استشهاد مولاتنا البتول فاطمة الزهراء ( ع )

الاستاذ مجاهد منعثر منشد الخفاجي

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
   ان الذين يؤذّون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذاباً مهيناً | الاحزاب |57 ، جاء في معجم البلدان ج 3 / ص 161 : تعريف بالزهراء هذا نصه : الزهراء ممدود تأنيث الأزهر ، وهو الابيض المشرق والمؤنثة زهراء ، والازهر : النيّر ومنه سمي القمر الازهر .
 ذكر ابن شهر اشوب في المناقب من اسمائها : فاطمة ، البتول ، الحصان ، الحرة ، السيدة ، العذراء ، الزهراء ، الحوراء ، الطاهرة ، الزكية ، مريم الكبرى ، النورية ، السماوية جلاً من نور طلعتها وحيـاء من شمائـلها . . . تتوارى الشمس في الافق يتغطى الغصن بالـورق ولدت السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بعد مبعث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بخمس سنين في بيت الطهارة والإيمان لتكون رمز المرأة المسلمة وسيدة نساء العالمين وأم الأئمة حيث كانت القطب الجامع بين النبوة والامامة ، فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها ، وان شهادتها ( عليها السلام ) 3 جمادى الاخرة عام 11 هـ و مكان الدفن مجهول عند الناس .
  ورغم أن من يكتب عن السيدة الزهراء فاطمة ( عليها السلام ) سيتجرع كأس ألمها الممزوج بحلاوة نورها الطاهر , الا انه سيرى عظيم شأنها فهي الدليل الى الصراط المستقيم ، وعلى الانسان ان يحدد موقفه عندما يقرأ الشيء القليل من حياته المباركة فأما جنة أو نار في الاخرة ,فطريق سيدتنا الجهادي يجعل الانسان اكثر تعلقا في حب الله تعالى .
  فحياتها ليس ذكرى تاريخيه تمر علينا مرور الكرام وتنتهي بل الاقدام على أظهار حقها فيض نوراني يسهل الله سبحانه به الصعاب والعقبات . . . ونعتقد كل من اراد رضى الله عز اسمه وشفاعة نبيه ونورها الطاهر عليه ان ينشر ويقصد كلمة معكم معكم لامع غيركم .
  وكتبنا لكم بحثا بذكرى استشهاد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اغتيالا بالسم . . . وستجدون بالرويات ادناه ماذا حدث بعد شهادة رسولنا الاكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث اتضح لدينا أن استشهاد مولاتنا الزهراء بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بخمسة وسبعون يوما كما قال لها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انها اول أهل بيته لحوقا به .

احاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
في فضل السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) :

1 ـ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كُنْتُ إذا اشْتَقْتُ إِلى رائِحَةِ الجنَّةِ شَمَمْتُ رَقَبَةَ فاطِمَة .
2 ـ وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما رَضِيْتُ حَتّى رَضِيَتْ فاطِمَة .
3 ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اذاكانَ يَوْمُ القيامَةِ نادى مُنادٍ: يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصارَكُمْ حَتى تَمُرَّ فاطِمَة .
4 ـ وخاطب أمير المؤمنين قائلا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا عَلِي هذا جبريلُ يُخْبِرنِي أَنَّ اللّهَ زَوَّجَك فاطِمَة .
5 ـ ويوجد احاديث كثيرة حول تزويج فاطمة من علي ( عليهما السلام ) .
6 ـ وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أَحَبُّ أَهْلِي إِليَّ فاطِمَة .
7 ـ وقال ايضا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة .
8 ـ و : إذا إشْتَقْتُ إلى ثِمارِ الجنَّةِ قَبَّلتُ فاطِمَة .
9 ـ و : أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ: عَليٌّ وَفاطِمَة .
10 ـ وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مخاطبا الزهراء ( عليها السلام ) : فاطِمَة إِنّ اللّهَ غَيْرُ مُعَذِّبِكِ وَلا أَحَدٍ مِنْ وُلْدِكِ .
11 ـ وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ فَطـــَمَ ابْنَتِي فاطِمَـــة وَوُلدَهـــا وَمَنْ أَحَبًّهُمْ مِنَ النّارِ فَلِذلِكَ سُمّيَتْ فاطِمَة .
12 ـ و : فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي، يُريبُنِي ما رابَها، وَيُؤذِيني ما آذاهَا . 13 ـ وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يَسُرُّنِي ما يَسُرُّها .
14 ـ و : فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي .
15 ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤْذيِني ما آذاها وَيَنَصُبَني ما أنَصَبَها .
16 ـ و : فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي يُغْضِبُني ما يُغْضِبُها وَيَبْسُطُني ما يَبْسَطُها .
17 ـ وقال ايضا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي وَهِيَ قَلْبِيْ وَهِيَ روُحِي التي بَيْنَ جَنْبِيّ .
18 ـ وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤلِمُها ما يُؤْلِمُنِي وَيَسَرُّنِي ما يَسُرُّها .
19 ـ و : فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي مَنْ آْذاهَا فَقَدْ آذانِي .
20 ـ و : فاطِمَة بَهْجَةُ قَلْبِي وَابْناها ثَمْرَةُ فُؤادِي .
21 ـ و : فاطِمَة إِنّ اللّهَ يَغْضِبُ لِغَضَبَكِ .
22 ـ وقال عنها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فاطِمَة خُلِقَتْ حورِيَّةٌ فِيْ صورة إنسيّة .
23 ـ و : فاطِمَة حَوْراءُ آدَميّةَ لَم تَحضْ وَلَمْ تَطْمِث . 24 ـ و : فاطِمَة لَيْسَتْ كَنِساءِ الآدَميّين .
25 ـ وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فاطِمَة سِيِّدةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنِّة .
26 ـ و : فاطِمَة أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتي لُحُوقاً بِي .
  وبعد هذه الاحاديث التي نطقها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحق مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لنقرأ أقول واحاديث زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عائشة حيث تقول : « ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها قالت : وكان بينهما شيء فقالت : يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب » رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى إلا أنها قالت : ما رأيت أحداً أصدق من فاطمة ، ورجالهما رجال الصحيح .
27 ـ وعن عائشة : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعا فاطمة ابنته فسارّها فبكت ثم سارّها فضحكت ، فقالت عائشة : فقلت لفاطمة : ما هذا الذي سارَّك به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فبكيت ، ثم سارَّك فضحكت ؟ قالت : « سارَّني فأخبرني بموته فبكيت ، ثم سارَّني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت » إسناده صحيح وهو في المسند .
28 ـ وعن عائشة قالت : ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكانت إذا دخلت عليه رحَّب بها ، وقام فأخذ بيدها فقبَّلها وأجلسها في مجلسه .
29 ـ وعن جميع بن عمير التميمي قال : دخلتُ مع عمتي على عائشة فسُئلت : ( أي الناس كان أحبَّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قالت : فاطمة ، قيل : من الرجال ؟ قالت : زوجها ، إن كان ما علمتُ صواماً قواماً ) .
30 ـ وفي الصواعق المحرقة لابن حجر ص 190 أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش « ياأهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق » .
31 ـ قالت عائشة ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا برسول الله من فاطمة كرم الله وجهها , كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه , وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخت بيده قبلته وأجلسته في مجلسها .

عصمة الزهراء ( عليها السلام ) :
  نلاحظ أن مكانة مولاتنا فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لاتدركها العقول فما معنى قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) « إن الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها » فمن المستحيل أن يغضب الله لغضب فاطمة وهي غير معصومه من الخطأ يعني أن الزهراء ( عليها السلام ) لن تغضب إلا لشيء يغضب الله بسببه ومن كان غضبه يعني غضب الله فهو لن يفعل إلا الحق ولن يخطئ أو يميل إلى الباطل طرفة عين .
  وإن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما يتحدث عن شخص أو يدلى بأي حديث فمن منطلق مسؤوليته تجاه الرسالة وبالتالي يستبعد أي مجاملات أو تقريظ بلا حق والمتفق عليه أن قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفعله وتقريره حجة يعني شرع نتعبد به قربة الى الله تعالى وقد قال ( عليه وآله الصلاة والسلام ) فاطمة بضعة مني يعني هي جزء لا يتجزأ من كيانه وروحه وهو كما قلنا محور الحق والشرع .
  وبعد سرد الاحاديث اعلاه ونطلق الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انما ينطق عن الوحي فانه وحيا يوحى يدل دلاالة واضحة على أن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) معصومه .

فاطمة ومريم ( عليهما السلام ) :
  أن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي سيدة نساء العالمين وهي سيدة نساء الجنة وما إليه من أحاديث تثبت أن الزهراء ( عليها السلام ) أفضل النساء من الأولين والآخرين ومن جملة النساء الكمل مريم الصديقة ( عليها السلام ) أم النبي عيسى ( عليه السلام ) لقد ارتقت مريم سلم الكمال حتى اصطفاها الله تعالى وطهرها بل وخاطبها الوحي كما جاء في القرآن الكريم يقول تعالى ( وإذ قالت الملائمة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) 32 , لقد طهر الله مريم واصطفاها وهذه هي العصمة بعينها ولا يمكن بمجال أن يكون الفاضل أقل درجة من المفضول فإذا ثبتت عصمة مريم ( عليها السلام ) فبالأولى إثبات عصمة الزهراء ( عليها السلام ) لأنها أعلى رتبة وأخص درجة بما عرفت عنها ومدح الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها .
  وللعصمة آثار ، منها حجيّة القول والفعل والتقرير ، ومنها الصلاحية التامة للهداية للاُمّة ، والاقتداء المطلق ، والإطاعة في كلّ شيء . . . ومنها غير ذلك السيدة فاطمة الزهراء تكون معصومة بدلالة آية التطهير ، وكفى بها على عصمتها مستنداً ودليلاً ، والمقصود منها هم : الخمسة الطيبة من أهل العباء ، المجتمعون خاصة تحت الكساء ، ونكتفي بما قاله الحداد الحضرمي في القول الفصل : إن حديث آية التطهير من الأحاديث الصحيحة المشهورة المتواترة واتفقت عليه الاُمّة وقال بصحته سبعة عشر حافظاً من كبار حفاظ الحديث ، ويصل مجموع طرق الحديث ما يقرب من خمسين طريق ، وعصمتها سلام الله عليها لا غبار عليها وليس في ما تلته من البيت :
وأبيض يستسقي الغمام بوجه      ثمال اليتامى عصمة iiالأرامل

كرامات الزهراء ( عليها السلام ) وتفسير بعض الايات :
1 ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لفاطمة ( عليها السلام ) : يَا بُنَيَّة هَلْ عندك شيء آكل ؟ فإني جائع فقالت ( عليها السلام ) : لا والله ، بأبي أنت وأمي .
  فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من عندها ، بَعَثَت إِليها جارةٌ لها بِرَغِيفَيْنِ ، وبضعة لحم .
  فأخذَتْهُ ( عليها السلام ) منها ، ووضعته في جفنة ، وغطت عليه ، وقالت : ( لأُوثِرَنَّ بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على نفسي ، ومن عندي ) وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبْعَة من طعام .
  فبعثت حَسَناً وحسيناً إلى جَدِّهِما ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فرجع ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إليها ، فقالت ( عليها السلام ) : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، قد أتانا الله بشيء فخبأتُه لك .
  فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( فَهَلُمِّي به ( فَأْتِي به ، فكشفت ( عليها السلام ) عن الجفنة ، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً .
  فلما نظرَتْ ( عليها السلام ) إليه بهتَت ، وعرفت أنها بركة من الله تعالى ، فحمدت الله تعالى ، وصلّت على نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من أين لك هذا يا بُنَيَّة ؟ ) .
  قالت ( عليها السلام ) : ( هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( الحمد لله ، جعلك شبيهة بسيِّدة نساء بني إسرائيل ، فإنها كانت إذا رَزَقها الله رزقاً حسناً ، فسُئلت عنه ، قالت : هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .
  فبعث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى علي ( عليه السلام ) ، فَأتَى .
  فأكل الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ) ، وجميع أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى شبعوا ، وبقيت الجفنة كما هي .
  فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( وأوسعت منها على جميع جيراني ، وجعل الله فيها بركة ، وخيراً طويلاً ) ، وكان أصل الجفنة رغيفين ، وبضعة لحم ، والباقي بركة من الله تعالى .
  وعن الحسن البصري ، وابن إسحاق ، عن ميمونة قالت : وَجدتُ فاطمة ( عليها السلام ) نائمة ، والرَحى تدور ، فأخبرتُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك فقال : ( إن اللهَ عَلِمَ ضَعفَ أَمَتِهِ ، فَأوحى إِلى الرَّحى أَن تدورَ ، فَدَارَتْ ) .
  ورهنت ـ مرَّةً ـ فاطمة ( عليها السلام ) كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي في المدينة ، واستقرضت الشعير ، فلما دخل زيد داره ، قال : ما هذه الأنوار في دارنا ؟ !
  قالت : لِكِسوَةِ فاطمة ( عليها السلام ) .
  فأسلَمَ في الحال ، وأسلَمَت امرأتُه وجيرانُه ، حتى أسلم ثمانون نفساً .
  وعن علي بن معمر ، قال : خرجَتْ أمُّ أَيمَن إلى مكة ، بعد وفاة فاطمة ( عليها السلام ) ، وقالت : لا أرى المدينة بعدها .
34 ـ فأصابها عطش شديد في الجحفة ، حتى خافت على نفسها ، فكسرت عَينَيها نحو السماء ، ثم قالت : يَا ربِّ ، أَتَعَطِّشَنِي ، وأنا خَادمة بنت نبيك ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال : فنزل إليها دَلوٌ من ماء الجنَّة ، فَشَرِبَتْ ، ولم تَجُعْ ، وَلَمْ تَعطَشْ سَبع سِنين .
2 ـ جاء في كتاب (تزويج فاطمة بنت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في حديث طويل جاء فيه : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أهدى خادمة إلى ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وأوصاها بها ، إلى أن قال: فقالت فاطمة : يا رسول الله ، عليّ يوم ، وعليها يوم .
35 ـ ففاضت عينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالبكاء وقال : ( الله أعلم حيث يجعل رسالة ) (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) .
3 ـ وروى الحافظ الحسكاني ( الحنفي ) قال : أخبرنا أبو سعد السعدي (بإسناده المذكور ) عن أبي سعيد الخدري قال : لمّا نزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( وآت ذا القربى حقّه ) دعا فاطمة فأعطاها فدكاً والعوالي ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك .
36 ـ وروى الحافظ الحسكاني الحنفي قال : أخبرنا عقيل بن الحسين ( بإسناده المذكور ) عن عطاء .
37 ـ عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : كل حسب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ حسبي ونسبي إن شئتم اقرأوا : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) فالسيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي سيّدة الحسب والنسب المتصلين برسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فهي طليعة المستثنين من هذه الآية الكريمة .
4 ـ 38 ـ سورة الكوثر بحقها ( عليها السلام ) انا اعطيناك الكوثر .

نتيجة حب فاطمة ( عليها السلام ) :
39 ـ روى الخوارزمي بإسناده عن سلمان قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( يا سلمان ، من أحبّ فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ، ومن أبغضها فهو في النار ، يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن ، أيسر تلك المواطن : الموت ، والقبر ، والميزان ، والمحشر ، والصراط ، والمحاسبة فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة ، رضيت عنه ، ومن رضيت عنه ( رضي الله عنه ) ، ومن غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه ، ومن غضبت عليه غضب الله عليه ، يا سلمان ، ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليا ، وويل لمن يظلم ذرّيتها وشيعتها .
40 ـ روى ابن حجر بإسناده عن أبي هريرة قال : قال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : (أتاني جبرئيل فقال : يا محمد ، ان ربّك يحبّ فاطمة فاسجد ، فسجدت ، ثم قال : ان الله يحب الحسن والحسين فسجدت ، ثم قال : ان الله يحبّ من يحبهما .

حقيقة مصحف المحدثه فاطمة ( عليها السلام ) :
  أن الحديث مع الملائكة رغم أهميته وعظمته فهو ليس من علامات النبوة وخصائصها ، فمن سنذكرهن لسن من جملة الأنبياء ، لكن الملائكة تحدثت إليهن ، والى هذا يشير محمد بن أبي بكر قائلاً : إن مريم لم تكن نبية وكانت محدّثة ، وأم موسى بن عمران كانت محدّثة ولم تكن نبية ، وسارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ولم تكن نبية ، وفاطمة بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كانت محدّثة ولم تكن نبية .
41 ـ معنى المصحف في اللغة : المصحف ـ مثلثة الميم، ـ من اصحف بالضم ـ اي جعلت فيه الصحف .
42 ـ و سمي المصحف مصحفا لانه اصحف اي جعل جامعا للصحف المكتوبة بين الدفتين ، فالمصحف ليس اسما مختصا بالقران الكريم ، ويشهد لذلك ما رووه في وجه تسمية المصحف مصحفا، فالمصحف كل كتاب اصحف و جمع بين دفّتين ، لكن كثرة استعماله في القرآن الكريم اوجبت انصراف الاذهان اليه، و هو لا يكفي لحمل ما ورد في روايات اهل البيت عليهم السلام التي تتحدث عن مصحف فاطمة على المصحف المعروف ، خاصة مع وجود التقييد باضافته اليها ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) .
  وقال أبو الهلال العسكري في الفروق اللغوية : « الفرق بين الكتاب والمصحف ، أن الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق ، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صحفت ، أي جمع بعضها إلى بعض » .

اخبار أهل البيت ( عليهم السلام )
في مصحف فاطمة ( عليها السلام ) :

43 ـ عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) « . . . ان فاطمة مكثت‏بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خمسة و سبعين يوما ، وكان دخلها حزن شديد على ابيها، وكان جبرئيل ( عليه السلام ) ياتيها فيحسن عزاءها على ابيها ، ويطيّب نفسها، ويخبرها عن ابيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي ( عليه السلام ) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة ( عليها السلام ) .
44 ـ ان ابا عبد الله ( عليه السلام ) قال : « مصحف فاطمة ما فيه شي‏ء من كتاب الله وانما هو شي‏ء القى اليها بعد موت ابيها صلوات الله عليهما » .
45 ـ وعن ابي عبد الله ( عليه السلام ) انه قال: « وان عندنا لمصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ؟ ، قال : قلت : وما مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ؟ ، قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، و الله ما فيه من قرآنكم حرف واحد » .
  وقال ابن بابويه : صحيفة فاطمة ، أو مصحف فاطمة ، أو كتاب فاطمة ، ورد التعبير بكل ذلك عن كتاب ينسب إليها ( عليها السلام ) هذه الروايات تدل على ان مصحف فاطمة الذي يعتقد الامامية انه عند ائمتهم و ضمن ميراثهم العلمي ليس المصحف الذي فيه القرآن الكريم ، وانه كتاب آخر يتضمن علم .
  وليس هناك اي رواية توهم كونه قرآنا ، فضلا عن كونها ظاهرة في ذلك ليتمسك بها من يفتش عن المطاعن ، وعلى فرض وجودها فان الروايات المستفيضة الواضحة والصريحة والتي قدمنا طائفة منها تقتضي رفع ذلك التوهم او الظهور لو تم وسلم .
  ان مصحف فاطمة كبقية الصحف والكتب لم تنتقل الى غيرهم ولم تصل الى شيعتهم ان المصحف المذكور بقى عند ائمة اهل البيت‏يتوارثون مع بقية الكتب المتضمنه لعلوم الانبياء والرسل الماضين ومع صحيفة الاحكام الجامعة التي املاها رسول لله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على علي ( عليه السلام ) . . . ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) يُعتبر من جملة ودائع الإمامة ، قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) ـ وهو يَعُّد علامات الإمام المعصوم ( عليه السلام ) ـ : « . . . ويكون عنده مصحف فاطمة ( عليها السلام ) » .
  وعن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي ( عليها السلام ) عن مصحف فاطمة ، فقال : أنزل عليها بعد موت أبيها ، قلت : ففيه شيء من القرآن ؟ فقال : ما فيه شيء من القرآن ، قلت فصفه لي ، قال : له دفّتان من زبرجدتين على طول الورق ، وعرضه حمراوين ، قلت : جعلت فداك فصف لي ورقه ، قال : وروقه من درّ أبيض ، قيل له : كن فكان ، قلت : جعلت فداك فما فيه ؟ قال : في خبر ما كان وخبر ما يكون إلى يوم القيامة ، وفيه خبر سماءٍ سماءٍ ، وعدد ما في السموات من الملائكة ، وغير ذلك ، وعدد كلّ م خلق الله مرسلاً وغير مرسل وأسماؤهم ، وأسماء من أرسل إليهم ، وأسماء من كذّب ومن أجاب ، وأسماء جميع من خلق الله من المؤمنين والكافرين من الأولّين والآخرين ، وأسماء البلدان ، وصفة كلّ بلد في شرق الأرض وغربها ، وعدد ما فيها من المؤمنين ، وعدد ما فيها من الكافرين ، وصفة كلّ من كذّب ، وصفة القرون الاولى وقصصهم ، ومن ولي من الطواغيت ومدّة ملكهم وعددهم ، وأسماء الأئمّة وصفتهم ، وما يملك كلّ واحدٍ واحدٍ ، وصفة كبرائهم ، وجميع من ترددّ في الأدوار .
46 ـ قلت : جعلت فداك وكم الأدوار ؟ قال : خمسون ألف عام ، وهي سبعة أدوار ، فيه أسماء جميع ما خلق الله وآجالهم ، وصفة أهل الجنّة ، وعدد من يدخلها ، وعدد من يدخل النار ، وأسماء هؤلاء وهؤلاء ، وفيه علم القرآن كما أنزل ، وعلم التوراة كما انزلت ، وعلم الإنجيل كما انزل كما انزل ، وعلم الزبور ، وعدد كلّ شجرة ومدرة في جميع البلاد .
  ويُعتبر هذا المصحف أول مصنف في الإسلام ، حيث أن الزهراء ( عليها السلام ) توفيت في الثالث من شهر جمادى الأولى عام 11 هـ ، ولم يكتب قبل هذا التاريخ كتاب في عصر الإسلام .
  أما بالنسبة إلى مكان وجود هذا المصحف في الوقت الحاضر فهو اليوم موجود عند الإمام بقية الله المهدي المنتظر ( عجل ) ( روحي لتراب مقدمه فداء ) .

الحوادث التي جرت على الزهراء
بعد استشهاد ابيها محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :

  لقد كانت الفترة ما بين وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى حين وفاة ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام) منحنى خطيراً في تاريخ الأمة الاسلامية ترك بصمات واضحة لمن ألقى السمع وهو شهيد .
47 ـ وكان لفاطمة ( عليها السلام) الدور الرئيسي في هذه الفترة وفي مقابل ذلك لم يسكت أصحاب السقيفة مكتوفي الأيدي وهم يرون الزهراء ( عليها السلام) تفعل ما تفعل فكان لا بد لهم من محاولة إسكات هذه الصرخة فجرت الأحداث ساخنة كما تذكرها كتب التاريخ والسير وبعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مباشرة حدث الاختلاف حول الخلافة البعض ينادي بخلافة علي ( عليه السلام) وأهل البيت وآخرون يرون شرعية ما جرى في السقيفة من تولية لأبي بكر إن الأحداث بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذت بعداً آخر ولم تكن فدك فيها إلا حلقة من حلقات الصراع بين أصحاب السقيفة وأهل البيت ( عليها السلام) المعارضين لها بقيادة علي وفاطمة ( عليها السلام) وكان بيت فاطمة هو ملتقى المعارضة يقول ابن قتيبة في تاريخه « إن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوماً تخلفوا عن بيعة في دار علي » وفاطمة « فأبوا أن يخرجوا فدعا عمر بالحطب يريد منهم أن يبايعوا بالإكراه والقوة وقال والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها فقيل له يا أبا حفص إن فيها فاطمة وإن فوقفت فاطمة ( عليها السلام) على بابها فقالت لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضراً منكم تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقنا .
  لقد أطلعت فاطمة ( عليها السلام) صوت المعارضة وحملت مشعل الحقيقة لتبين للجماهير التي اشتبه عليها الأمر وطالبت بفدك وأثبتت بذلك للتاريخ كله أن خلافة تقوم في أول خطوة لها بالاعتداء على أملاك رسول الله ليست امتداداً له بقدر ما هي انقلاب عليه كما هو الشأن في كل الانقلابات التي تتم في العالم حيث تم مصادرة أملاك السابقين وأي شخص يتجرد من العصبية المذهبية ويفهم أوليات السياسة يدرك مغزى مصادرة فدك وإخراج عمال فاطمة منها وبالقوة أو كما يعبر صاحب الصواعق المحرقة « انتزاع فدك من فاطمة » ولم تكن فدك قطعة الأرض هي مقصد فاطمة ( عليها السلام) بل الخلافة الإسلامية التي كانت حقاً لزوجها علي بن أبي طالب .

ماذا أرادت الزهراء ان تبين في فدك :
1 ـ حقها الشرعي بعد أن استولى الحاكم الجديد( حكم السقيفة ) على جميع امتيازات الهاشميين فاي تحرك من الهاشميين يعني اعطاء مبرر لقادة الحكم بتصفيتهم حيث كانوا يريدون أي قضية يجبرون بها الهاشميين وعلى رأسهم علي ( عليه السلام) على البيعة المشئومة .
2 ـ ارادت سلام الله عليها الادلاء برأيها عن الخلافة امام الجماهير لتبين لاصحاب العقول ان خلافة السقيفة باطلة ولا تعرف من حكم الله شيء .
3 ـ وأصبحت فدك ترتبط بالخلافة بلا فاصل كما تحول محتواها وكبر معناها فلم ينحصر في قطعة الأرض المحدودة بل صار معناها الخلافة والبلاد الإسلامية كاملة . . . وذلك ما وضحه حفيدها الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليها السلام ) حينما ألح عليه الرشيد العباسي في أخذ فدك ، قال له الإمام : ما آخذها إلا بحدودها قال الرشيد وما حدودها قال ( عليها السلام) الحد الأول عدن والحد الثاني سمرقند والحد الثالث أفريقية والحد الرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية فقال له الرشيد فلم يبق لنا شيء فتحول من مجلسي ـ أي إنك طالبت بالرقعة الإسلامية في العصر العباسي بكاملها ـ فقام الإمام قد أعلمتك أني إن حددتها لم تردها فدك إذاً هي التعبير الثاني عن الخلافة الإسلامية والزهراء ( عليها السلام ) جعلت فدك مقدمة للوصول إلى الخلافة .
48 ـ ذكر ابن أبي الحديد في شرحه قال : سألت علي بن الفارقي مدرس مدرسة الغربية ببغداد فقلت له أكانت فاطمة صادقة ؟ قال نعم قلت فلم لم يدفع إليها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة فتبسم ثم قال كلاماً لطيفاً مستحسناً مع ناموسه وحومته وقلة دعابته قال : لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها لجاءت إليه غداً وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقام ولم يكن يمكنه الاعتذار والمدافعة بشيء لأنه يكون قد سجل على نفسه بأنها صادقة فيما تدعي كائناً ما كان من غير حاجة إلى بينة ولا شهود .
وكيف يمكن أن تكذب وهي المطهرة بنص القرآن والمعصومة والصادقة في سيرتها كما جاء في الروايات وهي التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ؟ إنها الزهراء ( عليها السلام ) ميزان الحق الذي به يعرف الباطل وأي خطأ وخطل يرتكب من يحاول أن يشكك في حقها الذي طالبت به ؟ لأن ذلك يعني الشك في قول الله تعالى وقول رسوله يقول ياقوت في فدك هي قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة وفيها عين فوارة ونخيل كثير ( بمادة ( فدك ) من معجم البلدان ) وفي كتاب فتوح البلدان : فكان نصف فدك خالصاً لرسول الله لأنه لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب .
49 ـ وأن من حقه التصرف في ملكه وقد كان ذلك حينما منحها لقرة عينيه فاطمة كما جاء في شواهد التنزيل للحسكاني وميزان الاعتدال للذهبي ومجمع الزوائد للهيثمي والدر المنثور للسيوطي واللفظ للأول عن أبي سعيد الخدري لما نزلت ( وآت ذا القربى حقه ) دعا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة وأعطاها فدك .
  كانت تطالب بملكاً لها أو حقاً شرعياً خاصاً بها . . . وأن ملكيتها آلت إليها بوجود الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقبل وفاته و ، أن فدكا كانت ميراثاً وكذلك سهم ذي القربى في حين أن كل ذلك غير الميراث وحتى تتضح الرؤية دعنا نفصل بعض الشيء في هذا الأمر .
50 ـ جاء في فتوح البلدان : إن فاطمة ( عليها السلام ) قالت لأبي بكر الصديق أعطني فدك فقد جعلها رسول الله لي فسألها البينة فجاءت بأم أيمن ورباح مولى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فشهدا لها بذلك فقال إن هذا الأمر لا تجوز فيه إلا شهادة رجل وامرأتين .
  وفي رواية أخرى ، شهد لها علي بن أبي طالب فسألها شاهداً أخر فشهدت لها أم أيمن وإن عشت أراك الدهر عجباً فاطمة ( عليها السلام) التي نزلت آيات القرآن تطهرها وتعصمها تكذب وتسأل البينة إنها سيدة نساء العالمين الصديقة الطاهرة التي بلعت درجة من العصمة والطهارة حتى صار غضبها غضب الرب ورضاها رضاه لقد قبل المسلمون شهادة أبي بكر في حديث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نحن معاشر الأنبياء لا نورث فكيف لا يقبلون ادعاء الزهراء بأن فدكاً ملكها لقد تجلت حكمة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حينما أكد على مكانة الزهراء وصدقها في الأحاديث المتقدمة خاصة ما جاء على لسان عائشة بنت أبي بكر لقد قالت ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها أي فاطمة ( عليها السلام) .
  لقد استولى أبوبكر على فدك كما استولى على غيرها من الأملاك والحقوق الخاصة بالرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا أرى مبرراً وجيهاً يدعوه لمنع الحق عن أصحابه إلا أن يكون هناك أمر آخر .
  عن أبي الطفيل بمسند أحمد بن حنبل وسنن أبي داوود وتاريخ الذهبي وتاريخ ابن كثير وشرح النهج واللفظ للأول قال : لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرسلت فاطمة إلى أبي بكر : أنت وارث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أه أهله ؟
51 ـ قال : فقال : لا بل أهله قالت : فأين سهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
52 ـ لقد منعوها ملكها الخاص « فدك » وجاؤوها بحديث « الأنبياء لا يورثون » الذي قال فيه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة « المشهور أنه لم يرو حديث انتفاء الإرث إلا أبو بكر وحده وقال » إن أكثر الروايات أنه لم يرو هذا الخبر إلا أبو بكر وحده ذكر ذلك أعظم المحدثين حتى أن الفقهاء في أصول الفقه اطبقوا على ذلك في احتجاجهم بالخبر برواية الصحابي الواحد وقال شيخنا أبو علي : لا يقبل في الرواية إلا رواية اثنين كالشهادة فخالفه المتكلمون والفقهاء كلهم واحتجوا بقبول الصحابة رواية أبي بكر وحده « نحن معاشر الأنبياء لا نورث » .
53 ـ وطالبتهم بسهم ذي القربى فقد جاء عن أنس بن مالك أن فاطمة أتت أبا بكر فقالت لقد علمت الذي ظلمتنا أهل البيت من الصدقات وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذوي القربى ثم قرأت عليه قوله تعالى ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) فقال لها أبو بكر بأبي أنت وأمي السمع والطاعة لكتاب الله ولحق رسول اله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحق قرابته وأنا أقرأ من كتاب الله الذي تقر أين منه ولم يبلغ علمي منه أن هذا السهم من الخمس مسلم إليكم كاملاً قالت : فلك هو ولأقربائك ؟ ! قال : لا بل أنفق عليكم منه وأضرف الباقي في مصالح المسلمين قالت : ليس هذا حكم الله .
54 ـ وقد أكد علي ( عليه السلام ) دعوى فاطمة ( عليها السلام) حينما قال أبو بكر : قال رسول الله « لا نورث ما تركناه صدقة » فقال علي ( وورث سليمان داوود ) وقال ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال أبو بكر هو هكذا وأنت والله تعلم مثل ما أعلم فقال علي : هذا كتاب الله ينطق ! فسكتوا وانصرفوا .
  جاء في شرح النهج وبلاغات النساء لأحمد بن طاهر البغدادي لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر منعها فدك لآثت حمارها على رأسها واشتملت جلبابها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة ثم أنت أنه أجهش لها القول بالبكاء وارتج المجلس ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيخ القول وهدأت فورتهم افتتحت كلامها بالحمد لله عز وجل والثناء عليه والصلاة على رسول الله ثم قالت : أنا فاطمة بنت محمد أقول عوداً بدء لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ثم استرسلت في خطبتها إلى قولها ثم أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقد يوقنون يا ابن أبي قحافة ! أترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئاً فريا فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون .
55 ـ وفي معرض خطبتها الغراء تواصل الزهراء احتجاجها بما جاء من القرآن عن ميراث الأنبياء فقالت : أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول الله تبارك وتعالى : ( وورث سليمان داوود ) ووقال ونبذتموه وراء ظهوركم إذا يقول الله تبارك وتعالى ( وورث سليمان داوود ) وقال الله عز وجل في ما قص من خير زكريا ( رب هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب ) وقال عز ذكره ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) وقال ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) وقال ( إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين ) وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي أفخصكم الله بآية أخرج نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منها أم تقولون أهل ملتي لا يتوارثان أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة أم أنتم أعلم بخصوص القرآن من أبي وابن عمي أفحكم الجاهلية تبغون .

الخطبة الفدكية :
  روى عبد الله بن الحسن ( عليه السلام ) بإسناده عن آبائه ( عليهم السلام ) أنه لما أجمع ، أبو بكر على منع فاطمة ( عليها السلام ) فدك ، وبلغها ذلك ، لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لمة ، من حفدتها ، ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد ، من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة ، فجلست ، ثم أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء ، فارتجّ المجلس ، ثم أمهلت هنيةً حتى إذا سكن نشيج القوم ، وهدأت فورتهم ، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله، فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها ، فقالت ( عليها السلام ) :
  الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم ، والثناء بما قدّم ، من عموم نعم ابتدأها , وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام منن والاها ، جم عن الإحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الإدراك أبدها ، لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وثنّى بالندب إلى أمثالها ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الإخلاص تأويلها ، وضمّن القلوب موصولها ، وأنار في الفكر معقولها ، الممتنع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام كيفيته ، ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها ، كوّنها بقدرته ، وذرأها بمشيته ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها إلا تثبيتاً لحكمته ، وتنبيهاً على طاعته ، وإظهاراً لقدرته ، وتعبّداً لبريته ، وإعزازاً لدعوته ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، ذيادةً لعباده عن نقمته ، وحياشة منه إلى جنته .
  وأشهد أن أبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) عبده ورسوله ، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله ، وسماه قبل أن اجتبله واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة ، علماً من الله تعالى بمآيل الأمور ، وإحاطة بحوادث الدهور ، ومعرفة بمواقع المقدور ابتعثه الله تعالى إتماماً لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وإنقاذاً لمقادير حتمه .
  فرأى الأمم فرقاً في أديانها ، عكفاً على نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها فأنار الله محمدٍ ( صلى الله عليه وآله ) ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها وجلى عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، وأنقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق المستقيم .
  ثم قبضه الله إليه رأفة واختيار ورغبة وإيثار بمحمدٍ ( صلى الله عليه وآله ) عن تعب هذه الدار في راحة ، قد حُفّ بالملائكة الأبرار ، ورضوان الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار ، صلى الله على أبي نبيه وأمينه على الوحي ، وصفيه وخيرته من الخلق ورضيّه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
  ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت : أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه وحملة دينه ووحيه ، وأمناء الله على أنفسكم ، وبلغاؤه إلى الأمم : وزعمتم حق لكم لله فيكم ، عهد قدّمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم : كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع، بيّنة بصائره ، منكشفة سرائره ، متجلية ظواهره ، مغتبطة به أشياعه ، قائد إلى الرضوان اتّباعه ، مؤدٍ إلى النجاة إسماعه ، به تُنال حجج الله المنورة، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذّرة ، وبيّناته الجالية ، وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة ، ورخصه الموهوبة , وشرائعه المكتوبة .
  فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق ، والصيام تثبيتاً للإخلاص ، والحج تشييداً للدين ، والعدل تنسيقاً للقلوب ، وطاعتنا نظاماً للملة ، وإمامتنا أماناً من الفرقة ، والجهاد عز للإسلام ، والصبر معونة على استيجاب الأجر ، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة ، وبر الوالدين وقاية من السخط ، وصلة الأرحام منماة للعدد ، والقصاص حصناً للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس ، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة ، وترك السرقة إيجاباً للعفة ، وحرم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية ، ( فاتقوا الله حق تقاته ولا تمتن إلا وأنتم مسلمون ) وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فإنه ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) .
  فهل يوجد ضال يكذب فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) واخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حقها وهي تذكر لهم القرأن والادلة من كتاب الله تعالى .
56 ـ يقول السيد عبد الحسين الموسوي ، إن توريث الأنبياء منصوص عليه بعموم قوله عز من قائل ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً ) وقوله تعالى ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) إلى آخر آيات المواريث وكلها عامة تشمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمن دونه من سائر البشر فهي على حد قوله عز وجل ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) وقوله سبحانه وتعالى ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) وقوله تعالى ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) الآية ونحو ذلك من آيات الأحكام الشرعية يشترك فيها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكل مكلف من البشر لا فرق بينه وبينهم غير أن الخطاب فيها متوجه إليه ليعمل به وليبلغه إلى من سواه فهو من هذه الحيثية أولى في الالتزام بالحكم من غيره كذلك آيات الميراث تخص الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كغيره من سائر الناس عملاً بظاهر الآيات الكريمة .
57 ـ وللنظر ماذا فعل ابو بكر في ميراث زوجات النبي المتمثل في بيوته التي اختص بها نساءه عائشة كيف تسنى لها البقاء في بيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع أنه وعلى حسب مدعاهم لا يورث ولم يثبت أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ملكها هذا البيت في حياته كما أن أباها الخليفة الأول لم يطالبها ببينة وانتقلت إليها ملكية البيت بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصبحت هي المتصرفة فيه حتى أن أبا بكر وعمر طلبا منها الإذن حتى يدفنا بجوار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما أنها منعت من دفن من هو أكثر نصيباً منها على فرض أنه من الميراث لأنها ترث التسع من الثمن باعتبارها إحدى تسع أزواج مات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهن في عصمته وللزوجة كما هو معلوم ثمن الميراث إن كان له ولد بينما يرث الحسن ( عليها السلام) عن طريق أمه فاطمة ( عليها السلام) أكثر منها ومع ذلك ينقل لنا اليعقوبي في حادثة وفاة الحسن بن علي ( عليها السلام) ثم أخرج نعشه يعني الحسن يراد به قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فركب مروان بن الحكم وسعيد بن العاص فمنعا من ذلك حتى كادت تقع الفتنة وقيل أن عائشة ركبت بغلة شهباء وقالت : « بيتي لا آذن فيه لأحد » .
58 ـ والقرآن الحكيم يثبت أن هذه البيوت التي أودع فيها زوجاته هي له دون الزوجات في قوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) ( سورة الأحزاب : آية / 35 ) فنسبه البيوت إلى النبي واضحة فهو الأصل وزوجاته عرض على هذه البيوت ولا يعترض قائل بأن الله تعالى يقول أيضاً ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) لأن كلمة ( بيوتكن ) هنا تشمل البيت الذي كان في زمن حياة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والذي تنتقل إليه الزوجة عادة بعد وفاة زوجها فالزوجة إما ترجع إلى بيت أهلها أو تبقى في بيت زوجها والأخير لا يتم إلا عن أحد طريقين إما أنها تملكته في حياة زوجها أو أنها ورثته عنه والثاني غير ممكن بالنسبة لزوجات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند من يؤمن بحديث لا نورث أما الأول فلم يثبت أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد نحل البيوت لأزواجه في حين أن فدكاً نحلت لفاطمة الزهراء كما جاء في تفسير آية ( وآت ذا القربى حقه ) قالوا لما نزلت هذه الآية دعا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة وأعطاها فدك .
  إذاً كلمة ( بيوتكن ) لا دلالة فيها على ملكية زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لبيوته بل الآية الأولى واضحة في نسبة البيوت للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي المقيدة للآية الثانية في حال حياة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لقد طالبوا الصديقة الطاهرة بالبينة ولم يطالبوا غيرها بذلك . . . ما السبب ؟
59 ـ لقد كان لفاطمة ( عليها السلام) موقف واضح من الخلافة حتى أن ب يتها كان عند جماعة السقيفة هو مركز المعارضة حتى قال عمر في روايته لما جرى في السقيفة بعد أن ذكر أنها فتنة ولكن الله وقى شرها المسلمين يقول وإن علياً والزبير ومن معها تخلفوا عنا في بيت فاطمة .
60 ـ تجمع الهاشميون في بيت فاطمة ( عليها السلام ) وأعلنوا معارضتهم لما جرى في السقيفة ومعهم بعض الأنصار الذين كانوا يهتفون لا نبايع إلا علياً كما ينقل ابن الأثير ثم يقول ، وتخلف علي وبنو هاشم والزبير وطلحة عن البيعة وقال الزبير لا أغمد سيفاً حتى يبايع علي فقال عمر خذوا سيفه واضربوا به الحجر .
  ثمة أمور ستجدها في مسئلة ظلامة الزهراء ( عليها السلام) وهي :
الأول : إنها قد ضُربت .
والثاني : أسقط جنينها .
والثالث : هتك حريمها ، إذ دخلوا دارها بلا إذنٍ منها .
والرابع : إنه أُحضر الحطب والنار إلى باب دارها .
والخامس : إنه غصب إرثها .
والسادس : إنها أوصت أن تدفن بالليل .
والسابع : إنها دعت على الشيخين بعد كلّ صلاة .
والثامن : إنها ماتت غاضبة عليهما .
والتاسع : إنها أوصت أن لا يصلّيا عليها .
والعاشر : إنها أوصت أن يخفى قبرها .
  يقول ابن قتيبة في تاريخه ، دخل أبو بكر وعمر على فاطمة ( عليها السلام ) فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط . . . إلى أن يقول فقالت : أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تعرفانه وتعملان به ؟ قالا : نعم فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول اله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي أحبني ومن أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني ؟ .
61 ـ قالا : نعم سمعنا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأشكونكما إليه ثم قالت والله لأدعون عليكما في كل صلا ، أصليها .
  لمإذا لم يدافع الإمام علي ( عليها السلام ) عن زوجته الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) ؟
  مجمل القضيّة هو : إنه قد كان الواجب على الناس الوفاء بما عاهدوا عليه الله ورسوله وبايعوا عليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في يوم الغدير وغيره ، فلمّا خالفوا جلس علي ( عليه السلام ) وأهله وأصحابه في البيت ، فرأى القوم أنّ الأمر لأبي بكر لا يتمّ إلاّ بحمله على البيعة ، فطلبوه مراراً فأبى أن يخرج ويبايع ، حتى أمر أبو بكر عمر بن الخطاب ومن معه بأن يأتوا به جبراً وقسراً ، فجاؤوا إلى بابه ، فمنعتهم الصديقة الطّاهرة من الدخول ، ولم تكن تظنّ ـ ولا أحد يظنّ ـ أن يبلغ بهم التجاسر والجرأة لأن يدخلوا بيتها بضربها وضغطها بين الباب والجدار ، حتى دخلوا وأخرجوا الامام للبيعة ، ولو أنّ عليّاً ( عليه السلام ) خرج إليهم في تلك الحالة لقتلوه ، وذلك لم يكن الاّ في صالحهم ، إذ كانوا يقولون ـ وتسير الأخبار إلى سائر الأقطار ـ بأنّ عليّاً خالف الاُمّة وخرج على الخليفة فقتله الناس ، كما قال بعضهم ذلك بالنسبة الى الامام الحسين ( عليه السلام ) ـ مع وضوح الفرق الكبير عندهم بين أبي بكر ويزيد وحكومتيهما ـ فلا الإمام علي عليه السلام سكت حتى يقال وافق ، ولا قام بالسّيف وحارب حتى يقال : حارب على الحكم والرئاسة .
  ويبقى أمران : أحدهما : ان الناس كانوا ينتهزون الفرصة للانتقام من علي ( عليه السلام ) لقتله أشياخهم في الحروب والغزوات .
والثاني : ان الامام كان مأموراً بالصبر وهم كانوا عالمين بذلك . . . وقد نصّ رسول الله على ان في قلوب الناس ضغائن يبدونها بعد وفاته ، ونصّ أمير المؤمنين على كونه مأموراً بالصبر في غير موضع من خطبه وكلماته س1 لمإذا لم يقوم الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه بفعل شيء للذين هجموا على الدار وكسروا ضلع البضعة صلوات الله عليها ؟
س2 ينتابني بعض الاهين سؤال من هو الله ؟ فأجيب نفسي بأننا ما أوتينا من العلم الا قليلا فهل هناك جواب اكثر اقناعا ؟
ج 1 ـ لقد فعل الامام ( عليه السلام ) « شيئاً » في ذلك اليوم حيّر به العقلاء إلى هذا اليوم ، وهو « السكوت » . . . وفيه « كلّ شيء » . . . وبذلك أحبط المؤامرة ، وكرامة أهل البيت من الله هي الشهادة في سبيله .
ج 2 ـ الجواب الأكثر إقناعاً في القرآن الكريم فأكثروا من تلاوته مع التدبّر في آياته .
62 ـ ومع الأسف فإن الخليفتين قد روعا الزهراء ( عليها السلام ) ولم يرعيا فيها وصايا الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى ماتت و هي غاضبة عليهما وقد ورَوى البخاري في كتاب الخمس قائلاً : فغضبت فاطمة بنت رسول اللّه فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت .
63 ـ يقول البلاذري بعد ذكره لحادثة السقيفة المريرة ـ : إنّ أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر و معه فتيلة ، فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا ابن الخطاب أتراك محرقاً عليَّ بابي ؟ قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك .
64 ـ ويقول عمر رضا وتفقد أبو بكر قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي بن أبي طالب كالعباس والزبير وسعد بن عبادة فقعدوا في بيت فاطمة ، فبعث أبو بكر إليهم عمر بن الخطاب ، فجاءهم عمر فناداهم وهم في دار فاطمة ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب ، وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة ، فقال : وإن . . . ثمّ وقفت فاطمة على بابها ، فقالت : « لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقاً .

الادلة على رفس عمر بقدمه
بطن الزهراء ( عليها السلام ) واسقاط المحسن :

  لم يكن رحيل السيدة الزهراء وليد مرض او نتيجة طبيعية بل جاء رحيلها نتيجة غصص والام سرّعت من رحيلها الى عالم الملكوت عند مليك مقتدر ، لم تمض فترة قصيرة بعد وفاة أبيها حتى لحقت أم ابيها به صلوات الله عليه وعليها ، لقد كابدت تلك المراة معاناة حقيقية بعد وفاة ابيها ، لقد تغلغل الحزن فيها الى ان تجذر واصبحت ايامها سوادا في سواد .
65 ـ نقل صاحب كتاب الوافي بالوفيات .
66 ـ 67 ـ عن النظام المعتزلي : قال : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت المحسن في بطنها .
69 ـ ورَوى أحمد بن محمد المعروف بابن أبي دارم 68 ، انّ عمر رفص فاطمة حتى أسقطت بمحسن .
  ويقول الدكتور عبد الفتاح في حادثة الدار : إنّ عمر قال : والذي نفسي بيده ، ليخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها .
70 ـ قالت له طائفة ـ خافت اللّه ، ورعت الرسول في عقبه ـ : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ! فصاح لا يبالي : وإن ! واقترب وقرع الباب ، ثمّ ضربه واقتحمه . . . وبدا له عليّ ، ورنّ حينذاك صوت الزهراء عند مدخل الدار ، فان هي إلاّ رنة استغاثة أطلقتها " يا أبت رسول اللّه .
71 ـ وقال محمد بن حماد الحافظ كان مستقيم الأمر عامة دهره ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب حضرته ورجل يقرأ عليه أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت محسناً .
72 ـ قال الشاعر حافظ إبراهيم : وقوله لعلي قالها عمر أكرم بسامعها أكرم بملقيها أحرقت دارك لا أبقي عليك بها إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها ما كان غير أبي حفص يفوه بها أمام فارس عدنان وحاميها لقد استقبلتهم الزهراء ( عليها السلام) من وراء الباب صارخة إلى أين يا بن الخطاب ؟ أجئت لتحرقدارنا ؟ قال نعم .
73 ـ بل إن أبا بكر يعترف بأن الدار قد تم اقتحامها بأمره ويعتبرها إحدى أفعاله التي تمنى لو يقم بها يقول مرض موته ، لا آسى على شيء من الدنيا إلا عللى ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على حرب .
74 ـ جاء عمر والرجال لإحراق الدار وجمعوا الحطب كانت أول من تلقتهم خلف الباب وصرخت ونادت بأعلى صوتها ياأبت يارسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة .
وجاء في جامع النورين : ص 206 ـ 207 ، قال الحاج اسماعيل السزواري فكتب لها بردّ فدك ، فخرجت والكتاب معها ، فلقيها عمر وقال : يا بنت محمّد ! من اين لك هذا الكتاب ؟ قالت : « هذا كتاب كتبه أبو بكر لي بردّ فدك » ، قال : هلّميه وأرنيه . . . فأبت أن تدفعه إليه فلطمها على وجهها فانكسر قرطها ، فارتفع صوتها بالأنين والبكاء قائلة : يا أبتاه ! انظر إلى ابنتك المظلومة ، كنّا في حياتك معظّمين وأصبحنا بعدك مذلّلين . . . قد كان بعدك أنباء وهنبثة . . . لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب فسمع الناس صوتها ، فاجتمعوا إليها لينظروا ما جرى عليها ، فتغير عمر ، وقال : تريد فاطمة أن تخوّفني ؟ ! فتقدّم إليها ورفسها برجله . . . وكانت حاملة ، فأوجع جنبها وبطنها ، ثم أخذ الكتاب وتفل فيه ومزّقه . . . فلمّا أفاقت فاطمة ( عليها السلام ) نظرت إلى قطعات الكتاب في المسجد تلعب بها الريح ، فقالت : « مزّق الله بطنك كما مزّقتَ كتابي » ثم استندت بإحدى يديها إلى الجدار وجعلت الأُخرى على جنبها وكرّت راجعة إلى بيتها ، وبعدها سقطت على الأرض ونادت : « قتلني عمر » .
75 ـ ونتيجة مسألة العنف الذي بسببه أسقطت الزهراء محسناً فكانت الضبابية ولكن تواتر الأحداث مضافاً إليها الروايات القائلة بإسقاط الزهراء أثناء الهجوم يؤكد حقيقة واحدة وهي أن فاطمة كانت تحمل في بطنها جنيناً سماه النبي محسناً وهو في بطن أمه . . . هذا الجنين لم ير النور قط وإليك هذه : وهنا روايات تتحدث عن إسقاط المحسن قال المسعودي ، وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً .
76 ـ وجاء في كتاب الملل والنحل للشهرستاني : قال إبراهيم بن سيار بن هاني النظام إن عمر ضرب بطن فاطمة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح : احرقوا دارها بمن فيها .
  هجموا على دار البتول الزهراء ( عليها السلام ) وكانت أول من تلقاهم خلف الباب والهجوم والاقتحام عادة يكون بلا إستئذان ولارحمة ومن ما لاشك أن كل شيء يعترض تلك الهجمة الشرسة لابد أن يتحطم ويبعد عن الطريق ولكن بكل أسى ولوعة كان ذلك الشيء بضعة الرسول ووصيته فاطمة ( عليها السلام ) فضربت حتى أسقطت جنينها هذه هي الحقيقة . . . نعم لقد انتقلت إلى جوار ربها مظلومة مقهورة بسبب ما جرى لها من ضرب ورفس أدى إلى إسقاط جنينها المحسن ومن ثم مرضت إلى أن لحقت يأبيها تشكو له ما جرى عليها .
77 ـ قال الإمام الكاظم ( عليها السلام ) وهو موسى بن جعفر الصادق ـ وهو يصف ما جرى ـ لما حضرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الوفاة دعا الأنصار وقال يامعشر الأنصار لقد حان الفراق إلى أن قال ألا إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي فمن هتكه فقد هتك حجاب الله قال الراوي فبكى الإمام الكاظم " أبو الحسن ( عليها السلام) طويلاً وقطع بقية كلامه وقال : هتك ـ والله ـ حجاب الله هتك والله حجاب اله هتك والله حجاب الله .
  عن الإمام الصادق ( عليها السلام ) أنه قال : لما أسري بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قيل إن الله يختبرك في ثلاث يعددها إلى أن قال : وأما ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها وتضرب وهي حامل ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن ثم يمسها هوان ولا تجد مانعاً وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب « ويقول الإمام الصادق ( عليها السلام ) واصفاً بعض ما جرى : وضرب سلمان الفرسي وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين لإحراقهم بها وضرب فاطمة ورفس بطنها وإسقاط محسنها » ، فظلت تبكي وتبكي إلى أن جاء « شيوخ » أهل المدينة يظهرون لعلي انزعاجهم وتأذيهم من بكاء فاطمة ويطالبونه بأمرها بالكف عن ذلك تخييرها بين البكاء ليلاً فقط أو نهاراً فبنى لها أمير المؤمنين علي ( عليها السلام) بيتاً خارج المدينة سمي « بيت الأحزان » هناك واصلت مأساتها .
  ويوماً فيوماً راحت تذبل تلك الزهرة اليانعة وأخذ المرض منها مأخذاً يقول الإمام الصادق ( عليها السلام ) ( فأسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً وكان ذلك هو السبب في وفاتها كيف لا يكون كذلك وهي ابنة ثمانية عشر عاماً لقد اكتملت عليها المصائب بضربها واقتحام دارها فكانت البداية والنهاية وصارت طريحة الفراش تنتظر أجلها الذي اقترب منها سريعاً وبجانبها علي ( عليه السلام ) يقول الإمام زين العابدين ( عليها السلام ) عن أبيه الحسين ( عليها السلام ) قال لما مرضت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصت علي بن أبي طالب ( عليها السلام ) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا يؤذن أحداً بمرضها وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس على استمرار بذلك .
  لقد يئست الزهراء أهل المدينة الذين طلبت نصرتهم فلم ينصروها لقد سئمتهم وزهدت في مروءتهم فبلغ بها الأمر ألا تريد رؤيتهم في مرضها الأخير يكفيها علي ( عليها السلام ) ليقف بجانبها وهي على هذه الحالة .
  في اليوم الأخير قبيل رحيلها نامت الزهراء ( عليها السلام ) في ساعة من ساعات ذلك اليوم وإذا بها ترى أباها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام في قصر من الدر الأبيض فلما رآها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال هلمي إلي بنية فإني إليك مشتاق !! فقالت والله لأشد شوقاً إليك فقال لها : أنت الليلية عندي .
  انتبهت من غفوتها وبدأت الاستعداد للحوق بأبيها . . . إن هي إلا ساعات تقضيها في هذه الدنيا الفانية ويتحقق قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها قبيل انتقاله وأكده لها بعد انتقاله إنها النبوة ومن ذلك كان يقين فاطمة بقرب النهاية بينما الفرح يغمرها لارتحالها إلى العالم الأبدي حيث الرضوان الأكبر وجنة عرضها السموات الأرض يعتصرها ألم من ناحية أخرى سوف تترك الزهراء ( عليها السلام ) الزوج العطوف وحيداً بعدها وفراخاً لم ينبت أجنحتهم بعد وزهوراً لم تتفتح إنهم أفلاذ كبدها ستفادرهم وتتركهم لهذه الحياة التي تحمل الكثير الكثير من المأسي خصوصاً إنهم آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكثر الناس بلاء وأعظمهم امتحاناً وإن بهعض شذاذ الآفاق ونبذة الكتاب يتربصون بهم ستودعهم وهي تنظر إلى ذلك المستقبل غير المجهول لأبنائها وزوجها إنها تنظر بعين أبيها الباصرة بإذن الله إلى الغيب حيث يضرب علي بالسيف غيلة وهو في محرابه ويقتل الحسن سماً والحسين تمزيقاً بسيوف بدأ سلها في وجه أهل البيت ( عليها السلام) منذ وفاة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كل ذلك يدور في خلد الزهراء وهي تمشي نحو الماء متكئة على الحائط من شدة الضعف لتغسل أطفالها وثيابهم أخر غسلة وهي ترتعش وكأنها تودعهم إن من جملة أسمائها ( الحانية ) لأنها كانت القمة في الحنان والعطف على أبنائها .
  دخل الإمام علي ( عليه السلام ) البيت ووجدها على رغم علتها تمارس أعمالها وتخدم في البيت رق لها قلب الإمام وهي بهذه الحالة فأخبرته بأنه آخر أيامها وأخبرته بما رأته وسمعته من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أثناء نومها وعادت إلى فراشها ثم قالت له يا ابن عم ، انه قد نعيت الي نفسي وانني لاادري ما بي الا انني لاحقة بابي ساعة بعد ساعة وانا اوصيك في قلبي .
  قال لها علي ( عليه السلام ) : اوصيني بما احببت يا بنت رسول الله فجلس عند راسها واخرج من كان في البيت ، قالت يابن عم ! ما عهدتني كاذبة ولاخانئة ، ولا خالفتك منذ عاشرتني اشرتني فقال علي ( عليه السلام ) معاذ الله ! أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله من أن أوبخك بمخالفتي وقد عز علي مفارقتك وفقدك إلا أنه أمر لابد منه والله لقد جددت علي مصيبة رسول الله وقد عظمت وفاتاتك وفقدك فإنا لله وإنا إليه راجعون وبكيا جميعاً ساعة وأخذ الإمام رأسها وضمها إلى صدره ثم قال : أوصني بما شئت فإنك تجدينني وفياً أمضي لما أمرتني به وأختار أمرك على أمري ، فقالت : جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن عم ، أوصيك أولاً أن تتزوج بابنة أختي أمانة فإنها تكون لولدي مثلي فإن الرجال لابد لهم من النساء ثم قالت وأوصيك إذا قضيت نحبي فغسلني ولا تكشف عني فإني طاهرة مطهرة وحنطني بفاضل حنوط أبي رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصل علي وليصل معك الأدنى فالأدنى من أهل بيتي وادفني ليلاٍ لا نهاراً إذا هدأت العيون ونامت الأبصار وسراً لا جهاراً وعف موضع قبري ولا تشهد جنازتي أحداً ممن ظلمني .
  لقد أرادت الزهراء ( عليها السلام ) مواصلة الجهاد بعد مماتها فكانت وصيتها الإعلان الأخير لموقفها الصامد والمستمر من استشهاد الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحتى مرضها وتريده باقياً إلى ما شاء الله تدفن بنت المصطفى سرأً ليلاً لا يصلي عليها إلا أهل بيتها والمخلصون لهم ! !
  في لحظاتها الأخيرة طلبت ثياباً جديدة ثم دعت سلمى امرأة أبي رافع وقالت لها هيئي لي ماء وطلبت منها أن تسكب لها الماء وهي تغتسل ثم لبست ملابسها الجديدة وأمرت أن يقدم سريرها إلى وسط البيت واستلقت عليه مستقبلة القبلة وقالت إني مقبوضة الآن فلا يكشفني أحد .
  تقول أسماء بنت عميس لما دخلت فاطمة البيت انتظرتها هنيئة ثم ناديتها فلم تجب فناديت يا بنت محمد المصطفى يابنت أكرم من حملته النساء يابنت خير من وطأ الحصى يابنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى فلم تجب فدخلت البيت وكشفت الرداء عنها فإذا بها قد قضت نحبها شهيدة صابرة مظلومة محتسبة ما بين المغرب والعشاء فوقعت عليها أقبلها وأقول يافاطمة إذا قدمت علىأبيك ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأقرئيه مني السلام فبينا هي كذلك وإذا بالحسن والحسين دخلا الدار وعرفا أنها ميتة فوقع الحسن يقبلها ويقول ياأماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني والحسين يقبل رجلها ويقول ياأماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت ثم خرجا إلى المسجد وأعلما أباهما بشهادة أمهما فأقبل أمير المؤمنين إلى المنزل وهو يقول بمن العزاء يا بنت محمد ؟ وقال « اللهم إنها قد أوحشت فآنسها ، وهجرت فصلها ، وظلمت فاحكم لها ياأحكم الحاكمين » وخرجت أم كلثوم متجللة برداء وهي تصيح يا أبتاه يارسول الله الآن حقاً فقدناك لا لقاء بعده وكثر الصراخ في المدينة على ابنة رسول الله واجتمع الناس ينتظرون خروج الجنازة فخرج إليهم أبو ذر وقال : انصرفوا إن ابنة رسول الله أخر إخراجها هذه العشية ، وإن فاطمة ( عليها السلام ) ابنة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وزوج الإمام علي ( عليها السلام ) وأم الحسنين عليهما السلام أوصت أنها إذا ماتت لا تدخل عليها لا عائشة ولا غيرها .
  فقد ورد في سنن البيهقي ( ج 4 ) باب ما ورد في النعش للنساء ، روى بسنده عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر أن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالت : يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت أسماء : يا بنت رسول الله ألا أريك شيءا رأيته بأرض الحبشة ، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ما أحسن هذا وأجمله لا يعرف به الرجل من المرأة، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ( عليه السلام ) ولا تدخلي علي أحدا .
  فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت : إن هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد جعلت لها مثل هودج العروس ، فجاء أبو بكر فوقف على الباب وقال يا أسماء ما حملك أن منعت أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يدخلن على ابنة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجعلت لها مثل هودج العروس ؟ فقالت : أمرتني أن لا تدخلي علي أحدا ، وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها ، فقال أبو بكر فاصنعي ما أمرتك ، ثم انصرف ، وغسلها علي ( عليه السلام ) وأسماء .
  وأخذ أمير المؤمنين في غسلها وعلل ذلك حفيدها الإمام الصادق ( عليها السلام ) يقول إنها صديقة فلا يغسلها إلا صديق كما أن مريم لم يغسلها إلا عيسى ( عليها السلام ) وقال ( عليها السلام ) إن علياً أفاض عليها من الماء ثلاثاً وخمساً وجعل في الخامسة شيءاً من الكافور وكان يقول : اللهم إنها أمتك وبنت رسولك وخيرتك من خلقك اللهم لقنها حجتها وأعظم برهانها وأعل درجتها واجمع بينها وبين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحنطها من فاضل حنوط رسول الله الذي جاء به جبريل إذ أخبرهما النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سابقاً يا علي ويا فاطمة هذا حنوط من الجنة دفعه إلي جبرائيل وهو يقرئكما السلام ويقول لكما اقسماه واعزلا منه لي ولكما فقالت فاطمة ثلثه لك والباقي ينظر فيه علي ( عليها السلام) فبكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وضمها إليه وقال إنك موفقة رشيدة مهدية ملهمة يا علي قل في الباقي فقال نصف منه لها والنصف لمن ترى يا رسول الله قال هو لك ، وكفنها في سبعة أثواب وقبل أن يعقد عليها نادى ياأم كلثوم يا زينب يا فضة يا حسين هلموا وتزودوا من أمكم الزهراء فهذا الفراق واللقاء الجنة .
  وما أعظم الرزية وما أجل المصيبة أقبل الحسنان ( عليهما السلام ) يقولان : واحسرة لا تنطفئ من فقد جدنا محمد المصطفى وأمنا الزهراء ؟ إذا لقيت جدنا فأقرئيه منا السلام وقولي له : إنا بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا .
  قال أمير المؤمنين ( عليها السلام ) وإذا بها تف من السماء ينادي يا أبا الحسن ارفعها عنها فلقد أبكيا والله ملائكة السماء فرفعها عنها وعقد الرداء عليها وجاءت أهم اللحظات لحظة تنفيذ بند الوصية المهم ذلك البند الذي سيظل شاهداً على موقف الزهراء إلى القيامة إنها لحظات الدفن التي يجب أن تكون سراً وقبلها الصلاة على الجنازة الذي كان محدداً فيها ألا يكون فيه شخص ممن ظلم الزهراء هكذا كانت الوصية .
  جن الليل نامت العيون وهدأت الأبصار وجاء في جوف الليل نفر قليل من الهاشميين ومن المحبين الذين وقفوا مع علي ( عليها السلام ) ومعه هذه العصبة القليلة المباركة ثم دفنها ولما وضعها في اللحد قال بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك مني ورضيت لك بما رضي الله لك ثم قرأ ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) ثم إنه ( عليها السلام ) سوى في البقيع سبع قبور أو أربعين قبراً لكي يضيع بينها قبر الزهراء ( عليها السلام ) ولما عرف شيوخ المدينة دفنها وفي البقيع قبور جدد أشكل عليهم الأمر فقالوا هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور لنخرجها ونصلي عليها فبلغ ذلك علياً ( عليها السلام ) فخرج مغضباً عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عن د الكريهة وبيده دو الفقار وهو يقسم بالله لئن حول من القبور حجر ليضعن السيف فيهم فتلقاه عمر ومعه جماعة فقال له : مالك والله يا أبا الحسن لننبشن قبرها ونصلي عليها فقال علي ( عليها السلام ) وهو غاضب أما حقي فتركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم وأما قبر فاطمة فو الذي نفسي بيده لئن حول منه حجر لأسقين الأرض من دمائكم فتفرق الناس .
  قال امير المؤمنين ( عليها السلام) : أرى علل الدنيا عـــلي كثيرة . . . وصاحبها حتى الممات عليل لكل اجتماع من خليلين فرقة . . . وكل الذي دون الفراق قليـــل وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد . . . دليل على أن لا يدوم خليــل وأسدل الستار عن أول محطة سقطت الأمة في امتحانها، وغادرت الزهراء مشتاقة للقاء ربها وأبيها ذهبت وهي تحمل جراحات مثخنة وآلاما عظاما . . . انتقلت لتشكو إلى الله سبحانه وتعالى ليحكم لها على من ظلمها وتركت لنا أعلام هداية ومنارات فرقان . . . رحلت وخلفت فينا سرها .
  سرها الذي دفن في قبرها الذي دفنت فيه سرا ، إنه سر سهل ممتنع لا تطوله كل العقول ولا يمتنع عن جميع العقول ، سر لا يطوله إلا من أشرق في قلبه نور فاطمة ( عليها السلام ) وارتشف من ضياه عقله فانفتح على الحق والخير ونفر من الظلم والانحراف .

المصادر :
1 ـ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ نور الأبصار ص 51/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 360 .
2 ـ مناقب الإمام علي لابن المغازلي: ص 342 .
3 ـ كنز العمّال ج 13 ص 91 و 93/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5 ص 96/ الصواعق المحرقة ص 190/ أسد الغابة ج 5 ص 523/ تذكرة الخواص ص 279/ ذخائر العقبى ص 48/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 356/ نور الأبصار ص 51 و 52/ ينابيع المودّة ج 2 باب 56 ص 136 .
4 ـ مناقب الإمام علي من الرياض النضرة: ص 141 .
5 ـ راجع الصواعق المحرقة باب 11 ص 142/ ذخائر العقبى ص 30 و 31/ تذكرة الخواص ص 276/ مناقب الإمام علي من الرياض النضرة ص 141/ نور الأبصار ص 53 ، الصواعق المحرقة ص 173 .
6 ـ الجامع الصغير ج 1 ح 203 ص 37/ الصواعق المحرقة ص 191/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص 479/ كنز العمّال ج 13 ص 93 .
7 ـ كنز العمّال ج 13 ص 94/ صحيح البخاري، كتاب الفضائل، باب مناقب فاطمة/ البداية والنهاية ج 2 ص 61 .
8 ـ نور الأبصار ص 51 .
9 ـ نور الأبصار ص 52/ قريب من لفظه في كنز العمّال ج 13 ص 95 .
10 ـ كنز العمّال ج 13 ص 96/ منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 97/ إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 118 .
11 ـ كنز العمال ج 6 ص 219 .
12 ـ صحيح مسلم ج 5 ص 54/ خصائص الإمام علي للنسائي ص 121 و 122/ مصابيح السنّة ج 4 ص 185/ الإصابة ج 4 ص 378/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 119/ كنز العمّال ج 13 ص 97/ وقريب من لفظه في سنن الترمذي ج 3 باب فضل فاطِمَة ص 241/ حلية الأولياء ج 2 ص 40/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5 ص 96/ معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم ص 58/ ذخائر العقبى ص 38/ تذكرة الخواص ص 279/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص 478 .
13 ـ الصواعق المحرقة ص 180 و 232/ مستدرك الحاكم / معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم ص 73/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص 468.
14 ـ صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص 1374/ خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 122/ الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5858/ كنز العمّال ج 3 ص 93 ـ 97/ منتخب بهامش المسند ج 5 ص 96/ مصابيح السنّة ج 4 ص 185/ إسعاف الراغبين ص 188/ ذخائر العقبى ص 37/ ينابيع المودّة ج 2 ص 52 ـ 79 .
15 ـ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 173/ سنن الترمذي ج 3 باب فضل فاطِمَة ص 240/ كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5 ص 96/ الصواعق المحرقة الفصل الثالث ص 190 .
16 ـ الصواعق المحرقة ص 188/ قريب من لفظه في مستدرك الصحيحين ج 3 ص 172/ الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5859 .
17 ـ نور الأبصار ص 52 .
18 ـ مناقب الخوارزمي ص 353 .
19 ـ السنن الكبرى ج 10 باب من قال : لا تجوز شهادة الوالد لولده ص 201/ كنز العمّال ج 13 ص 96/نور الأبصار ص 52/ ينابيع المودّة ج 2 ص 322 .
20 ـ ينابيع الموّدة ج 1 باب 15 ص 243 .
21 ـ الصواعق المحرقة ص 175/ مستدرك الحاكم، باب مناقب فاطمة / مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 351 .
22 ـ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 296 .
23 ـ الصواعق المحرقة ص 160/ إسعاف الراغبين ص 188/ كنز العمّال ج 13 ص 94/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97.
24 ـ مجمع الزوائد ج 9 ص 202 .
25 ـ صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص 1374/ مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 164/ سنن الترمذي ج 3 ص 226/ كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ الجامع الصغير ج 2 ص 654 ح 5760/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 123/ الصواعق المحرقة ص 187 و 191/ خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 118/ ينابيع المودّة ج 2 ص 79/ الجوهرة في نسب عليّ وآله ص 17/ البداية والنهاية ج 2 ص 60 .
26 ـ حلية الأولياء ج 2 ص 40/ صحيح البخاري كتاب الفضائل/كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97 .
27 ـ كتاب فضائل الصحابة أحمد بن حنبل 2/754 .
28 ـ المستدرك ج 3/154 ووافقه الذهبي على صحته .
29 ـ أخرجه الترمذي ( 3873 ) في المناقب باب مناقب فاطمة عليها السلام وإسناده حسن ،( نقلاً عن جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير ( 9/125 ) بتحقيق الأرناؤوط).
30 ـ ذكره الحاكم في المستدرك ج 3 ص 153 .
31 ـ أخرج أبو داوود في 40 ـ كتاب الأدب ، 143 ـ باب ما جاء في القيام ح 5217 .
32 ـ آل عمران / 42 .
33 ـ القول الفصل : ج 1/48 .
34 ـ ورد عن الثعلبي في ( قصص الأنبياء ) ، والزمخشري في ( الكشاف ) في تفسير قوله تعالى : ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ) آل عمران : 37 .
35 ـ كتاب تزويج فاطمة بنت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ص 5 8 .
36 ـ شواهد التنزيل 1 : 340 ـ 341 .
37 ـ شواهد التنزيل 1 : 407 .
38 ـ راجع التفاسير أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( مخطوط ) : ص 1156 ، و التفسير الكبير: ج 30 ، تفسير سورة الكوثر ، و حاشية الشهاب المسمّاة بـ(عناية القاضي): ص 403 ، والمجالس لكوسة زادة : 222 ، والقول الفصل: 457 .
39 ـ كشف الغم: ج 1 ، ص 467 .
40 ـ لسان الميزان: ج 3 ، ص 275 .
41 ـ الفيروز آبادى القاموس المحيط ماده صحف .
42 ـ الخليل، العين 3 :10 و ابن منظور ، لسان العرب ماده الصحف .
43 ـ الصفار بصائر الدرجات 153 ط المرعشى، و الكلينى، الكافى 1 : 241 و المجلسى بحار الانوار 26 : 41 والقطب الراوندي الخرائج و الجرائح 2 : 526 و فيه تخريج الحديث فى مصادر عدة .
44 ـ الصفار، بصائر الدرجات 159 ط ، المرعشى، و المجلسى، بحار الانوار 26 :48 .
45 ـ الكلينى، الكافى، 1 : 239، الصفار، بصائر الدرجات: 152 ط ، المرعشى، و المجلسى، بحار الانوار 35 : 39 .
46 ـ الأسرار الفاطمية ص 405 .
47 ـ تاريخ الخلفاء ج 1 ص 12 .
48 ـ شرح النهج ج 16 ص 284 .
49 ـ تفسير الآية 26 من سورة بني إسرائيل في شواهد التنزيل 1/338 - 341 والدر المنثور 4/177 وميزان الاعتدال 2/228 ومجمع الزوائد والكشاف وتاريخ ابن كثير 3/36 تفسير الطبري ج 15/72ط 2 ينابيع المودة .
50 ـ فتوح البلدان :1/34-35 .
51 ـ مسند أحمد / ¼ وسسن أبي داوود 3/5 كتاب الخراج وتاريخ ابن كثير 5/ 289 وشرح النهج 4/81 وتاريخ الذهبي .
52 ـ شرح النهج 4/82 ـ 85 .
53 ـ تاريخ الإسلام لذهبي 1/347 شرح النهج 4/81 .
54 ـ طبقات ابن سعد 2/315 وكنز العمال 5/365 كتاب الخلافة مع الإمارة من قسم الأفعال .
55 ـ بلاغات النساء : 12 ، 15 ، 16 ، 17 .
56 ـ النص والاجتهاد السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي فقرة توريث الأنبياء .
57 ـ تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 225 .
58 ـ بتفسير الآية من سورة الإسراء في شواهد التنزيل 1/338 ـ 341 بسبعة طرق والدر المنثور 4/177 وميزان الاعتدال 2/225 ط أولى وكنز العمال 2/158 ط أولى ومنقحة والكشاف 2/446 وتاريخ لبن كثير 3/36 ، و الشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي في نزهة المجالس ج 2 ص 226 ط القاهرة .
59 ـ الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 325 .
60 ـ الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 327 ، وفي قضية فدك راجع المصادر التالية لعلماء ابناء السنة راجع شرح النهج 16 : 344 نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، ولاحظ : صحيح البخاري / كتاب المغازي / غزوة خيبر / باب 40 / حديث 4240 ، وصحيح مسلم / كتاب الجهاد / باب 15 باب حكم الفئ وباب 16 باب قول النبي صلى الله عليه وآله : لا نورث ما تركناه فهو صدقة ، والسيرة الحلبية 3 : 400 .
61 ـ الإمامة والسياسة « تاريخ الخلفاء » ص 12 - 13 .
62 ـ صحيح البخاري : 4 / 42 ، دار الفكر ، بيروت ، و أخرج البخاري أيضاً في كتاب الفرائض و قال : فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ( صحيح البخاري : 8 / 30 ، دار الفكر ، بيروت ) .
63 ـ أنساب الأشراف : 1 / 586 ، طبعة دار المعارف بالقاهرة .
64 ـ أعلام النساء : 4 / 114 .
65 ـ هو صلاح الدين خليل بن إيبك الصفدي .
66 ـ هو إبراهيم بن سيار البصري المعتزلي المشهور بالنظام ( 160 ـ 231هـ ) ، و قالت المعتزلة إنّما لقب بالنظام لحسن كلامه نظماً و نثراً ، و كان ابن أُخت أبي هذيل العلاف شيخ المعتزلة ، و كان شديد الذكاء .
67 ـ الوافي بالوفيات : ج 6 / 17 .
68 ـ مُحدِّثٌ كوفي توفى سنة 357 هجرية ، عرَّفه الذهبي ، بقوله : كان موصوفاً بالحفظ و المعرفة .
69 ـ ميزان الاعتدال : 1 / 139 ، رقم الترجمة : 552 .
70 ـ عبد الفتاح عبد المقصود ، في كتابه : الإمام علي عليه السَّلام : 4 / 274 ـ 277 .
71 ـ سير أعلام النبلاء الذهبي ص 1993 و لسان الميزان ابن حجر العسقلاني ص 111 .
72 ـ تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 164 .
73 ـ تاريخ الطبري ج2 ص 619 .
74 ـ الإمامة والسياسة ج 1 ص 13 – 14 .
75 ـ اثبات الوصية ص 143 .
76 ـ الملل والنحل ج 1 ص 57 إبراهيم بن سيار أحد أقطاب المعتزلة .
77 ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 31 .


  • المقدمة
  • احاديث رسول الله ( صلى الله
          عليه وآله وسلم ) في فضل
          السيدة فاطمة الزهراء
          ( عليها السلام )
  • عصمة الزهراء
          ( عليها السلام )
  • فاطمة ومريم
          ( عليهما السلام )
  • كرامات الزهراء
          ( عليها السلام )
           وتفسير بعض الايات
  • نتيجة حب فاطمة
          ( عليها السلام )
  • حقيقة مصحف المحدثه فاطمة
          ( عليها السلام )
  • اخبار أهل البيت
          ( عليهم السلام ) في
          مصحف فاطمة ( عليها
          السلام )
  • الحوادث التي جرت على
          الزهراء بعد استشهاد ابيها
          محمد ( صلى الله عليه
          وآله وسلم )
  • ماذا أرادت الزهراء ان
          تبين في فدك
  • الخطبة الفدكية
  • الادلة على رفس عمر بقدمه
          بطن الزهراء ( عليها السلام )
          واسقاط المحسن
  • المصادر
    BASRAHCITY.NET