337 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

548- الحسين بن الضحاك بن ياسر (1) :
  أبو عليّ الباهلي حليبه أو مولاهم البصري ، المعروف بالخليع الأشقر أو الخالع ، وفي تاريخ دمشق وغيره يقال : إنّه ولد سنة 162 ومات سنة 250 هـ ، وفي الاغاني : كانت ولادته في البصرة وترجم له 41 صفحة .
  قال السيد محسن الأمين : اعلم انّ الخليع شديد الشبه بأبي نؤاس في أكثر صفاته ، وكلاهما نسب إلى التشيع نسبة غير جلية ، ويقول الخليع : كنت أنا وأبو نؤاس تربينا ونشأنا في مكان واحد وتأدبنا في البصرة ، ثم خرج قبلي عن البصرة ، وقال ابن نديم : شعره مائة وخمسون ورقة ، وكل صفحة من الورقة عشرون سطراً .
  وقال السيد الأمين : يمكن أن يستدل على تشيعه بما نسب إليه جماعة انه قال في رثاء الإمام الحسين (ع) .
  وأمّا شعره في الإمام الحسين (ع).
ومـا شجا قلبـــي واوكف عبرتي محارم من آل النبـيّ استحـلت
ومهتـوكه بالطـف عنها سجوفهـا كعاب كقرن الشمس لمــا تبدت
إذا حفزتها وزعة روعة من منـازع لها المرط عاذت باخضوع ورنت
وربات خدر مــــن ذؤابة هـاشم هتـفن بدعوى خير حي ومـيت
أرد يـداً منـى إذا مـــــا ذكرته علـى كبـد حرى وقلب مفـتت
فلا بات ليـــل الشـامتين بغبـطة ولا بلـغت آمـالها مــا تمت

  وقوله في قصيدة كما في الطليعة :
هتكـوا بـحــرمتك الـتي هتكـت حرم الرسول ودونها السـجف
سلـبـت مـعارجـهن واختــلست ذات النـقاب وفوزع الشـنف



(1)أعيان الشيعة : 6/41/104.

338 النصرة لشيعة البصرة
قد  كنت  كهفاً يستظل iiبه      ومضى فلا ظل ولا كهف

549- الحسين بن عبد القاهر بن الحسين(1) :
  البلادي البحراني نزيل البصرة .
550- الحسين بن عقبة بن عبد الله(2) :
  الضرير البصري : قال اب حجر : قرأ على الشريف أبي القاسم المرتضى القرآن وحفظه وله 17 هـ سنة ، وكان من أذكياء بني آدم ، وكان من أعيان الشيعة ، توفي سنة 441 هـ .
551- الحسين بن عليّ أبو عبد الله الجعل :
  أصله بصري ، سكن بغداد وتوفي بها ، وكان عالماً مشهوراً فقيهاً متكلماً مقدماً في علمي الفقه والكلام ، مدرساً فهيماً كثيراً ، مؤلفاً مكثراً ،وهو من مشائخ المفيد .
  وفي تاريخ بغداد قال : الحسين بن عليّ أبو عبد الله البصري يعرف بالجعل ، سكن بغداد وكان من شيوخ المعتزلة ، وله تصانييف كثيرة على مذهبهم ، وينتحل في الفروع مذهب أبي حنيفة .
   وقال في لسان الميزان : قال أبو إسحاق في الطبقات في فقهاء الحنفية كان رأس المعتزلة صلى عليه أبو عليّ الفارسي كان يقال عنه إنّه معتزلي .
  ويمكن أن يستدل على تشيعه بذكر ابن شهر آشوب له في العالم العلماء المعد لذكر علماء الشيعة وبتصنيفه في جواز رد الشمس ، وكذلك يمكن أن يستدل على


(1) أعلام الشيعة : (( القرن 13 )) 1/398 .
(2) أعيان الشيعة : 6/90 .


339 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

تشيعه قراءة المفيد عليه .
  وقال الأمين : أما إنّه كان من شيوخ المعتزلة أو رأس المعتزلة فاظاهر إنّه من باب خلط المعتزلة بالشيعة لموافقتهم إياهم في بعض الأصول المعرفة ، فقد وصف جماعة من علماء الشيعة بأنّهم معتزلة حتّى قال الذهبي ذلك في حق السيّد المرتضى ، وأمّا أنّه كان ينتحل مذهب الحنفية في الفروع وذكر أبي إسحاق له في الطبقات الحنفية فلعله كان يتستر بذلك والله أعلم .
  ولد سنة 293 وتوفي ببغداد يوم الجمعة 2 ذي الحجة سنة 369 ودفن فيها يدرب الحسن بن زيد .
552- الحسين بن عليّ(1) :
   الشيخ أبو عبد الله البصري ( رض الله عنه) .
  قال ابن أبي الحديد : وهو من البصريين الذين ذهبوا بتفضل عليّ ، وكان متحققاً بتفضيله ومبالغاً في ذلك ، وصنف فيه كتاباً مفرداً .
  وذكره صاحب الرياض في موضعين ووصفه في كليهما بالشيخ المرشد .
  وقال في أحدهما كان من قدماء أكابر علماء أصحابنا وعندنا رسالة لطيفة له مشتملة على مسائل في فضائل أمير المؤمنين (ع) ، وله كتاب الايضاح ولعله في الإمامة .
553- الحسين بن عليّ بن زكريا بن صالح بن زفر(2) :


(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/11 ط دار الكتب العلمية بيروت ط 1 سنة 1418 هـ - 1998 م ، وأعيان الشيعة : 6/95 .
(2)مجمع الرجال : 2/190 ، ومستدركات علم الرجال : 3/164 رقم 4515 ، وأعيان الشيعة : 2/353 ، ومعجم رجال الحديث : 5/34 ، والتهذيب: 6/43 ، وكامل الزيارات : باب 51 ص


340 النصرة لشيعة البصرة

   أبو سعيد العدوي البصري .
   قال ابن الغضائري : ضعيف جداً كذاب .
  وقال الخزاز في كتابه النصوص عن شيخه أبي المفضل الشيباني قال : وعندي أنّه جليل ، ثمّ ذكر أنه ثقه من أصحاب الحديث .
  ويؤيد التوثيق وقوعه في طريق القمي في تفسره .
  وقال الوحيد : وربما يظهر منه كونه موثقاً ، وتضعيف ابن الغضائري : ضعيف .
  قلت: وتقدّم بلفظ (( الحسن بن عليّ بن زكريا )) .
554- الحسين بن عليّ الخلف(1) :
  مدير متوسطة المعقل في البصرة ، وكانت له كلمة في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة شهادة عليّ بن أبي طالب (ع) في دار العلاّمة محمّد جواد السهلاني في المعقل ، البصرة بتأريخ 1376 هـ مساء ليلة الثاني والعشرين من شهر رمضان ، وهذه كلمته :
  لايملك المرء نفسه إن وقف أمام حياة الأمام من الاكبار والاعجاب ثم لابد له أن يخلص من كل ذلك إلى العبرة والعظة ، فقد كانت في حياته لنا دروس نافعة في مختلف وجوه حياتنا ، ولا غرو في ذلك ، فان شخصية الإمام من الشخصيات اللامعة الفذة التي يقف أمامها التأريخ ذاهلاَ معجباً ، وما أحرانا الآن أن نتعلم منها ونعمل بوحي من هديها ، نجد في سيرة الإمام فضلة الصبر تتمثل في كل خطوة من خطوات حياته ،كان صبوراً حين ادلهمت به الخطوب ، واستشرت الفتنة في أول عهده بالخلافة ، فكانت : واقعة الجمل ، وحرب الشام ، والخوارج ، وانقسام


136 ، وخلاصة الاقوال : 217 رقم 14 ، وتعلقة الوحيد البهبهاني : 382 ، وكفاية الأثر : 90 - 91 وفيه : الحسن بن عليّ .... ومنتهى المقال : 3/61 رقم 903 .
(1) كتاب ذكرى الإمام عليّ (ع) في دار العلاّمة محمّد جواد السهلاني : ص 57 .


341 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

أنصاره عليه ، غير إنه أمام هذه الأمور العظام ، وفي قلب هذه الفتنة المظلمة ، وجد نفسه كأحسن ما يجد الرجل في نفسه ، صدق إيمان بالله ونصحاً للدين ، وقياماً بالحق ، واستقامة على الطريق ، لا ينحرف ولا يميل ولا يداهن من أمر الإسلام في قليل ولاكثير .
  ونجد غير الصبر فضائل كثيرة ، نجد عدله بين المسلمين ، وصراحته في أقواله ، وكرمه الذي فاق كل كرم ، نجد نخوته ومروءته وشجاعته وعطفه على أهل بيته .
  نجد في حياة الإمام مما كان يعلمه دروساً وعبراً ، كما نجد في كلامه مثل ذلك ،وأقواله خلاصة ترجبته ، وفيض قريحته ، ورائع كلمه .
  والانسان إذا وقف أمام خطبه يريد إختيار إحدها أو بعضتها يكون كالواقف أمام حديقة ناضرة ، تفحت أزهرها ، وتناسقت ألوانها وعبق شذاها ، فلا يدري أيها يأخذ وأيها يدع ، فان استشهدنا بشء من كلامة للدرس والعظة والاستفادة مما فيه ، من معان سامية ، وأفكار نيرة ، وهدى مبين ، كان ذلك على سبيل التصميم للاختيار والتفضيل كان من خطبة له يوصي بها الناس :
  (( أوصيكم أيها الناس بتقوى الله وكثرة حمده على آلائه إليكم ونعمائه عليكم ، وبلائه لديكم ، فكم خصكم بنعمة ، وتدارككم برحمة ، أعورتم له فستركم ، وتعرضتم لأخذه فأمهلكم ، واوصيكم بذكر الموت وإقلال الغفلة عنه ، وكيف غفلتم عما ليس يغفلكم ، وطمعكم فيمن ليس يمهكم ، فكفى واعظاً بموتى عاينتموهم حملوا إلى قبورهم غير راكيبين ، وانزلين ، كأنهم لم يكنوا للدنيا عماراً وكأن الآخرة لم تزل لهم داراً )) .
  ومن خطبة له يصف فيها المنافقين :
  (( أوصيكم عباد الله بتقوى الله واحذركم أهل النفاق فانهم الضالون المضلون ، والزالون المزلون ، يتلونون ألواناً ويفتنون افتاناً ، - إلى أن يقول : - لهم بكل طريق صريع ، وإلى كل قلب شفيق ، ولكل شجو دموع ، يتقارضون الثناء

342 النصرة لشيعة البصرة

ويترقبون الجزاء ، إن سألوا ألحفوا ، وأن عذلوا كشفوا ، وإن حكموا أسرفوا ، قد أعدوا لكل حق باطلاً ، ولكل قائم مائلاً ، ولكل حي قاتلاً ، ولكل باب مفتاحاً ولكل ليل صباحاً ، يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم وينفقوا به أعلاقهم ، فهم ملة الشيطان ، وحمة النيران ، أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)).
  وقال يصف النملة :
  (( هذا الحيوان الصغير الضعيف الذي لا يملك الإنسان مما اوتي من العلم والسطوة أن يخلق مثلها ، أو ينفخ فيها الورح )) .
  وفي الخطبة أيضاً حث على الجد ، والسعي على طلب الرزق ، قال :
  (( انظروا إلى النملة في صغر جثتها ، ولطافة هيئتها ، لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك الفكر ، كيف دبت على أرضها ، وصبت على رزقها تنقل الحبة إلى جحرها ، وتردها في مستقرها ، وتجمع في حرها لبردها ، وفي ورودها لصدرها ،مكفولة برزقها ، مرزوقة بوفقها ، لا يغفلها المنان ، ولا يحرمها الديان ، ولو في الصفا اليابس ، والحجر الجامس ولو فكرت في مجاري أكلها في علوها وسفلها ، وما في الجوف من شراسيف بطنها ، وما في الرأس من عينها واذنها ، لقضت من خلقها عجباً ، ولقيت من وصفها تعباً ، فتعالى الذي أقامها على قوائمها ، وبناها على دعائمها ، لم يشركه في فطرتها فاطر ، ولم يعنه في خلقها قادر )) .
  ومن خطبة له :
  والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهداً ، واجر في الأغلال مصفداً ، أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشئ من الحطام ، وكيف أظلم أحداً لنفس تسرع إلى البلا قفولها ، ويطول في الثرى حلولها )).
   ولايفوتنا في الختام هذه الكلمة أن نقف عند وصيته للحسن والحسين (ع) بعد الضربة الغادرة لنجد فيها أبلغ آيات الخلق الرفيع السام الذي يتمثل بنبذ الانتقام

343 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

والتنكيل والتعذيب ، وهو - حتى في هذه الحال - لاينسى أن يوصي بالأيتام والجيران ، قال:
  (( أوصيكما وجميع أهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم ، فاني سمعت جدكما ( صلى الله عليه وآله ) يقول صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ، الله الله في الأيتام ، فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم ، والله الله في جيرانكم فانهم وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا انه سيورثهم ، يا بني عبد المطلب لاتقتلوا بي إلاّ قاتلي ، انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة ، ولا يمثل بالرجل فاني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور )) .
  ألا ما أبلغ العظة من حياة الشهيد ، وما أروع المثل من أخلاق الشهيد والسلام .
555- الحسين بن عمار البصري(1) :
  اعتبره العلامة آقا بزرك الطهراني من شرط كتابة أعلام الشيعة ، ويوجد كتاب (( أمان الأخطار )) لعليّ بن طاوس بخطه .
  كان حياً حتّى 14 ربيع الأول 632 هـ .
556- الحسين بن محمّد بن جمهور(2) :
  العمي البصري ينسب إلى بني العم من تميم .
  يروي معجزة لمولانا الهادي (ع) ، وقد مر أخوه الحسن وهو ثقة في نفسه .


(1)طبقات أعلام الشيعة : القرن السابع ص 25 و 51 .
(2) بحار الأنوار : 2/208 و 50 /189 ، ومستدركات علم الرجال : 3/37 و 187 رقم 4645 ، والاختصاص : 194.


344 النصرة لشيعة البصرة

557- السيّد الحسين بن مشكور الحلو البصري :
  كان جامعاً بين العلوم الدينية والثقافية المعاصرة ، وكانت له نشاطات سياسية ، ويرجع نسبه إلى أهل البيت (ع) .
558- الحسين بن محمّد بن الفضل بن يعقوب(1) :
  ابن سعد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، أبو محمّد الهاشمي المدني البصري .
   قال النجاشي : شيخ من الهاشميين ، وثقة صنّف مجالس الرضا (ع) مع أهل الأديان .
559-الحسين بن مفلح بن الحسن بن راشد(2) :
  ابن صلاح الصيمري البصري البحراني .
  قال الحر العاملي : فاضل عالم محدث ، عابد كثير التلاوة والصوم والصلاة والحج ، حسن الخلق واسع العلم ، له كتاب المناسك الكبير كثير الفوائد ، ورسائل أخر، توفي سنة 933 هـ ، وعمره يزيد على الثمانين .
  وذكره صاحب مشائخ الشيعة فقال : الشيخ الفاضل نصير الحق والملة والدين ذو العلم الواسع ، والكرم الناصع ، صنف كتاب المنسك الكبير ... وقد استفدت منه وعاشرته زماناً طويلاً ينيف على ثلاثين سنة فرأيت منه خلقاً حسناً ، وصبراً جميلاً ، وما رأيت منه زلة فعلها ، ولا صغيرة أجترأ عليها ، فضلاً عن الكبيرة ، وكان له فضائل ومكرمات ، كان يختم القرآن في كل ليلة الأثنين والجمعة مرة ، وكان


(1)رجال النجاشي : 56 رقم 131 .
(2) الفوائد الرجالية : 2/312 ، أنوار البدريين : 75 ط النجف ، وتنقيح المقال : 1/345 ، ومعجم رجال الحديث : 7/102/ 3667 .


345 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

كثير النوافل المرتبة في اليوم والليلة ، وقد حج مراراً متعددة تغمده الله بالرحمة والرضوان واسكنه بحبوحة الجنان ، ومات في سنماباد إحدى قرى البحرين ، وكان هو ووالده من مشاهير العلماء ، وله كتاب آخر بعنوان رسالة في ان عدول المسلمين يتولون جميع ما يتولاه الفقيه عند فقده ، والنبذة العقودية في صيغ النكاحية وجوابات الشيخ حسين بن مفلح الصيمري(1)
   وقال الماحوذي المعروف بالمحقق البحراني في تراجم علماء البحرين ( رياض العلماء ) الفقيه الصالح نصير الدين الشيخ حسين بن مفلح بن حسن بن راشد الصيمري .
  وكان المترجم له أصله من صمير البصرة وكان يسكنها مع والده قبل انتقالهماإلى البحرين وسكن قرية سنماباد ذكر ذلك المحقق الشيخ سليمان الماحوذي البحراني في علماء البحرين .
560- حماد بن عبيد الله بن حماد(2) :
   العبدي العدوي البصري .
   أحد شعراء أهل البيت (ع) كما ذكره ولده بقوله :
وإن العــبد عبدكم عليـاً كذا حماد عبدكـم الأديـب
رثاكم والدي بالشعر قبلـي وأوصاني بـه أن لاأغيب



(1)نسخة منها في مكتبة مسجد كوهر شاه في خرسان ضمن المجموعة المرقمة 1109 مذكورة في فهرستها : 3/1534 ، وهي مطبوعة ضمن رسائل الكركي : 2/233 وهي تقارب 200 بيت .
(2)أدب الطف : ج 2 ص 167 .


346 النصرة لشيعة البصرة

561-الحكم بن هشام بن الحكم(1) :
  أبو محمّد مولى كنده ، سكن البصرة .
  قال النجاشي : كان مشهوراً بالكلام ، له كتاب في الإمامة .
  وقال المامقاني : ظاهره كونه إمامي ولعلنا نعد ما ذكره ( النجاشي ) مدحاً ملحقاً بالحسان .
  وقال المجلسي في الوجيزة(2): ممدوح وهو الصواب .
  وعدّه الفاضل الجزائري في الضعفاء(3).
562- حموية بن عليّ بن حموية(4) :
  أبو عبد الله البصري : وقال آقا بزرك : من مشائخ شيخ الطائفة ، قال أخبرنا قراءة عليه ببغداد في دار الغضائري يوم السبت النصف من ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، والغضائري هو : أحمد بن الحسين الذي توفي والده في 411 هـ . من القرن الخامس الهجري.
563- حميد البصري(5) :


(1) رجال المجاشي : 136 رقم 351 ، ومعجم رجال الحديث : 6/181 ، وتنقيح المقال : 1/ 361 ، ومنتهى المقال : 2/108 رقم 980 .
(2) الوجيزة : 200/613 .
(3)حاوي الاقوال : 253/1419.
(4) أعلام الشبعة : ق 5/36 و 72 ، وبحار الأنوار : 43/183، وأعيان الشيعة : 2/252 .
(5)بحار الأنوار : 94/ 284 .


347 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

564- حميد بن الحسين القزاز البصري(1) :
565- خالد بن عبيد العتكي(2) :
  أبو عصام ، وال المزي : قيل إن أصله من البصرة وأنه صار إلى مرو ، فلا يبعد حينئذ أن يكون روى عنه القدماء من أهل البصرة ، والمتأخرون من أهل مرو .
  وقال أمين القضاة : كان من البصريين الذين يضعون في فضائل عليّ (ع) وأحقيّته بالخلافة(3) .
  وهو الذي يروي حديث الطير المشوي عن أنس بن مالك :
   قال : حدثنا أنس بن مالك قال : بينا أنا ذات يوم بباب النيّي ( صلى الله عليه وآله ) إذ جاءه رجل بطبق وغطّى ، فقال : هل من إذن ؟ فقلت : نعم .
  فوضع الطبق بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعليه طائر مشوي ، فقال : أحب أن تملأ بطنك من هذا يارسول الله ، فقال غط عليه ، ثم شال يديه فقال : (( اللهم أدخل عليَّ أحب خلقك إليك ينازعني هذا الطعام )) .
   قال : أنس فلما سمعت ذلك قلت : اللهم أجعل هذه الدعوة في رجل من الأنصار ، فخرجت أشوف رجلاً من الأنصار :
  قال : وبينا أنا كذلك إذ جاء عليّ فقال : هل من اذن ؟ فقلت : لا ولم يحملني على ذلك إلاّ الحسد !! فانصرف عليّ فجعلت أنظر يميناً وشمالاً هل من أنصاري فلم أجد .
  ثمّ عاد عليّ فقال : هل من اذن ؟ فقلت : لا انصرف ! فانصرف عليّ فنظرت يميناً وشمالاً ولا وأنصاري .


(1) أعيان الشيعة : 4/12 .
(2) أعيان الشيعة : 6/294 وتهذيب الكمال 34/87 رقم 7515 .
(3)مدرسة الحديث في البصرة : 537 - 538 .


348 النصرة لشيعة البصرة

إذا عاد عليّ فقال : هل من اذن ؟ إذ نادى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أن ائذن له ، فدخل فجعل ينازع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فيومئذ ثبتت مودة عليّ (ع) في قلبي .قال عمر بن عبد الله هذا لفظ النقاش في حديث المروزي وفي حديث محمد ابن يونس
   قال أنس : أهدي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) طير مشوي فوضع بين يديه فقال : (( اللهم ادخل عليّ من تحبه وأحبه )) فجاء عليّ ، وذكر الحديث (1) .
566- الشيخ خزعل بن حريجة السوداني البصري :
  من علماء مدينة البصرة ، هاجر إلى مدينة النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية عام 1966 م ، وأصبح وكيلاً للسيد محسن الحكيم عام 1973 م ، تم أعتقاله من قبل الحكومة البعثية في العراق لعدة مرات ، وتم أعدامه في 15 شعبان سنة 1399 هـ ، وكانت ولادته سنة 1363 هـ في مدينة البصرة .
567- خلف بن عبد عليّ بن أحمد بن إبراهيم(2) :
   العصفوري الشاخوري البحراني ، وتوفي بالبصرة .
568- خلف بن محمّد بن أبي الحسن (3) :


(1) رواه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين عليّ (ع) : 173 رقم 212 والعمدة لابن بطريق : 251 رقم 389 ، والمسترشد للطبري الشيعي : 336 .
(2) أعلام الشيعة : ق 13 ج 2/500 .
(3)مجمع الرجال : 2/272 ، ومعجم رجال الحديث : 7/69 ، وتنقيح المقال : 1/401 ، وجامع الرواة : 1/298 ، ومنتهى المقال : 3/184 رقم 1086 ، وخلاصة الاقوال : 220 رقم 2 ، وتعليقة الوحيد البهبهاني : 133 .


349 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

المارودي البصري .
  قال ابن الغضائري : كان غالياً في مذهبه ضعيف لا يلتفت إليه ، وقال المامقاني : ضعيف مجهول .
569- خليل بن أحمد بن عمرو بن تميم(1) :
  الأزدي الفراهيدي صاحب العروض الثقفي البصري النحوي المحمدي الأديب أبو عبد الرحمن .
  ذكره العلاّمة في الخلاصة(2) في القسم الأوّل وقال : كان أفضل الناس في الأدب وقوله حجة فيه واخترع علم العروض وفضله أشهر من أن يذكر وكان إمامي المذهب .
  إنّه قيل له ما تقول في عليّ بن أبي طالب (ع) فقال : ما أقول في حق امرء كتمت مناقبه أولياؤه خوفاً ، وأعداؤه حسداً ثمّ ظهر من بين الكتمين ما ملأ الخافقين وقال المامقاني : فالحق انّ الرجل من أعلى الحسان .
  وقيل له أيضاً : ما دليل على أنّ علياً (ع) إمام الكل في الكلّ قال احتياج الكلّ إليه واستغناؤه عن الكلّ .
  وذكر الأربلي(3) عن يونس النحوي وكان عثمانياً قال قلت للخليل بن أحمد


(1)تنقيح المقال : 1/402 ، وجامع الرواة : 1/298 ، والتاريخ الكبير : 3/199 رقم 681 ، وعيون الأخبار : 2/79 و 3/12 ، والمعارف : 541 ، والشعر والشعراء : 1/16 و 2/630 ، والمعرفة والتاريخ : 2/38 و 551 ، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ : 95 - 98 ، والزاهر للأنباري : 1/101 و 197 و 582 و 2/14 و 13/325 ، والجرح والتعديل : 3/ 380 رقم 1734 ، والكامل في الأدب للمبرّد : 1/302 و 2/14 ، وتاريخ الإسلام : ( وفيات سنة 161-170 ) ص 169 .
(2) خلاصة الاقوال : 67 رقم 10 .
(3)كشف الغمة : 1/411 .


350 النصرة لشيعة البصرة

أريد أن أسألك عن مسألة فتكتموها عليّ فقال قولك يدلّ على ان الجواب اغلط من السؤال فتكتم أيضاً .
  قلت نعم أيام حياتك قال سل قلت : ما بال أصحاب رسول الله كأنهم كلهم بنو أم واحدة ، وعليّ بن أبي طالب (ع) كانّه ابن علّة(1) .
  فقال ان علّياً (ع) تقدمهم اسلاماً وفاقهم علما ويذهم(2) شرفاً ورجحهم زهداً وطالهم جهاداً والناس إلى أشكالهم وأشباههم أميل منهم إلى من بان منهم فافهمهم .
  وثقه ابن حبّان(3)
  وقال الذهبي(4) : كان راسياً في علم اللّسان ، وخيراً متواضعاً ، ذا زُهد وعفاف .
  يقال : إنه دعاء بمكة أن يرزقه الله علماً لم يسبق إليه ، وخرج إلى البصرة وقد فتح له بعلم العروض .
  وكان من خيار عباد الله التقشفين في العبادة وهو القائل :
إنْ  لم يكن لك لحم      كـفاك خل iiوزيتُ
إن  لايـكن ذا iiولا      ذا  فـكشرةُ iiوبيت
تـظل  فيه iiوتأوي      حتّى يجيئك  موت
هذا  لَعَمري iiكفاف      لـكن تضرك iiليتُ

   وقيل : كان للخليل على سليمان بن حبيب بن المهلّب بن أبي صفرة والي فارس راتب ، فأرسل إليه ليفدَ عليه ، فكتب إليه الخليل :
أبلغ سليمان أني عنه في شغل وفي غنىً غير أني لست ذا مالِ



(1)بنو العلاّت أولاد الرجل من نسوة شتى كان كل واحدة منهن عِلة ، القاموس المحيط : 4/20، ولسان العرب : 11/470 ، وتاج العروس : 8/32 .
(2) بذّة بذا إذا غلبه . القاموس المحيط : 1/350 .
(3)الثقات لابن حبّان : 8/229 .
(4) تاريخ الاسلام للذهبي : ( وفيات سنة 161 - 170 ) ص 171 .


351 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

سخيُّ بنفسي ، أني لا أرى أحداً يمـوت هزلاً ولا يبــقى علـى حالِ
الرزق عــن قدرٍ لا الضعف ينقصــه ولا يزيد فيـه حول محتـال
والفقر في النفس لافي المال تعرفه ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال

  مولده سنة مائة ، ومات سنة سبعين ومائة ، وقيل : سنة بضع وستين ، وقيل : سنة ستين ، وسنة خمسٍ وسبعين(1) .
570- داود بن أسد بن عفير(2) :
  أبو الأحوص البصري .
  قال النجاشي : شيخ جليل فقيه متكلم من أصحبانا ثقة ثقة .
571- داود بن سليمان بن فيضي(3) :
  الاستاذ الفيضي من خيرة الشباب المثقف وقد عرف بأدبه ودماثة أخلاقه واستقامة ، توفي في لندن في 17/3/1957 ، وكانت له بمناسبة شهادة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الاحتفال الذي أقيم في دار العلاّمة محمّد جواد السهلاني في المعقل في البصرة عام 1376 هـ وهذه كلمته :
   أيها الحفل الكريم السلام عليكم :
   تتباهى الأمم وتتسابق بتخليد ذكرى قوادها وزعمائها ، فتقيم لهم الذكريات ، وتنحت لهم التماثيل ، وما أولئك - لو فتشت عليهم ، وسيرت غور تأريخ حياتهم - إلاّ أناس سفكوا الدماء بغير حق ، وعثوا في الأرض فساداًَ وتخريباً ، مدفوعين بدافع الطمع والقوة والسلطان ، كل ذلك وهم يلاقون من أممهم التعظيم والتبجيل .


(1)تاريخ الاسلام : ( وفيات سنة 161-170 ) ص 174 .
(2) رجال النجاشي : 157/413 وفيه : المصري : وتأسيس الشيعة : 375 وفيه البصري .
(3) كتاب ذكرى الأمام عليّ (ع) في دار العلاّمة محمّد جواد السهلاني : ص 87 .


352 النصرة لشيعة البصرة

إذاً : فالأحرى بنا - نحن الإسلام خاصة ، والعرب عامة - أن ننصب لعليّ تمثالاً منحوتاً على قلوبنا ، مخلدين ذكراه في قرارة أنفسنا .
   فقد كان - سلام الله عليه - المثل الأعلى للإسلام .
   مبدأه (ع) :
   نشأ عليّ سلام الله عليه على منهاج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فاعتنق مبدأه بعد أن تبين له أن جاء النبي هو الحق ، فلبى دعوته ونذر نفسه لنشر هذا المبدأ ، فلم يطأطئ للأوثان رأساً ، ولم يتخذ من آلهتهم ديناً ، فقد طهره الله وهداه ، وأحبه حينما جعل البيت له مولداً ، وستر الكعبة ثوباً ، فعلاً بذلك شرفاً .
   كان (ع) مثال الاخلاص للنبي ( صلى الله عليه وآله ) حين آمن بدعوته ، فجاء للنبي قائلاً : يا ابن عمي إني سمعت وأجبت وأشهد أن لاإله إلاّ الله وأشهد أنك لرسوله ، فابتسم له محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وضّمه إلى صدره ماسحاً بيده الكريمة على رأسه - والصبي يتمتم - : إني هديت بك إلى ربي يارسول الله فلأ عبدنه ابتغاء وجهه ، فتوجه إلى ربه قالئلاً : رباه إني أعبدك لا حباً في جنتك ، ولا خوفاً من نارك ، بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك ، فضرب بذلك مثلاً أعلى في العبادة والعقيدة الصادقة .
   فكان سلام الله عليه للنبي الكريم في صباه القريب المفتدي ، وفي شبابه الصديق القتدي .
   كان أول من لبى نداء الرسول حينما جمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) قومه ، قائلاً : قد أمرني ربي أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر ويكون أخي ووصي وخليفتي فيكم ؟ فلم يلبّ الدعوة منهم أحد ، ولم يطق عليّ (ع) على حبس لسانه وإن كان أحدث الحاضرين سناً ، فقام مسرعاً صوب الرسول الأعظم رافاً إليه بنانه هاتفاً : لا يحزنك والله عنت القوم ، فعليهم ضلالهم ، وإني يا رسول الله عونك ، أنا حرب على من حاربت ، وسلم لمن سالمت .
  فضرب بذلك أيضاً مثلاً أعلى للشهامة والكرامة والاخلاص للمبدأ ، والتفاني

353 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

دون العقيدة ، غير مكترث ولا هياب بما سيلاقيه من أذى وصعوبات في سبيل ذلك ، فقد آلى على نفسه أن ينصر النبيّ بكل ما أوتي من قوة ، عاملاً بقول الله تعالى :{ يا أَيُّها الَّذينَ آمَنُوا إنْ تَنصُرُوا الله يَتصُُرُكُم وَيُثَبت أَقدامَكُم * وَالَّذينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُم وَضَلَّ أَعْمالَهُم * ذَلِكَ بأَنَّهُم كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللهُ فَأَحبَطَ أَعْمَالَهُم }
  ولاؤه للنبي ( صلى الله عليه وآله )
   كان ولاؤه للنبي من أسمى المثل العليا في الولاء إذ كان ملازماً له أيام الدعوة جميعها ، يدافع عنه بسيفه وبنفسه ، وكان سلام الله عليه خير من توسم خطى النبيّ في كل صغيرة و كبيرة من أفعال حياته ، كيف لا ؟ وهو الذي ترعرع بين أحضانه ، وشبَّ تحت ظله ، فكان الصورة الصادقة للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى كبر ذلك على قريش ورأوا ولاء ابن أبي طالب للنبيّ خير سند لنشر الدعوة وتثبيت اسسها ، فأرادوا أن يستميلوه إليهم ويبعدوه عن النبيّ ، فجاءوا إليه مخطبون وده، ويلتمسوه أن يكون زوجاَ لاحدى بناتهم ، وهم غير آنفين من قبيح فعلتهم هذه ، وما يوسمون به من عار عند العرب ،وهم الذين عرفوا بالاباء والكبرياء ، فداسوا بذلك كبرياءهم ، غير آبهين إلى ما يقتضيه العرف يومئذ بأن يمشي الخطيب إليهم ، ولكنهم ردوا على أعقابهم خاسئين حينما وجدوا عليّاَ (ع) لايرضى غير النبيّ خليلاً ، ولا عن فاطمة بديلاً ، ولو أعطي ملك الأكاسرة والقياصرة .
  حروبه مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله )
   نعم أخلص عليّ (ع) للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) في جميع أطوار حياته فحارب عنه بنفس راضيه ، وعقيدة ثابتة ، وإيمان راسخ .
   دافع عنه دفاع المستميت في بدر وفي أحد ، وفي حنين ، لم يترك فرصة يجد فيها شرف الدفاع عن النبيّ إلاّ اغتنمها .
   وما ليلة المبيت على فراش النبيّ إلاّ من أعظم التضحيات ، حين قدّم نفسه

354 النصرة لشيعة البصرة

قرباناً يجود بها ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود .
  وقد سمح لنفسه أيضاً أن يجود بها حينما جاء عمرو بن ود ينادي : يا رجال محمّد ! هل من مبارز ؟ يا أصحاب محمّد أين جنتكم التي زعمتم أنكم داخلوها إذا قتلتم ؟ أفلا يريدها رجل منكم ؟ أما منكم من يقدم ؟ هذا ، والمسلمون مشفقون صاموتن كأنما على رؤوسهم الطير ، والنبيّ يحثهم ويقول : من منكم يبرز وأنا أضمن له على الله الجنة ؟ فلم يجد من القوم من يلبي دعوته غير أبي الحسن عليّ متوسلاّ إليه : ائذن لي يارسول الله ، فيخاف النبيّ عليه ويقول : إنه عمرو ياعليّ . فيرد عليّ : وليكن عمروأً.
  وأخيراً - يخلّي النبيّ بينه وبين مراده فيبرز إليه فرحاً مسروراً كأنما أصاب بهذا الاذن خير دنياه ، والنبي يقول : برز الإيمان كله إلى الشرك كله ، وأخذ النبيّ يردد : إلهي إن قتل عليّ لا تُعبد ، وإن شئت أن لا تُعبد ، لاتُعبد .... وما هي إلاّ لحظات تعالى فيها الغبار ، فارتفع صوت أمير الؤمنين (ع) بالتهليل والتكبير ، وإذا الموقف ينجلي للمسلمين بعد قليل ، فاذا عيونهم ترى شيئاَ عجباَ أذهل عقولهم ، واطار ألبابهم ، وإذا عمرو ذلك البطل الذي يخافون صولته ، قد هدته الضربة الحيدرية ، فوقع يتخبط في الأرض كالثور الذبيح ، فعلا بذلك هتاف المسلمين بهذا النصر المبين .
  سادتي الكرام
  هذه ناحية من مواقف الإمام عليّ (ع) المشرفة مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي من أروع المثل العليا ، وغاية في التضحية ، رفعته على سائر الناس لا يسبقه إلى الفضل سابق ، ولا يلحق بغباره لاحق ، يترددون ولا يحجم ، وينكصون ويتقدّم ، يسير النصر أمامه ، ويسدد التوفيق أقدامه .
  كل هذا وعليّ (ع) لا يدخله زهو وكبرياء على الناس - فحشاه من ذلك - وهو الذي زهد في الدنيا ونعيمها ، فأسلمت له الزمام ذلولاً فلم تغره فيزهو بها حينما

355 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

أخذ النبيّ بيده ورفعها على رقاب الناس يوم الغدير منادياً بأعلى صوته : أيها الناس : (( من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه )) .
  نعم ، لم يزه عليّ ولم يستعل كبراً على الناس وكان يحق له ذلك لو أراد أن يزهو بهذه الارادة الاليهة التي صدرت بتعيينه وصياً للنبيّ الكريم حين أوحى إلى نبيه أن يبلّغ رسالته ، فجاء الوحي :{الْيَوْمَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُم نِعْمَتي وَرَضِيتُ لَكُم الإِسْلاَم ديناً }
  كان (ع) على هذا المنوال مثالاً فذاً في الصبر والوفاء لدين محمّد الذي شيد بنيانه ، وغرس بذروه ، فامتدت فروعه ، وتفرعت غصونه فأتت أكلها ثمراً طيباً ، وكان حقاً عليه أن يدافع عنها لكي لا تمسها أدران الشرك فتفسدها ، لذلك تراه (ع) قد كرّس جل حياته في خدمه هذا الدين ، وإعلاء كلمة المسلمين .
  هذه نبذة من أعمال الإمام عليّ (ع) التي هي من أسمى المثل العليا التي رسمها لنا ، وحثنا على اتباعها ، والتحلي بفضائلها ، فنكون (( خير أمة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر )) .
  فوجدوا صفوفكم ، وسيروا على نهج أئمتكم ، وتعاليم نبيكم ، واعملوا أن لا نجاح لامة نبذت دينها وراءها ظهرياُ .
    { وَقُل اعْمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُم}،{وَالْعَاقِيَةُ للْمُتَّقِين} .
  
والسلام عليكم

572-داود بن سليمان الجوهري البصري(1) :


(1)بحار الأنوار : 62/122 ، والطب : ص 85 ومستدركات علم الرجال : 3/356 رقم 5443 .

356 النصرة لشيعة البصرة

573- ذو النون البصري(1) :
   وهو أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم ، وكان متصوفاً ، له كتاب الثقة في الصنعة والكيمياء .
574- راهب بن سوار بن الزهدم الجرمي(2) :
575- الربيع بن أنس البكري البصري ثمّ الخراساني(3) :
   قال : المزي : ويقال له : الحنفي ، روى عن أنس بن مالك ، والحسن البصري ، وأم سلمة زوج النبيّ .
   وقال أحمد بن عبد الله العجلي : بصري صدوق ، وقال أبو حاتم : صدوق وقال ابن سعد : هو من بكر بك وائل من أنفسهم وكان من أهل البصرة ، ولقي جابر بن عبد الله الأنصاري ،وكان هرب من الحجاج فأتى مرو فسكن قرية منها يقال لها برز ، ثمّ تحول إلى قرية أخرى منها يقال لها : سذور وكان فيها إلى أن مات .
  وذكره ابن حبّان في الثقات ، ونقل مغلطاى وابن حجر بن فذكروا ان معاوية ابن صالح قال عن يحيى بن معين فيه : كان يتشيع فيفرط .


(1)بحار الأنوار : 99/34 . والذريعة إلى تصانيف الشيعة : 5/8 ، وفهرست بني النديم .
(2)بحار الأنوار : 76/25 .
(3) طبقات ابن سعد : 7/369، والتاريخ الكبير : 3/الترجمة 924 ، وثقات العجلي : الورقة 14 ، والمعرفة والتاريخ : 2/53 ، والجرح والتعديل : 3/ الترجمة 2054 ، وثقات بن حبّان : 1/ الورقة 128 ، وسير اعلام النبلاء : 6/169 ، والكاشف : 1/303 وتهذيب التهذيب : 3/ 238 ، وتهذيب الكمال : 9/60 رقم 1853


357 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

576- زفر بن أوس البصري(1) :
577- زكريا بن يحيى بن النعمان البصري الصيرفي(2) :
  وقال المامقاني(3) : من الشيعة الأطهار ، إمامي لا يبعد حسنه .
578- يزيد بن حارثة(4) :
  البصري ، المجنون ، قوي التشيع ، وكان في زمن المتوكل .
579- يزيد بن محمّد بن القاسم بن عليّ كتبيلة (5) :
  ابن يحيى بن يحيى ابن الحسين ذي العبرة بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب (ع) .
   في عمدة الطالب : هو القاضي نقيب أرجان ، وولي نقابة البصرة أيضاً ، وكان عالماً فاضلاً نسابة ، ثابت القدم في علوم عدّة .
580- سدوس بن عيسى البصري(6) :
  قال ابن شبة : أن نفراً من أهل البصرة خرجوا إلى عثمان ، وعليهم حكيم بن


(1)بحار الأنوار : 104/331 .
(2)بحار الأنوار : 50/21 ، والكافي : 1/322 ، ومستدركات علم الرجال : 3/437 رقم 5796 .
(3) تنقيح المقال : 1/452 رقم 4267 .
(4) وبحار الأنوار : 35/59 .
(5) أعيان الشيعة : 7/127 ، وعمدة الطالب : 240 .
(6) تاريخ المدينة المنورة : 2/1147 ، وتاريخ الطبري : 4/348 ، والعوالم من القواصم : 116 .


358 النصرة لشيعة البصرة

جبلة ، وفيهم سدوس بن عبس ... .
581- سعد بن عيسى الكريزي البصري(1) :
582- سعيد بن عيسى :
   هو سعد بن عيسى . تقدّم .
583- سعيد بن محمّد(2) :
  أبو زيد البصري ، يروي عنه محمّد بن العبّاس بن بسام .
  من أعلام الشيعة .
584- سعيد بن هاشم بن وعلة(3) :
   أبو عثمان البصري العبدي الخالدي الأصغر ، والعبدي نسبة إلى عبد القيس المنتهى نسبة إليهم وكأنّه ورث التشيع عنهم .
   وفي المعجم الأدباء أسماه سعداً ، والصحيح سعيد كان هو وأخوه أبو بكر أديبي البصرة وشاعريها في وقتهما ، وكان بينهما وبين السري الرفاء الموصلي ما يكون بين المتعاصر من التغاير والتضاغن فكان يدعى عليهما بسرقة شعره وشعر غيره ، في اليتيمة : كان التشيع ويتمثل في شعره بما يدل على مذهبه كقوله :


(1) بصائر الدرجات : ج 4 باب 9 ص 54 ، وبحار الأنوار : 39/345 و 53 /119 و 35/432 وفيه (( سعيد ))
(2)بحار الأنوار : 4/269 ، وأعلام الشيعة : القرن الرابع : 275 ، ومستدركات علم الرجال : 4/76 رقم 6297 .
(3) أدب الطف : 2/121 .


359 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)
انظر إلىَّ بعين الصفح عن زللي      لاتـتركنّي  من ذنبي على iiوجل
موتي وهجرك مقرونان في iiقرن      فكيف أهجر من في هجره iiأجلي
ولـيس لـي أمـل إلاّ iiوصالكم      فكيف  أقطع من في وصله iiأملي
هـذا فـؤادي لـم يملكه iiغيركم      إلاّ  الوصي أمير المؤمنين iiعليّ

  ومن شعره:
جـحدت ولاء مـولانا iiعـليّ      وقـدمت  الدعي على iiالوصي
متى ما قالت إن السيف أمضى      من  اللحظات في قلب iiالشجي
لـقد  فعلت جفونك في iiالبرايا      كـفعل  يـزيد فـي آل iiالنبيّ
وحــمـائـم iiنـبـهـتـني      والـلـيل داجـي iiالـمشرقين
شـبـهتهن  وقــد iiبـكـين      ومـا  ذرفـن دمـوع iiعـين
بــنـسـاء  آل iiمـحـمّـد      لـما بـكين عـلى iiالـحسين

  وكقوله :
أنـا  ان رمـت سُلّواً      عـنك  يـاقرة iiعيني
كنت  في الأثر iiشارك      فـي قـتل iiالـحسين
لك صولات على قلبي      بـقـدِّ  iiكـالـرديني
مـثل صـولات عليّ      يـوم  بـدر وحـنين

  وكقوله :
أنا  في قبض الغرام iiرهين      بين  سيفين أرهفا iiورديني
فكان  الهوى  فتى  iiعليويّ      ظن أني وليت قتل الحسين
وكأني   يزيد   بين   iiيديه      فهو  يختار  أوجع iiالقتلتين

  وكقوله :
تـظن  بأنني أهوى iiحبيباً      سواك عليّ القطيعة والعباد
جـحدت إذاً موالاتي iiعليّاً      وقـلت بـأنني مولى زياد


360 النصرة لشيعة البصرة

585- سعيد بن مسعدة(1) :
  أبو الحسن المجاشعي بالولاء النحوي البلخي ، المعروف بالاخفش الأوسط وقال ابن خلكان : الاخفش الصغير : أحد نحاة البصرة من أئمة العربية ، وذكر بحر العلوم في كتابة ، وقال السيد محسن الأمين : مقتضى ذكر بحر العلوم له انه من الشيعة ، وفي معجم الأدباء : البصري مولى بني مجاشع بن دارم ، أخذ عن سيبويه ، له عدّة مؤلفات : الأوسط في النحو ، وتفسير القرآن ، والمقاييس وفي النحو ،والاشتقاق ، والمسائل الكبير و ... .
586- سعيد بن يوسف البصري(2) :
  روى المفيد عنه رواية شريفة في فضائل أمير المؤمنين (ع) وشيعته .
587- سلمان بن عبد الكريم بن خزعل(3) :
  هو حفيد المرحوم الشيخ خزعل أمير عربستان سابقاَ ، وهو أستاذ حقوقي امتاز بثقافته وأدبه ، وكانت له كلمة في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة شهادة الإمام عليّ (ع) سنة 1376 هـ في شهر رمضان في دار العلامة محمّد جواد السهلاني وهذه كلمته :
  سادتي الأماجد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
  لاأدري عن أي جانب من جوانب عظمة الإمام أتكلم ؟


(1)أعيان الشيعة : 7/248 .
(2)بحار الأنوار :68/23 ، وأمالي المفيد : 91 ، وبشارة المصطفى : 102 ، ومستدركات علم الرجال : 4/87 رقم 6339 .
(3)كتاب ذكرى الإمام عليّ (ع) في دار العلاّّمة محمّد جواد السهلاني : ص 47 ، واقدم جزيل شكري إلى سماحة الشيخ جعفر الحائري لإعارته هذا الكتاب لي .


361 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

   هل أتحدث عن علمه وزهده ؟ أو عن شجاعته وبأسه ؟ أو عن جهاده وصبره ؟ أو عن فصاحته وبلاغته ؟
  هل أتكلم عن عليّ الزاهد الورع ؟ أم عن عليّ القاضي العادل الذي لاتأخذه في احقاق الحق لومة لائم ؟ أم عن عليّ الفارس الشجاع المقدام المتفاني في نصرة الدين واعلاء كلمته ؟ أم عن عليّ الخطيب الفصيح البليغ .
  ماذا أذكر عن شخص قال فيه رسول الله وهو يخاطبه :
  (( ياعليّ والذي نفسي بيده لولا أني أشفق أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في ابن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملأ من الناس إلاّ واخذوا التراب من تحت قدميك للبركة )) .
  أيها السادة
  لقد تأملت في جميع هذه الصفات فوجدتها مشرقة كشمس الضحى في دنيا الإمام إلاّ أن هناك صفة أكثر اشراقاً من غيرها تجلت في خاطري هي صفة الكرم والسخاء .
  إن السخاء سجية خليقة من العرب ، والكرم شيمة طبيعية في نفوسهم والسماحة من ميزاتهم التي لايدانيهم بها غيرهم من المناس ، فاذا وجدت عربياً شحيحاً فأحكم بداهة عليه بانه ليس من العرب وإنما هو دخيل عليهم .
   وعلى هذا فالسخاء صفة طبيعية في الإمام غير مكتسبة ، ومن أولى بالإمام إتصافاً هذه السجية وهو صفوة قريش وأعرفها شرفاً وسؤدداً بعد رسول الله .
   فقد أجمع رواة التأريخ بأنه كان اسخى اسخياء العرب وأسمحهم نفساً وأوفرهم جوداً حتى أنه ليجود على عفاته بنفسه لو وجد إليها سبيلاً .
  فلا غرو - والحال هذه - إذا قالوا : إن نفسه لم تغر بمال قط ولا صبت إليه إطلاقاً ولا عرفت له قيمة وكيف يكون ذلك وهو القائل : (( إن دنياكم عندي كعفطة عنز )) .

362 النصرة لشيعة البصرة

  ما أشتهر أمير المؤمنين بالسخاء عندما تدفقت خيرات الله على المسلمين بعد أن نصر الله سبحانه دينه وأتم لعباده ذلك الفتح العظيم مذ كان له كما لغيره من المسلمين النصيب الوافي من الفيء .
  وما اشتهر بالسخاء بعد أن أصبح خليفة المسلمين وباتت مفاتيح خزائن بيت المال في قبضته الكريمة ... لقد كان (ع) سخياً قبل ذلك بكثير .
  سخياً يوم كان فقيراً معدما . يصوم ويطوي ولكنه يؤثر المساكين على نفسه بزاده .... لذا أنزل الله بحقه :
  { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً ويَتَيماً وَأَسيراً إِنَّما نُطْعِمُكُم لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِِيدُ مِنكُم جَزَاءً وَلاَ شُكُوراًً }

  ولعمري إن من شهد الله سبحانه له بالسخاء لهو السخي الحق .
  عمل الإمام عليّ في صدر الهجرة بيده الكريمة لينفق على نفسه وزوجه فاطمة الزهراء (ع) وقد توفر له من ربحه أربع دراهم فتصدق بأحدها نهاراً وبالثاني ليلاً وبالثالث سراً بالرابع جهرة فخلد ربه هذه المأثرة بآية : { الَّذِينَ يُنفِقٌونَ بِلليلِ وَالنَّهارِ سِراً وَعَلانِية }
  فأي أحسان يعادل هذا الإحسان ؟
   وكثيراً ما تصدق الإمام بما يكسب حتى ليشهد على بطنه حجر المجاعة وهذا فوق الكرم والسخاء .
  ولقد بلغ منه السخاء أنه لم يقل لسائل : (( لا )) ابداً .
  اعترف كل من وقف على سيرة أبي الحسنين من محبيه ومبغضيه بذلك .
  هذا معاوية عدوه اللدود كان معجباً بسخائه (ع) .
   قيل : إن محقن بن محقن الضبّي جاء معاوية يوماً متملقاً وهو أمير الشام فسأله من أين أنت قادم يامحقن ؟ قال : - غامزاً - من الكوفة من عند أبخل الناس فجبهه معاوية قائلاً :

363 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

  ويحك كيف تقول عن عليّ ما قلت وهو الذي لو ملك بيتاً من تبر وبيتاً من تبن لأنفد تبره قبل تبنه فخجل محقن وصمت واجماً .
  وشهادة معاوية للإمام هي حجة الكبرى (( والفضل ما شهدت به الاعداء )) .
  كان الإمام (ع) يوزع بعد صلاة الجمعة على المساكين وذوي الحاجة ما في بيت المسلمين من ذهب وفضة ثم يكنس البيت ويصلي فيه لربه ويقول :
  (( ياصفراء ويا بيضاء غرّي غيري )) .
  لقد تربع أمير المؤمنين على دست الخلافة وأصبح خراجها يأتيه من كل حدب و صوب .
  ومع هذا كله كان ينفق على نفسه وعياله الكفاف ولم يرض أن يختص بشئ من المال ليتركه لأولاده من بعده بل كان يجود بحقه الشرعي من الفيء على المعوزين والمساكين ، يحسن في حاله يسره وعسره على السواء لا يريد من وراء إحسانه جزاءً ولا يرمي إلى مصلحة دنيوية خلافاً لغيره الذين كان احسانهم تجارة يرمون بها إلى تكثير أعوانهم وتوفير دواعي القوة إليهم في سبيل الخلافة مما كانت نتائجه ما لاحظناه : هي الاكثار من أعداء عليّ من طلاب الدنيا وتراخي أصحابه عن نصرة الله ورسوله .
  نعم يا سادتي ... إن أعظم ما صرف الناس عن أمير المؤمنين من بدء خلافته إلى نهايتها عدم محاباته في توزيع الأموال والعدل في قسمتها بينهم على السوية كما أن أهم الاسباب التي مكنت معاوية ف مناهضة الإمام أولاً وفوزه بالخلافة ثانياً هو توزيعه أموال المسلمين بغير حساب على كل من يرجو نفعه أو يخاف شره .
  أما عليّ فكان مقيداً باحكام القرآن وسنة ابن عمه الرسول عليهما الصلاة والسلام فما كان يسعى لحر مغنم أو دفع مغرم بل يهدف لتحقيق المساواة في العطاء بين عموم المسلمين شريفهم ووضيعهم قديمهم في الأيمان وحديثهم لأنه

364 النصرة لشيعة البصرة

كان يعرف قد الآية العظمة التي نزلت على محمّد المصطفى {إِنَّما المُؤمِنُونَ إِخْوة} .
  كان يدرك تمام الادراك وهو إمام المشرعين أن من شروط الأخوة المساواة في الحقوق والواجبات فلا أخوة حيث لايكون تساوٍٍ فهو يدخل في هذا التساوي جميع المسلمين حتى أولاده وأخواته وأبناء عمه باعتقاد راسخ أن آل البيت الطاهر آل بيت النبوة لايجوز لهم أن يكونوا عالة على المسلمين أو على بيت مال المسلمين .
  ويرى أن من له فضل من المسلمين بجهاد في سبيل الله لابد أن ينال جزاءه الأوفر {وَلَجَزاءُ رَبِّكَ خَيرُ وَأَبْقَى}
  هذه قصة عقيل وهو أخ شقيق لأمير المؤمنين غير غائبة عن الاذهان وإنها لدليل ساطع على عدالة الإمام في توزيع أموال المسلمين .
  هذا عليّ في سخائه العادل يأبي مساعدة أخيه من بيت المال وله مطلق التصرف فيه يستطيع أن ينفخه ما يشاء من غير حسيب أو رقيب على نحو ما يفعل الأمويين .
  ولكن عليَّا المسلم الأول والعارف لدينه والمفسر لدستوره يأبى إلاّ أن يكون أميناً على مال أمة اؤتمن عليه .
  ونفس عليّ التي لاترضى تمييز مسلم على آخر باختلاف طباقتهم واجناسهم ورغبته الأكيدة بان يكون بنو هاشم قدوة الناس في الزهد لايمكن إلاّ أن يأخذ على عاتقه تنفيذ نصوص الشريعة .
  ويرى بأنها لاتنفذ بالدقة بين الناس إلاّ إذا طبقها على نفسه وابنائه واخوانه ليكونوا قدوة لغيرهم وحاشا لله ان يجيز امير المؤمنين لنفسه ما كان ينكره على غيره ما اقتصر - ياسادتي - جود الإمام وكرمه على الماديات من أموال وعطاآت

365 الذين لم يرووا عن الأئمة (ع)

بل تعدى ذلك إلى المعنويات .
  لقد جاد بنفسه في موقف عزّ فيه الناصر والنفس أعز ما يملك الإنسان .
  نعم لقد حاول الإمام أن يجود بنفسه في سبيل الإسلام ونشر رايته في الليلة التي بات فيها على فراش الرسول عندما حاولت قريش الفتك به لإحباط مسعاه في سبيل الهجرة .
  هذا هو الإمام عليّ في جوده وسخائه . ,
يجود  بالنفس إن ضن الجواد iiبها      والجود بالنفس اقصى غاية الجود

588- سليمان بن داود(1) :
  أبو أيوب المنقري البصري ، المعروف بابن الشاذكوني .
  وقال النجاشي : ليس بالمتحقق بنا غير أنّه روى عن جماعة أصحبنا من أصحاب جعفر بن محمّد (ع) وكأنه ثقة .
  وعدّه الصدوق في مشيخة الفقية في المعتمدين .
  وضعفه ابن الغضائري وقال : الاصفهاني .
  وقال المامقاني : إن تضعيف ابن الغضائري لا يلتفت إليه أصلاً سيما عند معارضته بتوثيق النجاشي .


(1)معجم رجال الحديث : 257/8 ، ورجال ابن داود : 248 رقم 222 ، وتنقيح المقال : 2/59 ، وبحار الأنوار : 75/109 ، والتهذيب : 8/107 ، ومستدركات علم الرجال : 4/131 رقم 6536 ، وخلاصة الأقوال : 225 رقم 3 ، ورجال النجاشي : 184 رقم 488 ، والفقيه : 4/65 المشيخة ، ومنهج المقال : 411 ، والوحيزة : 221 رقم 843 ، وتعليقة الوحيد للبهبهاني :173 ،وحاوي الأقوال : 205 رقم 1065 و 80 رقم 289 قسم الصحاح ، وإيضاح الاشتباه : 195 رقم 312 ، ومنتهى المقال : 3/391 رقم 1367 ،وهداية المحدثين : 75 .

  • تمهيد
  • نشأة البصرة
         التطور العمراني
  • فضل الاُبلة والبصرة

    فضل مسجد البصرة

    من وصف البصرة

  • دور شيعة البصرة في اللغة
          العربية وعلومها

    علم النحو

    علم اللغة

    علم العروض

  • تعريف التشيع ، معنى
         التشيع
  • نشأة التشيع في البصرة

    تشويه حقيقية التشيع في البصرة

    موقف جارية بن قدامة من معاوية

  • دور البصرة في وقعة الجمل

    دور معاوية بن أبي سفيان في وقعة الجمل

    من هم أهل الجمل

    شبهات أهل البصرة في يوم الجمل

    دور شيعة البصرة في قتال أصحاب الجمل

    دور القبائل الشيعية في البصرة يوم الجمل

    انتهاكات عائشة وطلحة والزبير لشيعة البصرة

  • دور أهل البصرة في نصرة
         الامام علي بن أبي طالب
         عليه السلام في صفين

    ولاء شيعة البصرة للامام علي بن أبي طالب عليه السلام

  • قوة العقيدة الشيعية لدى
         أهل البصرة
  • دور نساء شيعة البصرة
  • شيعية البصرة والامام
         الحسن بن علي عليه
         السلام

    موقف البصرة من الامام الحسين بن علي عليه السلام

    دور شيعية البصرة في الاخذ بثأرات الحسين عليه السلام

  • دور علماء شيعة البصرة في
          نشر التشيع والحديث في

    مكة المكرمة

    المدينة المنورة

    الكوفة

    بغداد

    بخارى

    خراسان

    كابل

    حيدر آباد

    الري

    حضر موت

    اليمن

    البحرين

  • الاحاديث الموضوعة في
         شيعة البصرة
  • الشيعة في البصرة في زمن
         الدولة العباسية
  • الحركات الشيعية التي
         ظهرت في البصرة وايدتها
         شيعة البصرة
  • الحكومات الشيعية في
         البصرة
  • شيعة البصرة والمرجعية
         الدينية
  • الحالة السياسية في البصرة
  • شيعية البصرة سياساً في
         ظل الحكم الملكي
  • شيعة البصرة في ظل الحكم
         العارفي الطائفي
  • شيعة البصرة في ظل الحكم
         البعثي
  • الاحتفال السنوي في ذكرى
         شهادة الامام علي عليه
         السلام
  • دور عشيرة بني منصور
         وعلماء شيعة البصرة في
         مقاومة الاحتلال البريطاني
         في العراق
  • أعيان الشيعة في البصرة
  • البصريون الشيعة من أصحاب
         رسول الله صلى الله عليه
         وآله والائمة عليهم السلام

    أصحاب الامام علي عليه السلام

    أصحاب الامام الحسن عليه السلام

    أصحاب الامام الحسين عليه السلام

    أصحاب الامام علي بن الحسين عليه السلام

    اصحاب الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام

    أصحاب الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

    أصحاب الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

    أصحاب الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام

    أصحاب الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام

    اصحاب الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام

    أصحاب الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام

    أصحاب الامام المهدي - عجل الله تعالى فرجه -

    الذين لم يرووا عن الائمة عليهم السلام

  • النساء
    BASRAHCITY.NET