تنتمي اسرة البسام الى قبيلة تميم العربية الكبيرة جداً في الجاهلية والاسلام من القبائل المستعربة العدنانية التي استوطنت وسط وشرق وشمال الجزيرة العربية قبل الإسلام لردحٍ من الزمن حتى ظهور الاسلام في القرن السابع الميلادي وقد أسلمت هذه القبيلة الضخمة في عهد الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما قدم اليه في المدينة المنورة زعمائها وشعرائها ليتعرفوا على الدين الجديد ، بعد ذلك أحسن إسلام القبيلة وشارك رجالها في جميع الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين والدولة الاموية ، ونظراً لضخامة عدد افراد القبيلة فقد انتشر ابنائها في العراق والشام بعد الفتح الإسلامي خاصة في وسط وجنوب العراق ودمشق ، وبدأ هؤلاء من الاستقرار في المدن الاسلامية كالبصرة والكوفة وغيرها تاركين حياة البداوة الى الابد ، وقد ادى هذا التحرك المستمر لهذه القبيلة القديمة الى تحولها تدريجياً من النظام القبلي البدوي الى النظام القبلي الحضري المتكون من مجموعة من الاُسر التحالفة والمستقرة في القرى والمدن ، وهذه هي طبيعة الحال بالنسبة للقبائل الكبيرة ، وقد انتهت الحياة البدوية للقبيلة في القرن الثاني عشر الميلادي ( 1100 م ) تقريباً عدا بعض المناطق المحدودة جداً والتي تلاشت فيما بعد في وقتٍ لاحق ، لكن الاسر التميمية المتحضرة والمعروفة لا زالت متواصلة فيما بينها .
مؤسس الاسرة هو : حمد بن عبد الله بن احمد بن محمد بن عبد الله بن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيغ بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن ابي اسود بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مر بن اد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، انتقل حمد البسام مؤسس الاسرة الى مدينة عنيزة في نجد 1760 م واستقر فيها حتى وفاته عام 1791 م .
تعد اسرة البسام من الاسر التميمية العريقة التي حملت هذا الاسم نسبة الى جدها بسام بن عقبة المذكور اعلاه ، وقد استطاعت هذه الاسرة الحفاظ على نسبها وأسماء أجدادها بسبب إستمرار تعلم أفرادها القراءة والقرآن الكريم لأجيال عديدة وإمتهان أبنائها مهن راقية كالقضاء والتجارة والزراعة ، كما اتصف الآباء بحرصهم على تعليم أبنائهم وبناتهم القراءة والحساب الأمر الذي جعلهم يتميزون عن اقرانهم في تلك الازمان التي يصعب فيها استيعاب هذه المفاهيم ويصعب فيها لقمة العيش أيضاً ، انشأ البسام سمعة طيبة في مدينتهم عنيزة واحبهم الناس فيها ولا زالوا كذلك ، فقد اتصفوا بالصدق والامانة والإخلاص في العمل والثقافة بالاضافة الى حب الخير ومساعدة الناس والتسامح ، وبعد استقراهم في عنيزة بدأت طموحات بعض الشباب منهم اكبر من هذه المدينة فبدأ بعضهم بالسفر الى اماكن اكبر وأبعد قاطعين المسافات الشاسعة آنذاك على الجمال والسفن الصغيرة رغم مخاطر الغزو والموت فذهبوا الى مدن مثل جدة ومكة والدمام والبحرين والكويت والبصرة وبغداد ودمشق والهند طلباً للرزق سابقين بذلك أقرانهم وقد كان ذلك في حدود عام 1850 م سافر اغلبهم الى الهند اولاً واسسوا تجارة رابحة هناك ، قدم بعضهم الى العراق في حدود عام 1888 م بحثاً عن الرزق وكالعادة كونوا اسماً صادقاً وسمعة طيبة لدى اهل البصرة بخصائصهم الطيبة ، وبدأت بيوت تجارية منهم ، من ( 1905 م ) وبعد تكون العراق الحديث 1922 اشتغل اغلبهم بالتجارة والزراعة ولكن تمكيز بعضهم في الحصول على شهادات البكالوريوس والدكتوراه قبل ان يعرف الناس الذين معهم هذه الشهادات سواء في مجتمع نجد او المجتمعات العربية الاُخرى .
وللمرحوم عبد الله عبد الرحمن حمد البسام المتوفي 1906 م في مكة المكرمة دور اساسي في رفع شأن هذه الاُسرة ومن بعده أبنائه ، فهو اول رجل في المنطقة اسس شركة تجارية عائلية خاصة في عام 1860 م لها فروع في مدينة عنيزة وجدة والبصرة ودمشق ، حيث كون علاقات طيبة مع حكام هذه المناطق آنذاك وشيوخ قبائل الجزيرة العربية والعراق والشام ، ومن بعده انشأ البسام بيوت تجارية معروفة في جدة والدمام وجازان والبحرين والكويت والبصرة وبغداد ودمشق والهند ( بومبي وكلكتا ) ، وعلى الرغم من تباعدهم استمر التواصل بين افراد الاسرة سواء بالمراسلات او بالتصاهر العائلي ، فهم يعرفون بعضهم البعض وسجل العائلة محفوظ لدى احد كبارهم حتى الآن ، اما نسب الاُسرة المذكور أعلاه فهو موثق منذ اكثر من 400 عام تقريباً في الصكوك والوصايا وكذلك في مؤلفات الأنساب عن اقرانها من الاُسر الاُخرى بالإضافة الى اعدادهم شجرة الى افراد العائلة منذ عام 1910 م وقد اخذوا بطباعتها كل عشر سنوات منذ 1958 م .