اسرة البونيان الشمرية

الاستاذ صالح محمد العلي

بسم الله الرحمن الرحيم

   إشتهر من آل علي في البصرة اسرة ( البونيان ) وهي من الاُسر التي هاجرت من حائل بعد اشتداد المنافسة بين آل علي وآل الراشيد ، وقد مرت هذه الاُسرة قبل وصولها الى البصرة بظروف قاسية الجأتهم الى طلب العون من ( الخوالد ) في مدينة الإحساء فأجاروهم وبقوا في الإحساء مدة من الزمن وقد نزلوا في ( الجفر ) وهي مدينة تقع بين الرياض والظهران ، ثم تركوا هذه المدينة بعد مدة اذ اقنعهم آل السعدون الذين كانوا وقتها متنفذين في البصرة الى الهجرة الى البصرة فسكنوا المنطقة الممتدة بين السيبة وابي الخصيب وخاصة في ( العامية وبلجان والفياضي ) وبعدها انتشروا في مناطق متعددة من البصرة ، وفي هذه القرى ملكوا أراضي زراعية وقاموا بزراعتها بالنخيل وقد قدرت هذه الاراضي باكثر من ( 60 ) جريب ( الجريب يساوي مائة نخلة ) ثم قاموا بزراعتها بالخضر والفواكه وفسائل النخيل حتى أصبحت بساتين عامرة تزهو بمنتوجاتها المختلفة وفي أوائل العقد الثاني من القرن الماضي حدث نزاع بين هذه الاسرة وآل السعدون ، اذ إدعى الآخرين إن الأرض ملكهم وقد أقطعها السلطان العثماني لآل السعدون منذ أيام ناصر باشا السعدون ، وحدث أن هذا النزاع قد امتد إلى المحاكم وقد دافع عن هذه الاُسرة المحامي ( سليمان فيضي ) ولكن سطوة آل السعدون ونفوذهم أفشل مسعاه فأخذ آل السعدون هذه البساتين من الاُسرة وقد قام أصحاب المساعي الخيرة بالتقريب بين هاتين الاُسرتين فأصبح آل بونيان ملتزمين لهذه الارض أي طبق نظام ( المغارسة ) على هذه الاُسرة وبقوا في هذه الأرض المملوكة لآل السعدون والمستثمرة من البونيان .

   لقد اصبح وضع هذه الاُسرة جيداً بعد أن حولت هذه الأراضي الجرداء الى جنان فاصبحت ذات ثراء كما قام عميدها ( عبد العزيز البونيان ) بإفتتاح مضيف كبير في منطقة بلجانة يلجأ إليه الفارون من والى ابي الخصيب ، وقد إشتهر هذا الشخص بالكرم والنخوة ، كما ان بعض افراد هذه الاُسرة قد إرقى علمياً فأصبح منهم الموظف والمعلم ، إشتغلوا المهن الزراعية المختلفة فأصبح لديهم مكابس للتمور الاّ ان الجانب التجاري لم يتطرقوا اليه ، وحصل تزاوج مع الاُسر التي كانت بقربهم ، كما أسسوا مع ( الشيخ عذبي ) عشيرة آل غانم كون الإثنين يرجعون إلى شمر ، وارتبطوا بصلة نسب مع الشيخ خزعل الكعبي اذ كانوا يعدون نفسهم من خؤولة الشيخ خزعل ، ثم إنتشروا في قرى أبي الخصيب حتى سكن الكبير منهم مدينة البصرة ، أما بالنسبة لفرع العائلة الذي بقى في ( الجفر ) فقد أصبح منهم السفراء ، والقناصل والموظفون الموظفون الكبار التابعين للملكة العربية السعودية .