وهذه الاسرة تعود الى ابي عبد الله محمد بن محمد بن سالم ( ت 297 هـ / 910 م ) وابنه ابي الحسن بن سالم ( ت 350 هـ / 962 م ) ، ساهمت هذه الاسرة في نشأة التصوف في البصرة وذلك عن طريق اسهامها في تأسيس فرقة صوفية عرفت بأسم مؤسسها محمد بن محمد بن سالم ( السالمية ) وهذه الفرقة ظهرت في البصرة في القرنين الثالث والرابع للهجرة بين المالكية من اهل السنة فقد اخذ بن سالم مباديء هذه الطريقة من استاذه سهل التستري الصوفي المعروف ( ت 283 هـ ) إذ انه كان تلميذه ، فقد خدم التستري باخلاص نادر الوجود وقبوله لتوجيهات سهل ونقده وتعنيفه احياناً كان مشبعاً بروح الامتنان والطاعة لاستاذ يعتقد بوجوب نصحه ، واطاعة اوامره بكل دقة وامانة لذا لا عجب ان نرى التأثير البالغ الذي تركه سهل في هاتين الشخصيتين الاب وابنه ، اما ابو الحسن احمد بن سالم فقد كان صديقاً لابن مجاهد المفسر ، وقد ذكر فضله تلميذه وخليفته ابو طالب المكي ( ت 380 هـ ) صاحب كتاب قوت القلوب ، وكان لاهمية هذه الطريقة التي اخذت بالانتشار في البصرة ما كان لاثر هاتين الشخصيتين الاب وابنه فجاء اصول هذه المدرسة ما كان عليه العلماء لهذه المدرسة ومؤسسيها ومن هؤلاء السراج الطوسي ( ت 387 هـ ) صاحب كتاب اللمع الذي كان يجل بن سالم ( ابو الحسن ) .
إذ روى ان السراج كان في مجلس بن سالم بالبصرة وجرى بينه وبين بن سالم في مسألة ولكنه لم يخطأه بسسب اجلاله وتقديره له ، زيادة على ذلك ماذكره ابو عبد الله محمد بن احمد الشامي المعروف بالمقدسي ( ت 380 هـ ) عندما ذهب الى البصرة ووصف السالمية اذ انه خالطهم وحضر مجالسهم فقال : وبالبصرة مجالس وعوام السالمية وهم قوم يدعون الكلام والزهد واكثر المذكورين بها منهم ولايتعاطون الفقه ، فمن تفقه منهم تفقه لمالك ، وذكروا ان صاحبهم بن سالم كان يتفقه لابي ضيقة ورايناهم قوماً فيهم رزق وصالحون ، الاانهم يفرطون في اطراء صاحبهم وقد اختلفت اليهم المدة المديدة وعرفت سرائرهم وحللت من قلوبهم لاني رجل احب اهل النسك والزهد ولهم رقة في الكلام ، ذكر المقدسي ان قبر بن سالم في البصرة ، وذكرهم ابن الاثير الجزري صاحب كتاب اللباب في تهذيب الانساب بأن السالمية فرقة صوفية تعود الى اسرة السالمي المعروفة ، اما عبد القادر الجيلاني ( ت 560 هـ ) في كتابه الغنية لطالبي دريق الحق عز وجل في معرفة الاداب الشرعية فقد اصول فرقة السالمية وكان من اكثر الناس تحاملاً عليهم ، اما الغزالي فقد كتب كتابه احياء علوم الدين على نمط كتاب لاحد السالمية ثم ان طائفة من صوفية الاندلس الذي ظهروا في القرن السادس الهجري ، وكان على مذهبهم مسحة من مذهب الاسماعيلية من بن يرجان ( ت 536 هـ ) الى بن العربي ( ت 638 هـ ) قد اخذو كثيراً من عباراتهم في الاتحاد من السالمية كما يقول بن تيمية الحراني ( ت 728 هـ ) ، وقد بقيت اراء اخرى من اراء السالمية ضمن تراث الطريقة الشاذلية .