آل القحذمي ودورهم الاداري والفكري
الاستاذة كفاية طارش العلي
بسم الله الرحمن الرحيم
اسرتنا اليوم احدى الاسر البصرية بالنشأة والاستقرار فكان لها دور اداري وفكري متميز حتى نهاية الدولة الاموية الا وهي " اسرة آل القحذمي " التاريخية التي تنحدر من الجد الاعلى لهم وهو قحذم بن سليمان بن ذكوان مولى آل ابي بكرة الثقفي ، ويقال انه مولى عمرو بن العاص ، اصله من سبي اصبهان وكان كاتب الخراج أيام الوالي القيسي الاموي يوسف بن عمرو الثقفي ، لهذا فقد اهتم بجمع المعلومات المتعلقة بالادارة ، ولعل عمله هذا سهل له الافادة من الوثائق الرسمية ، فروى الكثير من الروايات التي نقلها عنه ولده ثم حفيده والتي تناقلتها كتب التاريخ المختلفة والمتعلقة اكثرها بالفتوح الاسلامية في العراق والمشرق والشام ومصر في عهد الراشدين ، ويهتم قحذم بن سليمان في مروياته ببيان طبيعة الفتح اهو عنوة ام صلحاً لما يترتب عليه ذلك من تحديد العلاقة بالبلاد المفتوحة .
كما ذكر احياناً مقدار الجزية المفروضة عليهم ، واهتم ايضاً بذكر ولاة العراق في العصر الاموي ومن كان كان على شرطهم بالبصرة والكوفة وواسط ومن كان على الخراج او الرسائل او الحجابة وسجل ايضاً اعمار الخلفاء وسني وفاتهم ومواضعها واحياناً سني ولاداتهم ومواضعها ، عاش قحذم الى ما بعد خلافة ابي جعفر المنصنور حيث روي عنه حفيده الوليد سنة 158 هـ ، اما ولده هشام بن قحذم بن سليمان فمن المحتمل انه تولى أيضاً منصباً ادارياً ايام الدولة الاموية من خلال نقله الكثير من الروايات التاريخية الخاصة بالادارة وروي عن زياد الاعجم احد فحول الشعراء مما يمكننا القول من انه ربما كانت لديه نتاجات واسهامات أدبية ايضاً ، نقل عن والده الكثير من المعلومات الخاصة بالادارة ونقل عنه ولده ذلك ايضاً فضلاً عن تلاميذ آخرين مما يدل على انه من الرواة المعروفين آنذاك ، اما ولده الوليد بن هشام فهو الابرز في ميدان الكتابة التاريخية في ذلك الوقت ، ويعد أحد المؤرخين البصريين من خلال اعتماد الكثير من المؤرخين المشهورين على مروياته ، فقد نقل عنه خليفة بن خياط كثيراً من تاريخه وكذا الحال بالنسبة للطبري والبلاذري في فتوحه وابن الاثير في الكامل والجاحظ وياقوت الحموي وغيرهم . . . ومما يدل على شهرته وذياع صيته كثرة تلامذته الذين كانوا من اصقاع مختلفة ، واعتمد عليه هؤلاء في نقل مادتهم التاريخية لإنه كان موثوقاً به من قبل المحدثين والمؤرخين على حدٍ سواء ، وقد خصصنا بحث مستقل لذلك .