اليـوم ننجـيـك ببـدنـك

الاستاذ جواد كاظم النصر الله

   المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
  شاءت الارادة الالهية ان تجعل في الارض خليفة لاقامة ذلك المجتمع الانساني الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى ، الا ان عوامل عدة ادت الى ضهور مجتمع فرعوني مضاد للمجتمع الذي اراده الله سبحانه وتعالى اقامته ،فما هو ذلك المجتمع ؟ وكيف تأصل ونما واستمر ؟ وهل له من نهاية لقد مر المجتمع البشري في مسيرته التأريخية .
  الاولى وهي مرحلة الحضانة وهي مختصة بأدم وحواء حيث عاشا فترة في جنة اختصهما الله بها وكان لقلة وخبرتهما تجربتهما بنظام الحياة ان سهيا عن الشجرة الممنوعة الاكل منها فكان ماكان وعندها اهبطا الى دار التكليف .
  والمرحلة الثانية : وهي مرحلة نشوء مجتمع الفطرة البدائي ذلك المجتمع البصيط التي تسوده الفطرة السليمة المستقيمة قبل انحداره في مأزالف الانانية والطمع والاستغلال والظلم والستكبار .
  وكان دور الانبياء في هذه الفترة حفظ التوازن الاجتماعي وتطوير الانسان ذهنيا ونفسيا .
  اما المرحلة الثالثة : فهي مرحلة التشتت والاخلاف وذلك لان المجتمع لم يتمكن من حفض توازنه لفترة طويلى بسسب نمو قدرات الانسان في تجربته الحياتية وما تراكم لديه من خبرات عبر الزمن مما ادى الى تباين في القدرات والافكار والرؤى ، فأختل التوازن وظهرت الطبقة ونمت فكرت الانسان والتسلط والاستكبار لدى البعض على حساب الاخرين وهنا تغيرت مهمة الانبياء لتغيير الانسان فكانت الكتب والشرائح والاحكام والحدود .
  وبهذ نشأ مجتمع جديد قائم الظلم والاستكبار واستغلال الاخرين وهو المجتمع الفرعوني مقابل مجتمع الانبياء الذي اراده سبحانه وتعالى فأذا كان الانبياء ارادو من المجتمع كرصيد لنمو الفرد وارتقائه الى الله لان في الاجتماع تضهر قوى وخصائص اجتماعية تقهر القوى والخصائص الفردية عند التعارض بينما في المجتمع الفرعوني تسعى الفرعونية لتحطيم المجتمع وقتل وحدته وتشتيت جماعاته ليسهل عليها السيطرة والتسليط ، وهنا فالمرجو من الوجود الاجتماعية وما يتبناه من فكر تنقلب الى ضياع وضلال بتأثير الافكار المنحرفة والادعاءات الباطلة والاعلام الضخم الموجه لتسفيه عقول الناس ، والعزة الموجودة في المجتمع تتحول الى هم وكرب يعيشه كل فرد وما يحاط به من تهديدات مستمرة لحقوقه وكرامته وحريته في الفكر والكلام والسلوك وربما تصل الحالة ان يكون الوجود الاجتماعي بوجود المستكبرن مصدر خطر وتهديد للامان في الليل والنهار ، وتتحول المنفعة المرجوة من الوجود الاجتماعي الى استضعاف وحرمان وفقر ومرض وتردي الاحوال المعيشة ويتحول الانسان لاله يستهلك جهده ووقته لتوفير القدر الادنى من المعيشة ، وعندها تتحول الوحدة والتألف والتكامل الى تشتت وتفرقه وتضامن وصراعات طائفية ومذهبية واقليمية وعرقية وغيرها .
  فالفرعونية صفة تطلق على كل من لايحكم بما اراد الله سبحانه وتعالى ، ولكل فرعون درجة في فرعونيته بقدر درجته في ظلمه وعتوه واستكباره وبطشه وقياس درجات الفرعونية هو عدد الطوائف والاتجاهات التي تمزق المجتمع بسسب شدة الظلم وتعنته وانتشار الظلال وتحكمه في العقول والنفوس ، فكلما ازداد الظلم وامتدة جذوره في الامة كلما ارتبكت العلاقات الاجتماعية كما اشار القران لذلك ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا )، فاالعلاقة هي علاقة تناسب عكسي ، فكلما زاد الظلم كلما تقطعت الاواصر بين الناس وكذلك الحال كلما ازاد الضلم انحطت العلاقة مع الطبيعة وتدهورت الحالة الاقتصادية في المجتمع وساءت احوال الناس المعاشية الى الاقلية وهم المستفيدين من هذا الوضع وهم رأس السلطة ( المستكبرين ) ، قال تعالى ( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا ) .
  ان الاستكبار في الارض منشأه امران :
  الاول: نفسي ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) فالانسان مجموع نقيضين اجتماعا صفة التراب تجره للارض والشهوات والاهواء ، اما روح الله التي نفخها فيه فترفعه الى الاعلى وتتسامى به الى حيث الاخلاق الفاضلة .
  الثاتي : اجتماعي حيث من غلب عليه حب الشهوات فأنه يكون في وصف المجتمع الفرعوني الذي يتميز اصحابه بالتكبر على الاخرين مع اختلاف درجات التكبر حيث يصل بهم الامر الى رفض احكام الله ووضع احكامه من قبلهم حيث يعمل اصحاب هذا المجتمع الى سد جميع المنافذ التي تهدي الناس الى الحق والحقيقة مع ملاحظة ان المجتمع الفرعوني يتخذ من الدين غطاءا له ويسخره لمصالحه .
 ان من خصائص المتكبرين الاستغلال والاستعلاء ، فالاستغلال سلوك اقتصادي يسلطه الانسان من حيث يشعر او لايشعر للسيطرة على ثمرات الاخرين بالقوة او الحيلة ، والاستخلال بدوره يؤدي للاستكبار لان المستغل بالتأكيد يتبوء مركزا اجتماعيا مما يساعد على تلبس الانانية فيه والطمع والجشع .
  ثم تأتي درجة الاستعلاء على الاخرين بعد الاستغلال وشعور المستغل بسليط على الاخرين .
  ومن مميزات المتكبرين ظهور الترف لديهم على حساب باقي المجتمع وهذا في المنضور القراني يعد ايذانا بنهايه هذا المجتمع ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) ، وقال ايضا ( وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ) .
  نجد في المجتمع الفرعوني اوسع مساحة فيه للعاصين ثم للفاسدين ثم للظالمين ثم للمجرمين ثم للمترفين ثم للمستكبرين ثم تضيق في شخص واحد وهو الفرعون اي الطاغوت الذي يحمل كل صفات السابقين .
  ومن هنا فالمجتمع الفرعوني له درجات في الانحطاط تبدأ حينما يكون الرئيس عاصياً مما يفتح الباب لمام الناس لارتكاب المعصية والمجاهره بها ثم التعدي والظلم ويفرز الظالمون منهم اعتاهم فيجرم ، ويفرز المجرمون منهم اغنياءهم فيكونون مترفين ، ويفرز المترفون ابغاهم فسيتكبر ، ويفرز المتكبرون اكثرهم استعلاء ومكرا فيكون فرعونا ويفرز الفراعنة اطغاهم واكثرهم اسرافا بالظلم والبغي والاستعلاء والتسليط فيكون طاغوتا .
  ومن مميزات المجتمع الفرعوني انه يتبنى في البدء أراء وتطلعات براقه تطيب لها نفوس المجتمع ، او يطرح شخصيات لامعة لها تاريخ معين ، ولها بمرور الزمن يتبوء أولائك المراكز والمصالح الخاصة بهم فينكشف زيفهم ، وما ان ترتفع الاصوات ضدهم حتى تكون السجن هي المكان الذي يمتص تلك النقمة ، والمستكبرين في طغيانهم كلما ازدادت ردة الفعل من الجماهير وعندها تزداد اجهزة الامن عددا ونكاية وقمعا .
  ولهاذا يكون المترفون اكثر الناس رغبة ببقاء الحال ورفضا لاي تجديد ، لذا يكون من المساندين للنظام الفرعوني ، قال تعلى ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ) .
  ومن خصائص المترفين انهم لايقتصروا على استغلال شعوبهم بل يمدوا ذلك لاستغلاال الاخرين .
  ان كل ذلك يؤدي بالمجتمع الى التشتت والتناحر مما يصعب على الفرعون ضبطه ، لذلك يسعى لتمزيقه اكثر وجعله طوائف ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) .
  لذا يصبح المجتمع الفرعوني عدة طوائف ، فمنها الظالمون المستضعفون وهم المستضعفين من قبل المستكبرين ، ولكنهم في الوقت نفسه ظالمين لمن هم ادنى منهم ( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ) وفي رواية ان أمير المؤمنين ( ع ) كتب لعمرو بن العاص الذي ساند معاوية ضد الامام ( فاتبعت اثره ، وطلبت فضله ، اتباع الكلب للضرغام ، يلوذ الى مخالبه ، وينتطر ما يلقي اليه من فضل فريسته ، فأذهبت دنياك ، ولو بالحق اخذت ادركت ما طلبت ) ومن اصتاف المجتمع الفرعوني هناك المتملقون الذين يزينون للفرعون سوء عمله بالمدح والتعظيم والتصفيق والغناء والشعر والرواية وغيرها يريدون القرب من ساحتة وموائد واياديه ، وهم بذلك يكونون مستضعفين من جهة وظالمين من جهة اخرى ، وذلك لان هذا التشجيع والتأييد يدفع المستكبرين للاستمرار في الظلم والشعور بأنهم مقبولين عند الناس ، خاصة وان المتملقين يطرحون الصيغ والعبارات اما المستكبرين فيشعرون بأنهم اصحاب فكر وخط له مؤيدوه ، واحيانا يأخذ المتملقون الكلمة من فم المتكبر ليحولها الى حكمة وعقيدى وقانون حيث يغلفوها بالكلام الجميل المنمق شعرا او نثراً ، ويجعلون من عمل المتكبرن التافه فتح عظيم وعمل تأريخي لامثيل له ، وبالمقابل فأن المتملقين يظلون العامة بل حتى بعض حملة العلم ايضاً .
 يجعلهم ينظرون لاقوال واعمال المستكبرن المقدمة بأسلوب جميل منمق على انه حقيقي ( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) ان هناك علاقة طردية بين وعي الناس ومقدار الشده التي يستخدمها المستكبرين فكلما ازداد وعي الناس كلما ازدادت قبضة المستكبرين ضدهم .
  وكذلك هناك علاقة بين وعي الناس وحجم الفساد وتردي القيم ، فكلما شعر المتكبرون بأزدياد الوعي بين الناس ركزوا على الانحلال الخلقي لتميع الناس .

ومن طوائف المجتمع الفرعومي

الهمج الرعاع
  الذين ينعقون مع كل ناعق حسبما وصفهم امير المؤمنين ( ع ) ، فهم يكونوا اتباع للمستكبرن لانهم اصحاب اهواء وقد يكون هؤلاء ضحية الاعلام المزيف ، والشعارات البراقة ، او ضحية الحيل والتخلف الفكري والحضاري بسسب الفقر والحرمان ، وان خطر هؤلاء يكمن في انهم يتبعون هوى النفس ، ولا يشعرون بمسؤولية تجاه الامة .
  أما الطائفة الرابعة للمجتمع الفرعوني فهم

الهاربون من المسؤولية
 المنعزلون عن الناس حيث يعجز هؤلاء من مواجهة المستكبرن وعن تأدية واجبهم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فينسحبوا من المجتمع منشغلين بالعبادة فقط ، هؤلاء يؤدون خدمة للمستكبرن من حيث لايشعرون ، بل ان المستكبر يشجعهم ويصرف لهم النفقات ، فينعزل اخرون معهم .
 لقد نظر القران الكريم الى المجتمع الفرعوني ككل لايتجزأ ، وجعل له اجلا ينتهي عنده ( ولكل امة اجل ) وأجل هذا المجتمع هو انحساره عن القيام بمنهجه الفرعوني ، واحلال مجتمع اخر محله ، ولكن يتميز الطاغوت ( الفرعون الاكبر ) بميزة خاصة عن نهاية اجله ، حيث ستكون نهاية واضحة ومعلومة لدى المجتمع حتى تتضح لمن انخدع بهذا الطاغوت وعتقد فيه ما اعتقد من اباطيل وخرافات واكاذيب ، فالنمرود ذاك الفرعون الذي يقول لابراهيم الخليل ( ع ) ( أنا أحيي وأميت ) شائت الارادة ان يموت على يد ذبابة دخلت في منحره ، ولم يجدوا له من العلاج امام الاذى الذي سببه طنين الذبابة الا ضربه بالنعال حتى يخدر وينام حتى هلك .
  اما فرعون موسى ( ع ) والذي كان يقول ( انا ربكم الاعلى ) شائت الارادة الالهية ان ينجيه بجسده فقط بعد ان غرقت تلك الاجساد واصبحت طعما للحيتان والاسماك لكن جسد فرعون نجى من الحيتان والاسماك ، لكي يطلع بني اسرائيل على تلك الحالة التي كان المتملقون وغيرهم يصفونها على الفرعون .
  وقارون الذي امتلك من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبا اولي القوة كانت نهايته وبمراي من قومه ان خسف الله وبداره الارض واما من كان يتمنى مكانه .
  وشهدنا نحن اليوم سنة من سنن التأريخ في مجتمع يعد من اعتدى المجتمعات الفرعونية التي شهدها التأريخ عموما وعالمنا المعاصر على وجه الخصوص .
  حيث وجدنا مميزات المجتمع الفرعوني قد انطبقت على ذلك المجتمع الذي ترأسته فئة ضالة تحت قيادة شقي العصر ، وشهدة البشرية جمعاء الارادة الالهية التي اقتضت ان لاتكون نهاية هذا الشقي كنهاية غيرة بل اقتضت انقاذه من القتل رغم تلك الاطنان من الاسلحة الهائلة وكانت تكفي لقتله رصاصة صغيره ، ولكن الحكمة الالهية والسنة الالهية اقتضت ان لايقتل ، وانما ينجيه ببدنه بعد ان جرده من كل تلك العظمه الفارغة ، ومن تلك السلطة والاستكبار والملك حتى امسى ذلك الشقي لايجد احدا يوؤيه حتى اضطر ان يأوي الى حيث الحشرات والزواحف تحت باطن الارض في حفرة ارتضتها الزواحف مأوى لها من برد الشتاء .
  ولكن تلك الحفرة انتفضت هي الاخرى ورفضت ايواءه ، وسلمته الى صانعيه واسياده ، وتلك حكمة الهية اخرى لتكون اشد تكاية والماً مع علمه بهم حيث كان كثر ما يردد ( غدر الغادرون ) ولكن علمه هذا لم ينفعه وغلبت عليه شقوته فأتبع هواه حتى اخلد الى الارض .
  فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث ، وحتى لايتحول هذا الشقي الى اسطورة ملحميه شاءت ارادة الالهية ان يبقى حياً وان يعرض على شاشات التلفاز ليالي واياماً حتي يتحقق لدى من انخدع به انه لم يكن شيئا مذكورا ، واذا به يقف ذليلاً حقيراً ملتجاً مره اخرى الى استغلال الدين ملتحياً بعدما كانت اللحية في زمان تسلطه تهمه تؤدي بصاحبها للهلاك وحاملاً للقرأن الذي طالما تركه وراءه ضهرياً .
  ويتسائل البعض عن سر بقاءه ومحاكمته ؟ انها الحكمه الالهية لينال جزاءه خزي في الحياة الدنيا وفي الاخره عذاب شديد ، ولتشفى صدور طالما غلت من العذاب دون ان تستطيع ان تعبر عن اساها وألمها ولكن هل سيعدم فعلاً ذلك الشقي ؟ لا اعتقد ان الحكمة الالهية في اعدامه اذ ان اعدامه يعد فخراً له ولاعوانه ويتحول الى شهيد بنظر اولئك الذين لازالوا رغم علمهم بحقيقته ولكن وصطنعون التغني به نكايه بخصومه ليس الا .
  ان هذه الايام جداً عسيرة على ذلك الشقي ، وسيبقى شبح الشنق يراود مخيلته ليل نهار حتى يلقى حتفة على فراشه .
  ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ )



BASRAHCITY.NET