من الاسر الكبيرة ، سموا بآل الكرخي او الكرخيين نسبة الى ناحية الكرخ ، الرستاق الاعلى بالبصرة ، وهي كرخ البصرة تميزاً لها عن كرخ بغداد ، والى عميد هذه الاسرة القاسم بن علي بن محمد الكرخي الذي ساهم بوضع الاسس الرصينة لمنطاقات الاسرة ادارياً وسياسياً واقتصادياً حتى اصبحت على الشأن الذي عرغت به فيما بعد وبمساهمة فاعلة من ابناء هذه الاسرة ، والى ذلك أشارت مصادر وروايات تاريخية عدة فذكرهم بأن أبناء هذه الاسرة تقلدوا الدنيا ، واشارت كذلك الى توسعهم الاداري بتقلد عدد من وجوه اهلهم وكبارهم حتى لم يخلي بلد جليل من ان يكون واحد منهم تقلده ، ولتمكنهم الاداري الاقتصادي وصف جماعة من كتاب ، هذه الاسرة بالملوك لانهم تقلدوا الاعمال الجليلة في بلاد الاسلام ، ويمكننا ان نحدد فترة الظهور الاداري لهذه الاسرة في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري بتولي القاسم بن علي لاعمال اصفهان والاحواز والتي شغلها من بعده ابنه ابو عبد الله جعفر بن القاسم واضاف اليها فارس وكرمان في بدايات القرن الرابع الهجري ، وتولى اخوه ابو جعفر محمد بن القاسم زمن الخليفة المقتدر ( عام 316 هـ ) اعمال ديوان المغرب ، وتعيينه من قبل الخليفة القاهر عام ( 321 هـ ) مسؤلاً عن حسابات اسرة البريدي والتي اضيف اليها عام ( 322 هـ ) اعمال خراج وضياع الديوان في البصرة والاحواز ثم الموصل وديار بكر وربيعة وديار مضر ثم البصرة ، الامر الذي مهد له الطريق الى ان يتولى الوزارة للخليفة الراضي عام ( 324 هـ ) ومن بعده للخليفة المتقي عام ( 329 هـ ) ، والى تولي ابو احمد الحسن بن علي اخو القاسم بن علي لوظائف مهمة في الديوان منذ زمن الخليفة المعتضد ثم لتولية منصب عامل على مناطق الاحواز ، ونواحي بابل ومصر والموصل زمن الخليفة المقتدر ، ولكفائته رشح لمنصب الوزارة عام ( 312 هـ ) الا انه توفي بعد ترشيحه بقليل ، ان ظهور هذه الاسرة جاء ليمثل رافداً مهماً من الروافد التي كان لها اثرها في ، مرحلة الصراع السياسي الذي كان فيه دور المال محركاً رئيساً ضمن انتقال الخلافة من مرحلة الانتعاش الى التدهور السياسي الى فترة امرة الامراء ، ومن ثم سيطرة بني بويه على مقاليد الحكم في العراق فنتج عن ذلك من انعكاسات كانت آثارها واضحة في الجوانب السياسية والاقتصادية والادارية .