أسرة آل السياب في البصرة

الاستاذة ليلى ياسين الامير

بسم الله الرحمن الرحيم
  تضم البصرة اسر كريمة منذ بداية تكوينها الى اليوم انحدرت من ارومة عربية صالحة ، ولها اعمال جليلة في الميادين الوطنية والقومية والاجتماعية قديماً وحديثاً ، ومن هذه الأسر اسرة آل السياب ، وهي اسرة بصرية خصيبية ، نسبة الى ابي الخصيب ، تعود في اصولها الى عشيرة رببعة التي استوطنت الكوت ، وان سياب المرزوق الذي تلقبت الاسرة باسمه هو احد امراء ربيعة ، قدم واهله الى البصرة ، فنزلوا مؤقتاً في قرية السبيليات في ابي الخصيب ، ومن ثم استقروا في ارض منخفضة من القضاء تسمى (( بقيع )) ، وهي في الاصل ثلاث قرى متداخلة جيكور ، وموت بازل ، وبقيع ، وكانت جيكور مستوطن الاسرة وفيها منازلهم ، وجيكور عرفها التاريخ بانها في موقع مدينة المختارة عاصمة الزنج وصاحبه علي بن محمد ، الذي ثار على الخلافة العباسية سنة 255 هـ الموافق 869 م ، وهناك رأي يرجع آل السياب الى اسرة افراسياب ، التي حكمت البصرة في الفترة 1596 م ـ 1668 م ، وهو رأي ضعيف وغير مدعوم ، كان عميد الاسرة عبد الجبار مرزوق سياب السياب ، الذي ورث عن ابيه املاك كثيرة في ابي الخصيب ، وكان له ثلاثة انجال هم :

   عبد المجيد وعبد القادر وشاكر ، وقد انجبت الاسرة اسماءً لامعة في مجالات الحياة المختلفة منهم على سبيل المثال لا الحصر الطبيب المشهور عبد الفتاح سياب السياب ، وعالم الهندسة سعود عبد العزيز السياب ، والشاعر العراقي المعروف الذي طالت شهرته بقاع الوطن العربي والعالم بدر بن شاكر السياب ، ومنهم من كان لهم دور فكري وسياسي في بواكير الحياة السياسية في البصرة وابي الخصيب ، واخص بالذكر عبد المجيد السياب ، عبد الرحمن السياب وعبد السلام السياب ، ويقف على رأسهم الصحفي والسياسي المعروف عبد القادر السياب ، عبد القادر هو ابن عبد الجبار مرزوق سياب السياب من مواليد جيكور ، مؤسس جمعية الاحرار في ابي الخصيب سنة 1929 م ، صاحب جريدة (( الناس )) التي صدرت في البصرة في آب 1935 م ، وهي امتداد لمجلة (( الناس )) التي اصدرها في بغداد في كانون الثاني 1931 م وكان مدير ادارتها عبد الرحمن السياب ، كما كان عبد القادر ايضاً مؤسس وعميد الحزب الوطني العراقي في ابي الخصيب سنة 1932 م ، وقد انتدب من الهيأة العليا للحزب في بغداد ، مع مجموعة من الاعضاء الاخرين لتأسيس فرع للحزب الوطني العراقي في البصرة ، وانتخب عبد القادر السياب نائباً عن البصرة في الدورة التاسعة للمجلس النيابي 1939 م ـ 1943 م ، وقد سجل فيها دوراً بارزاً من خلال طروحاته في القضايا المختلفة خدمةً للبصرة والدفاع عن مصالح اهلها ، وخلال ثورة مايس 1941 م والحرب العراقية ضد بريطانيا ناصر هو وجريدته (( الناس )) حكومة الدفاع الوطني ، لذا فأنه هوجم واعتقل طيلة مدة الحرب ، واخيراً وبعد عودة الحياة السياسية والحزبية والتي عطلت خلال الحرب العالمية الثانية ، انتمى عبد القادر السياب الى حزب الاستقلال ، واصبح مسؤولاً عن فرع الحزب في البصرة ، وهذه مقتطفات سريعة لما سيتناوله بحثنا لاحقاً عن دور اسرة آل السياب في البصرة .