السبيل عليهم لانهم يطيقون
( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ) الاية قال : عبدالله بن يزيد بن ورقاء الخزاعى أحدهم
(1)
101 ـ عن عبدالرحمن بن كثير قال قال ابو عبدالله عليه السلام : يا عبدالرحمن شيعتنا والله لا يتختم الذنوب والخطايا ، هم صفوة الله الذين اختارهم لدينه وهو قول الله ( ما على المحسنين من سبيل )
(2)
102 ـ عن داود بن الحسين عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله
( وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ ) أيثيبهم عليه ؟ قال : نعم
(3)
103 ـ وفى رواية اخرى عنه : يثابون عليه ؟ قال : نعم
(4)
104 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله عزوجل سبق بين المؤمنين كماسبق بين الخيل يوم الرهان ، قلت : أخبرنى عما ندب الله المؤمن من الاستباق إلى الايمان قال : قول الله :
( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ) وقال : ( السابقون السابقون اولئك المقربون ) وقال :
( السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) فبدأ بالمهاجرين الاولين على درجة سبقهم ثم ثنى بالانصار ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان ، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده
(5)
105 ـ عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخى عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة
قال : قال أبوجعفر عليه السلام في قول الله :
( خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) والعسى من الله واجب ، وانما نزلت في شيعتنا المذنبين
(6) .
106 ـ عن أحمد بن محمد بن أبى نصر رفعه إلى الشيخ في قوله تعالى : ( خلطوا عملا
--------------------
(1) البحار ج 3 : 83 ، البرهان ج 2 : 150 .
(2) البرهان ج 2 : 151 .
(3 ـ 4) البرهان ج 2 : 151 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 262 .
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 154 ـ 155 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 263 ، وفى نسخة
البرهان ( المؤمنين ) بدل ( المذنبين ) في الحديث الثانى .
تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 106 _
صالحا وآخر سيئا ) قال : قوم اجترحوا ذنوبا مثل قتل حمزة وجعفر الطيار ، ثم تابوا ثم قال : ومن قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة الا ان الله لا يقطع طمع العباد فيه ، ورجاهم منه ، وقال هو أو غيره : ان عسى من الله واجب
(1)
107 ـ عن الحلبى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما قال : المعترف
بذنبه قوم اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا
(2)
108 ـ عن أبى بكر الحضرمى قال : قال محمد بن سعيد : إسئل أبا عبدالله عليه السلام فأعرض عليه كلامى وقل له : انى أتولاكم وأبرأ من عدوكم وأقول بالقدر وقولى
فيه قولك ، قال فعرضت كلامه على أبى عبدالله عليه السلام فحرك يده ثم قال :
( خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) قال : ثم قال : ما أعرفه من موالى اميرالمؤمنين قلت : ـ يزعم ابن عمر ـ ان سلطان هشام ليس من الله ؟ فقال : ويله ، ما علم ان الله جعل لآدم دولة ولابليس دولة
(3) .
109 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله
( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) قال : اولئك قوم مذنبون يحدثون وايمانهم من الذنوب التى يعيبها المؤمنون ويكرهها ، فاولئك عسى الله أن يتوب عليهم
(4) .
110 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلنا له من وافقنا من علوى أو غيره توليناه ، ومن خالفنا برئنا منه من علوى أو غيره ، قال : يا زرارة قول الله أصدق من قولك : أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا
(5) .
111 ـ عن على بن الحسان الواسطى عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله :
( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) جارية هى في الامام بعد رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال : نعم
(6) .
--------------------
(1 ـ 5) البرهان ج 2 : 155 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 263 ، الصافى ج 1 :
725 ، ونقل الحديث الاول في الوسائل ج 3 ابواب القصاص باب 10 عن الكتاب ايضا .
(6) البحار ج 20 : 22 ، البرهان ج 2 : 156 ، الصافى ج 1 : 725
تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 107 _
112 ـ عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له قوله :
( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) هو قوله ( وآتوا الزكوة ) ؟ قال : قال : الصدقات في النبات والحيوان ، والزكوة في الذهب والفضة وزكوة الصوم
(1) .
113 ـ عن جابر الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : تصدقت يوما بدينار فقال لى رسول الله صلى الله عليه واله : أما علمت ان صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتى يفك بها عن لحى سبعين شيطانا ، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب تبارك وتعالى ؟ ألم يقل هذه الاية
( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) إلى آخر الاية
(2) .
114 ـ عن معلى بن خنيس قال : خرج أبوعبدالله عليه السلام في ليلة قد رشت
(3) وهو يريد ظلة بنى ساعدة ؟ فأتبعته فاذا هو قد سقط منه شئ فقال : بسم الله اللهم اردد علينا فأتيته فسلمت عليه فقال : معلى ؟ قلت : نعم جعلت فداك ، قال : التمس بيدك ، فما وجدت من شئ فادفعه إلى فأذا أنا بخبز كثير منتشر فجعلت أدفع اليه الرغيف و الرغيفين ، واذا معه جراب
(4) أعجز عن حمله فقلت : جعلت فداك احمله على ، فقال : انا أولى به منك ولكن امض معى ، فأتينا ظلة بنى ساعدة فاذا نحن بقوم نيام فجعل يدس
(5) الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم حتى اذا انصرفنا ، قلت له : يعرف هؤلاء هذا الامر ؟ قال : لا لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدقة وهو الملح ، ان الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة ، فان الرب تبارك و تعالى يليها بنفسه ، وكان أبى اذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتجعه منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل ، وذلك انها تقع في يد الله قبل ان تقع في يد السائل ،
--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 20 : 22 ـ 34 ، البرهان ج 2 : 156 الصافى ج 1 : 725 ـ
726 .
(3) اى أمطرت قليلا .
(4) الجراب بالكسر : وعاء من جلد الشاة وغيره ويقال له بالفارسية ( انبان )
(5) اى يدخل تحت ثيابهم .
تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 108 _
فأحببت ان أقبلها اذ وليها الله ووليها ابى ، ان صدقة الليل تطفى غضب الرب وتمحو الذنب العظيم ، وتهون الحساب ، وصدقة النهار تنمى المال وتزيد في العمر
(1) .
115 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ما من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله
(2) .
116 ـ عن أبى بكر عن السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : خصلتان لا أحب أن يشاركنى فيهما أحد وضوئى فانه من صلوتى ، وصدقتى من يدى إلى يد سائل فانها تقع في يد الرحمن
(3) .
117 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال : كان على بن الحسين صلوات الله عليه اذا أعطى السائل قبل يد السائل فقيل له : لم تفعل ذلك ؟ قال : لانها تقع في يد الله قبل يد العبد ، وقال : ليس من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله ، قال الفضل : أظنه يقبل الخبز او الدرهم
(4)
118 ـ عن مالك بن عطية عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال على بن الحسين صلوات الله عليه : ضمنت على ربى ان الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد
الرب وهو قوله :
( هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) (5)
119 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال : سئل عن الاعمال هل تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال : ما فيه شك ، قيل له أرأيت قول الله :
( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال : لله شهداء في أرضه
(6)
120 ـ عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله :
( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ؟ قال : تريد أن تروون على ، هو الذى في نفسك
(7)
121 ـ عن يحيى بن مساور ـ الحلبى ـ عن أبى عبدالله عليه السلام قلت : حدثنى في على حديثا فقال : اشرحه لك ام أجمعه ؟ قلت بل اجمعه ، فقال : علي باب هدى ،
--------------------
(1 ـ 5) البحار ج 20 : 34 ، البرهان ج 2 : 156 ـ 157 ، الصافى ج 1 : 726
(6 ـ 7) البحار ج 7 : 27 ، البرهان ج 2 : 159 ، الصافى ج 1 : 727 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 109 _
من تقدمه كان كافرا ومن تخلف عنه كان كافرا ، قلت : زدنى ، قال : اذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة ، فيأتى على وبيده اللواء
حتى ـ يرتقيه و ـ يركبه ويعرض الخلق عليه ، فمن عرفه دخل الجنة ، ومن انكره
دخل النار ، قلت له : توجد فيه من كتاب الله
(1) قال : نعم ، ما يقول في هذه الآية يقول تبارك وتعالى :
( فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) هو والله على بن أبيطالب
(2)
122 - عن أبي بصير عن أبى عبدالله عليه السلام ان أبا الخطاب كان يقول : ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تعرض عليه أعمال امته كل خميس فقال أبو عبدالله عليه السلام : هو هكذا و لكن رسول الله صلى الله عليه واله تعرض عليه أعمال الامة كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا ، وهو قول الله :
( فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (3)
123 ـ عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى :
( فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال : تعرض على رسول الله عليه وآله السلام أعمال امته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا
(4)
124 ـ ـ عن زرارة ـ عن بريد العجلى قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : في قول الله :
( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) فقال : ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام ، فهلم إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد
(5)
125 ـ وقال أبوعبدالله ( والمؤمنون ) هم الائمة
(6)
126 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام
( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) قال : ان لله شاهدا في أرضه ، وان أعمال العباد تعرض على رسول الله عليه وآله السلام
(7)
--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( هل فيه آية من كتاب الله ) .
(2 ـ 7) البحار ج 3 : 286 و 717 ، البرهان ج 2 : 159 ـ 160 ، الصافى
ج 1 : 727 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 110 _
127 ـ عن محمد بن حسان الكوفى عن محمد بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال : اذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة ، ويجئ على بن
أبيطالب عليه السلام وبيده لواء الحمد فيرتقيه ويركبه وتعرض الخلايق عليه ، فمن عرفه
دخل الجنة ، ومن انكره دخل النار ، وتفسير ذلك في كتاب الله ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال : هو والله أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله عليه (1)
128 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ ) قال : هم قوم من المشركين أصابوا دما من المسلمين ثم اسلموا ، فهم المرجون لامر الله (2) .
129 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قالا : المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر واحد ويوم حنين ، وسلموا من المشركين
ثم اسلموا بعد تأخر ، فاما يعذبهم واما يتوب عليهم (3) .
130 ـ عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ ) قال : هم قوم مشركون ، فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين ، ثم انهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ، ولم يؤمنوا فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة ، ولم يكفروا فتجب لهم النار ، فهم على تلك الحال مرجون لامر الله ، قال حمران : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن المستضعفين ، قال : هم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لامر الله (4)
131 ـ عن ابن الطيار قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : الناس على ستة فرق يؤتون إلى ثلث فرق الايمان والكفر والضلال ، وهم أهل الوعد من الذين وعد الله الجنة و النار ، وهم المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم ، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل
--------------------
(1) البحار ج 3 : 286 ، البرهان ج 2 : 160 .
(2 ـ 4) البحار ج 15 ( ج 3 ) : 21 ، البرهان ج 2 : 161 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 111 _
ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 111 سطر 1 الى ص 120 سطر 25
الاعراف (1) .
132 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : ( المرجون لامر الله ) قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما ، ثم دخلوا بعد في الاسلام فوحدوا
الله وتركوا الشرك ، ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم
الجنة ، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار ، فهم على تلك الحال
اما يعذبهم واما يتوب عليهم ، قال أبو عبدالله عليه السلام : يرى فيهم رأيه قال : قلت : جعلت فداك من أين يرزقون ؟ قال : من حيث شاء الله ، وقال أبوابراهيم عليه السلام : هؤلاء قوم وقفهم حتى يرى فيهم رأيه (2)
133 ـ عن الحارث عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته بين الايمان والكفر منزلة ؟ فقال : نعم ومنازل لو يجحد شيئا منها أكبه الله في النار ، بينهما آخرون مرجون لامر الله ، وبينهما المستضعفون ، وبينهما آخرون خلطوا عملا صالحا وآخر
سيئا ، وبينهما قوله : ( وعلى الاعراف رجال ) (3)
134 ـ عن داود بن فرقد قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام المرقوم ذكر لهم فضل على فقالوا : ما ندرى لعله كذلك وما ندرى لعله ليس كذلك ؟ قال : أرجه قال :
( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ ) الاية (4)
135 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن ( المسجد الذى اسس على التقوى من اول يوم ) فقال مسجد قبا (5) .
136 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قوله : ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) قال : مسجد قبا ، واما قوله ( أحق أن تقوم فيه ) قال : يعنى من مسجد النفاق ، وكان على طريقه اذا أتى مسجد قبا فقام فينضح بالماء والسدر (6) ويرفع ثيابه عن ساقيه ، ويمشى على حجر في ناحية
--------------------
(1 ـ 4) البحار ج 15 ( ج 3 ) : 21 ، البرهان ج 2 : 161 .
(5) البحار ج 6 : 632 ، البرهان ج 2 : 162 ، الصافى ج 1 : 731 .
(6) نضح عليه الماء : رشه ، وفى نسخة البحار ( فكان ينضح ) .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 112 _
الطريق ، ويسرع المشى ، ويكره أن يصيب ثيابه منه شئ فسألته هل كان النبى
صلى الله عليه واله يصلى في مسجد قبا ؟ قال : نعم كان منزله ( نزل ظ ) على سعد بن خيثمة الانصارى فسألته هل كان لمسجد رسول الله صلى الله عليه واله سقف ؟ فقال : لا وقد كان بعض أصحابه قال : ألا تسقف مسجدنا يا رسول الله ؟ قال : عريش كعريش موسى (1)
137 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ) قال : الذين يحبون أن يتطهروا نظف الوضوء وهو الاستنجاء بالماء ، وقال نزلت هذه الاية في أهل قبا (2)
138 ـ وفى رواية ابن سنان عنه قال : قلت له : ما ذلك الطهر ؟ قال : نظف
الوضوء اذا خرج أحدهم من الغائط فمدحهم الله بتطهرهم (3)
139 ـ عن زرارة قال : كرهت ان اسئل أبا جعفر عليه السلام في الرجعة ، فاقبلت مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتى ، فقلت : جعلت فداك أخبرنى عمن قتل مات ؟ قال :
لا ، الموت موت والقتل قتل ، قال : فقلت له : ما أحد يقتل الا مات ، قال : فقال : يا
زرارة قول الله أصدق من قولك قد فرق بينهما في القرآن قال : ( أفان مات أو قتل )
وقال ( وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإٍلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ) ليس كما قلت يا زرارة ، الموت موت والقتل قتل ، وقد قال الله : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ) الآية قال : فقلت له : ان الله يقول : ( كل نفس ذائقة الموت ) أفرأيت من قتل لم يذق الموت ؟ قال : فقال : ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، ان من قتل لا بد من أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت (4)
140 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ) الاية قال : يعنى في الميثاق ، قال : ثم قرأت عليه ( التائبون العابدون ) فقال أبوجعفر : لا ولكن اقرءها التائبين
--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 6 : 632 ، البرهان ج 2 : 162 ، الصافى ج 1 : 731 .
(4) البحار ج 13 : 216 ، البرهان ج 2 : 166 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 113 _
العابدين
(1) إلى آخر الاية ، وقال : اذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم واموالهم يعنى في الرجعة
(2)
141 ـ محمد بن الحسن عن الحسين بن خرزاد عن البرقى في هذا الحديث
ثم قال : ما من مؤمن الا وله ميتة وقتلة ، من مات بعث حتى يقتل ، ومن قتل بعث
حتى يموت
(3)
142 ـ صباح بن سيابة في قول الله :
( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ) قال : ثم قال : ثم وصفهم فقال : التائبون العابدون الحامدون الاية ، قال : هم الائمة عليهم السلام
(4)
143 ـ عن عبدالله بن ميمون القداح عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كان
على اذا أراد القتال قال هذه الدعوات ( اللهم انك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك وندبت اليه اولياءك
(5) وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا وأكرمها اليك مآبا ، وأحبها اليك مسلكا ، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فاجعلنى ممن اشتريت فيه منك نفسه ، ثم وفى لك ببيعته التى بايعك عليها غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدل تبديلا ) مختصر
(6)
144 ـ عن عبدالرحيم عن أبى جعفر عليه السلام قال : قرأ هذه الاية
( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى
--------------------
(1) قال الطبرسى رحمه الله في المجمع بعد نقل قرائة ( التائبين العابدين ) عن أبى
جعفر وابى عبدالله عليه السلام وابن مسعود والاعمش : الحجة في هذه القرائة فيحتمل ان يكون جرا و ان يكون نصبا اما الجر فعلى ان يكون وصفا للمؤمنين اى من المؤمنين التائبين ، واما النصب فعلى اضمار فعل بمعنى المدح كانه قال : أعنى وامدح التائبين .
(2 ـ 3) البحار ج 13 : 218 ، البرهان ج 2 : 166 ، الصافى ج 1 : 734
(4) البرهان ج 2 : 167 .
(5) ندبه إلى الامر : دعاه ورشحه للقيام به وحثه عليه .
(6) البحار ج 21 : 98 ، البرهان ج 2 : 167 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 114 _
مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ) فقال : هل تدرى ما يعنى ؟ فقلت : يقاتل المؤمنون فيقتلون ويقتلون ، قال : قال : من مات من المؤمنين رد حتى يقتل ، ومن قتل رد حتى يموت ، وذلك القدر فلا تنكرها (1)
145 ـ عن يونس بن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال : من أخذ سارقا فعفا عنه فاذا رفع إلى الامام قطعه ، وانما الهبة قبل أن ترفع إلى الامام وكذلك قول الله : ( والحافظون لحدود الله ) فاذا انتهى بالحلال إلى الامام فليس لاحد ان
يتركه (2)
146 ـ عن ابراهيم بن أبى البلاد عن بعض أصحابه قال : قال أبو عبدالله عليه السلام ما يقول الناس في قول الله ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ ) ؟ قلت : يقولون ان ابراهيم وعد أباه ليستغفر له ، قال : ليس هو هكذا ، ان ابراهيم وعده أن يسلم فاستغفر له ، فلما تبين انه عدو لله تبرء منه (3)
147 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت : قوله ( ان ابرهيم لاواه حليم ) قال : الاواه دعاء (4)
148 ـ عن أبى اسحق الهمدانى عن رجل (5) قال : صلى رجل إلى جنبى فاستغفر لابويه وكانا ماتا في الجاهلية ، فقلت : تستغفر لابويك وقد ماتا في الجاهلية ؟ فقال : قد استغفر ابراهيم لابيه فلم أدر ما أرد عليه فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه واله فأنزل الله : ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) قال : لما ـ مات ـ تبين انه عدو لله فلم يستغفر له (6)
--------------------
(1) البحار ج 13 : 218 ، البرهان ج 2 : 167 .
(2) البرهان ج 2 : 167 .
(3) البرهان ج 2 : 167 ، البحار ج 5 : 24 .
(4) البرهان ج 2 : 167 ، البحار ج 5 : 114 .
(5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الاصل كنسخة البرهان هكذا ( عن ابى
اسحق الهمدانى عن الخليل عن أبى عبدالله عليه السلام قال صلى الخ ) .
(6) البحار ج 5 : 24 ، البرهان ج 2 : 167 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 115 _
149 ـ عن على بن أبى حمزة قال : قلت لابى الحسن عليه السلام ان اباك أخبرنا بالخلف من بعده فلو أخبرتنا به فأخذ بيدى فهزها ، ثم قال : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) قال فخفقت فقال لى : مه لا تعود عينيك كثرة النوم فانها أقل شئ في الجسد شكرا (7)
150 ـ عن عبدالاعلى قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) قال : حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه ثم قال اما انا انكرنا لمؤمن بما لا يعذر الله الناس بجهالته ، والوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وترك رواية حديث لم تحفظ خير لك من رواية حديث لم تحصى ، ان على كل حق حقيقة وعلى كل ثواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه و ما خالف كتاب الله فدعوه ، ولن يدعه كثير من اهل هذا العالم (2)
151 ـ عن على بن أبى حمزة عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وعلى الثلثة الذين خلفوا ) قال : كعب ومرارة بن الرببع وهلال بن امية (3)
152 ـ عن فيض بن المختار قال : قال ابوعبدالله عليه السلام : كيف تقرأ هذه الاية في التوبة : ( وعلى الثلثة الذين خلفوا ) قال : قلت خلفوا قال : لو خلفوا لكانوا في حال طاعة ، وزاد الحسين بن المختار عنه : لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل ، ولكنهم خالفوا عثمان وصاحباه ، اما والله ما سمعوا صوت كافر (4) ولا قعقعة حجر (5) الا قالوا أتيناه فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا (6) .
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 168 .
(2) البرهان ج 2 : 168 ، البحار ج 1 : 150 .
(3) البحار ج 6 : 628 ، البرهان ج 2 : 169 ، الصافى ج 1 : 737 .
(4) وفى رواية الكلينى ( حافر ) مكان ( كافر ) .
(5) وفى نسخة البحار ( سلاح ) بدل ( حجر ) والقعقعة : حكاية صوت السلاح وصوت
الرعد والترسة ونحوها .
(6) البحار ج 6 : 628 ، البرهان ج 2 : 169 ، الصافى ج 1 : 737
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 116 _
153 ـ قال صفوان : قال أبوعبدالله عليه السلام : كان ابولبابة أحدهم يعنى في ( وعلى الثلثة الذين خلفوا ) (1) .
154 ـ عن سلام عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( ثم تاب عليهم ليتوبوا ) قال : أقالهم فوالله ما تابوا (2) .
155 ـ عن أبى حمزة الثمالى قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يا با حمزة انما يعبد الله من عرف الله فاما من لا يعرف الله كانما يعبد غيره هكذا ضالا قلت : أصلحك الله وما معرفة الله ؟ قال : يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة على والايتمام به ، و بائمة الهدى من بعده والبراءة إلى الله من عدوهم ، وكذلك عرفان الله ، قال : قلت : أصلحك الله أى شئ اذا عملته انا استكملت حقيقة الايمان ؟ قال : توالى أولياء الله ، وتعادى أعداء الله ، وتكون مع الصادقين كما أمرك الله ، قال : قلت : ومن أولياء الله ومن أعداء الله ؟ فقال : اولياء الله محمد رسول الله وعلى والحسن والحسين وعلى بن الحسين ، ثم انتهى الامر الينا ثم ابنى جعفر ، وأومأ إلى جعفر وهو جالس فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمره الله ، قلت : ومن أعداء الله أصلحك الله ؟ قال : الاوثان الاربعة ، قال : قلت من هم ؟ قال : ابوالفصيل ورمع ونعثل و معاوية (3) ومن دان بدينهم فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله (4) .
--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 6 : 628 ، البرهان ج 2 : 169 ، الصافى ج 1 : 737 .
(3) حكى عن الجزرى انه قال : كانوا يكنون بأبى الفصيل عن أبى بكر لقرب البكر ،
بالفصيل ( انتهى ) ويعنى بالبكر : الفتى من الابل . والفصيل : ولد الناقة اذا فصل عن امه وفى كلام بعض انه كان يرعى الفصيل في بعض الازمة فكنى بأبى الفصيل ، وقال بعض اهل اللغة ابوبكر بن ابى قحافة ولد عام الفيل بثلاث سنين وكان اسمه عبدالعزى اسم صنم وكنيته في الجاهلية ابوالفصيل فاذا اسلم سمى بعبد الله وكنى بأبى بكر واما كلمة رمع فهى مقلوبة من عمر وفى الحديث اول من رد شهادة المملوك رمع واول من اعال الفرائض رمع ، واما مثل فهو اسم رجل كان طويل اللحية قال الجواهرى : وكان عثمان اذا نيل منه و
عيب شبه بذلك ، ثم لا يخفى عليك ان النسخ في ضبط الكلمات مختلفة والمختار هو الموافق لنسخة البحار .
(4) البحار ج 7 : 37 ، البرهان ج 2 : 170 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 117 _
156 ـ وروى المعلى بن خنيس عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( كونوا مع الصادقين ) بطاعتهم (1) .
157 ـ عن هشام بن عجلان قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : اسئلك عن شئ لا اسئل عنه أحدا بعدك ، اسئلك عن الايمان الذى لا يسع الناس جهله ، فقال : شهادة
أن لا اله الا الله ، وان محمدا رسول الله والاقرار بما جاء من عند الله ، واقام الصلوة ، وايتاء الزكوة وحج البيت وصوم شهر مضان والولاية لنا والبرائة من عدونا وتكون مع الصديقين (2) .
158 ـ عن يعقوب بن شعيب عن ابى عبدالله عليه السلام قال : قلت له : اذا حدث للامام حدث كيف يصنع الناس ؟ قال : يكونوا كما قال الله ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ) إلى قوله : ( يحذرون ) قال : قلت : فما حالهم ؟ قال : هم في عذر (3)
159 ـ وعنه ايضا في رواية اخرى ما تقول في قوم هلك امامهم كيف يصنعون ؟
قال : فقال لى : اما تقرأ كتاب الله ( فلولا نفر من كل فرقة ) إلى قوله ( يحذرون ) ؟ قلت : جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون ؟ قال : فقال لى : رحمك الله اما علمت انه كان بين محمد وعيسى عليه السلام خمسون ومأتا سنة ، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد صلى الله عليه وآله فأتاهم الله أجرهم مرتين (4)
160 ـ عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال : كتب إلى انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ، فاذا خفنا خاف واذا امنا أمن ، قال الله : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ ) الآية فقد فرضت عليكم المسألة والرد الينا ، ولم يفرض علينا الجواب (5) .
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 170 .
(2) البرهان ج 2 : 170 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 214 .
(3) البرهان ج 2 : 172 ، وفى رواية الكافى زيادة وهى هذه ( ما داموا في الطلب
وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع اليهم اصحابهم ) .
(4) البحار ج 7 : 422 ، البرهان ج 2 : 173 .
(5) البرهان ج 2 : 173 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 118 _
161 ـ عن عبدالاعلى قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : بلغنا وفاة الامام ؟ قال : عليكم النفر ، قلت جميعا ؟ قال : ان الله يقول : ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا ) الاية ، قلت : نفرنا فمات بعضنا في الطريق ؟ قال : فقال : ( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) إلى قوله ( أجره على الله ) قلت : فقدمنا المدينة ، فوجدنا صاحب هذا الامر مغلقا عليه بابه مرخى عليه ستره ؟ (1) قال : ان هذا الامر لا يكون الا بأمربين ، هو الذى اذا دخلت المدينة قلت إلى من أوصى فلان قالوا إلى فلان (2)
162 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : تفقهوا فان من لم يتفقه منكم فانه أعرابى ان الله يقول في كتابه : ( ليتفقهوا في الدين ) إلى قوله : ( يحذرون ) (3)
163 ـ عن عمران بن عبدالله القمى (4) عن جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ( قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ ) قال : الديلم . (5)
164 ـ عن زرارة بن أعين عن ابى جعفر عليه السلام ( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ) يقول : شكا إلى شكهم (6)
165 ـ عن ثعلبة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : ( لقد جائكم رسول من انفسكم ) قال : فينا ( عزيز عليه ما عنتم ) قال : فينا ( حريص عليكم ) قال : فينا ( بالمؤمنين رؤف رحيم ) قال : شركنا المؤمنون في هذه الرابعة وثلاثة لنا (7) .
166 ـ عن عبدالله بن سليمان عن أبى جعفر عليه السلام قال : تلا هذه الاية ( لقد جائكم رسول من أنفسكم ) قال : من أنفسنا قال : ( عزيز عليه ما عنتم ) قال : ما عنتنا قال : ( حريص عليكم ) قال : علينا ( بالمؤمنين رؤف رحيم ) قال بشيعتنا رؤف رحيم فلنا ثلثة أرباعها ، ولشيعتنا ربعها (8)
--------------------
(1) ارخى الستر : اسدله وارسله ، واللفظ كنابة .
(2) البرهان ج 2 : 173 ، البحار ج 7 : 422 .
(3) البرهان ج 2 : 173 ، البحار ج 1 : 68 .
(4) وفى بعض النسخ ( التميمى ) وفى آخر ( التيمى ) ولكن الظاهر وهو المختار و
هما تصحيفه .
(5 ـ 8) البرهان ج 2 : 173 ، الصافى ج 1 : 741 ـ 742 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 119 _