اَل أبي بكره ودورهم في البصرة خلال القرن الأول الهجري
الاستاذة رباب جبار طاهر السوداني

بسم الله الرحمن الرحيم

   ينتسب آل ابي بكرة الى نفيع بن مسروح وقيل سروح وهو عبد من عبيد الطائف لبني ثقيف ، اصبح طليق النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعندما غزا الطائف وحاصرها عام ( 8 هـ ) وطلب من اهلها ان يخرجوا اليه قائلاً (( ايما حر نزل الينا فهو آمن وايما عبد نزل الينا فهو حر ))فنزل اليه عدد من عبيد اهل الطائف كان من بينهم نفيع بن سروح وكان قد تدلى في ( بكرة ) من سود الطائف لذا كني (( بأبي بكرة )) فأعتقه الرسول ، ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولما ارادت ثقيف ارجاعه رفض الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال هو طليق الله وطليق رسوله ، خرج ابو بكرة مع الجيش الذي خرج تحت امرة العلاء بن الحضرمي ايام الخليفة عمر بن الخطاب لفتح بلاد البحرين ، وحينما اراد الخليفة عمر بن الخطاب فتح ارض جنوب العراق امر العلاء بن الحضرمي ان يلحق بعتبة بن غزوان الذي توجه لفتح هذه المنطقة ، الا ان وفاة العلاء ابن الحضرمي اثناء توجهه الى ارض البصرة لم يثنى ابي بكرة عن الالتحاق بعتبة بن غزوان والاشتراك معه في فتح ارض البصرة والاستقرار فيها ، فكان ولده عبد الرحمن هو اول مولود يولد في البصرة عام 14 هـ ويقال انه ذبح جزوراً فأطعم اهل البصرة فكفتهم وكانوا يومئذ ثلاثمائة ونيف شخص ، كان لإسقرار آل ابي بكرة في البصرة منذ البدايات الاول لتأسيسها عام 14 هـ وصلاتهم النسبية ببعض ولاتها وامتلاكهم الاراضي الزراعية الواسعة فيها وتوليتهم الولايات ان كان لهم دوراً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وأدارياً وفكرياً فيها .

   فتشير الروايات التاريخية أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يقطع اراضي في البصرة الا لأبي بكرة واخيه نافع وان آل ابي بكرة هم أول من قام بأحياء ارض البصرة ويستدل على ذلك من قول الواقدي (( ان ابا بكرة أول من غرس النخل بالبصرة ، وقال هذه ارض نخل ثم غرس الناس بعده )) ، كذلك اقطعهم الخليفة عثمان بن عفان ، كما قربهم زياد بن ابيه اثناء ولايته على العراق وشرفهم واقطعهم الاراضي وولاهم الولايات فصاروا الى دنيا عظيمة ، لذلك اصبح آل ابي بكرة من اكبر ملاكي البصرة واكثر الناس معرفة بأرضها والمهتمين بزراعتها ، كما عرف عن آل ابي بكرة اهتمامهم ببناء الدور الواسعة والمعروفة بالبصرة وبشق الانهر وامتلاكها وبناء الحمامات العامة فتشير الروايات الى ان أول حمام بني للناس في البصرة كان لمسلم بن ابي بكرة ثم بنى اخوته وبقية الناس من بعده ، كذلك تشير الروايات التاريخية الى تولي ابي بكرة وابنائه عدد من المناصب الادراية طيلة العهد الراشدي والاموي ، فقد تولى ابي بكرة جباية عشور الابلة زمن الخليفة عمر بن الخطاب ثم ولاّه عام 20 هـ ولاية البحرين واليمامة ، كما طلب منه الإمام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) تولي امر البصرة بعد الانتهاء من معركة الجمل الا انه رفض وقيل استعماله على بيت مالها ، وعندما تولى العراق زياد بن ابيه استعمل عبد الرحمن بن ابي بكرة كاتباً لرسائله ، وولى عبيد الله ابي بكرة على ولاية سجستان عام ( 50 هـ ) وعزله عنها عام ( 53 هـ ) ، ثم تولى عبيد الله بن ابي بكرة قضاء البصرة عام( 72 هـ ) زمن خالد بن عبيد الله بن أسيد ، وبقى فيه حتى قدم الحجاج بن يوسف الثقفي فأمره لفترة ثم عزله عنه وولاّه سجستان عام ( 78 هـ) فمات فيها عام ( 79 هـ ) واستخلف ابنه ابا برذعة بن عبد الرحمن عليها ، كما عرف عن ابي بكرة وابنائه اهتماهم بالحديث والرواية فقد روى عنهم خلق كثير ولعل اهم ابناء ابو بكرة ممن اهتم بالحديث والرواية هم عبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز ومسلم ورواد ويزيد وعتبة واختهم امة الله .