م ـ 282 : فاز أحد المسلمين بجائزة يانصيب (لوتري) ، فقرر ان يدفع بعض المال لجهة خيرية بعد فوزه بالجائزة ، فهل يحق لتلك الجهة استلام هذا المال ، وصرفه في مصالح المسلمين ؟ وهل يختلف الأمر لو كانت نية الفائز قبل الفوز صرف بعض المال في مصالح المسلمين ؟
  * إن كان المال عائداً الى غير محترمي المال ، جاز التصرف فيه .
  م ـ 283 : لو حجَّ الفائز باللوتري بمال اللوتري ، فهل يعدّ حجه صحيحاً ؟ ولو بذلت لمسلم جهة ظالمة غاصبة فما هو حكم حجه ؟
  * يظهر حكمه من سابقه .
  م ـ 284 : لو بذلت لمسلم جهة ظالمة غاصبة ،فما هوحكم حجه ؟
  * إذا لم يعلم غصبيَّة عين المال ، فلا يضره كون الجهة الباذلة ظالمة غاصبة.
  م ـ 285 : في بعض الدول الأوروبية محلات تبيع المواد المنزلية ، يحق لمشتري بضاعتها إرجاعها خلال أسبوعين من تاريخ الشراء ، فهل يجوزشراء حاجة منها قصد الإنتفاع بها خلال المدة المذكورة ، ثم إرجاع البضاعة بعد ذلك ، فيكون الغرض من المعاملة هو الإنتفاع بهذا الحق ، لا الشراء

الفقه للمغتربين ـ 192 ـ
  الحقيقي ؟ وهل يختلف الحكم فيما إذا كان مالك المحلّ مسلما ؟ وتحت أي قصد تجوز المعاملة لو جازت ؟
  * لا يجوز ذلك إذا كان المالك مسلماً ، وبجوز مع غيره إذا لم يقصد الشراء ، بل قصد الإستنقاذ ، وأمن من الضرر.
  م ـ 286 : هل يجوز العمل في مطعم يقدم الخمر فيه ، إذا كان العامل لا يقدم الخمر بنفسه ، ولكنه ربما يشارك في تنظيف ا لأواني ؟
  * إن تنظيف أواني الخمر إذا كان مقدمة لشرب الخمر فيها أو تقديمها الى شاربها ، محرَّم شرعاً .
  م ـ 287 : يضطر مسلم حريص على نشر دينه للتوظيف في دوائر دولة غربية تؤدي به الى ارتكاب بعض المحرمات ، على أمل أن يكون له مستقبلاً تأثير كبير بتلك الدائرة ، فيخدم بذلك دينه خدمة يعتبرها أهم من إرتكاب المحرمات السابقة ، فهل يجوز له ذلك ؟
  * لا يجوز ارتكاب الحرم بمجرد اَمال تتعلق بالمستقبل.
  م ـ 288 : هل يجوز لحامل شهادة الحقوق أن يكون محاميا في بلد غير إسلامي يترافع بقوانين ذلك البلد ويلتزم قضايا لغير المسلمين بحيث يكون همه كسب القضية مهما كانت ؟

الفقه للمغتربين ـ 193 ـ
  * إذا لم يستلزم ذلك تضييع حق ، أو كذباً ، أو محرماً اَخر ، فلا مانع منه .
  م ـ 289 : هل يجوز لحامل شهادة الحقوق أن يكون قاضياً في البلدان غير الإسلامية ، يقضي بين الناس وفق قوانينها ؟
  * لا يجوز التصدي للقضاء لغيرأهله ، وعلى غير القوانين الاسلامية.
  م ـ 290 : مهندس كهربائي في إحدى الدول الأوروبية يُدعى أحياناً لعمل أو لتصليح مكبرات الصوت وتوابعها ، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأماكن محلات للملاهي ، فهل يجوز له تصليحها أو تأسيس أجهزة جديدة في ذلك المحل ، مع العلم أنه لو امتنع مرة أو مرتين فإن ذلك يوجب توقف عمله ، لأن الناس سوف يتركونه ؟
  * يجوز .
  م ـ 291 : شخص يعمل في مطعم ويقدم مرة اللحم غير الحلال لغير المسلمين ، ومرة لحم الخنزير لغير المسمين أيضاً ، فأما القسم الأول فقد تشرفنا بجوابكم سابقاً ، ولكن السؤال يقع في القسم الثاني وهو تقديم لحم الخنزير أحياناً الى جانب اللحم الحرام ، فهل يجوز ذلك ؟ وفي فرض عدم قبوله بذلك فأنه سوف يُخرج من عمله أو يُطرد منه .

الفقه للمغتربين ـ 194 ـ
  * تقديم لحم الخنزير ولو الى مستحليه محل إشكال والأحوط تركه .
  م ـ 292 : هل يجوز للمسلم أن يعمل في محلات البقالة التي يباع الخمر في زاوية منها ، وعمله فقط استلام النقود ؟
  * يجوز له تسلم ثمن غير الخمر ، وكذا ثمن الخمر إذا كان المتبايعان من غير المسلمين.
  م ـ 293 : صاحب مطبعة في الغرب يطبع قائمة مأكولات صاحب مطعم بما فيها لحم الخنزير ، فهل يجوز له ذلك ؟ وهل يجوز له أن يطبع دعايات لمحلات بيع الخمور أو محلات محرمات أخرى ، علماً بأنه يدعي بأن عمله سيتأثر لو لم يطبع أمثال هذه الأوراق ؟
  * لا يجوز له ذلك ، وان أثّر على محله.

الفقه للمغتربين ـ 195 ـ
العلاقات الإجتماعية

  ـ مقدمة
  ـ بعض الأحكام المتعلقة بالعلاقات الإجتماعية
  ـ بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة الناظرة للعلاقات الإجتماعية
  ـ إستفتاءات تخصّ العلاقات الإجتماعية

الفقه للمغتربين ـ 197 ـ
  لكل مجتمع ظروفه الاجتماعية الخاصة به ، وله تقاليده وأعرافه وقيمه وعاداته ، وطبيعي أن تختلف ظروف وقيم وعادات المجتمعات في بلد المهجر عن ظروف وقيم وعادات مجتمعاتنا الإسلامية ، مما يجعل المسلم في تساؤل مستمرعمّا يجوزله فعله وما لا يجوز ، وهو يعيش ضمن هذه المجتمعات الجديدة ذات القيم المتباينة مع قيم مجتمعه الذي ولد فيه وعاش .
  هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن العيش في مجتمعات ذات قيم غريبة تفرض على المهاجرين اليها من أبناء المجتمعات الإسلامية مقاومة الإنصهار في بوتقة القيم الطارئة وحماية أنفسهم وأبنائهم من الذوبان التدريجي فيها ، مما يتحتم عليهم بذل جهود إضافية لتحصين أنفسهم وعوائلهم وأبنائهم من اَثارها المدمرة.
  لذا أفضل أن أبيِّن هنا الأحكام الشرعية التالية :
  م ـ 294 : صلة الرحم واجبة على المسلم ، وقطيعته من الكبائر ، وإذا كانت صلة الرحم واجبة وقطيعته من الكبائر التي توعّد الله عليها النار ، فإن شدة الحاجة الى صلة الرحم في

الفقه للمغتربين ـ 198 ـ
  الغربة أهمَّ ، ومراعاتها أولى في بلدان يقلَّ فيها الإخوان ، وتتفكك فيها العوائل ، وتتاَكل فيها الأواصر الدينية ، وتطغى عليها قيم المادة.
  وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن قطيعة الرحم فقال في محكم كتابه الكريم( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمَّهم وأعمى أبصارهم ) . (1)
  وقال الإمام علي (ع) ( إنَّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله ، وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله وهم أتقياء ) . (2)
  وروي عن الإمام الباقر (ع) أنه قال : ( في كتاب علي ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبداً حتى يرى وبالهن : البغي وقطيعة الرحم ، واليمين الكاذبة يبارز الله بها ، وإن أعجل الطاعة ثواباً لَصلةُ الرحم ، إن القوم ليكونون فجَّاراً فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون ، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من

(1) سورة محمد : اَية 22.
(2) الأصول من الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني: 2 | 348.

الفقه للمغتربين ـ 199 ـ
  أهلها ) . (1)
  م ـ 295 : تحرم قطيعة الرحم ، حتى لو كان ذلك الرحم قاطعا للصلة تاركا للصلاة ، أو شاربا للخمر ، أو مستهينا ببعض أحكام الدين ، كخلع الحجاب وغير ذلك بحيث لا يجدي معه الوعظ والإرشاد والتنبيه ، شرط أن لا تكون تلك الصلة موجبة لتأييده على فعل الحرام.
  قال نبينا الكريم محمد (ص): ( أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك ،وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ). (2)
  وقال (ص ): ( لا تقطع رحمك وان قطعك ) . (3)
  م ـ 296 : لعل أدنى عمل يقوم به المسلم لصلة أرحامه مع الامكان والسهولة ، هو أن يزورهم فيلتقي بهم ، أو أن يتفقد أحوالهم بالسؤال ، ولو من بعد .
  قال نبينا الكريم محمد (ص ) ( إنَّ أعجل الخير ثوابا صلة الرحم ).

(1) المصدر السابق: 2 | 347 ‎.
(2) جامع السعادات للنراقي : 2 | 260.
(3) الأصول من الكافي للكليني : 2 | 347 ، وأنظر من لا يحضره الفقيه لمحمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي: 4 | 267.

الفقه للمغتربين ـ 200 ـ
  وقال أمير المؤمنين (ع): ( صلوا أرحامكم ولو بالتسليم (1) ، يقول الله سبحانه وتعالى ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيبا) ) . (2)
  وعن الإمام الصادق (ع): ( إن صلة الرحم والبرِّ ليهوّنان الحساب ويعصمان من الذنوب ، فصلوا أرحامكم وبرّوا باخوانكم ، ولو بحسن السلام ورد الجواب ) . (3)
  م ـ 297 : أشد أنواع قطيعة الرحم عقوق الوالدين الذين أوصى الله عزّ وجلّ ببرّهم والإحسان اليهم ، قال عزّ من قاثل في كتابه الكريم: ( وقضى ربك ألأ تعبدوا إلا إيَّاه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) ) . (4)
  وقال الإمام (ع) : ( أدنى العقوق أف ، ولو علم الله عز وجلَّ شيئا أهون منه لنهى عنه ) . (5)
  وقال الإمام أبو جعفر (ع): ( إنّ أبي (ع) نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي والابن متكىء على ذراع الأب ، فما

(1) المصدر السابق: 2 | 152.
(2) المصدر السابق: 2 | 155.
(3) الأصول من الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني: 2 | 157.
(4) سورة الاسراء: اَية 23.
(5) الأصول من الكافي للكليني: 2 | 348.

الفقه للمغتربين ـ 201 ـ
  كلّمه أبي مقتا حتى فارق الدنيا ) . (1)
  وقال الإمام جعفر الصادق (ع): ( من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة ) ، (2) وغير هذه الأحاديث كثير . (3)
  م ـ 298 : وفي مقابل ذلك ( برُ الوالدين) فهو من أفضل القربات لله تعالى ، قال عزَّ من قائل في كتابه الكريم: ( واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا ) . (4)
  وروى إبراهيم بن شعيب قال : ( قلت لأبي عبد الله (ع) إنَّ أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ، فقال : إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقِّمه بيدك فإنَّه جنُة لك غدا ) . (5)
  وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على صلة الأم قبل الأب ، فعن الإمام الصادق (ع) أنه قال : ( جاء رجل الى

(1) المصدر السا بق: 2 | 349.
(2) المصدز نفسه.
(3) أنظر جامع السعادات للنراقي: 2 | 262 وما بعدها ، والذنوب الكبيرة للسيد دستغيب : 1 | 138 وما بعدها .
(4) سورة الإسراء: اَية 24.
(5) الأصول من الكافي للكليني: 2 | 162.

الفقه للمغتربين ـ 202 ـ
  النبي محمد (ص) فقال : يارسول الله من أبر ؟ قال أمك ،قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال: ثم من ؟ قال أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أباك ) ، (1) (أنظر الإستفتاءات الملحقة بهذا الفصل).
  م ـ 299 : ورد في بعض الروايات حق لكبير الأخوة على صغيرهم يحسن مراعاته وحفظه والاهتمام به شداً لعرى التكاتف والتآزر والتوادد داخل الأسرة الواحدة ، وضمانا لديمومتها متماسكة قوية في الظروف الاستثنائية التي ربما تمر بها فقد روي عن النبي محمد (ص) قوله : ( حق كبير الأخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده ) . (2)
  م ـ 300 : لا يجوز لغير ولي الطفل أو المأذون من قبله أن يضرب الطفل لتأديبه إذا ارتكب فعلاً محرماً أو سبَّب أذى للآخرين ، ويجوز للولي وللمأذوِن من قبله أن يضرب الطفل للتأديب ضربا خفيفا غير مبرح لا يؤدي الى إحمرار جلد الطفل ، بشرط أن لا يتجاوز ثلاث ضربات ، وذلك فيما إذا توقف التأديب عليه ، وعليه فلا يحق للأخ الشاب أن يضرب أخاه الطفل إلا إذا كان ولياً أو مأذونا من قبل الولي ، ولا يجوز ضرب التلميذ في المدرسة بدون إذن وليه

(1) الأصول من الكافي للكليني : 2 | 160.
(2) جامع السعادات للنراقي : 2 | 267 .

الفقه للمغتربين ـ 203 ـ
  أو المأذون من قبله بتاتا (أنظر الإستفتاءات الملحقة بهذا الفصل).
  م ـ 301 : الأحوط وجوباً عدم ضرب البالغ مطلقاً .
  م ـ 302 : توقير الشيخ الكبير: دعانا النبي الكريم محمد (ص) الى توقير الشيخ الكبير وإجلاله فقال (ص): (من عرف فضل شيخ كبيرفوقره لسنه اَمنه الله من فزع يوم القيامة ) (1) .
  وقال (ص) أيضاً: ( من تعظيم الله عزّ وجلّ إجلال ذي الشيبة المؤمن ) (2) .
  م ـ 303 : ورد في العديد من الروايات الشريفة عن النبي (ص) والأئمة (ع) الحث الشديد على التزاور ، والتالف ، والمودة بين المؤمنين ، وإدخال السرور على قلوبهم ، وقضاء حوائجهم ، وعيادة مرضاهم ، وتشييع جنائزهم ، ومواساتهم في السراء والضراء ، قال الإمام الصادق (ع): ( من زار أخاه في الله قال الله عز وجل إياي زرت ، وثوابك عليّ ، ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة ) (3) .
  وقال (ع) لخيثمة : ( أبلغ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى

(1) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق : 225.
(2) المصدر السابق.
(3) الأصول من الكافي للكليني: 2 | 176.

الفقه للمغتربين ـ 204 ـ
  الله العظيم ، وأن يعود غنيهم على فقيرهم ، وقويهم على ضعيفهم ، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ) . (1)
  م ـ 304 : حق الجوار قريب من حق الرحم ، يستوي في ذلك الحق الجار المسلم والجار غير المسلم ، فقد أثبت رسول الله (ص) للجارغير المسلم هذا الحق حيث قال (ص) : ( الجيران ثلاثة : فمنهم من له ثلاث حقوق : حق الإسلام ، وحق الجوار ، وحق القرابة ، ومنهم له حقان : حق الإسلام ، وحق الجوار، ومنهم من له واحد : ( الكافر له حقا لجوار ) (2) .
  وقال (ص) : ( أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمناً ) (3) .
  وقد أوصى الإمام علي الإمامين الحسن والحسين بالجيران بعدما ضربه اللعين ابن ملجم فقال (ع) : ( الله الله في

(1) المصدر السابق نفسه : 2 | 176 ، وللمزيد من الاطلاع أنظر : باب قضاء حوائج المؤمن 2 | 192 ، والسعي في حاجة المؤمن : 2 | 196 ، وتفريج كرب المؤمن : 2 | 199 من كتاب الأصول من الكافي للكليني .
(2) مستدرك الوسائل للنوري ـ كتاب الحج ـ باب 72 .
(3) جامع السعادات للنراقي : 2 | 267 ، وأنظر باب حق الجوار من كتاب الأصول من الكافي للكليني : 2 | 666 .

الفقه للمغتربين ـ 205 ـ
  جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم ) (1) .
  وقال الإمام الصادق (ع) : ( ملعون ملعون من اَذى جاره ) ، (2) وقال (ع) : ( ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره ) ، (3) (أنظر الإستفتاءات الملحقة بهذا الفصل) .
  م ـ 305 : من صفات المؤمنين الصالحين التحلي بمكارم الأخلاق تأسِّياً بالنبي الكريم محمد (ص) الذي وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله ( وإنك لعلى خلق عظيم ) . (4)
  فقد قال رسول الله (ص) ( ما يوضع في ميزان يوم القيامة أفضل من حسن الخلق ) ، (5) وروي أنه قيل له (ص ) ( أي المؤمنين أفضلهم إيمانا ؟ قال : أحسنكم خلقا ) (6) .

(1) نهج البلاغة للإمام علي باعتناء صبحي الصالح ، ص 422 .
(2) مستدرك الوسائل ـ أ ـ باب 72 .
(3) جامع السعادات للنراقي : 2 | 268 .
(4) سورة القلم : الايات ( 4 ـ 5 ـ 6) ، للتشرف بالاطلاع على أخلاقه (ص) أنظر مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص 15 وما بعدها ، وكتب السيرة والحديث وهي كثيرة جداً .
(5) جامع السعادات للنراقي : 1 | 443 .
(6) جامع السعادات للنراقي : 2 | 268 ، وأنظر الأصول من الكافي للكليني : 2 | 99 ، واستحباب التخلق بمكارم الأخلاق من كتاب تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 15 | 198.

الفقه للمغتربين ـ 206 ـ
  م ـ 306 : ومن صفات المؤمنين الصالحين كذلك : الصدق في القول والعمل ، والوفاء بالوعد ، فقد أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيه إسماعيل (ع) فقال فيه : ( إنَّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا ) (1) .
  وقال الرسول الكريم (ص ) : ( من كان يؤمن بالله وباليوم الاخر فليفِ إذا وعد ) (2) .
  وتبدو أهمية الصدق والوفاء بالوعد إذا عرفنا أن كثيرا من غير المسلمين يحكمون على الإسلام من خلال سلوك المسلمين ، فما أكثر ما أحسن مسلم عرض إسلامه لغير المسلمين من خلال سلوكه الحسن ، وما أكثر ما أساء مسلم لإسلامه من خلال سلوكه السيء .
  م ـ 307 : من صفات المرأة الصالحة عدم إيذاء زوجها والإساءة اليه وازعاجه ، ومن صفات الزوج الصالح عدم إيذاء زوجته والإساءة اليها وإزعاجها ، قال رسول الله (ص) : ( من كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من أعمالها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر وقامت ، وأعتقت الرقاب وأنفقت الأ موال في سبيل الله وكانت

(1) سورة مريم : آية 54.
(2) المصدر السابق ، وأنظر باب خلف الوعد من كتاب الأصول من الكافي للكليني : 2| 363.

الفقه للمغتربين ـ 207 ـ
  أول من ترد النار ) ، ثم قال (ص) : ( وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان مؤذيا ظالما ) (1).
  م ـ 308 : يحق للمسلم أن يتخذ معارف وأصدقاء من غير المسلمين ، يخلص لهم ويخلصون له ، ويستعين بهم ويستعينون به على قضاء حوائج هذه الدنيا ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرُّوهم وتُقسطوا اليهم إنَّ الله يحبُّ المقسطين) (2) .
  إن صداقات كهذه إذا استثمرت استثمارا جيداً كفيلة بأن تعرف الصديق غير المسلم ، والجار غير المسلم ، والرفيق ، والشريك ، على قيم وتعاليم الإسلام فتجعله أقرب لهذا الدين القويم مما كان عليه من قبل ، فقد قال رسول الله (ص) لعلي (ع) : ( لئن يهدي الله بك عبداً من عباده خيرلك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها الى مغاربها ) ، (3) (أنظر الإستفتاءات الملحقة بهذا الفصل ) .
  م ـ 309 : يجوز تهنئة الكتابيين من يهود ومسيحيين وغيرهم ، وكذلك

(1) تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 20| 82، وأنظر الذنوب الكبيرة لعبد الحسين دستغيب : 2 | 296 ـ 297 .
(2) سورة الممتحنة : أية 8 .
(3) مستدرك الوسائل لحسين النوري : 12 | 241.

الفقه للمغتربين ـ 208 ـ
  غير الكتابيين من الكفار ، بالمناسبات التي يحتفلون بها أمثال : عيد رأس السنة الميلادية ، وعيد ميلاد السيد المسيح (ع) ، وعيد الفصح .
  م ـ 310 : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان عباديان على كل مؤمن ومؤمنة متى ما توفرت شروطهما ، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) . (1)
  وقال جلَّ وعلا : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) (2) .
  وقال نبينا الكريم محمد (ص) : ( لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر ، فاذا لم يفعلوا ذلك نزعت عنهم البركات ، وسلط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء) (3).
  وروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) عن جده

(1) سورة آل عمران : اَية 104 .
(2) التوبة : 71 ، وأنظر اَل عمران :115 .
(3) تفصيل وساثل الشيعة للحر العاملي : 16 | 396 .

الفقه للمغتربين ـ 209 ـ
  رسول الله (ص) قوله : ( كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ؟ فقيل له : ويكون ذلك يارسول الله ؟ فقال : نعم وشر من ذلك ، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ؟ فقيل له يارسول الله ويكون ذلك ؟ قال : نعم وشرٌّ من ذلك ، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا ) (1).
  ( وهذان الواجبان يتأكدان أكثر إذا كان تارك المعروف أو فاعل المنكر واحدا من أهلك ، فقد تجد بين أهلك من يتسامح ببعض الواجبات أو يتهاون ، قد تجد فيهم من لا يتوضأ بالشكل الصحيح ، ولا يتيمم بالشكل الصحيح ، ولا يغتسل غسل الجنابة بالشكل الصحيح ، ولا يطهر جسده وملابسه بالشكل الصحيح ، ولا يقرأ السورتين والأذكار الواجبة في الصلاة بالشكل الصحيح ، ولا يخمِّس ماله ولا يزكيه وماله متعلق للخمس أو الزكاة .
  قد تجد في أهلك مثلا من يرتكب بعض المحرمات ، يمارس العادة السرية مثلا ، أويلعب القمار ، أويستمع الى الغناء ، أويشرب الخمر ، أويأكل الميتة ، أو يأكل أموال الناس بالباطل ، أو يغشّ ، أويسرق .

(1) المصدر السابق : 16 | 122 .

الفقه للمغتربين ـ 210 ـ
  قد تجدفي النساء من أهلك من لا تتحجب ،ولا تغطي شعرها ، وقد تجد فيهن من لا تزيل أثر صبغة الأظافر عن أظافرها عندما تتوضأ أو تغتسل .
  قد تجد فيهن من تتعطر لغير زوجها من الرجال ، ومن لا تستر شعرها وجسدها عن أنظار ابن عمها أو ابن عمتها ، أو ابن خالها ، أو ابن خالتها ، أو أخي زوجها ، أو صديقه ، بحجة أنه يعيش معها في بيت واحد فهو كأخيها ، أو غير ذلك من الأعذار الواهية الأخرى .
  قد تجد في أهلك من يكذب ، ويغتاب ، ويعتدي على الآخرين ، ويبذر أمواله ، ويعين الظالمين على ظلمهم، ويؤذي جاره ، قد تجد ... وتجد ... وتجد .
  إذا وجدت شيئا من ذلك فأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر، مبتدئا بالمرتبتين الأولى والثانية ... إظهار الكراهة والإنكار باللسان ، منتقلا إذا لم ينفع ذلك الى المرتبة الثالثة بعد استحصال الإذن من الحاكم الشرعي ، وهي اتخاذ الإجراءات العملية متدرجا فيها من الأخفِّ الى الأ شد ) . (1)
  وإذا كان جاهلأ بالحكم الشرعي وجب عليك تعليمه

(1) الفتاوى الميسرة للمؤلف ، ص 268 ـ 275 .

الفقه للمغتربين ـ 211 ـ
  الحكم وحثه على الالتزام به .
  م ـ 311 : مداراة الناس ، كل الناس ، من المستحبات الشرعية التي حث عليها ديننا القويم ، فقد قال رسول الله (ص) ( أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض )، وقال (ص) أيضاً ( ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل : درع يحجزه عن معاصي الله ، وخلق يداري به الناس ، وحلم يرد به جهل الجاهل ) (1) .
  وليست مدارة الناس مقصورة على المسلمين وحدهم دون سواهم فقد ورد عن الإمام علي (ع) أنه صاحب رجلاً من غيرالمسلمين جمعهما طريق مشترك نحو الكوفة ، وحين وصل الرجل غير المسلم الى نقطة يفترق طريقه بها عن طريق أمير المؤمنين (ع) مشى معه أميرالمؤمنين هنيئة ليشيعه قبل افتراقه عنه ، فسأله الرجل عن ذلك ، فأجابه (ع) ( هذا من تمام الصحبة ، أن يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه وكذ لك أمرنا نبينا ) ، (2) فأسلم الرجل لذلك .
  ومن طريف ما رواه الشعبي عن عدل أمير المؤمنين مع

(1) تفصيل وسائل الشيعة :12| 200 .
(2) المصدر السابق : 12 | 135 .

الفقه للمغتربين ـ 212 ـ
  رعاياه من غير المسلمين قال : ( خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه الى السوق فإذا هو بنصراني يبيع درعاً ، قال : فعرف علي رضي الله عنه الدرع ، فقال : هذه درعي ، بيني وبينك قاضي المسلمين ، قال : كان قاضي المسلمين شريح ، كان علي استقضاه ... فقال شريح : ما تقول يا أمير المؤمنين ، قال : فقال علي رضي الله عنه : هذه درعي ذهبت مني منذ زمان ، قال : فقال شريح : ما تقول يا نصراني ؟ قال : فقال النصراني : ما أكذب أمير المؤمنين ، الدرع هي درعي ، قال : فقال شريح : ما أرى أن تخرج من يده ، فهل من بيّنة ؟ فقال علي رضي الله عنه : صدق شريح ، قال : فقال النصراني : أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء ، أمير المؤمنين يجيء الى قاضيه ، وقاضيه يقضي عليه ، هي والله يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك من الجيش وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها ، فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، قال : فقال علي : أمّا إذا أسلمت فهي لك ، وحمله على فرس عتيق ، فقال الشعبي : لقد رأيته يقاتل المشركين ، هذا لفظ حديث أبي زكريا ) (1) .
  كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) ما يعدُّ سبقاً تاريخياً لقوانين

(1) قادتنا كيف نعرفهم للسيد الميلاني نقلاً عن السنن الكبرى للبيهقي : 4 | 135.

الفقه للمغتربين ـ 213 ـ
  الضمان الاجتماعي المعمول بها في الدول الغربية الآن ، حيث لم يميز (ع) بين المسلم وغيره في دولة الإسلام ، يقول الراوي : ( مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل ، فقال أمير المؤمنين (ع) ما هذا ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين : نصراني ، فقال أمير المؤمنين (ع) : تستعملوه حتى إذا كبر وعجز منعتموه ، أنفقوا عليه من بيت المال ) (1).
  كما ورد عن الإمام الصادق (ع) قوله ( وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته ) (2).
  م ـ 312 : للإصلاح بين الناس ، وحل خلافاتهم ، وتحبيب بعضهم لبعض ، وردم شقة الخلاف بينهم ، ثواب عظيم ، فكيف إذا كان ذلك الإصلاح في بلد الغربة حيث النأي عن الديار والأهل والمعارف والأحباب ، فقد أوصى الإمام علي (ع) ولديه الإمامين الحسن والحسين (ع) قبيل وفاته بعدما ضربه الخارجي ابن ملجم المرادي بوصايا عدة منها : تقوى الله ، ونظم الأمر ، وصلاح ذات البين ، فقال : (ع) (أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت جدكما (ص) يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ) .

(1) التهذيب للشيخ الطوسي : 6 | 292 .
(2) تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 12 | 201.

الفقه للمغتربين ـ 214 ـ
  م ـ 313 : النصيحة ، أو إرادة بقاء نعمة الله على الأخوان المؤمنين ، وكراهة وصول الشرِّ إليهم ، والسعي لإرشادهم إلى ما فيه سعادتهم وخيرهم ومصلحتهم ، من الأعمال المحبوبة لله عز وجل ، والأ خبار والروايات الواردة في النصيحة والحاثّة عليها أكثر من أن تحصى ، من ذلك ما قاله رسول الله (ص) ( إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه ) (1).
  وروي عن الإمام الباقر (ع) أنه قال : (قال رسول الله (ص) لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه ) (2).
  وقال الإمام الصادق (ع) : ( يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب ) (3).
  وقال (ع) ( عليك بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه ) (4).

(1) الكافي للكليني : 2 | 208 .
(2) ألمصدر السابق ، وأنظر جامع السعادات للنراقي :2 | 213 .
(3) المصدر نفسه .
(4) المصدر نفسه : 2 | 164 ، ولزيادة الاطلاع أنظر باب ( وجوب نصيحة المؤمن) وباب تحريم ترك ـ نصيحة المؤمن ومناصحته ) من كتاب تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 16 | 381 ـ 384 .

الفقه للمغتربين ـ 215 ـ
  م ـ 314 : التجسس ، أو تتبع ما استتر من أمور المسلمين للاطلاع عليه ، وهتك الأمور التي سترها أهلها ، محرم في الشريعة الإسلامية ، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( يا أيها الذين اَمنوا اجتنبوا كثيراً من الظنِّ إن بعض الظنِّ إثم ولا تجسسوا) (1) .
 يقول إسحاق بن عمار أحد أصحاب الإمام الصادق (ع) : ( سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : قال رسول الله (ص) : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته ) (2) .
  م ـ 315 : الغيبة وهي (أن يذكر المؤمن بعيب في غَيبته ، سواء أكان بقصد الانتقاص أم لم يكن ، وسواء أكان العيب في بدنه ، أم في نسبه ، أم في خلقه ، أم في فعله ، أم في قوله ، أمِ في دينه ، أم في دنياه ، أم في غير ذلك ، مما يكون عيباً مستوراً عن الناس ، كما لا فرق في الذكر بين أن يكون بالقول ، أم بالفعل الحاكي عن وجود العيب ) (3).

(1) الحجرات : اَية 12 .
(2) تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 12 | 275 .
(3) منهاج الصالحين للسيد السيستاني : 1 | 17

الفقه للمغتربين ـ 216 ـ
  وقد ذمّها الله عزَّ وجل في كتابه الكريم وصوّرها في صورة تقشعر منها النفوس والأبدان ، فقال جل وعلا (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) (1) .
  وقال (ص) : ( إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا ، فإن الرجل قد يزني فيتوب إلى الله ، فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة لا يغفرله حتى يغفر له صاحبه ) (2) .
  ولا يحسن بالمؤمن أن يستمع إلى غيبة أخيه المؤمن ، بل ( قد يظهر من الروايات عن النبي والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام أنه : يجب على سامع الغيبة أن ينصر المغتاب ويرد عنه ، وأنه إذا لم يرد ، خذله الله تعالى في الدنيا والآخرة ، وأنه كان عليه كوزر من اغتاب ) (3) .
  م ـ 316 : وحين يرد ذكر الغيبة يرد في ذهن المؤمن عادة مصطلح شرعي اَخر حرمه الإسلام كذلك ، وشدّد بالنكير على فاعليه صيانة للمجتمع من التفكك وهو (النميمة) ، كأن يقال لشخص ما : فلان تكلم فيك بكذا وكذا ، مكدِّراً صفو العلاقات بين المؤمنين أو معمِّقاً درجة الكدر بينهم .

(1) سورة الحجرات : آية 12 .
(2) جامع السعادات للنراقي : 2 | 203 .
(3) منهاج الصالحين للسيد السيستاني : 1 | 17 .

الفقه للمغتربين ـ 217 ـ
  وقد ورد عن رسول الله (ص) قوله : ( ألا أنبئكم بشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ) (1) .
  وقال الإمام الباقر (ع) ( الجنة محرمة على المغتابين المشائين بالنميمة ) (2) .
  وقال الامام الصادق (ع) : ( لا يدخل الجنة سفاك للدماء ، ولا مدمن للخمر ، ولا مشاء بنميم ) (3) .
  م ـ 317 : سوء الظن : نهانا الله سبحانه وتعالى عن سوء الظن ، فقال في محكم كتابه الكريم (يا أيها الذي اَمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم) (4) .
  وبموجب هذه الآية القراَنية الكريمة لا يحلُّ للمؤمن أن يظن بأخيه الظن السيء دون دليل واضح ، وبيّنة وبرهان ، فدخائل النفوس لا يعلمها إلاّ الله سبحانه وتعالى ، وما دام يمكن حمل فعل المؤمن على الصحة فإنا نحمله على الصحة حتى يثبت لنا غيرذلك .

(1) جامع السعادات للنراقي : 2 | 276 .
(2) الأصول من الكافي للكليني : 2 | 369.
(3) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق : 262 .
(4) سورة الحجرات : اَية 12 .

الفقه للمغتربين ـ 218 ـ
  يقول الإمام علي (ع) ( ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ، ولا تظنَن بكلمة خرجت من أخيك سوءً ، وأنت تجد لها في الخيرمحملا ) (1) .
  م ـ 318 : الإسراف والتبذير : سلوكان ذمهما الله سبحانه وتعالى ، فقال عزَّ من قائل : (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) (2).
  وقال جلّ وعلا في ذمِّ المبذرين (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) (3) .
  وقد كتب الإمام علي (ع) كتاباً لزياد فيِ ذم الإسراف جاء فيه قوله (ع) ( فدع الإسراف مقتصداً ، واذكر في اليوم غدا ، وامسك عن المال بقدر ضرورتك ، وقدِّم الفضل ليوم حاجتك ، أترجو أن يعطيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبرين ، وتطمع ، وأنت متمرغ في النعيم تمنعه الضعيف والأرملة ، أن يوجب لك ثواب المتصدقين ؟ وإنما المرء مجزي بما أسلف وقادم على ما قدم ) (4).

(1) تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 8 | باب 161 .
(2) سورة الأعراف : اَية 31 .
(3) سورة الإسراء : اَية 27 .
(4) نهج البلاغة للإمام علي ، باعتناء صبحي الصالح ، ص 377 .