ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 101 سطر 1 الى ص 110 سطر 25
  ولم يقم على قبر أحد منهم (1)
  93 - عن أبى الجارود عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ) قال : ذهب على أمير المؤمنين فآجر نفسه على أن يستقى كل دلو بتمرة يختارها فجمع تمرا فأتى به النبى عليه وآله السلام وعبدالرحمن بن عوف على الباب ، فلمزه اى وقع فيه ، فأنزلت هذه الاية ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ) إلى قوله ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ) (2)
  94 ـ عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ان النبى صلى الله عليه واله قال لابن عبدالله بن أبى (3) اذا فرغت من أبيك فأعلمنى ، وكان قد توفى فأتاه فأعلمه فأخذ رسول الله عليه وآله السلام نعليه للقيام فقال له عمر : أليس قد قال الله : ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ) ؟ فقال له : ويحك ـ أو ويلك ـ انما أقول اللهم املا قبره نارا واملا جوفه نارا واصله يوم القيمة نارا (4) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 148 ، الصافى ج 1 : 718 ، وقال الفيض رحمه الله بعد نقل الخبر ما لفظه اقول : لا يبعد استغفار النبى صلى الله عليه وآله لمن يرجو ايمانه من الكفار ( انتهى )
وقيل يحتمل ان يكون النبى صلى الله عليه واله قد استغفر لهم قبل أن يعلم بأن الكافر لا يغفر هو قبل ان يمنع منه ، ويجوز ان يكون استغفاره لهم واقعا بشرط التوبة من الكفر فمنعه الله منه و خبره بانهم لا يؤمنون ابدا فلا فائدة في الاستغفار لهم .
(2) البحار ج 9 : 333 ، البرهان ج 2 : 148 ، الصافى ج 1 : 719 .
(3) عبدالله بن ابى بن ابى سلول هو رئيس منافقى المدينة وهو الذى قال ( ليخرجن الاعز منها الاذل ) ونزلت سورة المنافقين في ذلك ورد عليه ابنه استذلالا له ، وهو الذى قال لرسول الله صلى الله عليه واله حين ورد المدينة : يا هذا اذهب إلى الذين غروك وخدعوك ولا تغشنا في دارنا فسلط الله على دورهم الذر فخرب ديارهم وقصة كيده لرسول الله صلى الله عليه واله في قتله ورده عليه مشهورة .
(4) البرهان ج 2 : 148 ، الصافى ج 1 : 720 والصلاء ككساء : الشواء لانه يصلى بالنار والاصطلاء بالنار : التسخن بها .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 102 _

  95 ـ حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام توفى رجل من المنافقين فأرسل رسول الله إلى إبنه : اذا أردتم ان تخرجوا فأعلمونى فلما حضر أمره أرسلوا إلى النبى عليه وآله السلام فأقبل عليه السلام نحوهم حتى أخذ بيد ابنه في الجنازة فمضى ، قال : فتصدى له عمر ثم قال : يا رسول الله أما نهاك ربك عن هذا أن تصلى على أحد منهم مات أبدا أو تقوم على قبره ، فلم يجبه النبى صلى الله عليه واله قال : فلما كان قبل أن ينتهوا به إلى القبر قال عمر أيضا لرسول الله صلى الله عليه واله : أما نهاك الله عن أن تصلى على أحد منهم مات أبدا أو تقوم على قبره ( ذلك بانهم كفروا بالله وبرسوله وماتوا وهم كافرون ) فقال النبى صلى الله عليه وآله لعمر عند ذلك : ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا له على قبر ، ثم قال : ان ابنه رجل من المؤمنين وكان يحق علينا أداء حقه ، وقال له عمر : أعوذ بالله من سخط الله و سخطك يا رسول الله (1)
  96 ـ عن محمد بن المهاجر عن امه ام سلمة قالت : دخلت على أبى عبدالله عليه السلام فقلت له : اصلحك الله صحبتنى امرأة من المرجئة فلما أتينا الربذة أحرم الناس فأحرمت معهم ، وأخرت احرامى إلى العقيق ، فقالت : يا معشر الشيعة تخالفون الناس في كل شئ : يحرم الناس من الربذة وتحرمون من العقيق ، وكذلك تخالفون الناس في الصلوة على الميت يكبر الناس اربعا وتكبرون خمسا وهى تشهد بالله أن التكبير على الميت اربع ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا صلى على الميت كبر فتشهد ثم كبر فصلى على النبى صلى الله عليه واله ودعا ثم كبر واستغفر للمؤمنين ثم كبر فدعا للميت ثم كبر وانصرف ، فلما نهاه الله عن الصلوة على المنافقين كبر وتشهد ثم كبر وصلى على النبى ثم كبر فدعا للمؤمنين ، ثم كبر فانصرف ولم يدع للميت (2) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 149 ، الصافى ج 1 : 720 وقال الفيض رحمه الله بعد نقل الحديثين من الكتاب ما لفظه : اقول : وكان رسول الله حييا كريما كما قال الله ( فيستحيى منكم والله لا يستحيى من الحق ) فكان يكره ان يفتضح رجل من اصحابه ممن يظهر الايمان وكان يدعو على المنافقين وهذا معنى قوله صلى الله عليه واله لعمر : ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا على قبر .
(2) البرهان ج 2 : 149 ، الصافى ج 1 : 721 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 103 _

  97 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ) قال : مع النساء (1)
  98 ـ عن عبدالله الحلبى قال : سألته عن قوله : ( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ) فقال : النساء ، انهم قالوا ان بيوتنا عورة ، وكانت بيوتهم في أطراف البيوت حيث يتفرد ( يتقذر خ ل ) الناس ، فأكذبهم الله قال : ( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً ) و هى رفيعة السمك (2) حصينة (3).
  99 ـ عن عبدالرحمن بن حرب قال : لما أقبل الناس مع أميرالمومنين عليه السلام من صفين أقبلنا معه فأخذ طريقا غير طريقنا الذى أقبلنا فيه ، حتى اذا جزنا النخيلة (4) ورأينا أبيات الكوفة اذا شيخ جالس في ظل بيت وعلى وجهه أثر المرض ، فأقبل اليه أمير المؤمنين ونحن معه حتى سلم عليه وسلمنا معه ، فرد ردا حسنا ، وظننا انه قد عرفه فقال له أمير المؤمنين : ما لى أرى وجهك منكسرا مصفارا (5) فمم ذاك أمن مرض ؟ فقال : نعم ، فقال : لعلك كرهته ؟ فقال : ما أحب انه يعترينى قال : احتساب بالخير فيما أصابك به (6) قال فابشر برحمة الله وغفران ذنبك فمن أنت يا عبدالله ؟ فقال : انا صالح بن سليم ، فقال : ممن ؟ قال : اما الاصل فمن سلامان بن طى ، واما الجوار والدعوة فمن بنى سليم بن منصور ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ما أحسن اسمك و اسم أبيك واسم اجدادك واسم من اعتزيت اليه ، فهل شهدت معنا غزاتنا هذه ؟ فقال لا ولقد أردتها ولكن ما ترى من لجب الحمى خذلنى عنها ، فقال أمير المؤمنين : ( لَيْسَ

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 149 الصافى 1 : 721 ، البحار ج 6 : 628 .
(2) السمك : السقف او من اعلى البيت إلى اسفله .
(3) البحار ج 6 : 628 ، البرهان ج 2 : 149 .
(4) النخيلة ـ بضم النون تصغير نخلة ـ : موضع قرب الكوفة على سمت الشام ومعسكر امير المؤمنين عليه السلام .
(5) وفى بعض النسخ ( متفكرا مصفرا ) .
(6) وفى نسخة البحار ( قال احتسب الخير فيما اصابنى به اه )

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 104 _

  عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ) إلى آخر الاية ما قول الناس فيما بيننا وبين أهل الشام ؟ قال : منهم المسرور ، والمحسود فيما كان بينك وبينهم و اولئك أغشى الناس لك ، فقال له : صدقت ، قال : ومنهم الكاسف العاسف لما كان من ذلك وأولئك نصحاء الناس لك ، فقال له : صدقت جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك ، فان المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع على العبد ذنبا الا حطه : وانما الاجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل ، فان الله ليدخل بصدق النية والسريرة الصالحة جما من عباده الجنة (1).
  100 ـ ـ عن الحلبى ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قال : ان الله احتج على العباد بالذى أتيهم وعرفهم ، ثم أرسل اليهم رسولا ، ثم أنزل عليهم كتابا فأمر فيه ونهى ، وأمر رسول الله صلى الله عليه واله بالصلوة فنام عنها فقال : أنا أنمتك وأنا أيقظتك ، فاذا قمت فصله ليعلموا اذا أصابهم ذلك كيف يصنعون وليس كما يقولون اذا نام عنها هلك ، وكذلك الصائم انا أمرضتك وانا أصحتك ، فاذا شفتيك فاقضه ، وكذلك اذا نظرت في جميع الامور لم تجد أحدا في ضيق ، ولم تجد الا ولله عليه الحجة وله فيه المشية ، قال : فلا يقولون انه ما شاؤا صنعوا وما شاءوا لم يصنعوا ، وقال : ان الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء وما أمر العباد الا يرون سعيهم ، وكل شئ أمر الناس فأخذوا به فهم موسعون له ، وما يمنعون له فهو موضوع عنهم ، ولكن الناس لا خير فيهم ثم تلا هذه الاية : ( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ ) قال : وضع عنهم ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ، ( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ) قال : وضع عنهم اذ لا يجدون ما ينفقون ، وقال ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ) إلى قوله : ( لا يعلمون ) قال وضع عليهم لانهم يطيقون ، ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ) فجعل

--------------------
(1) البحار ج 8 : 530 ، البرهان ج 2 : 150 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 105 _

  السبيل عليهم لانهم يطيقون ( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ) الاية قال : عبدالله بن يزيد بن ورقاء الخزاعى أحدهم (1)
  101 ـ عن عبدالرحمن بن كثير قال قال ابو عبدالله عليه السلام : يا عبدالرحمن شيعتنا والله لا يتختم الذنوب والخطايا ، هم صفوة الله الذين اختارهم لدينه وهو قول الله ( ما على المحسنين من سبيل ) (2)
  102 ـ عن داود بن الحسين عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله ( وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ ) أيثيبهم عليه ؟ قال : نعم (3)
  103 ـ وفى رواية اخرى عنه : يثابون عليه ؟ قال : نعم (4)
  104 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله عزوجل سبق بين المؤمنين كماسبق بين الخيل يوم الرهان ، قلت : أخبرنى عما ندب الله المؤمن من الاستباق إلى الايمان قال : قول الله : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ) وقال : ( السابقون السابقون اولئك المقربون ) وقال : ( السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) فبدأ بالمهاجرين الاولين على درجة سبقهم ثم ثنى بالانصار ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان ، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده (5)
  105 ـ عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخى عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال : قال أبوجعفر عليه السلام في قول الله : ( خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) والعسى من الله واجب ، وانما نزلت في شيعتنا المذنبين (6) .
  106 ـ عن أحمد بن محمد بن أبى نصر رفعه إلى الشيخ في قوله تعالى : ( خلطوا عملا

--------------------
(1) البحار ج 3 : 83 ، البرهان ج 2 : 150 .
(2) البرهان ج 2 : 151 .
(3 ـ 4) البرهان ج 2 : 151 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 262 .
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 154 ـ 155 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 263 ، وفى نسخة البرهان ( المؤمنين ) بدل ( المذنبين ) في الحديث الثانى .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 106 _

  صالحا وآخر سيئا ) قال : قوم اجترحوا ذنوبا مثل قتل حمزة وجعفر الطيار ، ثم تابوا ثم قال : ومن قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة الا ان الله لا يقطع طمع العباد فيه ، ورجاهم منه ، وقال هو أو غيره : ان عسى من الله واجب (1)
  107 ـ عن الحلبى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما قال : المعترف بذنبه قوم اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا (2)
  108 ـ عن أبى بكر الحضرمى قال : قال محمد بن سعيد : إسئل أبا عبدالله عليه السلام فأعرض عليه كلامى وقل له : انى أتولاكم وأبرأ من عدوكم وأقول بالقدر وقولى فيه قولك ، قال فعرضت كلامه على أبى عبدالله عليه السلام فحرك يده ثم قال : ( خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) قال : ثم قال : ما أعرفه من موالى اميرالمؤمنين قلت : ـ يزعم ابن عمر ـ ان سلطان هشام ليس من الله ؟ فقال : ويله ، ما علم ان الله جعل لآدم دولة ولابليس دولة (3) .
  109 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) قال : اولئك قوم مذنبون يحدثون وايمانهم من الذنوب التى يعيبها المؤمنون ويكرهها ، فاولئك عسى الله أن يتوب عليهم (4) .
  110 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلنا له من وافقنا من علوى أو غيره توليناه ، ومن خالفنا برئنا منه من علوى أو غيره ، قال : يا زرارة قول الله أصدق من قولك : أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا (5) .
  111 ـ عن على بن الحسان الواسطى عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) جارية هى في الامام بعد رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال : نعم (6) .

--------------------
(1 ـ 5) البرهان ج 2 : 155 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 263 ، الصافى ج 1 : 725 ، ونقل الحديث الاول في الوسائل ج 3 ابواب القصاص باب 10 عن الكتاب ايضا .
(6) البحار ج 20 : 22 ، البرهان ج 2 : 156 ، الصافى ج 1 : 725

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 107 _

  112 ـ عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له قوله : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) هو قوله ( وآتوا الزكوة ) ؟ قال : قال : الصدقات في النبات والحيوان ، والزكوة في الذهب والفضة وزكوة الصوم (1) .
  113 ـ عن جابر الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : تصدقت يوما بدينار فقال لى رسول الله صلى الله عليه واله : أما علمت ان صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتى يفك بها عن لحى سبعين شيطانا ، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب تبارك وتعالى ؟ ألم يقل هذه الاية ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) إلى آخر الاية (2) .
  114 ـ عن معلى بن خنيس قال : خرج أبوعبدالله عليه السلام في ليلة قد رشت (3) وهو يريد ظلة بنى ساعدة ؟ فأتبعته فاذا هو قد سقط منه شئ فقال : بسم الله اللهم اردد علينا فأتيته فسلمت عليه فقال : معلى ؟ قلت : نعم جعلت فداك ، قال : التمس بيدك ، فما وجدت من شئ فادفعه إلى فأذا أنا بخبز كثير منتشر فجعلت أدفع اليه الرغيف و الرغيفين ، واذا معه جراب (4) أعجز عن حمله فقلت : جعلت فداك احمله على ، فقال : انا أولى به منك ولكن امض معى ، فأتينا ظلة بنى ساعدة فاذا نحن بقوم نيام فجعل يدس (5) الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم حتى اذا انصرفنا ، قلت له : يعرف هؤلاء هذا الامر ؟ قال : لا لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدقة وهو الملح ، ان الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة ، فان الرب تبارك و تعالى يليها بنفسه ، وكان أبى اذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتجعه منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل ، وذلك انها تقع في يد الله قبل ان تقع في يد السائل ،

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 20 : 22 ـ 34 ، البرهان ج 2 : 156 الصافى ج 1 : 725 ـ 726 .
(3) اى أمطرت قليلا .
(4) الجراب بالكسر : وعاء من جلد الشاة وغيره ويقال له بالفارسية ( انبان )
(5) اى يدخل تحت ثيابهم .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 108 _

  فأحببت ان أقبلها اذ وليها الله ووليها ابى ، ان صدقة الليل تطفى غضب الرب وتمحو الذنب العظيم ، وتهون الحساب ، وصدقة النهار تنمى المال وتزيد في العمر (1) .
  115 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ما من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله (2) .
  116 ـ عن أبى بكر عن السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : خصلتان لا أحب أن يشاركنى فيهما أحد وضوئى فانه من صلوتى ، وصدقتى من يدى إلى يد سائل فانها تقع في يد الرحمن (3) .
  117 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال : كان على بن الحسين صلوات الله عليه اذا أعطى السائل قبل يد السائل فقيل له : لم تفعل ذلك ؟ قال : لانها تقع في يد الله قبل يد العبد ، وقال : ليس من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله ، قال الفضل : أظنه يقبل الخبز او الدرهم (4)
  118 ـ عن مالك بن عطية عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال على بن الحسين صلوات الله عليه : ضمنت على ربى ان الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الرب وهو قوله : ( هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) (5)
  119 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال : سئل عن الاعمال هل تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال : ما فيه شك ، قيل له أرأيت قول الله : ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال : لله شهداء في أرضه (6)
  120 ـ عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : ( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ؟ قال : تريد أن تروون على ، هو الذى في نفسك (7)
  121 ـ عن يحيى بن مساور ـ الحلبى ـ عن أبى عبدالله عليه السلام قلت : حدثنى في على حديثا فقال : اشرحه لك ام أجمعه ؟ قلت بل اجمعه ، فقال : علي باب هدى ،

--------------------
(1 ـ 5) البحار ج 20 : 34 ، البرهان ج 2 : 156 ـ 157 ، الصافى ج 1 : 726
(6 ـ 7) البحار ج 7 : 27 ، البرهان ج 2 : 159 ، الصافى ج 1 : 727 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 109 _

  من تقدمه كان كافرا ومن تخلف عنه كان كافرا ، قلت : زدنى ، قال : اذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة ، فيأتى على وبيده اللواء حتى ـ يرتقيه و ـ يركبه ويعرض الخلق عليه ، فمن عرفه دخل الجنة ، ومن انكره دخل النار ، قلت له : توجد فيه من كتاب الله (1) قال : نعم ، ما يقول في هذه الآية يقول تبارك وتعالى : ( فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) هو والله على بن أبيطالب (2)
  122 - عن أبي بصير عن أبى عبدالله عليه السلام ان أبا الخطاب كان يقول : ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تعرض عليه أعمال امته كل خميس فقال أبو عبدالله عليه السلام : هو هكذا و لكن رسول الله صلى الله عليه واله تعرض عليه أعمال الامة كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا ، وهو قول الله : ( فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (3)
  123 ـ عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : ( فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال : تعرض على رسول الله عليه وآله السلام أعمال امته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا (4)
  124 ـ ـ عن زرارة ـ عن بريد العجلى قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : في قول الله : ( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) فقال : ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام ، فهلم إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد (5)
  125 ـ وقال أبوعبدالله ( والمؤمنون ) هم الائمة (6)
  126 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام ( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) قال : ان لله شاهدا في أرضه ، وان أعمال العباد تعرض على رسول الله عليه وآله السلام (7)

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( هل فيه آية من كتاب الله ) .
(2 ـ 7) البحار ج 3 : 286 و 717 ، البرهان ج 2 : 159 ـ 160 ، الصافى ج 1 : 727 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 110 _
  127 ـ عن محمد بن حسان الكوفى عن محمد بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال : اذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة ، ويجئ على بن أبيطالب عليه السلام وبيده لواء الحمد فيرتقيه ويركبه وتعرض الخلايق عليه ، فمن عرفه دخل الجنة ، ومن انكره دخل النار ، وتفسير ذلك في كتاب الله ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال : هو والله أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله عليه (1)
  128 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ ) قال : هم قوم من المشركين أصابوا دما من المسلمين ثم اسلموا ، فهم المرجون لامر الله (2) .
  129 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قالا : المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر واحد ويوم حنين ، وسلموا من المشركين ثم اسلموا بعد تأخر ، فاما يعذبهم واما يتوب عليهم (3) .
  130 ـ عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ ) قال : هم قوم مشركون ، فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين ، ثم انهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ، ولم يؤمنوا فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة ، ولم يكفروا فتجب لهم النار ، فهم على تلك الحال مرجون لامر الله ، قال حمران : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن المستضعفين ، قال : هم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لامر الله (4)
  131 ـ عن ابن الطيار قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : الناس على ستة فرق يؤتون إلى ثلث فرق الايمان والكفر والضلال ، وهم أهل الوعد من الذين وعد الله الجنة و النار ، وهم المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم ، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل

--------------------
(1) البحار ج 3 : 286 ، البرهان ج 2 : 160 .
(2 ـ 4) البحار ج 15 ( ج 3 ) : 21 ، البرهان ج 2 : 161 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 111 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 111 سطر 1 الى ص 120 سطر 25 الاعراف (1) .
  132 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : ( المرجون لامر الله ) قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما ، ثم دخلوا بعد في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ، ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم الجنة ، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار ، فهم على تلك الحال اما يعذبهم واما يتوب عليهم ، قال أبو عبدالله عليه السلام : يرى فيهم رأيه قال : قلت : جعلت فداك من أين يرزقون ؟ قال : من حيث شاء الله ، وقال أبوابراهيم عليه السلام : هؤلاء قوم وقفهم حتى يرى فيهم رأيه (2)
  133 ـ عن الحارث عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته بين الايمان والكفر منزلة ؟ فقال : نعم ومنازل لو يجحد شيئا منها أكبه الله في النار ، بينهما آخرون مرجون لامر الله ، وبينهما المستضعفون ، وبينهما آخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، وبينهما قوله : ( وعلى الاعراف رجال ) (3)
  134 ـ عن داود بن فرقد قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام المرقوم ذكر لهم فضل على فقالوا : ما ندرى لعله كذلك وما ندرى لعله ليس كذلك ؟ قال : أرجه قال : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ ) الاية (4)
  135 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن ( المسجد الذى اسس على التقوى من اول يوم ) فقال مسجد قبا (5) .
  136 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قوله : ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) قال : مسجد قبا ، واما قوله ( أحق أن تقوم فيه ) قال : يعنى من مسجد النفاق ، وكان على طريقه اذا أتى مسجد قبا فقام فينضح بالماء والسدر (6) ويرفع ثيابه عن ساقيه ، ويمشى على حجر في ناحية

--------------------
(1 ـ 4) البحار ج 15 ( ج 3 ) : 21 ، البرهان ج 2 : 161 .
(5) البحار ج 6 : 632 ، البرهان ج 2 : 162 ، الصافى ج 1 : 731 .
(6) نضح عليه الماء : رشه ، وفى نسخة البحار ( فكان ينضح ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 112 _

  الطريق ، ويسرع المشى ، ويكره أن يصيب ثيابه منه شئ فسألته هل كان النبى صلى الله عليه واله يصلى في مسجد قبا ؟ قال : نعم كان منزله ( نزل ظ ) على سعد بن خيثمة الانصارى فسألته هل كان لمسجد رسول الله صلى الله عليه واله سقف ؟ فقال : لا وقد كان بعض أصحابه قال : ألا تسقف مسجدنا يا رسول الله ؟ قال : عريش كعريش موسى (1)
  137 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ) قال : الذين يحبون أن يتطهروا نظف الوضوء وهو الاستنجاء بالماء ، وقال نزلت هذه الاية في أهل قبا (2)
  138 ـ وفى رواية ابن سنان عنه قال : قلت له : ما ذلك الطهر ؟ قال : نظف الوضوء اذا خرج أحدهم من الغائط فمدحهم الله بتطهرهم (3)
  139 ـ عن زرارة قال : كرهت ان اسئل أبا جعفر عليه السلام في الرجعة ، فاقبلت مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتى ، فقلت : جعلت فداك أخبرنى عمن قتل مات ؟ قال : لا ، الموت موت والقتل قتل ، قال : فقلت له : ما أحد يقتل الا مات ، قال : فقال : يا زرارة قول الله أصدق من قولك قد فرق بينهما في القرآن قال : ( أفان مات أو قتل ) وقال ( وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإٍلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ) ليس كما قلت يا زرارة ، الموت موت والقتل قتل ، وقد قال الله : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ) الآية قال : فقلت له : ان الله يقول : ( كل نفس ذائقة الموت ) أفرأيت من قتل لم يذق الموت ؟ قال : فقال : ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، ان من قتل لا بد من أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت (4)
  140 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ) الاية قال : يعنى في الميثاق ، قال : ثم قرأت عليه ( التائبون العابدون ) فقال أبوجعفر : لا ولكن اقرءها التائبين

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 6 : 632 ، البرهان ج 2 : 162 ، الصافى ج 1 : 731 .
(4) البحار ج 13 : 216 ، البرهان ج 2 : 166 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 113 _

  العابدين (1) إلى آخر الاية ، وقال : اذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم واموالهم يعنى في الرجعة (2)
  141 ـ محمد بن الحسن عن الحسين بن خرزاد عن البرقى في هذا الحديث ثم قال : ما من مؤمن الا وله ميتة وقتلة ، من مات بعث حتى يقتل ، ومن قتل بعث حتى يموت (3)
  142 ـ صباح بن سيابة في قول الله : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ) قال : ثم قال : ثم وصفهم فقال : التائبون العابدون الحامدون الاية ، قال : هم الائمة عليهم السلام (4)
  143 ـ عن عبدالله بن ميمون القداح عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كان على اذا أراد القتال قال هذه الدعوات ( اللهم انك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك وندبت اليه اولياءك (5) وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا وأكرمها اليك مآبا ، وأحبها اليك مسلكا ، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فاجعلنى ممن اشتريت فيه منك نفسه ، ثم وفى لك ببيعته التى بايعك عليها غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدل تبديلا ) مختصر (6)
  144 ـ عن عبدالرحيم عن أبى جعفر عليه السلام قال : قرأ هذه الاية ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى

--------------------
(1) قال الطبرسى رحمه الله في المجمع بعد نقل قرائة ( التائبين العابدين ) عن أبى جعفر وابى عبدالله عليه السلام وابن مسعود والاعمش : الحجة في هذه القرائة فيحتمل ان يكون جرا و ان يكون نصبا اما الجر فعلى ان يكون وصفا للمؤمنين اى من المؤمنين التائبين ، واما النصب فعلى اضمار فعل بمعنى المدح كانه قال : أعنى وامدح التائبين .
(2 ـ 3) البحار ج 13 : 218 ، البرهان ج 2 : 166 ، الصافى ج 1 : 734
(4) البرهان ج 2 : 167 .
(5) ندبه إلى الامر : دعاه ورشحه للقيام به وحثه عليه .
(6) البحار ج 21 : 98 ، البرهان ج 2 : 167 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 114 _

  مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ) فقال : هل تدرى ما يعنى ؟ فقلت : يقاتل المؤمنون فيقتلون ويقتلون ، قال : قال : من مات من المؤمنين رد حتى يقتل ، ومن قتل رد حتى يموت ، وذلك القدر فلا تنكرها (1)
  145 ـ عن يونس بن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال : من أخذ سارقا فعفا عنه فاذا رفع إلى الامام قطعه ، وانما الهبة قبل أن ترفع إلى الامام وكذلك قول الله : ( والحافظون لحدود الله ) فاذا انتهى بالحلال إلى الامام فليس لاحد ان يتركه (2)
  146 ـ عن ابراهيم بن أبى البلاد عن بعض أصحابه قال : قال أبو عبدالله عليه السلام ما يقول الناس في قول الله ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ ) ؟ قلت : يقولون ان ابراهيم وعد أباه ليستغفر له ، قال : ليس هو هكذا ، ان ابراهيم وعده أن يسلم فاستغفر له ، فلما تبين انه عدو لله تبرء منه (3)
  147 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت : قوله ( ان ابرهيم لاواه حليم ) قال : الاواه دعاء (4)
  148 ـ عن أبى اسحق الهمدانى عن رجل (5) قال : صلى رجل إلى جنبى فاستغفر لابويه وكانا ماتا في الجاهلية ، فقلت : تستغفر لابويك وقد ماتا في الجاهلية ؟ فقال : قد استغفر ابراهيم لابيه فلم أدر ما أرد عليه فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه واله فأنزل الله : ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) قال : لما ـ مات ـ تبين انه عدو لله فلم يستغفر له (6)

--------------------
(1) البحار ج 13 : 218 ، البرهان ج 2 : 167 .
(2) البرهان ج 2 : 167 .
(3) البرهان ج 2 : 167 ، البحار ج 5 : 24 .
(4) البرهان ج 2 : 167 ، البحار ج 5 : 114 .
(5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الاصل كنسخة البرهان هكذا ( عن ابى اسحق الهمدانى عن الخليل عن أبى عبدالله عليه السلام قال صلى الخ ) .
(6) البحار ج 5 : 24 ، البرهان ج 2 : 167 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 115 _

  149 ـ عن على بن أبى حمزة قال : قلت لابى الحسن عليه السلام ان اباك أخبرنا بالخلف من بعده فلو أخبرتنا به فأخذ بيدى فهزها ، ثم قال : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) قال فخفقت فقال لى : مه لا تعود عينيك كثرة النوم فانها أقل شئ في الجسد شكرا (7)
  150 ـ عن عبدالاعلى قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) قال : حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه ثم قال اما انا انكرنا لمؤمن بما لا يعذر الله الناس بجهالته ، والوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وترك رواية حديث لم تحفظ خير لك من رواية حديث لم تحصى ، ان على كل حق حقيقة وعلى كل ثواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه و ما خالف كتاب الله فدعوه ، ولن يدعه كثير من اهل هذا العالم (2)
  151 ـ عن على بن أبى حمزة عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وعلى الثلثة الذين خلفوا ) قال : كعب ومرارة بن الرببع وهلال بن امية (3)
  152 ـ عن فيض بن المختار قال : قال ابوعبدالله عليه السلام : كيف تقرأ هذه الاية في التوبة : ( وعلى الثلثة الذين خلفوا ) قال : قلت خلفوا قال : لو خلفوا لكانوا في حال طاعة ، وزاد الحسين بن المختار عنه : لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل ، ولكنهم خالفوا عثمان وصاحباه ، اما والله ما سمعوا صوت كافر (4) ولا قعقعة حجر (5) الا قالوا أتيناه فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا (6) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 168 .
(2) البرهان ج 2 : 168 ، البحار ج 1 : 150 .
(3) البحار ج 6 : 628 ، البرهان ج 2 : 169 ، الصافى ج 1 : 737 .
(4) وفى رواية الكلينى ( حافر ) مكان ( كافر ) .
(5) وفى نسخة البحار ( سلاح ) بدل ( حجر ) والقعقعة : حكاية صوت السلاح وصوت الرعد والترسة ونحوها .
(6) البحار ج 6 : 628 ، البرهان ج 2 : 169 ، الصافى ج 1 : 737

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 116 _

  153 ـ قال صفوان : قال أبوعبدالله عليه السلام : كان ابولبابة أحدهم يعنى في ( وعلى الثلثة الذين خلفوا ) (1) .
  154 ـ عن سلام عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( ثم تاب عليهم ليتوبوا ) قال : أقالهم فوالله ما تابوا (2) .
  155 ـ عن أبى حمزة الثمالى قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يا با حمزة انما يعبد الله من عرف الله فاما من لا يعرف الله كانما يعبد غيره هكذا ضالا قلت : أصلحك الله وما معرفة الله ؟ قال : يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة على والايتمام به ، و بائمة الهدى من بعده والبراءة إلى الله من عدوهم ، وكذلك عرفان الله ، قال : قلت : أصلحك الله أى شئ اذا عملته انا استكملت حقيقة الايمان ؟ قال : توالى أولياء الله ، وتعادى أعداء الله ، وتكون مع الصادقين كما أمرك الله ، قال : قلت : ومن أولياء الله ومن أعداء الله ؟ فقال : اولياء الله محمد رسول الله وعلى والحسن والحسين وعلى بن الحسين ، ثم انتهى الامر الينا ثم ابنى جعفر ، وأومأ إلى جعفر وهو جالس فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمره الله ، قلت : ومن أعداء الله أصلحك الله ؟ قال : الاوثان الاربعة ، قال : قلت من هم ؟ قال : ابوالفصيل ورمع ونعثل و معاوية (3) ومن دان بدينهم فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله (4) .

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 6 : 628 ، البرهان ج 2 : 169 ، الصافى ج 1 : 737 .
(3) حكى عن الجزرى انه قال : كانوا يكنون بأبى الفصيل عن أبى بكر لقرب البكر ، بالفصيل ( انتهى ) ويعنى بالبكر : الفتى من الابل . والفصيل : ولد الناقة اذا فصل عن امه وفى كلام بعض انه كان يرعى الفصيل في بعض الازمة فكنى بأبى الفصيل ، وقال بعض اهل اللغة ابوبكر بن ابى قحافة ولد عام الفيل بثلاث سنين وكان اسمه عبدالعزى اسم صنم وكنيته في الجاهلية ابوالفصيل فاذا اسلم سمى بعبد الله وكنى بأبى بكر واما كلمة رمع فهى مقلوبة من عمر وفى الحديث اول من رد شهادة المملوك رمع واول من اعال الفرائض رمع ، واما مثل فهو اسم رجل كان طويل اللحية قال الجواهرى : وكان عثمان اذا نيل منه و عيب شبه بذلك ، ثم لا يخفى عليك ان النسخ في ضبط الكلمات مختلفة والمختار هو الموافق لنسخة البحار .
(4) البحار ج 7 : 37 ، البرهان ج 2 : 170 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 117 _

  156 ـ وروى المعلى بن خنيس عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( كونوا مع الصادقين ) بطاعتهم (1) .
  157 ـ عن هشام بن عجلان قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : اسئلك عن شئ لا اسئل عنه أحدا بعدك ، اسئلك عن الايمان الذى لا يسع الناس جهله ، فقال : شهادة أن لا اله الا الله ، وان محمدا رسول الله والاقرار بما جاء من عند الله ، واقام الصلوة ، وايتاء الزكوة وحج البيت وصوم شهر مضان والولاية لنا والبرائة من عدونا وتكون مع الصديقين (2) .
  158 ـ عن يعقوب بن شعيب عن ابى عبدالله عليه السلام قال : قلت له : اذا حدث للامام حدث كيف يصنع الناس ؟ قال : يكونوا كما قال الله ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ) إلى قوله : ( يحذرون ) قال : قلت : فما حالهم ؟ قال : هم في عذر (3)
  159 ـ وعنه ايضا في رواية اخرى ما تقول في قوم هلك امامهم كيف يصنعون ؟ قال : فقال لى : اما تقرأ كتاب الله ( فلولا نفر من كل فرقة ) إلى قوله ( يحذرون ) ؟ قلت : جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون ؟ قال : فقال لى : رحمك الله اما علمت انه كان بين محمد وعيسى عليه السلام خمسون ومأتا سنة ، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد صلى الله عليه وآله فأتاهم الله أجرهم مرتين (4)
  160 ـ عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال : كتب إلى انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ، فاذا خفنا خاف واذا امنا أمن ، قال الله : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ ) الآية فقد فرضت عليكم المسألة والرد الينا ، ولم يفرض علينا الجواب (5) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 170 .
(2) البرهان ج 2 : 170 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 214 .
(3) البرهان ج 2 : 172 ، وفى رواية الكافى زيادة وهى هذه ( ما داموا في الطلب وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع اليهم اصحابهم ) .
(4) البحار ج 7 : 422 ، البرهان ج 2 : 173 .
(5) البرهان ج 2 : 173 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 118 _

  161 ـ عن عبدالاعلى قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : بلغنا وفاة الامام ؟ قال : عليكم النفر ، قلت جميعا ؟ قال : ان الله يقول : ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا ) الاية ، قلت : نفرنا فمات بعضنا في الطريق ؟ قال : فقال : ( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) إلى قوله ( أجره على الله ) قلت : فقدمنا المدينة ، فوجدنا صاحب هذا الامر مغلقا عليه بابه مرخى عليه ستره ؟ (1) قال : ان هذا الامر لا يكون الا بأمربين ، هو الذى اذا دخلت المدينة قلت إلى من أوصى فلان قالوا إلى فلان (2)
  162 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : تفقهوا فان من لم يتفقه منكم فانه أعرابى ان الله يقول في كتابه : ( ليتفقهوا في الدين ) إلى قوله : ( يحذرون ) (3)
  163 ـ عن عمران بن عبدالله القمى (4) عن جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ( قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ ) قال : الديلم . (5)   164 ـ عن زرارة بن أعين عن ابى جعفر عليه السلام ( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ) يقول : شكا إلى شكهم (6)
  165 ـ عن ثعلبة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : ( لقد جائكم رسول من انفسكم ) قال : فينا ( عزيز عليه ما عنتم ) قال : فينا ( حريص عليكم ) قال : فينا ( بالمؤمنين رؤف رحيم ) قال : شركنا المؤمنون في هذه الرابعة وثلاثة لنا (7) .
  166 ـ عن عبدالله بن سليمان عن أبى جعفر عليه السلام قال : تلا هذه الاية ( لقد جائكم رسول من أنفسكم ) قال : من أنفسنا قال : ( عزيز عليه ما عنتم ) قال : ما عنتنا قال : ( حريص عليكم ) قال : علينا ( بالمؤمنين رؤف رحيم ) قال بشيعتنا رؤف رحيم فلنا ثلثة أرباعها ، ولشيعتنا ربعها (8)

--------------------
(1) ارخى الستر : اسدله وارسله ، واللفظ كنابة .
(2) البرهان ج 2 : 173 ، البحار ج 7 : 422 .
(3) البرهان ج 2 : 173 ، البحار ج 1 : 68 .
(4) وفى بعض النسخ ( التميمى ) وفى آخر ( التيمى ) ولكن الظاهر وهو المختار و هما تصحيفه .
(5 ـ 8) البرهان ج 2 : 173 ، الصافى ج 1 : 741 ـ 742 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 119 _
بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة يونس

  1 ـ عن أبان بن ـ عثمان عن محمد قال : قال أبو جعفر عليه السلام : اقرأ قلت : من أى شئ أقرأ قال ـ أقرأ ـ من السورة السابعة ، قال : فجعلت ألتمسها ، فقال : اقرأ سورة يونس فقرأت حتى انتهيت إلى ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ ) ثم قال : حسبك ، قال رسول الله صلى الله عليه واله : انى لاعجب كيف لا اشيب اذا قرأت القرآن (1)
  2 ـ عن فضيل الرسان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : من قرأ سورة يونس في كل شهرين أو ثلثة لم يخف أن يكون من الجاهلين ، وكان يوم القيمة من المقربين (2)
  3 ـ عن يونس عمن ذكره في قول الله : ( وبشر الذين آمنوا ) إلى آخر الاية قال الولاية (3)
  4 ـ عن يونس بن عبدالرحمن عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله ( وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال : الولاية (4)

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 19 : 70 ، البرهان ج 2 : 175 ـ 176 .
(3 ـ 4) البحار ج 9 : 95 ، البرهان ج 2 : 177 ، الصافى ج 1 : 745 وقال الفيض رحمه الله : وهذا لان الولاية من شروط الشفاعة وهما متلازمان .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 120 _

  5 ـ عن ابراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال : هو رسول الله صلى الله عليه واله (1)
  6 ـ عن أبى جعفر عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ( الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) فالسنة تنقص ستة ايام (2)
  7 ـ عن الصباح بن سيابة عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان الله خلق الشهور اثنا عشر شهرا وهى ثلثمائة وستون يوما ، فخرج منها ستة أيام خلق فيها السموات و الارض ، فمن ثم تقاصرت الشهور (3)
  8 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ان الله جل ذكره وتقدست اسماؤه خلق الارض قبل السماء ، ثم استوى على العرش لتدبير الامور (4)
  9 ـ عن زيد الشحام عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن التسبيح ، فقال : هو اسم من اسماء الله ودعوى أهل الجنة (5)
  10 ـ عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ ) قالوا : بدل كان على أبوبكر أو عمر اتبعناه (6)
  11 ـ عن أبى السفاتج عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( ائت بقرآن غير هذا أو بدله ) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام (7)
  12 ـ عن منصور بن حازم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لم يزل رسول الله صلى الله عليه واله يقول : ( إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) حتى نزلت سورة الفتح ، فلم

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 177 ، البحار ج 9 : 95 ، الصافى ج 1 : 744 .
(2) البرهان ج 2 : 177 ، البحار ج 14 : 21 .
(3 ـ 4) البرهان ج 2 : 177 .
(5) البرهان ج 2 : 180 ، الصافى ج 1 : 476 .
(6 ـ 7) البرهان ج 2 : 180 ، البحار ج 9 : 111 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 121 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 121 سطر 1 الى ص 130 سطر 25
  يعد إلى ذلك الكلام (1)
  13 ـ عن منصور بن يونس عن أبى عبدالله ثلاث يرجعن على صاحبهن : النكث والبغى والمكر ، قال الله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) (2)
  14 ـ عن الفضيل بن يسار قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : جعلت فداك انا نتحدث ان لآل جعفر راية ولآل فلان راية ، فهل في ذلك شئ ؟ فقال : اما لآل جعفر فلا ، و اما راية بنى فلان فان لهم ملكان مبطئا يقربون فيه البعيد ، ويبعدون فيه القريب وسلطانهم عسر ليس فيه يسر ، لا يعرفون في سلطانهم من اعلام الخير شيئا ، يصيبهم فيه فزعات (3) كل ذلك كل ذلك يتجلى عنهم حتى اذا أمنوا مكر الله وأمنوا عذابه وظنوا انهم قدر الكافر (4) صيح فيهم صيحة لم يكن فيها مناد يسمعهم ولا يجمعهم وذلك قول الله ( حتى اذا أخذت الارض زخرفها ) إلى قوله ( لقوم يتفكرون ) ألا انه ليس أحد من الظلمة الا ولهم بقيا الا آل فلان ، فانهم لا بقيا لهم قال : جعلت فداك أليس لهم بقيا ؟ قال : لا ولكنهم يصيبون منادما فيظلمهم ـ نحن وشيعتنا ومن يظلمه ـ نحن وشيعتنا فلا بقيا له (5)
  15 ـ عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد اغرورقت عيناه (6) بمائها الا حرم الله ذلك الجسد على النار ، وما فاضت عين من خشية الله الا لم يرهق ذلك الوجه قتر (7) ولا ذلة (8)

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 181 ، الصافى ج 1 : 749 .
(3) وفى نسخة الاصل كنسخة البرهان ( زرعات فزرعات ذلك الخ ) والمختار هو الموافق لنسخة البحار .
(4) وفى نسخة البرهان هكذا ( وظنوا فعلموا انهم قد زال المكافاة صيح فيهم الخ ) وفى نسخة البحار ( وظنوا انهم قد استقروا صيح الخ ) .
(5) البحار ج 11 : 72 ، البرهان ج 2 : 182 .
(6) اغرورقت عيناه : دمعتا كانهما غرقتا في دمعهما .
(7) رهق الشئ فلانا : غشيه ولحقه وقيل دنا منه سواء اخذه ام لم يأخذه ، والقتر ـ محركة ـ : الغبار فيها سواد كالدخان .
(8) البحار ج 19 : 47 ، البرهان ج 2 : 184 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 122 _

  16 ـ عن محمد بن مروان عن رجل عن ابى جعفر عليه السلام قال : ما من شئ الاوله وزن او ثواب الا الدموع ، فان القطرة يطفى البحار من النار ، فاذا اغر ورقت عيناه بمائها حرم الله عزوجل ساير جسده على النار ، وان سالت الدموع على خديه لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ولو ان عبدا بكى في امة لرحمها الله (1)
  17 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنْ اللَّيْلِ مُظْلِماً ) قال : أما ترى البيت اذا كان الليل كان أشد سوادا من خارج فكذلك وجوههم تزداد سوادا (2)
  18 ـ عن عمرو بن أبى القاسم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وذكر أصحاب النبى عليه السلام ثم قرأ ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ ) إلى قوله : ( يحكمون ) فقلنا : من هو أصلحك الله ؟ فقال : بلغنا ان ذلك على عليه السلام (3)
  19 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سئل عن الامور العظام الذى تكون مما لم يكن ، فقال لم يأن ( يكن خ ل ) أوان كشفها بعد ، وذلك قوله : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (4)
  20 ـ عن حمران قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن الامور العظام من الرجعة وغيرها ؟ فقال : ان هذا الذى تسئلونى عنه لم يأت أوانه ، قال الله : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (5)
  21 ـ عن أبى السفاتج قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : آيتان في كتاب الله حصر ( حظر خ ل ) الله (6) الناس ، ألا يقولوا ما لا يعلمون ، قول الله : ( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ ) وقوله : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (7)

--------------------
(1) البحار ج 19 : 47 ، البرهان ج 2 : 184 .
(2) البحار ج 3 : 246 ، البرهان ج 2 : 184 الصافى ج 1 : 751 .
(3) البرهان ج 2 : 186 .
(6) وفى نور الثقلين ( خص الله ... ) ولعله الاصح .
(4 ـ 7) البرهان ج 2 : 186 ، البحار ج 1 : 87 ، الصافى ج 1 : 753 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 123 _
  22 ـ عن اسحق بن عبدالعزيز قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : ان الله خص هذه الامة بآيتين من كتابه : ألا يقولوا ما لا يعلمون ، وألا يردوا ما لا يعلمون ، ثم قرأ : ( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ ) الاية وقوله : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) إلى قوله : ( الظالمين ) (1).
  23 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن تفسير هذه الآية ( لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) قال : تفسيرها بالباطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولا من آل محمد يخرج إلى القرن الذى هو اليهم رسول ، وهم الاولياء وهم الرسل ، واما قوله : ( فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ) قال : معناه ان الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله (2)
  24 ـ عن حمران قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) قال : هو الذى سمى لملك الموت عليه السلام في ليلة القدر (3)
  25 ـ عن يحيى بن سعيد عن ابى عبدالله عليه السلام عن ابيه في قول الله : ( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي ) فقال : يستنبئك يا محمد اهل مكة عن على بن ابيطالب اماما هو ؟ قل اى وربى انه لحق (4)
  26 ـ عن حماد بن عيسى عمن رواه عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سئل عن قول الله : ( وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ ) قال : قيل له : وما ينفعهم اسرار الندامة وهم في العذاب ؟ قال : كرهوا شماتة الاعداء (5)

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 186 ، البحار ج 1 : 87 ، الصافى ج 1 : 753 .
(2) البرهان ج 2 : 186 ، البحار ج 7 : 155 ، الصافى ج 1 : 475 .
(3) البرهان ج 2 : 187 ، البحار ج 3 : 131 ، الصافى ج 1 : 755 .
(4) البرهان ج 2 : 187 .
(5) البرهان ج 2 : 187 ، البحار ج 3 : 246 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 124 _

  27 ـ عن السكونى ان ابى عبدالله عليه السلام عن ابيه عليه السلام قال : شكى رجل إلى النبى صلى الله عليه واله وجعا في صدره ، فقال : استشف بالقرآن لان الله يقول : ( وشفاء لما في الصدور ) (1)
  28 ـ عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام في قول الله : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) قال : فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطى عدونا من الذهب و الفضة (2)
  29 ـ عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال : قلت : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) فقال : الاقرار بنبوة محمد عليه وآله السلام والايتمام بامير المؤمنين عليه السلام هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم (3)
  30 ـ عن عبدالرحمن بن سالم الاشل عن بعض الفقهاء قال : قال : امير المؤمنين ( إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ثم قال : تدرون من اولياء الله ؟ قالوا : من هم يا امير المؤمنين ؟ فقال : هم نحن وأتباعنا ، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا طوبى لنا وطوبا لهم ، وطوباهم افضل من طوبانا ، قيل : ما شأن طوباهم افضل من طوبانا ؟ ألسنا نحن وهم على امر ؟ قال : لا لانهم حملوا ما لم تحملوا عليه واطاقوا ما لم تطيقوا (4)
  31 ـ عن بريد العجلى عن ابى جعفر عليه السلام قال : وجدنا في كتاب على بن الحسين عليهما السلام ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) قال : اذا أدوا فرايض الله ، وأخذوا بسنن رسول الله صلى الله عليه واله وتورعوا عن محارم الله ، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا ، و رغبوا فيما عند الله ، واكتسبوا الطيب من رزق الله ، لا يريدون به التفاخر والتكاثر ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة ، فاولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا ويثابون على ما قدموا لآخرتهم (5) .
  32 ـ عن عبدالرحيم قال : قال أبوجعفر عليه السلام : انما احدكم حين يبلغ نفسه

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 187 الصافى ج 1 : 756 .
(3) البرهان ج 2 : 187 الصافى ج 1 : 756 ، البحار ج 9 : 80
(4 ـ 5) البرهان ج 1 : 190 ، الصافى ج 1 : 757 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 111 و 291

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 125 _

  هاهنا فينزل عليه ملك الموت ، فيقول له : اما ما كنت ترجوا فقد أعطيته ، واما ما كنت تخافه فقد أمنت منه ، ويفتح له باب إلى منزله من الجنة ، ويقال له : انظر إلى مسكنك من الجنة ، وانظر هذا رسول الله وعلى والحسن والحسين عليهم السلام رفقاؤك وهو قول الله ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِالَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) (1) .
  33 ـ عن عقبة بن خالد قال : دخلت أنا والمعلى على أبى عبدالله عليه السلام فقال : يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيمة الا هذا الدين الذى أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينيه الا ان يبلغ نفسه إلى هذه واومأ بيده إلى الوريد (2) ثم اتكأ وغمزنى المعلى (3) أن سله فقلت : يا بن رسول الله صلى الله عليه واله اذا بلغت نفسه إلى هذه فأى شئ يرى ؟ فقال : يرى ، فقلت له بضع عشر مرة : أى شئ ، يرى ؟ فقال في آخرها : يا عقبة ! فقلت : لبيك وسعديك ، فقال : أبيت الا أن تعلم ؟ فقلت : نعم يا بن رسول الله انما دينى مع دمى فاذا ذهب دينى كان ذلك (4) .
  فكيف بك يا بن رسول الله كل ساعة وبكيت فرق لى ، فقال : يراهما والله ، فقلت : بابى وامى من هما ؟ فقال : رسول الله وعلى عليه السلام ، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى يراهما ، قلت : فاذا نظر اليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا ؟ قال : لا مضى امامه ـ اذا نظر اليهما مضى امامه ـ فقلت له : يقولان له شيئا جعلت فداك ؟ فقال : نعم فيدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله صلى الله عليه واله عند رأسه وعلى عليه السلام عند رجليه فيكب عليه رسول الله صلى الله عليه واله (5) فيقول : يا ولى الله أبشر بانى رسول الله ، انى خير لك مما تترك من الدنيا ، ثم ينهض رسول الله عليه وآله السلام فيقوم على عليه السلام حتى يكب عليه فيقول : يا ولى الله ابشر أنا على بن أبي طالب الذى كنت تحبنى ، اما

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 190 ، الصافى ج 1 : 758 ، البحار ج 3 : 141 .
(2) الوريد : عرق في العنق ويقال له حبل الوريد وقال الفراء : هو ينبض ابدا (3) غمزه : عصره وكبسه بيده .
(4) وفى نسخة انما دينى مع دينك وقوله كان ذلك اى ان دينى مقرون بحياتى فمع عدم الدين فكأنى لست بحى .
(5) اكب عليه : اقبل اليه ولزمه