفر بن محمد من علماء آل محمد فاذهب بنا إليه نقتبس منه علماً ، فلّما أتيا إذا هما بجماعة من علماء شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه فبينما هم كذلك إذ خرج غلام حدث فقام الناس هيبة له فالتفت أبو حنيفة فقال : يا ابن مسلم ، من هذا ؟ قال : موسى ابنه ، قال : والله أخجله بين يدي شيعته .
  قال له : لن تقدر على ذلك .
  قال : والله لأفعلنه ، ثمّ التفت إلى موسى فقال : يا غلام أين يضع الغريب في بلدتكم هذه ؟ قال : يتوارى خلف الجدار ، ويتوقى أعين الجار وشطوط الأنهار ، ومسقط الثمار ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ، فحينئذٍ يضع حيث شاء ، ثم قال : يا غلام ممن المعصية ؟ قال : يا شيخ لا تخلو من ثلاث : إمّا أن تكون من الله وليس من العبد شيء ، فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله .
  وإمّا أن تكون من العبد ومن الله، والله أقوى الشريكين ، فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشّريك الأصغر بذنبه .
  وإمّا أن تكون من العبد وليس من الله شيء ، فإن شاء عفى وإن شاء عاقب ، قال : فأصابت أبا حنيفة سكتة كأنّما ألقم فوه الحجر ، قال : فقلت له : ألم أقل لك لا تتعرّض لأولاد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ) (65) .
  من وصية له ( عليه السلام ) إلى بعض ولده : يا بني اياك ان يراك الله في معصية نهاك عنها ، واياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها ، وعليك بالجد ، ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته ، فإن الله لا يعبد حق عبادته ، واياك والمزاح فإنه يذهب بنور إيمانك ، ويستخف بمرؤتك ، وإياك والضجر والكسل ، فإنهما يمنعان حظك من الدنيا والآخرة (66) .
  من وصية له ( عليه السلام ) لبعض شيعته : أي فلان اتق الله وقل الحق وان كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك ، أي فلان اتق الله ودع الباطل وان كان فيه نجاتك ، فان فيه هلاكك (67) .

  وصاياه ( عليه السلام ) :
  اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا باعطائها ما تشتهي من الحلال ، ومالا يثلم المرؤة وما لا سرف فيه ، واستعينوا بذلك على أمور الدين ، فإنه روي : ليس منا من ترك دنياه لدينه ، أو ترك دينه لدنياه (68) .
  تفقهوا في الدين ، فإن الفقه مفتاح البصيرة ، وتمام العبادة ، والسبب إلى المنازل الرفيعة ، والرتب الجليلة في الدين والدنيا ، وفضل الفقيه على العباد ، كفضل الشمس على الكواكب ، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا (69) .
  وقال ( عليه السلام ) : اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات : ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش ، وساعة لمعاشرة الاخوان ، والثقات ، الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن ، وساعة تخلون فيها لذاتكم في غير محرم ، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات .
  قال ( عليه السلام ) : وجدت علم الناس في أربع : أولها : أن تعرف ربك ، والثانية : أن تعرف ما صنع بك ، والثالثة : أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة أن تعرف ما يخرج من دينك .
  عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : ( عليكم بالدعاء ، فإن الدعاء والطلب الى الله عز وجل يردّ البلاء وقد قدر وقضى فلم يبق إلاّ إمضاؤه ، فإنه إذا دعا الله وسأله صرف البلاء صرفاً ) (70) .
  وروي أنه مرّ برجل من أهل السواد دميم المنظر (71) ، فسلّم عليه ونزل عنده وحادثه طويلا ، ثم عرض ( عليه السلام ) عليه نفسه في القيام بحاجة إن عرضت له ، فقيل له : يا ابن رسول الله أتنزل الى هذا ثم تسأله عن حوائجك وهو إليك أحوج ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( عبد من عبيد الله وأخ في كتاب الله وجارٌ في بلاد الله، يجمعنا وإيّاه خير الآباء آدم( عليه السلام ) وأفضل الأديان الإسلام ولعلّ الدهر يردّ من حاجاتنا إليه ، فيرانا ـ بعد الزهو عليه (72) ـ متواضعين بين يديه ، ثم قال ( عليه السلام ) : نواصل من لا يستحق وصالنا مخافة أن نبقى بغير صديق (73) .
  قال أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) : ( أدنى ما يثاب به زائر أبي عبدالله ( عليه السلام ) بشطّ الفرات إذا عرف حقّه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر (74) .
  عن الحسن بن الجهم قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : ما تقول في زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ؟ فقال لي : ( ما تقول أنت فيه ؟ فقلت : بعضنا يقول : حجّة وبعضنا يقول : عمرة ، فقال : هي عمرة مبرورة ( مقبولة ) )(75) .
  روى أحمد بن جعفر البلدي عن محمد بن يزيد البكري ، عن منصور بن نصر المدائني ، عن عبدالرحمن بن مسلم ، قال : دخلت على الكاظم ( عليه السلام ) فقلت له : أيّما أفضل زيارة الحسين بن علي أو أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) أو لفلان وفلان ـ وسميت الأئمة واحداً واحداً ـ فقال لي : ( يا عبدالرحمن من زار أولنا فقد زار آخرنا ، ومن زار آخرنا فقد زار أولنا ، ومن تولّى أولنا فقد تولّى آخرنا ، ومن تولّى آخرنا فقد تولّى أولنا ومن قضى حاجة لأحد من أوليائنا فكأنّما قضاها لأجمعنا .
  يا عبد الرحمن احببنا واحبب من يحبّنا واحبّ فينا واحبب لنا وتولنا وتولّ من يتولانا وابغض من يبغضنا ألا وإنّ الرادّ علينا كالراد على رسول الله جدّنا ومن ردّ على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقد ردّ على الله ألا يا عبد الرحمن ومن أبغضنا فقد ابغض محمداً ومن أبغض محمداً فقد أبغض الله ومن أبغض الله عزّ وجلّ وكان حقاً على الله ان يصليه النار وماله من نصير (76) .

  من اقوال الامام في المعيشة وطلب الرزق :
  عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، قال : ( رأيت أبا الحسن ( عليه السلام ) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق ، فقلت له : جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال : يا علي قد عمل باليد من هو خير منّي في أرضه ومن أبي ، فقلت له : ومن هو ؟ فقال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين وآبائي ( عليهم السلام ) كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيّين والمرسلين والأوصياء والصالحين ) (77) .
  عن موسى بن بكر ، قال : قال لي أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( من طلب هذا الرزق من حلّه ليعود به على عياله ونفسه كان كالمجاهد في سبيل الله عز وجل ، فإن غلب عليه ذلك ، فليستدن على الله عزّ وجلّ وعلى رسوله ما يقوت به عياله ، فإن مات ولم يقضه كان على الإمام قضاؤه ، فإن لم يقضه كان عليه وزره إنّ الله تعالى يقول : ( انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب ) فهو فقير مسكين مغرم (78) .
  قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً وقوله سداداً ) (79) .
  قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( اللهمّ ارزق محمداً وآل محمد ومن أحبّ محمداً وآل محمد العفاف والكفاف ، وارزق من أبغض محمداً وآل محمد كثرة المال والولد ) (80) .
  عن يحيى الحذّاء ، قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : ربّما اشتريت الشيء بحضرة أبي فأرى منه ما أغتمّ به فقال : ( تنكّبه ولا تشتر بحضرته فإذا كان لك على رجل حقّ فقل له : فليكتب وكتب فلان بن فلان بخطّه وأشهد الله على نفسه وكفى بالله شهيداً فإنه يقضي في حياته أو بعد وفاته ) (81) .

  ثواب زيارة الامام الكاظم ( عليه السلام )
  قال الشاعر عباس البغدادي :
لـم تزل للأنام تحسن صنعا وتجير الذي أتاكiiوترعى
وإذا ضـاق الفضا بي ذرعاً يا سميّ الكليم جئتك iiأسعى
والـــهــوى  مــركــبـي وحــبّــك زادي
أنت غيث للمجدبين ولولا فيض جدواكم الوجود اضمحلا
قـسماً  بـالذي تعالى وجلا ليس تُقضى لنا الحوائج iiإلا
عــنـد بـــاب الــرجـاء جـــد iiالــجـواد
  وقال ابن شهر آشوب في مناقبه ـ رأى في بغداد امرأة تهرول فقيل : إلى أين ؟ قالت : إلى موسى بن جعفر ، فإنه حبس ابني ، فقال لها حنبلي : إنه قد مات في الحبس فقالت : بحق المقتول في الحبس أن تريني القدرة ، فإذا بابنها في أطلق وأخذ ابن المستهزي بجنايته (82) .
  وعن الرضا ( عليه السلام ) : إن الله نجى بغداد بمكان قبر أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وقال ( عليه السلام ) :
وقـبر  بـبغداد لـنفس iiزكية
تـضمنها الرحمن في iiالغرفات
وقبر بطوس يا لها من مصيبة
ألـحت على الأحشاء بالزفرات
  وعن علي بن الخلال قال : ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب (84) .
  نقلاً عن كتاب مفاتيح الجنان آية الله الشيخ عباس القمي : روى السّيد ابن طاوُس في المزار كما يلي : اذا أردت زيارته ( عليه السلام ) فينبغي أن تغتسل ثمّ تأتي المشهد المقدّس وعليك السّكينة والوقار ، فاذا أتيته فقِف على بابه وقُل : اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ اَلْحَمْدُ للهِ عَلى هِدايَتِهِ لِدِينِهِ وَالتَّوْفيقِ لِما دَعا اِلَيْهِ مِنْ سَبيلِهِ ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ اَكْرَمُ مَقْصُود ، وَاَكْرَمُ مَأتِيٍّ وَقَدْ اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً اِلَيْكَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطّاهِرينَ وَاَبْنائِهِ الطَّيِّبينَ ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي وَلا تَقْطَعْ رَجائي وَاجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً في الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ .
  ثمّ ادخل وقدّم رجلك اليُمنى وقُل : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ .
  فاذا وصلت باب القُبّة فقِف عليه واستأذن ، تقول : أاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللهِ ، أَاَدْخُلُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ ، أَاَدْخُلُ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ ، أَاَدْخُلُ يا اَبا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنَ ، أَاَدْخُلُ يا اَبا مُحَمَّد عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، أَاَدْخُلُ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَاَدْخُلُ يا اَبا عَبْدِ اللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَر ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبا جَعْفَر أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ .
  وادخل وقُل أربعاً : اَللهُ اَكْبَرُ ، ثمّ قِف مستقبل القبر واجعل القِبلة بين كتفيك وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ولِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ وَابْنَ اَمينِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْهُدى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الدّينِ وَالتُّقى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ النَّبِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نائِبَ الاَْوْصِياءِ السّابِقينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْوَحْيِ الْمُبينِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْعِلْمِ الْيَقينِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الصّالِحُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الزّاهِدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الْعابِدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ السَّيِّدُ الرَّشيدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَقْتُولُ الشَّهيدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ وَصِيِّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما حَمَّلَكَ وَحَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ اَحْكامَ اللهِ، وَتَلَوْتَ كِتابَ اللهِ وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِ اللهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطّاهِرُونَ وَاَجْدادُكَ الطَّيِّبُونَ الاَْوْصِياءُ الْهادُونَ الاَْئِمَّةُ الْمَهْدِيُّونَ ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً ، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلى باطِل ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِميرِ الْمُؤمِنينَ ، وَاَنَّكَ اَدَّيْتَ الاَْمانَةَ ، وَاجْتَنَبْتَ الْخِيانَةَ ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ وَاَشْرَفَ الْجَزاءِ ، اَتَيْتُكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً ، عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ ، مُحْتَمِلاً لِعِلْمِكَ ، مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ ، عائِذاً بِقَبْرِكَ ، لائِذاً بِضَريحِكَ ، مُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَى اللهِ، مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ وَبِالْهُدَى الَّذي اَنْتَ عَلَيْهِ ، عالِماً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَبِالْعَمَى الَّذي هُمْ عَلَيْهِ ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي وَاَهْلي وَمالي وَوَلَدي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِزِيارَتِكَ اِلَى اللهِ تَعالى ، وَمُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَيْهِ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رِبِّكَ لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي ، وَيَعْفُوَ عَنْ جُرْمي ، وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتي ، وَيَمْحُوَ عَنّي خَطيئاتي وَيُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ ، وَيَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما هُوَ اَهْلُهُ ، وَيَغْفِرَ لي وَلاِبائي وَلاِِخْواني وَاَخَواتي وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ في مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ .
  ثمّ تنكب على القبر وتقبّله وتعفّر خدّيك عليه وتدعو بما تريد ثمّ تتحوّل الى الرّأس وتقُول : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْهادِي وَالْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ وَاَنَّكَ مَعْدِنُ التَّنْزيلِ وَصاحِبُ التَّأويلِ وَحامِلُ التَّوْراةِ وَالاِْنْجيلِ ، وَالْعالِمُ الْعادِلُ وَالصّادِقُ الْعامِلُ ، يا مَوْلايَ اَنَا اَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكَ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِمُوالاتِكَ ، فَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَاَجْدادِكَ وَاَبْنائِكَ وَشيعَتِكَ وَمُحِبّيكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
  ثمّ تصلّي ركعتين للزّيارة تقرأ فيهما سورة يس والرّحمن أو ما تيسّر من القرآن ثمّ ادعُ بما تريد .

  المصادر
1 ـ إعلام الورى : ص 294 .
2 ـ أخبار الدول : 113 .
3 ـ إرشاد المفيد 2 : 235 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 235 .
4 ـ عمدة الطالب ، لابن عنبة : ص 196 .
5 ـ إعلام الورى ، للطبرسي : ص 294 .
6 ـ الأنوار الإلهية : 153 .
7 ـ بحار الأنوار : 48/6 ، اُصول الكافي : 1 / 477 ، أعيان الشيعة : 2/5 .
8 ـ مرآة العقول : 1/451 ، معالم العترة .
9 ـ تحفة الأزهار وزلال الأنهار ، للسيد ضامن ابن شدقم ، مخطوط ، يوجد في قسم المخطوطات ، من مكتبة الإمام كاشف الغطاء في النجف الأشرف .
10 ـ الأنوار البهية : 152 .
11 ـ جاء في معجم البلدان ج 1 |ص 79 لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة .
الأبواء : قرية أعمال القرع من المدينة ، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وثلاثون ميلاً .
12 ـ جنّات الخلود : ص 30 .
13 ـ المحاسن للبرقي : ج 2 كتاب المآكل : ص 418 طبع إيران .
14 ـ الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 222 ، أخبار الدول : 112 .
15 ـ مناقب آل أبي طالب : 4 / 348 .
16 ـ تأريخ بغداد : 1 / 133 طبعة دار الكتب العلمية بيروت .
17 ـ تحفة العالم : 2 / 20 .
18 ـ العلامة محمد حسين الأعلمي .
19 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) ص 11 .
20 ـ راجع الفصول المهمة ، ص 256 ، وكشف الغمة ، ص 243 ، وتذكرة الخواص ، ص 84 .
21 ـ ابن الصباغ ـ الفصول المهمة ، ص 256 .
22 ـ أعلام الورى ، ص 301 .
23 ـ الإرشاد ، ص 267 .
24 ـ الفهرست ، ص 113 .
25 ـ الإرشاد ، ص 469 .
26 ـ الإرشاد ، ص 469 .
27 ـ كتاب ( الإمام الصادق عطرة النبوة ومنهج حياة ) في باب أولاد الإمام الصادق .
28 ـ اختيار معرفة الرجال : ص 430 رقم 806 .
29 ـ اختيار معرفة الرجال ص 431 رقم 810 .
30 ـ راجع دراستنا المنشورة بعنوان الامامة والامام في كتاب الله والحديث النبوي بقلم مجاهد منعثر الخفاجي .
31 ـ قادتنا كيف نعرفهم ج 6 ، ص 305 ، عن عيون أخبار الرضا ، ج 1 ، ص 91 .
32 ـ الفصول المهمة : 231 .
33 ـ راجع الكافي 1 : 307 ـ 311 ، إثبات الهداة 3 : 156 ـ 170 فقد نقل في الأخير 60 نصا على إمامته .
34 ـ الكافي 1 : 245 | 2 ،وكذا في : إرشاد المفيد 2 : 217 ، روضة الواعظين : 213 ، كشف الغمة 2 : 219 .
35 ـ الكافي 1 : 246 |4 ،وكذا في : إرشاد المفيد 2 : 216 ، روضة الواعظين : 213 ، كشف الغمة 2 : 219 .
36 ـ الكافي 1: 246 |6 ،وكذا في : إرشاد المفيد 2 : 218 ، كشف الغمة 2 : 220 ، الفصول المهمة : 232 .
37 ـ الكافي: 1 : 246|7 ،وكذا في : كمال الدين : 439|43 ، ودون ذيله في : إرشاد المفيد 2| 218 ، كشف الغمة 2|220 .
38 ـ الكافي 1 : 246|9 ، وكذا في : بصائر الدرجات : 356|11 ، رجال الكشي : 643|663 ، ونحوه في : الإمامة والتبصرة : 204|56 .
39 ـ الكافي 1 : 247|12 ، وكذا في : الإمامة والتبصرة : 205| ذيل ح 57 ، إرشاد المفيد 2 : 219 ، كشف الغمة 2 : 221 .
40 ـ العَناق : الأنثى من ولد المعز ، الصحيح ـ عنق ـ 4 : 1534 .
41 ـ الكافي 1 : 248|15 ، وكذا في : إرشاد المفيد 2 : 219 ، المناقب لا بن شهر آشوب 4 : 317 ، كشف الغمة 2 : 221 .
42 ـ الكافي 1 : 247|11 ، وكذا في : إرشاد المفيد 2 : 219 ، كشف الغمة 2 : 221 ، دلائل الإمامة 161 .
43 ـ الكافي 1 : 246|5 ، وكذا في : إرشاد المفيد 2 : 219 ، كشف الغمة 2 : 221 .
44 ـ إرشاد المفيد 2 : 220 ، كشف الغمة 2 : 221 .
45 ـ إرشاد المفيد 2 : 225 ، والمناقب لابن شهرآشوب 4 : 289 ، ونحوه في دلائل الإمامة : 158 ، والفصول المهمة 236 .
46 ـ القرف : الاتهام ، ( الصحاح ـ قرف ـ 4 : 1415 ) .
47 ـ إرشاد المفيد 2 : 227 ، الخرائج والجرائح 1 : 335|26 ، المناقب لا بن شهرآشوب 4 : 288 ، الثاقب في المناقب : 451|380 ، كشف الغمة 2 : 225 .
48 ـ قرب الإسناد : 146 ، الكافي 1 : 225|7 ، إرشاد المفيد 2 : 224 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 299 ، وباختلاف يسير في : دلائل الإمامة : 169 .
49 ـ نحوه في : بصائر الدرجات 285|13 ، الكافي 1 : 404|7 ، الخرائج والجرائح 1 : 310|3 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 287 ، دلائل الإمامة : 160 ، الثاقب في المناقب : 434|366 .
50 ـ كامل الزيّارات باب : 3 ص 18 .
51 ـ ذكر ذلك الخطيب فى تاريخه 13 : 31 ، وابن الصباغ فى الفصول المهمه : 238 ، و ذكره الطبرسى فى اعلام الورى : 296 ، ونقله العلامه المجلسى فى البحار 48 : 101/05 .
52 ـ اعلام الورى : 296 ، مناقب ال ابى طالب 4 :318 ، ياختلاف يسير .
53 ـ تاريخ بغداد 13 : 27 ، و مناقب ابن شهر آشوب 4 : 318 .
54 ـ العين : الذهب والدنانير ، ( الصحاح ـ عين ) 6 : 2170 .
55 ـ الورق : الفضة والدراهم ، ( الصحاح ـ ورق ) 4 : 1564 .
56 ـ الأدقة : جمع دقيق وهو الطحين ( الصحاح ـ دقيق ) 4 : 1476 .
57 ـ ذكره ابن شهر آشوب فى المناقب 4 : 318 ، والطبرسى فى اعلام الورى : 296 ، ونقله العلامة المجلسى فى البحار 48 : 101/ ذيل الحديث 5 .
58 ـ المناقب لابن شهر آشوب : ج 4 ص 311 .
59 ـ المناقب لابن شهر آشوب : ج 4 ص 311 .
60 ـ البلد الأمين 101 .
61 ـ وهذه الحكاية رواها جماعة من أهل التأليف والمحدّثين رواها ابن الجوزي في كتابه ( مسير العزم السّاكن إلى شرف الأماكن ) ورواها الحافظ عبد العزيز الأخضر الجنابذي في كتابه ( معالم العترة النبويّة ) ورواها الرّامهرمزي قاضي القضاة في كتابه ( كرامات الأولياء ) وغيرهم في الفصول المهمّة : ص 233 ، ورواه الشّبلنجي في ( نور الأبصار ) ص 174 والصبان في اسعاف الرّاغبين بهامش نور الأبصار ص : 226 ، ومحمد بن طلحة في ( مطالب السؤول ) : ص 226 والسّمهودي في ( جواهر العقدين ) ص 352 والحضرمي في وسيلة المآل : ص 422 والقندوزي في ( ينابيع المودّة ) : ص 362 .
62 ـ تاريخ بغداد : ج 13 ص 28 .
63 ـ ينابيع المودة ، ج 2 ، ص 78 .
64 ـ الاحتجاج للطبرسي : ج 2 ص 386 .
65 ـ الاحتجاج للطبرسي : ج 2 ص 387 .
66 ـ بحار الأنوار 17/203 .
67 ـ تحف العقول 301 .
68 ـ موسوعة العتبات المقدسة 217 .
69 ـ بحار الأنوار 17/203 .
70 ـ مكارم الاخلاق : 316 .
71 ـ دميم المنظر أى قبيح المنظر من دمّ دمامة : كان حقيراً وقبح منظره .
72 ـ الزهو : الفخر والكبر قال الشاعر :
لا تـهين الـفقير علّك iiأن        تركع يوماً والدهر قد رفعه
73 ـ تحف العقول : 412 ـ 413 .
74 ـ ثواب الأعمال : 111 ـ 112 .
75 ـ ثواب الأعمال : 111 ـ 112 .
76 ـ كامل الزيارات : 335 .
77 ـ اُصول الكافي : 5 / 75 ، والفقيه : 3 / 162 .
78 ـ التهذيب : 6 / 184 .
79 ـ بحار الأنوار : 72 / 67 .
80 ـ بحار الأنوار : 72 / 67 .
81 ـ اُصول الكافي : 5 / 318 .
82 ـ مناقب ابن شهر آشوب ص 422 طبع النجف الأشرف .
83 ـ المناقب ج 3 ص 442 .
84 ـ تاريخ بغداد : ج 1 ص 120 .



BASRAHCITY.NET